مشاهدة النسخة كاملة : سيد الشهداء عليه السلام، تجلت فيه رحمة الله الواسعة
Bani Hashim
19-12-2019, 09:09 PM
بسمه تعالى،،
من عظمة سيد الشهداء عليه السلام، تجلت فيه رحمة الله..
حتى نعرف شنو يعني رحمة الله خلي نقسمه هيچ:
1- خلق الكون على الرحمة
2- خلق الإنسان على الرحمة
3- الدستور او القانون (القرآن) الإلهي رحمة
4- القيامة / المعاد رحمة
5- مالذي نستفيد (شنحصل) من الرحمة؟
6- ما هي أو من هو الرحمة؟
مقدمة:
كيف يعني؟
يعني رب العالمين جمع ولملم شكو نطفة رحمة بالخليقة من زمن (وقبل) آدم عليه السلام إلى عيسى عليه السلام، جمعها وصارت على شكل وهيكل الحسين عليه السلام نزلها النا على شكل بشر او إنسان وهدانه بيها حتى يصير براسنه حظ.
جاء في الزيارة الجامعة الكبيرة المتفق على صحتها:
(اَلسَّلامُ عَلَيْكُمْ يا أَهْلَ بَيْتِ النُّبُوَّةِ ، وَمَوْضِعَ الرِّسالَةِ ، وَمُخْتَلَفَ الـمَلائِكَةِ ، وَمَهْبِطَ الوَحْيِ ، وَمَعْدِنَ الرَّحْمَةِ ، وَخُزَّانَ العِلْـمِ ، وَمُنْتَهَى الحِلْـمِ ، وَأُصُولَ الكَرَمِ ، وَقادَةَ الأُمَمِ..)
بغض النظر عن معنى السلام وأهل البيت والنبوة والرسالة وملائكة والوحي الي ذكرتها الزيارة.. نركز على (وَمَعْدِنَ الرَّحْمَةُ)..
المعدن اولا كما يعرفوه هكذا: (مكانُ كلِّ شيء فيه أَصلُهُ ومركزُهُ) - (موضِعُ استخراج الجَوْهر من ذهب ونحوه)
قال القرآن الكريم:
{ مِنْهَا خَلَقْنَاكُمْ وَفِيهَا نُعِيدُكُمْ وَمِنْهَا نُخْرِجُكُمْ تَارَةً أُخْرَىٰ } - [ سورة طه : 55 ]
- قال الشيخ ناصر مكارم شيرازي: (وإنّه لتعبير بليغ حقّاً، ومختصر أيضاً، عن ماضي البشر وحاضره ومستقبله، فكلّنا قد جئنا من التراب، وكلّنا نرجع إلى التراب، ومنه نبعث مرّةً أُخرى!)
- قال العلامة الطباطبائي: (و الآية تصف ابتداء خلق الإنسان من الأرض ثم إعادته فيها و صيرورته جزء منها ثم إخراجه منها للرجوع إلى الله ففيها الدورة الكاملة من هداية الإنسان.)
يبقى سؤال: ليش الرحمة - ليش مو العدل؟
الجواب: لان اذا رب العالمين عاملنه بعدالته، فشغلتنه تعبانة كلش، ولهذا الرحمة، وخلالك النبي شفيع و١٢ إمام شفعاء وسيدة نساء العالمين، والقرآن والحديث والعلماء والأنبياء و و و... كلها على مود يطببك الجنة. وانوب الحسنات مضاعفة، مرة حسنة يطيك ١٠ مثلها، وانوب ٧٠٠ حسنة وانوب مدري شگد.
يتبع
Bani Hashim
20-12-2019, 07:07 PM
من عظمة سيد الشهداء عليه السلام، تجلت فيه رحمة الله.. (٢)
🔸القسم الأول: (خلق الكون على الرحمة)
الله خلق الكون على "قانون" الرحمة، حتى يرحمنا..
مثلا يقول الله عز وجل:
{ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَىٰ عَلَى الْعَرْشِ ۚ الرَّحْمَٰنُ فَاسْأَلْ بِهِ خَبِيرًا } - [ سورة الفرقان : 59 ]
- يقول الشيخ ناصر مكارم شيرازي: (وفي ختام الآية يضيف تعالى: (الرحمن): من شملت رحمته العامّة جميع الموجودات، فالمطيع والعاصي والمؤمن والكافر يغترفون من خوان نعمته التي لا انقطاع فيها. والآن، حيث ربّك الرحمن القادر المقتدر، فإذا أردت شيئاً فاطلب منه فإنّه المطلع على احتياجات جميع عباده: (فاسأل به خبيراً))
- قال السيد الطباطبائي: (و المعنى: هو الرحمن - الذي استوى على عرش الملك و الذي برحمته و إفاضته يقوم الخلق و الأمر و منه يبتدىء كل شيء و إليه يرجع - فاسأله عن حقيقة الحال يخبرك بها فإنه خبير)
قال السيد محمد تقي المدرسي في كتابه من هدى القرآن ج٦ ص١٤٧: ("الرَّحْمَنُ" تتكرر كلمة الرحمن في مواضع كثيرة من هذه السورة، ولعل الحكمة في ذلك أن الرسالة الإلهية هي أعظم منة من ربنا علينا، وأن السبيل إلى الإيمان بها يمر عبر الإيمان بأن الله هو الرحمن، وأن آيات رحمته في الخلق تجعلنا نثق بل نوقن أنه لن يترك عباده في بؤر الجهل والضلالة. تتجاذبهم شهوات المترفين، ونزوات المستكبرين)
وقال الشيخ وحيد الخراساني في منهاج الصالحين ج١ ص٤٥٤: (و قد وصف اللّه تعالى نفسه ب (الرحمن الرحيم)، و لا يتّسع هذا الموجز لشرح الرحمة الرحمانية و الرحيمية، و ممّا ينبغي الالتفات إليه أنّ اللّه تعالى جعل ابتداء كلامه مع الإنسان، و ابتداء كلام الإنسان معه، ب (بسم اللّه الرحمن الرحيم) و جعل هذه الجملة السماوية طليعة قول المسلم و عمله، و ألزمه بتكرارها كلّ يوم في صلواته الخمس، و علّمه أنّ نظام الكون قائم على الرحمة، و أنّ كتاب التكوين و التشريع يبدأ بالرحمة.)
