الشيخ عباس محمد
20-07-2019, 11:52 PM
السؤال: علّة عدم محاربته (عليه السلام) للشيخينعلى الرغم من قوة أميرنا الامام علي بن أبي طالب عليه السلام لماذا لم يحارب الشيخين عندما سلبوا منه الولاية وهجموا على داره وكسروا ضلع الزهراء عليها السلام روحي لها الفداء .
الجواب:
ان الامام (عليه السلام) كان حسب تقدير الظروف آنذاك انها لا تحتمل الحرب, وان الخوض في الحرب مع المخالفين يؤدي إلى ضياع الاسلام, وهلاك الفريقين, أو فسح المجال لاعداء الدين ليقضوا على الاسلام, لهذا غضّ الامام (عليه السلام) عليهم طرفه لحفظ أصل الاسلام.
والمسألة لم تكن مسألة نزاع حق شخصي أو دفاع عن حق شخصي، بقدر ما كانت مسألة موازنة ما هو الأصلح للاسلام والرسالة، والامام رأى الاصلح للرسالة هو ان يغضّ عنهم ولا يدخل الحرب, والقوم كانوا يحاولون استدراج الإمام (عليه السلام) إلى الحرب, ولكن الإمام (عليه السلام) ما أراد أن يعطيهم مبرّر للحرب, بان علياً هو الذي بدأ بالحرب, بالعكس الامام (عليه السلام) لزم الصمود والقعود آنذاك عن القتال من أجل حفظ بيضة الاسلام, وهذا قد صرّح به بقوله (عليه السلام) : (لأسالمنّ ما سلمت أمور المسلمين مالم اعلم فيها ظلم إلاّ عليّ خاصة) .
بالإضافة إلى ذلك نجد في (نهج البلاغة) وغيره عن أمير المؤمنين (عليه السلام) التصريحات الكثيرة الدالّة على أنه (عليه السلام) إنّما لم يقم بالأمر لأنّه بقي وحده ولم يكن معه إلاّ القلائل, يقول في الخطبة الشقشقية المعروفة : (وطفقت أرتئي بين أن أصول بيد جذّاء أو أصبر على طخية عمياء يهرم فيها الكبير ويشيب فيها الصغير ويكدح فيها مؤمن حتى يلقى ربّه فرأيت الصبر على هاتا أحجى فصبرت وفي العين قذى وفي الحلق شجا أرى تراثي نهبا ...) .
تعليق على الجواب (1) السلام عليكم
ارجو الرد على هذا المقال الذي يصور العلاقويذكر في رسالة أخرى أرسلها إلى أهل مصر مع عامله الذي استعمله عليها قيس بن سعد بن عبادة الأنصاري:
( بسم الله الرحمن الرحيم من عبد الله علي أمير المؤمنين إلى من بلغه كتابي هذا من المسلمين، سلام عليكم فإني أحمد الله إليكم الذي لا إله إلا هو. أما بعد! فإن الله بحسن صنعه وتقديره وتدبيره اختار الإسلام ديناً لنفسه وملائكته ورسله، وبعث به الرسل إلى عباده وخص من انتخب من خلقه، فكان مما أكرم الله عز وجل به هذه الأمة وخصهم ( به ) من الفضيلة أن بعث محمداً - صلى الله عليه وسلم - ( إليهم ) فعلمهم الكتاب والحكمة والسنة والفرائض، وأدّبهم لكيما يهتدوا، وجمعهم لكيما ( لا ) يتفرقوا، وزكاهم لكيما يتطهروا، فلما قضى من ذلك ما عليه قبضة الله ( إليه, فعليه ) صلوات الله وسلامه ورحمته ورضوانه إنه حميد مجيد. ثم إن المسلمين من بعده استخلفوا امرأين منهم صالحين عملاً بالكتاب وأحسنا السيرة ولم يتعديا السنة ثم توفاهما الله فرحمهما الله) .
("الغارات" ج1 ص210 ومثله باختلاف يسير في شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد، و"ناسخ التواريخ" ج3 كتاب2 ص241 ط إيران، و"مجمع البحار" للمجلسي).
ويقول أيضاً وهو يذكر خلافة الصديق وسيرته :
( فاختار المسلمون بعده (أي النبي صلى الله عليه وسلم) رجلاً منهم، فقارب وسدد بحسب استطاعة على خوف وجد) .
("شرح نهج البلاغة" للميثم البحراني ص400).
