المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الدكتور السني عبدالحليم الحسيني قال علي عند دفن فاطمة : اللهم إنها قد ظلمت فاحكم وأنت خير الحاكمين


وهج الإيمان
09-03-2022, 12:16 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وال محمد

قال الدكتور السني عبدالحليم الحسيني أن الزهراء عليها السلام دفنت ليلآ وسرآ لحكمة ، وأن عليآ عليه السلام قال في دفنها : ( اللهم إنها قد ظلمت فاحكم وانت خير الحاكمين ) اه
وأخفى قبرها لقولها : " وعف موضع قبرى " اه
أنقل التالي :
الصلاة على السيدة الزهراء والدفن
********************************
: بقلم الدكتور الشريف عبدالحليم العزمى الحسينى

انتهت مراسيم التكفين وجاء دور الصلاة عليها ثم الدفن
فى تلك الساعة المتأخرة من الليل حضر الأفراد ليشتركوا فى تشييع الجثمان ومراسم الصلاة وغيرها ،

إذ قد تقرر إجراء تلك المراسم ليلا وسرا واستغلال ظلمة الليل مع رعاية الهدوء والسكون كل ذلك لأجل تنفيذ وصايا السيدة الزهراء الحكيمة عليها السلام ..

وانا لا أستطيع أن أكشف حكمة دفن الإبنة الوحيدة التى تركها الرسول الاعظم ؛ بين أمته بهذه الطريقة وكأنها امرأة غريبة خاملة فى المدينة لا يعرفها أحد وكأنها لم تكن لها تلك المنزلة الرفيعة والشخصية المثالية ...

وربما فى قادم الأيام وتغير الظروف والأحوال نتمكن من الجهر بحكمة ما حدث وقتئذ ..

تقدم الإمام علي عليه السلام وصلى على حبيبة رسول الله؛ قائلا : { اللهم إنى راض عن ابنة نبيك ، اللهم إنها قد أوحشت فآنسها ، اللهم إنها قد هجرت فصلها ، اللهم إنها قد ظلمت فاحكم وانت خير الحاكمين }..

ثم صلى ركعتين ورفع يديه إلى السماء ونادى : { هذه بنت نبيك فاطمة أخرجتها من الظلمات إلى النور ، فأضاءت الأرض ميلا فى ميل } ..

صلى الإمام علي عليه السلام عليها إذ إنها طاهرة فيجب أن يصلى عليها الطاهر فالصلاة على الميت دعاء له بالرحمة وأما بالنسبة للطاهر فالدعاء له أى : الصلاة على جثمانه فهو من واجب الطاهر ..

تقدم أمير المؤمنين والعباس والفضل بن العباس ورابع يحملون جسدها الطاهر وشيعها الإمامان الحسن والحسين وعقيل وسلمان وأبو ذر والمقداد وعمار وغيرهم ..

وبعد أن حفروا الروض الطاهر لتلك الزهرة الزهراء واللؤلؤة النوراء ..نزل الإمام علي عليه السلام إلى روضها لأنه ولى أمرها واولى الناس بأمورها واستلم بضعة رسول الله؛

وأضجعها فى لحدها ووضع ذلك الخد الذى طالما تعفر بين يدى الله تعالى فى حال السجود ، ذلك الخد الذى كان يقبله رسول الله فى كل ليلة قبل أن ينام..

وضع ذلك الخد على تراب القبر وقال : { يا أرض أستودعك وديعتى ، هذه بنت رسول الله بسم الله الرحمن الرحيم ، بسم الله وبالله وعلى ملة رسول الله محمد بن عبدالله ، سلمتك أيتها الصديقة إلى من هو أولى بك منى ، ورضيت لك بما رضى الله تعالى لك .. ثم قرأ : { منها خلقناكم وفيها نعيدكم ومنها نخرجكم تارة أخرى } ..

ثم صمت الإمام علي عليه السلام فى روضها الطاهر الذى لم يعرف لعامة الناس وقتذاك وسيبقى مخفيا من يوم انتقالها إلى الرفيق الأعلى إلى يوم الفصل الذى كان ميقاتا ،

ليجلب هذا العمل انتباه المسلمين -- وعلى الأخص الحجاج والمعتمرين الذين يزورون الروضة النبوية الشريفة فى المدينة المنورة ومراقد الأئمة فى البقيع -- ويتساءلون عن روضها الطاهر فلا يجدون لذلك أثرا ولا خبرا ..

