جعفر المندلاوي
08-06-2022, 10:44 AM
تشطيرُ قصيدة (بآل محمّد عُرف الصوابُ للناشئ الصغير) (*)
======================================
بقلمي : جعفر ملا عبد المندلاوي
( بآل محمّدٍ عُرفَ الصوابُ ) ==== ونهجُ عدوّهم قفرٌ يبابُ
همُ الإيمان والاسلام حقّاً ====== ( وفي أبياتهم نزلَ الكتابُ
همُ الكلماتُ والأسماءُ لاحت ) ==== اليه بعدما صحّ العتابُ
بدت أشباحهم أنوار قدسٍ ===== ( لآدم حينَ عزِّ له المتابُ
وهم حُجج الإله على البرايا) === وفيض علومهم سيلٌ عُبابُ
هم الخلفاءُ بل سُفن النجاة ==== (بهم وبحكمهم لا يُستَرَابُ
بقيّةُ ذي العُلى وفروعُ اصلٍ) = لهم في المجد وصلٌ وانتسابُ
كهوف العلم مشكاة الرشاد = (بحسنِ بيانهم وضحَ الخطابُ
وأنوارٌ تُرى في كُلِّ عصرٍ ) ====== فلا نَفَدت ولا فيها غيابُ
نجومُ هدايةٍ لمن اقتداهم ==== ( لإرشادِ الورى فهمُ شهابُ
ذراري أحمدٍ وبنو عليٍّ ) ===== كأصفي الدُّر ما فيهم مَعَابُ
عفاف الطُهر في تقوى عليٍّ ==== ( خليفته فهم لبٌّ لُبابُ
تناهَوا في نهاية كُلِّ مجْدٍ ) === ذُرى العليا ، لهم شرفٌ مُهابُ
من النسب الرفيع لقدس صِهْرٍ = (فطُهّر خلقُهم وزكُوا وطابوا
إذا ما أعوز الطُلاب علمٌ ) ==== أتوا في كل معضلةٍ ، أجابوا
وفي جلّ العلوم وأيِّ فنٍّ ==== ( ولم يوجد فعندهم يُصابُ
محبتُهم صراطٌ مستقيمُ ) ====== ولايتُهم أَمانٌ لا عذابُ
سبيلُ الآل أهدى للرشاد ==== ( ولكن في مسالكه صعاب
ولا سيما أبو حسنٍ عليٍّ ) === إمامٌ ليس يُشبِهُهُ الصحابُ
هو الكرار في الميدان دوماً ==== ( له في الحرب مرتبةٌ تُهابُ
كأن سنان ذابله ضميرٌ ) ======= الى وأد النفاق به لُهابُ
إذا حمي الوطيس بذات يومٍ = ( فليس عن القلوب له ذهابُ
وصارمه كبيعتهِ بخُمٍّ ) ======= فضربته بيمنته احتجابُ
لأهل الشرك بتّارٌ وبيلُ ==== ( معاقدها من القوم الرقابُ
عليُّ الدُرِّ والذهبُ المصفَّى ) ==== نقاءٌ واجتباءٌ وانتخابُ
وصفوة نخبةٍ لُبُّ الخَيار ===== ( وباقي الناس كلهِّمُ ترابُ
إذا لم تبر من أعدا عليٍّ ) ==== وواليت الذي عادوا وخابوا
كأعور ليس يُبصر أيَّ حقٍّ ===== ( فمالك في محبته ثوابُ
إذا نادت صوارمه نفوساً ) === لمعترك الوغى فيها اضطراب
جيوش الكفر إن سألت نزالاً = (فليس لها سوى نعمٌ جوابُ
فبين سنانه والدرعُ سلمٌ ) ===== إذا التقيا فقد نزل الغِلابُ
أليف الحرب كشّاف الكروب = (وبين البيض والبيض اصطحابُ
هو البكّاء في المحراب ليلاً ) ====== بتقواه تأسّى مَنْ أنابوا
وفي الهيجا له الكعب المعلّى = (هو الضحاكُ إن وصل الضِرابُ
طعام حسامه مهج الأعادي ) == إذا اشتدَّ القتال فلا إِئْتِيَابُ
