جعفر المندلاوي
15-09-2019, 01:53 AM
إنحدار السقيفة
====================
بقلمي جعفر ملا عبد المندلاوي
15محرم 1414هـ :: 15-9-2019
البحر الكامل
خَلَقَ الخلائقَ ربُنّا لعبادةٍ == (وقل اعملوا) لا تنفعُ الأنسابُ
ومضت سنين قرونها وتباعدت = وتوالت الأزمان والأحقابُ
أممٌ تفاخر في فخامة مجدها == بحضارةٍ ما يُوجب الإعجاب
أممٌ أتاها الخسف أخرى زلزلت = فغدت مساكنهم بها أخرابُ
بعضٌ بريحٍ صَرْصرٍ قد أُهْلِكوا === قومٌ بفيضٍ اُغرِقوا ما تابوا
وعجائب التاريخ في تدوينه == يُرمَى الشريفُ ويُمدَحُ الأذناب
وحقائق الأحداث في تاريخنا == يُدنَى الدنيءُ ويُبْعَدُ الأطياب
درر الحقائق اُخفيت وتكشفت = أنباؤها عن كذْبها ينجاب
ضمّـت خفاياها مفاخر أمّة == وَطَفَا الرذائلُ ، تُنشرُ الأثلابُ
منعوا الرواية عن عليٍّ بينما == نشروا لذاك الداعرُ الخيّاب
قد غُيّبت أنباء آل محمدٍ == حسداً وبغضاً فيهم قد جابوا
فإذا وصلنا عند بيت نبيّنا == جمع القلوبَ ورُمِّمَ الإشعابُ
نشر العقيدة صفوها ونقائها ==== قُدْسٌ صفـيٌ صادقٌ ثوَّابُ
حتى إذا اكتملتْ معالمُ دينِنا === رحل النبيُّ تَفجَّعَ الأحبابُ
لبّى نداء الله فانقلب الأُلى ===== حَنَّ القريبُ وزُلزل المرتابُ
فغَدوا حيارى حوله بترقُّبٍ = طلب الكتاب فعارض الأصحاب
منعوا كتابتَه وقالوا حسبُنا ====== قد قالها من بينهم هيّابُ
وتجمهروا وتخالفوا في قوله == بعضٌ تمنى بعضهم قد هابوا
قال أهل بيتي فاخلفوني فيهم === عَلَمُ الامامة للهدى اسبابُ
واحسرتاهُ لم يبالي قومُه ====== تحذيرَه بلْ أُضْمِرَ الإغْضابُ
فشكا لجبرائيل غمّاً مقلقاً ======== لدماء آل محمد قد صابوا
فأصابه روحي فداه مضرَّةً ======== من أمّة زادوه كرباً رابوا
سلمان يروي كيف جاءوا دارها = ضغطوا عليها بابها الخوّابُ
رحل النبيّ الى الجليل فما مضى == حتى غزا دورَ الهدى الأعرابُ
وأتى الطغام من السقيفة داهموا === وتلوّثت من سطْوها الأعتابُ
أعتاب بيتٍ طالما هبطت به ===== سرب الملائك إثْرُه أسرابُ
جبريلُ عظَّم أهلَه إن جاءهم ===== مستأذناً أو تُطرقُ الأبوابُ
سقط الجنين فيا لرزءِ محمّدٍ === وعلى شريعته سطا الأغرابُ
فتجرأ الطلقاء منذ تجاسروا ===== ولدار فاطمةٍ أتى الأحزاب
وبشعلة النار التي جاءوا بها ===== بيد الطغام تكاثر الأحطاب
وبكبسهم للباب يُكسرُ ضلعها == سقط الجنين بقتله قد آبوا
قالوا لهم فيها البتول وولْدها = قالوا وإن هيا احرقوا واغتابوا
الله أكبر دورهم كشفت وقد = وصّى النبيّ بحفظهم ما نابوا
فمضت بوجدٍ فاطمٌ وتألّمٍ == من جورهم وازدادت الأوصاب
وشكت لباريها اغتصاب حقوقها == هم أجحفوا وتعسّف الكذّاب
وقست قلوب صحابةٍ بفظاظةٍ == كُشِف اللثام وبانت الأنياب
وبه الوصيّ بضربةٍ لشقيّها === دمه الطهور يريقه القِرضابُ
في مسجدٍ كان الامامُ رئيسَه ===== لا حارسٌ معه ولا بوّاب
وبقتله ركن الهدى متصدعٌ = وهوى عمودُ الدين والمحرابُ
وبه سُقوا سبط النبي بجرعة == من سمّهم فتقطع الألبابُ
أغرى ابن حربٍ زوجه في سمّه == غدرٌ ولؤمٌ خِسّةٌ إتعابُ
وبه الحسين بكربلاءِ تجرأوا ===== لقتاله ولقتله الأوشابُ
ويداسُ صدرٌ للحسين ببغضهم == تعساً لهم من أمّةٍ قد خابوا
