وهج الإيمان
02-02-2022, 01:00 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وال محمد
الدكتور السني عبدالحليم الحسيني يثبت نزول آية التطهير في أصحاب الكساء وينسف الشبهات التي تشبث بها من يقول في نزولها في زوجات النبي صلى الله عليه واله وسلم وشمولها لهم
قال الدكتور السني عبدالحليم الحسيني في موسوعة أهل البيت " أهل البيت في آية التطهير "
التالي : "
#دقائق_لغوية_في_آية_التطهير
ان المدقق في ألفاظ آية التطهير يظهر له جليا ما حوته من فضائل عظيمة خص بها أهل الكساء ومنها
أنها بدأت بكلمة (إنما) التي تفيد حصر المقصود والغاية .
ثم كلمة (يريد الله) والإرادة الإلهية قد تعلقت أولا وبالذات بإذهاب الرجس والتطهير .
ثم كلمة (ليذهب) ولم يقل أن يذهب أو إذهاب الرجس لأنه لو قال ذلك لكانت الإرادة متعلقة بنفس الإذهاب وذلك معناه أن الرجس موجود فيهم ويريد الله إزالته عنهم وحاشاهم بل الصحيح هو أن الرجس ليس فيهم بل هو في غيرهم ويريد الله إزالته عن الغير حفاظا وإكراما لأهل البيت كما قال تعالي (وكذلك لنصرف عنه السوء والفحشاء) والمؤكد لهذا المعني قوله (عنكم) ولم يقل منكم .
ثم كلمة (الرجس) وقد عرفها أهل اللغة ب القذر والذنب والأثم والفسق والشك والشرك والشيطان وإضافة الألف واللام للرجس هو نفي لماهية الرجس بنحو العام الاستيعابي لكل ما هو داخل تحت هذا الأسم وأكد ذلك قوله تعالي (ويطهركم تطهيرا) وهي تدل علي نفي عموم الخبائث والنقائص والقبائح عن أهل البيت ظاهرا وباطنا وبجميع المراتب .
#أئمة_أهل_البيت_يحتجون_بالآية
احتج أئمة أهل البيت بآية التطهير وقالوا أنها نزلت فيهم وما أنكر عليهم أحد قط فقد ذكر الحاكم في المستدرك أن الإمام الحسن بن علي خطب في الناس حين قتل الإمام علي فحمد الله وأثني عليه إلي أن قال (أيها الناس من عرفني فقد عرفني ومن لم يعرفني فأنا الحسن بن علي وأنا ابن النبي وأنا ابن الوصي وأنا ابن البشير وأنا ابن النذير وأنا ابن الداعي إلي الله بإذنه وأنا ابن السراج المنير وأنا من أهل البيت الذين كان ينزل إلينا ويصعد من عندنا وأنا من أهل البيت الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا) .
وذكر الطبري في تفسيره أن الإمام علي بن الحسين قال لرجل من أهل الشام أما قرأت في الأحزاب (إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا) قال لأنتم هم ؟ قال نعم . " انتهى
وقال ايضآ الدكتور السني عبدالحليم الحسيني : "
#التشكيك_في_أهل_البيت
رغم الوضوح في تحديد مفهوم أهل البيت الذين نزلت فيهم آية التطهير المباركة وحصرهم رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم تحت الكساء ليؤكد علي اختصاصهم بالآية ويقطع الطريق لمن تسول له نفسه الادعاء بشمولها لغيرهم فقد حاول البعض التشكيك والتعويم لهذا المفهوم متجاوزا الصحيح من سنة رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم المنقول عن أئمة وجمع غفير من الصحابة والتابعين وفي هذا السياق تجد آراء وأقوالا أخري في تحديد المراد بأهل البيت في آية التطهير
#الشبهة_الأولي
#نساؤه صلي الله عليه وآله وسلم بشكل عام لكي يتم الاحتجاج بوحدة السياق بين آيات ما في القرآن الكريم فهذا الأمر يحتاج إلي شيئين
#الأول الوحدة في النزول .
#الثاني الوحدة في الخطاب .
وفي مقامنا من العسير جدا إثبات نزول آية التطهير في سورة الأحزاب مع الآيات الواردة في نساء النبي صلي الله عليه وآله وسلم مع الأخذ في الاعتبار أن الآيات القرآنية في المصحف الشريف لم ترتب بحسب التسلسل الزمني لنزولها فرب آية مدنية وضعت بين آيات مكية وبالعكس ولكن هناك من الأدلة ما يشير إلي نزول آية التطهير قبل آيات نساء النبي صلي الله عليه وآله وسلم .