وإشراق السيوف على الرؤوس = (وفيض دم الرقاب لها شرابُ
ومن في خُفّه طرح الأعادي ) == ببغض في قلوب القوم عابوا
أرادوا النيل منه حيث ألقوا ===== ( حباباً كي يسلبه الحبابُ
فحين أراد لبس الخُفِّ وافى ) ==== أبان الله ما أخفى الكِذَابُ
بمعجزة من الرحمن أمسى ==== ( يمانعه عن الخُفِّ الغرابُ
وطار به فأكفأه وفيه ) ======= خبيث قد تبدّى منه نابُ
ليلدغ رجله ذاك اللعين ==== ( حباب في الصعيد له انسيابُ
ومن ناجاه ثعبانٌ عظيمُ ) ==== وعنه الناس قد مالوا وثابوا
بمسجده من الكوفان يسعى == ( بباب الطُهر ألقته السحابُ
رآه الناس فانجفلوا برُعبٍ ) ==== وفروا منه وامتلأ الشعابُ
وضجُّوا بارتعابٍ وانذعارِ === ( واغلقت المسالكُ والرحابُ
فلما أن دنا منه عليَّ ) ====== أزال الخوف ممّن قد أرابوا
تقارب جمعهم وأتى القصيُّ = ( تدانى الناس واستولى العجابُ
فكلَّمهُ عليٌّ مستطيلاً ) ===== بلُطْفٍ ليس بينهما حجابُ
تحدّر عند منبره وولّى ====== ( وأقبل لا يخافُ ولا يهابُ
ودنَّ لحاجرٍ وانساب فيه ) === بُعَيد جوابه وهو الصواب
ويمشي بين جمهورٍ ويمضي ==== ( وقال وقد تغيبَه الترابُ
أنا ملكٌ مسختُ وأنت مولى ) = وصيٌّ رَغْم منْ فيه ارتيابُ
وأنت امامُنا والخلقُ طُرّاً == ( دعائك إن مننت به يُجابُ
أتيتك تائباً فاشفع الى من) = إذا جاؤك عن ضيقٍ ؛ أصابوا
ومن في الخَلْق يدعو مستجيرا = ( إليه في مهاجرتي الإيابُ
فأقبلَ داعياً وأتى أخوه ) === وفي القلب التماسُ وارتغابُ
ويتبعهُ ليحظى ما تمنّى === ( يؤمّنُ والعيون لها انسكابُ
فلمّا أن أجيبا ظلَّ يعلو ) ===== وفي السِرِّ دعاءٌ واقتراب
ويعلوه ابتهاجٌ وانشراحُ === ( كما يعلو لدى الجدّ العقابُ
وأنبت ريش طاووس عليه ) === كأجمل كائن يُكسى ثياب
بهذا الشكل يبهر كل عينٍ === ( جواهر زانها التبر المذابُ
يقول لقد نجوت بأهل بيتٍ ) = لمولاهم إذا التمس استجابوا
هُمُ الشفعاء يوم الفصل صدقاً = (بهم يُصلى لظىً وبهم يُثابُ
هم النبأُ العظيمِ وفُلْك نوح ) = صراط الحقِّ للجنّاتِ بابُ
هُداة الخلق في الدارين صاروا = (وباب الله وانقطع الخطابُ)
----------------------------------------------------------------------
(*) علي بن عبد الله بن وصيف، أبو الحسن الحلاّء المعروف بالناشئ الأصغر ، شاعر مجيد، من أهل بغداد. كان إمامياً، له قصائد كثيرة في أهل البيت. أخذ علم الكلام عن ابن نوبخت وغيره، وصنف كتباً. وقصد سيف الدولة بحلب، وأملى (ديوان شعره) في مسجد الكوفة، فحضر مجلسه بها المتنبي، وهو صغير. وتوفي ببغداد. كان في صغره يعمل النحاس ويحلّيه في صنعة بديعة، فقيل له (الحلاّء) وكان جده (وصيف) مملوكاً، وأبوه عبد الله عطاراً .
