مصطفى الهادي
30-06-2021, 11:10 AM
https://static.xx.fbcdn.net/images/emoji.php/v9/tc6/1/16/1f1e8_1f1f3.pngهل عائشة وحفصة أمهات المؤمنين؟
مصطفى الهادي.
(وما يستوي الأعمى والبصير ولا الظلمات ولا النور ولا الظل ولا الحرور وما يستوي الأحياء ولا الأموات).(1)
https://static.xx.fbcdn.net/images/emoji.php/v9/tbb/1/16/1f4a0.png قد يؤسس هذا الموضوع لرؤية جديدة للشخصيات والروايات التي أحاطت بها، ولربما سيكون هذا الموضوع فيه نوع من الحساسية ، لأنه سوف يمس بعض الرموز التي دأب البعض على تقديسها طيلة الوف السنين. فمن السهل أن تُهدم ما تشاء، ولكن من الصعب جدا أن تُهدم فكرا صيغ على نمط معين طيلة قرون متمادية، صاغته هجمة إعلامية هائلة بُذلت فيها الاموال وأزهقت فيها الأرواح، حتى اصبحت من المسلمات التي ــ في نظر البعض ــ يكفر الإنسان لو مسها أو انتقدها أو حتى لو بحث فيها.
https://static.xx.fbcdn.net/images/emoji.php/v9/tbb/1/16/1f4a0.png فهذا البعض يُجيز لنفسه أن يصف النبي العظيم بأنه يبول واقفا، وانه يجامع زوجاته في الحيض ويُشاهد الرقص والغناء، ويتسابق مع زوجاته فيسبقهن ، ويشك في نبوته ، ويعزم على الانتحار. ولكن لو مسست مثلا أحدى زوجاته بنقد او تحقيق، رفعوا عقيرتهم بالصياح (عرض رسول الله / شرف رسول الله). فهلا صنتم كرامة نبيكم أولا فلا تنسبوا له اعمالا يأبى عامة الناس من ممارستها.
https://static.xx.fbcdn.net/images/emoji.php/v9/tc6/1/16/1f1e8_1f1f3.png ونقول :
المتابع لسيرة نساء النبي جميعا يرى أن هناك تفاوتا في سلوكهن، فمنهن المؤمنات الصالحات اخلاقا ودينا وسلوكا وحسن معاشرة (إن كنتن تردن الله ورسوله والدار الآخرة فإن الله أعد للمحسنات منكن أجرا عظيما).(2) المحسنات فقط .
https://static.xx.fbcdn.net/images/emoji.php/v9/tbb/1/16/1f4a0.png وحسب بعض الروايات فإن النبي تزوج بنساء كثيرات (يا أيها النبي إنا أحللنا لك أزواجك).(3) والأسباب معروفة وقد بينها المفسرون. وتوفي النبي عن تسع من النساء وقيل أكثر. ولكن اثنين من نساء النبي لم يكنّ بالمواصفات التي ارادها الله، فذكر القرآن بعض جوانب سلوكهما من تجسس وسوء معاملتهما للنبي حتى نزلت آيات تهددهما بالطلاق ، لا بل الدخول إلى النار، ومات النبي وهن على هذه الحالة حيث انتقل العداء من شخص النبي إلى آل بيته سلام الله عليهم اجمعين.