وبه قطيع الكف يهوي للثرى = وعدى عليه العسكرُ الوثّابُ
وشبيه أحمد في الطفوف مقطع === وجهٌ نبيلٌ علمه إسهابُ
وبه الرضيع بقرب شاطئ نهرها == يقضي بسهمٍ والدما ميزابُ
وبه عقيلة هاشم تسبى الى === ذاك الدعيُّ الفاجر السلّابُ
وبه مضى كمداً على آل الهدى = ابن الحسين واُقرح الأهداب
والباقرُ الزاكي يليه جعفرٌ ===== من ذا إليه يرجعُ الأقطابُ
وبه تشرّد آلُ بيتِ محمّدٍ ====== في كلّ أرضٍ نالهم إرهابُ
وسقى الغويُ اللارشيد بسمّه = موسى بن جعفر دسّه نَصّابُ
نجمٌ بطوس كم عنى من غربة == ذاك الرضا مَنْ غَالَه الأذرابُ
وبه الجواد الطهر يقضي ويلهم ==== علَمٌ فقيهٌ صابرٌ أوّابُ
وبه عليٌّ وابنه حسنٌ قَضوا ==== بيتٌ كرامٌ سادةٌ أنجابُ
وبه استباحوا أنفسا زاكيةً == جرت الدماءٌ وجريها إهذابُ
وبه بفخٍ قد جرى سيلُ الدما = = طفٌ جديدٌ غالهُ الكُتَّاب
وبه لشيعة آل بيت محمد === ذُرفت دماءٌ بذْلًها استهباب
مذ ألف عام يُقتلون بحبّه = تُدمَى السيوفُ ويفرح الأوغابُ
للآن أنهار الدماء تفجّرُ ===== ثمنُ المودة ، للهدى طُلّابُ
حربُ بسيف الظالمين مريرةٌ === والدينِ يبقى أهله غَلاّبُ
ولو استطاعوا طمس كل فضيلة= فعلوا وعاد اللاتُ والأخشاب
خسئوا فدين الله محفوظ به = ما ضرَّ جمعُ الناس والإجلابُ
وسيُظهرُ اللهُ الإمامَ المنتظر ==== تحيى به الأحكامُ والآداب
ويجدد الإسلام مثل ظهوره ====== ويعزّ دينَ الله لا يرتابُ
طوبى لمنتظرِ الإمامَ وعدْلهِ = يُسقى الزلالُ وختمه استعذابُ
في جنة الفردوس يحيى المؤمنُ = بولايةٍ أو طابت الأحسابُ
يرد المخالف نارها وسعيرها === أثموا فذي أعمالهم هبهابُ
====================
بقلمي جعفر ملا عبد المندلاوي
15محرم 1414هـ :: 15-9-2019
البحر الكامل
خَلَقَ الخلائقَ ربُنّا لعبادةٍ == (وقل اعملوا) لا تنفعُ الأنسابُ
ومضت سنين قرونها وتباعدت = وتوالت الأزمان والأحقابُ
أممٌ تفاخر في فخامة مجدها == بحضارةٍ ما يُوجب الإعجاب
أممٌ أتاها الخسف أخرى زلزلت = فغدت مساكنهم بها أخرابُ
بعضٌ بريحٍ صَرْصرٍ قد أُهْلِكوا === قومٌ بفيضٍ اُغرِقوا ما تابوا
وعجائب التاريخ في تدوينه == يُرمَى الشريفُ ويُمدَحُ الأذناب
وحقائق الأحداث في تاريخنا == يُدنَى الدنيءُ ويُبْعَدُ الأطياب
درر الحقائق اُخفيت وتكشفت = أنباؤها عن كذْبها ينجاب
ضمّـت خفاياها مفاخر أمّة == وَطَفَا الرذائلُ ، تُنشرُ الأثلابُ
منعوا الرواية عن عليٍّ بينما == نشروا لذاك الداعرُ الخيّاب
قد غُيّبت أنباء آل محمدٍ == حسداً وبغضاً فيهم قد جابوا
فإذا وصلنا عند بيت نبيّنا == جمع القلوبَ ورُمِّمَ الإشعابُ
نشر العقيدة صفوها ونقائها ==== قُدْسٌ صفـيٌ صادقٌ ثوَّابُ
حتى إذا اكتملتْ معالمُ دينِنا === رحل النبيُّ تَفجَّعَ الأحبابُ
لبّى نداء الله فانقلب الأُلى ===== حَنَّ القريبُ وزُلزل المرتابُ
فغَدوا حيارى حوله بترقُّبٍ = طلب الكتاب فعارض الأصحاب
منعوا كتابتَه وقالوا حسبُنا ====== قد قالها من بينهم هيّابُ
وتجمهروا وتخالفوا في قوله == بعضٌ تمنى بعضهم قد هابوا
قال أهل بيتي فاخلفوني فيهم === عَلَمُ الامامة للهدى اسبابُ
واحسرتاهُ لم يبالي قومُه ====== تحذيرَه بلْ أُضْمِرَ الإغْضابُ