وهناك كلام قريب من هذا (في نشأة الإنسان) عند قوله عز وجل (الرحمن الرحيم).
قد يقول قائل: وين الرحمة بالبراكين وفيضانات ونيازك والأمة مخبوصة؟
الجواب: منو گال اصلا ذني سلبيات؟ انته تشوفها سلبيات، لكن لعلها تحفظلك مليون بشر او تحميك من أمراض بس الله يعلم. بعدين ليش فقط سلبيات؟ خو فكر سلبي وايجابي.
ثم سؤال يطرح نفسه: هو الله عز وجل سوى البراكين وفيضانات ونيازك وامتك مخبوصة لو سوالفك،؛ بوگ ونهب وغيبة ونميمة وجيبه وحطه وشيله ورجعه، ما سلم واحد.
قد يقول قائل اني شعليه؟
الجواب: لا عليك، لأن الكارثة تعم عليك مثلما عمت على الي سكتوا في قصة اصحاب السبت وآل فرعون وقوم صالح والناقة واليهود بزمن النبي. ناس ما سووا شي، بس عمهم العذاب لأنهم گالوا شعلينه.
Bani Hashim
26-12-2019, 11:29 AM
من عظمة سيد الشهداء عليه السلام، تجلت فيه رحمة الله.. (٢)
🔸 القسم الثاني: (خلق الإنسان على الرحمة)
{ وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً ۖ وَلَا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ } - { إِلَّا مَن رَّحِمَ رَبُّكَ ۚ وَلِذَٰلِكَ خَلَقَهُمْ ۗ وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ }
[ سورة هود : 119-118 ]
- قال الشيخ الطبرسي: (والمعنى: لا يزالون مختلفين بالباطل إلا من رحمهم الله بفعل اللطف لهم الذي يؤمنون عنده ويستحقون به الثواب فإن من هذه صورته ناج من الاختلاف بالباطل: {ولذلك خلقهم} اختلف في معناه. فقيل: يريد وللرحمة خلقهم عن ابن عباس ومجاهد وقتادة والضحاك وهذا هو الصحيح)
- قال السيد الطباطبائي: (وبعبارة واضحة : الآية الاولى تثبت للخلقة غاية وهي العبادة ، والله سبحانه غير مغلوب في الغاية التي يريدها في فعل من أفعاله غير أنه سبحانه خلقهم على إمكان الاختلاف فلا يزالون مختلفين في الاهتداء والضلال فلا يزالون مختلفين إلا من أخذته العناية الالهية ، وشملته رحمة الهداية ولذلك خلقهم أي ولهذه الرحمة خلقهم ، فالآية الثانية تثبت للخلقة غاية ، وهو الرحمة)
• اما الروايات، فكثيرة جدا. تقول انها في أئمة أهل البيت عليهم السلام، و شيعتهم، واكتفي بما رواه الشيخ الصدوق قدس سره بسنده الصحيح في كتاب التوحيد:..
.. ((عن محمد بن مسلم قال : سمعت أبا عبد الله يقول : إن لله عزوجل خلقا من رحمته خلقهم من نوره ورحمته من رحمته لرحمته فهم عين الله الناظرة ، وأذنه السامعة ولسانه الناطق في خلقه بإذنه ، وأمناؤه على ما أنزل من عذر أو نذر أو حجة ، فبهم يمحو السيئات ، وبهم يدفع الضيم ، وبهم ينزل الرحمة ، وبهم يحيي ميتا ، وبهم يميت حيا ، وبهم يبتلي خلقه ، وبهم يقضي في خلقه قضيته ، قلت : جعلت فداك من هؤلاء ؟ قال : الأوصياء)).
وقال السيد الخوئي رحمه الله كتابه البيان في تفسير القرآن ص٤٣٣: (وعلى الجملة : ابتدأ الله كتابه التدويني بذكر اسمه ، كما ابتدأ في كتابه التكويني باسمه الاتم ، فخلق الحقيقة المحمدية ونور النبي الاكرم قبل سائر المخلوقين.. )
يعني: كون واحد رسام، يرسم اسم النبي صلى الله عليه وآله، بعدين يرسم الحياة والدنيا والكون والجنة والخ. من اول حرف من اسم النبي صلى الله عليه وآله. وباقي الحروف ما ادري شلون، نرجع للمعصوم يگلنا شلون.
...
🔸 القسم الثالث: (القرآن الكريم رحمة)
قد يقول قائل: هسه وين الربط بين خلق الكون و الإنسان للرحمة والقرآن وبين سيد الشهداء عليه السلام؟
الجواب: له ربط، لان اذا عرفت ذني كلهن خلقهن للرحمة وبالاخير تعرف منو الرحمة راح تعرف شنو الحسين عليه السلام.
يقول رب العالمين جل جلاله:
{ الرَّحْمَٰنُ } - { عَلَّمَ الْقُرْآنَ } - [ سورة الرحمن : 2-1 ]
- قال الشيخ الطبرسي: (المعنى: {الرحمن} افتتح سبحانه هذه السورة بهذا الاسم ليعلم العباد أن جميع ما وصفه يعد من أفعاله الحسنى إنما صدرت من الرحمة التي تشمل جميع خلقه)
- قال الشيخ الطوسي: (ومعنى {الرحمن} هو الذي وسعت رحمته كل شيء، فلذلك لا يجوز أن يوصف به إلا اللهتعالى، فأما (راحم ورحيم) فيجوز ان يوصف به العباد. وقوله {علم القرآن} فالتعليم تبين ما به يصير من لم يعلم عالماً. والاعلام إيجاد ما به يصير عالماً، وفى قوله {الرحمن علم القرآن} تذكير بالنعمة فى ما علم من الحكم بالقرآن التي يحتاج اليها الناس فى دينهم ليؤدوا ما يجب عليهم وينالوا الفضل بطاعة ربهم ويستوجبوا به الثواب وينالوا الرضوان.)
- قال السيد الطباطبائي: (قوله تعالى: {الرحمن علم القرآن} الرحمن كما تقدم في تفسير سورة الفاتحة صيغة مبالغة تدل على كثرة الرحمة ببذل النعم ولذلك ناسب أن يعم ما يناله المؤمن والكافر من نعم الدنيا وما يناله المؤمن من نعم الآخرة..)
