جعفر المندلاوي
20-03-2020, 10:04 PM
رهين المطامير
==========( بقلمي جعفر ملا عبد المندلاوي : البحر الرمل)
سَلْ سجونَ الظلمِ عن بدر البدور
............ عن أبي ابراهيم سلطان الدهور
عن امامٍ كاظمٍ يقضي سنيناً
.................. بين قضبانٍ وسجّانٍ خفيرِ
في مطاميرٍ لهارون المجون
..................... بين تقييد وفي أرض قفور
في سجون أحكمت بيبانُها
....................في سراديبٍ نأت مثل القبورِ
في دهاليز فلا يُدرى الليالي
.................... من نهارٍ، وهو فيها كالأسير
وسط أسداف الليالي الموحشات
................ ظُلمةٌ في عَتمةٍ دون السمير
لا يَرى شمساً ولا في الليل نجماً
....................... بين حيطانٍ بلا ذنبٍ صبور
غاب عن أنصاره والقلب مدمىً
................ والاسى نار تلظّى في الصدور
زاد عن عشرين عاما ظلّ فيها
......... وابن شاهكْ يرصد الطهر الحصور
ساجدٌ أو قائم أو صائمٌ فيــــ
............... ـها ويطوي الليل للصبح المنير
ظل يدعو ربَه جوف الليالي
................ سجدةٌ فيها الى وقت الهجير
وحشةُ الدهليز والحبسُ الرهيب
....................... لا أنيسٌ عنده لا من نصير
يقضي ساعاتٍ بسجداتٍ طوال
.......... يشكو للمولى من البغْي العسير
صمته كظمٌ وترتيلٌ وصبرٌ
................ عصمةٌ فيه وذو سمتٍ وقور
عزةٌ في النفس من بيتٍ كريمٍ
................ أهيبٌ بالبرّ موصوف الضمير
كيف لا وهو الامام المنتقى من
............ هاشم والنسل من ليثٍ هصور
صبرهُ في سجن هارون الخؤون
................. صار نهجاً صار منهاج الغيور
سلْ تواريخ الدُنى عن مجرميها
............ عن طواغيتٍ عَتوا عبر العصورِ
عن عتاةٍ عن فراعينٍ تمادوا
........... أوغلوا في الجرم والقتل المبيرِ
مثل هارون الذي قد زاد جرماً
.............في بني الزهراء بالفتك الخطير
هاهنا سجْن ببغداد ابتناه
............ ضيّقاً للجور ذو الفسق الجهير
سجنه المشهور في بغداد يحكي
.................... ظلمهُ للآل حقداً والعشير
قد بناهُ فوق أجسـادٍ لأسـيادٍ
..................ذراري أحمد الطهر البشـــير
لم يراعي فيهمُ حقّاً لطه
.................بل وزاد السبَّ بالقتلِ النكير
ذاك هارون الذي فاق الطغاة
............. قسوةً وانساق للنفس الغرورِ
ذاك هارون الذي غنّى وباهى
...................... واعتلى جوراً لكرسيٍّ حقير
أين عنه ملكه أين الجيوشُ
.............. أين عنه عرشهُ وسط القصور؟
أين عنه الرقص والليل الطروب
............. أين عنه الفسْق أم شرب الخمور
أين سلطانٌ ترامى بين قطبيها
.................... تهاوى وانتهى عصر الشرور
زال ذاك الملك وانهار الصروح
................ما بناهُ الزور يهوي في السعير
أيُّ ظُلمٍ من بني العبّاس مسّ
............... المصطفى في آله آلُ الشكور
جاوزوا في الجور آل الحرب في عدوانهم
......................... في القتل والفعل الكفور
لم يُراعوا ذمةً فيهم أبيدوا
..................... تارة في السم ام قطع النحور
تارةً في السجن والتشريد في
.......... البلدان أم في الهدم والقهر المرير
دسَّ ذاك الوغدُ للمولى سموماً
.............. واقتفى في الغدر ألوان المكور
إنمّا المولى سيبقى رمز عزٍّ
.................. وافتخارٍ وهو محمود الأُثور
فاستقر الحقّ وامتدّ الضياءُ
............... في العُلا بين الملا حتى النشور
ها هو المسجون فانظر قبةً في
.................... قبرهِ تسمو وتعلو في الأثير
صار مسرى العارفين التائبينا
................... بل ومثوى كلّ ذي قلب كسير
صار مشفى القاصدين السائلينا
.............. فيه يُشفى الداءُ بالوقت اليسير
صار مأوى كل مكروبٍ وشاكٍ
................... ذنبهُ يمحى ويحظى بالسرور
والضريح الفخم يزهو كالجنان
................... روضةٌ في جنّةِ وسط الزهور
هاك خذها بيعةً منّا وعهداَ
....................... ثمّ نبقى شيعةً لابن النذير
فاز من والاه في الأخرى وينجو
