المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : قابلية الاِستدمار


ابراهيم الجزائر
05-09-2021, 03:02 PM
باسم الله الرحمن الرحيم
الدهش:
نفضت صفحات الماضي، اِنغمست في الحال والاِستقبال متوهما، ما وجدت من يعاصر الحاضر إلا قابلية الاِستدمار، عفن ماضي المغضوب عليهم و حال الضالين : رائحة الدم، رائحة البارود، رائحة غبار العمران المتفجر... انفجر عقلي ، بقيت هائما في العمران المتحطم ضال الطريق متحيرا.
ثم انتبهت فقلت: أيها العقل الضال الطريق المتحير التائه الهائم بدون دليل بعد نبيك... قد تخندق حاضر الجمع في أعماق ماضي السقيفة المغضوب عليها ... أنطمس المستقبل... لف الضباب على الحقيقة ... انفجر الجمع؛ ارجع إلى نهج البلاغة راضيا مرضيا، ينقشع الضباب عن بصيرتك، تنعم بما في الأرض، و ما فوق الأرض، و ما في السماء، وما بعد الأرض.
ابراهيم الجزائر
عن الإمام الصادق (ع) قال:( إياكم والتنويه، أما والله ليغيبن سبتا من دهركم، وليخملن حتى يقال: مات، هلك، بأي واد سلك؟ ولتدمعن عليه عيون المؤمنين، وليكفأن تكفؤ السفينة في أمواج البحر، فلا ينجو إلا من أخذ الله ميثاقه، وكتب في قلبه الإيمان، وأيده بروح منه، ولترفعن اثنتا عشرة راية مشتبهة لا يدرى أي من أي.
قال: فبكيت، ثم قلت له: كيف نصنع؟ فقال: يا أبا عبد الله - ثم نظر إلى شمس داخلة في الصفة - أترى هذه الشمس؟ فقلت: نعم، فقال: والله لأمرنا أبين من هذه الشمس).
ربي يا خير حبيب و محبوب اجعلني عبدا طائعا خاضعا راكعا ساجدا لك وحدك طاهر القلب و الجسد، مستبصرا مواليا لأهل بيت رسولك (ص) لأعرف ديني.
(اللهم عرفني نفسك، فإنك إن لم تعرفني نفسك لم أعرف نبيك، اللهم عرفني رسولك فإنك إن لم تعرفني رسولك لم أعرف حجتك اللهم عرفني حجتك فإنك إن لم تعرفني حجتك ضللت عن ديني)
(اللهم كن لوليك الحجة بن الحسن صلواتك عليه وعلى أبائه في هذه الساعة وفي كل ساعة وليا وحافظا وقائدا وناصرا ودليلا وعينا حتى تسكنه أرضك طوعا وتمتعه فيها طويلا برحمتك يا أرحم الراحمين).
إشكالية
قرأت كتاب من عقائد الشيعة للكاتب عبد الله بن محمد السلفي العديد من المرات لعلي أجد فيه ما يدل على حقيقة المذهب و سعة اطلاع الكاتب، و صدقه، و لكن الكاتب يكتب عن طائفة كخابطِ عشواء أو حاطب ليل.
الكتاب من نوع جيب عدد صفحاته 97 صفحة
فالموضوع الذي تكلم فيه الكاتب عن أصل الشيعة، فالمكتبة الشيعية مليئة به، فما عليه إلا السير نحو مكتبات الشيعة يجد فيها ما يثلج قلبه من أمهات الكتب، أما الذي يبحث عنه في الأقراص المضغوطة أو سماع تقولات الآخرين فوق المنابر أو الطرقات...، منهم من يعتمد على قلْب الحقائق و تزييفها لإيقاع المتلقي في شبكة أهوائه لأغراض سياسوية، أو مأرب فآوية، أو مناصب دنيوية، أو توجيه التهم الباطلة للطرف الآخر، فتحري الصدق في إي موضوع يعطي للكاتب احتراما و وقارا و للمادة العلمية كذلك، من أراد الحقيقة ما عليه إلا بالغوص في أعماق أمهات الكتب المختصة في مادة البحث؛ فاِن العالم اليوم يعيش حضارة السبارنتيك التي قربت بعد المسافة الثقافية و المكتبية بين الأفراد، فالناس جميعا في هذا الحاضر يقتنون الثقافة بمختلف مشاربها من مكتبة واحدة في بيت واحد، فلم يعد موجودا اليوم كتاب ممنوع من الطبع، ممنوع من التداول، ممنوع من الدخول الى الدول، و لم يعد جائزا الآن تنويم عقل الإنسان و تعفينه بالكذب و الخرافات الاِسرائيلية التي أكل الدهر عليها و شرب.
مقدمة
أطلق الإسلام على المجتمع العربي الذي كان يعبد الأصنام بالجاهلي، فكانت هذه الفترة تتمتع بادب رائع جميل جذاب و فصيح، فهذه الصفات الجميلة لم تثنيه انه جاهلي و لم تكن تحتوي على فكرة دافعة لتحرير العقل و البناء الحضاري، فشعره وثني: تحريض على الاقتتال بين القبائل، سفك الدماء، سبي النساء و الأطفال و بيعهم في سوق النخاسة، اختطاف النساء و التمتع بهم جنسيا، بهذا الشعر سالت دماء كثيرة و عداوات طويلة.
و منذ السقيفة نحن نعيش الجاهلية في الإسلام اِنغمست الكلمة الطيِّبة، و بزغت الكلمة الخبيثة و رجع الشعر الوثني الى الساحة: قتل تشريد المسلمين سبي و اغتصاب المسلمات، فهذه الظاهرة ليست من الإسلام، فقد حرمها النبي محمد (ص) يوم حجة الوداع، فالوهابية استمرار نهج بني أمية الطلقاء تعيش الجاهلية في الإسلام.
{أَفَحُكْمَ الْجٰهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللهِ حُكْماً لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ}. المائدة:50
{إِذْ جَعَلَ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي قُلُوبِهِمُ الْحَمِيَّةَ حَمِيَّةَ الْجٰهِلِيَّةِ}. الفتح:26.
ان الكلمة الطيبة التي يتلفظها الفرد تحيي الإنسان و توقظه من التنويم الاستبدادي لمِنْ روح القدس؛ هي من الدعائم الأساسية المباشرة في تكوين الظاهرة الاجتماعية المقاومة للجهل، لأن لها وقع في النفس البشرية، فتُحرر الاِنسان من سيطرة الكلمة الخبيثة المدمرة، الى الحركة النهضوية الحضارية.
المجتمع:
يجتمع المجتمع بنوعين من الجنس.


الأول جنس طيب الفراش ينجب نفسا طيبة، و الثاني جنس خبيث الفراش ينجب نفسا خبيثة، فكل الأجناس تجتمع مع بعضها البعض بتشابه الأنفس، و هذا التشابه جوهري في زمرة متجانسة، حيث الأول ينضر إلى الثاني بعين العطف و الطيبة و يعمل جاهدا ليخرجه من الغفلة و تيه النفس و الدهش إلى اليقظة، تقول السيدة زينب بنت علي بن أبي طالب (ع) " ما أريت الا جميلا"، أما الثاني ينضر إلى الأول بعين الحقد و الكراهية و البغض و الخبث، و الاِنتقام؛ و يعمل جاهدا أن يجر النفس الطيبة إلى المعصية، و الغفلة و تيه النفس و الشك في الله.
(فَأَقْبَلَ عَلَيْهَاـ ابن زياد ـ ، فَقَالَ: الحَمْدُ لله الَّذِي فَضَحَكُمْ وَأَكْذَبَ أُحْدُوثَتَكُمْ. فَقَالَتْ: إِنَّمَا يَفْتَضِحُ الْفَاسِقُ، وَيَكْذِبُ الْفَاجِرُ، وَهُوَ غَيْرُنَا. فَقَالَ ابْنُ زِيَادٍ: كَيْفَ رَأَيْتِ صُنْعَ الله بِأَخِيكِ وَأَهْلِ بَيْتِكِ؟ فَقَالَتْ: مَا رَأَيْتُ إِلَّا جَمِيلاً، هَؤُلَاءِ قَوْمٌ كَتَبَ الله عَلَيْهِمُ الْقَتْلَ، فَبَرَزُوا إِلَى مَضَاجِعِهِمْ، وَسَيَجْمَعُ الله بَيْنَكَ وَبَيْنَهُمْ فَتُحَاجُّ وَتُخَاصَمُ، فَانْظُرْ لِـمَنِ الْفَلْجُ[1] يَوْمَئِذٍ، ثَكِلَتْكَ أُمُّكَ يَا بْنَ مَرْجَانَةَ.
قَالَ: فَغَضِبَ وكَأَنَّهُ هَمَّ بِهَا، فَقَالَ لَهُ عَمْرُو بْنُ حُرَيْث: إِنَّهَا امْرَأَةٌ، وَالمَرْأَةُ لَا تُؤَاخَذُ بِشَيْ‏ءٍ مِنْ مَنْطِقِهَا. فَقَالَ لَها ابْنُ زِيَادٍ: لَقَدْ شَفَى الله قَلْبِي مِنْ طَاغِيَتِكِ الحُسَيْنِ وَالْعُصَاةِ المَرَدَةِ مِنْ أَهْلِ بَيْتِكِ. فَقَالَتْ: لَعَمْرِي، لَقَدْ قَتَلْتَ كَهْلِي، وَقَطَعْتَ فَرْعِي، وَاجْتَثَثْتَ أَصْلِي، فَإِنْ كَانَ هَذَا شِفَاءَكَ فَقَدِ اشْتَفَيْتَ. فَقَالَ ابْنُ زِيَادٍ: هَذِهِ سَجَّاعَةٌ، وَلَعَمْرِي لَقَدْ كَانَ أَبُوكِ سَجَّاعاً شَاعِراً).
(ان في المجتمع وحده يوجد التمايز هناك الطبقات العالية و الطبقات السافلة ... و هناك المقدس و هناك غير المقدس). نشأة الدين صفحة 136
فالقرآن الكريم يخبر عن هذين الجنسين و يجمعهما في زمرتين مختلفتين، زمرة الخبث و زمرة الطيبة، قال تعالى {الْخَبِيثَاتُ لِلْخَبِيثِينَ وَالْخَبِيثُونَ لِلْخَبِيثَاتِ ۖ وَالطَّيِّبَاتُ لِلطَّيِّبِينَ وَالطَّيِّبُونَ لِلطَّيِّبَاتِ }، فالقرآن يؤكد على ان الخبيث للخبيثة و الطيب للطيبة، حتى لا تختلط الأنساب فيندثر العرق الطيب، لذا نجد أن الله أوحى إلى رسوله أن يزوج فاطمة الزهراء (ع) إلى علي بن أبي طالب نفس رسول الله، وخطبها ابو بكر و عمر قبل ذلك لتحسين نسلهما.