فقد ذكر الهيثمي في مجمع الزوائد والسيوطي في الدر المنثور وقال أخرج ابن مردويه عن أبي سعيد الخدري قال (لما دخل علي بفاطمة جاء النبي صلي الله عليه وآله وسلم إلي بابها يقول السلام عليكم أهل البيت ورحمة الله وبركاته رحمكم الله {إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا} أنا حرب لما حاربتم وسلم لما سالمتم) .
ومن المعلوم أن زواج السيدة فاطمة بالإمام علي كان بعد رجوع النبي من غزوة بدر في السنة الثانية للهجرة ولم يختلف أحد أن نزول الآيات المرتبطة بنساء النبي صلي الله عليه وآله وسلم في وجود السيدة حفصة وأنها من جملة النساء اللاتي خيرهن رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم بين الدنيا والآخرة وقد صرح الطبري وغيره أن زواج النبي صلي الله عليه وآله وسلم من حفصة كان في السنة الثالثة من الهجرة قبل الخروج لأحد وبذلك نقول إنه لا يمكن المصير أو القوا بأن آية التطهير قد نزلت دفعة واحدة مع آيات نساء النبي صلي الله عليه وآله وسلم .
أما عدم وحدة الخطاب بين الآيات فهو مانع أيضا من الاستدلال بوحدة السياق نلاحظ أن المولي أرجع الإرادة في آيات النساء إليهن لا إليه إذ قال {يا أيها النبي قل ﻷزواجك إن كنتن تردن الحياة الدنيا} وقال {وإن كنتن تردن الله ورسوله}
بينما في آية التطهير كان الخطاب يحكي عن تعلق الإرادة الإلهية بالتطهير وإذهاب الرجس عن أهل البيت فقد قال تعالي {إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا} .
ولا يمكن الجمع بين قوله {ويطهركم تطهيرا} وقوله {من يأت منكم بفاحشة مبينة} .
والملاحظ أيضا أن آيات النساء وردت في سياق الزجر والتحذير بينما آية التطهير بالاتفاق قد وردت في سياق المدح والتفضيل وشتان بين السياقين إذا اعتبرنا أن المخاطب في كلا الموردين واحد وليس متعددا .
#والخلاصة أن وحدة الخطاب مفقودان في هذا المقام وبالتالي لا يمكن الاحتجاج بوحدة السياق بين الآيات الخاصة بنساء النبي وآية التطهير .
#ثانيا إن الله تعالي حين تحدث في نفس الآيات عن بيت سكني الأزواج فقد جاء بلفظ الجمع مضافا إليهن فقال تعالي {وقرن في بيوتكن} ثم قال بعدها {واذكرن ما يتلي في بيوتكن} لأن لكل منهن بيت خاص بها .
ولكنه في آية التطهير قد جاء بلفظ التطهير محلي بألف ولام العهد فلو كان المراد به سكني الأزواج لكان المناسب الإتيان بلفظ الجمع كسابقه ولاحقه لا الإفراد بلام العهد فتعين أن يكون بيت خاص مغاير لتلك البيوت وهو ليس إلا بيت السيدة فاطمة ويؤيده ما ذكرناه من حديث الكساء .
#ثالثا إن معني البيت المذكور في الآية هو إما مأوي الرجل ومسكنه ومنزله وداره أو مركز الشرف ومجمع السيادة والعز وما أشبه ذلك فعلي المعني الأول فإن الزوجة تدخل في أهل الرجل مجاوزا مع الأخذ في الاعتبار وجود فرق في الاستعمال بين أهل الرجل وأهل بيت الرجل فإن إطلاق كلمة (أهل) علي الزوجة لا يلزم منه صحة إطلاق كلمة (أهل البيت) عليها ويؤيد ذلك ما أخرجه الحاكم في المستدرك والإمام أحمد في المسند أن رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم قال ﻹم سلمة (إنك من أهلي خير وهؤلاء أهل بيتي أحق) .
#رابعا إن وجود آية التطهير بين آيات نساء النبي هو أسلوب بياني يعرف بالالتفاف وقد استخدمه القرآن في كثير من الموارد كقوله {يوسف أعرض عن هذا واستغفري لذنبك } .
