مصطفى الهادي
07-09-2021, 04:40 PM
اقوى أدلة التحريف.من وما هو النور؟
مصطفى الهادي.
قال تعالى : (إنا أنزلنا التوراة فيها هدى ونور).(1) (وآتيناه الإنجيل فيه هدى ونور).
كثيرا ما تستوقفني هذه الآية واسأل نفسي : اين الهدى والنور في التوراة اليوم. وخلال مسيرتي مع الكتب المقدسة مفسرا للنبوءات وخائضا في بحور المشكلات المتشابهات والمبهمات. لم اجد في هذا الكتاب اي هدى ولا نور. بل كل ما وجدته ظلام في ظلام في ظلمات. وفي الواقع عندي صديق يهودي من فلسطين هنا في اوربا. سألته يوما عن ذلك. فقال لي :
توراة موسى تختلف عن توراة ما بعد السبي.؟1
فقلت له كيف ؟
قال : توراة موسى لوح واحد في تعاليم عشرة. ورد فيها هدى ونور وتشريع وكل ما تحلم به امة ينزل عليها كتاب من السماء. ولكن توراة ما بعد السبي صيغت لتكون مرشد حروب وربا واغتيال وسرقة ووو .
فقلت له : انت يهودي وتقول ذلك؟
قال : وماذا اقول ؟ لو قلت أن في التوراة الحالية هدى ونور ، لقلت لي اين هما دلني عليهما. ولكن لو سألتني عن سبب حب اليهود إلى سفك الدماء لأعطيتك من التوراة ألف دليل. ولذلك فإن التوراة الحالية تطلق على أرض إسرائيل او كما تُسمونها فلسطين ـ تطلق عليها اسم (أرض التوراة). لأن ثلث التوراة توصي بالاستيلاء على هذه الأرض.
وهذه حقيقة لأني بحثت عن كلمة نور ، وكذلك كلمة هدى فلم أجد سوى نص بائس في التوراة يقول بأن الله كان مرشد سياحي لبني إسرائيل ، (وكان الرب يسير أمامهم نهارا ليهديهم في الطريق ، وليلا في مشعل من نار ليُضيء لهم لكي يمشوا).(2) فوجدت فقط كلمة (ليهديهم). يعني يدلهم على الطريق ويُضيء لهم لكي لا يعثروا.
وأما في الإنجيل فقد قال الله تعالى عن عيسى (ع) : (وآتيناه الإنجيل فيه هدى ونور).(3) فلم اجد ايضا كلمة هدى او نور بالمعنى المراد لها ، فقد اختفت كلها وتم تجيير ما ورد لشخص او أشخاص ، ولكن ورد نفس ما ورد في التوراة من أن الله مرشد سياحي لهم فيقول : (ليضيء على الجالسين في الظلمة ، لكي يهدي أقدامنا في طريق السلام).(4)
ولعل بعض المسيحيين يقول بأن عيسى قال (بأنه نور العالم).(5) فأقول بأن هذا القول مؤقت وأن السيد المسيح أيضا قال عن أتباعه (أنتم نور العالم).(6) لا بل أن بولص زعم أيضا بأنه نور العالم فيزعم ان الله قال له : (هكذا أوصاني الرب قد أقمتك نورا للأمم تثق أنك قائد للعميان، ونور للذين في الظلمة).(7)
ولكن السيد المسيح قطع الطريق على المتقولين عندما أعلن أنه نور مؤقت وليس دائم كما نقرأ في قوله : (ما دمت في العالم فأنا نور العالم). ( 8 ) وكذلك تأكيده على أن هذا النور مؤقت وليس دائم : (فقال لهم يسوع : النور معكم زمانا قليلا).(9) ثم ختم قوله بأنه لم يأت ليحكم العالم وهو غير مُلزم بإيمان الناس به كما نقرأ : (أنا قد جئت نورا إلى العالم، وإن سمع أحد كلامي ولم يؤمن فأنا لا أدينه، لأني لم آت لأدين العالم ).(10)
