وهج الإيمان
17-12-2021, 03:24 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وال محمد
الدكتور السني أكرم السيسي الأستاذ في كلية اللغات والترجمة بجامعة الملك سعود بالرياض سابقآ، وحاليآ بجامعة الأزهر يقر بصحة الخطبة الفدكية وانها متفق عليها من السنة والشيعه وأن بها دروس وإعجاز وفصاحه مثنيآ على ثقة الزهراء عيها في المطالبة بحقها وفصاحتها
قال الدكتور السني أكرم السيسي في مقالته : " لماذا فاطمة بنت مُحَمَّد هى «زهراء»؟ " في صحيفة الشروق أنقل من كلامه موضع الشاهد : " سنحلل خطابها فيما عُرف بـ«الخطبة الفدكية» (مُتفق عليها من السنة والشيعة) التى وجّهتها لأبى بكر فى مسجد المدينة، وفى حشد من المهاجرين والأنصار.
نرى فى خطابها إيجاز مُعجز لمبادئ الدين الإسلامى: العقيدة الإسلامية، وأركان الإسلام الخمسة، ومواصفات ومهمة النبى محمد (صلى الله عليه وسلم)، لا نعتقد أن له مثيلا فيمن تولوا شرح هذه المبادئ!
لقد بدأت خطابها، بعد الحمد لله، بشرحها للعقيدة الإسلامية فقالت: «َأَشْهَدُ أَنْ لا إلهَ إلاَّ اللهُ وَحْدَهُ لا شَريكَ لَهُ، كَلِمَةٌ جَعَلَ الإخْلاصَ تَأْويلَها، وَضَمَّنَ الْقُلُوبَ مَوْصُولَها، وَأَنارَ فى الْفِكَرِ مَعْقُولَها»؛ وعن وصف الذات الإلهية قالت: (...) اِبْتَدَعَ الأَشَياءَ لا مِنْ شَيْءٍ كانَ قَبْلَها، وَأَنْشَأَها بِلا احْتِذاءِ أَمْثِلَةٍ امْتَثَلَها، كَوَّنَها بِقُدْرَتِهِ، وَذَرَأَها بِمَشِيَّتِهِ، مِنْ غَيْرِ حاجَةٍ مِنْهُ إلى تَكْوينِها»، ثم أضافت: «وَحَرَّمَ الله الشِّرْكَ إخلاصا لَهُ بالرُّبُوبِيَّةِ، فَاتَّقُوا اللهَ حَقَّ تُقاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إلا وَأنْتُمْ مُسْلِمُونَ، وَأطيعُوا اللهَ فيما أمَرَكُمْ بِهِ وَنَهاكُمْ عَنْهُ، فَإنَّه إنَّما يَخْشَى الله مِنْ عِبادِهِ العُلِماءُ».
وعن علاقة العبد بخالقه، قالت: «وَتَنْبيهًا عَلى طاعَتِهِ، (...) ثُمَّ جَعَلَ الثَّوابَ على طاعَتِهِ، وَوَضَعَ العِقابَ عَلى مَعْصِيِتَهِ، زيادة لِعِبادِهِ عَنْ نِقْمَتِهِ، وَحِياشَةً مِنْهُ إلى جَنَّتِهِ».
وأضافت عن مهمة النبى (صلى الله عليه وسلم): «ابتعثه الله إتماما لأمره، (...) فرأى الأمم فرقا فى أديانها، (...) عابدة لأوثانها، منكرة لله مع عرفانها، فأنار الله بأبى محمد (صلى الله عليه وسلم) ظُلَمَها، وكشف عن القلوب بهمها، وجلى عن الأبصار غممها، وقام فى الناس بالهداية، فأنقذهم من الغواية، وبصّرهم من العماية، وهداهم إلى الدين القويم، ودعاهم إلى الطريق المستقيم (...)، داعِيا إلى سَبيلِ رَبِّهِ بِالحِكْمَةِ وَالمَوْعِظَةِ الحَسَنةِ، يَكْسِرُ الأَصْنامَ (...)، حَتَّى انْهَزَمَ الْجَمْعُ وَوَلُّوا الدُّبُرَ».
