مصطفى الهادي
05-07-2021, 12:02 PM
هل وصل الأنبياء إلى كل زاوية من زوايا الأرض.
مصطفى الهادي (https://www.kitabat.info/author.php?id=772)
https://static.xx.fbcdn.net/images/emoji.php/v9/tc1/1/16/1f4a6.pnghttps://static.xx.fbcdn.net/images/emoji.php/v9/tc1/1/16/1f4a6.png أي رئيس دولة لابد له من أجل إدارة دولته أن يجعل له في كل زاوية من زواياها مبعوثا او ممثلا عنه. وهذه المسألة لا تحتاج نقاش. وكل فرد من أفراد هذه الدولة يعرف رئيس دولته وكذلك يعرف أن له أعوان ومبعوثين.
https://static.xx.fbcdn.net/images/emoji.php/v9/tc1/1/16/1f4a6.pnghttps://static.xx.fbcdn.net/images/emoji.php/v9/tc1/1/16/1f4a6.png أخذت الأدلة العقلية والنقلية بأعناقنا بأن الله تعالى خالق هذا العالم بعث في كل زاوية من زواياه مبعوثا عنه ، فلا يخلو مكان منه ولو خلا مكان ما لأصبح فوضى. والأرض كذلك هي جزء من هذا الكون الرحيب وضع الله فيها الإنسان وبقية مخلوقاته فإذا أهمل الخالق امر مخلوق فسوف يحتج عليه (لئلا يكون للناس على الله حجة بعد الرسل). ومن هنا فإن رعايته تعالى لمخلوقاته دائمة ومننه مستمرة قائمة ومن هذه المنن العظيمة علينا أنه بعث لنا أنبياء يُساعدوننا إلى الوصول للكمال المنشود من خلال تصحيح مسارات العقول.
https://static.xx.fbcdn.net/images/emoji.php/v9/tc1/1/16/1f4a6.pnghttps://static.xx.fbcdn.net/images/emoji.php/v9/tc1/1/16/1f4a6.png العقل السليم يأبى أن ينكر ذلك. ولكننا أيضا بالرجوع لما توفر من مصادر نرى أن الأنبياء ملئوا كل زوايا الأرض ولم يتركوا مكانا لم يدخلوه هم أو مبعوثيهم أو الحجج الأخرى مثل وصول أخبارهم أو كتبهم، فلا تكاد تجد زاوية من زوايا الأرض تخلو من معبد أو مكان عبادة ، أو شكل من أشكال الدين.ولعل أروع ما نقرأه في هذا المجال هو قول المؤرخ الإغريقي (بلوتارك) الذي يقول : (قد تجد فى التاريخ مدنًا بلا أسوار مدنًا بلا ملوك، مدنًا بلا ثروات ومدنًا بلا مسارح، ولكنك لن تجد مدينة دون ديانة أو معبد). (1)
https://static.xx.fbcdn.net/images/emoji.php/v9/tc1/1/16/1f4a6.pnghttps://static.xx.fbcdn.net/images/emoji.php/v9/tc1/1/16/1f4a6.png ومن العلماء المعاصرين نقرأ ما يقوله (نيكولاس واد) عن الله والدين في كتابه (غريزة الدين). فيقول : (إن البشر يحملون داخلهم ما يُسمى جين الله ، وهو الذي يجذبنا إلى الإيمان بوجود إله).(2) وهذا الجين هو ما نطلق عليه (الفطرة) التي يقول عنها تعالى : (فطرة الله التي فطر الناس عليها لا تبديل لخلق الله ذلك الدين القيم). (3) الدين موجود في داخل الإنسان ودور الأنبياء هو إثارة دفائنه ، وهذا ما أشار إليه الإمام علي (ع) بقوله : (فبعث فيهم رسله وواتر أنبياءه ليستأدوهم ميثاق فطرته .. ويُثيروا لهم دفائن العقول). (4)