https://static.xx.fbcdn.net/images/emoji.php/v9/tbb/1/16/1f4a0.png الله تعالى خاطب نساء النبي بـ (ازواجه). وأما من تمردت على النبي وعصته فلا يُطلق عليها هذا الاسم فهي ليست زوجته وإنما (امرأته) وبالقياس إلى ما جاء في القرآن حول معنى زوجة و امرأة فإن عائشة وحفصة خرجتا من كونهما امهات المؤمنين.والدليل على ذلك أن القرآن يُخاطب البقية بقوله (وأزواجه امهاتهم). وعائشة وحفصة خرجتا من هذا المفهوم.بسبب افعالهما فتحول النداء من زوجتين إلى امرأتين.(4)
https://static.xx.fbcdn.net/images/emoji.php/v9/tc6/1/16/1f1e8_1f1f3.png الأول : أن الله تعالى ضرب بهما مثلا (امرأتي) نوح ولوط. فلم يقل (زوجتي) وذلك لكونهما على خلاف معهما فقال عنهما (امرأتي) وهددهما الله بالنار وزاد على عائشة وحفصة التهديد بالطلاق. يعني مثلا هناك شخص كانوا يطلقون عليه بأنه مؤمن ، ثم عصى الله ورسوله ، فهل يصدق عليه هذا اللقب بعد ذلك!؟
https://static.xx.fbcdn.net/images/emoji.php/v9/tc6/1/16/1f1e8_1f1f3.png الثاني : أن الصحابة فهموا ذلك وعرفوا ان عائشة وحفصة خرجتا من مفهوم الزوجية ، ولذلك عندما يتحدثون عنهما يقولون (المرأتين). وهذا ما نراه في رواية البخاري عن ابن عباس : (عن عبد الله بن عباس قال لم أزل حريصا على أن أسأل عمر بن الخطاب عن (المرأتين) من أزواج النبي صلى الله عليه وسلم اللتين قال الله تعالى إن تتوبا إلى الله فقد صغت قلوبكما حتى حج وحججت معه ... فقلت له من المرأتان اللتان قال الله تعالى إن تتوبا إلى الله فقد صغت قلوبكما قال واعجبا لك يا ابن عباس هما عائشة وحفصة).(5) فابن عباس هنا عندما سأل عمر لم يقل له (من الزوجتين اللتان تآمرتا على النبي). بل قال : (من المرأتين). وفي ذلك التفاتة لطيفة من أن المرأة المتمردة تخرج من صفة الزوجية. ومن أعجب أعاجيب هذه المرأة انها حرضت على مقتل عثمان الخليفة الثالث والصحابي ثم بكت عليه ، ورقصت عندما وردها خبر مقتل الامام عليه عليه السلام مع انه أيضا صحابي وخليفة رابع حسب مفهومهم.(6)
https://static.xx.fbcdn.net/images/emoji.php/v9/tbb/1/16/1f4a0.png ولم يكن تهديد الله تعالى بالأمر الهين بل كان شديدا جدا : (إن تتوبا إلى الله فقد صغت قلوبكما وإن تظاهرا عليه فإن الله هو مولاه وجبريل وصالح المؤمنين والملائكة بعد ذلك ظهير).(7) قال المفسرون من أهل السنة : قوله تعالى : (فقد صغت قلوبكما). أي زاغت ومالت عن الحق ، وإن تظاهرا عليه : أي تتظاهرا وتتعاونا عليه بالمعصية والإيذاء.(https://static.xx.fbcdn.net/images/emoji.php/v9/t83/1/16/1f60e.png فهل من مواصفات أم المؤمنين إيذاء النبي الذي اصبحت بفضله أما للمؤمنين ؟ فإذا كان عندها استعداد لذلك فتصور مقدار استعدادها على اذية آل بيته او على بقية المسلمين،خصوصا وقد قال عنهما الله تعالى (زاغت قلوبهما ومالت عن الحق). وأما قوله (صغت) فإن الصغو الميل والمراد به الميل إلى الباطل والخروج عن الاستقامة وقد كان ما كان منهما من إيذاء النبي والتظاهر عليه وهذا من الكبائر وذلك لقوله تعالى : (إن الذين يؤذون الله ورسوله لعنهم الله في الدنيا والآخرة وأعد لهم عذابا مهينا).(9)
https://static.xx.fbcdn.net/images/emoji.php/v9/tbb/1/16/1f4a0.png بعض الذين اعترضوا على استخدام لفظ المرأة أو المرأتين ويصرون على اقحام لفظ الزوجة في خلط نعرف غاياته حجتهم ضعيفة. لأنهم لو سلّموا بقولنا بأن الزوجة العاصية المتمردة يُطلق عليها امرأة وليس زوجة فهذا يعني أن عائشة وحفصة ليستا زوجتين للنبي بل امرأتيه فتخرجان بذلك من لقب (امهات المؤمنين).
