الشيخ عباس محمد
02-08-2019, 10:39 PM
السؤال: لا غلو في حبه (عليه السلام)اود ان افهم مدى الغلو في الامام علي وكيف ان الامام علي روح من الرسول صلى الله عليه وسلم وكيف ان الامام علي كرم الله وجه قال: انا عبد من عبيد الرسول.
الجواب:
نود إعلامك أن الغلو بمعنى تجاوز الشيء حده, لذا نهي عن الغلو في قوله تعالى: (( قل يا أهل الكتاب لا تغلو في دينكم غير الحق )) (المائدة:77) لأن النصارى قالوا أن المسيح ابن الله وهذا غلوٌ في حق عيسى (عليه السلام) كونه ابن الله, وغلو في حق الله تعالى لأنهم نسبوا له ولداً, تعالى الله عن ذلك علواً كبيراً.
ثم إذا كان قصدك من الغلو في الإمام علي (عليه السلام) هو الحب الذي يكنّه الشيعة له, فهذا لا يعد غلواً, فان الشيعة قد تبعت بذلك الله تعالى ورسوله (صلى الله عليه وآله) ولم تتجاوز ذلك أبداً .
ففي حديث الراية قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلّم): (... لأعطين الراية - أو ليأخذن الراية غداً رجلاً يحبه الله ورسوله أو قال يحب الله ورسوله - يفتح الله عليه، فإذا نحن بعلي وما نرجوه فقالوا هذا عليٌ فأعطاه رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلّم) ففتح الله عليه). (البخاري : 23:5/ باب مناقب علي (ع) ).
وفي المستدرك للحاكم روى عن عوف بن أبي عثمان النهدي قال : قال رجل لسلمان ما أشد حبك لعلي ! قال : سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلّم) يقول : (من أحب علياً فقد أحبني ومن أبغض علياً فقد أبغضني) (المستدرك على الصحيحين /كتاب معرفة الصحابة 141:3).
وهكذا ورد في علي بن أبي طالب (عليه السلام) كل خير وفي موالاته كل نجاة, فهل حبه الذي فرضه النبي (صلى الله عليه وآله وسلّم) علينا يعد غلواً وتجاوزاً ؟! نعيذك بالله أن تجعل ما فعله النبي (صلى الله عليه وآله وسلّم) غلواً وغير الحق, وهكذا هو تعاملنا مع علي (عليه السلام) لا يتجاوز ما أمرنا النبي (صلى الله عليه وآله وسلّم) في حبه وولايته .
ففي قوله تعالى: (( ومن يتول الله ورسوله والذين آمنوا فان حزب الله هم الغالبون )) (المائدة:55)، روى الحاكم عن مقاتل عن الضحاك عن ابن عباس: (( ومن يتولى الله )) يعني يحب الله (( ورسوله )) يعني محمداً (( والذين آمنوا )) يعني ويحب علي بن أبي طالب (( فان حزب الله هم الغالبون )) يعني شيعة الله وشيعة محمّد وشيعة علي هم الغالبون يعني العالون على جميع العباد الظاهرون على المخالفين لهم, قال ابن عباس : فبدأ الله في هذه الآية بنفسه ثم ثنّى بمحمّد ثم ثـلّث بعلي ثم قال : فلما نزلت هذه الآية قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلّم) : (رحم الله علياً اللهم أدر الحق معه حيث دار).
قال ابن مؤمن ـ وهو ابن مؤمن الشيرازي من علماء أهل السنة ـ لا خلاف بين المفسرين أن هذه الآية نزلت في أمير المؤمنين علي . (شواهد التنزيل للحاكم النيسابوري 246:1).
فإذا كان الأمر في علي (عليه السلام) هكذا فهل هذا غلو ؟! وهل تقول الشيعة غير هذا في علي(عليه السلام)؟ فهذه مرويات أهل السنة تؤكد ما تذهب إليه الشيعة وما تعتقده في علي (عليه السلام) فهل هذا يعد غلو فيه ؟! وما ذكرته من السؤال (( كيف أن الإمام علي روح من الرسول (صلى الله عليه وآله وسلّم) )).