لم يفُتها ــ رضى الله عنها ــ التأثير العاطفى على المستمعين بذكر مواصفات النبى، والتذكرة بأنه أباها، فقالت: «أيها الناس، اعلموا أنّى فاطمة، وأبى محمد، (...) لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم، حريص عليكم بالمؤمنين رءوف رحيم، (...) تجدوه أبى دون نسائكم (...)»، هكذا أكدت على السامعين ذكر علاقتها بأبيها بقولها «أبى» كلمة هزت بها قلوب الحاضرين، ولا ينطق بها سواها!
وعن قوة شخصيتها فى مواجهة الخليفة الأول للمسلمين، فلم تناده لا باسمه «أبوبكر»، ولا بكنيته «الصِّديق» التى وصفه بها النبى، ولكنها نادته بكنيته قبل الإسلام «يا ابن أبى قحافة»، إشارة إلى أنها فى مرتبة أعلى، ولم يستنكر أبوبكر (عليه السلام) قولها، بل احترمها ووقرها، ورد عليها: «صدق الله ورسوله، وصدقت ابنته، أنت معدن الحكمة وموطن الهدى والرحمة، وركن الدين، وعين الحجة، ولا أبعد صوابك، ولا أنكر خطابك»..!
وعن وعيها بأن المستمعين ليسوا من ثقافة واحدة، وأن لكل ثقافة خطابا خاصا بها، فقد رمت بطرفها نحو الأنصار ــ أثناء حديثها ــ ووجَّهت لهم خطابا خاصا، تذكر فيه فضائلهم قائلة: «يا معشر النقيبة وأعضاد الملّة وحضنة الإسلام (...)، قاتلتم العرب، وتحمّلتم الكدّ والتعب، وناطحتم الأمم، (...) نأمركم فتأتمرون، حتى إذا دارت بنا رحى الإسلام، (...) وخضعت ثغرة الشرك، وسكنت فورة الإفك، وخمدت نيران الكفر، وهدأت دعوة الهرج والمرج، واستوسق نظام الدين»..!
وعن فهمها وتذكيرها المستمعين بأركان الإسلام الخمسة، قالت: «فَجَعَلَ اللهُ الإيمانَ تَطْهيرا لَكُمْ مِنَ الشِّرْكِ، وَالصَّلاةَ تَنْزِيها لَكُمْ عَنِ الكِبْرِ، والزَّكاةَ تَزْكِيَةً لِلنَّفْسِ وَنَماءً فى الرِّزْق، والصِّيامَ تَثْبيتا للإِخْلاصِ، والحَجَّ تَشْييدا لِلدّينِ».
وعن القيم السامية والسلوكيات الحميدة التى جاء بها الإسلام، قالت: «وَالعَدْلَ تَنْسيقا لِلْقُلوبِ، وَطاعَتَنا نِظاما لِلْمِلَّةِ، وَإمامَتَنا أمانا مِنَ الْفُرْقَةِ، وَالْجِهادَ عِزا لِلإْسْلامِ، وَالصَّبْرَ مَعُونَةً عَلَى اسْتِيجابِ الأْجْرِ، وَالأْمْرَ بِالْمَعْرُوفِ مَصْلَحَةً لِلْعامَّةِ، وَبِرَّ الْوالِدَيْنِ وِقايَةً مِنَ السَّخَطِ، وَصِلَةَ الأَرْحامِ مَنْماةً لِلْعَدَدِ، وَالْقِصاصَ حِصْنا لِلدِّماءِ، وَالْوَفاءَ بِالنَّذْرِ تَعْريضا لِلْمَغْفِرَةِ، وَتَوْفِيَةَ الْمَكاييلِ وَالْمَوَازينِ تَغْييرا لِلْبَخْسِ، وَالنَّهْيَ عَنْ شُرْبِ الْخَمْرِ تَنْزِيها عَنِ الرِّجْسِ، وَاجْتِنابَ الْقَذْفِ حِجابا عَنِ اللَّعْنَةِ، وَتَرْكَ السِّرْقَةِ إيجابا لِلْعِفَّةِ».
