المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : د. السني الحسيني أهل البيت أولي الأمر في القرآن قول فاطمة طاعتنا نظامآ للملة إمامتنا أمانآ من الفرقة


وهج الإيمان
06-04-2022, 10:10 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وال محمد

الدكتور السني عبدالحليم الحسيني في شرحه لخطبة الزهراء عليها السلام الفدكية ومنها قولها عليها السلام : ( وطاعتنا نظاما للملة )
قال أن أهل البيت هم الثقل الثاني والعترة وهم أولي الأمر الذين أمر الباري عزوجل بطاعتهم في آية وجوب إطاعة أولي الأمر (أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ ) 59 - النساء
وأكد أن الإمامة بجعل الله وليس بإختيار الناس مستدلآ على ذلك بكتاب الباري عزوجل وقد قالت الزهراء عليها السلام : (وإمامتنا أمانا من الفرقة )

أنقل التالي : "
شرح الفقرة الخامسة من خطبة السيدة الزهراء
عليها السلام.... { علل وفلسفة الأحكام الإسلامية }
********************************************
: بقلم الدكتور الشريف عبدالحليم العزمى الحسيني

{ والعدل تنسيقا للقلوب } : وفى نسخة : { تنسيكا للقلوب }
فى الحقيقة نحن لا نعرف لتعليل العدل تعريفا أحسن وأكمل من هذا التعريف الذى نطقت به سيدة نساء العالمين عليها السلام لأن تنسيق القلوب يعنى تنظيمها كتنسيق خرز السبحة وتنظيمها بالخيط . فلو انقطع الخيط لتفرق الخرز وتشتت واختل التنظيم وزال التنسيق ..

إن العدل فى المجتمع بمنزلة الخيط فر السبحة فالعدل الفردى والزوجى والعائلى والإجتماعى والأسرى ومع الناس يكون سببا لتنظيم القلوب وانسجامها بل واندماجها ..وإذا فقد العدل فقد الإنسجام وجاء مكانه التنافر والتباعد والتقاطع وأخيرا التقاتل ..

والملك لا يدوم إلا بالعدل مع الأخذ فى الإعتبار أن العدالة ليست من خصائص الولاة والقضاة فقط ..بل يجب على كل إنسان أن يسير ويعيش تحت ظلال العدالة ويعاشر زوجته وعائلته وأسرته ومجتمعه بالعدالة إبقاء لمحبة القلوب

{ وإطاعتنا نظاما للملة } : وفى نسخة : { وطاعتنا } : سبق أن تحدثت السيدة الزهراء عليها السلام عن القرآن وأنه بقية استخلفها عليكم ثم ذكرت بعض ما يتعلق بعظمة القرآن .. ثم انتقلت إلى ذكر الثقل الثانى وهم العترة وهم أهل البيت وهم أولوا الأمر الذين أوجب الله إطاعتهم على العباد بقوله تعالى : { أطعيوا الله وأطيعوا الرسول وأولى الأمر منكم } ..

والنظام كلمة واسعة النطاق كثيرة المصداق غزيرة المعانى وإذا أرادت أمة أن تعيش فلابد لها من اختيار نطام حاكم سائد ..فالحكومات وتشكيل الوزارات وتنظيم الدوائر وسن القوانين وإصدار التعاليم فى شتى المجالات يقال لها نظام
ولابد من تنفيذ النظام والخضوع والإنقياد له ويقال له : التنظيم ، فإذا كان النظام صالحا انتشر الصلاح فى العباد والبلاد وإذا كان النظام فاسدا ظهر الفساد فى البر والبحر .

والأمة الإسلامية التى تعتبر نفسها فى طليعة الأمم الراقية المتحضرة لابد وأن يكون لها نظام وقد جعل الله تعالى إطاعة أهل البيت عليهم السلام نظاما للملة الإسلامية ومعنى ذلك أن الله جعل المرجعية العلمية والروحية لأئمة أهل البيت وهم عترة الرسول ï·؛ ..لأن الله تعالى زودهم بالمواهب ومنحهم الأهلية وأحاطوا علما بكل ما ينفع المجتمع ويضره وبكل ما يصلح الناس ويفسدهم ..وجعلهم الرسول عدل القرآن بقوله ï·؛ : { إنى تارك فيكم الثقلين : كتاب الله وعترتى أهل بيتى وإنهما لن يفترقا حتى يردا على الحوض وإنكم لن تضلوا ما إن تمسكتم بهما }..

