المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ليلة القدر بين الاسلام والمسيحية.


مصطفى الهادي
25-04-2021, 08:55 PM
https://static.xx.fbcdn.net/images/emoji.php/v9/tca/1/16/1f4db.png ليلة القدر بين الاسلام والمسيحية. (1)
مصطفى الهادي.
https://static.xx.fbcdn.net/images/emoji.php/v9/tbb/1/16/1f4a0.png ما فتئ اعداء الإسلام يشنون هجومهم منذ بزوغ فجره متهمين القرآن شتى الاتهامات منها أنه نسخة كوبي عن التوراة والإنجيل أو إنه من إملاء بحيرا الراهب او هو هلوسات وكلام فارغ ، ولكننا في الفترة الأخيرة رأينا توجها من قبل بعض المنتمين للمسيحية نحو القرآن لإثبات بعض ما جاء في المسيحية ولم تكن قضية البحث فردية بل شملت مجموعة محترمة من مستشرقي وعلماء لاهوت ورجال دين كبار وفضائيات.

https://static.xx.fbcdn.net/images/emoji.php/v9/tbb/1/16/1f4a0.png فقد قام هؤلاء بالبحث في آيات القرآن محاولين تطويع النص لرغباتهم. ومن هذه الآيات تلك التي تتحدث عن (ليلة القدر) ونزول القرآن والملائكة فزعموا أن هذه الآية تثبت نبوة عيسى عليه السلام وأن المقصود بليلة القدر هي ليلة (الدنح) التي تتعلق بيوم تعميد عيسى في نهر الأردن حيث انفتحت السماء ونزلت الملائكة لتحف به زاعمين أن هناك اشارة أخرى في الكتاب المقدس تُشير إلى أن هذا اليوم خير من الف من الأيام. والغريب أن هؤلاء فاتهم أن القرآن يُثبت نبوة عيسى ولا يُنكرها وكذلك المسلمين وذلك من خلال قول القرآن : (ورسولا إلى بني إسرائيل).() سورة آل عمران آية : 49.

https://static.xx.fbcdn.net/images/emoji.php/v9/tbb/1/16/1f4a0.png ومع ذلك ونزولا عند رغبتهم سوف نبحث في معنى ليلة الدنح ، وهل هي فعلا ليلة القدر.
كتب القس بنان في موقع أليتيا (aleteia.org/ar (https://l.facebook.com/l.php?u=http%3A%2F%2Faleteia.org%2Far%3Ffbclid%3DI wAR09kkJvlCj0oRzRbZS708YeP_S6DOJzFOPscYn579OMC0s8b o0hF4PDjDo&h=AT0z0W-nTcXZ8MAuo_M26fpQnq-JKUmA2jZkHB7i6Myf-UxaZjecBVTKF7axB2PlA8nkuioMyjicFk65aQzqQh5qpZuk2Ew zAbC2Zlb55Wm8C6MsRfdGgloVbGmUNH23&__tn__=-UK-R&c[0]=AT1TaOSd5n5i3pZ1YMkygSOg9jRMowPt4NaKXLtrqJo4DEj4w mMNG3m91hjjw3BLvNgoxjB0ed6gG91vmfQWT5qCxfUyfNXK1CN VKgVEFbjWp6pUDH-3T0CtmY7nw3beTJuNynPdLQ7I2xB2MzuEcwb5LkQ)) تحت عنوان : (نداء إلى جميع المسيحيين ... ليست ليلة القدر بل ليلة عيد الدنح!!) . فقال : ( ليلة القدر عند المسلمين، هي ليلة في شهر رمضان، يؤمن المسلمون أن أولى الآيات القرآنية قد أنزلت فيها. وهي تعد ذا أهمية عظيمة عندهم، حيث ورد في القرآن أنها خير من ألف شهر أمّا لدى المسيحيّين فقد درجت لدى بعضهم، في العالم الإسلاميّ، إطلاق تسمية ليلة القدر على ليلة (عيد الدنح) حيث يعتقد كثيرون أن من يشاء تحقيق أمنية، يمكنه أن يقيم نذراً في هذه المناسبة، فإذا كان مؤمناً حقّاً، تحقّقت أمنيته بمشيئة إلهية ). (2)

https://static.xx.fbcdn.net/images/emoji.php/v9/tbb/1/16/1f4a0.png ويقول الخوري كامل : (لاهوتيّاً عيد الدّنح، عيد الظور الإلهي، وهو عيد الغطاس يكتسب معناه من كلمة دنحُا في اللّغة السريانيّة التي تعني الظهور، أي الظهور الإلهي حيث الابن يعتمد على يد يوحنا، والروح القدس يحل عليه بشكل حمامة).(3)