وأما عن قيمها النبيلة، وسلوكها السوى، وحبها لدينها ولأبيها، وحرصها على عدم إحداث فتنة بين المسلمين، فقد انتهى حوارها وخلافها مع أمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ أبى بكر ــ رضى الله عنه ــ عندما قال لها: «لا وَيْلَ عَلَيْكِ، الْوَيْلُ لِشانِئِكِ، نَهْنِهى عَنْ وَجْدِكِ يَا ابْنَةَ الصَّفْوَةِ وَبَقِيَّةَ النُّبُوَّةِ، فَما وَنَيْتُ عَنْ ديِنى، وَلا أَخْطَأْتُ مَقْدُورى، فَإنْ كُنْتِ تُريدينَ الْبُلْغَةَ فَرِزْقُكِ مَضْمُونٌ، وَكَفيلُكِ مَأمُونٌ، وَما أعَدَّ لَكِ أفْضَلُ ممّا قُطِعَ عَنْكِ، فَاحْتَسِبِى الله«»، فَقالَتْ: حَسْبِيَ اللهُ، «وَأمْسَكَتْ»!
***
هذه هى الشخصية الحقيقية لفاطمة بنت محمد رضى الله عنها، وَضَحَت فى قدرتها الفائقة على التعبير بفصاحة نادرة، والإقناع المنطقى، أثبتت فيها ذكاءها وقوتها وقدرتها على التمييز بين الناس، وكيفية مُخاطبتهم، وثقتها بنفسها فى مطالبتها بحقها.
هكذا كانت رضى الله عنها منذ مولدها وحتى قبل زواجها «زهراء»، وهى كذلك بعد زواجها «زهراء»، وأيضا بعد وفاة أبيها وحتى آخر يوم فى حياتها «زهراء» برجاحة عقلها، ونبل سلوكها، وحسن خلقها، وتجنيب الأمة الفتنة، أليست هى ابنة من صدق فيه قول الله: «وإنك لعلى خُلق عظيم»" انتهى النقل
أقول : وذكر هذا أيضآ في كتابه : تجديد الخطاب الديني .. دراسات تحليلية ودروس مستفادة .
دمتم برعاية الله
كتبته : وهج الإيمان
اللهم صل على محمد وال محمد
الدكتور السني أكرم السيسي الأستاذ في كلية اللغات والترجمة بجامعة الملك سعود بالرياض سابقآ، وحاليآ بجامعة الأزهر يقر بصحة الخطبة الفدكية وانها متفق عليها من السنة والشيعه وأن بها دروس وإعجاز وفصاحه مثنيآ على ثقة الزهراء عيها في المطالبة بحقها وفصاحتها
قال الدكتور السني أكرم السيسي في مقالته : " لماذا فاطمة بنت مُحَمَّد هى «زهراء»؟ " في صحيفة الشروق أنقل من كلامه موضع الشاهد : " سنحلل خطابها فيما عُرف بـ«الخطبة الفدكية» (مُتفق عليها من السنة والشيعة) التى وجّهتها لأبى بكر فى مسجد المدينة، وفى حشد من المهاجرين والأنصار.
نرى فى خطابها إيجاز مُعجز لمبادئ الدين الإسلامى: العقيدة الإسلامية، وأركان الإسلام الخمسة، ومواصفات ومهمة النبى محمد (صلى الله عليه وسلم)، لا نعتقد أن له مثيلا فيمن تولوا شرح هذه المبادئ!
لقد بدأت خطابها، بعد الحمد لله، بشرحها للعقيدة الإسلامية فقالت: «َأَشْهَدُ أَنْ لا إلهَ إلاَّ اللهُ وَحْدَهُ لا شَريكَ لَهُ، كَلِمَةٌ جَعَلَ الإخْلاصَ تَأْويلَها، وَضَمَّنَ الْقُلُوبَ مَوْصُولَها، وَأَنارَ فى الْفِكَرِ مَعْقُولَها»؛ وعن وصف الذات الإلهية قالت: (...) اِبْتَدَعَ الأَشَياءَ لا مِنْ شَيْءٍ كانَ قَبْلَها، وَأَنْشَأَها بِلا احْتِذاءِ أَمْثِلَةٍ امْتَثَلَها، كَوَّنَها بِقُدْرَتِهِ، وَذَرَأَها بِمَشِيَّتِهِ، مِنْ غَيْرِ حاجَةٍ مِنْهُ إلى تَكْوينِها»، ثم أضافت: «وَحَرَّمَ الله الشِّرْكَ إخلاصا لَهُ بالرُّبُوبِيَّةِ، فَاتَّقُوا اللهَ حَقَّ تُقاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إلا وَأنْتُمْ مُسْلِمُونَ، وَأطيعُوا اللهَ فيما أمَرَكُمْ بِهِ وَنَهاكُمْ عَنْهُ، فَإنَّه إنَّما يَخْشَى الله مِنْ عِبادِهِ العُلِماءُ».
