وهج الإيمان
10-02-2022, 05:46 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وال محمد
يكرر أهل العناد دائما القول بأن الزهراء لم تذكر في خطبتها الفدكية شيئا عن ماحدث لها من كسر ضلعها وإسقاط جنينها ويقولون هذا يعني أن مايقوله الشيعة لايصح !! ، أقول وبالله التوفيق : سأنسف هذه الشبهة وأثبت ذكر الزهراء عليها السلام لماحدث لها من كسر ضلعها الشريف وإسقاطها للمحسن عليه سلام الله من خطبتها الفدكية لإلزامهم
- في البداية أقول هذه إجابة للشيخ مسلم الداوري على هذا السؤال :
هل هنالك سند صحيح للخطبة الفدكية لسيدة النساء فاطمة الزهراء عليها السلام ؟
الجواب :
بسمه تعالى للخطبة عدّة طرق، ومنها ما هو المعتبر كطريق الصدوق في الفقيه، وهو ما رواه إسماعيل بن مهران، عن أحمد بن محمّد، عن جابر، عن زينب عليها السلام. ومهما يكن فالخطبة الشريفة مشهورة وقد رواها العامّة والخاصّة وبنوا عليها. وقد تعرّضنا لشيء من ذلك في إيضاح الدلائل، فراجع. اهـ
* ذكر الزهراء عليها السلام كسر ضلعها وإسقاط جنينها في خطبتها الفدكية :
1- السيدة الزهراء عليها السلام في خطبتها الفدكية أنت انه أجهش لها المستمعين بالبكاء وهذا ناتج عن ألمها من كسر ضلعها وإسقاط جنينها وعلم من إستمع لأنتها بماجرى لها فبكوا على مصيبتها ، قال الشيخ أحمد سلمان عن ذكر الزهراء عليها السلام ماحدث لها في خطبتها : "عندما سئل أحد العلماء الكبار قال أنها في نفس رواية الخطبة الفدكية أنت أنه أجهش لها القوم بالبكاء وأمهلتهم حتى سكن نشيجهم وأن من في المجلس بكى لماجرى عليها من آلامها الجسديه وعرفوا ذلك لم يكن خافيآ عليهم " انتهى
2- ذكرت الزهراء عليها السلام ماجرى عليها من كسر ضلعها وإسقاط جنينها هنا حيث قالت في خطبتها الفدكية :
" والقصاص حقناً للدماء "
عندما قالت هذا فهم الصحابة دخولها في هذا الحكم الشرعي وحاجتها للقصاص في الوقت المناسب من الجريمة التي تعرضت لها وهو ماجعلهم عند سماعهم لأنتها يجهشون بالبكاء لحدوثها
ان الإمام علي عليه السلام لم يقتل بنفسه عمر ولامن شارك في ضرب الزهراء عليها السلام المؤدي لمقتلها ومن تسبب في ذلك لأن المصطفى صلى الله عليه واله وسلم قد أمره بالصبر و وهناك مواقف كثيره للنبي صلى الله عليه واله وسلم لم يقتص ممن يستحق القصاص لحكمة ، وهذا ماجعل عمر ومن معه يضربون الزهراء عليها السلام ويحملون الحطب ويشعلون النيران
- إنه سيكونُ [ بعدي ] اختلافٌ وأمرٌ فإنِ استطعْتَ أن تكونَ السَّلْمَ فافْعَلْ
الراوي : علي بن أبي طالب | المحدث : الهيثمي | المصدر : مجمع الزوائد
الصفحة أو الرقم : 7/237 | خلاصة حكم المحدث : رجاله ثقات
قال المرجع الشيخ السند : " وروى سليم بن قيس الهلالي برواية أبان بن أبي عياش ـ مع أنّه من علماء العامة وقضاتها لكنه أحد رواة كتاب سليم ـ عن سلمان وعبدالله بن العبّاس .. فوثب علي بن أبي طالب عليه السلام فأخذ بتلابيب عمر، ثمّ هزه فصرعه ووجأ انفه ورقبته وهم بقتله فذكر قول رسول الله صلى الله عليه وآله وما أوصاه من الصبر والطاعة فقال : والذي كرم محمّداً بالنبوة يا ابن صهاك لولا كتاب من الله سبق لعلمت أنك لا تدخل بيتي . فأرسل عمر يستغيث " انتهى النقل
وقد قال الشيخ دمشقية أن السيد الخوئي وثق كتاب سليم بن قيس (*)
- وجاء ايضآ في رواية رسالة عمر لمعاوية في بحار الأنوار- العلامة المجلسي - ج 30 : أجاز لي بعض الأفاضل في مكة - زاد الله شرفها - رواية هذا الخبر ، وأخبرني أنه أخرجه من الجزء الثاني من كتاب دلائل الإمامة ، وهذه صورته :
151 - حدثنا أبو الحسين محمد بن هارون بن موسى التلعكبري ، قال : حدثنا أبي رضي الله عنه ، قال : حدثنا أبو علي محمد بن همام ، قال : حدثنا جعفر ابن محمد بن مالك الفزاري الكوفي ، قال : حدثني عبد الرحمن بن سنان الصيرفي ، عن جعفر بن علي الحوار ، عن الحسن بن مسكان ، عن المفضل بن عمر الجعفي . عن جابر الجعفي ، عن سعيد بن المسيب ، قال :...
