الباحث الطائي
20-06-2020, 01:30 PM
تأملات قرآنية في الصراط المستقيم
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم ياكريم
أَلَمْ أَعْهَدْ إِلَيْكُمْ يَا بَنِي آَدَمَ أَنْ لَا تَعْبُدُوا الشَّيْطَانَ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ (60) وَأَنِ اعْبُدُونِي هَذَا صِرَاطٌ مُسْتَقِيمٌ (61) / سورة يس
عبادة الشيطان هي طاعته والانقياد والخضوع له ، ومقابلها في سياق الآية المباركة أمر إلهي بعبادته تعالى
فإذا كان كذلك وهو كذلك ، فأن الله تعالى قال : ( وَأَنِ اعْبُدُونِي هَذَا صِرَاطٌ مُسْتَقِيمٌ )*، بمعنى تحقق عبادته تعالى ( طاعته والخضوع والانقياد له ) من خلال الصراط المستقيم ،
اي ان الصراط المستقيم فيه تحقق عبادة الله
ومن هنا نحتاج ونسأل الله دائمآ ان يهدينا الصراط المستقيم*( اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ (6) صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ (7) / الفاتحة ) لانه بأتباعنا الصراط المستقيم نصل الى تحقيق عبادة الله وبالتالي الى الغاية التي خلقنا الله من اجلها لان الله تعالى يقول : ( وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ / الذاريات (56) )
وهذا الصراط المستقيم الذي هو مفتاح العبادة وغاية المعبود من خلق العباد هو عبارة عن طاعة الله ورسوله بقوله تعالى : ( وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَظ°ئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِم مِّنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ غڑ وَحَسُنَ أُولَظ°ئِكَ رَفِيقًا / النساء 69 )
هذا الصراط المستقيم يترصده الملعون ابليس وجنوده من الشياطين ليضلوا عباد الله ويحرفونهم عنه كما قال الله تعالى :قَالَ فَبِمَا أَغْوَيْتَنِي لأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِرَاطَكَ الْمُسْتَقِيمَ / الاعراف (16)*
فمن يغويه ابليس يكون مصداق : أَلَمْ أَعْهَدْ إِلَيْكُمْ يَا بَنِي آَدَمَ أَنْ لَا تَعْبُدُوا الشَّيْطَانَ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ
ومن يلتزم طاعة الله ورسوله يكون مصداق : وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَظ°ئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِم مِّنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ غڑ وَحَسُنَ أُولَظ°ئِكَ رَفِيقًا
من خلال ما سبق تبين لنا بالقران الذي يفسر بعضه بعضا ، ويبين بعضه بعضا أن الأنسان يحتاج دائما ان يطيع الله ورسوله كي يحقق عبادة الله التي هي غاية الخلق وان يجتنب طاعة الشيطان وعبادته حتى لا ينحرف عن طريق غايته
ولكن رسل الله وحجته على خلقه وخلفاءه في ارضه ليس موجودين في كل زمان ومكان ، ولطالما كان هناك زمان وفترة طويلة بين رسول وآخر مما يجعل البشر اما محتملين في إدامة تحقيق طاعة الله ورسوله وهي إما :
1- طاعة الله ، وطاعة رسوله في حياته وبعد مماته في اتباع شريعته وسنته وهكذا يتحقق دوام طاعة الله ورسوله
2- طاعة الله ، وطاعة رسوله في حياته وبعد مماته في اتباع شريعته وسنته ، وطاعة ولاة الأمر والهدات المهديين اوصياء الانبياء والرسل الذين يبينون دين الرسل ويطبقون الشريعة وهذا كما بينه القرآن : يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنكُمْ ،،، إِنَّمَا أَنتَ مُنذِرٌ غ– وَلِكُلِّ قَوْمٍ هَادٍ ،،، إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ .
فهناك في كل قوم هاد ، وفي كل أمة بعد رسولها ولاة أمر ، وهم اولياء الله الذين اصطفاهم وبين صفاتهم ونص عليهم
مما يعني ان نظام الهداية ألإلهي جعل في سبب تحقق عبادة الله ان يكون ذلك الصراط المستقيم متحقق بطاعة الله ورسوله ومن امر الله بطاعته بعد الرسل والانبياء لانه لابد في كل زمان ان يكون للناس إمام وهاد يسلك بهم طريق الحق والرشاد ويقف بالضد من ابليس وجنوده المتربصين للعباد على الصراط المستقيم
او قل : ان حقيقة الصراط المستقيم في هذه الدنيا هو نفس الوجود الخارجي لحجج الله على خلقه وخلفاءه في ارضه وما ارسلوا به من دين الله ( الاسلام ) وشراءع بحسب كل امة ممن انعم الله عليهم ، بهم يهتدي الناس ،
.
وهؤلاء هم كما بينهم الله تعالى : وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَظ°ئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِم مِّنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ غڑ وَحَسُنَ أُولَظ°ئِكَ رَفِيقًا / النساء 69 )
من هنا ومما سبق وعليه الكلام اتسق ، يتبين لنا حقيقة وأحقية مذهب آل البيت ع وأهميته في تطبيق نظام الهداية ألإلهي ، فخاتم الانبياء والرسل محمد ص يعني ان شريعته هي الشريعة الاتم والاخيرة لهداية البشرية فيما بقى من وجودها على الارض حتى يرثها الله تعالى ولكن لا يعني ختم الرسالة والشريعة والانبياء ان تختم به الهداية المتمثلة بوجود الهداة المهديين ، وذلك لضرورة وجودهم لبقاء تحقق وجود الصراط المستقيم ، فافهم.
