صدى المهدي
01-07-2022, 11:38 AM
https://www.almaaref.org/uploaded/sumimages/20220629024639.jpg
بعد أن عقد رسول الله (صلى الله عليه وآله) لعلي (عليه السلام) على فاطمة (عليها السلام) في رحاب مسجده على مرأى ومسمع من المسلمين وفي جو يسوده الفرح والابتهاج والسرور قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) لعلي (عليه السلام) هيّئ منزلا حتى تحوّل فاطمة إليه، فأخذوا منزل أحد الصحابة بصورة مؤقتة، وحوّلت فاطمة إلى علي (عليه السلام) في منزل ذلك الصحابي الجليل، في زفاف جميل مبارك وقد صنع علي طعاما من لحم وتمر وسمن واطعم المسلمون جميعا تقريبا، وساد الناس فرح عظيم لم يشهد له نظير.
عن ابن بابويه: أمر النبيّ (صلى الله عليه وآله) بنات عبد المطلب ونساء المهاجرين والأنصار أن يمضين في صحبة فاطمة سلام الله عليها وان يفرحن، ويرجزن ويكبرن ويحمدن ولا يقولن ما لا يرضى الله.
قال جابر: فأركبها على ناقته ـ وفي رواية على بغلته الشهباء ـ وأخذ سلمان زمامها والنبيّ وحمزة وعقيل وجعفر وأهل البيت يمشون خلفها مشهرين سيوفهم ونساء النبيّ (صلى الله عليه وآله) قدامها يرجزن، فانشأت أم سلمة تقول:
سرن بعون الله جاراتي
واشكرنه في كل حالات
واذكرن ما أنعم رب العلى
من كشف مكروه وآفات
فقد هدانا بعد كفر وقد
انعشنا رب السماوات
وسرن مع خير نساء الورى
تفدى بعمات وخالات
ثم إن رسول الله (صلى الله عليه وآله) لما دخلوا الدار أنفذ إلى علي (عليه السلام) ثم دعا فاطمة سلام الله عليها فأخذ يدها وقد علاها الاستحياء وتصبب منها العرق خجلا، بل وقد تعثرت من شدة خجلها فقال لها رسول الله: «أقالك الله العثرة»([1]).
ووضعها في يده وقال: «بارك الله في ابنة رسول الله، يا علي نعم الزوجة فاطمة، ويا فاطمة نعم الزوج علي».
ثم أخذ بيده اناء فيه ماء وصب منه على رأس فاطمة وبدنها ودعا لهما قائلا: «اللهم اجمع شملهما، وألّف بين قلوبهما، واجعلهما وذريتهما من ورثة جنة النعيم وارزقهما ذرية طاهرة طيبة مباركة، واجعل في ذريتهما البركة، واجعلهم أئمة يهدون بأمرك إلى طاعتك، ويأمرون بما يرضيك.
اللهم انّهما أحبّ خلقك إليّ، فاحبهما واجعل عليهما منك حافظا، وانّي اعيذهما بك وذريتهما من الشيطان الرجيم»([2]).
وبذلك أبدى رسول الله (صلى الله عليه وآله) من نفسه في تلك الليلة صفاء واخلاصا لم يعرف له نظير حتى في مجتمعاتنا الحاضرة رغم ما حققته من تكامل ورشد.
ثم إن رسول الله (صلى الله عليه وآله) عدد لفاطمة فضائل علي كما ذكر لعلي فضائل فاطمة وانها «لو لم يخلق علي لما كان لها كفؤ»([3]). ثم ذكر لهما وظائفهما وواجباتهما العائلية فأوكل إلى فاطمة ما هو في داخل البيت من شئون وأوكل إلى علي ما هو من شئون الخارج.
سيد المرسلين (صلى الله عليه وآله)، آية الله الشيخ جعفر سبحاني
([1]) بحار الأنوار: ج 43 ص 96.
([2]) بحار الأنوار: ج 43 ص 114 ـ 118.