ولو أن المسلمين فسحوا المجال لأهل البيت وأطاعوهم لكانت الدنيا روحا وريحانا وجنة ونعيما وكانت السعادة الشاملة قد عمت جميع طبقات البشر على مر القرون وما كانت تحدث المفاسد والمجازر والمذابح على وجه الأرض وما كانت الأموال تسلب والأعراض تنتهك والنفوس تزهق ظلما وما كان الجهل والأمية والتأخر والتفسح منتشرا بين الأمة الإسلامية وما كان فى الأرض فقر ولا حرمان ولا اضطهاد ولا جوع .. وهذا ما سيحققه الله تعالى فى آخر الزمان على يد إمام أهل البيت المهدى عليه السلام

{ وإمامتنا أمانا من الفرقة } : وفى نسخة : { لما للفرقة} : إمام على وزن كتاب هو المقتدى ، انظر إلى إمام الجماعة كيف يقتدى به المأموم فى أفعال الصلاة من قيام إلى ركوع وسجود وهكذا ؛ فهو مقتدى فى أفعال محدودة ولهذا يقال له إمام صلاة الجماعة ، أو إمام الجماعة فى الصلاة ..

والإمامة الكبرى منصب سماوى ومنزلة تتعين من عند الله تعالى لأنها تالية للنبوة من حيث العظمة والأهمية ، انظر إلى أولياء الله كيف يسألون الله تعالى أن يبلغهم تلك المنزلة الرفيعة والدرجة السامية ..

فهذا الخليل إبراهيم عليه السلام يأتيه النداء من عند الله تعالى : { إنى جاعلك للناس إماما } أى : المقتدى به فى أفعاله وأقواله وأحواله وليس المقصود من الإمامة -- هنا -- النبوة لأن سيدنا إبراهيم كان نبيا حينذاك وإنما أضاف الله له الإمامة إلى النبوة ..

وأنت إذا أمعنت النظر فى قوله تعالى : { إنى جاعلك } يتضح لك أن تعيين الإمام يجب أن يكون من عند الله ولا يحق للناس أن يعينوا لانفسهم إماما حسب آرائهم الشخصية وهواياتهم الفردية ..

وإذا تدبرت بقية الآية تنكشف لك حقائق أخرى وهى قوله : { ومن ذريتى لا ينال عهدى الظالمين } أى : لما أخبر الله إبراهيم بالإمامة قال إبراهيم : { ومن ذريتى } أى : واجعل من ذريتى من يوشع بالإمامة وبهذه الكرامة ..قال تعالى :
{ لا ينال عهدى الظالمين } قال مجاهد : العهد الإمامة وقد روى ذلك عن الإمامين : الباقر والصادق عليهما السلام أى لا يكون الظالم إماما للناس}

ومن ثم فالمناصب السماوية والوظائف الإلهية ينبغى أن تكون من عند الله تعالى وتعيينه وجعله ، تأمل فى هذه الآيات البينات وتدبر فى قوله تعالى:

1 -- { يا داوود إنا جعلناك خليفة فى الأرض } .

2-- { وجعلنا فى ذريتهما النبوة والكتاب } ..

3-- { ولقد آتينا موسى الكتاب وجعلنا معه أخاه هارون وزيرا}.

4-- { وجعلناهم أئمة يهدون بأمرنا } ..

5-- { واجعلنا للمتقين إماما } ..

6 -- واجعلى وزيرا من أهلى * هارون أخى } ..

وغيرها من الآيات التى تتجلى فيها كلمة { جعلنا } ، و{ اجعنا } ، و { جعلناهم } وما أشبه ذلك ..

وهنا تشير السيدة الزهراء عليها السلام بقولها : { وإمامتنا أمانا من الفرقة } إلى قول رسول اللهï·؛ الذى ذكره الفيروز آبادى فى فضائل الخمسة والحاكم فى المستدرك وابن حجر الهيتمى فى صواعقه :{ النجوم أمان لأهل الأرض من الغرق وأهل بيتى أمان لأمتى من الإختلاف ...فإذا خالفتها قبيلة من العرب اختلفوا فصاروا حزب إبليس } â–ھï¸ژ " انتهى النقل

دمتم برعاية الله
كتبته : وهج الإيمان

صدى المهدي
26-07-2022, 08:28 AM
اللهم صل على محمد وال محمد
احسنتم ويبارك الله بكم
شكرا لكم كثيرا

وهج الإيمان
26-07-2022, 08:39 AM
أحسن الله اليكم ووفقكم
حياكم الباري