والله اعلم
الباحث الطائي
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم ياكريم
أَلَمْ أَعْهَدْ إِلَيْكُمْ يَا بَنِي آَدَمَ أَنْ لَا تَعْبُدُوا الشَّيْطَانَ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ (60) وَأَنِ اعْبُدُونِي هَذَا صِرَاطٌ مُسْتَقِيمٌ (61) / سورة يس
عبادة الشيطان هي طاعته والانقياد والخضوع له ، ومقابلها في سياق الآية المباركة أمر إلهي بعبادته تعالى
فإذا كان كذلك وهو كذلك ، فأن الله تعالى قال : ( وَأَنِ اعْبُدُونِي هَذَا صِرَاطٌ مُسْتَقِيمٌ )*، بمعنى تحقق عبادته تعالى ( طاعته والخضوع والانقياد له ) من خلال الصراط المستقيم ،
اي ان الصراط المستقيم فيه تحقق عبادة الله
ومن هنا نحتاج ونسأل الله دائمآ ان يهدينا الصراط المستقيم*( اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ (6) صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ (7) / الفاتحة ) لانه بأتباعنا الصراط المستقيم نصل الى تحقيق عبادة الله وبالتالي الى الغاية التي خلقنا الله من اجلها لان الله تعالى يقول : ( وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ / الذاريات (56) )
وهذا الصراط المستقيم الذي هو مفتاح العبادة وغاية المعبود من خلق العباد هو عبارة عن طاعة الله ورسوله بقوله تعالى : ( وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَظ°ئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِم مِّنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ غڑ وَحَسُنَ أُولَظ°ئِكَ رَفِيقًا / النساء 69 )
هذا الصراط المستقيم يترصده الملعون ابليس وجنوده من الشياطين ليضلوا عباد الله ويحرفونهم عنه كما قال الله تعالى :قَالَ فَبِمَا أَغْوَيْتَنِي لأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِرَاطَكَ الْمُسْتَقِيمَ / الاعراف (16)*
فمن يغويه ابليس يكون مصداق : أَلَمْ أَعْهَدْ إِلَيْكُمْ يَا بَنِي آَدَمَ أَنْ لَا تَعْبُدُوا الشَّيْطَانَ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ
ومن يلتزم طاعة الله ورسوله يكون مصداق : وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَظ°ئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِم مِّنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ غڑ وَحَسُنَ أُولَظ°ئِكَ رَفِيقًا
من خلال ما سبق تبين لنا بالقران الذي يفسر بعضه بعضا ، ويبين بعضه بعضا أن الأنسان يحتاج دائما ان يطيع الله ورسوله كي يحقق عبادة الله التي هي غاية الخلق وان يجتنب طاعة الشيطان وعبادته حتى لا ينحرف عن طريق غايته
ولكن رسل الله وحجته على خلقه وخلفاءه في ارضه ليس موجودين في كل زمان ومكان ، ولطالما كان هناك زمان وفترة طويلة بين رسول وآخر مما يجعل البشر اما محتملين في إدامة تحقيق طاعة الله ورسوله وهي إما :
1- طاعة الله ، وطاعة رسوله في حياته وبعد مماته في اتباع شريعته وسنته وهكذا يتحقق دوام طاعة الله ورسوله
2- طاعة الله ، وطاعة رسوله في حياته وبعد مماته في اتباع شريعته وسنته ، وطاعة ولاة الأمر والهدات المهديين اوصياء الانبياء والرسل الذين يبينون دين الرسل ويطبقون الشريعة وهذا كما بينه القرآن : يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنكُمْ ،،، إِنَّمَا أَنتَ مُنذِرٌ غ– وَلِكُلِّ قَوْمٍ هَادٍ ،،، إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ .
فهناك في كل قوم هاد ، وفي كل أمة بعد رسولها ولاة أمر ، وهم اولياء الله الذين اصطفاهم وبين صفاتهم ونص عليهم
مما يعني ان نظام الهداية ألإلهي جعل في سبب تحقق عبادة الله ان يكون ذلك الصراط المستقيم متحقق بطاعة الله ورسوله ومن امر الله بطاعته بعد الرسل والانبياء لانه لابد في كل زمان ان يكون للناس إمام وهاد يسلك بهم طريق الحق والرشاد ويقف بالضد من ابليس وجنوده المتربصين للعباد على الصراط المستقيم
او قل : ان حقيقة الصراط المستقيم في هذه الدنيا هو نفس الوجود الخارجي لحجج الله على خلقه وخلفاءه في ارضه وما ارسلوا به من دين الله ( الاسلام ) وشراءع بحسب كل امة ممن انعم الله عليهم ، بهم يهتدي الناس ،
.
وهؤلاء هم كما بينهم الله تعالى : وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَظ°ئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِم مِّنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ غڑ وَحَسُنَ أُولَظ°ئِكَ رَفِيقًا / النساء 69 )
من هنا ومما سبق وعليه الكلام اتسق ، يتبين لنا حقيقة وأحقية مذهب آل البيت ع وأهميته في تطبيق نظام الهداية ألإلهي ، فخاتم الانبياء والرسل محمد ص يعني ان شريعته هي الشريعة الاتم والاخيرة لهداية البشرية فيما بقى من وجودها على الارض حتى يرثها الله تعالى ولكن لا يعني ختم الرسالة والشريعة والانبياء ان تختم به الهداية المتمثلة بوجود الهداة المهديين ، وذلك لضرورة وجودهم لبقاء تحقق وجود الصراط المستقيم ، فافهم.
والله اعلم
الباحث الطائي