ولم اختار المسلمون أبا بكر خليفة للنبي وإماماً لهم ؟
يجيب على هذا السؤال علي والزبير بن العوام رضي الله عنهما بقولهما:
( وإنا نرى أبا بكر أحق الناس بها، إنه لصاحب الغار وثاني اثنين، وإنا لنعرف له سنه، ولقد أمره رسول الله بالصلاة وهو حي) .
("شرح نهج البلاغة" لابن أبي الحديد الشيعي ج1 ص332).
ومعنى ذلك أن خلافته كانت بإيعاز الرسول عليه السلام.
وعلي بن أبى طالب رضي الله عنه قال هذا القول رداً على أبي سفيان حين حرضه على طلب الخلافة كما ذكر ابن أبى الحديد :
( جاء أبو سفيان إلى علي عليه السلام، فقال: وليتم على هذا الأمر أذل بيت في قريش، أما والله لئن شئت لأملأنها على أبي فصيل خيلاً ورجلاً، فقال علي عليه السلام: طالما غششت الإسلام وأهله، فما ضررتهم شيئاً، لا حاجة لنا إلى خيلك ورجلك، لولا أنا رأينا أبا بكر لها أهلاً لما تركناه ) .
("شرح ابن أبي الحديد" ج1 ص130).
ولقد كررّ هذا القول ومثله مرات كرات، وأثبتته كتب الشيعة في صدورها ؛ وهو أن علياً كان يعدّ الصديق أهلاً للخلافة، وأحق الناس بها، لفضائله الجمة ومناقبه الكثيرة حتى حينما قيل له قرب وفاته بعد ما طعنه ابن ملجم : ألا توصي؟ قال:
ما أوصى رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فأوصي، ولكن قال ( أي صلى الله عليه وسلم ) : إن أراد الله خيراً فيجمعهم على خيرهم بعد نبيهم) .
("تلخيص الشافي" للطوسي ج2 ص372 ط النجف).
وأورد مثل هذه الرواية شيخ الشيعة المسمى "علم الهدى" في كتابه الشافي :
( عن أمير المؤمنين عليه السلام لما قيل له: ألا توصي؟ فقال: ما أوصى رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فأوصي، ولكن إذا أراد الله بالناس خيراً استجمعهم على خيرهم كما جمعهم بعد نبيهم على خيرهم) .
("الشافي" ص171 ط النجف).
فهذا علي بن أبى طالب رضي الله عنه يتمنى لشيعته وأنصاره أن يوفقهم الله لرجل خيّر صالح كما وفق الأمة الإسلامية المجيدة بعد وفاته صلى الله عليه وسلم لرجل خيّر صالح هو أبوبكر الصديق رضي الله عنه إمام الهدى، وشيخ الإسلام، ورجل قريش، والمقتدى به بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم حسب ما سماه سيد أهل البيت زوج الزهراء رضي الله عنهما كما رواه السيد مرتضى علم الهدى في كتابه عن جعفر بن محمد عن أبيه
( أن رجلاً من قريش جاء إلى أمير المؤمنين عليه السلام، فقال: سمعتك تقول في الخطبة آنفا: اللهم أصلحنا بما أصلحت به الخلفاء الراشدين، فمن هما؟ قال: حبيباي، وعماك أبو بكر وعمر، وإماما الهدى، وشيخا الإسلام. ورجلا قريش، والمتقدى بهما بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم, من اقتدى بهما عصم، ومن اتبع آثارهما هدى إلى صراط المستقيم) .
("تلخيص الشافي" ج2 ص428).
وقد كرر في نفس الكتاب
( أن علياً عليه السلام قال في خطبته: خير هذه الأمة بعد نبيها أبو بكر وعمر), ولم لا يقول هذا وهو الذي روى :
"إننا كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم على جبل حراء إذ تحرك الجبل، فقال له: قر، فإنه ليس عليك إلا نبي وصدّيق وشهيد"
("الاحتجاج" للطبرسي).
فهذا هو رأى علي رضي الله عنه في أبي بكر.
فالمفروض من القوم الذين يدعون موالاته وبنيه أن يتبعوه وأولاده في آرائهم ومعتقداتهم في أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ورفقائه.
