سراج الربيعي
25-08-2021, 09:15 PM
بأبي الذي وَهَبَ الحياةَ إلى الورى
إنَّ الفؤادَ بكربلا مأسورُ = مذْ هلَّ في أُفقِ السّما عاشورُ
حيثُ الأسى في قلبِ كلِّ مُكمّدٍ = والجرحُ في وسطِ الحشا محفورُ
فلأنتَ ياعاشورُ أقصرَ أشهري = لكنَّ حالَ الثاكلاتِ دهورُ
ماكنتَ إلاّ للرزايا مُخبراً = والصُّبحُ بعدكَ شاهدٌ وخبيرُ
ماكنتَ في وسطِ السّماءِ مُقيّداً = تُسْدي السَّوادَ على الدُّنا وتدورُ
ما إنْ طلعتَ على الورى بمُحرّمٍ = إلاّ ونوحُ الثاكلاتِ مَطيرُ
كمْ يستبيكَ النوحُ ياشهرَ الجوى = حتى كأنّ هلالَكَ المقبورُ
وَجِمَ الورى حيثُ الحسينُ مُبَضّعاً = وعلى السّماءِ قميصُهُ منشورُ
باللهِ لا تنأى فحزني دائمٌ = إذْ أنتَ مِنْ دونِ الشهورِ بصيرُ
كلُّ الديارِ سرى النياحُ بوسطِها = والراسياتِ الشاهقاتِ تمورُ
عبَثتْ بها الأقدارُ حينَ دخَلْتها = بسهامِ حقدٍ مالهُنَّ نذيرُ
ما إنْ ثويتَ بكربلا مُتعمّداً = إلاّ وحلَّ على الورى ديجورُ
فالأرضُ تحتضنُ النجيعَ بقلبها = حتى كأنّ دموعَها كافورُ
فأتتْ تحومُ على الدماءِ وترتمي = وتطوفُ حولَ خيامهِ وتزورُ
هي كالغريبِ أتى الحسينَ بلهفةٍ = إذْ خانها التصويرُ والتعبيرُ
جسدٌ بقى فوقَ الصعيدِ ثلاثةً = متهجّداً ، والساجدونَ حضورُ
جسدٌ بقى فوقَ الثرى مُترمّلاً = هُوَ للرسالةِ قائدٌ وأميرُ
جسدٌ لهُ رغمَ الجراحِ عقيدةٌ = لاتنثني ، إذْ حلَّ فيهِ الطورُ
جسَدٌ تسابقتِ الطُغاةُ لطمسهِ = فرمى بها نحو الجحيمِ تغورُ
تحنو على هذا الجلالِ مَلائكٌ = والكلُّ أيقنَ أنّهُ مأسورُ
أخذتْ تُصارعُكَ السيوفُ بحدّها = مُذْ حانَ منكَ ترفُّعٌ وسرورُ
فأبيتَ مُنقاداً لكلِّ عصابةٍ = يَسْتنُّ فيها حاقدٌ وحقيرُ
لمْ تكترثْ رضَّ الخيولِ وجريِّها = فلطالما قتلَ الظلومَ صَبورُ
حتى تصاغَرَتِ الجيوشُ كأنّما = في كلِّ عَضدٍ قائمٌ مكسورُ
هيهاتِ تُثْنيكَ الجحافِلُ والقنا = تُعطي وأنتَ مُضرّجٌ مكثورُ
فإذا برَزْتَ على اليمينِ تفرّقوا = وإذا حَمَلتَ على الشّمالِ تُغيرُ
فكأنَّ زلزالَ الحتوفِ بقادمٍ = رأسٌ يطيرُ وفيلقٌ مذعورُ
حتى إذا سهمُ المنيةِ قد أتى = فوقَ الفؤادِ إلى المنونِ يُشيرُ
فهوى وماءُ النهرِ يجري خلفَهُ = إذْ عزَّ في يومِ الطفوفِ مُجيرُ
لهفي عليهِ وقد أحاطَ بهِ العدا = غارتْ عليهِ شراذمٌ وفُجورُ
لهفي عليكَ وأنتَ فردٌ في الوغى = والماءُ عنكَ محرّمٌ محضورُ
بأبي وحيداً والعتاةُ تحوطُهُ = كلُّ لهُ في قتلِهِ مسرورُ
أضحى بها نسلُ الطليقِ مُبرّزاً = وابنُ النبيِّ على الثرى منحورُ
يادهرُ بلّغْ نسلَ هندٍ في الورى = أنَّ السّماءَ معَ الحسينِ تثورُ
بأبي الذي وَهَبَ الحياةَ إلى الورى = فكراً ، يَكِّلُّ بوصفهِ التصويرُ
أرّقتَ في يومِ الطفوفِ مضاجِعاً = وتهدّمتْ للظالمين قصورُ
ووضعتَ في هذي الحياةِ مشاعلاً = نغدو إلى قبساتِها ونَسيرُ
ياقائماً والموتُ تحتكَ راكعٌ = مُتذلّلٌ مُتخضّعٌ مدحورُ
إنَّ الحياةَ بلا حسينٍ في الدُّنا = كالطّيرِ بينَ خمائلٍ مكسورُ
أنا في هواكَ تركتُ كلَّ وليجةٍ = كالطفلِ في حضنِ الحنانِ قريرُ
تتقلّبُ الدُّنيا، ونهجُكَ قائمٌ = عزمٌ يدومُ ، وقائدٌ منصورُ
فمنَ الطفوفِ مباديءٌ وملاحمٌ = وإلى السماءِ كواكبٌ وبدورُ