إذن أين ذلك الهدى والنور ؟
بعد البحث ، وجدت في الإنجيل أن كلمة (نور) تعني شيئا آخر غير الهداية، ولا علاقة لها بالأديان السابقة. فقد كان المقصود منها مجيء نبي وهذا ما ذكره يوحنا (يحيى) عن عيسى بأنه : (جاء ليشهد للنور، لكي يؤمن الكل بواسطته. لم يكن ــ عيسى ــ هو النور ، بل ليشهد للنور. كان النور الحقيقي الذي ينير كل إنسان آتيا إلى العالم كان هو السراج الموقد المنير).(11)
وكما هو معلوم فإن عيسى كان معاصرا ليحيى فلو كان هو المقصود بذلك الكلام لما نفى عنه ذلك فقال (ليس هو النور) بل لقال أن عيسى هو النور ، ولذلك نرى يوحنا يؤكد بقوله : (كان النور الحقيقي الذي ينير كل إنسان آتيا إلى العالم هو السراج المنير). ومن هنا نرى الله تعالى يصف النبي محمد (ص) بقوله : (وداعيا إلى الله بإذنه وسراجا منيرا).(12)
المصادر :
1- سورة المائدة، الآية 44.
2- سفر الخروج 13 : 21.
3- سورة المائدة آية : 46.
4- إنجيل لوقا 1: 79.
5- إنجيل يوحنا 8 : 12.
6- إنجيل متى 5 : 14.
7- سفر أعمال الرسل 13: 47. رسالة بولس الرسول إلى أهل رومية 2: 19.
8- إنجيل يوحنا 9: 5.
9- إنجيل يوحنا 12 : 35.
10- إنجيل يوحنا 12: 46.
11- إنجيل يوحنا 1: 7. إنجيل يوحنا 5: 35.
12- سورة الاحزاب آية : 46. (يا ايها النبي انا ارسلناك شاهدا ومبشرا ونذيرا وداعيا الى الله بإذنه وسراجا منيرا).
مصطفى الهادي.
قال تعالى : (إنا أنزلنا التوراة فيها هدى ونور).(1) (وآتيناه الإنجيل فيه هدى ونور).
كثيرا ما تستوقفني هذه الآية واسأل نفسي : اين الهدى والنور في التوراة اليوم. وخلال مسيرتي مع الكتب المقدسة مفسرا للنبوءات وخائضا في بحور المشكلات المتشابهات والمبهمات. لم اجد في هذا الكتاب اي هدى ولا نور. بل كل ما وجدته ظلام في ظلام في ظلمات. وفي الواقع عندي صديق يهودي من فلسطين هنا في اوربا. سألته يوما عن ذلك. فقال لي :
توراة موسى تختلف عن توراة ما بعد السبي.؟1
فقلت له كيف ؟
قال : توراة موسى لوح واحد في تعاليم عشرة. ورد فيها هدى ونور وتشريع وكل ما تحلم به امة ينزل عليها كتاب من السماء. ولكن توراة ما بعد السبي صيغت لتكون مرشد حروب وربا واغتيال وسرقة ووو .
فقلت له : انت يهودي وتقول ذلك؟
قال : وماذا اقول ؟ لو قلت أن في التوراة الحالية هدى ونور ، لقلت لي اين هما دلني عليهما. ولكن لو سألتني عن سبب حب اليهود إلى سفك الدماء لأعطيتك من التوراة ألف دليل. ولذلك فإن التوراة الحالية تطلق على أرض إسرائيل او كما تُسمونها فلسطين ـ تطلق عليها اسم (أرض التوراة). لأن ثلث التوراة توصي بالاستيلاء على هذه الأرض.