وعن علاقة العبد بخالقه، قالت: «وَتَنْبيهًا عَلى طاعَتِهِ، (...) ثُمَّ جَعَلَ الثَّوابَ على طاعَتِهِ، وَوَضَعَ العِقابَ عَلى مَعْصِيِتَهِ، زيادة لِعِبادِهِ عَنْ نِقْمَتِهِ، وَحِياشَةً مِنْهُ إلى جَنَّتِهِ».
وأضافت عن مهمة النبى (صلى الله عليه وسلم): «ابتعثه الله إتماما لأمره، (...) فرأى الأمم فرقا فى أديانها، (...) عابدة لأوثانها، منكرة لله مع عرفانها، فأنار الله بأبى محمد (صلى الله عليه وسلم) ظُلَمَها، وكشف عن القلوب بهمها، وجلى عن الأبصار غممها، وقام فى الناس بالهداية، فأنقذهم من الغواية، وبصّرهم من العماية، وهداهم إلى الدين القويم، ودعاهم إلى الطريق المستقيم (...)، داعِيا إلى سَبيلِ رَبِّهِ بِالحِكْمَةِ وَالمَوْعِظَةِ الحَسَنةِ، يَكْسِرُ الأَصْنامَ (...)، حَتَّى انْهَزَمَ الْجَمْعُ وَوَلُّوا الدُّبُرَ».
لم يفُتها ــ رضى الله عنها ــ التأثير العاطفى على المستمعين بذكر مواصفات النبى، والتذكرة بأنه أباها، فقالت: «أيها الناس، اعلموا أنّى فاطمة، وأبى محمد، (...) لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم، حريص عليكم بالمؤمنين رءوف رحيم، (...) تجدوه أبى دون نسائكم (...)»، هكذا أكدت على السامعين ذكر علاقتها بأبيها بقولها «أبى» كلمة هزت بها قلوب الحاضرين، ولا ينطق بها سواها!
وعن قوة شخصيتها فى مواجهة الخليفة الأول للمسلمين، فلم تناده لا باسمه «أبوبكر»، ولا بكنيته «الصِّديق» التى وصفه بها النبى، ولكنها نادته بكنيته قبل الإسلام «يا ابن أبى قحافة»، إشارة إلى أنها فى مرتبة أعلى، ولم يستنكر أبوبكر (عليه السلام) قولها، بل احترمها ووقرها، ورد عليها: «صدق الله ورسوله، وصدقت ابنته، أنت معدن الحكمة وموطن الهدى والرحمة، وركن الدين، وعين الحجة، ولا أبعد صوابك، ولا أنكر خطابك»..!
وعن وعيها بأن المستمعين ليسوا من ثقافة واحدة، وأن لكل ثقافة خطابا خاصا بها، فقد رمت بطرفها نحو الأنصار ــ أثناء حديثها ــ ووجَّهت لهم خطابا خاصا، تذكر فيه فضائلهم قائلة: «يا معشر النقيبة وأعضاد الملّة وحضنة الإسلام (...)، قاتلتم العرب، وتحمّلتم الكدّ والتعب، وناطحتم الأمم، (...) نأمركم فتأتمرون، حتى إذا دارت بنا رحى الإسلام، (...) وخضعت ثغرة الشرك، وسكنت فورة الإفك، وخمدت نيران الكفر، وهدأت دعوة الهرج والمرج، واستوسق نظام الدين»..!