: " وإني لاعلم علما يقينا لا شك فيه لو اجتهدت أنا وجميع من على الأرض جميعا على قهره ما قهرناه ، ولكن لهنات كانت في نفسه أعلمها ولا أقولها " انتهى
قال الشيخ الشاهرودي عندما ذكر سند الروايه السابقه :
مستدركات علم رجال الحديث - الشيخ علي النمازي الشاهرودي - ج ٤ - الصفحة ٤٠٠ :رواية شريفة مفصلة في مثالب الثاني ومكاتبته إلى معاوية. و فيه دلالات على حسن الرواة وكمالاتهم. كمبا ج 8 / 230. اهـــ
وقال الشيخ المحقق الدكتور أحمد الماحوزي في التعقيب على كلام الشيخ الشاهرودي وتصحيحه للإسناد : الرواه من الخاصه بل ومن خاصة الخاصه ولامفر ايضآ أن إسناده مقبول وأنه حسن لغيره اهـ
أقول : جاء في : " شرح الفقرة الخامسة من خطبة السيدة الزهراء عليها السلام..... { علل وفلسفة الأحكام الإسلامية } ▪︎
: بقلم الدكتور الشريف عبدالحليم العزمى الحسينى▪︎ : "
{ والقصاص حقنا للدماء } : لا يوجد فى سجلات القوانين فى العالم كله قانون للمحافظة على حياة الناس كقانون القصاص ولهذا قال تعالى : { ولكم فى القصاص حياة يا أولى الألباب لعلكم تتقون } ..والعجب أن القضاء على حياة القاتل يعتبر إبقاء وحفظا لحياة الآخرين ..إذ إن الإنسان إذا عزم على قتل أحد ظلما إذا علم أنه سوف يقتص منه ويقتل فإنه بالقطع واليقين سيمتنع من الإقدام على الجريمة ولكنه إذا علم أن جزاءه السجن وفى السجن الراحة والأكل والشرب ورجاء شمول العفو والتخفيف أو دفع العوض وما شابه ذلك من الرشوة وشفاعة الشافعين لدى السلطة الحاكمة فعند ذلك تهون عنده الجريمة ويستسهل الجناية ويقدم على إراقة الدماء البريئة ظلما وعدوانا .
إن قانون الغرب السائد فى البلاد الإسلامية لا يؤمن بالقصاص من القاتل ويزعم القانون أن القصاص لا يحيى المقتول فلا فائدة فى تكرار القتل فوضعوا السجون والأعمال الشاقة عقوبة للقاتل ومع ذلك تجد السجون فى العالم مليئة بالمجرمين المرتكبين لجريمة القتل وتجد جرائم القتل فى التزايد والتكاثر فى كل زمان وكل مكان ..