ملاحظة: الآية أولت الى معنيين: الخبيث من القول للخبيث، و الخبيث في الزواج للخبيث. الآية لها حكم عام.
قد أنجب رسول الله من اثنين من زوجاته لأنهما من فراش طيب و لم تعبدا صنما: ام المؤمنين خديجة بنت خويلد (ر)، وأم المؤمنين ماريا المصرية ــ القبطية ــ (ر).

قال تعالى {الم تر كيف ضرب الله مثلا كلمة طيبة كشجرة طيبة أصلها ثابت و فرعها في السماء*تؤتي أكلها كل حين بإذن ربها و يضرب الله الأمثال للناس لعلهم يتذكرون} إبراهيم 24 ،25
< كلمة طيبة>: الكلمة: يقصد بها الإنسان. كلمة طيبة: يقصد بها إنسان طيب
{الشجرة الطيبة أصلها ثابت}: هي جذور لجذع شجرة متصلة في أعماق الأرض فثبتته فوق الأرض ، ومن هذا الجذع خرجت أغصان متصلة بالسماء تعرف الله؛ فالأصل الثابت هو النبي إبراهيم (ع) و الفروع هم الأنبياء و الرسل من ذريته، فمحمد (ص) فرع من إسماعيل و إسماعيل فرع من الأصل و هو إبراهيم (ع)؛ فأمير المؤمنين علي بن أبي طالب (ع) نفس محمد (ص) قال تعالى {أدعوا نسائنا و نسائكم و أبنائنا و أبنائكم و أنفسنا و أنفسكم ثم نبتهل}، إذن أمير المؤمنين علي (ع) فرع من إسماعيل فرع من إبراهيم عليه السلام، قال رسول الله (ص) في الحديث الشريف: ( يا علي ما عرف الله إلا أنا و أنت ، ولا يعرفني إلا الله و أنت، و لا يعرفك إلا الله و أنا)، فاجتمع أمير المؤمنين علي (ع) نفس رسول الله بفاطمة الزهراء البتول فهي كذلك فرع من الأصل (ع) فكوّٙنا أصلا بعد النبوة ثابت لشجرة طيبة جذورها تمتد من محمد الى إسماعيل إلى إبراهيم (عليهم السلام جميعا) فروعها في السماء؛ هم، هم أئمة الهدى، مصابيح الدجى، فروع الشجرة المباركة، و بقايا الصفوة الذين أذهب الله عنهم الرجس و طهرهم تطهيرا، و افترض مودتهم في كتابه الكريم، ( هم موضع سِرِّه، و ملجأ أمره، و غيبة علمه، و موئل حُكمه، و كهوف كتبه، و جبال دينه, بهم أقام اِنحناء ظهره، و أذهب اِرتعاد فرائصه). نهج البلاغة
قال أبي الحسن السجاد (ع): ( يا هذا لو صرت إلى منازلنا، لأريناك آثار جبريل في رحالنا، أفيكون أحد أعلم بالسنة منا ).
( إلى أن بعث الله سبحانه محمد (ص) لاِنجاز عدٙتِهِ و تمام نبوته، مأخوذ على النبيين ميثاقهم، مشهورة سماتُهُ، كريما ميلاده، و أهل الأرض يومئذ ملل متفرقة، و أهواء منتشرة، و طرائق متشتتة, بين مشبه لله بخلقه, أو ملحد في اسمه، أو مشير إلى غيره، فهداهم به من الضلالة، و أنقذهم بمكانه من الجهالة.
ثم اختار سبحانه لمحمد (ص) لقاءه، ورضي له ما عنده، فأكرمه عن دار الدنيا، و رغب به عن مقارنة البلوى، فقبضه إليه كريما، و خلف فيكم ما خلّٙفت الأنبياء في أممها، إذ لم يتركوهم هملا، بغير طريق واضح و لا علٙم قائم). نهج البلاغة، مبعث النبي (ص)
فالجنس الملوث لا يقبل أن يكون على الأرض كلمة طاهرة تسيس الناس، فيبذل كل ما لديه من جهد أن يمنعها أو يلوثهاأو ينقلب عليها.
انظر الى الكلمة الخبيثة ــ إنسان: أبا سفيان ـ شجرة اجتذت من فوق الأرض لم يبق لها اثر، أما الكلمة الطيبة ــ إنسان: أمير المؤمنين علي بني طالب ــ شجرة قد اِمتدت في كل الأرض.
«أخبرنا أبو القاسم هبة الله بن عبد الله أنا أبو بكر الخطيب أخبرني أبو القاسم عبد العزيز بن محمد بن علي المطرز نا عبد الرحمن بن عمر بن محمد المعدل بمصر نا محمد بن الحارث بن الأبيض القرشي نا عبد السلام بن أحمد نا إبراهيم بن صالح أبو صالح أنا مالك بن أنس عن محبوب بن أبي الزناد قال قالت الأنصار إن كنا لنعرف الرجل إلى غير أبيه ببغضه علي بن أبي طالب».
«أخبرنا أبو الحسين عبد الرحمن بن عبد الله بن الحسن بن أبي الحديد وأبو الحسن علي بن عساكر بن سرور الخشاب قالا أنا أبو عبد الله بن أبي الحديد أنا المسدد بن علي نا أبو القاسم إسماعيل بن القاسم الحلبي نا أبو أحمد العباس بن الفضل بن جعفر المكي نا إسحاق بن إبراهيم بن عباد الدبري بصنعاء سنة إحدى وسبعين ومائتين نا عبد الرزاق عن حماد بن سلمة عن ثابت عن أنس قال كان النبي (صلى الله عليه وسلم) إذا أراد أن يشهد عليا في موطن أو مشهد علا على راحلته وأمر الناس أن ينخفضوا دونه وأن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) شهر عليا يوم خيبر فقال يا أيها الناس من أحب أن ينظر إلى ادم في خلقه وأنا في خلقي وإلى إبراهيم في خلته وإلى موسى في مناجاته وإلى يحيى في زهده وإلى عيسى في سنته فلينظر إلى علي بن أبي طالب إذا خطر بين الصفين كأنما يتقلع من صخر أو يتحدر من دهر يا أيها الناس امتحنوا أولادكم بحبه فإن عليا لا يدعو إلى ضلالة ولا يبعد عن هدى فمن أحبه فهو منكم ومن أبغضه فليس منكم قال أنس بن مالك وكان الرجل من بعد يوم خيبر يحمل ولده على عاتقه ثم يقف على طريق علي وإذا نظر إليه يوجهه بوجهه تلقاه وأومأ بإصبعه أي ابني تحب هذا الرجل المقبل فإن قال الغلام نعم قبله وإن قال لا خرق به الأرض وقال له الحق بأمك ولا تلحق أبيك بأهلها فلا حاجة لي فيمن لا يحب علي بن أبي طالب » .
أزن نفسك أيها القارئ بحبك لعلي بن ابي طالب أو بغضك له.
.قال الكاتب في مقدمة الكتاب:
(فإن الباعث على كتابة هذه الرسالة هو ما لوحظ من زيادة نشاط الرافضة للدعوة إلى مذهبهم في الآونة الأخيرة على مستوى العالم الإسلامي، وما لهذه الفرقة من خطر على الدين الإسلامي وما حصل من غفلة كثير من عوام المسلمين عن خطر هذه الفرقة، وما في عقيدتها من شرك وطعن في القرآن الكريم و في الصحابة - رضوان الله عليهم- وغلو في الأئمة،..). صفحة 4
تفكيك النص الى جمل و استخراج كلمات مفتاح، ثم البحث عن مدلول كل كلمة و دراستها لاِستخراج مفهومها اللغوي و الاصطلاحي.
الجمل
1. ما لوحظ من زيادة نشاط الرافضة للدعوة إلى مذهبهم
2. العالم الإسلامي
3. من خطر على الدين الإسلامي
4. وما حصل من غفلة كثير من عوام المسلمين
5. في عقيدتها من شرك وطعن في القرآن الكريم و في الصحابة.
6. و غلو في الائمة.
الكلمات
في الجملة 1 : الرافضة
في الجملة 2 : الدين الاِسلامي
في الجملة 3 : غفلة، عوام
في الجملة 4 : شرك، طعن، القرآن الكريم، الصحابة
مصطلح "العالم الاِسلامي":
لا يوجد حاليا عالم إسلامي؛ كل ما هو عبارة عن مقاطعات جغرافيا متناثرة هنا و هناك ــ مقاطعة الجزيرة العربية، مقاطعة الشام، مقاطعة فارس، مقاطعة افريقيا، مقاطعو أسيا... ـ هذه المقاطعات جزئت إلى دويلات عربية و غير عربية بعض من شعوبها تدين بغير الإسلام المحمدي.
عندما تكون الجغرافيات بدون اِستثناء التي شعوبها او بعض من شعوبها مسلمة و موحّٙدة تطبق إرادة الله في الأرض، حرة في سياستها و اِقتصادها و ثقافتها وعقيدتها، و لها كلمة واحدة في المحافل الدولية، ففي هذا الحال نقول عن مجوع هذه الجغرافيات "العالم الإسلامي".
لم يكن موجودا "عالم إسلامي"؛ فمصطلح "عالم إسلامي" أكذوبة و مغالطة و توهيم الناس، لأن المجتمع الذي كان باِستطاعته أن يبني "عالم اسلامي" وفق الذكر و سنة رسول الله (ص)، قد فككته الشجرة الخبيثة ،و أطاحت به يوم رزية الخميس،و في حادثة السقيفة، و في حرب الجمل، و في حرب الصفين ... الى شيعتين شيعة السقيفة الدنيوي، و شيعة الرافض للسقيفة الأخروي، فأصبح المجتمع المسلم مجتمعين.
أما في حال الجغرافيات التي "يطلق عليها: جغرافيا "عربية"، جغرافيا "افريقية"، جغرافيا أسيوية "..." لن يستطيع مجموع هذه الجغرافيات ان يكوّن "عالم إسلامي" فكل جغرافيا من هذه الجغرافيات عبارة عن حمار يحمل خيرات باطن الجغرافيا و في الحقيقة لم يحملها، لأن ظاهر كل جغرافيا يحمل المجاعة و الذل، و الظلم، و البِئْسَ، و عفن الحكام، بئس الشجرة الخبيثة و الذين أيدوا نهجها و تنصلوا من وصية رسول الله، و أذلوا آل بيت محمد(ص)، قال تعالى: { مَثَلُ الَّذِينَ حُمِّلُوا التَّوْرَاةَ ثُمَّ لَمْ يَحْمِلُوهَا كَمَثَلِ الْحِمَارِ يَحْمِلُ أَسْفَارًا ۚ بِئْسَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِ اللَّهِ ۚ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ }.