([3]) مسند احمد بن حنبل: ج 2 ص 259.
بعد أن عقد رسول الله (صلى الله عليه وآله) لعلي (عليه السلام) على فاطمة (عليها السلام) في رحاب مسجده على مرأى ومسمع من المسلمين وفي جو يسوده الفرح والابتهاج والسرور قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) لعلي (عليه السلام) هيّئ منزلا حتى تحوّل فاطمة إليه، فأخذوا منزل أحد الصحابة بصورة مؤقتة، وحوّلت فاطمة إلى علي (عليه السلام) في منزل ذلك الصحابي الجليل، في زفاف جميل مبارك وقد صنع علي طعاما من لحم وتمر وسمن واطعم المسلمون جميعا تقريبا، وساد الناس فرح عظيم لم يشهد له نظير.
عن ابن بابويه: أمر النبيّ (صلى الله عليه وآله) بنات عبد المطلب ونساء المهاجرين والأنصار أن يمضين في صحبة فاطمة سلام الله عليها وان يفرحن، ويرجزن ويكبرن ويحمدن ولا يقولن ما لا يرضى الله.
قال جابر: فأركبها على ناقته ـ وفي رواية على بغلته الشهباء ـ وأخذ سلمان زمامها والنبيّ وحمزة وعقيل وجعفر وأهل البيت يمشون خلفها مشهرين سيوفهم ونساء النبيّ (صلى الله عليه وآله) قدامها يرجزن، فانشأت أم سلمة تقول:
سرن بعون الله جاراتي
واشكرنه في كل حالات
واذكرن ما أنعم رب العلى
من كشف مكروه وآفات
فقد هدانا بعد كفر وقد
انعشنا رب السماوات
وسرن مع خير نساء الورى
تفدى بعمات وخالات
ثم إن رسول الله (صلى الله عليه وآله) لما دخلوا الدار أنفذ إلى علي (عليه السلام) ثم دعا فاطمة سلام الله عليها فأخذ يدها وقد علاها الاستحياء وتصبب منها العرق خجلا، بل وقد تعثرت من شدة خجلها فقال لها رسول الله: «أقالك الله العثرة»([1]).
ووضعها في يده وقال: «بارك الله في ابنة رسول الله، يا علي نعم الزوجة فاطمة، ويا فاطمة نعم الزوج علي».
ثم أخذ بيده اناء فيه ماء وصب منه على رأس فاطمة وبدنها ودعا لهما قائلا: «اللهم اجمع شملهما، وألّف بين قلوبهما، واجعلهما وذريتهما من ورثة جنة النعيم وارزقهما ذرية طاهرة طيبة مباركة، واجعل في ذريتهما البركة، واجعلهم أئمة يهدون بأمرك إلى طاعتك، ويأمرون بما يرضيك.
اللهم انّهما أحبّ خلقك إليّ، فاحبهما واجعل عليهما منك حافظا، وانّي اعيذهما بك وذريتهما من الشيطان الرجيم»([2]).
وبذلك أبدى رسول الله (صلى الله عليه وآله) من نفسه في تلك الليلة صفاء واخلاصا لم يعرف له نظير حتى في مجتمعاتنا الحاضرة رغم ما حققته من تكامل ورشد.
ثم إن رسول الله (صلى الله عليه وآله) عدد لفاطمة فضائل علي كما ذكر لعلي فضائل فاطمة وانها «لو لم يخلق علي لما كان لها كفؤ»([3]). ثم ذكر لهما وظائفهما وواجباتهما العائلية فأوكل إلى فاطمة ما هو في داخل البيت من شئون وأوكل إلى علي ما هو من شئون الخارج.
سيد المرسلين (صلى الله عليه وآله)، آية الله الشيخ جعفر سبحاني
([1]) بحار الأنوار: ج 43 ص 96.
([2]) بحار الأنوار: ج 43 ص 114 ـ 118.
([3]) مسند احمد بن حنبل: ج 2 ص 259.