والأعجب أن الله تعالى يخاطب العقلاء بقوله : { يا أولى الألباب } ويعقبه : { لعلكم تتقون } يخاطب الله تعالى العقلاء الذين يفهمون ويعقلون أن القصاص أحسن رادع وأقوى مانع من القتل والقصاص أفضل وأحسن من السجن والتعذيب وما شابه ذلك ...ولكن القانون الإلهى أصبح مهجورا متروكا والقانون الغربى هو القانون المفضل على أحكام الله تعالى .. فكيف يرجو المسلمون لأنفسهم السيادة والعزة والإستقلال وهم أذناب وأتباع للصهاينة والصليبيين فى أحكامهم وقوانينهم .. " انتهى نقل كلام الدكتور السني عبدالحليم الحسيني
أقول : لهذا جاء في قول الإمام الصادق عليه السلام في رواية مفصلة سندها قابل للإعتبار كما قال الشيخ المحقق أحمد الماحوزي وهذا السند في بحار الانوار - المجلسي - :
روي في بعض مؤلفات أصحابنا، عن الحسين بن حمدان، عن محمد ابن إسماعيل وعلي بن عبد الله الحسني، عن أبي شعيب [و] محمد بن نصير، عن عمر بن الفرات، عن محمد بن المفضل، عن المفضل بن عمر قال: سألت سيدي الصادق عليه السلام
- ج53 ص 14 : ..
وإشعال النار على باب أمير المؤمنين وفاطمة والحسن والحسين عليهم السلام لاحراقهم بها، وضرب يد الصديقة الكبرى فاطمة بالسوط، ورفس بطنها وإسقاطها محسنا، وسم الحسن عليه السلام وقتل الحسين عليه السلام، وذبح أطفاله وبني عمه وأنصاره، وسبي ذراري رسول الله صلى الله عليه وآله وإراقة دماء آل محمد صلى الله عليه وآله، وكل دم سفك، وكل فرج نكح حراما، وكل رين وخبث وفاحشة وإثم وظلم وجور وغشم منذ عهد آدم عليه السلام إلى وقت قيام قائمنا عليه السلام كل ذلك يعدده عليه السلام عليهما، ويلزمهما إياه فيعترفان به ثم يأمر بهما فيقتص منهما في ذلك الوقت بمظالم من حضر، ثم يصلبهما على الشجرة و يأمر نارا تخرج من الأرض فتحرقهما والشجرة ثم يأمر ريحا فتنسفهما في اليم نسفا.
قال المفضل: يا سيدي ذلك آخر عذابهما؟ قال: هيهات يا مفضل والله ليردن وليحضرن السيد الأكبر محمد رسول الله صلى الله عليه وآله والصديق الأكبر أمير المؤمنين وفاطمة والحسن والحسين والأئمة عليهم السلام وكل من محض الإيمان محضا أو محض الكفر محضا، وليقتصن منهما لجميعهم حتى أنهما ليقتلان في كل يوم وليلة ألف قتلة، ويردان إلى ما شاء ربهما. "
وجاء أيضآ في نفس الرواية : "
ويأتي محسن مخضبا بدمه تحمله خديجة ابنة خويلد وفاطمة ابنة أسد وهما جدتاه وجمانة عمته ابنة أبي طالب وأسماء ابنة عميس صارخات وأيديهن على خدودهن ونواصيهن منشرة والملائكة تسترهن بأجنحتها وأمه فاطمة تصيح وتقول (هذا يومكم الذي كنتم به توعدون) وجبرائيل يصيح ويقول: (مظلوم فانتصر) فيأخذ رسول الله (صلى الله عليه وآله) محسن على يده ويرفعه إلى السماء وهو يقول الهي صبرنا في الدنيا احتسابا وهذا اليوم: (تجد كل نفس ما عملت من خير محضرا وما عملت من سوء تود لو أن بينها وبينه أمدا بعيدا).
وفي نفس الرواية : "
قال: ثم بكى الصادق وقال: يا مفضل لو قلت عينا بكت ما في الدموع من ثواب وإنما نرجو ان بكينا الدماء ان ثاب به فبكى المفضل طويلا، ثم قال يا ابن رسول الله ان يومكم في القصاص لأعظم من يوم محنتكم فقال له الصادق: ولا كيوم محنتنا بكربلا وإن كان كيوم السقيفة واحراق الباب على أمير المؤمنين وفاطمة والحسن والحسين وزينب وأم كلثوم وفضة وقتل محسن بالرفسة لأعظم وامر لأنه أصل يوم العذاب .