فانا نؤكد أن المقصود من الروح في سؤالك تعني قبل الخلقة, وما بعد الخلقة :
أما قبل الخلقة، فان حديث النورانية يؤكد أن النبي (صلى الله عليه وآله وسلّم) وعلي بن أبي طالب (عليه السلام) كانا نوراً واحداً فلما خلق الله آدم قسّم ذلك النور إلى جزئين فجزء رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلّم) وجزء علي بن أبي طالب (عليه السلام), وهذا الحديث قد تواتر عند علماء أهل السنة كما تواتر عند الشيعة, فمن علماء السنة, رواه (الخوارزمي في مناقبه ص 87 عن سلمان، والعلامة سبط ابن الجوزي في تذكرة الخواص : 52, وابن أبي الحديد المعتزلي في شرح النهج 450:2, والعلامة الگلنجي في كفاية الطالب:176, ومحب الدين الطبري في الرياض النضرة 164:2, والعلامة الحمويني في فرائد السمطين) .
وقد روى الحافظ الذهبي في (ميزان الاعتدال 235:2) طبعة القاهرة عن سلمان عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلّم) قال : (كنت أنا وعلي نوراً يسبّح الله ويقدّسه قبل أن يخلق آدم بأربعة ألف عام).
ورواه ابن حجر العسقلاني في (لسان الميزان 229:2)، وروى ذلك العلامة سليمان البلخي القندوزي الشافعي في (ينابيع المودة:10).
هذا بعض ما رواه علماء أهل السنة في أن النبي (صلى الله عليه وآله وسلّم) وعلي (عليه السلام) كانا نوراً واحداً ثم قسّم إلى نورين أحدهما النبي (صلى الله عليه وآله وسلّم) والآخر علي (عليه السلام)، مما يعني أنهما روح واحدة في أصل خلقتهما وهي ما تعنيه أحاديث النور الواحد الآنفة الذكر .
أما بعد الخلقة، فان القرآن قد نص على ذلك في قوله تعالى : (( فمن حاجك فيه من بعد ما جاءك من العلم فقل تعالوا ندع أبناءنا وأبنائكم ونسائنا ونسائكم وأنفسنا وأنفسكم )) (آل عمران:61)، فقد روى السيوطي في تفسيره ما أخرجه ابن مردويه وأبو نعيم في (الدلائل) عن جابر انه قال: (( أنفسنا وأنفسكم )) رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلّم) وعلي وأبناءنا الحسن والحسين ونساءنا فاطمة. (الدر المنثور للسيوطي في تفسيره الآية 231:3).
والخطاب كان موجهاً من النبي (صلى الله عليه وآله وسلّم) للنصارى بقوله ندعو أبناءنا وهما الحسن والحسين وأبناءكم وندعو نساءنا وهي فاطمة ونساءكم وندعو (( أنفسنا )) يعني نفس النبي الذي هو علي لأن الضمير «نا» وهو ضمير المتكلم يرجع إلى علي فعلي نفس النبي بمقتضى سياق الآية .
وقد روى ذلك من علماء أهل السنة الزمخشري في (الكشاف 369:1, والقرطبي في الجامع لأحكام القرآن 104:4, والحاكم في شواهد التنزيل 155:1, وروى ذلك ابن المغازلي في الحديث 310 من كتابه مناقب الإمام أمير المؤمنين : 263, والواحدي في أسباب النزول : 74, وابن عساكر في تاريخ دمشق 225:1، وفي صحيح مسلم 120:7، وفي صحيح الترمذي 638:5, والطبراني في دلائل النبوة 297:1, وابن كثير في تفسير 52:25).