فالجغرافيا التي تعمل لصالح الاِستكبار العالمي وتنكر مصالحها و مصالح شعوبها، و ابتعدت عن الذكر؛ فلا يتمتع بنعمة الله القوم المنبطحين، هذه سنة الله في خلقه قال تعالى: {إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم}، قال تعالى: { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَىٰ أَوْلِيَاءَ ۘ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ ۚ وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ ۗ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ}؛ عندما تتحرر الجغرافيا من " قابلية الاِستحمار"، و تعمل لصالح شعوبها و الإسلام في هذا الحال نطلق على مجموعها كلمة "عالم إسلامي".
أي وهابي كان ــ عالي المقام، أو أدناه ــ حرم عليه من طرف مراجع صهيوهابي أن يرفع لواء الجهاد عاليا مرفرفا و بصوت مدويا لتحرير فلسطين كل فلسطين المغتصبة، فهذا السلوك التحرري من الكبائر عندهم، أو يرفع لواء التغيير الإسلامي الايجابي السلمي نحو البناء و التمكين الحضاريين؛ فهذا الفعل لن يكون إلا بعد تحرر العقل من التلقين الصهيوهابي الدموي.
الصهيوهابية بعلمائها تدعو، بالترغيب و الترهيب و الإكراه رفع لواء اِستدمار الجغرافيات العربية ؛ لأن فتاواها تشتغل ضمن أجندة الصهيوأمريكي لبعث قابلية الاِستحمار في الأنا المسلم فكرا،عقيدة، و سلوكا للعودة به إلى ما قبل الموجة الحضارية الإسلامية الأولى: موجة الوحي، و ما قبل الموجة الحضارية الثانية: موجة خلافة أمير المؤمنين علي (ع)، و ما بعد خلافة أمير المؤمنين؛ و هذا البناء الفكري و النفسي التي تحث الصهيوهابية عليه؛ الهدف منه تشكيل عقيدة إسلامية وهابية ـ صهيوابراهيمية ـ خضوعه مطيعة للصهيونية مطبعة.
(أسامة بن لادنَ، انه مهم كظاهرة إعلامية، لكنه في نظري الشخص الذي ألحق الضرر بالتصور الواقع، و السنة، و السلفية للإسلام...انه ممثل للمذهب الوهابي، لكن الحركة السلفية في نهاية القرن 19 ... و باقي الحركات الاِسلامية للتحرير الاِسلامي كانت ضد الوهابية... ) مهدي المنجرة
و الوهابية تُقدم خيرات باطن و ظاهر أراضي المسلمة مجانا الى الصهيوأمريكي على طبق من ذهب. فأحد المراجع الوهابية "الشيخ الألباني" أراد أن يقدم أرض فلسطين عربون ولاء و وفاء و تطبيع للصهيونية حيث أفتى قائلا:( يجب أن يخرجوا[ أي الشعب الفلسطيني] .. يا أخي يجب أن يخرجوا من الأرض التي لم يتمكنوا من طرد الكافر منها إلى أرض يتمكنون فيها من القيام بشعائرهم الإسلامية).. أقول لولا الرافضة التي حرمت على نفسها الخضوع للاْستكبار العالمي؛ فالتحريم عندهم كان مدويا منذ فاجعة كربلاء ــ هيهات من الذلة ــ لسقطت فلسطين كل فلسطين في يد الصهيونية.
فالوهابية تخشى أن يكون العقل المسلم فاعلا في الحضارة الكونية مساهما مساهمةً قوية بالكلمة المتحررة، الدامغة، الناهضة، المؤثرة، المزلزلة للعقيدة الاِستدمارية، ففاعلية الكلمة ــ الإنسان ــ الحرة إنقاذ الكون من الدمار الذي يحث الصهيوامريكي الوهابي جر العالم اليه. و مسرح الدمار يكون دائما في قلب الجغرافيات العربية.
فالكلمة الخبيثة أشعلت في الجغرافيات الإسلامية نار الفتنة: في ليبيا، العراق، سوريا، اليمن، و اشعلت نار الفتنة في الجزائر في التسعينات ، ثم حاولت ان تعيد الكرة في الحراك بدس بعض مرتزقتها عملاء إسرائيل من الوهابية و الاِسرائليين أنفسهم؛ فالهدف من تدمير الدول هو تجزئة التي تقاوم "ذل الصهيوهابي ابراهيمي".
فالتكفيري الصهيوهابي يتمتع بنشوة عندما ينحر و فجر المسلم الذي ينطق بالشهادتين!.
من دمر الجزائر في التسعينات: الوهابية، نجد الإمارات خلطت الدولة الليبية و الآن بدأت تخلط بين المملكة المغربية و أختها الجزائر، أقول للإمارات الصهيوهابي أنت جسم غريب ومتعفن في هذا الوطن "هيهات منا الذلة"، لا تحاولي التفريق بين الأخوة في شمال اِفريقيا لأننا دم واحد: أمزيغي اختلط مع أحرار و أبطال العرب الذين هاجروا مع ابن ابن رسول الله (ص) ادريس خوفا من بطش السلاطين، فهذا الدم موش عربي بقي محافظا على استقلال شمال إفريقيا من الدولة ألأموية او العباسية، او العثمانية، ثم سال لتحرير ارض شمال إفريقيا من المستدمر الفرنسي، وهذا الدم الواحد سيحرر فلسطين و يحرر الدول العربية من الانبطاح للصهيونية، و سيعيد المجد للإسلام الطالبي.
من دمر سوريا: الوهابية
من دمر العراق: الوهابية
من دمر ليبيا: الوهابية
من دمر اليمن: الوهابية
من يدمر العالم:الوهابية. الوهابية ليست فقط الوجه المشابه للصهيونية و لكن الوجه الحقيقي لها، حيث نجد الصهيونية قد دمرت العالم في الحرب العالميتين الأولى و الثانية بالأسلحة الثقيلة و الذرية، و الآن تدمر العالم بالحرب البيولوجية. كذلك الوهابية قد دمرت كل العرب
الآن نجد الدولة التركية ككلمة خبيثة متحالفة مع الاِستكبار العالمي لإسقاط القومية العربية اِنتقاما؛ القومية العربية ثارت في الشام فأطاحت بالرجل المريض.
الآن اخرائيل أوحت الى الاِمارات و تركيا أن يشتريا حصص غاز بنسبة ما يقارب 75 بالمئة ليصبح عربيا.
الهدف من هذه اللعبة الاِخرائيلية.
أولا: التملص من هذا الغاز.
ثانيا: حماية اخرائيل من طرف تركية و العرب.
ثالثا: منع نشوب إي حرب مع حور المقاومة.
رابعا: لو قامت حرب مع محور المقاومة ، الامارات و تركيا تحميا الغاز.
خامسا: حماية الغاز معناه الحرب بين الدول المطبعة مع اخرائيل و محور المقاومة، فتتحول الحرب من حرب اخرائيل مع محور المقاومة الى حرب دول مطبعة العربية مع محور المقاومة بنية حماية الغاز إي حماية المصالح الاِقتصادية في العلن و لكن في الخفاء حماية الكيان الاخرائيلي.
سادسا: المقاومة في غزة كوّنها محور المقاومة ـ ايران ـ و هذا التقارب لا يعجب تركيا و الدول المطبعة العربية، فتركيا تعمل جاهدة لتحطيم غزة و تسليمها الى دولة اخرائيل، بنية حماية مصالحها.
سابعا: اخرائيل تتخلص من العرب بالعرب أو المسلمين بالمسلمين.
الرافضة:
تعريف الرافضة لغة:
كلمة تدل على جماعة ترفض قرارا أو أمرا مهما كان نوعه خاطئا أم صائبا.
الرفض: الترك.
الرّافِضَةُ: طائِفَةٌ من الجنود تركُوا قائِدَهُم وانصرفوا.
كَانَ رَافِضاً تَطْبِيقَ الأوَامِرِ: مُمْتَنِعاً.
رَافِضٌ عَمَلَهُ: تَارِكٌ لَهُ.
اصطلاحا: لقب يطلق على محبي آل بيت الرسول (ص).
الرافضة أقول: هي المقاومة و الممانعة ضد استدمار و تفكيك الدول المسلمة، و مقاومة قابلية اِستحمار الشعوب العربية و الإسلامية ، و "ذل صهيوهابي"، شعارها (هيهات منا الذلة).
( اعتقد بأن القضية الفلسطينية لا تهم الفلسطينيين وحدهم. فباِعتباري مغربيا، و عربيا، و مسلما و إفريقيا، بل باِعتباري فقط كائنا إنسانيا، لن اعتبر نفسي أبدا حرا ما دامت فلسطين محتلة). مهدي المنجرة
أقول لك أيها الوهابي: سيأتي اليوم الذي يكون فيه الإنسان المسلم و العربي ــ الوهابي و غير الوهابي ــ قطعة غيار للصهيوامريكي بعد استدماره من طرفكم. للتوسع أكثر ادعوك قراءة كتب مهدي المنجرة.
ابن خلدون يتوهم أن كلمة رفض أطلقها زيد بن علي على الشيعة التي رفضت ان تبايعه لأنه ترحم على الشيخين (ابي بكر و عمر).اذن ابن خلدون أطلق مغالطة تاريخية.
فكلمة الرافضة ذكرت قبل اِبن خلدون بكثير.
اليك بعض الأمثلة ايها الوهابي:
معاوية بن ابي سفيان يكتب الى عمر بن العاص فيقول: (اما بعد فاِنه كان من أمر علي و طلحة و الزبير ما قد بلغك، و قد سقط ألينا مروان بن الحكم في رافضة أهل البصرة و قدم علينا جرير بن عبد الله في بيعة علي، و قد حبست نفسي عليك حتى تأتيني، أقبل أذاكرك أمرا).
مروان بن الحكم قال للفرزدق : أرافضي أنت؟، فكان جواب الفرزدق: اِن كان حب آل محمد رفضا فانا هذاك.
الاِمام الشافعي من السنة و الجماعة.
اِن كان رفضا حب أل محمد *** فليشهد الثقلان أني رافضي
اذا في مجلس ذكروا عليا *** و سبطيه و فاطمة الزكيــة
فقطب و جهه من نال منهم*** تشـاغل بالروايـات الغبيــة



يقول لما يصح ذروا فهـذا *** سقيم من حديـث الرافضيــة
برئت إلى المهيمن من أناس*** يرون الرفض حب الفاطمية
على آل الرسول صلاة ربي *** ولعنتــه لتلـــك الجاهليــــة



عن ابي بصير قال: قلت لأبي جعفر عليه السلام: جُعلت فداك اِسمٌ سُمْينا به استحلت به الولاة دماءنا وأموالنا و عذابنا، قال و(ما هو)، قال الرافضة فقال ابو جعر (ع) (ان سبعين رجلا من عسكر فرعون رفضوا فرعون فأتوا موسى(ع) فلم يكن في قوم موسى احد اشد اِجتهادا و اشد حبا لهارون منهم فسماهم قوم موسى (ع) الرافضة، فأوحى الله الى موسى ان اِثبت لهم هذا الاِسم في التوراة فاِني نحلتهم، و ذلك اسم قد نحلكموه الله ).