قال المفضل: يا مولاي اسال قال: إسأل قال: يا مولاي (وإذا المؤودة سئلت باي ذنب قتلت) قال: يا مفضل تقول العامة انها في كل جنين من أولاد الناس يقتل مظلوما قال المفضل: نعم، يا مولاي هكذا يقول أكثرهم قال: ويلهم من أين لهم هذه الآية هي لنا خاصة في الكتاب وهي محسن (عليه السلام) لأنه منا وقال الله تعالى: (قل لا أسألكم عليه اجرا الا المودة في القربى) وإنما هي من أسماء المودة فمن أين إلى كل جنين من أولاد الناس وهل في المودة والقربى غيرنا يا مفضل قال صدقت يا مولاي ثم ماذا قال فتضرب سيدة نساء العالمين فاطمة يدها إلى ناصيتها وتقول اللهم أنجز وعدك وموعدك فيمن ظلمني وضربني وجرعني ثكل أولادي ثم تلبيها ملائكة السماء السبع وحملة العرش وسكان الهواء ومن في الدنيا وبين اطباق الثرى صائحين صارخين بصيحتها وصراخها إلى الله فلا يبقى أحد ممن قاتلنا ولا أحب قتالنا وظلمنا ورضي بغضبنا وبهضمنا ومنعنا حقنا الذي جعله الله لنا الا قتل في ذلك اليوم كل واحد الف قتلة ويذوق في كل قتلة من العذاب ما ذاقه من ألم القتل سائر من قتل من أهل الدنيا " انتهى النقل
اقول : تأمل هنا هذا النقل: عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (من ضَرَب بسوط ظلما، اقتُصَّ منه يوم القيامة) رواه الطبراني وصححه الألباني
وهذا النقل : عقل وقلب - الندوة : 10 - من سيرة الصحابي الجليل سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه عملاق الإسلام ، والسماء ذات الرجع
قال الدكتور السني محمد راتب النابلسي :
هذا الصحابي الجليل كان مع أحد الصحابة عبد الرحمن بن عوف يتفقد شؤون المدينة ليلاً ، رأى قافلة قد حطت ركابها في ظاهر المدينة فقال لسيدنا عبد الرحمن تعال يا عبد الرحمن نحرس هذه القافلة ، أمير المؤمنين ، سمع بكاء طفل صغير في أحد الخيام ، قال لأمه أرضعيه رحمة به ، فبكى ثانية نبه أمه ، فبكى ، فغضب كل راع سيحاسب عن تقصيره تجاه رعيته
كان عصبي المزاج قال : أرضعيه ، فغضبت المرأة ، قالت : ما شأنك بنا ؟ إني أفطمه ، قال ولما ؟ قالت : لأن عمر لا يعطي العطاء إلا بعد الفطام ، تروي الروايات أنه ضرب جبهته وقال كلمة صعق لها : ويحك يا بن الخطاب كم قتلت من أطفال المسلمين ؟ " انتهى النقل
_________
(* ) قال الشيخ دمشقيه عن توثيق السيد الخوئي للكتاب : قال الخوئي « وعلى ذلك فلا وجه لدعوى وضع كتاب سليم بن قيس» (معجم رجال الحديث9/234 ) وقال المجلسي « كتاب سليم بن قيس في غاية الاشتهار وقد طعن فيه جماعة والحق أنه من الأصول المعتبرة» (بحار الأنوار1/32) وأقر به الطوسي في الفهرست (ص 111) وقال النعماني عن كتاب السقيفة « وليس بين الشيعة خلاف في أن كتاب سليم بن قيس الهلالي أصل من أكبر كتب الأصول التي رواها أهل العلم.. وهو من الأصول التي ترجع إليها ويعول عليها» (النعماني الغيبة ص61) ووجدت في كتاب شرح الأخبار3/69 للقاضي النعماني المغربي إثبات محقق الكتاب محمد الحسيني الجلالي في الحاشية هذا الكتاب لسليم بن قيس. اهـ وصححها الشيخ الدكتور الماحوزي
دمتم برعاية الله
كتبته : وهج الإيمان
اللهم صل على محمد وال محمد
يكرر أهل العناد دائما القول بأن الزهراء لم تذكر في خطبتها الفدكية شيئا عن ماحدث لها من كسر ضلعها وإسقاط جنينها ويقولون هذا يعني أن مايقوله الشيعة لايصح !! ، أقول وبالله التوفيق : سأنسف هذه الشبهة وأثبت ذكر الزهراء عليها السلام لماحدث لها من كسر ضلعها الشريف وإسقاطها للمحسن عليه سلام الله من خطبتها الفدكية لإلزامهم