https://static.xx.fbcdn.net/images/emoji.php/v9/tbb/1/16/1f4a0.png وفي دفاعهم عنهما يحتجون بقوله تعالى لنبيه (وأزواجه امهاتهم). وفاتهم أن الخطاب كان موجه للكثرة الغالبة من الطيبات المؤمنات من ازواج النبي وعددهن (سبعة) فالخطاب للأكثرية الصالحة وليس للأقلية العاصية. وهذا الاسلوب له شواهد كثيرة في القرآن منه مثلا قوله تعالى (إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا). لماذا استخدم تعالى لفظ المذكر هنا مع أن الخطاب موجه بصورة عامة لنساء النبي؟ السبب لأن من خاطبهم تعالى هم آل البيت وليس نساء النبي واغلبهم ذكور وهم (النبي والإمام علي والحسن والحسين وفاطمة) سلام الله عليهم اجمعين.(10)
https://static.xx.fbcdn.net/images/emoji.php/v9/tbb/1/16/1f4a0.png وعلى هذا المنوال خاطب الله تعالى الأكثرية من زوجات النبي سبعة مدحهن واثنين فقط تمردتا على النبي ولذلك غلبت الكثرة على الخطاب. وبناءا على ذلك فإن عائشة وحفصة ليستا من امهات المؤمنين ، ودليل ذلك أن الله تعالى استخدم لفظتي امرأتي نوح ولوط مثلا للتعريض بعائشة وحفصة واستخدام لفظ امرأتي وليس زوجتي رواه اكثر من أربعين عالما ومفسرا من أهل السنة حتى عمر بن الخطاب قال ذلك، كما تقدم.(فالمرأة) لا تكون اما للمؤمنين ، بل تكون أما لأولادها إن كان لها أولاد. وكما هو معروف فإن عائشة وحفصة كانتا عواقر.
https://static.xx.fbcdn.net/images/emoji.php/v9/tbb/1/16/1f4a0.png من كل ما تقدم نفهم أن افضل نساء النبي صلوات الله عليه وآله هي خديجة وذلك للحديث المشهور عنه والذي ذكرته كل كتب المسلمين : (قال: أفضل نساء أهل الجنة خديجة بنت خويلد، وفاطمة بنت محمد، ومريم ابنة عمران، وآسية بنت مزاحم امرأة فرعون).(11)
فأين عائشة من ذلك ؟
https://static.xx.fbcdn.net/images/emoji.php/v9/tbb/1/16/1f4a0.png وأما سيرتها مع النبي ومع ازواج النبي فقد كانت عائشة تتجسس على النبي وتتعقبه ليلا وتُفشي أسراره. وكسرت أواني النبي بحضور الصحابة ، وضربت القصعة فتناثر الطعام بوجوه الضيوف. وشتمها لصفية ، ومشاكلها مع سودة بنت زمعة،وغيرها مع الواهبات أنفسهن ومشكلتها مع مليكة ومع أسماء ومع مارية وكذلك مع أم سلمة، وغيرتها من خديجة ونعتها بأنها عجوز حمراء الشدقين، واتهمت النبي بأنه يستمع إلى غناء ورقص السودان ،وهي التي أشاعت بأن النبي تزوجها وهي طفلة بنت ستة سنوات تلعب بالعرائس فتسببت في هذا اللغط الكبير وفتحت الباب على مصراعيه امام اعداء الاسلام. وهي التي ابتدعت رضاعة الكبير. وهي التي قالت بأن النبي يُجامع زوجاته في الحيض . بينما القرآن ينهى عن ذلك .(12)
https://static.xx.fbcdn.net/images/emoji.php/v9/tbb/1/16/1f4a0.png ولو كانت عائشة تحب النبي لواكبت مسألة دفنه ، فهي لا تعلم متى دُفن رسول الله (13)
وبعد وفاته صلوات الله عليه وآله ، كانت تقود المعارضة ضد الخليفة عثمان وتسببت في مقتله لا بل أفتت بقتله. وأشعلت حربا ضروس راح ضحيتها اكثر من عشرين ألف من المسلمين في حرب الجمل. وقد اصحرت بعدم حبها لآل بيت رسول الله عندما منعت دفن الحسن مع جده وقالت : (لا تدفنوا من لا أحب في بيتي).(14) فهي لا تحب سيّد شباب اهل الجنة وخامس اهل الكساء وحفيد رسول الله (ص).وعندما سمعت أن الخلافة آلت إلى علي ابن ابي طالب (ع) تمنت أن تنطبق السماء على الأرض.(15) ثم يقولون تابت وقبل الله توبتها ، فهل هذه افعال من تاب ؟
https://static.xx.fbcdn.net/images/emoji.php/v9/tbb/1/16/1f4a0.png أمام هذه السيرة المضطربة والبغض العجيب لأطهر خلق الله وذريته من بعده، والويلات التي صبّتها على الإسلام والمسلمين ، هل يجوز لنا أن نطلق على كل من هب ودب الألقاب الإلهية؟
https://static.xx.fbcdn.net/images/emoji.php/v9/tc6/1/16/1f1e8_1f1f3.png المصادر :
1- سورة فاطر آية : 19.
2- سورة الاحزاب آية : 29.
3- سورة الأحزاب آية : 50.