https://static.xx.fbcdn.net/images/emoji.php/v9/tc1/1/16/1f4a6.pnghttps://static.xx.fbcdn.net/images/emoji.php/v9/tc1/1/16/1f4a6.png أقدم النصوص التي تدل على وجود الأنبياء وانتشارهم في الأرض هو ما نقرأه في كتب الأديان السابقة ومنها التوراة التي تقول : (إن الأنبياء الذي كانوا قبلي وقبلك منذ القديم تنبأوا على أراضٍ كثيرةٍ وعلى ممالك عظيمة).(5)
https://static.xx.fbcdn.net/images/emoji.php/v9/tc1/1/16/1f4a6.pnghttps://static.xx.fbcdn.net/images/emoji.php/v9/tc1/1/16/1f4a6.png وكذلك يقول : (الأنبياء الذين بإسمك كلموا ملوكنا ورؤساءنا وآباءنا وكل شعب الأرض). (6)
خذ مثلا الهند ونواحيها الصين وغيرها فحسب ما جاء في التوراة فإن الله بعث فيهم أنبياء منهم مثلا كرشنا إلى الهند كما نقرأ : (وكان المقربون إليه كرشنا وشيشار وأدماثا و وترشيش و مرس و مرسنا ، ومموكان).(7) ولا تزال بقايا ديانة كرشنا إلى اليوم في الهند. (8)
https://static.xx.fbcdn.net/images/emoji.php/v9/tc1/1/16/1f4a6.pnghttps://static.xx.fbcdn.net/images/emoji.php/v9/tc1/1/16/1f4a6.png ولو تمعّنا في سلوك السيد المسيح مع رسالته (ع) قبل رحيله لرأيناه حريصا جدا على إيصالها إلى كل زاوية فيها بشر فكانت آخر وصاياه لحوارييه هو ما قالهُ لهم : (اذهبوا وبلّغوا جميع الأمم وعلموهم أن يحفظوا جميع ما أوصيتكم به. وبعد ذلك عين سبعين آخرين أيضا، وأرسلهم اثنين اثنين.. فقال لهم:الذي يسمع منكم يسمع مني . اذهبوا إلى العالم .. للخليقة كلها).(9)
https://static.xx.fbcdn.net/images/emoji.php/v9/tc1/1/16/1f4a6.pnghttps://static.xx.fbcdn.net/images/emoji.php/v9/tc1/1/16/1f4a6.png وأما الدليل القرآني فمما نقرأه في القرآن قوله تعالى : (وما كنا معذبين حتى نبعث رسولا).(10) وهذا شامل لكل خلقه ثم عقّب تعالى بقوله : (إذ بعث فيهم رسولا من أنفسهم).(11) يعرفهم ويعرفونه ولم يكن غريبا طارئا. ولم يستثن تعالى اي مكان فيه بشر كما قال تعالى : (وإن من أمة إلا خلا فيها نذير).(12) وكذلك قوله تعالى : (ولقد بعثنا في كل أمة رسولا).(13) وسبب ذلك بينه تعالى فقال : (لئلا يكون للناس على الله حجة بعد الرسل).(14)
https://static.xx.fbcdn.net/images/emoji.php/v9/tc1/1/16/1f4a6.pnghttps://static.xx.fbcdn.net/images/emoji.php/v9/tc1/1/16/1f4a6.png ولكن الإنسان يتدخل في شؤون السماء دائما ويخلق له آلهة وأديان لا بل لربما نصّب نفسه إلها على العالمين: (وقال فرعون يا أيها الملأ ما علمت لكم من إله غيري).(15) ولكن يبقى عقل الإنسان وما فيه من إمكانيات هو الحجة لأن الله إنما يرسل الرسل لمخاطبة العقول وإثارة دفائنها. ولذلك قال تعالى : (إنما انت منذر ولكل قوم هاد).(16) أمّا الذين يقولون بأن الله لم يرسل رسل إلا للمنطقة العربية الشرق الاوسط خاصة ، فهذا نابع من عدم فهمهم لقوله تعالى : (ولقد أرسلنا رسلا من قبلك منهم من قصصنا عليك ومنهم من لم نقصص عليك).(17) وقوله تعالى : (ومنهم من لم نقصص عليك) تتمدد لتشمل الخافقين.