#خامسا لنا أن نعتبر قوله تعالي {إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت} جملة اعتراضية إذا صححنا ورود الاعتراض في آخر الكلام أو اعتبرنا الآيات السابقة واللاحقة ذات وحدة واحدة وهذا الأسلوب كثير في القرآن من ذلك قوله تعالي {وإنه لقسم _ لو تعلمون _ عظيم} وقوله تعالي علي لسان امرأة عمران {رب إني وضعتها أنثي _والله أعلم بما وضعت _ وليس الذكر كالأنثى} .
#سادسا من القرائن الهامة التي ذكرت علي أنها توجب رفع اليد عن الظهور السياقي (اختلاف الضمائر في الآية) فيلاحظ هنا تذكير الضمير في آية التطهير في {عنكم} و {يطهركم} مع أن الضمائر الواردة في السابق واللاحق هي ضمائر الإناث {وقرن في بيوتكن} و {لا تبرجن} و {أقمن الصلاة} و {آتين} و {أطعن} وغير ذلك .
#سابعا يمكن لنا أن نحكم بكل اطمئنان علي هؤلاء الذين يقولون بأن أهل البيت هم نساء النبي صلي الله عليه وآله وسلم بأنهم يجتهدون في مقابل النصوص الصريحة والأحاديث المتواترة الصحيحة وقد مر بنا بعضها ولم يثبت أن زوجة من زوجات النبي صلي الله عليه وآله وسلم ادعت هذا الشرف العظيم . " انتهى
وقال أيضآ الدكتور السني عبدالحليم الحسيني : "
#الشبهة_الثانية
#أهل_البيت_من_تحرم_عليهم_الصدقة
استدل البعض علي أن بني هاشم وخصوصا آل عقيل وآل جعفر وآل العباس منهم هم أهل البيت لأن الصدقة تحرم عليهم بنص حديث زيد بن أرقم الذي أخرجه مسلم في صحيحه بكتاب فضائل الصحابة باب فضائل علي بن أبي طالب عن يزيد بن حيان قال (فقلنا من أهل بيته ؟ نساؤه ؟ قال لا وايم الله إن المرأة تكون مع الرجل العصر من الدهر ثم يطلفها فترجع إلي أبيها وقومها أهل بيته أصله وعصبته الذين حرموا الصدقة بعده) .
#تعليق هذا الرأي لزيد بن أرقم يؤكد ما قلناه سابقا في حق نساء النبي صلي الله عليه وآله وسلم ويمكن الاستدلال به علي نفي المراد بأن نساؤه هم أهل بيته لكنه وضع لنا إشكالات جديدا وهو أن المراد بأهل البيت هم بعض بني هاشم إلي جانب أصحاب الكساء .
والذي عقد الامر أكثر أننا وجدنا رواية ثانية لزيد بن أرقم في صحيح مسلم أيضا وفي نفس الباب يثبت فيها أن نساء النبي صلي الله عليه وآله وسلم من أهل بيته كما يبدو في الظاهر حيث سأله حصين بن سبرة (ومن أهل بيته يا زيد أليس نساؤه من أهل بيته ؟ قال نساؤه من أهل بيته ؟ قال نساؤه من أهل بيته ولكن أهل بيته من حرم الصدقة بعده قال ومن هم ؟ قال هم آل علي وآل جعفر وآل عباس قال كل هؤلاء قال نعم) .
ومن هذه الرواية قد يبدو للوهلة الأولي أن هناك تعارضا وتناقضا بين الروايتين ومن هنا قال النووي في شرحه علي صحيح مسلم (وأما قوله في الرواية الاخرى نساؤه من أهل بيته ولكن أهل بيته من حرم الصدقة وفي الرواية الاخري فقلنا من أهل بيته نساؤه ؟ قال لا فهاتان الروايتان ظاهرهما التناقض والمعروف في معظم الروايات في غير مسلم أنه قال نساؤه لسن من أهل بيته فتتأول الرواية الأولي علي أن المراد أنهن من أهل بيته الذين يساكنون ويعولهم وأمر باحترامهم وإكرامهم ولا يدخلن فيمن حرم الصدقة وقد أشار إلي هذا في الرواية الأولي بقوله (نساؤه من أهل بيته من حرم الصدقة) .