- قال الشيخ ناصر مكارم شيرازي: (بداية النعم الإلهية:
لمّا كانت هذه السورة ـ كما قلنا ـ تبيّن أنواع النعم والهبات الإلهيّة العظيمة، فإنّها تبدأ باسم (الرحمن) والذي يرمز إلى الرحمة الواسعة، ولو لم تكن (الرحمانية) من صفاته لم ينعم بهذا الخير العميم على عباده الصالحين والعاصين، لذلك يقول: (الرحمن). (علّم القرآن) وبهذا فانّ أوّل وأهمّ نعمة تفضّل بها الله سبحانه، هي نعمة «تعليم القرآن»، وما أروعه من تعبير! حيث أنّنا إذا تأمّلنا جيّداً فإنّنا ندرك أنّ هذا الكتاب العظيم هو مصدر كلّ الخير والنعم والعطايا الإلهيّة العظيمة)
.. جاء في تفسير نور الثقلين ج٥ ص١٨٨: (في تفسير علي بن إبراهيم حدثني أبي عن الحسن بن خالد عن أبي الحسن الرضا عليه السلام في قوله: " الرحمن علم القرآن " قال: الله علم محمدا القرآن قلت: " خلق الانسان " قال: ذلك أمير المؤمنين عليه السلام قلت: "علمه البيان" قال: علمه بيان كل شئ تحتاج إليه الناس،،) ..
.. وروي بطريق ثاني في مختصر البصائر ص٥٧
• آيات أخرى:
1- { وَلَقَدْ جِئْنَاهُم بِكِتَابٍ فَصَّلْنَاهُ عَلَىٰ عِلْمٍ هُدًى وَرَحْمَةً لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ } - [ سورة الأعراف : 52 ]
2- { يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَتْكُم مَّوْعِظَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِّمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ } - [ سورة يونس : 57 ]
3- { وَمَا أَنزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ إِلَّا لِتُبَيِّنَ لَهُمُ الَّذِي اخْتَلَفُوا فِيهِ ۙ وَهُدًى وَرَحْمَةً لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ } - [ سورة النحل : 64 ]
4- { وَيَوْمَ نَبْعَثُ فِي كُلِّ أُمَّةٍ شَهِيدًا عَلَيْهِم مِّنْ أَنفُسِهِمْ ۖ وَجِئْنَا بِكَ شَهِيدًا عَلَىٰ هَٰؤُلَاءِ ۚ وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَانًا لِّكُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً وَبُشْرَىٰ لِلْمُسْلِمِينَ } - [ سورة النحل : 89 ]
5- { وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ ۙ وَلَا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلَّا خَسَارًا } - [ سورة الإسراء : 82 ]
6- { وَإِنَّهُ لَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ } - [ سورة النمل : 77 ]
7- { هُدًى وَرَحْمَةً لِّلْمُحْسِنِينَ } - [ سورة لقمان : 3 ]
..
اذا عرفت هذا، فتذكر قوله صل الله عليه وآله:
(علي مع القرآن والقرآن مع علي)
(تارك فيكم الثقلين.. كتاب الله وعترتي أهل بيتي)
يعني نفس الشي، بس هذا ورقي وذاك لحم وشحم.
Bani Hashim
26-12-2019, 11:31 AM
🔸 القسم الرابع: (القيامة / المعاد رحمة)
يقول رب العالمين جل وعلى:
{ قُل لِّمَن مَّا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۖ قُل لِّلَّهِ ۚ كَتَبَ عَلَىٰ نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ ۚ لَيَجْمَعَنَّكُمْ إِلَىٰ يَوْمِ الْقِيَامَةِ لَا رَيْبَ فِيهِ ۚ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنفُسَهُمْ فَهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ } - [ سورة الأنعام : 12 ]
- قال الشيخ الطبرسي: ({كتب على نفسه الرحمة} أي أوجب على نفسه الإنعام على خلقه. وقيل: معناه أوجب على نفسه الثواب لمن أطاعه. وقيل: أوجب على نفسه الرحمة بأنظاره عباده وإمهاله إياهم ليتداركوا ما فرطوا فيه ويتوبوا عن معاصيهم... {ليجمعنكم إلى يوم القيامة} أي ليؤخرن جمعكم إلى يوم القيامة فيكون تفسيراً للرحمة على ما ذكرناه إن المراد به إمهال العاصي ليتوب)
- قال الشيخ الطوسي: (ومعنى {كتب على نفسه الرحمة} أي كتب على نفسه ألا يستأصلكم ولا يعجل عقوبتكم بل يعذر وينذر ويجمع آخركم الى أولكم قرناً بعد قرن الى يوم القيامة، وهو الذي لا ريب فيه.
وفي قوله {ليجمعنكم إلى يوم القيامة} احتجاج على من أنكر البعث والنشور فقال ليجمعنكم الى اليوم الذي أنكرتموه كما تقول: جمعت هؤلاء الى هؤلاء، أي ضممت بينهم في الجمع)
- قال السيد الطباطبائي: (والمعنى: أوجب على نفسه الرحمة وإفاضه النعم وانزال الخير لمن يستحقه.
ونظيره في نسبة الفعل إلى الكتابة ونحوها قوله تعالى: { كتب الله لأغلبن أنا ورسلي } [المجادلة: 21]، وقوله: { فورب السماء والأرض إنه لحق } [الذاريات: 23]... ثم أشار إلى أن الربح في هذا اليوم للمؤمنين والخسران على غيرهم فقال: {الذين خسروا أنفسهم فهم لا يؤمنون}.
والحجة التي اقيمت في هذه الآية على المعاد)
وكذلك ذهب الفيض الكاشاني والسيد عبد الله شبر.
آية أخرى:
{ إِنَّ يَوْمَ الْفَصْلِ مِيقَاتُهُمْ أَجْمَعِينَ } - { يَوْمَ لَا يُغْنِي مَوْلًى عَن مَّوْلًى شَيْئًا وَلَا هُمْ يُنصَرُونَ } - { إِلَّا مَن رَّحِمَ اللَّهُ ۚ إِنَّهُ هُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ }
[ سورة الدخان : 42-40 ]
واية أخرى: { وَاكْتُبْ لَنَا فِي هَٰذِهِ الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ إِنَّا هُدْنَا إِلَيْكَ ۚ قَالَ عَذَابِي أُصِيبُ بِهِ مَنْ أَشَاءُ ۖ وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ ۚ فَسَأَكْتُبُهَا لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَالَّذِينَ هُم بِآيَاتِنَا يُؤْمِنُونَ } - [ سورة الأعراف : 156 ]
• روايات شريفة.