هذا ما أمكننا ذكره في هذه العجالة, وقد ثبت أن علي (عليه السلام) نفس النبي (صلى الله عليه وآله وسلّم) أي روحه كما عبّرت في سؤالك . وقد ذكر ابن ماجه في (صحيحه 44:1) عن أبي إسحاق عن حبشي بن جنادة قال : سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلّم) يقول: (علي مني وأنا منه ولا يؤدي عني إلاّ علي). وروى الترمذي في (سننه 633:5) أيضاً نفس لفظ الحديث إلاّ إنه زاد : (... ولا يؤدي عني إلاّ أنا أو علي) .
وقوله (صلى الله عليه وآله وسلّم): (علي مني وأنا منه) يعني أن «من» التي تفيد التبعيض تؤكد أن علياً(عليه السلام) من النبي (صلى الله عليه وآله وسلّم) أي امتداد له وهو نفسه, وليس في ذلك دعوى تدعيها الشيعة دونما تستند إلى نصوص صريحة صحيحة .
على أن كلامنا هذا يؤكده أبو بكر في حق علي (عليه السلام) ومنزلته, فقد أخرج الدارقطني ما رواه السماك أن أبا بكر قال له : سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلّم) يقول : (لا يجوز أحد الصراط إلاّ من كتب له علي الجواز) (الصواعق المحرقة لابن حجر : 127/ طبعة مكتبة القاهرة) .
أما قولك أن علي (عليه السلام) قال : (أنا عبد من عبيد الرسول (صلى الله عليه وآله وسلّم)). فهذا لا ينافي عبودية علي (عليه السلام) لله تعالى، فعلي (عليه السلام) عبدٌ لله ورسول الله عبدٌ لله, ومعنى قوله: (أنا عبد من عبيد (محمّد)) يعني أنا تابع من أتباعه ومطيع له, وهو بمعنى قولك أن زيد عبدٌ لعمرو أي أن عمرو له حق الطاعة على زيد، ولا يعني أن تريد يعبد عمراً فالعبد هنا تابعٌ لسيده ومطيع له, وهذا منتهى إخلاص علي (عليه السلام) للنبي (صلى الله عليه وآله وسلّم) فهو يقر له بالطاعة والاتباع، وليس كما تتصور أن ذلك يعني العبودية المطلقة, فالعبودية المطلقة لله تعالى وحده لا يشاركه فيه أحد ومن قال خلاف ذلك فهو كافر مشرك .
الجواب:
نود إعلامك أن الغلو بمعنى تجاوز الشيء حده, لذا نهي عن الغلو في قوله تعالى: (( قل يا أهل الكتاب لا تغلو في دينكم غير الحق )) (المائدة:77) لأن النصارى قالوا أن المسيح ابن الله وهذا غلوٌ في حق عيسى (عليه السلام) كونه ابن الله, وغلو في حق الله تعالى لأنهم نسبوا له ولداً, تعالى الله عن ذلك علواً كبيراً.
ثم إذا كان قصدك من الغلو في الإمام علي (عليه السلام) هو الحب الذي يكنّه الشيعة له, فهذا لا يعد غلواً, فان الشيعة قد تبعت بذلك الله تعالى ورسوله (صلى الله عليه وآله) ولم تتجاوز ذلك أبداً .
ففي حديث الراية قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلّم): (... لأعطين الراية - أو ليأخذن الراية غداً رجلاً يحبه الله ورسوله أو قال يحب الله ورسوله - يفتح الله عليه، فإذا نحن بعلي وما نرجوه فقالوا هذا عليٌ فأعطاه رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلّم) ففتح الله عليه). (البخاري : 23:5/ باب مناقب علي (ع) ).
وفي المستدرك للحاكم روى عن عوف بن أبي عثمان النهدي قال : قال رجل لسلمان ما أشد حبك لعلي ! قال : سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلّم) يقول : (من أحب علياً فقد أحبني ومن أبغض علياً فقد أبغضني) (المستدرك على الصحيحين /كتاب معرفة الصحابة 141:3).