ومن كلام النووي يتبين أن زيد بن أرقم فصل بين أهل البيت بمعنيين بين من يسكن معه في بيت واحد ويعولهم وبين من حرم الصدقة ومن المعلوم أن نساؤه صلي الله عليه وآله وسلم لا تحرم الصدقة بالإجماع .
#وللرد_علي_شبهة_أن_أهل_بيته_صلي_الله_عليه_وآله_وسل م_من_تحرم_عليهم_الصدقة_تقول
#أولا إن تفسير زيد بن أرقم ل (أهل البيت) علي هذا النحو إنما هو إجتهاد منه فإذا ثبت عن الرسول غير ذلك فالمعيار هو كلام الرسول لا اجتهاد زيد ولا غيره إذ لا اجتهاد مع النص وقد ثبت أن الرسول قد عين المراد من أهل البيت كما ظهر من نصوص حديث الكساء الصحيح والمتواتر المتقدمة .
#ثانيا لو كان كلام زيد صحيحا فقد كان علي رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم ﻷن يدخل في الكساء أيضا العباس وأبناءه والعباس عم النبي وهو أقرب من الإمام علي وعقيلا وجعفر وغيرهم من أقاربه ويمر علي باب بيوتهم ويقرأ الآية الكريمة لكن بملاحظة الآيات وسياقها والاستعمالات الواردة فيها تبين أن المراد هو بيت النبوة لا بيت النسب أو بيت السكني .
#ثالثا إن قوله نساؤه من أهل بيته استفهام إنكاري قد حذفت منه أداة الاستفهام تخفيفا وليس إقرارا منه بأن النساء من أهل البيت أيضا لأنه قد عقبه بقوله (ولكن) الدالة علي أن ما بعدها هو الصحيح وإلا لكان الأصح أن يقول (نساؤه من أهل بيته وكذا من حرموا الصدقة بعده) .
وقد ظهر هذا الاستفهام الانكاري في حديث واثلة بن الأسقع الذي ذكره المتقي الهندي في كنز العمال حيث قال لرسول الله صلي الله عليه وآله وسلم بعد أن دعا لأهل الكساء (وأنا من أهلك ؟ قال وأنت من أهلي ؟) .
أو أدخله في أهله كسلمان الفارسي من باب الانتساب لا النسب . " انتهى النقل
دمتم برعاية الله
كتبته : وهج الإيمان
اللهم صل على محمد وال محمد
الدكتور السني عبدالحليم الحسيني يثبت نزول آية التطهير في أصحاب الكساء وينسف الشبهات التي تشبث بها من يقول في نزولها في زوجات النبي صلى الله عليه واله وسلم وشمولها لهم
قال الدكتور السني عبدالحليم الحسيني في موسوعة أهل البيت " أهل البيت في آية التطهير "
التالي : "
#دقائق_لغوية_في_آية_التطهير
ان المدقق في ألفاظ آية التطهير يظهر له جليا ما حوته من فضائل عظيمة خص بها أهل الكساء ومنها
أنها بدأت بكلمة (إنما) التي تفيد حصر المقصود والغاية .
ثم كلمة (يريد الله) والإرادة الإلهية قد تعلقت أولا وبالذات بإذهاب الرجس والتطهير .
ثم كلمة (ليذهب) ولم يقل أن يذهب أو إذهاب الرجس لأنه لو قال ذلك لكانت الإرادة متعلقة بنفس الإذهاب وذلك معناه أن الرجس موجود فيهم ويريد الله إزالته عنهم وحاشاهم بل الصحيح هو أن الرجس ليس فيهم بل هو في غيرهم ويريد الله إزالته عن الغير حفاظا وإكراما لأهل البيت كما قال تعالي (وكذلك لنصرف عنه السوء والفحشاء) والمؤكد لهذا المعني قوله (عنكم) ولم يقل منكم .
ثم كلمة (الرجس) وقد عرفها أهل اللغة ب القذر والذنب والأثم والفسق والشك والشرك والشيطان وإضافة الألف واللام للرجس هو نفي لماهية الرجس بنحو العام الاستيعابي لكل ما هو داخل تحت هذا الأسم وأكد ذلك قوله تعالي (ويطهركم تطهيرا) وهي تدل علي نفي عموم الخبائث والنقائص والقبائح عن أهل البيت ظاهرا وباطنا وبجميع المراتب .