======================================
بقلمي : جعفر ملا عبد المندلاوي
( بآل محمّدٍ عُرفَ الصوابُ ) ==== ونهجُ عدوّهم قفرٌ يبابُ
همُ الإيمان والاسلام حقّاً ====== ( وفي أبياتهم نزلَ الكتابُ
همُ الكلماتُ والأسماءُ لاحت ) ==== اليه بعدما صحّ العتابُ
بدت أشباحهم أنوار قدسٍ ===== ( لآدم حينَ عزِّ له المتابُ
وهم حُجج الإله على البرايا) === وفيض علومهم سيلٌ عُبابُ
هم الخلفاءُ بل سُفن النجاة ==== (بهم وبحكمهم لا يُستَرَابُ
بقيّةُ ذي العُلى وفروعُ اصلٍ) = لهم في المجد وصلٌ وانتسابُ
كهوف العلم مشكاة الرشاد = (بحسنِ بيانهم وضحَ الخطابُ
وأنوارٌ تُرى في كُلِّ عصرٍ ) ====== فلا نَفَدت ولا فيها غيابُ
نجومُ هدايةٍ لمن اقتداهم ==== ( لإرشادِ الورى فهمُ شهابُ
ذراري أحمدٍ وبنو عليٍّ ) ===== كأصفي الدُّر ما فيهم مَعَابُ
عفاف الطُهر في تقوى عليٍّ ==== ( خليفته فهم لبٌّ لُبابُ
تناهَوا في نهاية كُلِّ مجْدٍ ) === ذُرى العليا ، لهم شرفٌ مُهابُ
من النسب الرفيع لقدس صِهْرٍ = (فطُهّر خلقُهم وزكُوا وطابوا
إذا ما أعوز الطُلاب علمٌ ) ==== أتوا في كل معضلةٍ ، أجابوا
وفي جلّ العلوم وأيِّ فنٍّ ==== ( ولم يوجد فعندهم يُصابُ
محبتُهم صراطٌ مستقيمُ ) ====== ولايتُهم أَمانٌ لا عذابُ
سبيلُ الآل أهدى للرشاد ==== ( ولكن في مسالكه صعاب
ولا سيما أبو حسنٍ عليٍّ ) === إمامٌ ليس يُشبِهُهُ الصحابُ
هو الكرار في الميدان دوماً ==== ( له في الحرب مرتبةٌ تُهابُ
كأن سنان ذابله ضميرٌ ) ======= الى وأد النفاق به لُهابُ
إذا حمي الوطيس بذات يومٍ = ( فليس عن القلوب له ذهابُ
وصارمه كبيعتهِ بخُمٍّ ) ======= فضربته بيمنته احتجابُ
لأهل الشرك بتّارٌ وبيلُ ==== ( معاقدها من القوم الرقابُ
عليُّ الدُرِّ والذهبُ المصفَّى ) ==== نقاءٌ واجتباءٌ وانتخابُ
وصفوة نخبةٍ لُبُّ الخَيار ===== ( وباقي الناس كلهِّمُ ترابُ
إذا لم تبر من أعدا عليٍّ ) ==== وواليت الذي عادوا وخابوا
كأعور ليس يُبصر أيَّ حقٍّ ===== ( فمالك في محبته ثوابُ
إذا نادت صوارمه نفوساً ) === لمعترك الوغى فيها اضطراب
جيوش الكفر إن سألت نزالاً = (فليس لها سوى نعمٌ جوابُ
فبين سنانه والدرعُ سلمٌ ) ===== إذا التقيا فقد نزل الغِلابُ
أليف الحرب كشّاف الكروب = (وبين البيض والبيض اصطحابُ
هو البكّاء في المحراب ليلاً ) ====== بتقواه تأسّى مَنْ أنابوا
وفي الهيجا له الكعب المعلّى = (هو الضحاكُ إن وصل الضِرابُ
طعام حسامه مهج الأعادي ) == إذا اشتدَّ القتال فلا إِئْتِيَابُ
وإشراق السيوف على الرؤوس = (وفيض دم الرقاب لها شرابُ