https://static.xx.fbcdn.net/images/emoji.php/v9/tc1/1/16/1f4a6.pnghttps://static.xx.fbcdn.net/images/emoji.php/v9/tc1/1/16/1f4a6.png وفي مسند الإمام أحمد ما يؤيد ذلك من حديث أبي إمامة قال : (أن أبا ذر قال: يا رسول الله؛ كم وفّى عدة الأنبياء؟ قال: مائة ألف وأربعة وعشرون ألفا، الرسل من ذلك ثلاث مائة وخمسة عشر جما غفيرا).(18) فهل أرسل الله تعالى هؤلاء للشرق الأوسط فقط؟
https://static.xx.fbcdn.net/images/emoji.php/v9/tc1/1/16/1f4a6.pnghttps://static.xx.fbcdn.net/images/emoji.php/v9/tc1/1/16/1f4a6.png ومما يدل على عالمية إرسال الأنبياء من قبل الله تعالى هو قوله مخاطبا نبيه : (وإن يُكذبوك فقد كذّب الذين من قبلهم جائتهم رسلهم بالبينات وبالزبر وبالكتاب المنير). (19) وكما هو معلوم أن الخطاب في مكة التي لم ينزل فيها نبي قبل نبينا صلوات الله عليه وآله. فكان المقصود بقوله : (كذّب الذين من قبلهم). أي من الأمم.
https://static.xx.fbcdn.net/images/emoji.php/v9/tc1/1/16/1f4a6.pnghttps://static.xx.fbcdn.net/images/emoji.php/v9/tc1/1/16/1f4a6.png ومع ذلك فإن الحجة الشرعية على جميع الخلق قد قامت بما أخذه الله تعالى من العهد على بني آدم، في عالم الذر، في قوله تعالى: (وإذ أخذ ربك من بني آدم من ظهورهم ذريتهم وأشهدهم على أنفسهم ألست بربكم قالوا بلى شهدنا أن تقولوا يوم القيامة إنا كنا عن هذا غافلين).(20) فتمعن في قوله تعالى (أن تقولوا يوم القيامة). فهذا الخطاب شامل لكل البشر.
إن الله بعث في كل أمة نبيا لقومه خاصة (ولكل قومٍ هاد).(21) ثم ختمهم بالنبوة العالمية الشاملة : (وما أرسلناك إلا كافة للناس بشيرا ونذيرا).(22)
https://static.xx.fbcdn.net/images/emoji.php/v9/tc1/1/16/1f4a6.pnghttps://static.xx.fbcdn.net/images/emoji.php/v9/tc1/1/16/1f4a6.png أولم يسيروا في الارض فينظروا كيف كان عاقبة الذين من قبلهم كانوا أشد منهم قوة وأثاروا الارض وعمروها أكثر مما عمروها وجاءتهم رسلهم بالبينات فما كان الله ليظلمهم ولكن كانوا أنفسهم يظلمون. (23)
https://static.xx.fbcdn.net/images/emoji.php/v9/tc6/1/16/1f1e8_1f1f3.png ملاحظة : هذه البحوث مختصرة ، ولكن عندما ننشرها على المواقع الكبرى تكون كاملة مستوفية كل جوانبها.
https://static.xx.fbcdn.net/images/emoji.php/v9/t1b/1/16/1f53a.png المصادر:
1- بلوتارك - باليونانى پلوتارخوس كاتب مقالات، وقسيس، ورجل قضاء، وكاتب سير، ومؤرخ، وكاتب، وفيلسوف.
2- نيكولاس واد صحفى إنجليزى يعمل بالقسم العلمى فى صحيفة نيويورك تايمز وأصدر عدداً من الكتب مثل كتاب : استعادة تاريخ أجدادنا المفقود.
3- سورة الروم آية : 30.
4- نهج البلاغة - خطب الإمام علي (ع) - ج ١ - الصفحة ٢٣.
5- سفر إرميا 28: 8.
6- سفر دانيال 9: 6.
7- سفر أستير 14: 1.
8- أحد آلهة الديانة الهند الكبار، تعبده الطائفة الهندوسية.
9- إنجيل متى 28 : 19.و: إنجيل لوقا 10 : 1.و:إنجيل مرقص 16 : 15.
10- سورة الإسراء آية : 15.
11- سورة آل عمران آية : 164.
12- سورة فاطر آية : 24.
13- سورة النحل آية : 36.
14- سورة النساء آية : 165.
15- سورة القصص آية : 38.
16- سورة الرعد آية : 7.
17- سورة غافر آية : 78 . وتكررت هذه الآية في سورة النساء آية : 164.
18- رواه الإمام أحمد (5/ 178)، وصححه الشيخ الألباني في مشكاة المصابيح (5737).
19- سورة فاطرة آية : 25.
20- سورة الأعراف آية : 172.
21- سورة الرعد آية : 7.