https://static.xx.fbcdn.net/images/emoji.php/v9/tbb/1/16/1f4a0.png في عموم الموضوع فإن المسيحية تتحدث عن سماء مفتوحة، لبداية عهد جديد مرتبط بقدوم المسيح لهذا العالم فيستندون على دليل من الإنجيل يقول فيه المسيح : (الحق الحق أقول لكم: من الآن ترون السماء مفتوحة، وملائكة الله يصعدون وينزلون على ابن الإنسان).(4) ثم يقولون بأن هذا النص شبيه نص القرآن الذي يقول (ليلةُ القدرِ خيرٌ من ألفِ شهر * تَنَزلُ الملائكة والروح فيها).

https://static.xx.fbcdn.net/images/emoji.php/v9/tbb/1/16/1f4a0.png أما تعليقهم على قوله تعالى (إنا أنزلناه في ليلة القدر).(5) فيقولون أن (الهاء) في أنزلناه ضمير متصل يُشير إلى شخص، فإما أن يكون الأمين جبرئيل او شخص آخر. فليس هناك دليل على أن الضمير (ه) يعود إلى محمد أو إلى القرآن ، بل أن النص يُشير وبوضوح إلى نزول الملائكة والروح وهذا النص له شبيه في الإنجيل وهو (انفتحت السماء ونزلت الملائكة والروح على شكل حمامة).() إنجيل متى 3 : 16.

https://static.xx.fbcdn.net/images/emoji.php/v9/tbb/1/16/1f4a0.png ونقول لهم : إذا كانت ليلة القدر بهذه الأهمية عندكم ، فلماذا لم ترد كلمة (القدر) في الإنجيل ولا مرة واحدة؟!وإذا كانت ليلة القدر تعني (الدنح) عندكم فلماذا اختفت هذه الكلمة أيضا من الإنجيل؟

https://static.xx.fbcdn.net/images/emoji.php/v9/tbb/1/16/1f4a0.png وقد جزم كل من لولينغ وباستي وساني ولوكسمبيرغ بأن السورة 97 تتحدث في واقعها عن ليلة الميلاد. ثم وفي عملية خلط عجيب يقولون بأن الآية (تعرج الملائكة والروح إليه في يوم كان مقدارهُ خمسين ألف سنة).(6) فيقولون أن هذا المقطع قريب من نص في سفر المزامير في التوراة يقول فيه : (لأن يوما واحدا في ديارك خير من ألف).(7) ولا أدري ما هو الربط بين النص التوراتي ، ونص الإنجيل الذي يتحدث عن ميلاد المسيح وبينهما الفين عام.

https://static.xx.fbcdn.net/images/emoji.php/v9/tbb/1/16/1f4a0.png الاشكالات على زعمهم هذا هي : أن الدنحَ او عيد الغطاس يتعلق بغفران الذنوب بطريقة التعميد ــ التغطيس بالماء ــ ونص الإنجيل واضح جدا في أن اليهود جاؤوا إلى يوحنا ليُعمدهم ويغفر لهم خطاياهم ولكن الغريب أن السيد المسيح أيضا جاء ووقف مع الخطاة المذنبين إلى أن وصله الدور فتم تغطيسه بالماء لتتم عملية محو كاملة لذنوبه وهذا ما نراه في نص متى حيث يقول : (خرج إليه أورشليم وكل اليهودية وجميع الكورة المحيطة بالأردن، واعتمدوا منه في الأردن، معترفين بخطاياهم. وجاء يسوع من الجليل إلى الأردن إلى يوحنا ليعتمد منه).(https://static.xx.fbcdn.net/images/emoji.php/v9/t83/1/16/1f60e.png

https://static.xx.fbcdn.net/images/emoji.php/v9/tbb/1/16/1f4a0.png فإذا كان يسوع خالي من الدنس والذنوب كما تقولون وأنه ابن الله ، او هو الله وأنه إنما جاء ليغفر خطايا الناس ، فكيف يتم تعميده مع الخطاة المذنبين المجرمين ؟ كما يقول النص : (واعتمدوا منه معترفين بخطاياهم). (9) فالسيد المسيح كان واقعا في الخطية ولكن في مجيئه الثاني في آخر الزمان سيكون بلا خطايا كما يقول بولص (هكذا المسيح أيضا، ... سيظهر ثانية بلا خطية).(10)

https://static.xx.fbcdn.net/images/emoji.php/v9/tbb/1/16/1f4a0.png يضاف إلى ذلك أن عملية التعميد أو(الدنح) تمّت في وضح النهار بعد الظهر، بينما الآيات القرآنية تتحدث عن ليلة وليس نهار فيقول القرآن : (ليلة القدر). ناهيك عن الخلط المخزي في احتساب ليلة القدر هل هي ليلة ميلاد المسيح شتاءا ، كما يقول لولينغ وباستي وساني ولوكسمبيرغ، أو هو يوم التعميد (الدنح) كما يقول الخوري كامل حيث انفتحت السماء ظهرا في عز الصيف.