#أئمة_أهل_البيت_يحتجون_بالآية
احتج أئمة أهل البيت بآية التطهير وقالوا أنها نزلت فيهم وما أنكر عليهم أحد قط فقد ذكر الحاكم في المستدرك أن الإمام الحسن بن علي خطب في الناس حين قتل الإمام علي فحمد الله وأثني عليه إلي أن قال (أيها الناس من عرفني فقد عرفني ومن لم يعرفني فأنا الحسن بن علي وأنا ابن النبي وأنا ابن الوصي وأنا ابن البشير وأنا ابن النذير وأنا ابن الداعي إلي الله بإذنه وأنا ابن السراج المنير وأنا من أهل البيت الذين كان ينزل إلينا ويصعد من عندنا وأنا من أهل البيت الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا) .
وذكر الطبري في تفسيره أن الإمام علي بن الحسين قال لرجل من أهل الشام أما قرأت في الأحزاب (إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا) قال لأنتم هم ؟ قال نعم . " انتهى
وقال ايضآ الدكتور السني عبدالحليم الحسيني : "
#التشكيك_في_أهل_البيت
رغم الوضوح في تحديد مفهوم أهل البيت الذين نزلت فيهم آية التطهير المباركة وحصرهم رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم تحت الكساء ليؤكد علي اختصاصهم بالآية ويقطع الطريق لمن تسول له نفسه الادعاء بشمولها لغيرهم فقد حاول البعض التشكيك والتعويم لهذا المفهوم متجاوزا الصحيح من سنة رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم المنقول عن أئمة وجمع غفير من الصحابة والتابعين وفي هذا السياق تجد آراء وأقوالا أخري في تحديد المراد بأهل البيت في آية التطهير
#الشبهة_الأولي
#نساؤه صلي الله عليه وآله وسلم بشكل عام لكي يتم الاحتجاج بوحدة السياق بين آيات ما في القرآن الكريم فهذا الأمر يحتاج إلي شيئين
#الأول الوحدة في النزول .
#الثاني الوحدة في الخطاب .
وفي مقامنا من العسير جدا إثبات نزول آية التطهير في سورة الأحزاب مع الآيات الواردة في نساء النبي صلي الله عليه وآله وسلم مع الأخذ في الاعتبار أن الآيات القرآنية في المصحف الشريف لم ترتب بحسب التسلسل الزمني لنزولها فرب آية مدنية وضعت بين آيات مكية وبالعكس ولكن هناك من الأدلة ما يشير إلي نزول آية التطهير قبل آيات نساء النبي صلي الله عليه وآله وسلم .
فقد ذكر الهيثمي في مجمع الزوائد والسيوطي في الدر المنثور وقال أخرج ابن مردويه عن أبي سعيد الخدري قال (لما دخل علي بفاطمة جاء النبي صلي الله عليه وآله وسلم إلي بابها يقول السلام عليكم أهل البيت ورحمة الله وبركاته رحمكم الله {إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا} أنا حرب لما حاربتم وسلم لما سالمتم) .
ومن المعلوم أن زواج السيدة فاطمة بالإمام علي كان بعد رجوع النبي من غزوة بدر في السنة الثانية للهجرة ولم يختلف أحد أن نزول الآيات المرتبطة بنساء النبي صلي الله عليه وآله وسلم في وجود السيدة حفصة وأنها من جملة النساء اللاتي خيرهن رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم بين الدنيا والآخرة وقد صرح الطبري وغيره أن زواج النبي صلي الله عليه وآله وسلم من حفصة كان في السنة الثالثة من الهجرة قبل الخروج لأحد وبذلك نقول إنه لا يمكن المصير أو القوا بأن آية التطهير قد نزلت دفعة واحدة مع آيات نساء النبي صلي الله عليه وآله وسلم .
أما عدم وحدة الخطاب بين الآيات فهو مانع أيضا من الاستدلال بوحدة السياق نلاحظ أن المولي أرجع الإرادة في آيات النساء إليهن لا إليه إذ قال {يا أيها النبي قل ﻷزواجك إن كنتن تردن الحياة الدنيا} وقال {وإن كنتن تردن الله ورسوله}
بينما في آية التطهير كان الخطاب يحكي عن تعلق الإرادة الإلهية بالتطهير وإذهاب الرجس عن أهل البيت فقد قال تعالي {إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا} .
ولا يمكن الجمع بين قوله {ويطهركم تطهيرا} وقوله {من يأت منكم بفاحشة مبينة} .