الجواب:
الاول : هذه الرسالة التي ذكرت في المقال عن صاحب الغارات، التي أرسلها الإمام أمير المؤمنين علي (عليه السلام) إلى أهل مصر عندما استعمل عليها عامله قيس بن سعد بن عبادة الأنصاري هي مرسلة ولا سند لها، ولا يمكن ـ من هذه الناحية ـ اتخاذها حجّة فيما يراد اثباته في المقام من الاعتقاد بصلاح الشيخين وحسن سيرتهما، ويشهد لذلك ما يرويه مسلم في صحيحة عن عمر بن الخطاب أنه خاطب العباس وعليّاً (عليه السلام) بأنهما يرياه ـ أي يريا عمر ـ ويريا أبا بكر: كاذبين آثمين غادرين خاطئين (انظر صحيح مسلم 5: 152 باب حكم الفئ) .. فهذا يناهض دعوى أن علياً (عليه السلام) يرى أبا بكر وعمر صالحين وقد عملا بالكتاب واحسنا السيرة..
هذا ما عند أهل السنة وفي أصح صحاحهم، أما ما عند الشيعة فالأمر أوضح من ذلك تماماً.
الثاني : أما المقطع الثاني وهو ما ورد في نهج البلاغة بأن الإمام علي (عليه السلام) قال: ((فاختار المسلمون بعده (أي بعد النبي(ص)) رجلاً منهم، فقارب وسدد...الخ)).
نقول: في بعض النسخ المنقول هكذا: (فقارب وسدد حسب استطاعته على ضعف وحد كانا فيه) (انظر شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد 2: 218).. ولكن هذا النص ـ على التسليم بصحة سنده ـ لا يستفاد منه أكثر من تشخيص واقع خارجي كان عليه أبو بكر، وهو لا يعني بأي حال من الأحوال شرعنة خلافة أبي بكر التي هي محل الكلام عندنا في مسألة الإمامة؛ إذ قد يكون الإنسان ادارياً ناجحاً بفعل قابلياته وقدراته الذاتية إلا ان المنصب الإداري الذي يتسنمه لم يصل إليه بشكل مشروع، فهذا لا يعني بأي حال من الأحوال صلاح أمره مع أن النص المذكور لم يرتق ِ.
مستوى المدح والثناء الفائق، بل عبارة ((على ضعف وحد كانا فيه)) تدحض دعوى المدح والثناء هذه وتجعلها في إطار محدود، فتأمل العبارة جيداً.
أما بقية الموارد فيمكنكم مراجعتها على موقعنا، حرف الصاد، الصحابة السؤال: أقوال مزعومة في مدح بعض الصحابة.
الجواب:
ان الامام (عليه السلام) كان حسب تقدير الظروف آنذاك انها لا تحتمل الحرب, وان الخوض في الحرب مع المخالفين يؤدي إلى ضياع الاسلام, وهلاك الفريقين, أو فسح المجال لاعداء الدين ليقضوا على الاسلام, لهذا غضّ الامام (عليه السلام) عليهم طرفه لحفظ أصل الاسلام.
والمسألة لم تكن مسألة نزاع حق شخصي أو دفاع عن حق شخصي، بقدر ما كانت مسألة موازنة ما هو الأصلح للاسلام والرسالة، والامام رأى الاصلح للرسالة هو ان يغضّ عنهم ولا يدخل الحرب, والقوم كانوا يحاولون استدراج الإمام (عليه السلام) إلى الحرب, ولكن الإمام (عليه السلام) ما أراد أن يعطيهم مبرّر للحرب, بان علياً هو الذي بدأ بالحرب, بالعكس الامام (عليه السلام) لزم الصمود والقعود آنذاك عن القتال من أجل حفظ بيضة الاسلام, وهذا قد صرّح به بقوله (عليه السلام) : (لأسالمنّ ما سلمت أمور المسلمين مالم اعلم فيها ظلم إلاّ عليّ خاصة) .
بالإضافة إلى ذلك نجد في (نهج البلاغة) وغيره عن أمير المؤمنين (عليه السلام) التصريحات الكثيرة الدالّة على أنه (عليه السلام) إنّما لم يقم بالأمر لأنّه بقي وحده ولم يكن معه إلاّ القلائل, يقول في الخطبة الشقشقية المعروفة : (وطفقت أرتئي بين أن أصول بيد جذّاء أو أصبر على طخية عمياء يهرم فيها الكبير ويشيب فيها الصغير ويكدح فيها مؤمن حتى يلقى ربّه فرأيت الصبر على هاتا أحجى فصبرت وفي العين قذى وفي الحلق شجا أرى تراثي نهبا ...) .
