المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الحق في علي وشيعته


الباحث الطائي
01-01-2020, 04:17 PM
الحق في علي وشيعته
اليوم, 03:13 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم

الحق في علي وشيعته (1)

السلام عليكم ورحمة الله وبراكاته ، قريبا او بعيدا فأننا والبشرية جمعاء ذاهبوان باتجاه استحقاق يوم عظيم في تاريخ البشرية وصراع الحق المتمثل بخط الرحمن مع الباطل المتمثل بخط الشيطان ( شياطين الجن والانس )

وهنا فان الدائرة الاكبر او المسألة الكبرى من هذا الصراع في كل زمان ومكان تحتاج الى معرفة الحق حتى نعرف اهله ليمكننا تشخيص طرف الحق ومن ثم الاصطفاف في خندقه للقتال او تأييده بالدرجات الادنى ولو على مستوى القناعة والرأي والموقف .

وعليه مهما تكن ( عقيدة / مذهب ) المسلم فهو يؤمن بمهدي آخر الزمان وانه يمثل قائد جبهة الحق في خط الرحمن ، ونحن الشيعة بالاخص نعتقد انه يمثل خطّنا المذهبي الذي نحن عليه وإمامنا الثاني عشر الذي غاب بإذن الله وسيظهر في آخر الزمان كما وعد الله به ليملئ الارض قسطا وعدلا .

من هنا ونحن في محل التذكير والتركيز على القضية والمسالة الكبرى وهي صراعنا مع خط الشيطان فإنه يجب ان لا تتقاطع مع قضيتنا الاكبر الحدود التي صنعتها ضروف الزمان والبلدان والقوميات والالوان التي اذابها دين الاسلام ليجعل ملاك قيمة وفضل المسلم المؤمن بتقواه وعمله للخير لصالح دينه وامته ونفسه !

اذا كان هذا واضحا ~ فلنحاول ان نطبقه على واقعنا الحالي وهنا أخاطب بالخصوص شيعة العراق .
لا اريد بالدخول مباشرتا في علامات الظهور وتحت فرضية عصر الظهور القائمة حاليا ، ولكن ابدأ سياسيا ونعلم جميعا ان امريكا او الصهيوامريكية ومن يتحالف معهم من الغرب الاوربي وبعض دول الاقليم الشرق الاوسط العربي والاسلامي احتلت العراق بذريعة ما وبدأت ( ومازالت ) بتدميره ومحاولة تقسيمه وتفتيته وقتل شعبه وخاصة شيعة العراق وهم الاكثر . ولعل الكثير او الاكثر من الناس في العراق وخاصة شيعة العراق فرح اول الامر بما فعلت امريكا من ازالت حكم البعث الصدامي لما عانت منه كما هو لا يخفى على كل من شهده ايامه . ثم بعد ان عاش العراق نظام الحكم الجديد الذي صنعته الصهيوامريكية وتديره من خلال سفارتها في العراق ( الاكبر في العالم ) وقواعدها العسكرية المتعددة ، وجرى ما جرى من ظلم وقتل وتخريب لا يقل عن حكم نظام البعث بل لعله زاد خطورة اذا اخذنا باعتبار دخوله على خط عقيدة الانسان العراقي واخلاقه وقيمه ، ولعل الكثير بدأ يترحم على ايام صدام او يحاول ان يجد مقارنة يستنتج من خلالها ايجابيات وجدها خلال حكم البعث الصدامي ولم يجدها ايام الحكم التحاصصي .

ويوما بعد يوم ظهرت بشكل اوضح معركتين تجري في العراق
الاولى : بين شعب العراق وشيعته بالخصوص بقيادة مرجعياته الدينية الارشادية مع نظام الحكم الذي صنعته وتدعمه وتديره الصهيوامريكية وهذه تخص العراق والعراقيين كدولة ذات حدود وسيادة
الثانية : بين القوة الصهيوامريكية وحلفائها مع " خط المقاومة " بقيادة ايران ومن يتحالف معها داخل العراق من الاحزاب ومليشياتها .
بالاضافة الى إنّ وحدة الهدف والعدو المشترك لعلها زاوجت بشكل او بآخر بين النقطتين الاولى والثانية .

هذا الصراع العنيف والخطير ، وعلى كافة المستويات ، وبمختلف الاشكال والوسائل افرز في واحدة من قضاياه عنوان او شبهة لعل الكثير سمعها ويسمعها من جهات مختلفة سواء محسوبة على خط الصهيوامريكية او غيرها او حتى من يخالفها وهي :
أنّ ايران تحارب امريكا وحلفائها في العراق ، وان العراق لا يجب ان يكون ساحة لتصفية الحسابات والحرب بين ايران وامريكا
وأخيرا ( مثلا ) كما وصلني
( كتائب حزب الله العراقي ) فرع لحزب لبناني
( الخامنئي ) مرجعيته ايراني
( قاسم سليماني ) قائد عسكري ايراني
والحال : امريكا ضربت قواعد للحشد الشعبي ولحزب الله العراقي وهي تمثل خط الموجهة الايرانية في العراق وليس من مصلحة العراق ان يكون ساحة للصراع الدولي . خاصة ونحن نعيش ضروف سياسية صعبة ولدينا ما يكفي من المشاكل العويصة . انتهـــــــى

الجواب
سياسيا : ان امريكا هي ليست صديقة للعراق وشعبه ، بل هي عدو خطير يعمل على تدمير واضعاف العراق وشعبه وخاصة شيعة العراق . وعلى شعب العراق وشيعته ومن حقهم القتال والنظال من اجل اخراج امريكا وحلفائها من العراق وانشاء نظام حكم بديل عن هذا ابنظام الفاسد المخرب للعراق .
وعلى الاقل وكما فرح او استفاد البعض من فعل امريكا في إزالت حكم البعث الصدامي ، فلماذا لا يفرح او يستفيد هؤلاء من ما يعتقده من صراع ايران وحربها في العراق ضد امريكا طالما ان الهدف مشترك وهو اخراج المحتل من البلاد .
ولطالما لا يستطيع شعب العراق وشيعته بالخصوص اصلاح وتغيير نظام الحكم الفاسد او اخراج راس الشر امريكا فليستفيد من دعم ايران وقوتها العسكرية وحربها ضد امريكا وحلفائها باعتبار وحدة الهدف والمصلحة على الاقل .