- في البداية أقول هذه إجابة للشيخ مسلم الداوري على هذا السؤال :
هل هنالك سند صحيح للخطبة الفدكية لسيدة النساء فاطمة الزهراء عليها السلام ؟
الجواب :
بسمه تعالى للخطبة عدّة طرق، ومنها ما هو المعتبر كطريق الصدوق في الفقيه، وهو ما رواه إسماعيل بن مهران، عن أحمد بن محمّد، عن جابر، عن زينب عليها السلام. ومهما يكن فالخطبة الشريفة مشهورة وقد رواها العامّة والخاصّة وبنوا عليها. وقد تعرّضنا لشيء من ذلك في إيضاح الدلائل، فراجع. اهـ
* ذكر الزهراء عليها السلام كسر ضلعها وإسقاط جنينها في خطبتها الفدكية :
1- السيدة الزهراء عليها السلام في خطبتها الفدكية أنت انه أجهش لها المستمعين بالبكاء وهذا ناتج عن ألمها من كسر ضلعها وإسقاط جنينها وعلم من إستمع لأنتها بماجرى لها فبكوا على مصيبتها ، قال الشيخ أحمد سلمان عن ذكر الزهراء عليها السلام ماحدث لها في خطبتها : "عندما سئل أحد العلماء الكبار قال أنها في نفس رواية الخطبة الفدكية أنت أنه أجهش لها القوم بالبكاء وأمهلتهم حتى سكن نشيجهم وأن من في المجلس بكى لماجرى عليها من آلامها الجسديه وعرفوا ذلك لم يكن خافيآ عليهم " انتهى
2- ذكرت الزهراء عليها السلام ماجرى عليها من كسر ضلعها وإسقاط جنينها هنا حيث قالت في خطبتها الفدكية :
" والقصاص حقناً للدماء "
عندما قالت هذا فهم الصحابة دخولها في هذا الحكم الشرعي وحاجتها للقصاص في الوقت المناسب من الجريمة التي تعرضت لها وهو ماجعلهم عند سماعهم لأنتها يجهشون بالبكاء لحدوثها
ان الإمام علي عليه السلام لم يقتل بنفسه عمر ولامن شارك في ضرب الزهراء عليها السلام المؤدي لمقتلها ومن تسبب في ذلك لأن المصطفى صلى الله عليه واله وسلم قد أمره بالصبر و وهناك مواقف كثيره للنبي صلى الله عليه واله وسلم لم يقتص ممن يستحق القصاص لحكمة ، وهذا ماجعل عمر ومن معه يضربون الزهراء عليها السلام ويحملون الحطب ويشعلون النيران
- إنه سيكونُ [ بعدي ] اختلافٌ وأمرٌ فإنِ استطعْتَ أن تكونَ السَّلْمَ فافْعَلْ
الراوي : علي بن أبي طالب | المحدث : الهيثمي | المصدر : مجمع الزوائد
الصفحة أو الرقم : 7/237 | خلاصة حكم المحدث : رجاله ثقات
قال المرجع الشيخ السند : " وروى سليم بن قيس الهلالي برواية أبان بن أبي عياش ـ مع أنّه من علماء العامة وقضاتها لكنه أحد رواة كتاب سليم ـ عن سلمان وعبدالله بن العبّاس .. فوثب علي بن أبي طالب عليه السلام فأخذ بتلابيب عمر، ثمّ هزه فصرعه ووجأ انفه ورقبته وهم بقتله فذكر قول رسول الله صلى الله عليه وآله وما أوصاه من الصبر والطاعة فقال : والذي كرم محمّداً بالنبوة يا ابن صهاك لولا كتاب من الله سبق لعلمت أنك لا تدخل بيتي . فأرسل عمر يستغيث " انتهى النقل
وقد قال الشيخ دمشقية أن السيد الخوئي وثق كتاب سليم بن قيس (*)
- وجاء ايضآ في رواية رسالة عمر لمعاوية في بحار الأنوار- العلامة المجلسي - ج 30 : أجاز لي بعض الأفاضل في مكة - زاد الله شرفها - رواية هذا الخبر ، وأخبرني أنه أخرجه من الجزء الثاني من كتاب دلائل الإمامة ، وهذه صورته :
151 - حدثنا أبو الحسين محمد بن هارون بن موسى التلعكبري ، قال : حدثنا أبي رضي الله عنه ، قال : حدثنا أبو علي محمد بن همام ، قال : حدثنا جعفر ابن محمد بن مالك الفزاري الكوفي ، قال : حدثني عبد الرحمن بن سنان الصيرفي ، عن جعفر بن علي الحوار ، عن الحسن بن مسكان ، عن المفضل بن عمر الجعفي . عن جابر الجعفي ، عن سعيد بن المسيب ، قال :...