4- ليس القرآن وحده من قال بذلك بل أن جميع الكتب السماوية استخدمت لفظ (المرأة) في وصف الزوجات العاصيات أو اللاتي يعانين من خلل في العلاقة مع ازواجهن بصورة ما.
5- صحيح البخاري كتاب النكاح باب موعظة الرجل ابنته لحال زوجها حديث رقم : 4895. وحتى بعد وفاة النبي كان الصحابة يضعون تهديد الله تعالى لها امام عيون عائشة كما حصل عندما امرت عائشة بقتل عثمان وأخذت تصيح في سكك المدينة (اقتلوا نعثلا فقد كفر).فقال عثمان لها (ضرب الله مثلا للذين كفروا امرأة نوح وامرأة لوط) تعريضا بها وأنهما ليستا زوجاته بل امرأتيه.انظر المحصول في علم أصول الفقه، للفخر الرازي ج4 ص :492.
6- مقاتل الطالبيين، أبوالفرج علي بن الحسين الأصفهاني ج1، ص11.
7- سورة التحريم آية : 4. وعلى رغم التهديدات الإلهية بالطلاق لهما إلا أن المرأتين لم تتوبا من أذية رسول الله (ص) وبقيتا على أداء دورهما التخريبي من داخل بيت النبوة وهو التجسس لصالح أبويهما ومن يقف ورائهما من متآمرين. ودليل عدم توبتهما هو انتقالهما بالعداء من رسول الله (ص) إلى آل بيته عليهم السلام وهو ما تجسد في افعال اجرامية ضدهم بعد رحيل رسول الله (ص). ناهيك عن التجسس الذي اخبرنا القرآن به عن المرأتين في قوله تعالى : (وإذ اسرّ النبي إلى بعض أزواجه حديثا فلما انبأت به اظهره الله).
8- الكشاف للزمخشري، ج7 ص : 97.
9- سورة الاحزاب آية : 57.تفسير الميزان الطباطبائي ج 19 ص : 331.
10- اختلف اهل السنة في المقصود بأهل البيت فقال بعضهم أنهم نساء النبي ـ وهم الخط الأموي ـ وقال البعض الآخر: الخطاب خاص بالنبي محمد وعلي وفاطمة والحسن والحسين. انظر :سنن الترمذي ج5 ص:699، رقم الحديث : 3872. وابن حجر والطحاوي في تفسيره وغيرهم ، وصحح الحديث : الألباني.
11- عمدة القاري بشرح صحيح البخاري و مسند الامام أحمد، وصحيح البخاري. باب غيرة نساء النبي طبعة 1993. عن عائشة قالت : (كان رسول الله صلّى الله عليه وسلّم لا يكاد يخرج من البيت حتى يذكر خديجة، فيحسن الثناء عليها. فأدركتني الغيرة، فقلت: هل كانت إلا عجوزاً، فقد أبدلك الله خيراً منها! فغضب حتى اهتز مُقدّم شعره من الغضب، ثم قال: لا، والله ما أبدلني الله خيراً منها، أمنت إذ كفر الناس، وصدّقتني وكذبني الناس، وواستني في مالها إذ حرمني الناس، ورزقني الله منها أولاداً إذ حرمني أولادَ النساء).قال ابن حجر : وقد أثنى النبي (ص) على خديجة ما لم يثن على أحد غيرها. الإصابة ابن حجر، ج8 ص103.
12- وهو قوله تعالى : (فاعتزلوا النساء فى المحيض ولا تقربوهن حتى يطهرن).البقرة: 222.وكذلك هي التي رفعت صوتها على النبي بينما القرآن يقول : (لا ترفعوا اصواتكم فوق صوت النبي).
13- اخرج عبد الرزاق في مصنفه بسنده عن عائشة قالت: (ما شعرنا بدفن النبي صلى الله عليه وسلم حتى سمعنا صوت المساحي من آخر الليل). المصنف ج 3 ص: 339.
14- اتفق السنة والشيعة على أن عائشة منعت دفن الحسن مع جده حتى كادت الفتنة ان تقع وخرجت عائشة على بغلة شهباء وهي تصيح : لا تدفنوا من لا أحب في بيتي.انظر من الشيعة الشيخ الكليني في الكافي ج1 ص : 302. ومن السنة جمهرة كبيرة منهم الذهبي في سير الأعلام ج3 ص : 75.واليعقوبي في تاريخه ج2 ص:225.والغريب أن عائشة سمعت النبي يقول : (اللهم إن هذا ابني وأنا أحبه فأحببه وأحب من يحبه).