في عصر اِستحضار الرجل المريض ــ الدولة العثمانية ــ المخابرات البريطانية صنعت رجلا من نجد اِسمه محمد بن عبد الوهاب و بثت فيه معتقدات ـ صهيوابراهيمية ـ متطرفة ليس لها صلة بالدين الإسلامي الحنيف، فالهدف من وراء هذا الصنع هو ضرب الإسلام بالمسلمين، و ضرب المسلمين ببعضهم البعض لتفكيكهم و إعادة بنائهم نفسيا و عقائديا ليقبلوا الذل و المهانة واحتلال أراضيهم.
و كل فرد لم يعتقد بدين الوهابية ـ الصهيو الابراهيمي ـ فهو رافضي.
الرافضة: هم أمير المؤمنين (ع) و شيعته، هم، هم الذين رفضوا السقيفة التي تمردت و انقلبت ــ لحظة وفاة رسول الله (ص) ــ عن خلافة عليا لرسول الله (ص) حيث نصبه (ص) في غدير خم مولى للذين يعتقدون أن محمدا رسول الله (ص) صادقا في قوله؛ لأنه (ص) يرى فيه و رايه حق أن عليا اِمتدادا طبيعيا حقيقيا له (ص)، حينهم راجعون من حجة الوداع و في مفترق الطريق، عند غدير خم اجتمع بالمسلمين مخاطبا، فقال (ص) في أمير المؤمنين علي (ع): ( من كنت مولاه هذا علي مولاه اللهم وال من والاه و عاد من عاداه...)، فالسقيفة أطاحت ــ و من كان حاضرا فيها ــ بعلي (ع) من الخلافة، ونصبت أبى بكر خليفة؛ فالخلافة الشرعية التي نصبها رسول الله (ص) نصا في حياته قد تم إسقاطها بعد وفاته (ص) من طرف الذين يدّعون أنهم أصحابه (ص).
فالسقيفة أسقطت الحكم الديني المتمثل في الإمام علي (ع) و نصبت الحكم الدنيوي المادي المتمثل في أبى بكر و عمرو عثمان بن عفان ...
قال أمير المؤمنين (ع): (أما و الله لقد تقمصها فلان، و انه ليعلم أن محلي منها محل القطب من الرحا، ينحدر عني السيل ، و لا يرقى إلي الطير، فسدلت دونها ثوبا، وطويت عنها حشكا، و طفقت أرتئي بين أن أصول بيد جذّاء، أو اصبر على طخْيٙة عمياء، يهرم فيها الكبير، و يشيب فيها الصغير، و يكدح فيها المؤمن حتى يلقى ربه.
فرأيت أن الصبر على هاتا احجى، فصبرت و في العين قذيً ، وفي الحلق شجا، أرى تراثي نهبا، حتى مضى الأول لسبيله ، فأدلى بها الى فلان بعده.
فيا عجبا!! بيْنا هو يستقيلها في حياته اِذ عقدها لآخر بعد وفاته ــ لشد ما تشطّر ضرعيها ــ فصيرها في حوزة خشناء، يغلظ كلْمُها، و يخشن مسُّها، و يكثر العثار [ فيها] و الاعتذار منها, فصاحبها كراكب الصعبة، اِن أشنق لها حرم و اِن أسلس لها تقحّم، فمُنِيٙ الناس ــ لعمر الله ــ بخبط و شماس، و تلون و اعتراض.) نهج البلاغة, الشقشقية
بعد ما تمكن ابي بكر بن قحافة السيطرة على الخلافة و جلس على منبر رسول الله (ص) ولم يكن يحلم أن يقف على منبر رسول الله فقال: (وليتكم و لست بخيركم).
أنظر الى ثقة أمير المؤمنين علي (ع) بالله، و بمحمد رسول الله (ص)، و بالدين الإسلامي، و بالنفس الطاهرة التي تحرك جسده (ع)، قال (ع):( أنا أفضل الأوصياء، وسلوني قبل أن تفقدوني فلن تجدوا أعلم بما بين اللوحين مني).
علي (ع) ليس فقط أفضل المسلمين بل أفضل الأوصياء الذين هم أفضل من المسلمين و المؤمنين، و من الناس جميعا لأن له (ع) علم الكتاب.
قال أبى بكر: (وليتكم و لست بخيركم)، كيف يكون هذا الشخص خير الناس بعد النبي محمد (ص)؟.
ابا بكر يشهد أن علي (ع) خير منه.
الدين:
تعريف الدين:
( لقد وجدت و توجد جماعات إنسانية من غير علوم و فنون و فلسفات ، و لكنه لم توجد جماعة بلا دين) هنري برجسون.
(الدين: تحقيق الحياة الإنسانية بواسطة الإحسان بان رابطا يصل الروح الإنسانية بالروح الخفية التي تعترف الأولى بما لها من سلطات على العالم ـ و التي تكون شاعرة بالاتصال بها دائما). نشأة الدين ص.26
( إن الدين الحقيقي هو ما يحاول الإحاطة بالكون كله ـ ان يضع تصورا عاما ـ ) نشأة الدين. ص. 129
أقول: الدين: هو الذي يعطي مفهوما عاما و تصورا شاملا وتعريفا دقيقا : لله و الإنسان و الكون و الحياة و المعاد....
عندما يتصفح الدارس الى كلمة دين في المراجع العربية يبدو له أنها تستعمل في كثير من المعاني المتناقضة.
[ فالدين: ( هو الملك، و هو الخدمة) ـ (هو العز، و هو الذل) ـ (هو الإكراه، وهو الإحسان) ـ (هو العادة، وهو العبادة) ـ (هو القهر و السلطان، وهو التذلل و الخضوع) ـ (هو الطاعة، وهو المعصية ـ (هو الإسلام و التوحيد)، وهو اسم لكل ما يعتقد أو لكل ما يتعبد الله به ... ]
عندما يتدبر في معنى الدين تجتمع في ثلاثة معان، لثلاث كلمات، لثلاث أفعال
(أن كلمة الدين تأخذ تارة من فعل متعد بنفسه ( دانه يدينه )، أو من فعل متعد باللام (دان له)، أو من فعل متعد بالباء ( دان به)).
(فان قلنا < دانه دينا > عنينا بدلك انه ملكه، وحكمه، و ساسه، و دبره، و قهره، و حاسبه، وقضى في شانه، و جازه، و كافأه. فالدين في هذا الاِستعمال يدور على معنى الملك و التصرف بما هو من شان الملوك من الساسة و التدبير، و الحكم و القهر و المحاسبة و المجازات . ومن ذلك { مالك يوم الدين} أي المحاسبة و الجزاء. في الحديث : ( الكيس من دان نفسه) أي حكمها و ضبطها، و الديان الحكم القاضي). كان علِيُّ [ع] ديان هذه الأمة: أي قاضيها و حاكمها).
( < دان له> أردنا أنه أطاعه، و خضع له فالدين هنا هو الخضوع و الطاعة، و العبادة و الورع. و كلمة < الدين لله> يصح أن منها كلا المعنيين: الحكم لله، أو الخضوع لله).
< دان بالشيء> كان معناه أنه أتخذه دينا و مذهبا أي اعتقده أو أعتاده أو تخلق به، فالدين على هذا هو المذهب و الطريقة التي يسير عليها المرء نظريا أو عمليا.
فالمذهب العملي لكل امرئ هو عادته و سيرته ؛ كما يقال < هذا ديني و ديدني>.
و المذهب النظري عنده هو عقيدته و راية الذي يعتنقه ، و من ذلك قولهم : < دينت الجل > أي وكلته الى دينه و لم اعترض عليه فيما يراه سائغا في اِعتقاداته.
ان المعنى في الاِستعمالات الثلاثة تدور على معنى لزوم الاِنقياد.
< دانه دينا>: الدين هو إلزام الاِنقياد. الجزاء
{ مَلِكِ يَوْمِ الدِّينِ }
{ وَإِنَّ الدِّينَ لَوَاقِعٌ }
{الله الذي جعل لكم الأرض قراراً والسماء بناءً وصوركم فأحسن صوركم ورزقكم من الطيبات ذلكم الله ربكم فتبارك الله رب العالمين* هو الحي لا إله إلا هو فادعوه مخلصين له الدين الحمد لله رب العالمين} غافر: 64-65.
{إنا أنزلنا إليك الكتاب بالحق فاعبد الله مخلصاً له الدين* ألا لله الدين الخالص} الزمر2 ، 3
{قل إني أمرت أن أعبد الله مخلصاً له الدين* وأمرت لأن أكون أول المسلمين} الزمر 11 ،12
{وله ما في السماوات والأرض وله الدين واصباً أفغير الله تتقون} النحل: 52
حديث شريف (إبن آدم : كن كيف شئت ، كما تَدِين تُدان).
< دان له >: الدين هو اِلتزام الاِنقياد. الطاعة
{أفغير دين الله يبغون وله أسلم من في السماوات والأرض طوعاً وكرهاً وإليه يرجعون} (آل عمران: 82)
{وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين حنفاء} (البينة: 5)
{قل الله أعبد مخلصاً له ديني. فاعبدوا ما شئتم من دونه}
(العلم دينٌ يُدان به ) نهج البلاغة أي طاعة يُطاع الله به
< دان به> هو المبدأ الذي يلتزم الاِنقياد له. النظر و العملي
}إن الحُكم إلا لله أمر أن لا تعبدوا إلا إياه ذلك الدين القيم {يوسف: 40
}كذلك كدنا ليوسف ما كان ليأخذ أخاه في دين الملك {يوسف: 76
}فأقم وجهك للدين حنيفاً فطرة الله التي فطر الناس عليها لا تبديل لخلق الله ذلك الدين القيم ولكن أكثر الناس لا يعلمون{ الروم 30
{أم لهم شركاء شرعوا لهم من الدين ما لم يأذن به الله} الشورى: 21
( دانَ الرَجُلُ بالإسلام ديناً ، أي تَعبَّد الرجل بالإسلام و تديّن به .)
ان <الدين> في جميع هذه الآيات: هو القانون والحدود و الشرع والطريقة والنظام النظري والعملي الذي يلتزم الاِنقياد به الإنسان في حاله.
الإسلام.
الإسلام لغة: هو الانقياد، والخضوع والذل؛ يقال: أسلم واستسلم؛ أي: انقاد.
قال الله تعالى: { فَلَمَّا أَسْلَمَا وَتَلَّهُ لِلْجَبِينِ } الصافات: 103؛ أي: فلما استسلما لأمر الله وانقادا له.
الاِسلام على معنيين في القرآن
إسلام الكون: كل ما في الكون من مخلوقات هي منقادة لقدرة الله. جميعها تشترك في الإسلام
قال تعالى {وَلَهُ أَسْلَمَ مَنْ فِي السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ}
قال تعالى {أَفَغَيْرَ دِينِ اللَّهِ يَبْغُونَ وَلَهُ أَسْلَمَ مَنْ فِي السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ طَوْعًا وَكَرْهًا وَإِلَيْهِ يُرْجَعُونَ}. آل عمران: 83
إسلام: كلمة الله " الإنسان": ينقسم عام و خاص: و الدين الذي أنزله الله على رسله.
