عبد العباس الجياشي
21-07-2022, 06:51 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على محمد وآله الطاهرين
وبعد
نقل الشيخ الصدوق بإسناده المعتبر عن محمد بن يحيى الفارسي أنه قال: نظر أبو نواس إلى أبي الحسن الرضا ع ذات يوم، وقد خرج من عند المأمون على بغلة له، فدنا منه أبو نواس في الدهليز، فسلم عليه، وقال: يابن رسول الله ! قد قلت فيكم أبياتاً وأود أن تسمعها، قال ع: هات، فأنشأ يقول:
مُطهَّرُونَ نَقِيَّاتٌ ثِيَابُهُمُ
تَجرِي الصَّلاةُ عَلَيهِمْ أينَما ذُكِرُوا
مَن لم يَكُنْ عَلَويَّاً حينَ تَنسبُهُ
فَمَا لَهُ من قَديمِ الدَّهرِ مُفتَخَرُ
وَالله لما بَرَا خَلقَاً فَأتْقَنَهُ
صَفَّاكُمُ وَاصطَفَاكُم أيُّها البَشَرُ
فَأنتُمُ الملأ الأعلَى وَعِندَكُمُ
عِلمُ الكِتَابِ وَما جَاءتْ بِهِ السُّوَرُ
فقال الرضا ع: «يا حسن بن هاني! قد جئتنا بأبيات ما سبقك أحد إليها، فأحسن الله جزاك»، ثم قال ع «يا غلام! هل معك من نفقتنا شيء؟» فقال: ثلاثمائة دينار، فقال ع: «أعطها إياه»، ثم قال: «لعله استقلها يا غلام! سق إليه البغلة» بحار الأنوار: ج49 ص236 ح5
ونقل المجلسي في بحار الأنوار: ج49 ص236 ح4 أيضاً بالإسناد المتصل عن أبي العباس المبرد، قال: خرج أبو نواس ذات يوم من داره، فبصر براكب قد حاذاه فسأل عنه ولم ير وجهه، فقيل: إنه علي بن موسى الرضا ع، فأنشأ يقول:
إذا أبصَرَتْكَ العَينُ مِن بَعدِ غَايَةٍ
وَعارَضَ فيكَ الشَّكُّ أثْبَتَكَ القَلبُ
وَلَو أنَّ قَوماً أمَّمُوكَ لَقَادَهُم
نَسيمُكَ حتى يَستَدِلَّ بِكَ الرَّكْبُ
وفي كل ما ذكر من الروايات أيضاً من الدلالة على حسن حال الرجل، وخيرية مآله، وإمامية مذهبه، ما لا يمكن إخفاؤه.
وظاهراً أن أصحاب المعرفة والعقل والعلم لا يموتون إلا وهم راجعون إلى هذا الأمر.
أبو نواس الحسن بن هاني بن عبد الأول، ولد في الأهواز في الجنوب الغربي من بلاد فارس سنة (145هـ = 757م)، كان قليل الاهتمام بالشعوبية التي كانت ثائرة في أيامه، ولم يكن متعصباً للعرب على الفرس ولا لغير العرب على العرب .
والصلاة والسلام على محمد وآله الطاهرين
وبعد
نقل الشيخ الصدوق بإسناده المعتبر عن محمد بن يحيى الفارسي أنه قال: نظر أبو نواس إلى أبي الحسن الرضا ع ذات يوم، وقد خرج من عند المأمون على بغلة له، فدنا منه أبو نواس في الدهليز، فسلم عليه، وقال: يابن رسول الله ! قد قلت فيكم أبياتاً وأود أن تسمعها، قال ع: هات، فأنشأ يقول:
مُطهَّرُونَ نَقِيَّاتٌ ثِيَابُهُمُ
تَجرِي الصَّلاةُ عَلَيهِمْ أينَما ذُكِرُوا
مَن لم يَكُنْ عَلَويَّاً حينَ تَنسبُهُ
فَمَا لَهُ من قَديمِ الدَّهرِ مُفتَخَرُ
وَالله لما بَرَا خَلقَاً فَأتْقَنَهُ
صَفَّاكُمُ وَاصطَفَاكُم أيُّها البَشَرُ
فَأنتُمُ الملأ الأعلَى وَعِندَكُمُ
عِلمُ الكِتَابِ وَما جَاءتْ بِهِ السُّوَرُ
فقال الرضا ع: «يا حسن بن هاني! قد جئتنا بأبيات ما سبقك أحد إليها، فأحسن الله جزاك»، ثم قال ع «يا غلام! هل معك من نفقتنا شيء؟» فقال: ثلاثمائة دينار، فقال ع: «أعطها إياه»، ثم قال: «لعله استقلها يا غلام! سق إليه البغلة» بحار الأنوار: ج49 ص236 ح5
ونقل المجلسي في بحار الأنوار: ج49 ص236 ح4 أيضاً بالإسناد المتصل عن أبي العباس المبرد، قال: خرج أبو نواس ذات يوم من داره، فبصر براكب قد حاذاه فسأل عنه ولم ير وجهه، فقيل: إنه علي بن موسى الرضا ع، فأنشأ يقول:
إذا أبصَرَتْكَ العَينُ مِن بَعدِ غَايَةٍ
وَعارَضَ فيكَ الشَّكُّ أثْبَتَكَ القَلبُ
وَلَو أنَّ قَوماً أمَّمُوكَ لَقَادَهُم
نَسيمُكَ حتى يَستَدِلَّ بِكَ الرَّكْبُ
وفي كل ما ذكر من الروايات أيضاً من الدلالة على حسن حال الرجل، وخيرية مآله، وإمامية مذهبه، ما لا يمكن إخفاؤه.
وظاهراً أن أصحاب المعرفة والعقل والعلم لا يموتون إلا وهم راجعون إلى هذا الأمر.
أبو نواس الحسن بن هاني بن عبد الأول، ولد في الأهواز في الجنوب الغربي من بلاد فارس سنة (145هـ = 757م)، كان قليل الاهتمام بالشعوبية التي كانت ثائرة في أيامه، ولم يكن متعصباً للعرب على الفرس ولا لغير العرب على العرب .