: " وإني لاعلم علما يقينا لا شك فيه لو اجتهدت أنا وجميع من على الأرض جميعا على قهره ما قهرناه ، ولكن لهنات كانت في نفسه أعلمها ولا أقولها " انتهى
قال الشيخ الشاهرودي عندما ذكر سند الروايه السابقه :
مستدركات علم رجال الحديث - الشيخ علي النمازي الشاهرودي - ج ٤ - الصفحة ٤٠٠ :رواية شريفة مفصلة في مثالب الثاني ومكاتبته إلى معاوية. و فيه دلالات على حسن الرواة وكمالاتهم. كمبا ج 8 / 230. اهـــ
وقال الشيخ المحقق الدكتور أحمد الماحوزي في التعقيب على كلام الشيخ الشاهرودي وتصحيحه للإسناد : الرواه من الخاصه بل ومن خاصة الخاصه ولامفر ايضآ أن إسناده مقبول وأنه حسن لغيره اهـ
أقول : جاء في : " شرح الفقرة الخامسة من خطبة السيدة الزهراء عليها السلام..... { علل وفلسفة الأحكام الإسلامية } ▪︎
: بقلم الدكتور الشريف عبدالحليم العزمى الحسينى▪︎ : "
{ والقصاص حقنا للدماء } : لا يوجد فى سجلات القوانين فى العالم كله قانون للمحافظة على حياة الناس كقانون القصاص ولهذا قال تعالى : { ولكم فى القصاص حياة يا أولى الألباب لعلكم تتقون } ..والعجب أن القضاء على حياة القاتل يعتبر إبقاء وحفظا لحياة الآخرين ..إذ إن الإنسان إذا عزم على قتل أحد ظلما إذا علم أنه سوف يقتص منه ويقتل فإنه بالقطع واليقين سيمتنع من الإقدام على الجريمة ولكنه إذا علم أن جزاءه السجن وفى السجن الراحة والأكل والشرب ورجاء شمول العفو والتخفيف أو دفع العوض وما شابه ذلك من الرشوة وشفاعة الشافعين لدى السلطة الحاكمة فعند ذلك تهون عنده الجريمة ويستسهل الجناية ويقدم على إراقة الدماء البريئة ظلما وعدوانا .
إن قانون الغرب السائد فى البلاد الإسلامية لا يؤمن بالقصاص من القاتل ويزعم القانون أن القصاص لا يحيى المقتول فلا فائدة فى تكرار القتل فوضعوا السجون والأعمال الشاقة عقوبة للقاتل ومع ذلك تجد السجون فى العالم مليئة بالمجرمين المرتكبين لجريمة القتل وتجد جرائم القتل فى التزايد والتكاثر فى كل زمان وكل مكان ..