قال تعالى: { إِنَّا أَنْزَلْنَا التَّوْرَاةَ فِيهَا هُدًى وَنُورٌ يَحْكُمُ بِهَا النَّبِيُّونَ الَّذِينَ أَسْلَمُوا لِلَّذِينَ هَادُوا وَالرَّبَّانِيُّونَ وَالْأَحْبَارُ بِمَا اسْتُحْفِظُوا مِنْ كِتَابِ اللَّهِ وَكَانُوا عَلَيْهِ شُهَدَاءَ فَلَا تَخْشَوُا النَّاسَ وَاخْشَوْنِ وَلَا تَشْتَرُوا بِآيَاتِي ثَمَنًا قَلِيلًا وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ } المائدة: 44.
قال تعالى {فَإِنْ تَوَلَّيْتُمْ فَمَا سَأَلْتُكُمْ مِنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِيَ إِلاَّ عَلَى اللَّهِ وَأُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْمُسْلِمِينَ} يونس: 72
قال تعالى {مَا كَانَ إِبْرَاهِيمُ يَهُودِيًّا وَلَا نَصْرَانِيًّا وَلَكِنْ كَانَ حَنِيفًا مُسْلِمًا } آل عمران: 67
قال تعالى {رَبَّنَا وَاجْعَلْنَا مُسْلِمَيْنِ لَكَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِنَا أُمَّةً مُسْلِمَةً لَكَ وَأَرِنَا مَنَاسِكَنَا وَتُبْ عَلَيْنَا إِنَّكَ أَنْتَ التَّوَّابُ الرَّحِيمِ }البقرة: 128.
قال تعالى {وَمَنْ يرغبُ عَنْ مِلَّةِ إِبْرَاهِيمَ إِلَّا مَنْ سَفِهَ نَفْسَهُ وَلَقَدِ اصْطَفَيْنَاهُ فِي الدُّنْيَا وَإِنَّهُ فِي الْآخِرَةِ لَمِنَ الصَّالِحِينَ * إِذْ قَالَ لَهُ رَبُّهُ أَسْلِمْ قَالَ أَسْلَمْتُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ} البقرة: 130، 131.
وقال تعالى: { وَجَاوَزْنَا بِبَنِي إِسْرَائِيلَ الْبَحْرَ فَأَتْبَعَهُمْ فِرْعَوْنُ وَجُنُودُهُ بَغْيًا وَعَدْوًا حَتَّى إِذَا أَدْرَكَهُ الْغَرَقُ قَالَ آمَنْتُ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا الَّذِي آمَنَتْ بِهِ بَنُو إِسْرَائِيلَ وَأَنَا مِنَ الْمُسْلِمِينَ } يونس: 90.
وقال تعالى: { قَالُوا إِنَّا إِلَى رَبِّنَا مُنْقَلِبُونَ وَمَا تَنقِمُ مِنَّا إِلَّا أَنْ آمَنَّا بِآيَاتِ رَبِّنَا لَمَّا جَاءَتْنَا رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْرًا وَتَوَفَّنَا مُسْلِمِينَ } الأعراف: 126.
وقال تعالى: { فَلَمَّا أَحَسَّ عِيسَى مِنْهُمُ الْكُفْرَ قَالَ مَنْ أَنْصَارِي إِلَى اللَّهِ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ نَحْنُ أَنْصَارُ اللَّهِ آمَنَّا بِاللَّهِ وَاشْهَدْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ } .آل عمران: 52.
وقال تعالى: { وَإِذْ أَوْحَيْتُ إِلَى الْحَوَارِيِّينَ أَنْ آمِنُوا بِي وَبِرَسُولِي قَالُوَا آمَنَّا وَاشْهَدْ بِأَنَّنَا مُسْلِمُونَ }المائدة: 111.
والإسلام الخاص: هو الدين الذي جاء به النبي محمد صلى الله عليه وسلم و حيا من الله.
قال صلى الله عليه و آله وسلم: (الْإِسْلَامُ أَنْ تَشْهَدَ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللهِ، وَتُقِيمَ الصَّلَاةَ، وَتُؤْتِيَ الزَّكَاةَ، وَتَصُومَ[شهر] رَمَضَانَ، وَتَحُجَّ الْبَيْتَ إِنِ اسْتَطَعْتَ إِلَيْهِ سَبِيلًا).
تعريف الاِسلام عند آل بيت محمد (ص)
ففي رواية عن الإمام الصادق عليه السلام:) الإسلام هو الظاهر الذي عليه الناس: شهادة أن لا إله إلاّ الله وحده لا شريك له وأنّ محمّـداً عبـده ورسوله ، وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة وحجّ البيت وصيام شهر رمضان .
وعن سماعة قال: قلت لأبي عبـد الله عليه السلام) : أخبرني عن الإسلام والإيمان أهما مختلفان ؟
فقال : إنّ الإيمان يشارك الإسلام والإسلام لا يشارك الإيمان .
فقلت : فصفهما لي .
فقال : الإسلام شهادة أن لا إله إلاّ الله والتصديق برسول الله( ص) ، به حقنت الدماء وعليه جرت المناكح والمواريث وعلى ظاهره جماعة الناس .
والإيمان الهدى وما يثبت في القلوب من صفة الإسلام وما ظهر من العمل به.
( أصل الإسلام هو "كلمة لا اله اِلا الله" وهي عين الذكر) الشيخ حسين أنصاريان، العرفان الإسلامي ج2، ص، 33
وعن حمران بن أعين ، عن أبي جعفر (عليه السلام) ، قال : (سمعته يقول : الإيمان ما استقرّ في القلب وأفضى به إلى الله عزّ وجلّ ، وصدّقه العمل بالطاعة لله ، والتسليم لأمره .
والإسلام ما ظهر من قول أو فعل وهو الذي عليه جماعة الناس من الفرق كلّها وبه حقنت الدماء وعليه جرت المواريث وجاز النكاح واجتمعوا على الصلاة والزكاة والصوم والحجّ ، فخرجوا بذلك من الكفر وأُضيفوا إلى الإيمان .
( وللإمام الصادق (عليه السلام) في هذا الخصوص بحثٌ جاء ضمن رسالته الجوابية على سؤال (عبـد الرحيم قصير) ، فقد كتب يقول : ( الإيمان هو: الإقرار باللسان وعقد في القلب وعملٌ بالأركان ، والإيمان بعضه من بعض ، وهو دارٌ وكذلك الإسلام دارٌ والكفر دارٌ ; فقد يكون العبد مسلماً قبل أن يكون مؤمناً ولا يكون مؤمناً حتّى يكون مسلماً ، فالإسلام قبل الإيمان وهو يُشارك الإيمان ; فإذا أتى العبد كبيرة من كبائر المعاصي أو صغيرة من صغائر المعاصي التي نهى الله عزّ وجلّ عنها كان خارجاً من الإيمان ، ساقطاً عنه اسم الإيمان وثابتاً عليه اسم الإسلام ، فإن تاب واستغفر عادَ إلى دار الإيمان ولا يخرجه إلى الكفر إلاّ الجحود والاستحلال ، أن يقول للحلال: هذا حرام ، وللحرام: هذا حلال ، ودانَ ذلك فعندها يكون خارجاً من الإسلام والإيمان داخلاً في الكفر ، وكان بمنزلة من دخل الحرم ثمّ دخل الكعبة وأحدث في الكعبة حدثاً فأُخرج عن الكعبة وعن الحرم فضُربت عُنُقُهُ وصار إلى النار).
(الشهيد الثاني ونقلاً عن المحقّق الطوسي كتب يقول ما مفاده : يوجد ثلاثة أركان للإيمان عند الشيعة : التصديق بوحدانية الله ، والعدل الإلهي ، ونبوّة الأنبياء (ع) وإمامة الأئمة الأطهار (ع) .
الايمان عند الشهيد الثاني لا يجوز التقليد فيه و اكد أن معرفة الله عز وجل من الأمور التي يدركها العقل.
(إنّ الإسلام إذا كان يُقصد منه الإسلام الكامل ففي هذه الصورة سوف يتحد مع الإيمان في المفهوم ، وأمّا إذا كان يُقصد به ذلك المقدار الذي اعتبره الشارع كافياً لصدق كون الشخص مسلماً فبالطبع أنّ الإيمان في هذه الحالة سوف يكون أعمّ منه).
أمير المؤمنين: الجملة مركبة من: أمير، و المؤمنين.
ما معنى أمير: يقصد بها تسييس الناس .
أما عندما نقول أمير المؤمنين علي (ع) لا يقصد بها تسييس ــ ليست السلطنة ــ الناس و لكن يقصد بها إمام المؤمنين علي (ع).فالفرق شاسع بين التسييس و الإمامة. فالتسييس تنصيب ارضي أما الإمامة تنصيب سماوي قال تعالى في ابراهيم {إني جاعلك إماما }.
من هم المؤمنين؟: هم الذين شايعوا عليا (ع) يوم أطاحت به السقيفة، فبقوا على عهدهم و وعدهم وبيعتهم ــ بيعة غدير خم ــ و لم يبدلوا تبديلا عن إمامته (ع)؛ و أمّا الذين أسقطوا خلافة أمير المؤمنين علي (ع) و من شايعهم ليسوا بمؤمنين لأنهم نكثوا بيعتهم التي تمت في غدير خم أن عليا (ع) مولى لهم و كانت يد رسول الله فوق أيديهم.
قال تعالى {فَإِنْ تَوَلَّيْتُمْ فَمَا سَأَلْتُكُمْ مِنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِيَ إِلاَّ عَلَى اللَّهِ وَأُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْمُسْلِمِينَ}. يونس 72
إمامة أمير المؤمنين علي (ع) ركن من أركان الإيمان، ومن لم يعتقد بإمامة أمير المؤمنين علي (ع) فهو مسلم و الله اعلم.
( أين هو الصراط المستقيم الذي يوصل الى الحياة الحرة الكريمة؟!.
اِنه الإمام الذي يهدي الإنسان و يحدد له الطرق التي يجب أن لا يتجاوزها، و يعلمه أساليب الحذر من أحابيل الخطر.
الأمام الحق هو الذي يفتح أمام عين الإنسان و فكره حقائق الدين و المعرفة الإلهية، فينتهل من نميرها العذب الطاهر الهنيء، ليخلد في هذه الدنيا مكرما، و يحشر في الآخرة مبيضا وجهه، قريرة عينه، مبتهجا بما اجتباه في دنياه من عمل صالح، فيسلك به إلى الجنة و الكرامة الخالدة.