15- تاريخ اليعقوبي: ج٢ ص: ١٨٠؛ أنساب الأشراف: ج٣ ص : ١٨ و شرح نهج البلاغة ج ٦ ص : ٢١٥.
مصطفى الهادي.
(وما يستوي الأعمى والبصير ولا الظلمات ولا النور ولا الظل ولا الحرور وما يستوي الأحياء ولا الأموات).(1)
https://static.xx.fbcdn.net/images/emoji.php/v9/tbb/1/16/1f4a0.png قد يؤسس هذا الموضوع لرؤية جديدة للشخصيات والروايات التي أحاطت بها، ولربما سيكون هذا الموضوع فيه نوع من الحساسية ، لأنه سوف يمس بعض الرموز التي دأب البعض على تقديسها طيلة الوف السنين. فمن السهل أن تُهدم ما تشاء، ولكن من الصعب جدا أن تُهدم فكرا صيغ على نمط معين طيلة قرون متمادية، صاغته هجمة إعلامية هائلة بُذلت فيها الاموال وأزهقت فيها الأرواح، حتى اصبحت من المسلمات التي ــ في نظر البعض ــ يكفر الإنسان لو مسها أو انتقدها أو حتى لو بحث فيها.
https://static.xx.fbcdn.net/images/emoji.php/v9/tbb/1/16/1f4a0.png فهذا البعض يُجيز لنفسه أن يصف النبي العظيم بأنه يبول واقفا، وانه يجامع زوجاته في الحيض ويُشاهد الرقص والغناء، ويتسابق مع زوجاته فيسبقهن ، ويشك في نبوته ، ويعزم على الانتحار. ولكن لو مسست مثلا أحدى زوجاته بنقد او تحقيق، رفعوا عقيرتهم بالصياح (عرض رسول الله / شرف رسول الله). فهلا صنتم كرامة نبيكم أولا فلا تنسبوا له اعمالا يأبى عامة الناس من ممارستها.
https://static.xx.fbcdn.net/images/emoji.php/v9/tc6/1/16/1f1e8_1f1f3.png ونقول :
المتابع لسيرة نساء النبي جميعا يرى أن هناك تفاوتا في سلوكهن، فمنهن المؤمنات الصالحات اخلاقا ودينا وسلوكا وحسن معاشرة (إن كنتن تردن الله ورسوله والدار الآخرة فإن الله أعد للمحسنات منكن أجرا عظيما).(2) المحسنات فقط .
https://static.xx.fbcdn.net/images/emoji.php/v9/tbb/1/16/1f4a0.png وحسب بعض الروايات فإن النبي تزوج بنساء كثيرات (يا أيها النبي إنا أحللنا لك أزواجك).(3) والأسباب معروفة وقد بينها المفسرون. وتوفي النبي عن تسع من النساء وقيل أكثر. ولكن اثنين من نساء النبي لم يكنّ بالمواصفات التي ارادها الله، فذكر القرآن بعض جوانب سلوكهما من تجسس وسوء معاملتهما للنبي حتى نزلت آيات تهددهما بالطلاق ، لا بل الدخول إلى النار، ومات النبي وهن على هذه الحالة حيث انتقل العداء من شخص النبي إلى آل بيته سلام الله عليهم اجمعين.
https://static.xx.fbcdn.net/images/emoji.php/v9/tbb/1/16/1f4a0.png الله تعالى خاطب نساء النبي بـ (ازواجه). وأما من تمردت على النبي وعصته فلا يُطلق عليها هذا الاسم فهي ليست زوجته وإنما (امرأته) وبالقياس إلى ما جاء في القرآن حول معنى زوجة و امرأة فإن عائشة وحفصة خرجتا من كونهما امهات المؤمنين.والدليل على ذلك أن القرآن يُخاطب البقية بقوله (وأزواجه امهاتهم). وعائشة وحفصة خرجتا من هذا المفهوم.بسبب افعالهما فتحول النداء من زوجتين إلى امرأتين.(4)
https://static.xx.fbcdn.net/images/emoji.php/v9/tc6/1/16/1f1e8_1f1f3.png الأول : أن الله تعالى ضرب بهما مثلا (امرأتي) نوح ولوط. فلم يقل (زوجتي) وذلك لكونهما على خلاف معهما فقال عنهما (امرأتي) وهددهما الله بالنار وزاد على عائشة وحفصة التهديد بالطلاق. يعني مثلا هناك شخص كانوا يطلقون عليه بأنه مؤمن ، ثم عصى الله ورسوله ، فهل يصدق عليه هذا اللقب بعد ذلك!؟