وهكذا ورد في علي بن أبي طالب (عليه السلام) كل خير وفي موالاته كل نجاة, فهل حبه الذي فرضه النبي (صلى الله عليه وآله وسلّم) علينا يعد غلواً وتجاوزاً ؟! نعيذك بالله أن تجعل ما فعله النبي (صلى الله عليه وآله وسلّم) غلواً وغير الحق, وهكذا هو تعاملنا مع علي (عليه السلام) لا يتجاوز ما أمرنا النبي (صلى الله عليه وآله وسلّم) في حبه وولايته .
ففي قوله تعالى: (( ومن يتول الله ورسوله والذين آمنوا فان حزب الله هم الغالبون )) (المائدة:55)، روى الحاكم عن مقاتل عن الضحاك عن ابن عباس: (( ومن يتولى الله )) يعني يحب الله (( ورسوله )) يعني محمداً (( والذين آمنوا )) يعني ويحب علي بن أبي طالب (( فان حزب الله هم الغالبون )) يعني شيعة الله وشيعة محمّد وشيعة علي هم الغالبون يعني العالون على جميع العباد الظاهرون على المخالفين لهم, قال ابن عباس : فبدأ الله في هذه الآية بنفسه ثم ثنّى بمحمّد ثم ثـلّث بعلي ثم قال : فلما نزلت هذه الآية قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلّم) : (رحم الله علياً اللهم أدر الحق معه حيث دار).
قال ابن مؤمن ـ وهو ابن مؤمن الشيرازي من علماء أهل السنة ـ لا خلاف بين المفسرين أن هذه الآية نزلت في أمير المؤمنين علي . (شواهد التنزيل للحاكم النيسابوري 246:1).
فإذا كان الأمر في علي (عليه السلام) هكذا فهل هذا غلو ؟! وهل تقول الشيعة غير هذا في علي(عليه السلام)؟ فهذه مرويات أهل السنة تؤكد ما تذهب إليه الشيعة وما تعتقده في علي (عليه السلام) فهل هذا يعد غلو فيه ؟! وما ذكرته من السؤال (( كيف أن الإمام علي روح من الرسول (صلى الله عليه وآله وسلّم) )).
فانا نؤكد أن المقصود من الروح في سؤالك تعني قبل الخلقة, وما بعد الخلقة :
أما قبل الخلقة، فان حديث النورانية يؤكد أن النبي (صلى الله عليه وآله وسلّم) وعلي بن أبي طالب (عليه السلام) كانا نوراً واحداً فلما خلق الله آدم قسّم ذلك النور إلى جزئين فجزء رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلّم) وجزء علي بن أبي طالب (عليه السلام), وهذا الحديث قد تواتر عند علماء أهل السنة كما تواتر عند الشيعة, فمن علماء السنة, رواه (الخوارزمي في مناقبه ص 87 عن سلمان، والعلامة سبط ابن الجوزي في تذكرة الخواص : 52, وابن أبي الحديد المعتزلي في شرح النهج 450:2, والعلامة الگلنجي في كفاية الطالب:176, ومحب الدين الطبري في الرياض النضرة 164:2, والعلامة الحمويني في فرائد السمطين) .
وقد روى الحافظ الذهبي في (ميزان الاعتدال 235:2) طبعة القاهرة عن سلمان عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلّم) قال : (كنت أنا وعلي نوراً يسبّح الله ويقدّسه قبل أن يخلق آدم بأربعة ألف عام).
ورواه ابن حجر العسقلاني في (لسان الميزان 229:2)، وروى ذلك العلامة سليمان البلخي القندوزي الشافعي في (ينابيع المودة:10).
هذا بعض ما رواه علماء أهل السنة في أن النبي (صلى الله عليه وآله وسلّم) وعلي (عليه السلام) كانا نوراً واحداً ثم قسّم إلى نورين أحدهما النبي (صلى الله عليه وآله وسلّم) والآخر علي (عليه السلام)، مما يعني أنهما روح واحدة في أصل خلقتهما وهي ما تعنيه أحاديث النور الواحد الآنفة الذكر .