https://static.xx.fbcdn.net/images/emoji.php/v9/tbb/1/16/1f4a0.png وأما جزمي بأن ليلة الدنح هي نفسها ليلة القدر فبسبب أن السيد المسيح قبل هذه الليلة اغتسل هو وأتباعه وكأنه يستعد لليلة مباركة عالية القدسية.وهذا ما نراه يلوح في مقدمة ليلة القدر حيث يستحب الغسل فيها.والغريب أننا نرى في الأحاديث تطابق لما فعله السيد المسيح عليه السلام ففي رواية زرارة عن الامام عليه السلام قال : (وفي ليلة تسع عشر يفرق كل امر حكيم وليلة احدى وعشرين فيها رُفع عيسى بن مريم عليه السلام).(11)

https://static.xx.fbcdn.net/images/emoji.php/v9/tca/1/16/1f4db.png المصادر:
1- في قاموس المعاني عربي عربي :دَنَحَ : طأْطأَ رأْسَه ، دَنَحَ : ذلَّ . والدَّنْحُ : عيدٌ للنصارى ، ويسمى عيد الغِطَاس. أما مسيحيا فإن (الدنح كلمة سريانيّة تعني الظهور والإشراق التي تعبّر عن المعنى اللاهوتي الحقيقي لعيد الغطاس، عيد اعتماد الرّب يسوع في نهر الأردن من يوحنا المعمدان، ويعتقد المسيحيون أن السماء في ليلة عيد الدنح تكون مفتوحة والله يستجيب الطلبات والدعوات في هذه الليلة المباركة).ولهذا يُستحب فيها الغسل أيضا.
2- مقال للسيّد نقولا طعمة في العدد ١٢٢ من جريدة الأخبار، السبت ٦ كانون الثاني ٢٠٠٧.
3- الخوري كامل كامل في نشرة عيد الدنح 2016، في موقع القبيّات الإلكترونيّ.
4- إنجيل يوحنا 1: 51.
5- لعل الذي اوحى للمسيحية انها تزعم ذلك هو الحديث الوارد عن رسول الله (ص) الذي يقول: (أنزلت صحف إبراهيم عليه السلام في أول ليلة من رمضان، وأنزلت التوراة لست مضين من رمضان، والإنجيل لثلاث عشرة خلت من رمضان، وأنزل الفرقان لأربع وعشرين خلت من رمضان). ولكن المشكلة أن الإنجيل نفسه لايذكر اي خبر عن نزوله، فكل ما وجدناه هو أن بولص يقول بأن الله سوف يُحاكم العالم حسب إنجيله ــ أي الإنجيل الذي جاء به بولص وليس إنجيل المسيح ــ كما نقرأ : (في اليوم الذي فيه يدين الله سرائر الناس حسب إنجيلي).() رسالة بولس الرسول إلى أهل رومية 2: 16.
6- سورة المعارج آية : 4. والذي يُفند ادعائهم في أن ليلة القدر هي ليلة ميلاد المسيح ، او يوم تعميد المسيح ، إننا إذا جمعنا هذه الآية (شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن) إلى هذه الآية: (إنا أنزلناه في ليلة القدر) تبين أن ليلة القدر في رمضان، وهذه الليلة حسب الروايات الصحيحة نزلت فيها الكتب السماوية في الأديان الأخرى كما مرّ . وفي معنى ليلة القدر قال بعض العلماء المراد بالقدر التقدير، لأنه يقدر فيها ما يكون في السنة لقول الله تعالى: (إنا أنزلناه في ليلة مباركة .. فيها يُفرق كل أمرٍ حكيم).سورة الدخان:3-4. فبيّن تعالى أن هذه الليلة يُفرق كل أمرٍ حكيم ، اي يتم تقدير ما يكون للإنسان في قادم سنته.
7- سفر المزامير 84: 10.
8- إنجيل متى 3: 6 ـ 13.
9-إنجيل متى 3: 6.
10- رسالة بولس الرسول إلى العبرانيين 9 : 28.
11- جامع أحاديث الشيعة - السيد البروجردي - ج ٩ - الصفحة ٦٠. باب الرابع ، ما يستحب من الأغسال في شهر رمضان.