أبو حسين الربيعي 20/8/2021 11 محرم الحرام 1443 هـ الجمعه
إنَّ الفؤادَ بكربلا مأسورُ = مذْ هلَّ في أُفقِ السّما عاشورُ
حيثُ الأسى في قلبِ كلِّ مُكمّدٍ = والجرحُ في وسطِ الحشا محفورُ
فلأنتَ ياعاشورُ أقصرَ أشهري = لكنَّ حالَ الثاكلاتِ دهورُ
ماكنتَ إلاّ للرزايا مُخبراً = والصُّبحُ بعدكَ شاهدٌ وخبيرُ
ماكنتَ في وسطِ السّماءِ مُقيّداً = تُسْدي السَّوادَ على الدُّنا وتدورُ
ما إنْ طلعتَ على الورى بمُحرّمٍ = إلاّ ونوحُ الثاكلاتِ مَطيرُ
كمْ يستبيكَ النوحُ ياشهرَ الجوى = حتى كأنّ هلالَكَ المقبورُ
وَجِمَ الورى حيثُ الحسينُ مُبَضّعاً = وعلى السّماءِ قميصُهُ منشورُ
باللهِ لا تنأى فحزني دائمٌ = إذْ أنتَ مِنْ دونِ الشهورِ بصيرُ
كلُّ الديارِ سرى النياحُ بوسطِها = والراسياتِ الشاهقاتِ تمورُ
عبَثتْ بها الأقدارُ حينَ دخَلْتها = بسهامِ حقدٍ مالهُنَّ نذيرُ
ما إنْ ثويتَ بكربلا مُتعمّداً = إلاّ وحلَّ على الورى ديجورُ
فالأرضُ تحتضنُ النجيعَ بقلبها = حتى كأنّ دموعَها كافورُ
فأتتْ تحومُ على الدماءِ وترتمي = وتطوفُ حولَ خيامهِ وتزورُ
هي كالغريبِ أتى الحسينَ بلهفةٍ = إذْ خانها التصويرُ والتعبيرُ
جسدٌ بقى فوقَ الصعيدِ ثلاثةً = متهجّداً ، والساجدونَ حضورُ
جسدٌ بقى فوقَ الثرى مُترمّلاً = هُوَ للرسالةِ قائدٌ وأميرُ
جسدٌ لهُ رغمَ الجراحِ عقيدةٌ = لاتنثني ، إذْ حلَّ فيهِ الطورُ
جسَدٌ تسابقتِ الطُغاةُ لطمسهِ = فرمى بها نحو الجحيمِ تغورُ
تحنو على هذا الجلالِ مَلائكٌ = والكلُّ أيقنَ أنّهُ مأسورُ
أخذتْ تُصارعُكَ السيوفُ بحدّها = مُذْ حانَ منكَ ترفُّعٌ وسرورُ
فأبيتَ مُنقاداً لكلِّ عصابةٍ = يَسْتنُّ فيها حاقدٌ وحقيرُ
لمْ تكترثْ رضَّ الخيولِ وجريِّها = فلطالما قتلَ الظلومَ صَبورُ
حتى تصاغَرَتِ الجيوشُ كأنّما = في كلِّ عَضدٍ قائمٌ مكسورُ
هيهاتِ تُثْنيكَ الجحافِلُ والقنا = تُعطي وأنتَ مُضرّجٌ مكثورُ
فإذا برَزْتَ على اليمينِ تفرّقوا = وإذا حَمَلتَ على الشّمالِ تُغيرُ
فكأنَّ زلزالَ الحتوفِ بقادمٍ = رأسٌ يطيرُ وفيلقٌ مذعورُ
حتى إذا سهمُ المنيةِ قد أتى = فوقَ الفؤادِ إلى المنونِ يُشيرُ
فهوى وماءُ النهرِ يجري خلفَهُ = إذْ عزَّ في يومِ الطفوفِ مُجيرُ
لهفي عليهِ وقد أحاطَ بهِ العدا = غارتْ عليهِ شراذمٌ وفُجورُ
لهفي عليكَ وأنتَ فردٌ في الوغى = والماءُ عنكَ محرّمٌ محضورُ
بأبي وحيداً والعتاةُ تحوطُهُ = كلُّ لهُ في قتلِهِ مسرورُ
أضحى بها نسلُ الطليقِ مُبرّزاً = وابنُ النبيِّ على الثرى منحورُ
يادهرُ بلّغْ نسلَ هندٍ في الورى = أنَّ السّماءَ معَ الحسينِ تثورُ
بأبي الذي وَهَبَ الحياةَ إلى الورى = فكراً ، يَكِّلُّ بوصفهِ التصويرُ
أرّقتَ في يومِ الطفوفِ مضاجِعاً = وتهدّمتْ للظالمين قصورُ
ووضعتَ في هذي الحياةِ مشاعلاً = نغدو إلى قبساتِها ونَسيرُ
ياقائماً والموتُ تحتكَ راكعٌ = مُتذلّلٌ مُتخضّعٌ مدحورُ
إنَّ الحياةَ بلا حسينٍ في الدُّنا = كالطّيرِ بينَ خمائلٍ مكسورُ
أنا في هواكَ تركتُ كلَّ وليجةٍ = كالطفلِ في حضنِ الحنانِ قريرُ
تتقلّبُ الدُّنيا، ونهجُكَ قائمٌ = عزمٌ يدومُ ، وقائدٌ منصورُ
فمنَ الطفوفِ مباديءٌ وملاحمٌ = وإلى السماءِ كواكبٌ وبدورُ
أبو حسين الربيعي 20/8/2021 11 محرم الحرام 1443 هـ الجمعه