مستدرك سفينة البحار ج٤ ص١٠٣:
1- دعوات الراوندي قال: روي أنه إذا كان يوم القيامة ينادي كل من يقوم من قبره: اللهم ارحمني، فيجابون: لئن رحمتهم في الدنيا لترحمون اليوم
2- النبوي (صلى الله عليه وآله): الراحمون يرحمهم الرحمن يوم القيامة. إرحم من في الأرض يرحمك من في السماء
3- امالي الشيخ الطوسي، المجلس ١٨ ح٣٦:
قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): إن الله عز وجل رحيم، يحب كل رحيم.
وفي موسوعة أهل البيت عليهم السلام ج٤ ص١٤٥:
٤- عنه صلى الله عليه وآله: من لا يرحم الناس لا يرحمه الله تعالى.
٥- وقال صلى الله عليه وآله وسلم: قال الله تعالى: إذا كنتم تريدون رحمتي فارحموا خلقي
6- وعنه صلى الله عليه وآله: الراحمون يرحمهم الرحمن، ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء .
...
🔸 القسم الخامس: (ما يلزم الحياة/العيش هو من الرحمة)
١- الزوجة او الحياة الزوجية =رحمة:
﴿وَمِنۡ ءَایَـٰتِهِۦۤ أَنۡ خَلَقَ لَكُم مِّنۡ أَنفُسِكُمۡ أَزۡوَ ٰجࣰا لِّتَسۡكُنُوۤا۟ إِلَیۡهَا وَجَعَلَ بَیۡنَكُم مَّوَدَّةࣰ وَرَحۡمَةًۚ إِنَّ فِی ذَ ٰلِكَ لَـَٔایَـٰتࣲ لِّقَوۡمࣲ یَتَفَكَّرُونَ﴾ [الروم ٢١]
٢- استجابة الدعاء = رحمة:
﴿وَإِذَا مَسَّ ٱلنَّاسَ ضُرࣱّ دَعَوۡا۟ رَبَّهُم مُّنِیبِینَ إِلَیۡهِ ثُمَّ إِذَاۤ أَذَاقَهُم مِّنۡهُ رَحۡمَةً إِذَا فَرِیقࣱ مِّنۡهُم بِرَبِّهِمۡ یُشۡرِكُونَ﴾ [الروم ٣٣]
آية أخرى: ﴿وَإِذَاۤ أَذَقۡنَا ٱلنَّاسَ رَحۡمَةࣰ فَرِحُوا۟ بِهَاۖ وَإِن تُصِبۡهُمۡ سَیِّئَةُۢ بِمَا قَدَّمَتۡ أَیۡدِیهِمۡ إِذَا هُمۡ یَقۡنَطُونَ﴾ [الروم ٣٦]
٣- الاستغفار = يعني رحمة:
﴿قَالَ لَا تَثۡرِیبَ عَلَیۡكُمُ ٱلۡیَوۡمَۖ یَغۡفِرُ ٱللَّهُ لَكُمۡۖ وَهُوَ أَرۡحَمُ ٱلرَّ ٰحِمِینَ﴾ [يوسف ٩٢]
٤- رفع مقام = رحمة:
﴿وَأَیُّوبَ إِذۡ نَادَىٰ رَبَّهُۥۤ أَنِّی مَسَّنِیَ ٱلضُّرُّ وَأَنتَ أَرۡحَمُ ٱلرَّ ٰحِمِینَ﴾ [الأنبياء ٨٣]
٥- الاستماع والإنصات للقرآن = رحمة:
﴿وَإِذَا قُرِئَ ٱلۡقُرۡءَانُ فَٱسۡتَمِعُوا۟ لَهُۥ وَأَنصِتُوا۟ لَعَلَّكُمۡ تُرۡحَمُونَ﴾ [الأعراف ٢٠٤]
٦- الفرح بوجود رسول الله صلى الله عليه وآله وأهل بيته:
﴿قُلۡ بِفَضۡلِ ٱللَّهِ وَبِرَحۡمَتِهِۦ فَبِذَ ٰلِكَ فَلۡیَفۡرَحُوا۟ هُوَ خَیۡرࣱ مِّمَّا یَجۡمَعُونَ﴾ [يونس ٥٨]
٧- كل الثمار والخيرات والأرض والسماء والخ. = رحمة:
﴿یَعۡلَمُ مَا یَلِجُ فِی ٱلۡأَرۡضِ وَمَا یَخۡرُجُ مِنۡهَا وَمَا یَنزِلُ مِنَ ٱلسَّمَاۤءِ وَمَا یَعۡرُجُ فِیهَاۚ وَهُوَ ٱلرَّحِیمُ ٱلۡغَفُورُ﴾ [سبأ ٢]
... وغيرها الكثير من الآيات، اكثر من ٢٠٠ آية. كل شي رحمة.
• روايات شريفة:
الكافي ج٢ ص١٥٩:
- عن معمر بن خلاد قال: قلت لأبي الحسن الرضا (عليه السلام): أدعو لوالدي إذا كانا لا يعرفان الحق؟ قال: ادع لهما وتصدق عنهما، وإن كانا حيين لا يعرفان الحق فدارهما، فإن رسول الله (صلى الله عليه وآله) قال: إن الله بعثني بالرحمة لا بالعقوق.
- الكافي ج٣ ص٢٦٥:
عن يزيد بن خليفة قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: إذا قام المصلى إلى الصلاة نزلت عليه الرحمة من أعنان
السماء إلى أعنان الأرض وحفت به الملائكة وناداه ملك: لو يعلم هذا المصلي ما في الصلاة ما انفتل.
- الكافي ج٤ ص١٤٩-١٥٠:
عن محمد بن عبد الله الصيقل قال: خرج علينا أبو الحسن يعني الرضا (عليه السلام) في يوم خمسة وعشرين من ذي القعدة فقال: صوموا فإني أصبحت صائما، قلنا: جعلنا فداك أي يوم هو؟ فقال: يوم نشرت فيه الرحمة ودحيت فيه الأرض ونصبت فيه الكعبة وهبط فيه آدم (عليه السلام).