https://static.xx.fbcdn.net/images/emoji.php/v9/tc6/1/16/1f1e8_1f1f3.png الثاني : أن الصحابة فهموا ذلك وعرفوا ان عائشة وحفصة خرجتا من مفهوم الزوجية ، ولذلك عندما يتحدثون عنهما يقولون (المرأتين). وهذا ما نراه في رواية البخاري عن ابن عباس : (عن عبد الله بن عباس قال لم أزل حريصا على أن أسأل عمر بن الخطاب عن (المرأتين) من أزواج النبي صلى الله عليه وسلم اللتين قال الله تعالى إن تتوبا إلى الله فقد صغت قلوبكما حتى حج وحججت معه ... فقلت له من المرأتان اللتان قال الله تعالى إن تتوبا إلى الله فقد صغت قلوبكما قال واعجبا لك يا ابن عباس هما عائشة وحفصة).(5) فابن عباس هنا عندما سأل عمر لم يقل له (من الزوجتين اللتان تآمرتا على النبي). بل قال : (من المرأتين). وفي ذلك التفاتة لطيفة من أن المرأة المتمردة تخرج من صفة الزوجية. ومن أعجب أعاجيب هذه المرأة انها حرضت على مقتل عثمان الخليفة الثالث والصحابي ثم بكت عليه ، ورقصت عندما وردها خبر مقتل الامام عليه عليه السلام مع انه أيضا صحابي وخليفة رابع حسب مفهومهم.(6)
https://static.xx.fbcdn.net/images/emoji.php/v9/tbb/1/16/1f4a0.png ولم يكن تهديد الله تعالى بالأمر الهين بل كان شديدا جدا : (إن تتوبا إلى الله فقد صغت قلوبكما وإن تظاهرا عليه فإن الله هو مولاه وجبريل وصالح المؤمنين والملائكة بعد ذلك ظهير).(7) قال المفسرون من أهل السنة : قوله تعالى : (فقد صغت قلوبكما). أي زاغت ومالت عن الحق ، وإن تظاهرا عليه : أي تتظاهرا وتتعاونا عليه بالمعصية والإيذاء.(https://static.xx.fbcdn.net/images/emoji.php/v9/t83/1/16/1f60e.png فهل من مواصفات أم المؤمنين إيذاء النبي الذي اصبحت بفضله أما للمؤمنين ؟ فإذا كان عندها استعداد لذلك فتصور مقدار استعدادها على اذية آل بيته او على بقية المسلمين،خصوصا وقد قال عنهما الله تعالى (زاغت قلوبهما ومالت عن الحق). وأما قوله (صغت) فإن الصغو الميل والمراد به الميل إلى الباطل والخروج عن الاستقامة وقد كان ما كان منهما من إيذاء النبي والتظاهر عليه وهذا من الكبائر وذلك لقوله تعالى : (إن الذين يؤذون الله ورسوله لعنهم الله في الدنيا والآخرة وأعد لهم عذابا مهينا).(9)
https://static.xx.fbcdn.net/images/emoji.php/v9/tbb/1/16/1f4a0.png بعض الذين اعترضوا على استخدام لفظ المرأة أو المرأتين ويصرون على اقحام لفظ الزوجة في خلط نعرف غاياته حجتهم ضعيفة. لأنهم لو سلّموا بقولنا بأن الزوجة العاصية المتمردة يُطلق عليها امرأة وليس زوجة فهذا يعني أن عائشة وحفصة ليستا زوجتين للنبي بل امرأتيه فتخرجان بذلك من لقب (امهات المؤمنين).
https://static.xx.fbcdn.net/images/emoji.php/v9/tbb/1/16/1f4a0.png وفي دفاعهم عنهما يحتجون بقوله تعالى لنبيه (وأزواجه امهاتهم). وفاتهم أن الخطاب كان موجه للكثرة الغالبة من الطيبات المؤمنات من ازواج النبي وعددهن (سبعة) فالخطاب للأكثرية الصالحة وليس للأقلية العاصية. وهذا الاسلوب له شواهد كثيرة في القرآن منه مثلا قوله تعالى (إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا). لماذا استخدم تعالى لفظ المذكر هنا مع أن الخطاب موجه بصورة عامة لنساء النبي؟ السبب لأن من خاطبهم تعالى هم آل البيت وليس نساء النبي واغلبهم ذكور وهم (النبي والإمام علي والحسن والحسين وفاطمة) سلام الله عليهم اجمعين.(10)
https://static.xx.fbcdn.net/images/emoji.php/v9/tbb/1/16/1f4a0.png وعلى هذا المنوال خاطب الله تعالى الأكثرية من زوجات النبي سبعة مدحهن واثنين فقط تمردتا على النبي ولذلك غلبت الكثرة على الخطاب. وبناءا على ذلك فإن عائشة وحفصة ليستا من امهات المؤمنين ، ودليل ذلك أن الله تعالى استخدم لفظتي امرأتي نوح ولوط مثلا للتعريض بعائشة وحفصة واستخدام لفظ امرأتي وليس زوجتي رواه اكثر من أربعين عالما ومفسرا من أهل السنة حتى عمر بن الخطاب قال ذلك، كما تقدم.(فالمرأة) لا تكون اما للمؤمنين ، بل تكون أما لأولادها إن كان لها أولاد. وكما هو معروف فإن عائشة وحفصة كانتا عواقر.