فشكا لجبرائيل غمّاً مقلقاً ======== لدماء آل محمد قد صابوا
فأصابه روحي فداه مضرَّةً ======== من أمّة زادوه كرباً رابوا
سلمان يروي كيف جاءوا دارها = ضغطوا عليها بابها الخوّابُ
رحل النبيّ الى الجليل فما مضى == حتى غزا دورَ الهدى الأعرابُ
وأتى الطغام من السقيفة داهموا === وتلوّثت من سطْوها الأعتابُ
أعتاب بيتٍ طالما هبطت به ===== سرب الملائك إثْرُه أسرابُ
جبريلُ عظَّم أهلَه إن جاءهم ===== مستأذناً أو تُطرقُ الأبوابُ
سقط الجنين فيا لرزءِ محمّدٍ === وعلى شريعته سطا الأغرابُ
فتجرأ الطلقاء منذ تجاسروا ===== ولدار فاطمةٍ أتى الأحزاب
وبشعلة النار التي جاءوا بها ===== بيد الطغام تكاثر الأحطاب
وبكبسهم للباب يُكسرُ ضلعها == سقط الجنين بقتله قد آبوا
قالوا لهم فيها البتول وولْدها = قالوا وإن هيا احرقوا واغتابوا
الله أكبر دورهم كشفت وقد = وصّى النبيّ بحفظهم ما نابوا
فمضت بوجدٍ فاطمٌ وتألّمٍ == من جورهم وازدادت الأوصاب
وشكت لباريها اغتصاب حقوقها == هم أجحفوا وتعسّف الكذّاب
وقست قلوب صحابةٍ بفظاظةٍ == كُشِف اللثام وبانت الأنياب
وبه الوصيّ بضربةٍ لشقيّها === دمه الطهور يريقه القِرضابُ
في مسجدٍ كان الامامُ رئيسَه ===== لا حارسٌ معه ولا بوّاب
وبقتله ركن الهدى متصدعٌ = وهوى عمودُ الدين والمحرابُ
وبه سُقوا سبط النبي بجرعة == من سمّهم فتقطع الألبابُ
أغرى ابن حربٍ زوجه في سمّه == غدرٌ ولؤمٌ خِسّةٌ إتعابُ
وبه الحسين بكربلاءِ تجرأوا ===== لقتاله ولقتله الأوشابُ
ويداسُ صدرٌ للحسين ببغضهم == تعساً لهم من أمّةٍ قد خابوا
وبه قطيع الكف يهوي للثرى = وعدى عليه العسكرُ الوثّابُ
وشبيه أحمد في الطفوف مقطع === وجهٌ نبيلٌ علمه إسهابُ
وبه الرضيع بقرب شاطئ نهرها == يقضي بسهمٍ والدما ميزابُ
وبه عقيلة هاشم تسبى الى === ذاك الدعيُّ الفاجر السلّابُ
وبه مضى كمداً على آل الهدى = ابن الحسين واُقرح الأهداب
والباقرُ الزاكي يليه جعفرٌ ===== من ذا إليه يرجعُ الأقطابُ
وبه تشرّد آلُ بيتِ محمّدٍ ====== في كلّ أرضٍ نالهم إرهابُ
وسقى الغويُ اللارشيد بسمّه = موسى بن جعفر دسّه نَصّابُ
نجمٌ بطوس كم عنى من غربة == ذاك الرضا مَنْ غَالَه الأذرابُ
وبه الجواد الطهر يقضي ويلهم ==== علَمٌ فقيهٌ صابرٌ أوّابُ
وبه عليٌّ وابنه حسنٌ قَضوا ==== بيتٌ كرامٌ سادةٌ أنجابُ
وبه استباحوا أنفسا زاكيةً == جرت الدماءٌ وجريها إهذابُ
وبه بفخٍ قد جرى سيلُ الدما = = طفٌ جديدٌ غالهُ الكُتَّاب
وبه لشيعة آل بيت محمد === ذُرفت دماءٌ بذْلًها استهباب
مذ ألف عام يُقتلون بحبّه = تُدمَى السيوفُ ويفرح الأوغابُ
للآن أنهار الدماء تفجّرُ ===== ثمنُ المودة ، للهدى طُلّابُ
حربُ بسيف الظالمين مريرةٌ === والدينِ يبقى أهله غَلاّبُ
ولو استطاعوا طمس كل فضيلة= فعلوا وعاد اللاتُ والأخشاب
خسئوا فدين الله محفوظ به = ما ضرَّ جمعُ الناس والإجلابُ
وسيُظهرُ اللهُ الإمامَ المنتظر ==== تحيى به الأحكامُ والآداب
ويجدد الإسلام مثل ظهوره ====== ويعزّ دينَ الله لا يرتابُ
طوبى لمنتظرِ الإمامَ وعدْلهِ = يُسقى الزلالُ وختمه استعذابُ
في جنة الفردوس يحيى المؤمنُ = بولايةٍ أو طابت الأحسابُ
يرد المخالف نارها وسعيرها === أثموا فذي أعمالهم هبهابُ