أما بعد الخلقة، فان القرآن قد نص على ذلك في قوله تعالى : (( فمن حاجك فيه من بعد ما جاءك من العلم فقل تعالوا ندع أبناءنا وأبنائكم ونسائنا ونسائكم وأنفسنا وأنفسكم )) (آل عمران:61)، فقد روى السيوطي في تفسيره ما أخرجه ابن مردويه وأبو نعيم في (الدلائل) عن جابر انه قال: (( أنفسنا وأنفسكم )) رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلّم) وعلي وأبناءنا الحسن والحسين ونساءنا فاطمة. (الدر المنثور للسيوطي في تفسيره الآية 231:3).
والخطاب كان موجهاً من النبي (صلى الله عليه وآله وسلّم) للنصارى بقوله ندعو أبناءنا وهما الحسن والحسين وأبناءكم وندعو نساءنا وهي فاطمة ونساءكم وندعو (( أنفسنا )) يعني نفس النبي الذي هو علي لأن الضمير «نا» وهو ضمير المتكلم يرجع إلى علي فعلي نفس النبي بمقتضى سياق الآية .
وقد روى ذلك من علماء أهل السنة الزمخشري في (الكشاف 369:1, والقرطبي في الجامع لأحكام القرآن 104:4, والحاكم في شواهد التنزيل 155:1, وروى ذلك ابن المغازلي في الحديث 310 من كتابه مناقب الإمام أمير المؤمنين : 263, والواحدي في أسباب النزول : 74, وابن عساكر في تاريخ دمشق 225:1، وفي صحيح مسلم 120:7، وفي صحيح الترمذي 638:5, والطبراني في دلائل النبوة 297:1, وابن كثير في تفسير 52:25).
هذا ما أمكننا ذكره في هذه العجالة, وقد ثبت أن علي (عليه السلام) نفس النبي (صلى الله عليه وآله وسلّم) أي روحه كما عبّرت في سؤالك . وقد ذكر ابن ماجه في (صحيحه 44:1) عن أبي إسحاق عن حبشي بن جنادة قال : سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلّم) يقول: (علي مني وأنا منه ولا يؤدي عني إلاّ علي). وروى الترمذي في (سننه 633:5) أيضاً نفس لفظ الحديث إلاّ إنه زاد : (... ولا يؤدي عني إلاّ أنا أو علي) .
وقوله (صلى الله عليه وآله وسلّم): (علي مني وأنا منه) يعني أن «من» التي تفيد التبعيض تؤكد أن علياً(عليه السلام) من النبي (صلى الله عليه وآله وسلّم) أي امتداد له وهو نفسه, وليس في ذلك دعوى تدعيها الشيعة دونما تستند إلى نصوص صريحة صحيحة .
على أن كلامنا هذا يؤكده أبو بكر في حق علي (عليه السلام) ومنزلته, فقد أخرج الدارقطني ما رواه السماك أن أبا بكر قال له : سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلّم) يقول : (لا يجوز أحد الصراط إلاّ من كتب له علي الجواز) (الصواعق المحرقة لابن حجر : 127/ طبعة مكتبة القاهرة) .
أما قولك أن علي (عليه السلام) قال : (أنا عبد من عبيد الرسول (صلى الله عليه وآله وسلّم)). فهذا لا ينافي عبودية علي (عليه السلام) لله تعالى، فعلي (عليه السلام) عبدٌ لله ورسول الله عبدٌ لله, ومعنى قوله: (أنا عبد من عبيد (محمّد)) يعني أنا تابع من أتباعه ومطيع له, وهو بمعنى قولك أن زيد عبدٌ لعمرو أي أن عمرو له حق الطاعة على زيد، ولا يعني أن تريد يعبد عمراً فالعبد هنا تابعٌ لسيده ومطيع له, وهذا منتهى إخلاص علي (عليه السلام) للنبي (صلى الله عليه وآله وسلّم) فهو يقر له بالطاعة والاتباع، وليس كما تتصور أن ذلك يعني العبودية المطلقة, فالعبودية المطلقة لله تعالى وحده لا يشاركه فيه أحد ومن قال خلاف ذلك فهو كافر مشرك .