22- سورة سبأ آية : 28.
23- سورة الروم آية: ٣٠.
مصطفى الهادي (https://www.kitabat.info/author.php?id=772)
https://static.xx.fbcdn.net/images/emoji.php/v9/tc1/1/16/1f4a6.pnghttps://static.xx.fbcdn.net/images/emoji.php/v9/tc1/1/16/1f4a6.png أي رئيس دولة لابد له من أجل إدارة دولته أن يجعل له في كل زاوية من زواياها مبعوثا او ممثلا عنه. وهذه المسألة لا تحتاج نقاش. وكل فرد من أفراد هذه الدولة يعرف رئيس دولته وكذلك يعرف أن له أعوان ومبعوثين.
https://static.xx.fbcdn.net/images/emoji.php/v9/tc1/1/16/1f4a6.pnghttps://static.xx.fbcdn.net/images/emoji.php/v9/tc1/1/16/1f4a6.png أخذت الأدلة العقلية والنقلية بأعناقنا بأن الله تعالى خالق هذا العالم بعث في كل زاوية من زواياه مبعوثا عنه ، فلا يخلو مكان منه ولو خلا مكان ما لأصبح فوضى. والأرض كذلك هي جزء من هذا الكون الرحيب وضع الله فيها الإنسان وبقية مخلوقاته فإذا أهمل الخالق امر مخلوق فسوف يحتج عليه (لئلا يكون للناس على الله حجة بعد الرسل). ومن هنا فإن رعايته تعالى لمخلوقاته دائمة ومننه مستمرة قائمة ومن هذه المنن العظيمة علينا أنه بعث لنا أنبياء يُساعدوننا إلى الوصول للكمال المنشود من خلال تصحيح مسارات العقول.
https://static.xx.fbcdn.net/images/emoji.php/v9/tc1/1/16/1f4a6.pnghttps://static.xx.fbcdn.net/images/emoji.php/v9/tc1/1/16/1f4a6.png العقل السليم يأبى أن ينكر ذلك. ولكننا أيضا بالرجوع لما توفر من مصادر نرى أن الأنبياء ملئوا كل زوايا الأرض ولم يتركوا مكانا لم يدخلوه هم أو مبعوثيهم أو الحجج الأخرى مثل وصول أخبارهم أو كتبهم، فلا تكاد تجد زاوية من زوايا الأرض تخلو من معبد أو مكان عبادة ، أو شكل من أشكال الدين.ولعل أروع ما نقرأه في هذا المجال هو قول المؤرخ الإغريقي (بلوتارك) الذي يقول : (قد تجد فى التاريخ مدنًا بلا أسوار مدنًا بلا ملوك، مدنًا بلا ثروات ومدنًا بلا مسارح، ولكنك لن تجد مدينة دون ديانة أو معبد). (1)
https://static.xx.fbcdn.net/images/emoji.php/v9/tc1/1/16/1f4a6.pnghttps://static.xx.fbcdn.net/images/emoji.php/v9/tc1/1/16/1f4a6.png ومن العلماء المعاصرين نقرأ ما يقوله (نيكولاس واد) عن الله والدين في كتابه (غريزة الدين). فيقول : (إن البشر يحملون داخلهم ما يُسمى جين الله ، وهو الذي يجذبنا إلى الإيمان بوجود إله).(2) وهذا الجين هو ما نطلق عليه (الفطرة) التي يقول عنها تعالى : (فطرة الله التي فطر الناس عليها لا تبديل لخلق الله ذلك الدين القيم). (3) الدين موجود في داخل الإنسان ودور الأنبياء هو إثارة دفائنه ، وهذا ما أشار إليه الإمام علي (ع) بقوله : (فبعث فيهم رسله وواتر أنبياءه ليستأدوهم ميثاق فطرته .. ويُثيروا لهم دفائن العقول). (4)