ومن في خُفّه طرح الأعادي ) == ببغض في قلوب القوم عابوا
أرادوا النيل منه حيث ألقوا ===== ( حباباً كي يسلبه الحبابُ
فحين أراد لبس الخُفِّ وافى ) ==== أبان الله ما أخفى الكِذَابُ
بمعجزة من الرحمن أمسى ==== ( يمانعه عن الخُفِّ الغرابُ
وطار به فأكفأه وفيه ) ======= خبيث قد تبدّى منه نابُ
ليلدغ رجله ذاك اللعين ==== ( حباب في الصعيد له انسيابُ
ومن ناجاه ثعبانٌ عظيمُ ) ==== وعنه الناس قد مالوا وثابوا
بمسجده من الكوفان يسعى == ( بباب الطُهر ألقته السحابُ
رآه الناس فانجفلوا برُعبٍ ) ==== وفروا منه وامتلأ الشعابُ
وضجُّوا بارتعابٍ وانذعارِ === ( واغلقت المسالكُ والرحابُ
فلما أن دنا منه عليَّ ) ====== أزال الخوف ممّن قد أرابوا
تقارب جمعهم وأتى القصيُّ = ( تدانى الناس واستولى العجابُ
فكلَّمهُ عليٌّ مستطيلاً ) ===== بلُطْفٍ ليس بينهما حجابُ
تحدّر عند منبره وولّى ====== ( وأقبل لا يخافُ ولا يهابُ
ودنَّ لحاجرٍ وانساب فيه ) === بُعَيد جوابه وهو الصواب
ويمشي بين جمهورٍ ويمضي ==== ( وقال وقد تغيبَه الترابُ
أنا ملكٌ مسختُ وأنت مولى ) = وصيٌّ رَغْم منْ فيه ارتيابُ
وأنت امامُنا والخلقُ طُرّاً == ( دعائك إن مننت به يُجابُ
أتيتك تائباً فاشفع الى من) = إذا جاؤك عن ضيقٍ ؛ أصابوا
ومن في الخَلْق يدعو مستجيرا = ( إليه في مهاجرتي الإيابُ
فأقبلَ داعياً وأتى أخوه ) === وفي القلب التماسُ وارتغابُ
ويتبعهُ ليحظى ما تمنّى === ( يؤمّنُ والعيون لها انسكابُ
فلمّا أن أجيبا ظلَّ يعلو ) ===== وفي السِرِّ دعاءٌ واقتراب
ويعلوه ابتهاجٌ وانشراحُ === ( كما يعلو لدى الجدّ العقابُ
وأنبت ريش طاووس عليه ) === كأجمل كائن يُكسى ثياب
بهذا الشكل يبهر كل عينٍ === ( جواهر زانها التبر المذابُ
يقول لقد نجوت بأهل بيتٍ ) = لمولاهم إذا التمس استجابوا
هُمُ الشفعاء يوم الفصل صدقاً = (بهم يُصلى لظىً وبهم يُثابُ
هم النبأُ العظيمِ وفُلْك نوح ) = صراط الحقِّ للجنّاتِ بابُ
هُداة الخلق في الدارين صاروا = (وباب الله وانقطع الخطابُ)
----------------------------------------------------------------------
(*) علي بن عبد الله بن وصيف، أبو الحسن الحلاّء المعروف بالناشئ الأصغر ، شاعر مجيد، من أهل بغداد. كان إمامياً، له قصائد كثيرة في أهل البيت. أخذ علم الكلام عن ابن نوبخت وغيره، وصنف كتباً. وقصد سيف الدولة بحلب، وأملى (ديوان شعره) في مسجد الكوفة، فحضر مجلسه بها المتنبي، وهو صغير. وتوفي ببغداد. كان في صغره يعمل النحاس ويحلّيه في صنعة بديعة، فقيل له (الحلاّء) وكان جده (وصيف) مملوكاً، وأبوه عبد الله عطاراً .