والملاحظ أيضا أن آيات النساء وردت في سياق الزجر والتحذير بينما آية التطهير بالاتفاق قد وردت في سياق المدح والتفضيل وشتان بين السياقين إذا اعتبرنا أن المخاطب في كلا الموردين واحد وليس متعددا .
#والخلاصة أن وحدة الخطاب مفقودان في هذا المقام وبالتالي لا يمكن الاحتجاج بوحدة السياق بين الآيات الخاصة بنساء النبي وآية التطهير .
#ثانيا إن الله تعالي حين تحدث في نفس الآيات عن بيت سكني الأزواج فقد جاء بلفظ الجمع مضافا إليهن فقال تعالي {وقرن في بيوتكن} ثم قال بعدها {واذكرن ما يتلي في بيوتكن} لأن لكل منهن بيت خاص بها .
ولكنه في آية التطهير قد جاء بلفظ التطهير محلي بألف ولام العهد فلو كان المراد به سكني الأزواج لكان المناسب الإتيان بلفظ الجمع كسابقه ولاحقه لا الإفراد بلام العهد فتعين أن يكون بيت خاص مغاير لتلك البيوت وهو ليس إلا بيت السيدة فاطمة ويؤيده ما ذكرناه من حديث الكساء .
#ثالثا إن معني البيت المذكور في الآية هو إما مأوي الرجل ومسكنه ومنزله وداره أو مركز الشرف ومجمع السيادة والعز وما أشبه ذلك فعلي المعني الأول فإن الزوجة تدخل في أهل الرجل مجاوزا مع الأخذ في الاعتبار وجود فرق في الاستعمال بين أهل الرجل وأهل بيت الرجل فإن إطلاق كلمة (أهل) علي الزوجة لا يلزم منه صحة إطلاق كلمة (أهل البيت) عليها ويؤيد ذلك ما أخرجه الحاكم في المستدرك والإمام أحمد في المسند أن رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم قال ﻹم سلمة (إنك من أهلي خير وهؤلاء أهل بيتي أحق) .
#رابعا إن وجود آية التطهير بين آيات نساء النبي هو أسلوب بياني يعرف بالالتفاف وقد استخدمه القرآن في كثير من الموارد كقوله {يوسف أعرض عن هذا واستغفري لذنبك } .
#خامسا لنا أن نعتبر قوله تعالي {إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت} جملة اعتراضية إذا صححنا ورود الاعتراض في آخر الكلام أو اعتبرنا الآيات السابقة واللاحقة ذات وحدة واحدة وهذا الأسلوب كثير في القرآن من ذلك قوله تعالي {وإنه لقسم _ لو تعلمون _ عظيم} وقوله تعالي علي لسان امرأة عمران {رب إني وضعتها أنثي _والله أعلم بما وضعت _ وليس الذكر كالأنثى} .
#سادسا من القرائن الهامة التي ذكرت علي أنها توجب رفع اليد عن الظهور السياقي (اختلاف الضمائر في الآية) فيلاحظ هنا تذكير الضمير في آية التطهير في {عنكم} و {يطهركم} مع أن الضمائر الواردة في السابق واللاحق هي ضمائر الإناث {وقرن في بيوتكن} و {لا تبرجن} و {أقمن الصلاة} و {آتين} و {أطعن} وغير ذلك .
#سابعا يمكن لنا أن نحكم بكل اطمئنان علي هؤلاء الذين يقولون بأن أهل البيت هم نساء النبي صلي الله عليه وآله وسلم بأنهم يجتهدون في مقابل النصوص الصريحة والأحاديث المتواترة الصحيحة وقد مر بنا بعضها ولم يثبت أن زوجة من زوجات النبي صلي الله عليه وآله وسلم ادعت هذا الشرف العظيم . " انتهى
وقال أيضآ الدكتور السني عبدالحليم الحسيني : "
#الشبهة_الثانية
#أهل_البيت_من_تحرم_عليهم_الصدقة
استدل البعض علي أن بني هاشم وخصوصا آل عقيل وآل جعفر وآل العباس منهم هم أهل البيت لأن الصدقة تحرم عليهم بنص حديث زيد بن أرقم الذي أخرجه مسلم في صحيحه بكتاب فضائل الصحابة باب فضائل علي بن أبي طالب عن يزيد بن حيان قال (فقلنا من أهل بيته ؟ نساؤه ؟ قال لا وايم الله إن المرأة تكون مع الرجل العصر من الدهر ثم يطلفها فترجع إلي أبيها وقومها أهل بيته أصله وعصبته الذين حرموا الصدقة بعده) .