https://static.xx.fbcdn.net/images/emoji.php/v9/tc1/1/16/1f4a6.pnghttps://static.xx.fbcdn.net/images/emoji.php/v9/tc1/1/16/1f4a6.png أقدم النصوص التي تدل على وجود الأنبياء وانتشارهم في الأرض هو ما نقرأه في كتب الأديان السابقة ومنها التوراة التي تقول : (إن الأنبياء الذي كانوا قبلي وقبلك منذ القديم تنبأوا على أراضٍ كثيرةٍ وعلى ممالك عظيمة).(5)
https://static.xx.fbcdn.net/images/emoji.php/v9/tc1/1/16/1f4a6.pnghttps://static.xx.fbcdn.net/images/emoji.php/v9/tc1/1/16/1f4a6.png وكذلك يقول : (الأنبياء الذين بإسمك كلموا ملوكنا ورؤساءنا وآباءنا وكل شعب الأرض). (6)
خذ مثلا الهند ونواحيها الصين وغيرها فحسب ما جاء في التوراة فإن الله بعث فيهم أنبياء منهم مثلا كرشنا إلى الهند كما نقرأ : (وكان المقربون إليه كرشنا وشيشار وأدماثا و وترشيش و مرس و مرسنا ، ومموكان).(7) ولا تزال بقايا ديانة كرشنا إلى اليوم في الهند. (8)
https://static.xx.fbcdn.net/images/emoji.php/v9/tc1/1/16/1f4a6.pnghttps://static.xx.fbcdn.net/images/emoji.php/v9/tc1/1/16/1f4a6.png ولو تمعّنا في سلوك السيد المسيح مع رسالته (ع) قبل رحيله لرأيناه حريصا جدا على إيصالها إلى كل زاوية فيها بشر فكانت آخر وصاياه لحوارييه هو ما قالهُ لهم : (اذهبوا وبلّغوا جميع الأمم وعلموهم أن يحفظوا جميع ما أوصيتكم به. وبعد ذلك عين سبعين آخرين أيضا، وأرسلهم اثنين اثنين.. فقال لهم:الذي يسمع منكم يسمع مني . اذهبوا إلى العالم .. للخليقة كلها).(9)
https://static.xx.fbcdn.net/images/emoji.php/v9/tc1/1/16/1f4a6.pnghttps://static.xx.fbcdn.net/images/emoji.php/v9/tc1/1/16/1f4a6.png وأما الدليل القرآني فمما نقرأه في القرآن قوله تعالى : (وما كنا معذبين حتى نبعث رسولا).(10) وهذا شامل لكل خلقه ثم عقّب تعالى بقوله : (إذ بعث فيهم رسولا من أنفسهم).(11) يعرفهم ويعرفونه ولم يكن غريبا طارئا. ولم يستثن تعالى اي مكان فيه بشر كما قال تعالى : (وإن من أمة إلا خلا فيها نذير).(12) وكذلك قوله تعالى : (ولقد بعثنا في كل أمة رسولا).(13) وسبب ذلك بينه تعالى فقال : (لئلا يكون للناس على الله حجة بعد الرسل).(14)
https://static.xx.fbcdn.net/images/emoji.php/v9/tc1/1/16/1f4a6.pnghttps://static.xx.fbcdn.net/images/emoji.php/v9/tc1/1/16/1f4a6.png ولكن الإنسان يتدخل في شؤون السماء دائما ويخلق له آلهة وأديان لا بل لربما نصّب نفسه إلها على العالمين: (وقال فرعون يا أيها الملأ ما علمت لكم من إله غيري).(15) ولكن يبقى عقل الإنسان وما فيه من إمكانيات هو الحجة لأن الله إنما يرسل الرسل لمخاطبة العقول وإثارة دفائنها. ولذلك قال تعالى : (إنما انت منذر ولكل قوم هاد).(16) أمّا الذين يقولون بأن الله لم يرسل رسل إلا للمنطقة العربية الشرق الاوسط خاصة ، فهذا نابع من عدم فهمهم لقوله تعالى : (ولقد أرسلنا رسلا من قبلك منهم من قصصنا عليك ومنهم من لم نقصص عليك).(17) وقوله تعالى : (ومنهم من لم نقصص عليك) تتمدد لتشمل الخافقين.