عقائديا : الصهيوامريكية ومن يتحالف معها هي مصداق قوله تعالى ( لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِّلَّذِينَ آمَنُوا الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا ) ولا تجد الآن من هو اشد خطر على الصهيوامريكية من ايران او قل خط المقاومة الاسلامية التي هي في اغلبها ممن يحمل العقيدة الشيعية . ولو اخليت الآن ساحة الصراع من خط المقاومة الاسلامية ( بغض النظر عن روسيا والصين ) فلا تجد هناك خط حقيقي ومهم يبقى في الساحة لمواجهة المشروع الصهيوامريكي في الشرق الاوسط الاسلامي لان اكثر حكومات الدول المتبقية متحالفة او متعاونة مع الصهيوامريكية . من هنا هذا يعطيك ثقة من هو يمثل خط الشيطان ومن هو يقاوم خط الشيطان . وحيث ان الدائرة الاكبر والقضية الاهم التي ذكرناها اول الامر هي هذا الصراع الازلي المستمر بين خط الشيطان مع خط الرحمن فانه في كل زمان ومكان له مصداق لكل طرف وحتى تعرف كل طرف تحتاج الى معرفة الحق حتى تعرف اهله ولقد تبين لك ان اهل خط الشيطان هي الصهيوامريكية ومن يتحالف معها على الاقل ، وهنا إنْ لم تكن المقاومة الاسلامية بقيادة ايران والمرجعية الدينية الشيعية في العراق هي من مصاديق خط الرحمن فعلى الاقل هي تعمل باتجاه وحدة الهدف اذا تريد ان تصطف بخندق خط الرحمن ، فتأمّل

علاماتيا : وتحت فرضية عصر الظهور فإنّ الصراع بين خط الرحمن وخط الشيطان متجه نحو الشدة والتطرّف اكثر واكثر وها نحن نجد الفعل والخطاب الصادر عن قيادات الصهيوامريكية وحلفائها يصرّح بذلك بشكل اكبر واكثر ويشخّص الشيعة والتشيع بشكل ادق واوضح حتى نصل الى يوم الظهور وارهاصاته القريبة ثم ليكون النداء الجبرائيلي الصريح ( ان امامكم الحجة بن الحسن فاسمعوا له وأطيعوا ) ويتوّج بعدها بالنداء ( الحق في علي وشيعته ) وعلى اثره يصيح الشيطان ( الحق في السفياني وشيعته ) .

من هنا واذا كان هذا مفهوما لمن يعقل ، فلينتبه مع من يصطف ، او على الاقل كيف يتعامل مع الموقف وحسابات الدين والعقيدة والسياسة والمصلحة ، لأننا اذا لم نحسم الموقف من الآن سقطنا في الفتنة او نكاد ولعله نواجه استحقاق : يَوْمَ يَأْتِي بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ لَا يَنفَعُ نَفْسًا إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِن قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمَانِهَا خَيْرًا غ— قُلِ انتَظِرُوا إِنَّا مُنتَظِرُونَ

والله اعلم

الباحث الطائي

-----------------------------

(1) :

- تفسير الثمالي في قوله تعالى: (طسم تلك آيات الكتاب ) إن من الآيات مناديا ينادي من السماء في آخر الزمان ألا إن الحق مع علي وشيعته.

،،،

- عن عبد الله بن سنان قال كنت عند أبي عبد الله (عليه السلام) فسمعت رجلا من همدان يقول له: إن هؤلاء العامة يعيرونا، ويقولون لنا إنكم تزعمون أن مناديا ينادي من السماء باسم صاحب هذا الأمر وكان (عليه السلام) متكئا فغضب وجلس ثم قال: لاترووه عني، وارووه عن أبي، ولا حرج عليكم في ذلك أشهد إني قد سمعت ابي (عليه السلام) يقول: والله إن ذلك في كتاب الله عز وجل لبين حيث يقول: ( إن نشأ ننزل عليهم من السماء آية فظلت أعناقهم لها خاضعين) . فلا يبقى في الأرض يومئذ أحد إلا خضع وذلت رقبته لها، فيؤمن أهل الأرض إذا سمعوا الصوت من السماء ألا إن الحق في علي بن أبي طالب وشيعته فإذا كان من الغد صعد إبليس في الهوى، حتى يتوارى عن أهل الأرض، ثم ينادي: ألا إن الحق في عثمان بن عفان وشيعته فإنه قتل مظلوما، فاطلبوا بدمه. قال (عليه السلام) فيثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت على الحق وهو النداء الأول ويرتاب يومئذ الذين في قلوبهم مرض: والمرض والله عداوتنا فعند ذلك يتبرؤون منا، ويتناولونا فيقولون: إن المنادي الأول سحر من سحر أهل هذا البيت ثم تلا أبو عبد الله (عليه السلام) قول الله عز وجل (وإن يروا آية يعرضوا ويقولوا سحر مستمر )