https://static.xx.fbcdn.net/images/emoji.php/v9/tbb/1/16/1f4a0.png من كل ما تقدم نفهم أن افضل نساء النبي صلوات الله عليه وآله هي خديجة وذلك للحديث المشهور عنه والذي ذكرته كل كتب المسلمين : (قال: أفضل نساء أهل الجنة خديجة بنت خويلد، وفاطمة بنت محمد، ومريم ابنة عمران، وآسية بنت مزاحم امرأة فرعون).(11)
فأين عائشة من ذلك ؟
https://static.xx.fbcdn.net/images/emoji.php/v9/tbb/1/16/1f4a0.png وأما سيرتها مع النبي ومع ازواج النبي فقد كانت عائشة تتجسس على النبي وتتعقبه ليلا وتُفشي أسراره. وكسرت أواني النبي بحضور الصحابة ، وضربت القصعة فتناثر الطعام بوجوه الضيوف. وشتمها لصفية ، ومشاكلها مع سودة بنت زمعة،وغيرها مع الواهبات أنفسهن ومشكلتها مع مليكة ومع أسماء ومع مارية وكذلك مع أم سلمة، وغيرتها من خديجة ونعتها بأنها عجوز حمراء الشدقين، واتهمت النبي بأنه يستمع إلى غناء ورقص السودان ،وهي التي أشاعت بأن النبي تزوجها وهي طفلة بنت ستة سنوات تلعب بالعرائس فتسببت في هذا اللغط الكبير وفتحت الباب على مصراعيه امام اعداء الاسلام. وهي التي ابتدعت رضاعة الكبير. وهي التي قالت بأن النبي يُجامع زوجاته في الحيض . بينما القرآن ينهى عن ذلك .(12)
https://static.xx.fbcdn.net/images/emoji.php/v9/tbb/1/16/1f4a0.png ولو كانت عائشة تحب النبي لواكبت مسألة دفنه ، فهي لا تعلم متى دُفن رسول الله (13)
وبعد وفاته صلوات الله عليه وآله ، كانت تقود المعارضة ضد الخليفة عثمان وتسببت في مقتله لا بل أفتت بقتله. وأشعلت حربا ضروس راح ضحيتها اكثر من عشرين ألف من المسلمين في حرب الجمل. وقد اصحرت بعدم حبها لآل بيت رسول الله عندما منعت دفن الحسن مع جده وقالت : (لا تدفنوا من لا أحب في بيتي).(14) فهي لا تحب سيّد شباب اهل الجنة وخامس اهل الكساء وحفيد رسول الله (ص).وعندما سمعت أن الخلافة آلت إلى علي ابن ابي طالب (ع) تمنت أن تنطبق السماء على الأرض.(15) ثم يقولون تابت وقبل الله توبتها ، فهل هذه افعال من تاب ؟
https://static.xx.fbcdn.net/images/emoji.php/v9/tbb/1/16/1f4a0.png أمام هذه السيرة المضطربة والبغض العجيب لأطهر خلق الله وذريته من بعده، والويلات التي صبّتها على الإسلام والمسلمين ، هل يجوز لنا أن نطلق على كل من هب ودب الألقاب الإلهية؟
https://static.xx.fbcdn.net/images/emoji.php/v9/tc6/1/16/1f1e8_1f1f3.png المصادر :
1- سورة فاطر آية : 19.
2- سورة الاحزاب آية : 29.
3- سورة الأحزاب آية : 50.
4- ليس القرآن وحده من قال بذلك بل أن جميع الكتب السماوية استخدمت لفظ (المرأة) في وصف الزوجات العاصيات أو اللاتي يعانين من خلل في العلاقة مع ازواجهن بصورة ما.