#تعليق هذا الرأي لزيد بن أرقم يؤكد ما قلناه سابقا في حق نساء النبي صلي الله عليه وآله وسلم ويمكن الاستدلال به علي نفي المراد بأن نساؤه هم أهل بيته لكنه وضع لنا إشكالات جديدا وهو أن المراد بأهل البيت هم بعض بني هاشم إلي جانب أصحاب الكساء .
والذي عقد الامر أكثر أننا وجدنا رواية ثانية لزيد بن أرقم في صحيح مسلم أيضا وفي نفس الباب يثبت فيها أن نساء النبي صلي الله عليه وآله وسلم من أهل بيته كما يبدو في الظاهر حيث سأله حصين بن سبرة (ومن أهل بيته يا زيد أليس نساؤه من أهل بيته ؟ قال نساؤه من أهل بيته ؟ قال نساؤه من أهل بيته ولكن أهل بيته من حرم الصدقة بعده قال ومن هم ؟ قال هم آل علي وآل جعفر وآل عباس قال كل هؤلاء قال نعم) .
ومن هذه الرواية قد يبدو للوهلة الأولي أن هناك تعارضا وتناقضا بين الروايتين ومن هنا قال النووي في شرحه علي صحيح مسلم (وأما قوله في الرواية الاخرى نساؤه من أهل بيته ولكن أهل بيته من حرم الصدقة وفي الرواية الاخري فقلنا من أهل بيته نساؤه ؟ قال لا فهاتان الروايتان ظاهرهما التناقض والمعروف في معظم الروايات في غير مسلم أنه قال نساؤه لسن من أهل بيته فتتأول الرواية الأولي علي أن المراد أنهن من أهل بيته الذين يساكنون ويعولهم وأمر باحترامهم وإكرامهم ولا يدخلن فيمن حرم الصدقة وقد أشار إلي هذا في الرواية الأولي بقوله (نساؤه من أهل بيته من حرم الصدقة) .
ومن كلام النووي يتبين أن زيد بن أرقم فصل بين أهل البيت بمعنيين بين من يسكن معه في بيت واحد ويعولهم وبين من حرم الصدقة ومن المعلوم أن نساؤه صلي الله عليه وآله وسلم لا تحرم الصدقة بالإجماع .
#وللرد_علي_شبهة_أن_أهل_بيته_صلي_الله_عليه_وآله_وسل م_من_تحرم_عليهم_الصدقة_تقول
#أولا إن تفسير زيد بن أرقم ل (أهل البيت) علي هذا النحو إنما هو إجتهاد منه فإذا ثبت عن الرسول غير ذلك فالمعيار هو كلام الرسول لا اجتهاد زيد ولا غيره إذ لا اجتهاد مع النص وقد ثبت أن الرسول قد عين المراد من أهل البيت كما ظهر من نصوص حديث الكساء الصحيح والمتواتر المتقدمة .
#ثانيا لو كان كلام زيد صحيحا فقد كان علي رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم ﻷن يدخل في الكساء أيضا العباس وأبناءه والعباس عم النبي وهو أقرب من الإمام علي وعقيلا وجعفر وغيرهم من أقاربه ويمر علي باب بيوتهم ويقرأ الآية الكريمة لكن بملاحظة الآيات وسياقها والاستعمالات الواردة فيها تبين أن المراد هو بيت النبوة لا بيت النسب أو بيت السكني .
#ثالثا إن قوله نساؤه من أهل بيته استفهام إنكاري قد حذفت منه أداة الاستفهام تخفيفا وليس إقرارا منه بأن النساء من أهل البيت أيضا لأنه قد عقبه بقوله (ولكن) الدالة علي أن ما بعدها هو الصحيح وإلا لكان الأصح أن يقول (نساؤه من أهل بيته وكذا من حرموا الصدقة بعده) .
وقد ظهر هذا الاستفهام الانكاري في حديث واثلة بن الأسقع الذي ذكره المتقي الهندي في كنز العمال حيث قال لرسول الله صلي الله عليه وآله وسلم بعد أن دعا لأهل الكساء (وأنا من أهلك ؟ قال وأنت من أهلي ؟) .
أو أدخله في أهله كسلمان الفارسي من باب الانتساب لا النسب . " انتهى النقل
دمتم برعاية الله
كتبته : وهج الإيمان