وهذه حقيقة لأني بحثت عن كلمة نور ، وكذلك كلمة هدى فلم أجد سوى نص بائس في التوراة يقول بأن الله كان مرشد سياحي لبني إسرائيل ، (وكان الرب يسير أمامهم نهارا ليهديهم في الطريق ، وليلا في مشعل من نار ليُضيء لهم لكي يمشوا).(2) فوجدت فقط كلمة (ليهديهم). يعني يدلهم على الطريق ويُضيء لهم لكي لا يعثروا.
وأما في الإنجيل فقد قال الله تعالى عن عيسى (ع) : (وآتيناه الإنجيل فيه هدى ونور).(3) فلم اجد ايضا كلمة هدى او نور بالمعنى المراد لها ، فقد اختفت كلها وتم تجيير ما ورد لشخص او أشخاص ، ولكن ورد نفس ما ورد في التوراة من أن الله مرشد سياحي لهم فيقول : (ليضيء على الجالسين في الظلمة ، لكي يهدي أقدامنا في طريق السلام).(4)
ولعل بعض المسيحيين يقول بأن عيسى قال (بأنه نور العالم).(5) فأقول بأن هذا القول مؤقت وأن السيد المسيح أيضا قال عن أتباعه (أنتم نور العالم).(6) لا بل أن بولص زعم أيضا بأنه نور العالم فيزعم ان الله قال له : (هكذا أوصاني الرب قد أقمتك نورا للأمم تثق أنك قائد للعميان، ونور للذين في الظلمة).(7)
ولكن السيد المسيح قطع الطريق على المتقولين عندما أعلن أنه نور مؤقت وليس دائم كما نقرأ في قوله : (ما دمت في العالم فأنا نور العالم). ( 8 ) وكذلك تأكيده على أن هذا النور مؤقت وليس دائم : (فقال لهم يسوع : النور معكم زمانا قليلا).(9) ثم ختم قوله بأنه لم يأت ليحكم العالم وهو غير مُلزم بإيمان الناس به كما نقرأ : (أنا قد جئت نورا إلى العالم، وإن سمع أحد كلامي ولم يؤمن فأنا لا أدينه، لأني لم آت لأدين العالم ).(10)
إذن أين ذلك الهدى والنور ؟
بعد البحث ، وجدت في الإنجيل أن كلمة (نور) تعني شيئا آخر غير الهداية، ولا علاقة لها بالأديان السابقة. فقد كان المقصود منها مجيء نبي وهذا ما ذكره يوحنا (يحيى) عن عيسى بأنه : (جاء ليشهد للنور، لكي يؤمن الكل بواسطته. لم يكن ــ عيسى ــ هو النور ، بل ليشهد للنور. كان النور الحقيقي الذي ينير كل إنسان آتيا إلى العالم كان هو السراج الموقد المنير).(11)
وكما هو معلوم فإن عيسى كان معاصرا ليحيى فلو كان هو المقصود بذلك الكلام لما نفى عنه ذلك فقال (ليس هو النور) بل لقال أن عيسى هو النور ، ولذلك نرى يوحنا يؤكد بقوله : (كان النور الحقيقي الذي ينير كل إنسان آتيا إلى العالم هو السراج المنير). ومن هنا نرى الله تعالى يصف النبي محمد (ص) بقوله : (وداعيا إلى الله بإذنه وسراجا منيرا).(12)
المصادر :
1- سورة المائدة، الآية 44.
2- سفر الخروج 13 : 21.
3- سورة المائدة آية : 46.
4- إنجيل لوقا 1: 79.
5- إنجيل يوحنا 8 : 12.
6- إنجيل متى 5 : 14.
7- سفر أعمال الرسل 13: 47. رسالة بولس الرسول إلى أهل رومية 2: 19.
8- إنجيل يوحنا 9: 5.
9- إنجيل يوحنا 12 : 35.
10- إنجيل يوحنا 12: 46.
11- إنجيل يوحنا 1: 7. إنجيل يوحنا 5: 35.
12- سورة الاحزاب آية : 46. (يا ايها النبي انا ارسلناك شاهدا ومبشرا ونذيرا وداعيا الى الله بإذنه وسراجا منيرا).