- وفي الصفحة ٤١ من نفس الكتاب والجزء:
عن مسعدة بن صدقة قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام) لبعض جلسائه: ألا أخبرك بشئ يقرب من الله ويقرب من الجنة ويباعد من النار؟ فقال: بلى، فقال: عليك بالسخاء فإن الله خلق خلقا برحمته لرحمته فجعلهم للمعروف أهلا وللخير موضعا وللناس وجها، يسعى إليهم لكي يحيوهم كما يحيى المطر الأرض المجدبة أولئك هم المؤمنون الآمنون يوم القيامة.
- الكافي ج٦ ص٣٠٢-٣٠٣، رسول الله العظيم ينقل عن لسان النبي دانيال عليه السلام وهو يقص على صحابته (قصة مفصلة) :
.. فقال (أي النبي دانيال) : اللهم عد علينا بفضلك وفضل رحمتك ولا تعاقب الأطفال ومن فيه خير بذنب صاحب
المعبر وأضرابه لنعمتك، قال: فأمر الله عز وجل السماء أن أمطري على الأرض وأمر الأرض أن انبتي لخلقي ما قد فاتهم من خيرك فإني قد رحمتهم بالطفل الصغير.
... الرحمة متعلقة في كل شيء، يعني لولا وجود الحجة الإلهي اليوم عايش على الأرض كان لا حياة ولا هم يحزنون.. فشكو نبات، ماء، حياة، هواء، جبال غابات... كلها بفضل الحجة عليه السلام موجدة، لأنه هو الرحمة..
كيف؟
القسم الآتي راح يبين ان الرحمة الي ذكرناها من ولادة الإنسان إلى يوم القيامة والاحتياجات او ما يلزم الحياة هو سيد الشهداء عليه السلام..
وهج الإيمان
31-12-2019, 07:46 PM
بارك الله فيكم
تسجيل متابعه
Bani Hashim
11-01-2020, 06:18 PM
الله يحفظكم وشكرا لمتابعتكم..
نكمل..
من عظمة سيد الشهداء عليه السلام، تجلت فيه رحمة الله.. (٦)
🔸 القسم السادس: (الرحمة = المعصوم)
وصلنا إلى لب المقال، وهو ان سيد الشهداء عليه السلام هو الرحمة التي تكلمنا عنها وذكرها القرآن تحت عنوان "الرحمة" .. مثلما ذكر الإمامة بالهداية او الطريقة او الملك العظيم او الولاية والخ.
نفصل القسم على تفاصيل:
١- الرسول العظيم هو الرحمة
٢- نظرة سريعة في حديث (حسين مني وانا من حسين)
٣- معنى (مني) في القرآن
٤- آيات الرحمة الخاصة في سيد الشهداء عليه السلام.
• اولا: الرسول صلى الله عليه وآله هو رحمة الله:
- الآية الأولى: ﴿فَبِمَا رَحۡمَةࣲ مِّنَ ٱللَّهِ لِنتَ لَهُمۡۖ وَلَوۡ كُنتَ فَظًّا غَلِیظَ ٱلۡقَلۡبِ لَٱنفَضُّوا۟ مِنۡ حَوۡلِكَۖ فَٱعۡفُ عَنۡهُمۡ وَٱسۡتَغۡفِرۡ لَهُمۡ وَشَاوِرۡهُمۡ فِی ٱلۡأَمۡرِۖ فَإِذَا عَزَمۡتَ فَتَوَكَّلۡ عَلَى ٱللَّهِۚ إِنَّ ٱللَّهَ یُحِبُّ ٱلۡمُتَوَكِّلِینَ﴾ [آل عمران ١٥٩]
- الآية الثانية: ﴿وَمِنۡهُمُ ٱلَّذِینَ یُؤۡذُونَ ٱلنَّبِیَّ وَیَقُولُونَ هُوَ أُذُنࣱۚ قُلۡ أُذُنُ خَیۡرࣲ لَّكُمۡ یُؤۡمِنُ بِٱللَّهِ وَیُؤۡمِنُ لِلۡمُؤۡمِنِینَ وَرَحۡمَةࣱ لِّلَّذِینَ ءَامَنُوا۟ مِنكُمۡۚ وَٱلَّذِینَ یُؤۡذُونَ رَسُولَ ٱللَّهِ لَهُمۡ عَذَابٌ أَلِیمࣱ﴾ [التوبة ٦١]
- الآية الثالثة: ﴿وَمَاۤ أَرۡسَلۡنَـٰكَ إِلَّا رَحۡمَةࣰ لِّلۡعَـٰلَمِینَ﴾ [الأنبياء ١٠٧]
- الآية الرابعة: ﴿لَقَدۡ جَاۤءَكُمۡ رَسُولࣱ مِّنۡ أَنفُسِكُمۡ عَزِیزٌ عَلَیۡهِ مَا عَنِتُّمۡ حَرِیصٌ عَلَیۡكُم بِٱلۡمُؤۡمِنِینَ رَءُوفࣱ رَّحِیمࣱ﴾ [التوبة ١٢٨]
• ثانيا: نظرة سريعة في حديث (حسين مني وانا من حسين)
سنن ابن ماجه ج1 / ص52
144 - حدثنا يعقوب بن حميد بن كاسب قال: حدثنا يحيى بن سليم، عن عبد الله بن عثمان بن خثيم، عن سعيد بن أبي راشد، أن يعلى بن مرة، حدثهم أنهم خرجوا مع النبي صلى الله عليه وسلم إلى طعام دعوا له، فإذا حسين يلعب في السكة، قال: فتقدم النبي صلى الله عليه وسلم أمام القوم، وبسط يديه، فجعل الغلام يفر هاهنا وهاهنا، ويضاحكه النبي صلى الله عليه وسلم حتى أخذه، فجعل إحدى يديه تحت ذقنه، والأخرى في فأس رأسه فقبله وقال: «حسين مني، وأنا من حسين، أحب الله من أحب حسينا، حسين سبط من الأسباط»
إمتاع الأسماع للمقريزي ج2 / ص218
ومن طريق عبد اللَّه بن صالح قال: حدثنيمعاوية بن صالح عن راشد عن يعلي بن مرّة أنه قال: خرجنا مع النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم ودعينا إلى طعام، فإذا بحسين يلعب في الطريق، فأسرع النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم أمام القوم ثم بسط يديه، فجعل يمر مرة ها هنا، ومرة هاهنا يضاحكه، حتى أخذه فجعل إحدى يديه في ذقنه والأخرى بين رأسه ثم اعتنقه فقبّله، ثم قال : حسين مني وأنا منه، أحبّ اللَّه من أحب الحسن والحسين، سبطان من الأسباط