اِنه الإمام الذي يهدي الناس إلى الخير و المعروف و الصلاح، و يبعدهم عن الشر و المنكر و الفساد). المقنع في الإمامة. ص .10
تعريف بن باز للإسلام
(الإسلام: هو الاستسلام لله والخضوع له بفعل أوامره وترك نواهيه، هذا هو الإسلام{ إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الإِسْلامُ} آل عمران:19 الإسلام يعني: الانقياد والذل لله بتوحيده والإخلاص له، وطاعة أوامره وترك نواهيه، هذا هو الإسلام، ومن ذلك: أداء الصلاة.. أداء الزكاة.. صوم رمضان.. حج البيت.. بر الوالدين.. صلة الرحم.. ترك المعاصي كلها داخلة في الإسلام، وسمي دين الله إسلامًا؛ لأنه ذل لله وانقياد لطاعته وترك لمعصيته فلهذا قيل له: الإسلام، يقال: أسلم فلان لفلان يعني: ذل له وانقاد لأوامره، فالإسلام: هو الانقياد لأوامر الله والطاعة لأوامر الله عن خشوع وعن ذل وعن انكسار وعن رغبة فيما عند الله مرضاة له) .
ايها القارئ المحترم عندما تقرأ تعريف الإسلام عند آل بيت محمد (ص) و عند الوهابية ماذا تستخلص؟ أقول لك من التعاريف المذكورة أن آل بيت النبي عرفوا الإسلام قبل بن باز بحوالي 15 عشر قرنا و لا يوجد اِختلاف في التعريفين.
الفرق بين الشيعة و الوهابية: فالشيعة لا تكفر المسلمين، و لكن الوهابية تكفر المسلمين، و تقتلهم على أنهم كفار.
هل تعريف الأئمة للإسلام يتناقض مع القرآن و تعريف الرسول(ص) له؟.
ما دام تعريف بل باز "الوهابي" لا يتناقض مع تعريف الأئمة (ع). لماذا الكاتب الوهابي يقول: أن الشيعة خطر على الدين الإسلامي؟. و اِذا كانت الشيعة بتعريفهم خطر على الإسلام، بل باز الوهابي أيضا له نفس التعريف؛ فيكون خطر على الدين الإسلامي و من اعتقد بعقيدته.
و المعروف عقلا و شرعا أن الإسلام هو التوحيد، قول: لا اله الا الله، و لينتمي إلى الإسلام المحمدي قول: محمد رسول الله. فيكون دين الإسلام: أشهد أن لا اله الا الله وحده لا شريك له و أشهد ان محمدا عبده ورسوله.
أما اِذا كانت الوهابية لهم دين ظاهري و دين باطني. فالدين الإسلام الظاهري عندهم قول اشهد ان لا اله الا الله و اشهد أن محمد رسول الله، و الدين الباطني عندهم تقديس محمد بن عبد الوهاب، و الغلو فيه. نعم في هذه الحالة فالرافضة خطر على دين محمد بن عبد الوهاب ــ الصهيو ابراهيمي ــ المبتدع من طرف المخابرات البريطانية؛ بفتاوى محمد بن عبد الوهاب دمرت الدول العربية و سبيت النساء المسلمات المحمديات أحلت فروجهن للاِغتصاب.
فتستغل الرافضة كل فرصة متاحة لكشف خطط عملاء الغرب الذين وظفوا محمد بن عبد الوهاب لضرب الإسلام المحمدي الحقيقي.
تهمة سليمان شقيق محمد بن عبد الوهاب.
الشيخ سليمان بن عبد الوهاب شقيق محمد بن عبد الوهاب ، يتهمه [ محمد بن عبد الوهاب] بأنه قد أحدث من البدع والضلال والعقائد الزائغة اِتهاما شديدا، ويقبح كل ما يفعله، أو ما يدعوا ليه، و لم يتبعه في شئ مما ابتدعه.
و سأل سليمان أخوه محمد بن عبد الوهاب: كم أركان الإسلام، فكان جواب محمد بن عبد الوهاب: خمسة: فقال: " أنت جعلتها ستة والسادس إن لم يتبعك فليس بمسلم هذا عندك رکن سادس للإسلام".
و عندما اتسع الشق في العقيدة بين سليمان بن عبد الوهاب و أخيه محمد بن الوهاب، و خاف ان يفتي بكفره و يحل دمه خرج الى المدينة متسترا خائفا.
سأله رجل معارضا لمحمد بن عبد الوهاب: كم يعتق الله تعالى في كل ليلة من رمضان؟. كان جوابه: يعتق في كل ليلة مائة ألف أي كما في رواية، وفي آخر ليلة يعتق مثل ما أعتق في الشهر كله.
فقال له: لم يبلغ من اتبعك عشر عشر ما ذكرت فمن هؤلاء المسلمون الذين يعتقهم الله تعالى وقد حصرت المسلمين فيك وفيمن تبعك. {فبهت الذي كفر} البقرة 258
ماذا يقصد الكاتب الوهابي بالدين الاِسلامي؟
كلمة إسلامي . عندما يقال 'مفكر إسلامي' هنا نجد "الياء النسبة" المفكر بالنسبة الى الإسلام، يقصد به مفكر خاص بدين الإسلام. دولة إسلامية: دولة خاصة بالإسلام أي تطبق قوانين خاصة بالإسلام.
الدين الإسلامي: هو: الدين بالنسبة الى الإسلام.
ماذا يقصد الكاتب بكلمة إسلامي:
هل يقصد بها الإسلام العام؟، تصبح الجملة على الصيغة التالية: الدين بالنسبة إلى الإسلام العام و هذا لا يعنينا لأنه خاص بجميع الأنبياء قبل رسول الله.
أما اِذا قصد به التعريف الخاص بمحمد فجملة تطلب تخصيصا أدق: فتكون الجملة على الصيغة التالية الدين بالنسبة الى الإسلام الذي أنزل على محمد (ص). الدين بالنسبة الى الإسلام المحمدي.
أما إذا قصد به و هذا هو المقصود الباطني من وراء كلام الكاتب دين الإسلام بالنسبة إلى محمد بن عبد الوهاب . فتكون الصيغة التالية: دين الاسلام الوهابي الذي أضاف إليه الركن السادس؛ فكل من لم يعتقد بالركن السادس فهو كافر خارج عن ملة الإسلام الوهابي.
فأمير المؤمنين علي بن أبي طالب (ع) منذ السقيفة يجاهد بلسانه و قلمه ليحافظ على دين الإسلام الصحيح الذي أتى به محمدا(ص) وحيا من الله، و يقوِّم كل اِعوجاج أراده خلفاء السقيفة و من بعدهم من بني أمية، فأبطل الكثير من البدع للأبي بكر و عمر بن الخطاب و عثمان بن عفان.
ومن بعد علي (ع) الأئمة (ع) قد قدموا أرواحهم فداءا لدين جدهم الصحيح، وخير دليل الإمام الحسين (ع) أزهقت روحه وسبيت نساءه على أن يبايع يزيد الدعي بن الدعي حفيد الدعي.
ثم اخذ من بعدهم الشيعة لواء كشف خطط الوهابية ــ الصهيو ابراهيمية ــ المدمرة للعقيدة الإسلامية المحمدية و محاربة إرادة مسح على وجه الأرض آثار رسول الله (ص).
كيف للرافضة التي أفْدت روحها للإسلام و أفْنت جسدها ليبقى كما انزله الله على محمد (ص) تكون خطرا عليه! . نعم فهي خطر على دين الوهابية الذي فجر جميع المسلمين بدون استثناء مرضاة للصهيوأمريكي.
فتحالف الشريف حسين و أبريطانيا، كان الهدف منه تفكيك الإمبراطورية العثمانية، و طمعا في توحيد العرب، أما تحالف أبريطانيا مع الوهابية الهدف منه إطاحة بالشريف حسين، و تشويه الإسلام، ثم تقسيم جغرافيا الأمة الإسلامية إلى ذرات جغرافيا؛ قد تم استدمار الأرض العربية من طرف الدول الأروبية، بعد ذلك اِنتشرت الوهابية بالتغطية البريطانية في الجغرافيات العربية لتفجير العقل المسلم بسلوكيات الوهابية، و لتطويعه، بالذبح، بالدفن حيا...، بعد ذلك تركيب إدراك العربي بعقيدة الصهيو الاِبراهمية ثم قابلية التطبيع مع الكيان الصهيوني.
الوهابية أوكلت لها مهمة إخضاع الناس بالفتوى على الطلب و تفجير الناس، و تكفير الدول العربية التي تدين بالإسلام، و استدمار النفس البشرية المسلمة المحمدية لإخضاعها لإرادة الصهيو الاِبراهيمية العالمية. أما أبريطانيا دورها ترعى و تحمي الحكومات التي تتبنى الوهابية كعقيدة مقابل هذه الحماية تنازلات عقائدية، تحريف القرآن، بث التطرف بين المسلمين و السماح للصهيونية أن تحتل فلسطين و باقي الدول العربية بما في ذلك بعض من أراضي السعودية.
كفرت الوهابية جميع المسلمين سنة كانت ام شيعة اِلا من تاب! و اعتقد بعقيدتهم.
في كتاب الله الكريم الكثير من الآيات تحث على طاعة رسول الله و منها.
{وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ ۚ فَإِن تَوَلَّيْتُمْ فَإِنَّمَا عَلَىٰ رَسُولِنَا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ} التغابن 12
{ يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله ورسوله ولا تولوا عنه وأنتم تسمعون * ولا تكونوا كالذين قالوا سمعنا وهم لا يسمعون}.الأنفال ،21.20

{ويقولون آمنا بالله وبالرسول وأطعنا ثم يتولى فريق منهم من بعد ذلك وما أولئك بالمؤمنين * وإذا دعوا إلى الله ورسوله ليحكم بينهم إذا فريق منهم معرضون}. النور 47. 48

{قُلْ أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَۖ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّمَا عَلَيْهِ مَا حُمِّلَ وَعَلَيْكُمْ مَا حُمِّلْتُمْ ۖ وَإِنْ تُطِيعُوهُ تَهْتَدُواۚ وَمَا عَلَى الرَّسُولِ إِلَّا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ} النور 54
فطاعة الله تتمثل في تطبيق القرآن الذي أنزله على محمد (ص) فيه تبيان لكل شيء، ومحمد (ص) بلغه بلسانه العربي الى كافة الناس من قريش و غيرهم.
اذا أطعت القرآن حتما تطع محمد رسول الله، إذا أطعت محمد رسول الله حتما تطع أمير المؤمنين نفس رسول الله، و إذا أطعت أمير المؤمنين حتما تطع القرآن.
فطاعة الله من طاعة رسول الله، و طاعة رسول الله (ص) من طاعة أمير المؤمنين علي بن ابي طالب (ع)، طاعة أمير المؤمنين علي بن ابي طالب من طاعة القرآن.
و في الكثير من الآيات القرآنية الذكر هو القرآن.