https://static.xx.fbcdn.net/images/emoji.php/v9/tc1/1/16/1f4a6.pnghttps://static.xx.fbcdn.net/images/emoji.php/v9/tc1/1/16/1f4a6.png وفي مسند الإمام أحمد ما يؤيد ذلك من حديث أبي إمامة قال : (أن أبا ذر قال: يا رسول الله؛ كم وفّى عدة الأنبياء؟ قال: مائة ألف وأربعة وعشرون ألفا، الرسل من ذلك ثلاث مائة وخمسة عشر جما غفيرا).(18) فهل أرسل الله تعالى هؤلاء للشرق الأوسط فقط؟
https://static.xx.fbcdn.net/images/emoji.php/v9/tc1/1/16/1f4a6.pnghttps://static.xx.fbcdn.net/images/emoji.php/v9/tc1/1/16/1f4a6.png ومما يدل على عالمية إرسال الأنبياء من قبل الله تعالى هو قوله مخاطبا نبيه : (وإن يُكذبوك فقد كذّب الذين من قبلهم جائتهم رسلهم بالبينات وبالزبر وبالكتاب المنير). (19) وكما هو معلوم أن الخطاب في مكة التي لم ينزل فيها نبي قبل نبينا صلوات الله عليه وآله. فكان المقصود بقوله : (كذّب الذين من قبلهم). أي من الأمم.
https://static.xx.fbcdn.net/images/emoji.php/v9/tc1/1/16/1f4a6.pnghttps://static.xx.fbcdn.net/images/emoji.php/v9/tc1/1/16/1f4a6.png ومع ذلك فإن الحجة الشرعية على جميع الخلق قد قامت بما أخذه الله تعالى من العهد على بني آدم، في عالم الذر، في قوله تعالى: (وإذ أخذ ربك من بني آدم من ظهورهم ذريتهم وأشهدهم على أنفسهم ألست بربكم قالوا بلى شهدنا أن تقولوا يوم القيامة إنا كنا عن هذا غافلين).(20) فتمعن في قوله تعالى (أن تقولوا يوم القيامة). فهذا الخطاب شامل لكل البشر.
إن الله بعث في كل أمة نبيا لقومه خاصة (ولكل قومٍ هاد).(21) ثم ختمهم بالنبوة العالمية الشاملة : (وما أرسلناك إلا كافة للناس بشيرا ونذيرا).(22)
https://static.xx.fbcdn.net/images/emoji.php/v9/tc1/1/16/1f4a6.pnghttps://static.xx.fbcdn.net/images/emoji.php/v9/tc1/1/16/1f4a6.png أولم يسيروا في الارض فينظروا كيف كان عاقبة الذين من قبلهم كانوا أشد منهم قوة وأثاروا الارض وعمروها أكثر مما عمروها وجاءتهم رسلهم بالبينات فما كان الله ليظلمهم ولكن كانوا أنفسهم يظلمون. (23)
https://static.xx.fbcdn.net/images/emoji.php/v9/tc6/1/16/1f1e8_1f1f3.png ملاحظة : هذه البحوث مختصرة ، ولكن عندما ننشرها على المواقع الكبرى تكون كاملة مستوفية كل جوانبها.
https://static.xx.fbcdn.net/images/emoji.php/v9/t1b/1/16/1f53a.png المصادر:
1- بلوتارك - باليونانى پلوتارخوس كاتب مقالات، وقسيس، ورجل قضاء، وكاتب سير، ومؤرخ، وكاتب، وفيلسوف.
2- نيكولاس واد صحفى إنجليزى يعمل بالقسم العلمى فى صحيفة نيويورك تايمز وأصدر عدداً من الكتب مثل كتاب : استعادة تاريخ أجدادنا المفقود.
3- سورة الروم آية : 30.
4- نهج البلاغة - خطب الإمام علي (ع) - ج ١ - الصفحة ٢٣.
5- سفر إرميا 28: 8.
6- سفر دانيال 9: 6.
7- سفر أستير 14: 1.
8- أحد آلهة الديانة الهند الكبار، تعبده الطائفة الهندوسية.
9- إنجيل متى 28 : 19.و: إنجيل لوقا 10 : 1.و:إنجيل مرقص 16 : 15.
10- سورة الإسراء آية : 15.
11- سورة آل عمران آية : 164.
12- سورة فاطر آية : 24.
13- سورة النحل آية : 36.
14- سورة النساء آية : 165.
15- سورة القصص آية : 38.
16- سورة الرعد آية : 7.
17- سورة غافر آية : 78 . وتكررت هذه الآية في سورة النساء آية : 164.
18- رواه الإمام أحمد (5/ 178)، وصححه الشيخ الألباني في مشكاة المصابيح (5737).
19- سورة فاطرة آية : 25.
20- سورة الأعراف آية : 172.
21- سورة الرعد آية : 7.
22- سورة سبأ آية : 28.
23- سورة الروم آية: ٣٠.