تعليق على الجواب (1) السلام عليكم
ارجو الرد على هذا المقال الذي يصور العلاقويذكر في رسالة أخرى أرسلها إلى أهل مصر مع عامله الذي استعمله عليها قيس بن سعد بن عبادة الأنصاري:
( بسم الله الرحمن الرحيم من عبد الله علي أمير المؤمنين إلى من بلغه كتابي هذا من المسلمين، سلام عليكم فإني أحمد الله إليكم الذي لا إله إلا هو. أما بعد! فإن الله بحسن صنعه وتقديره وتدبيره اختار الإسلام ديناً لنفسه وملائكته ورسله، وبعث به الرسل إلى عباده وخص من انتخب من خلقه، فكان مما أكرم الله عز وجل به هذه الأمة وخصهم ( به ) من الفضيلة أن بعث محمداً - صلى الله عليه وسلم - ( إليهم ) فعلمهم الكتاب والحكمة والسنة والفرائض، وأدّبهم لكيما يهتدوا، وجمعهم لكيما ( لا ) يتفرقوا، وزكاهم لكيما يتطهروا، فلما قضى من ذلك ما عليه قبضة الله ( إليه, فعليه ) صلوات الله وسلامه ورحمته ورضوانه إنه حميد مجيد. ثم إن المسلمين من بعده استخلفوا امرأين منهم صالحين عملاً بالكتاب وأحسنا السيرة ولم يتعديا السنة ثم توفاهما الله فرحمهما الله) .
("الغارات" ج1 ص210 ومثله باختلاف يسير في شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد، و"ناسخ التواريخ" ج3 كتاب2 ص241 ط إيران، و"مجمع البحار" للمجلسي).
ويقول أيضاً وهو يذكر خلافة الصديق وسيرته :
( فاختار المسلمون بعده (أي النبي صلى الله عليه وسلم) رجلاً منهم، فقارب وسدد بحسب استطاعة على خوف وجد) .
("شرح نهج البلاغة" للميثم البحراني ص400).
ولم اختار المسلمون أبا بكر خليفة للنبي وإماماً لهم ؟
يجيب على هذا السؤال علي والزبير بن العوام رضي الله عنهما بقولهما:
( وإنا نرى أبا بكر أحق الناس بها، إنه لصاحب الغار وثاني اثنين، وإنا لنعرف له سنه، ولقد أمره رسول الله بالصلاة وهو حي) .
("شرح نهج البلاغة" لابن أبي الحديد الشيعي ج1 ص332).
ومعنى ذلك أن خلافته كانت بإيعاز الرسول عليه السلام.
وعلي بن أبى طالب رضي الله عنه قال هذا القول رداً على أبي سفيان حين حرضه على طلب الخلافة كما ذكر ابن أبى الحديد :
( جاء أبو سفيان إلى علي عليه السلام، فقال: وليتم على هذا الأمر أذل بيت في قريش، أما والله لئن شئت لأملأنها على أبي فصيل خيلاً ورجلاً، فقال علي عليه السلام: طالما غششت الإسلام وأهله، فما ضررتهم شيئاً، لا حاجة لنا إلى خيلك ورجلك، لولا أنا رأينا أبا بكر لها أهلاً لما تركناه ) .
("شرح ابن أبي الحديد" ج1 ص130).
ولقد كررّ هذا القول ومثله مرات كرات، وأثبتته كتب الشيعة في صدورها ؛ وهو أن علياً كان يعدّ الصديق أهلاً للخلافة، وأحق الناس بها، لفضائله الجمة ومناقبه الكثيرة حتى حينما قيل له قرب وفاته بعد ما طعنه ابن ملجم : ألا توصي؟ قال:
ما أوصى رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فأوصي، ولكن قال ( أي صلى الله عليه وسلم ) : إن أراد الله خيراً فيجمعهم على خيرهم بعد نبيهم) .
("تلخيص الشافي" للطوسي ج2 ص372 ط النجف).
وأورد مثل هذه الرواية شيخ الشيعة المسمى "علم الهدى" في كتابه الشافي :
( عن أمير المؤمنين عليه السلام لما قيل له: ألا توصي؟ فقال: ما أوصى رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فأوصي، ولكن إذا أراد الله بالناس خيراً استجمعهم على خيرهم كما جمعهم بعد نبيهم على خيرهم) .
("الشافي" ص171 ط النجف).