فروض السيدة الزهراء عليها السلام كان ولا يزال مجهولا عند المسلمين بسبب اختلاف المؤرخين والمحدثين ، فهناك أحاديث تصرح بدفنها فى البقيع وهناك روايات انها دفنت فى حجرتها وعند توسيع المسجد النبوى صارت الحجرة فى المسجد ..

فإن صح هذا القول فإن صور القبور التى صورها الإمام علي فى البقيع كان لغرض المغالطة وصرف الأنظار عن مدفنها الحقيقى ..

وإن كان الإمام قد دفنها فى البقيع فروضها كان ولا يزال مجهولا ..تنفيذا لوصيتها للإمام على عليهما السلام بقولها : { وعف موضع قبرى }

أهل البيت ما بعد السيدة الزهراء عليها السلام
******************************************

حال الإمام على عليه السلام بعد الدفن
*************************************
لا يستطيع العقل أن يدرك ولا يستطيع اللسان أن يصف الحالة التى كان يعيشها الإمام علي عليه السلام فى تلك اللحظات ومدى تأثير الأحزان على قلبه ....

فبعد أن أشرج الطوب اللبن خرج من الروض الطاهر وتقدم الحاضرون ليهيلوا التراب على الدرة النبوية أشبه الناس خلقا وخلقا ومنطقا برسول الله ؛ كتلة المواهب والفضائل الحوراء الأنسية ....

وسوى الإمام على عليه السلام روضها وكأنه فى تلك المراحل كل جرحه حارا فلا يشعر بالالم .. والإنسان قد يصاب بجراح أو كسر فلا يشعر بالألم فى وقته وبعد مضى لحظات يشتد به الوجع ويتركه يصرخ ويصيح..

كان جثمان السيدة الزهراء عليها السلام نصب عين الإمام على فى تغسيلها وتكفينها والصلاة علبها ودفنها والآن قد غابت عن الأبصار واختفت عن الأعين ..

لقد حان أن يشعر الإمام علي بألم المصاب ويشتد به الوجع أشد ما يمكن ..كانت تلك اللحظات الحرجة من تلك الليلة مؤلمة ومشجية ..فلقد كان قلب الإمام مضغوطا عليه بسبب المصيبة ..فلما تم الدفن :

-- شعر الإمام بفقد شريكة حياته وأحب الناس إليه وإلى رسول الله ..

-- فقد سيدة انسجمت معه دينا ودنيا وآخرة ..

--فقد زوجة شاركته فى مصائب حياته ومرارتها بكل صبر..

-- فقد حوراء ليست من مستويات نساء الدنيا ، سوف لا يجد على وجه الأرض مثلها طهارة ونزاهة وتقوى وعلما وكمالا وشرفا وفضائل ومكارم وغيرها ...فلا يمكن أن يتسلى بامرأة أخرى ..

لقد أدبرت زهرة النبوة عن الدنيا لتغدو فى عليين ..فما أضيق فسحة الأجل !! ما أقصر العمر الذى كتب لها أن تحياه!
قضت وهى فى رونق الشباب ، فى عز الصبا المنفتح على الحياة ..

ولولا أن الشمس والقمر والنجوم وأمثالها مما تضم الأكوان تجرى فى أفلاكها بحسبان ...لولا أنها جميعا من آيات الله التى لا تتأثر حركاتها ولا تتغير مساراتها لحياة إنسان أو لموت إنسان ...إذن لقيل : قد انتحب على بهجة قلب المصطفى وقرينة المرتضى النيران وبكى المشرقان والمغربان ..

لكنه قدر مقدور ...قضاء محتوم يتساوى فيه الخلائق من شرف كمن هان ..وها هى الزهراء تنطلق إلى حيث لا مآب ترتفع عن دنيا الناس ، تحلق بعيدا عن قلى القالين وعدو العادين ، تتسامى أيضا فوق حب المحبين ووفاء الأولياء والصالحين ..

ترحلت كيانا من الصفاء إلى الخلود ، مضت راضية مرضية إلى الحياة الأبدية بذلك العالم النورانى الجديد " انتهى النقل


دمتم برعاية الله
كتبته : وهج الإيمان

[/SIZE]

وهج الإيمان
30-09-2022, 06:56 AM
سبحان الله وبحمده

صدى المهدي
08-10-2022, 01:35 PM
اللهم صل على محمد وال محمد
احسنتم ويبارك الله بكم
شكرا لكم كثير