................... بل الى الجنّات يُدعى بالحُبُور
==========( بقلمي جعفر ملا عبد المندلاوي : البحر الرمل)
سَلْ سجونَ الظلمِ عن بدر البدور
............ عن أبي ابراهيم سلطان الدهور
عن امامٍ كاظمٍ يقضي سنيناً
.................. بين قضبانٍ وسجّانٍ خفيرِ
في مطاميرٍ لهارون المجون
..................... بين تقييد وفي أرض قفور
في سجون أحكمت بيبانُها
....................في سراديبٍ نأت مثل القبورِ
في دهاليز فلا يُدرى الليالي
.................... من نهارٍ، وهو فيها كالأسير
وسط أسداف الليالي الموحشات
................ ظُلمةٌ في عَتمةٍ دون السمير
لا يَرى شمساً ولا في الليل نجماً
....................... بين حيطانٍ بلا ذنبٍ صبور
غاب عن أنصاره والقلب مدمىً
................ والاسى نار تلظّى في الصدور
زاد عن عشرين عاما ظلّ فيها
......... وابن شاهكْ يرصد الطهر الحصور
ساجدٌ أو قائم أو صائمٌ فيــــ
............... ـها ويطوي الليل للصبح المنير
ظل يدعو ربَه جوف الليالي
................ سجدةٌ فيها الى وقت الهجير
وحشةُ الدهليز والحبسُ الرهيب
....................... لا أنيسٌ عنده لا من نصير
يقضي ساعاتٍ بسجداتٍ طوال
.......... يشكو للمولى من البغْي العسير
صمته كظمٌ وترتيلٌ وصبرٌ
................ عصمةٌ فيه وذو سمتٍ وقور
عزةٌ في النفس من بيتٍ كريمٍ
................ أهيبٌ بالبرّ موصوف الضمير
كيف لا وهو الامام المنتقى من
............ هاشم والنسل من ليثٍ هصور
صبرهُ في سجن هارون الخؤون
................. صار نهجاً صار منهاج الغيور
سلْ تواريخ الدُنى عن مجرميها
............ عن طواغيتٍ عَتوا عبر العصورِ
عن عتاةٍ عن فراعينٍ تمادوا
........... أوغلوا في الجرم والقتل المبيرِ
مثل هارون الذي قد زاد جرماً
.............في بني الزهراء بالفتك الخطير
هاهنا سجْن ببغداد ابتناه
............ ضيّقاً للجور ذو الفسق الجهير
سجنه المشهور في بغداد يحكي
.................... ظلمهُ للآل حقداً والعشير
قد بناهُ فوق أجسـادٍ لأسـيادٍ
..................ذراري أحمد الطهر البشـــير
لم يراعي فيهمُ حقّاً لطه
.................بل وزاد السبَّ بالقتلِ النكير
ذاك هارون الذي فاق الطغاة
............. قسوةً وانساق للنفس الغرورِ
ذاك هارون الذي غنّى وباهى
...................... واعتلى جوراً لكرسيٍّ حقير
أين عنه ملكه أين الجيوشُ
.............. أين عنه عرشهُ وسط القصور؟
أين عنه الرقص والليل الطروب
............. أين عنه الفسْق أم شرب الخمور
أين سلطانٌ ترامى بين قطبيها
.................... تهاوى وانتهى عصر الشرور
زال ذاك الملك وانهار الصروح
................ما بناهُ الزور يهوي في السعير
أيُّ ظُلمٍ من بني العبّاس مسّ
............... المصطفى في آله آلُ الشكور
جاوزوا في الجور آل الحرب في عدوانهم
......................... في القتل والفعل الكفور
لم يُراعوا ذمةً فيهم أبيدوا
..................... تارة في السم ام قطع النحور
تارةً في السجن والتشريد في
.......... البلدان أم في الهدم والقهر المرير
دسَّ ذاك الوغدُ للمولى سموماً
.............. واقتفى في الغدر ألوان المكور
إنمّا المولى سيبقى رمز عزٍّ
.................. وافتخارٍ وهو محمود الأُثور
فاستقر الحقّ وامتدّ الضياءُ
............... في العُلا بين الملا حتى النشور
ها هو المسجون فانظر قبةً في
.................... قبرهِ تسمو وتعلو في الأثير
صار مسرى العارفين التائبينا
................... بل ومثوى كلّ ذي قلب كسير
صار مشفى القاصدين السائلينا
.............. فيه يُشفى الداءُ بالوقت اليسير
صار مأوى كل مكروبٍ وشاكٍ
................... ذنبهُ يمحى ويحظى بالسرور
والضريح الفخم يزهو كالجنان
................... روضةٌ في جنّةِ وسط الزهور
هاك خذها بيعةً منّا وعهداَ
....................... ثمّ نبقى شيعةً لابن النذير
فاز من والاه في الأخرى وينجو
................... بل الى الجنّات يُدعى بالحُبُور