تاريخ دمشق ج14 / ص166
أخبرنا أبو الفرج قوام بن زيد بن عيسى وأبو القاسم إسماعيل بن أحمد قالا أنا أبو الحسين بن النقور أنا علي بن عمر بن محمد الحربي نا أبو بكر محمد بن هارون بن حميد بن المجدر نا محمد بن حميد نا هارون يعني ابن المغيرة عن عنبسة عن الزبير بن عدي عن عبد الله بن أبي لبيد عن البراء بن عازب قال قال النبي ( صلى الله عليه وسلم ) للحسن أو الحسين هذا مني وأنا منه وهو محرم عليه ما يحرم علي
• الذين صححوا الحديث منهم :
1. لألباني في صحيح ابن ماجه ح118 : حسن
2. الترمذي في سنن الترمذي ح3775 : حسن
3. محمد المناوي في تخريج أحاديث المصابيح ج5 / ص315 : رجاله موثقون
4. ابن حجر العسقلاني في تخريج مشكاة المصابيح ج5 / ص457 : حسن كما قال في المقدمة
5. الزرقاني في مختصر المقاصد ح384 : حسن
6. محمد جار الله الصعدي في النوافح العطرة ح125 : صحيح
7. الهيثمي في مجمع الزوائد ج9 / ص184 : إسناده حسن
8. السيوطي في الجامع الصغير ح3727 : حسن
9. ابن حبان ذكره في صحيحه ج15 / ص428
10. الحاكم في المستدرك ج3 / ص194 : هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه
11. الذهبي في المستدرك ج3 / ص194 : 4820 - صحيح
12. البوصيري في مصباح الزجاجة ص1 / ص22 : هذا إسناد حسن رجاله ثقات
13. الصَّلاَّبي في أسمى المطالب ج1 / ص117 : إسناده حسن
• شرح الحديث :
مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح ج9 / ص3981
قال القاضي: كأنه - صلى الله عليه وسلم - علم بنور الوحي ما سيحدث بينه وبين القوم فخصه بالذكر وبين أنهما كالشيء الواحد في وجوب المحبة وحرمة التعرض والمحاربة
التيسير بشرح الجامع الصغير ج1 / ص498
(حسين منى وأنا منه) علم بنور الوحي ما يحدث بينه وبين القوم فخصه بالذكر وبين أنهما كشيء واحد في حرمة المحاربة (أحب الله من أحب حسينا) فإن محبته محبة الرسول ومحبة الرسول محبة الله تعالى
حاشية السندي على سنن ابن ماجه ج1 / ص65
(حسين مني وأنا من حسين) أي بيننا من الاتحاد والاتصال ما يصح أن يقال كل منهما من الآخر سبط هو ولد الولد خرج تأكيدا للاتحاد والبعضية وتقريرا لها
Bani Hashim
11-01-2020, 06:20 PM
🔸 (الرحمة = المعصوم) - معنى (حسين مني وانا من حسين) في ظلال القرآن
ذكرنا آنفا حديث (حسين مني وانا من حسين) ، وطالما رسول الله صلى الله عليه وآله هو كله على بعضه وحي، فكلامه دقيق جدا.
يعني خوب النبي ما يريد يگول الحسين عليه السلام گرايبي.. لان حتى اليهود يعرفون سيد الشهداء عليه السلام گرايب وابن رسول الله.. لكن كلام النبي دقيق جدا.
• معنى (مني) في كلام رسول الله.
- الآية الأولى: ﴿فَلَمَّا فَصَلَ طَالُوتُ بِٱلۡجُنُودِ قَالَ إِنَّ ٱللَّهَ مُبۡتَلِیكُم بِنَهَرࣲ فَمَن شَرِبَ مِنۡهُ فَلَیۡسَ مِنِّی وَمَن لَّمۡ یَطۡعَمۡهُ فَإِنَّهُۥ مِنِّیۤ إِلَّا مَنِ ٱغۡتَرَفَ غُرۡفَةَۢ بِیَدِهِۦۚ فَشَرِبُوا۟ مِنۡهُ إِلَّا قَلِیلࣰا مِّنۡهُمۡۚ فَلَمَّا جَاوَزَهُۥ هُوَ وَٱلَّذِینَ ءَامَنُوا۟ مَعَهُۥ قَالُوا۟ لَا طَاقَةَ لَنَا ٱلۡیَوۡمَ بِجَالُوتَ وَجُنُودِهِۦۚ قَالَ ٱلَّذِینَ یَظُنُّونَ أَنَّهُم مُّلَـٰقُوا۟ ٱللَّهِ كَم مِّن فِئَةࣲ قَلِیلَةٍ غَلَبَتۡ فِئَةࣰ كَثِیرَةَۢ بِإِذۡنِ ٱللَّهِۗ وَٱللَّهُ مَعَ ٱلصَّـٰبِرِینَ﴾ [البقرة ٢٤٩]
.. المتمعن في الآية، الذين كانوا مع طالوت عليه السلام، انقسموا إلى ثلاث. لكن الذين عبروا النهر كانوا فئة واحدة!! وهي الفرقة التي سُمح لها بشرب الماء.. الأخرى أصبحت من صنف وسنخ طالوت عليه السلام تحت (هو) في الآية، والثالثة سقطت، وهذا ما أشار له السيد صاحب الميزان رضي الله عنه وأرضاه: ( و لازم ذلك أن الكلام يوجب وجود ثلاث طوائف: الذين ليسوا منه، و الذين هم منه، و المغترفون، و على هذا فالباقون معه بعد الجواز طائفتان: الذين هم منه، و الذين ليسوا من الخارجين، فجاز أن يختلف حالهم في الصبر و الجزع و الاعتماد بالله و القلق و الاضطراب.)