والأعجب أن الله تعالى يخاطب العقلاء بقوله : { يا أولى الألباب } ويعقبه : { لعلكم تتقون } يخاطب الله تعالى العقلاء الذين يفهمون ويعقلون أن القصاص أحسن رادع وأقوى مانع من القتل والقصاص أفضل وأحسن من السجن والتعذيب وما شابه ذلك ...ولكن القانون الإلهى أصبح مهجورا متروكا والقانون الغربى هو القانون المفضل على أحكام الله تعالى .. فكيف يرجو المسلمون لأنفسهم السيادة والعزة والإستقلال وهم أذناب وأتباع للصهاينة والصليبيين فى أحكامهم وقوانينهم .. " انتهى نقل كلام الدكتور السني عبدالحليم الحسيني
أقول : لهذا جاء في قول الإمام الصادق عليه السلام في رواية مفصلة سندها قابل للإعتبار كما قال الشيخ المحقق أحمد الماحوزي وهذا السند في بحار الانوار - المجلسي - :
روي في بعض مؤلفات أصحابنا، عن الحسين بن حمدان، عن محمد ابن إسماعيل وعلي بن عبد الله الحسني، عن أبي شعيب [و] محمد بن نصير، عن عمر بن الفرات، عن محمد بن المفضل، عن المفضل بن عمر قال: سألت سيدي الصادق عليه السلام
- ج53 ص 14 : ..
وإشعال النار على باب أمير المؤمنين وفاطمة والحسن والحسين عليهم السلام لاحراقهم بها، وضرب يد الصديقة الكبرى فاطمة بالسوط، ورفس بطنها وإسقاطها محسنا، وسم الحسن عليه السلام وقتل الحسين عليه السلام، وذبح أطفاله وبني عمه وأنصاره، وسبي ذراري رسول الله صلى الله عليه وآله وإراقة دماء آل محمد صلى الله عليه وآله، وكل دم سفك، وكل فرج نكح حراما، وكل رين وخبث وفاحشة وإثم وظلم وجور وغشم منذ عهد آدم عليه السلام إلى وقت قيام قائمنا عليه السلام كل ذلك يعدده عليه السلام عليهما، ويلزمهما إياه فيعترفان به ثم يأمر بهما فيقتص منهما في ذلك الوقت بمظالم من حضر، ثم يصلبهما على الشجرة و يأمر نارا تخرج من الأرض فتحرقهما والشجرة ثم يأمر ريحا فتنسفهما في اليم نسفا.
قال المفضل: يا سيدي ذلك آخر عذابهما؟ قال: هيهات يا مفضل والله ليردن وليحضرن السيد الأكبر محمد رسول الله صلى الله عليه وآله والصديق الأكبر أمير المؤمنين وفاطمة والحسن والحسين والأئمة عليهم السلام وكل من محض الإيمان محضا أو محض الكفر محضا، وليقتصن منهما لجميعهم حتى أنهما ليقتلان في كل يوم وليلة ألف قتلة، ويردان إلى ما شاء ربهما. "
وجاء أيضآ في نفس الرواية : "
ويأتي محسن مخضبا بدمه تحمله خديجة ابنة خويلد وفاطمة ابنة أسد وهما جدتاه وجمانة عمته ابنة أبي طالب وأسماء ابنة عميس صارخات وأيديهن على خدودهن ونواصيهن منشرة والملائكة تسترهن بأجنحتها وأمه فاطمة تصيح وتقول (هذا يومكم الذي كنتم به توعدون) وجبرائيل يصيح ويقول: (مظلوم فانتصر) فيأخذ رسول الله (صلى الله عليه وآله) محسن على يده ويرفعه إلى السماء وهو يقول الهي صبرنا في الدنيا احتسابا وهذا اليوم: (تجد كل نفس ما عملت من خير محضرا وما عملت من سوء تود لو أن بينها وبينه أمدا بعيدا).
وفي نفس الرواية : "
قال: ثم بكى الصادق وقال: يا مفضل لو قلت عينا بكت ما في الدموع من ثواب وإنما نرجو ان بكينا الدماء ان ثاب به فبكى المفضل طويلا، ثم قال يا ابن رسول الله ان يومكم في القصاص لأعظم من يوم محنتكم فقال له الصادق: ولا كيوم محنتنا بكربلا وإن كان كيوم السقيفة واحراق الباب على أمير المؤمنين وفاطمة والحسن والحسين وزينب وأم كلثوم وفضة وقتل محسن بالرفسة لأعظم وامر لأنه أصل يوم العذاب .