فهذا علي بن أبى طالب رضي الله عنه يتمنى لشيعته وأنصاره أن يوفقهم الله لرجل خيّر صالح كما وفق الأمة الإسلامية المجيدة بعد وفاته صلى الله عليه وسلم لرجل خيّر صالح هو أبوبكر الصديق رضي الله عنه إمام الهدى، وشيخ الإسلام، ورجل قريش، والمقتدى به بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم حسب ما سماه سيد أهل البيت زوج الزهراء رضي الله عنهما كما رواه السيد مرتضى علم الهدى في كتابه عن جعفر بن محمد عن أبيه
( أن رجلاً من قريش جاء إلى أمير المؤمنين عليه السلام، فقال: سمعتك تقول في الخطبة آنفا: اللهم أصلحنا بما أصلحت به الخلفاء الراشدين، فمن هما؟ قال: حبيباي، وعماك أبو بكر وعمر، وإماما الهدى، وشيخا الإسلام. ورجلا قريش، والمتقدى بهما بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم, من اقتدى بهما عصم، ومن اتبع آثارهما هدى إلى صراط المستقيم) .
("تلخيص الشافي" ج2 ص428).
وقد كرر في نفس الكتاب
( أن علياً عليه السلام قال في خطبته: خير هذه الأمة بعد نبيها أبو بكر وعمر), ولم لا يقول هذا وهو الذي روى :
"إننا كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم على جبل حراء إذ تحرك الجبل، فقال له: قر، فإنه ليس عليك إلا نبي وصدّيق وشهيد"
("الاحتجاج" للطبرسي).
فهذا هو رأى علي رضي الله عنه في أبي بكر.
فالمفروض من القوم الذين يدعون موالاته وبنيه أن يتبعوه وأولاده في آرائهم ومعتقداتهم في أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ورفقائه.
الجواب:
الاول : هذه الرسالة التي ذكرت في المقال عن صاحب الغارات، التي أرسلها الإمام أمير المؤمنين علي (عليه السلام) إلى أهل مصر عندما استعمل عليها عامله قيس بن سعد بن عبادة الأنصاري هي مرسلة ولا سند لها، ولا يمكن ـ من هذه الناحية ـ اتخاذها حجّة فيما يراد اثباته في المقام من الاعتقاد بصلاح الشيخين وحسن سيرتهما، ويشهد لذلك ما يرويه مسلم في صحيحة عن عمر بن الخطاب أنه خاطب العباس وعليّاً (عليه السلام) بأنهما يرياه ـ أي يريا عمر ـ ويريا أبا بكر: كاذبين آثمين غادرين خاطئين (انظر صحيح مسلم 5: 152 باب حكم الفئ) .. فهذا يناهض دعوى أن علياً (عليه السلام) يرى أبا بكر وعمر صالحين وقد عملا بالكتاب واحسنا السيرة..
هذا ما عند أهل السنة وفي أصح صحاحهم، أما ما عند الشيعة فالأمر أوضح من ذلك تماماً.
الثاني : أما المقطع الثاني وهو ما ورد في نهج البلاغة بأن الإمام علي (عليه السلام) قال: ((فاختار المسلمون بعده (أي بعد النبي(ص)) رجلاً منهم، فقارب وسدد...الخ)).
نقول: في بعض النسخ المنقول هكذا: (فقارب وسدد حسب استطاعته على ضعف وحد كانا فيه) (انظر شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد 2: 218).. ولكن هذا النص ـ على التسليم بصحة سنده ـ لا يستفاد منه أكثر من تشخيص واقع خارجي كان عليه أبو بكر، وهو لا يعني بأي حال من الأحوال شرعنة خلافة أبي بكر التي هي محل الكلام عندنا في مسألة الإمامة؛ إذ قد يكون الإنسان ادارياً ناجحاً بفعل قابلياته وقدراته الذاتية إلا ان المنصب الإداري الذي يتسنمه لم يصل إليه بشكل مشروع، فهذا لا يعني بأي حال من الأحوال صلاح أمره مع أن النص المذكور لم يرتق ِ.
مستوى المدح والثناء الفائق، بل عبارة ((على ضعف وحد كانا فيه)) تدحض دعوى المدح والثناء هذه وتجعلها في إطار محدود، فتأمل العبارة جيداً.
أما بقية الموارد فيمكنكم مراجعتها على موقعنا، حرف الصاد، الصحابة السؤال: أقوال مزعومة في مدح بعض الصحابة.