5- صحيح البخاري كتاب النكاح باب موعظة الرجل ابنته لحال زوجها حديث رقم : 4895. وحتى بعد وفاة النبي كان الصحابة يضعون تهديد الله تعالى لها امام عيون عائشة كما حصل عندما امرت عائشة بقتل عثمان وأخذت تصيح في سكك المدينة (اقتلوا نعثلا فقد كفر).فقال عثمان لها (ضرب الله مثلا للذين كفروا امرأة نوح وامرأة لوط) تعريضا بها وأنهما ليستا زوجاته بل امرأتيه.انظر المحصول في علم أصول الفقه، للفخر الرازي ج4 ص :492.
6- مقاتل الطالبيين، أبوالفرج علي بن الحسين الأصفهاني ج1، ص11.
7- سورة التحريم آية : 4. وعلى رغم التهديدات الإلهية بالطلاق لهما إلا أن المرأتين لم تتوبا من أذية رسول الله (ص) وبقيتا على أداء دورهما التخريبي من داخل بيت النبوة وهو التجسس لصالح أبويهما ومن يقف ورائهما من متآمرين. ودليل عدم توبتهما هو انتقالهما بالعداء من رسول الله (ص) إلى آل بيته عليهم السلام وهو ما تجسد في افعال اجرامية ضدهم بعد رحيل رسول الله (ص). ناهيك عن التجسس الذي اخبرنا القرآن به عن المرأتين في قوله تعالى : (وإذ اسرّ النبي إلى بعض أزواجه حديثا فلما انبأت به اظهره الله).
8- الكشاف للزمخشري، ج7 ص : 97.
9- سورة الاحزاب آية : 57.تفسير الميزان الطباطبائي ج 19 ص : 331.
10- اختلف اهل السنة في المقصود بأهل البيت فقال بعضهم أنهم نساء النبي ـ وهم الخط الأموي ـ وقال البعض الآخر: الخطاب خاص بالنبي محمد وعلي وفاطمة والحسن والحسين. انظر :سنن الترمذي ج5 ص:699، رقم الحديث : 3872. وابن حجر والطحاوي في تفسيره وغيرهم ، وصحح الحديث : الألباني.
11- عمدة القاري بشرح صحيح البخاري و مسند الامام أحمد، وصحيح البخاري. باب غيرة نساء النبي طبعة 1993. عن عائشة قالت : (كان رسول الله صلّى الله عليه وسلّم لا يكاد يخرج من البيت حتى يذكر خديجة، فيحسن الثناء عليها. فأدركتني الغيرة، فقلت: هل كانت إلا عجوزاً، فقد أبدلك الله خيراً منها! فغضب حتى اهتز مُقدّم شعره من الغضب، ثم قال: لا، والله ما أبدلني الله خيراً منها، أمنت إذ كفر الناس، وصدّقتني وكذبني الناس، وواستني في مالها إذ حرمني الناس، ورزقني الله منها أولاداً إذ حرمني أولادَ النساء).قال ابن حجر : وقد أثنى النبي (ص) على خديجة ما لم يثن على أحد غيرها. الإصابة ابن حجر، ج8 ص103.
12- وهو قوله تعالى : (فاعتزلوا النساء فى المحيض ولا تقربوهن حتى يطهرن).البقرة: 222.وكذلك هي التي رفعت صوتها على النبي بينما القرآن يقول : (لا ترفعوا اصواتكم فوق صوت النبي).
13- اخرج عبد الرزاق في مصنفه بسنده عن عائشة قالت: (ما شعرنا بدفن النبي صلى الله عليه وسلم حتى سمعنا صوت المساحي من آخر الليل). المصنف ج 3 ص: 339.
14- اتفق السنة والشيعة على أن عائشة منعت دفن الحسن مع جده حتى كادت الفتنة ان تقع وخرجت عائشة على بغلة شهباء وهي تصيح : لا تدفنوا من لا أحب في بيتي.انظر من الشيعة الشيخ الكليني في الكافي ج1 ص : 302. ومن السنة جمهرة كبيرة منهم الذهبي في سير الأعلام ج3 ص : 75.واليعقوبي في تاريخه ج2 ص:225.والغريب أن عائشة سمعت النبي يقول : (اللهم إن هذا ابني وأنا أحبه فأحببه وأحب من يحبه).
15- تاريخ اليعقوبي: ج٢ ص: ١٨٠؛ أنساب الأشراف: ج٣ ص : ١٨ و شرح نهج البلاغة ج ٦ ص : ٢١٥.