قال المفضل: يا مولاي اسال قال: إسأل قال: يا مولاي (وإذا المؤودة سئلت باي ذنب قتلت) قال: يا مفضل تقول العامة انها في كل جنين من أولاد الناس يقتل مظلوما قال المفضل: نعم، يا مولاي هكذا يقول أكثرهم قال: ويلهم من أين لهم هذه الآية هي لنا خاصة في الكتاب وهي محسن (عليه السلام) لأنه منا وقال الله تعالى: (قل لا أسألكم عليه اجرا الا المودة في القربى) وإنما هي من أسماء المودة فمن أين إلى كل جنين من أولاد الناس وهل في المودة والقربى غيرنا يا مفضل قال صدقت يا مولاي ثم ماذا قال فتضرب سيدة نساء العالمين فاطمة يدها إلى ناصيتها وتقول اللهم أنجز وعدك وموعدك فيمن ظلمني وضربني وجرعني ثكل أولادي ثم تلبيها ملائكة السماء السبع وحملة العرش وسكان الهواء ومن في الدنيا وبين اطباق الثرى صائحين صارخين بصيحتها وصراخها إلى الله فلا يبقى أحد ممن قاتلنا ولا أحب قتالنا وظلمنا ورضي بغضبنا وبهضمنا ومنعنا حقنا الذي جعله الله لنا الا قتل في ذلك اليوم كل واحد الف قتلة ويذوق في كل قتلة من العذاب ما ذاقه من ألم القتل سائر من قتل من أهل الدنيا " انتهى النقل
اقول : تأمل هنا هذا النقل: عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (من ضَرَب بسوط ظلما، اقتُصَّ منه يوم القيامة) رواه الطبراني وصححه الألباني
وهذا النقل : عقل وقلب - الندوة : 10 - من سيرة الصحابي الجليل سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه عملاق الإسلام ، والسماء ذات الرجع
قال الدكتور السني محمد راتب النابلسي :
هذا الصحابي الجليل كان مع أحد الصحابة عبد الرحمن بن عوف يتفقد شؤون المدينة ليلاً ، رأى قافلة قد حطت ركابها في ظاهر المدينة فقال لسيدنا عبد الرحمن تعال يا عبد الرحمن نحرس هذه القافلة ، أمير المؤمنين ، سمع بكاء طفل صغير في أحد الخيام ، قال لأمه أرضعيه رحمة به ، فبكى ثانية نبه أمه ، فبكى ، فغضب كل راع سيحاسب عن تقصيره تجاه رعيته
كان عصبي المزاج قال : أرضعيه ، فغضبت المرأة ، قالت : ما شأنك بنا ؟ إني أفطمه ، قال ولما ؟ قالت : لأن عمر لا يعطي العطاء إلا بعد الفطام ، تروي الروايات أنه ضرب جبهته وقال كلمة صعق لها : ويحك يا بن الخطاب كم قتلت من أطفال المسلمين ؟ " انتهى النقل
_________
(* ) قال الشيخ دمشقيه عن توثيق السيد الخوئي للكتاب : قال الخوئي « وعلى ذلك فلا وجه لدعوى وضع كتاب سليم بن قيس» (معجم رجال الحديث9/234 ) وقال المجلسي « كتاب سليم بن قيس في غاية الاشتهار وقد طعن فيه جماعة والحق أنه من الأصول المعتبرة» (بحار الأنوار1/32) وأقر به الطوسي في الفهرست (ص 111) وقال النعماني عن كتاب السقيفة « وليس بين الشيعة خلاف في أن كتاب سليم بن قيس الهلالي أصل من أكبر كتب الأصول التي رواها أهل العلم.. وهو من الأصول التي ترجع إليها ويعول عليها» (النعماني الغيبة ص61) ووجدت في كتاب شرح الأخبار3/69 للقاضي النعماني المغربي إثبات محقق الكتاب محمد الحسيني الجلالي في الحاشية هذا الكتاب لسليم بن قيس. اهـ وصححها الشيخ الدكتور الماحوزي
دمتم برعاية الله
كتبته : وهج الإيمان