المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : لماذا لم يقاتل الإمام (عليه السلام) من دخل بيته


الشيخ عباس محمد
21-07-2019, 10:46 PM
السؤال: لماذا لم يقاتل الإمام (عليه السلام) من دخل بيتهما هو تفسير الحديث وفيمن نزل
قال الرسول صلى الله عليه و على آل بيته الطيبيين الطاهرين: (إن الله ليبغض من يدخل عليه في بيته فلا يقاتل).
هل تشمل الامام علي عليه السلام عند هجوم القوم على بيته؟

الجواب:
يذكر هذا الحديث عن الكلام بين الفقهاء عن حكم اللص الذي يدخل البيوت لأجل القتل او المال أو العرض فيذكر الفقهاء جواز المقاتله حينذاك وأعطوه حكم المحارب لكن لا يفتي الأصحاب بجواز القتل على إطلاقه بل يقيدوه بما إذا روعي فيه مراتب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فيتدرج في الدفع من الأدنى إلى الأعلى.
بمعنى ان كان ينفع من أجل التخلص من اللص مرتبه أدنى من القتل لابد من العمل بها قبل الوصول إلى المرتبة الأشد.
ولعل سائل يسأل لماذا لم يقاتل الإمام علي (عليه السلام) القوم عند هجومهم على داره وللإجابة على ذلك نقول:
1- لا يستفاد من هذا الحديث وجوب القتال على كل حال حتى يقال لماذا لم يفعل الإمام كذلك.
2- ان هذا الحكم يمكن أن يقدم عليه حكم آخر وهو وجوب الحفاظ على بيضة الإسلام وعدم خرق وحدة المسلمين فيقدم دليلها على دليل القتال.
3- ان تقديم المصلحة العامة أولى من تقديم المصلحة الشخصية المتمثلة بانتهاك بيت الإمام.
4- ان الإمام (عليه السلام) كان عنده نص من رسول الله بعدم مقاتلة القوم وهذا النص يقف حائلاً دون القتال.
5- ان القتال يحتمل الانتصار أو القتل وضرر قتل الإمام عظيم فالحفاظ على النفس أهم من التعرض لإنتهاك حرمة البيت.
6- ان الوارد في كتب التاريخ ان القوم عاجلوه وأخذوا السيف فصار لا طاقة له على القتال مع كثرتهم وتسليمهم.
7- وان كانت عملية الاقتحام غير شرعيه ولا أخلاقية بل وحشية إلا ان القوم لا يريدون من الإمام إلا البيعة فلعله لا موجب للقتال لمجرد إحضار الإمام إلى المسجد.
8- وإذا كان الأمر كما يدعي الشيعة من وهو الحق من الإمام (عليه السلام) كان في كل ذلك في طاعة الله وطاعة رسوله (صلى الله عليه وآله) لأنه كان من اجل الحفاظ على الإسلام بوصية من رسول الله (صلى الله عليه وآله)، فكيف يكون مصداقاً للحديث أي يكون مبغوضاً لله، فهل يعقل ان يكون المرء في فعل واحد مرضياً عند الله ومبغوضاً في نفس الوقت.
ولذا فان موضوع الحديث لا يتحقق في مورد الإمام (عليه السلام) لما قلنا ولأن الحديث أيضاً مشروط بشروط لم تتحقق في ذلك الظرف.