وفي روضة الواعظين ص١٠٠، روى عن ابن عباس عن رسول الله صلى الله عليه وآله: (.. مَعَاشِرَ النَّاسِ، إِنَّ عَلِيّاً صِدِّيقُ هَذِهِ الْأُمَّةِ وَ فَارُوقُهَا وَ مُحَدِّثُهَا،وَ إِنَّهُ هَارُونُهَا وَ يُوشَعُهَا وَ آصَفُهَا وَ شَمْعُونُهَا،وَ إِنَّهُ بَابُ حِطَّتِهَا وَ سَفِينَةُ نَجَاتِهَا،إِنَّهُ طَالُوتُهَا وَ ذُو قَرْنَيْهَا.مَعَاشِرَ النَّاسِ،إِنَّهُ مِحْنَةُ الْوَرَى،وَ الْحُجَّةُ الْعُظْمَى،وَ الْآيَةُ الْكُبْرَى،وَ إِمَامُ أَهْلِ الدُّنْيَا،وَ الْعُرْوَةُ الْوُثْقَى..)
- الآية الثانية: ﴿أَفَمَن كَانَ عَلَىٰ بَیِّنَةࣲ مِّن رَّبِّهِۦ وَیَتۡلُوهُ شَاهِدࣱ مِّنۡهُ وَمِن قَبۡلِهِۦ كِتَـٰبُ مُوسَىٰۤ إِمَامࣰا وَرَحۡمَةًۚ أُو۟لَـٰۤىِٕكَ یُؤۡمِنُونَ بِهِۦۚ وَمَن یَكۡفُرۡ بِهِۦ مِنَ ٱلۡأَحۡزَابِ فَٱلنَّارُ مَوۡعِدُهُۥۚ فَلَا تَكُ فِی مِرۡیَةࣲ مِّنۡهُۚ إِنَّهُ ٱلۡحَقُّ مِن رَّبِّكَ وَلَـٰكِنَّ أَكۡثَرَ ٱلنَّاسِ لَا یُؤۡمِنُونَ﴾ [هود ١٧]
قال الشيخ ناصر مكارم شيرازي: (ولكن كثيراً من كبار المفسّرين فسروا «شاهد» بالإِمام على (عليه السلام)، ففي روايات كثيرة وصلتنا عن الأئمّة المعصومين، وفي بعض كتب تفسير أهل السنة ـ أيضاً ـ هناك تأكيد على أنّ المقصود من «الشاهد» في الآية هو الإِمام على (عليه السلام) أوّل من آمن بالنّبي والقرآن الكريم، وكان معه في جميع المراحل ولم يقصر لحظةً في التضحية دونه وحمايته إِلى آخر نفس)
.. يعني مثلا ١ وانقسم إلى قسمين.. نصفه رسول الله صلى الله عليه وآله ونصفه الاخر أمير المؤمنين عليه السلام، وهو مثلما ورد في بعض الروايات ان نور رسول الله صلى الله عليه وآله انقسم إلى نصفين، نصف في عبد الله عليه السلام والآخر في ابو طالب عليه السلام، فخرج رسول الله صلى الله عليه وآله من صلب عبد الله عليه السلام وخرج أمير المؤمنين عليه السلام من صلب ابو طالب عليه السلام.. على ان رسول الله صلى الله يبقى رسول الله صلى الله عليه وأمير المؤمنين عليه السلام هو أمير المؤمنين عليه السلام.
- الآية الثالثة: ﴿رَبِّ إِنَّهُنَّ أَضۡلَلۡنَ كَثِیرࣰا مِّنَ ٱلنَّاسِۖ فَمَن تَبِعَنِی فَإِنَّهُۥ مِنِّیۖ وَمَنۡ عَصَانِی فَإِنَّكَ غَفُورࣱ رَّحِیمࣱ﴾ [إبراهيم ٣٦]
قال الشيخ ناصر مكارم شيرازي: (نستفيد من الآيات القرآنية ـ ومن ضمنها الآية 78 من سورة الحج ـ أنّ دعاء إبراهيم يشمل جميع الموحدين والمجاهدين في طريق التوحيد. ويؤيّد هذا التّفسير ما ورد عن أهل البيت (عليهم السلام) أيضاً: فعن الباقر (عليه السلام) قال «من أحبّنا فهو منّا أهل البيت. قلت، جعلت فداك: منكم؟ قال منّا والله، أما سمعت قول إبراهيم (من تبعني فإنّه منّي)» ويوضّح هذا الحديث صيرورة الفرد من أهل البيت معنوياً إن سار على خطّهم وتابع منهجهم.
وعن الإمام علي (عليه السلام) قال: «نحن آل إبراهيم، أفترغبون عن ملّة إبراهيم! وقد قال الله تعالى: (فمن تبعني فإنّه منّي)».
وللسيد صاحب الميزان رضي الله عنه وأرضاه تفسير دقيق ولطيف في الآية لا يسعنا نسخه هنا لانه طويل، لكنه قال هكذا (و بالجملة هو (عليه السلام) يلحق الذين اتبعوه من بعده بنفسه و أما غير متبعيه فيخلي بينهم و بين ربهم الغفور الرحيم كما قال تعالى: "إن أولى الناس بإبراهيم للذين اتبعوه و هذا النبي و الذين آمنوا": آل عمران: 68.)