ما معنى الذكر؟:
(هو معرفة النفس معرفة الله معرفة الكون، إضافة إلى المعرفة الحقيقية للعلاقة التي تربط الاِنسان بالله و بالكون).
الاِمام الباقر يصنف قراء القرآن على ثلاثة أنواع:
(رجل قرأ القرآن فاتخذه بضاعة واستدرّٙ به الملوك، و استطال به على الناس.
رجل قرأ القرآن و حفظ حروفه، و ضيع حدوده، و أقامه إقامة القدح، فلا كثر الله هؤلاء من حملة القرآن.
رجل قرأ القرآن فوضع دواء القرآن على داء قلبه ، فأسهر به ليله، وأظمأ به نهاره، و قام به في مساجدهُ، و تجافى به عن فراشه، فبأولئك يدفع الله العزيز الجبار البلاء، و بأولئك يديل الله عز و جل من الأعداء، و بأولئك ينزل الله عز و جل الغيث من السماء، فو الله لهؤلاء في القرآن أعز من الكبريت الأحمر) العرفان الاِسلامي ص.37
أيها الوهابي الذي تتهم الشيعة أنهم خطر على الإسلام، هل وجدت شيعي واحد اِستدر بالقرآن الملوك؟، هل وجدت شيعي واحد استطال بالقرآن على الناس؟.و لكنكم "الوهابية" جعلتم القران تسترزقون به تحلون الحرام و تحرمون الحلال ، وتتقربون به الى السلطان لتثبيته على الكرسي بفصل الرؤوس عن الأجساد بالسيوف في محاكمكم، تفجرون أجساد الناس بالقنابل كمرتزقة، تستطيلون بالقران على الناس كأنكم أربابا تضِيفون ما تشاءون إلى القرآن ما يخدم عقيدتكم الصهيو انجليزية، تنزعون الروح من كلمة الله ــ الانسان ــ عن الأجساد؛ هل تعلم، أن نزع الروح من أي مخلوق هي من اِختصاص الواحد الأحد الصمد، هل تعلم عندما تريد أن تذبح شاة تطلب الإذن من خالق هذه الشاة فتقول "باسم الله الرحمن الرحيم" و اِن لم يذكر اسم الله عند ذبحها لا يحل لك أكلها لأنك لم تطلب الإذن من خالق الشاة، هذا في الحيوانات و ما بالك في كلمة الله ــ الاِنسان ــ ليس لك الحق و محرم عليك أيها الوهابي أن تزهق روح من يقول كلمة الاِسلام " لا اله الا الله".
عن علي بن ابي طالب حين اعطاه النبي (ص) الراية يوم خيبر صرح: ( يا رسول الله على ماذا أقاتل الناس؟ قال (ص) قاتلهم حتى يشهدوا ان لا اله الا الله و ان محمد رسول الله ، فإذا فعلوا ذلك فقد منعوا منك دمائهم).
ياااا الوهبي ينطق المسلم بالشهادتين وانتم تنحرونه كالبكمة لا تبالون بما يقول.
الذكر: كما قلت معرفة النفس معرفة الله معرفة الكون و معرفة العلاقة التي تربط النفس بالله، و معرفة العلاقة التي تربط النفس بالكون، و معرفة العلاقة التي تربط الكون بالله.
هل في عقيدة الوهابية تعريف العلاقة التى تربط النفس بالنفس ، و العلاقة التي تربط النفس بالله، و العلاقة التي تربط النفس بالكون؟.
العلاقة التي تربط النفس بالنفس عند الوهابية هي نزع الروح من كلمة الله ــ الاِنسان ــ.
ما هي العلاقة التي تربط النفس بالله عند الوهابية؟: هي إخراج الإنسان من الإسلام ــ قول لا اله إلا الله ــ و محاربة الإسلام الحقيقي الذي جاء به محمد رسول الله وحيا من الله، و وضع العقيدة الوهابية بدل منه. ما هي علاقة الاِنسان بالكون؟: هي تدميره، و ان كان غير ذلك ما هي العلاقة اِذن؟، فاِن لم تجد العلاقة التي تربط الاِنسان بالكون في كتب الوهابية، أنصحك أن تتجه نحو كتاب نهج البلاغة لأمير المؤمنين علي بن ابي طالب (ع) بعقل يبحث عن الحقيقة، و متدبرا ستجد فيه ما يثلج قلبك، و يعيد عقلك الى طريق الحق طريق النبي محمد (ص) و الاِمام علي (ع).
تنبيه: كثير من الناس اِرتدت عن الإسلام ــ أصبحوا مسيحيين، ومنهم ملحدون و البعض الأخر اِجتهد فركب سفينة النجاة مستبصرا، انا واحد من المستبصرين ؛ عندما شاهدت سلوكيات الوهابية من نحر المسلم، و تفجيره، و تدمير العمران, و تهجير الناس من أوطانهم، و سبي المسلمات و اللواط في الأطفال... بدأت ابحث عن الحقيقة فوجدت أن الوهابية لا دين لهم.
قال أمير المؤمنين علي بن ابي طالب (ع).
( وأعلموا أن هذا القرآن هو ناصح الذي لا يغش، و الهادي الذي لا يضل، و المتحدث الذي لا يكذب، و ما جلس هذا القرآن أحد الا قام عنه بزيادة أو نقصان ــ زيادة في هدى، أو نقصان من عمى ــ فأستشيفوه من أدوائكم، استعينوا به على لأوائكم، فاِن فيه شفاء من أكبر داء) نهج البلاغة
في يوم رزية الخميس عمر رفض أمر رسول الله عندما قال (ص) للحاضرين ائتوني بكتاب أكتبْ لكم كتابًا لا تضلوا بعده، فقال عمر اِنه يهجر به الوجع.
فرواه في كتاب العلم، باب كتابة العلم، بسنده عن عبيد الله بن عبد الله (أي ابن عتبة بن مسعود) عن ابن عباس قال:( لما اشتدَّ بالنبي صلى الله عليه وسلم وجَعُه قال: ائتوني بكتاب أكتبْ لكم كتابًا لا تضلوا بعده.
قال عمر: إن النبي صلى الله عليه وسلم غلبه الوجع، وعندنا كتابُ الله حسبنا. فاختلفوا، وكثر اللغط. قال: قوموا عني، ولا ينبغي عندي التنازع.
حسب النص ان عمر تجاهل النبي محمد (ص) لأنه لم يعد نبيا عنده لان المرسل من عند الله سيموت، أي توقف الوحي.فالعلاقة التي تربط الله بمحمد هي الوحي قد توقف.
كيف الذي تجاهل صاحب الكتاب، يقول بكتابه؟!.
فخرج ابنُ عباس يقول: (إنَّ الرزية كلّ الرزية ما حال بين رسول الله صلى الله عليه وسلم وبين كتابه).
روى بن حزم عن الرباض بن سارية: آنه حضر رسول الله (ص) يخطب الناس و يقول: ( أيحسب أحدكم متكئا على أريكته، قد يظن أن الله تعالى لم يحرم شيئا اِلا ما في القرآن، ألا و الله قد أمرت و وعضت و نهيت عن أشياء، إنها لمثل القرآن).
نجد في امتناع عمر أن يطبق أمر رسول الله (ص) رفضا قاطعا لكلام الله لأنه لم يطع رسول الله (ص).
(ومن رفض كلام رسول الله قد رفض كلام الله. قال تعالى: { وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى * إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى } النجم: 3، 4. يرى المفسرون ان هذه الآية حكم عام في ما ينطق به رسول الله (ص) سواء كان قرآنا او غيره ( والأصل في العموم أن يبقى على عمومه ولا يُخصَّصَ إلا بدليل).
قال الغزالي: (وقول رسول الله صلى الله عليه وسلم حجَّة؛ لدلالة المعجزة على صدقه، ولأمر الله تعالى إيَّانا بإتباعه، ولأنه لا يَنطق عن الهوى، إن هو إلا وحي يُوحى، لكنَّ بعض الوحي يُتلى فيُسمَّى كتابًا، وبعضه لا يُتلى، وهو السنَّة).
قال القرطبي: (وفيها أيضًا دلالة على أن السنَّة كالوحي المنزَّل في العمل).
هذا الرفض كان سابقة خطيرة على الإسلام الفتي وعلى وحدة المسلمين، فأصبح كل شخص يصعد منبر رسول الله (ص) و يتكلم باِسم الإسلام، و يفتي حسب هواه و الطلب و يبتدع في الدين. فأنقسم المجتمع الإسلامي الفتي الى فرقتين: فرقة السقيفة و شيعتها ( المدنية: فصل الدين عن الحكم، تطبيق إرادة القبيلة، استحمار العقل: حمل افكار وعادات الجاهلية و تطبيقها، توقيف النهوض الاِجتماعي على أسس إسلامية، و فرقة أمير المؤمنين علي (ع) و شيعته ( الدينية: تثبيت الدين في الحكم، تطبيق إرادة الله، تحرير العقل: حمل أفكار مستنيرة لاِستمرار نهضة المجتمع حضاريا على أسس البناء الاجتماعي الإسلامي الذي وضعة رسول الله محمد (ص) و كلف به عليا (ع) في غدير خم.
﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالأَنصَابُ وَالأَزْلاَمُ رِجْسٌ مِّنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ * إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَن يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاء فِي الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ وَيَصُدَّكُمْ عَن ذِكْرِ اللّهِ وَعَنِ الصَّلاَةِ فَهَلْ أَنتُم مُّنتَهُونَ * وَأَطِيعُواْ اللّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَاحْذَرُواْ فَإِن تَوَلَّيْتُمْ فَاعْلَمُواْ أَنَّمَا عَلَى رَسُولِنَا الْبَلاَغُ الْمُبِينُ﴾. المائدة 90 91 92
(وفي "مسند أحمد" و"سنن أبي داود" و"النسائي" و"الترمذي" أنّ عمر (وكان يكثر من الخمر كما جاء في تفسير "في ظلال القرآن لسيد قطب) كان يدعو الله أن ينزل حكماً واضحاً في الخمر، وعندما نزلت الآية (219) من سورة البقرة (يسألونك عن الخمر والميسر...) قرأها رسول الله (ص)، ولكنّه ظل يكرر دعاءه ويطلب مزيداً من التوضيح حتى نزلت الآية (43) من سورة النساء: (يا أيّها الذين آمنوا لا تقربوا الصّلاة وأنتم سكارى) فقرأها رسول الله (ص) أيضاً، غير أنّه إِستمر في دعاءه، حتى نزلت الآية التي نحن بصددها[ المائدة 90 ، 91 ، 92 ] موضحة الحكم بشكل كامل، وعندما قرأها رسول الله (ص) على عمر، فقال: انتهينا انتهينا!).
{وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تَذْبَحُواْ بَقَرَةً قَالُواْ أَتَتَّخِذُنَا هُزُوًا قَالَ أَعُوذُ بِاللَّهِ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِينَ}. البقرة 67
}قَالُواْ ادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُبَيِّن لَّنَا مَا هِيَ قَالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّهَا بَقَرَةٌ لاَّ فَارِضٌ وَلاَ بِكْرٌ عَوَانٌ بَيْنَ ذَلِكَ فَافْعَلُواْ مَا تُؤْمَرُونَ} البقرة 68
} قَالُواْ ادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُبَيِّن لَّنَا مَا لَوْنُهَا قَالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّهَا بَقَرَةٌ صَفْرَاء فَاقِعٌ لَّوْنُهَا تَسُرُّ النَّاظِرِينَ البقرة 69
قَالُواْ ادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُبَيِّن لَّنَا مَا هِيَ إِنَّ الْبَقَرَ تَشَابَهَ عَلَيْنَا وَإِنَّا إِن شَاء اللَّهُ لَمُهْتَدُونَ}. البقرة 70
{قَالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّهَا بَقَرَةٌ لاَّ ذَلُولٌ تُثِيرُ الأَرْضَ وَلاَ تَسْقِي الْحَرْثَ مُسَلَّمَةٌ لاَّ شِيَةَ فِيهَا قَالُواْ الآنَ جِئْتَ بِالْحَقِّ فَذَبَحُوهَا وَمَا كَادُواْ يَفْعَلُونَ}. البقرة 71
تدبر موقف عمر من تحريم الخمر و موقف قوم موسى من ذبح البقرة
وما حصل من غفلة كثير من عوام المسلمين
تعريف كلمة غفلة.
غفلة: مصدر غفل يغفل غفولا.
اغفلت الشيء: تركته غفلا و أنت له ذاكرا.
التغافل و التغفل: تعمد الغفلة.
اصطلاحا:
قيل متابعة النفس على ما تشتهيه.
قيل الغفلة عن الشيء: هي أن لا يخطر ذلك على باله.
قيل الغفلة: غيبة الشيء عن بال الاِنسان و عدم تذكر له.
الغفلة: ترك باِختيار الغافل.
قال الاِمام الصادق (ع): (من رعى قلبه عن الغفلة، و نفسه عن الشهوة، و عقله عن الجهل فقد دخل ديوان المنتبهين. ثم من رعى علمه عن الهوى، و دينه عن البدعة، و ماله عن الحرام، فهو في جملة الصالحين).
( اِن الغفلة بالنسبة للقلب هي من أخطر العوامل و أجملها، لأن القلب الغافل هو القلب البعيد عن الوحي و الاِلهام، و البعيد عن أوامر الأنبياء، و الأولياء، و الأئمة، و الحكماء الألهيين).العرفان الآسلامي. ص.127
يعرف الاِمام الصادق القلب في أعرابه، حيث يقول للقلب أربعة علامات (ع): رفع القلب، فتح القلب، خفض القلب، وقف القلب.
· رفع القلب في ذكر الله.
· فتح القلب في الرضا عن الله
· خفض القلب في الاِشتغال بغير الله
· وقف القلب في الغفلة عن الله. و اِذا غفل عن ذكر الله كيف تراه بعد ذلك موقوفا محجوبا قد قسا و اظلم منذ فارق نور التعظيم.
علامات الرفع ثلاثة أشياء: وجود الموافقة، فقد المخالفة، دوام الشوق.
علامات الفتح ثلاثة أشياء: التوكل، الصدق، اليقين
علامات الخفض ثلاثة أشياء: العجب، الرياء، الحرص.
علامات الوقف ثلاثة أشياء: زوال حلاوة الطاعة، عدم مرارة المعصية، التباس علم الحلال بالحرام.
فغفلة القلب من زوال حلاوة الطاعة، عدم مرارة المعصية، التباس علم الحلال بالحرام.
ما سبب غفلة القلب: زوال حلاوة الطاعة؛عدم معرفة الله يؤدي الى الجهل به، و بصفاته، أسمائه، أفعاله, و نواهيه, قتل النفس المؤمنة بغير حق من أعظم الكبائر, و فعل القتل من قسوة القلب، وقسوة القلب من الغفلة.
فإن قتل النفس بغير وجه حق، من أعظم الذنوب وأكبر الكبائر، وقد نهى الله تعالى عن قتلها في كتابه الكريم قال تعالى:} وَلا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ}الإسراء:33.
وثبت في الصحيحين عن أبي هريرة: أن رسول الله (ص) قال: (اجتنبوا السبع الموبقات)، قالوا: يا رسول الله، وما هن؟, قال: (الشرك بالله، والسحر، وقتل النفس التي حرم الله إلا بالحق، وأكل الربا، وأكل مال اليتيم، والتولي يوم الزحف، وقذف المحصنات المؤمنات الغافلات).
:} وَلا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ}الإسراء:33
ما معنى النفس: روح الإنسان.
معنى بالحق: هو برخصة من الله.
حرام على الإنسان أن ينزع روح المخلوقات الا برخصة من الله.
في الحيوانات قد رخص الله للمسلم ان ينزع روحها تذكية أن تقول: باسم الله الرحمان الرحيم.
بالنسبة للإنسان لم يرخص الله ان تنزع روحه، قال الله{ حرّم الله}:وصف بدون تقييد أي حرمة قتل النفس لأي إنسان و في جميع الشرائع، الا لسبب شرعيا ــ كافر يعتدي على مسلم ــ أو من ارتكب كبيرة من الكبائر: كفرا ردة زنا ...
(فمن قتل مسلماً متعمداً قَتْلَه، فإنه ينتظره من الوعيد ما ذكره الرب عز وجل في قوله {:وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِناً مُتَعَمِّداً فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِداً فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَاباً عَظِيماً } النساء 93)
ايها الوهابي، هل تدبرت القرآن بعيدا عن تأثيرات محمد بن عبد الوهاب و التكفيريين، فلك هذا من الرافضة التي تتهمهم بأنهم خطر على الإسلام، فتعلم منهم حب الحياة كما أرادها الله .( }وَلاَ تَقْتُلُواْ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلاَّ بِالْحَقِّ} إن الله حرّم قتل النفس، لأنّه اعتبر الحياة أمانةً عند صاحبها وعند الناس الآخرين، فلا يجوز للإنسان قتل نفسه، لأن الله لم يمنحه الحرية في ذلك، كما لا يجوز له الاعتداء على حياة الآخرين، لأن الله لم يجعلها مباحةً لأحدٍ، لأنه ـ سبحانه ـ يريد للحياة أن تعيش آمنةً مطمئنةً، في نطاق نظامٍ قويٍّ متكامل، يعيش كل أفراده مسؤولية الحفاظ على الحياة، من خلال خوف الله ومحبته، فذلك ما يمكن أن يحفظ للحياة أمنها وطمأنينتها، لأنه يؤكدها على قاعدةٍ ثابتةٍ مستقرّةٍ لا مجال فيها للاهتزاز والتلوّن ما دام الإيمان حيّاً في قلب الإنسان، ولذلك كانت عقوبة القتل العمد الذي ينطلق من خيانة أمانة الحياة الخلود في نار جهنم، ولم يستثن إلا الحالات التي يفرض فيها النظام العام الذي يراد منه الحفاظ على الحياة كالقصاص، والحد الشرعي في الجرائم التي تخلُّ بأمن الناس وشرفهم وكرامتهم وحريتهم).محمد حسين فضل الله
قد اِرتكبت أيها الوهابي أحد الموبقات بقتلك للمسلم متعمدا، بتفجير عباد الله في الأسواق باِستعمال المتفجرات. ماذا فعل لك الرضيع الذي تحمله والدته أو والده في السوق فرحين به، و هما من الموحدين؟، ماذا فعل لك الشيخ المسلم الذي يمشي متعكزا يذكر في قلبه الشهادتين مقلدا للآذان متجها نحو المسجد لأداء الصلاة المفروضة، {وَاذْكُرْ رَبَّكَ فِي نَفْسِكَ تَضَرُّعًا وَخِيفَةً وَدُونَ الْجَهْرِ مِنَ الْقَوْلِ بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ وَلَا تَكُنْ مِنَ الْغَافِلِينَ }، ماذا فعلت لك اِمرأة حامل أتاه المخاض متجهة نحو المستشفى وهي في الطريق تذكر الله أن يمنحها القوة. ماذا فعل لك الشجر المصفوف على الطريق وهو يسبح الله الذي خلقه فتقوم بتفجيره، ماذا فعل لك العمران الجامد فتقوم بتدميره. قال تعالى:{ وَإِذَا الْمَوْءُودَةُ سُئِلَتْ بِأَيِّ ذَنْبٍ قُتِلَتْ }، و هذه الأرواح التي أزهقتها ستسألك يوم القيامة باي ذنب زهقت. ماذا يكون جوابك حينها أيها الوهابي؟. تدبر و لا تستخشن عقلك، اِن الحياة لا تدوم.
ومن لم يتعظ بحديث رسول الله: (اجتنبوا السبع الموبقات)؛ و لم يتعظ بقول الله { وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى * إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى }، فهو في غفلة، قال تعالى: {أُولَئِكَ الَّذِينَ طَبَعَ الله عَلَى قُلُوبِهِمْ وَسَمْعِهِمْ وَأَبْصَارِهِمْ وَأُولَئِكَ هُمُ الْغَافِلُون}، قال تعالى: { وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيرًا مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ لَهُمْ قُلُوبٌ لَا يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لَا يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لَا يَسْمَعُونَ بِهَا أُولَئِكَ كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُولَئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ} الأَعراف 180
يتبين من قوله تعالى في الآية: { وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيرًا مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ لَهُمْ قُلُوبٌ لَا يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لَا يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لَا يَسْمَعُونَ بِهَا أُولَئِكَ كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُولَئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ}، قد شبه الله الجن و الإنس كالأنعام لتعطيلهم حواس المعرفة؛ أن كثيرًا ممن خلق الله من الجن والإنس سيدخلون جهنم بسبب تعطيلهم نعمة أدوات الإدراك، من عقل، و سمع، و بصر، لهم قلوب لكن لا يفقهون بها (أي عطلوها) وأعين لكن لا يُبصرون بها (أي عطلوها )، لا يميِّزون بها بين الحق والباطل، ولهم آذان كذلك عطلوها لا يسمعون بها، لا يستمعون النصيحة والكلام الطيب، فهذا التعطيل لحواس الإدراك أدى بهم ــ الاِنس و الجن ــ الى الغفلة.
التعريف المختصر الغفلة هي: تعطيل نعمة التدبر ــ القلب، الأذن، ألبصر ــ في ملكوت الله.
قال الوهابي (وما حصل من غفلة كثير من عوام المسلمين):
الوهابي يتهم المسلمين السنة الأشاعرة أنهم عوام لا يتدبرون القرآن ولا يتدبرون الكون، ولا يتدبرون نداء الحق، و وضع في سلة واحدة الإنسان السني والجن في خانة