وعن فهمها وتذكيرها المستمعين بأركان الإسلام الخمسة، قالت: «فَجَعَلَ اللهُ الإيمانَ تَطْهيرا لَكُمْ مِنَ الشِّرْكِ، وَالصَّلاةَ تَنْزِيها لَكُمْ عَنِ الكِبْرِ، والزَّكاةَ تَزْكِيَةً لِلنَّفْسِ وَنَماءً فى الرِّزْق، والصِّيامَ تَثْبيتا للإِخْلاصِ، والحَجَّ تَشْييدا لِلدّينِ».
وعن القيم السامية والسلوكيات الحميدة التى جاء بها الإسلام، قالت: «وَالعَدْلَ تَنْسيقا لِلْقُلوبِ، وَطاعَتَنا نِظاما لِلْمِلَّةِ، وَإمامَتَنا أمانا مِنَ الْفُرْقَةِ، وَالْجِهادَ عِزا لِلإْسْلامِ، وَالصَّبْرَ مَعُونَةً عَلَى اسْتِيجابِ الأْجْرِ، وَالأْمْرَ بِالْمَعْرُوفِ مَصْلَحَةً لِلْعامَّةِ، وَبِرَّ الْوالِدَيْنِ وِقايَةً مِنَ السَّخَطِ، وَصِلَةَ الأَرْحامِ مَنْماةً لِلْعَدَدِ، وَالْقِصاصَ حِصْنا لِلدِّماءِ، وَالْوَفاءَ بِالنَّذْرِ تَعْريضا لِلْمَغْفِرَةِ، وَتَوْفِيَةَ الْمَكاييلِ وَالْمَوَازينِ تَغْييرا لِلْبَخْسِ، وَالنَّهْيَ عَنْ شُرْبِ الْخَمْرِ تَنْزِيها عَنِ الرِّجْسِ، وَاجْتِنابَ الْقَذْفِ حِجابا عَنِ اللَّعْنَةِ، وَتَرْكَ السِّرْقَةِ إيجابا لِلْعِفَّةِ».
وأما عن قيمها النبيلة، وسلوكها السوى، وحبها لدينها ولأبيها، وحرصها على عدم إحداث فتنة بين المسلمين، فقد انتهى حوارها وخلافها مع أمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ أبى بكر ــ رضى الله عنه ــ عندما قال لها: «لا وَيْلَ عَلَيْكِ، الْوَيْلُ لِشانِئِكِ، نَهْنِهى عَنْ وَجْدِكِ يَا ابْنَةَ الصَّفْوَةِ وَبَقِيَّةَ النُّبُوَّةِ، فَما وَنَيْتُ عَنْ ديِنى، وَلا أَخْطَأْتُ مَقْدُورى، فَإنْ كُنْتِ تُريدينَ الْبُلْغَةَ فَرِزْقُكِ مَضْمُونٌ، وَكَفيلُكِ مَأمُونٌ، وَما أعَدَّ لَكِ أفْضَلُ ممّا قُطِعَ عَنْكِ، فَاحْتَسِبِى الله«»، فَقالَتْ: حَسْبِيَ اللهُ، «وَأمْسَكَتْ»!
***
هذه هى الشخصية الحقيقية لفاطمة بنت محمد رضى الله عنها، وَضَحَت فى قدرتها الفائقة على التعبير بفصاحة نادرة، والإقناع المنطقى، أثبتت فيها ذكاءها وقوتها وقدرتها على التمييز بين الناس، وكيفية مُخاطبتهم، وثقتها بنفسها فى مطالبتها بحقها.
هكذا كانت رضى الله عنها منذ مولدها وحتى قبل زواجها «زهراء»، وهى كذلك بعد زواجها «زهراء»، وأيضا بعد وفاة أبيها وحتى آخر يوم فى حياتها «زهراء» برجاحة عقلها، ونبل سلوكها، وحسن خلقها، وتجنيب الأمة الفتنة، أليست هى ابنة من صدق فيه قول الله: «وإنك لعلى خُلق عظيم»" انتهى النقل
أقول : وذكر هذا أيضآ في كتابه : تجديد الخطاب الديني .. دراسات تحليلية ودروس مستفادة .
دمتم برعاية الله
كتبته : وهج الإيمان