- الآية الرابعة: ﴿فَمَنۡ حَاۤجَّكَ فِیهِ مِنۢ بَعۡدِ مَا جَاۤءَكَ مِنَ ٱلۡعِلۡمِ فَقُلۡ تَعَالَوۡا۟ نَدۡعُ أَبۡنَاۤءَنَا وَأَبۡنَاۤءَكُمۡ وَنِسَاۤءَنَا وَنِسَاۤءَكُمۡ وَأَنفُسَنَا وَأَنفُسَكُمۡ ثُمَّ نَبۡتَهِلۡ فَنَجۡعَل لَّعۡنَتَ ٱللَّهِ عَلَى ٱلۡكَـٰذِبِینَ﴾ [آل عمران ٦١]
جاء في مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح لعلي القاري (ج9 / ص3962) : نْ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ قَالَ: لَمَّا نَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ) ، أَيِ: الْمُسَمَّاةُ بِآيَةِ الْمُبَاهَلَةِ {نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ} [آل عمران: 61] : أَوَّلُهَا: نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ وَنِسَاءَنَا وَنِسَاءَكُمْ وَأَنْفُسَنَا وَأَنْفُسَكُمْ (دَعَا رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - عَلِيًّا) : فَنَزَّلَهُ مَنْزِلَةَ نَفْسِهِ لِمَا بَيْنَهُمَا مِنَ الْقَرَابَةِ وَالْأُخُوَّةِ
وقال المباركفورى في تحفة الأحوذي (ج8 / ص 278) : هُوَ سَعْدُ بْنُ أَبِي وَقَّاصٍ قَوْلُهُ (قَالَ لَمَّا نَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ) أَيِ الْمُسَمَّاةُ بِآيَةِ الْمُبَاهَلَةِ نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ إِلَخ الْآيَةِ بِتَمَامِهَا مَعَ تَفْسِيرِهَا هَكَذَا فَمَنْ حَاجَّكَ فِيهِ أَيْ فَمَنْ جَادَلَكَ فِي عِيسَى وَقِيلَ فِي الْحَقِّ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ يَعْنِي بِأَنَّ عِيسَى عَبْدُ اللَّهِ وَرَسُولُهُ فَقُلْ تَعَالَوْا أَيْ هَلُمُّوا نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ أَيْ يَدْعُ كل منا ومنكم أبناءه وَنِسَاءَنَا وَنِسَاءَكُمْ وَأَنْفُسَنَا وَأَنْفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلُ أَيْ نَتَضَرَّعُ فِي الدُّعَاءِ فَنَجْعَلُ لَعْنَةَ اللَّهِ عَلَى الكاذبين بأن تقول اللَّهُمَّ الْعَنِ اْلكَاذِبَ فِي شَأْنِ عِيسَى (دَعَا رسول الله عليا) فَنَزَّلَهُ مَنْزِلَةَ نَفْسِهِ لِمَا بَيْنَهُمَا مِنَ الْقَرَابَةِ وَالْأُخُوَّةِ (وَفَاطِمَةَ) أَيْ لِأَنَّهَا أَخَصُّ النِّسَاءِ مِنْ أقاربه (وحسنا وحسينا) فنزلهما بمنزلة ابنيه (فَقَالَ اللَّهُمَّ هَؤُلَاءِ أَهْلِي)
وجاء في بريقة محمودية لأبو سعيد الخادمى الحنفي (ج1 / ص211) : وَفَضَائِلِهِ - رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُ - عَلَى مَا فُهِمَ مِنْ الْمَوَاقِفِ بِوُجُوهٍ: أَوَّلُهَا: آيَةُ الْمُبَاهَلَةِ {نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ وَنِسَاءَنَا وَنِسَاءَكُمْ وَأَنْفُسَنَا وَأَنْفُسَكُمْ} [آل عمران: 61] لِأَنَّ الْمُرَادَ بِالْأَنْفُسِ عَلِيٌّ لِأَنَّ الْأَخْبَارَ الصَّحِيحَةَ أَنَّهُ - صَلَّى اللَّهُ تَعَالَى عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - دَعَا عَلِيًّا إلَى هَذَا الْمَقَامِ.
بمعنى آخر: نفس السنخ. هذا ذهب وهذاك ذهب. إلا أن هناك فوارق.
قد يقول قائل.. : وهذه الآية: ﴿لَقَدۡ جَاۤءَكُمۡ رَسُولࣱ مِّنۡ أَنفُسِكُمۡ عَزِیزٌ عَلَیۡهِ مَا عَنِتُّمۡ حَرِیصٌ عَلَیۡكُم بِٱلۡمُؤۡمِنِینَ رَءُوفࣱ رَّحِیمࣱ﴾ [التوبة ١٢٨] - هل قريش بمقام النبي صلى الله عليه وآله؟
الجواب: كلا، لأن هنا من أنفسكم تعني (تعرفوه).
قال رب العالمين: ﴿أَمۡ كُنتُمۡ شُهَدَاۤءَ إِذۡ حَضَرَ یَعۡقُوبَ ٱلۡمَوۡتُ إِذۡ قَالَ لِبَنِیهِ مَا تَعۡبُدُونَ مِنۢ بَعۡدِیۖ قَالُوا۟ نَعۡبُدُ إِلَـٰهَكَ وَإِلَـٰهَ ءَابَاۤىِٕكَ إِبۡرَ ٰهِـۧمَ وَإِسۡمَـٰعِیلَ وَإِسۡحَـٰقَ إِلَـٰهࣰا وَ ٰحِدࣰا وَنَحۡنُ لَهُۥ مُسۡلِمُونَ﴾ [البقرة ١٣٣]
هل يعني إسماعيل عليه السلام اب النبي يعقوب ام عمه؟!! بالطبع عمه!
فنعرف الفرق بالقرائن والروايات.
مثال آخر: ﴿قَالَ لَا یَأۡتِیكُمَا طَعَامࣱ تُرۡزَقَانِهِۦۤ إِلَّا نَبَّأۡتُكُمَا بِتَأۡوِیلِهِۦ قَبۡلَ أَن یَأۡتِیَكُمَاۚ ذَ ٰلِكُمَا مِمَّا عَلَّمَنِی رَبِّیۤۚ إِنِّی تَرَكۡتُ مِلَّةَ قَوۡمࣲ لَّا یُؤۡمِنُونَ بِٱللَّهِ وَهُم بِٱلۡـَٔاخِرَةِ هُمۡ كَـٰفِرُونَ﴾ [يوسف ٣٧]
يوسف عليه السلام يقول (تركت) عبادة الأصنام. هل كان يعبد قبل النبوة ام (تركت) معناها يختلف حسب القرائن والروايات وسياق الآيات. تركت هنا تأتي بمعنى تركها قبل أن يأتي بها.
• هذه الآيات تبين ان سيد الشهداء عليه السلام نسخة من رحمة رسول الله صلى الله عليه وآله طبق الأصل.
.. يبقى شيء اخير وهو الآيات الخاصة التي تذكر أن سيد الشهدا رحمة الله.
vBulletin 3.8.14 by DRC © 2000 - 2024
Jannat Alhusain Network © 2024