وهج الإيمان
15-09-2022, 10:25 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وال محمد
الدكتور السني عبد الحليم الحسيني يعترف بوصول ركب السبايا في العشرين من شهر صفر سنة 61 الى كربلاء واللقاء بالصحابي جابر الأنصاري وزيارة جابر لقبر الإمام الحسين عليه السلام
عودة أهل البيت من دمشق إلى المدينة
: بقلم الدكتور الشريف عبد الحليم العزمى الحسينى
من دمشق إلى كربلاء :
وفقا للمصادر التاريخية فإن رجوعهم عليهم السلام كـان مـن طريق الأردن إلى المدينة المنورة ، وحينما وصلوا إلى مفترق الطرق طلبـوا مـن الحـرس -- الذين رافقوهم من دمشق – أن يجعلوا طريقهم نحو العراق وليس إلى المدينة ،
ولم يستطع الحرس إلا الخضوع لهذا الطلب والتوجه نحو كربلاء . وحينما وصلوا أرض كربلاء ،
وافق وصولهم يوم العشرين من شهر صفر السنة الواحدة والستين من الهجرة ، ونحن نميل إلى وصولهم في هذا التاريخ رغم المعركة العلمية التاريخية التي لا تزال قائمة على قدم وساق بين حملة الأفلام من المحدثين والمؤرخين حول صحته !! .
وكان الصحابي الجليل جابر بن عبد الله الأنصاري وجماعة من بني هاشم ورجال من آل الرسول ï·؛ ، وجماعة من أهل القرى والأرياف التي كانت في ضواحي كربلاء ، قد وردوا لزيارة الإمام الحسين عليه السلام ، فصار هناك اجتماع كبير من شتى الطبقات ، تخيم الكآبة على وجوههم ، وتعصر الأخران قلوبهم .
ذكر حسين الشاكري صاحب موسوعة المصطفى والعترة : عن الأعمش عن عطية العوفي قال :
خرجت مع جابر بن عبد الله الأنصاري رضي الله عنه زائرا قبر الحسين عليه السلام ، فلما وردنا كربلاء ، دنا جابر من شاطئ الفرات فاغتسل ، ثم أئتـزر بإزار وارتـدى آخر ، ثم فتح صرة فيها سعد ، أي : نبات طيب الرائحة ، فنثرها على بديه ، ثـم لـم يخط خطوة إلا ذكر الله تعالى ؛ حتّى إذا دنـا مـن القبـر ..
قـال جابر : ألمسنيه يا عطية ، فالمسته إياه ، فخر على القبر مغشيا عليه ، فرششت عليه شيئا من الماء ، فلما أفاق ، قال :
( يا حسين ) ثلاثا ، ثم قال :
_ أشهد أنك ابن خير النّبيين ، وابن سيد المؤمنين ، وابـن خليف التقوى ، وسليل الهدى ، وخامس أصحاب الكسا ، وابن سيد النقبا ، وابن فاطمة سيدة النساء وما لك لا تكون هكذا ،
وقـد غذتك كـف سيد المرسلين ، وربيت فـي حـجـر المتقين ، ورضعت من ثدي الإيمان ، وفطمت بالإسلام ، فطبت حيا ، وطبت ميتا ، غير أن قلوب المؤمنين غير طيبـة بفراقك ، ولا شـاكـة فـي حياتك ، فعليك سلام الله ورضوانه ، وأشهد أنك مضيت على ما مضى عليـه أخـوك يحيى بن زكريا ..
ثم جال { دار } حول القبر ، وقال : السلام عليكم أيتها الأرواح التي حلت بفناء الحسين عليه السلام ، وأناخت برحله ، أشهد أنكم أقمتم الصلاة ، وأتيتم الزكاة ، وأمرتم
بالمعروف ، ونهيتم عن المنكر ، وجاهدتم الملحدين ، وعبدتم الله ؛ حتى أتاكم اليقين ، والذي بعث محمدا بالحق ، لقد شاركناكم فيما دخلتم فيه .
قال عطية : فقلت لجابر : فكيف !! ولم نهبط واديا ، ولم نعل جبلاً ، ولم نضرب يسيف ، والقـوم قـد فـرق بين رؤوسهم وأبدائهم ، وأوتمت أولادهم ، وأرملت الأزواج ؟ !! .
فقال لي : يا عطية ! سمعت حبيبي رسول الله ï·؛ يقول : ( من أحب قوما ؛ حشر معهم ، ومن أحب عمل قوم ؛ أشرك في عملهم ) ،
والذي بعث محمد ؛ بالحق ، إن نيتي ونية أصحابي على ما مضى عليه الحسين عليه السلام وأصحابه ..
قال عطية : فبينما نحن كذلك وإذا بسواد ( شخص أو مجموعة أشخاص ) قد طلع من ناحية الشام ،
فقال جابر لعبده : انطلق إلى هذا السواد وائتنا بخبره ، فإن كانوا من أصحاب عمر بن سعد ، فارجع إلينـا لـعـلنـا نلجأ إلى ملجأ ،
وإن كان زين العابدين ابن الحسين عليهما السلام ، فأنت حر لوجه الله تعالى .
فمضى العبد ، فما كان بأسرع من أن رجع وهو يقول : يـا جـابر !! قم واستقبل حرم رسول الله؛ ، هذا زين العابدين عليه السلام قد جاء بعماته وأخواته ..
فقـام جـابر يمشـي خـافي القدمين ، مكشـوف الـرأس ، إلى أن دنـا مـن زيـن العابدين ، فقال عليه السلام :
( يا جابر ! ها هنا - والله - قتلت رجالنا ، وذبحت أطفالنا ،
وسبيت نساؤنا ، وحرقت خيامنا ) .
فاشتعلت القلوب حزنا ، واستعدت الدموع كي تجري على الحدود ، ولكنهم ينتظرون شرارة واحدة ؛ حتى تضطرم النفوس بالبكاء ، وترتفع أصوات النحيب .
وكانت الشرارة عندما أقبلت السيدة زينب الكبرى عليهاالسلام نحو أخيها الإمام الحسين عليه السلام ، ونادث :
وا أخاه !! واأخاه !! واأخاه !! . كان هذا النداء المنبعث من ذلك القلب الملتهب ، سببا لتهييج الأحـزان وإسالة الشموع ، وارتفاع أصوات البكاء والنحيب !! .
وقد تكلمت عقيلة بني هاشم بطلة كربلاء عليها السلام بلسان حالها مع أخيها ريحانة النبي وسيد شباب أهل الجنة قائلة :
( أخي ! لقد بلغت رسالتك ، وأيقظت عشرات الآلاف من الضمائر الغافلة وأحييث آلاف القلوب الميتة ، وجعلت أفكار المنحرفين تتغير وتتبدل على خلاف ما كانت عليه قبل ذلك ، وصببت جام غضبي على الطاغية يزيد ، ووصمته بكل عار وخزي ، وجعلت عليـه سـبة الدهر ، ولعنة التاريخ ، ولـم أبـال بالعواقب الوخيمة المحتملة ، والأضرار المتوقعة ، والأخطار المتجهة إلى حياتي ، حين نافحت عـن ديـن جـدي رسول اللہ ·؛ الذي لا ينسجم مع أعمـال الأمويين وهواياتهم ) .
جاء في بعض كتب التاريخ : أن قافلة آل الرسول مكثت في كربلاء مدة ثلاثة أيام مشغولة بالعزاء والبكاء ، ولم يجد الإمام زين العابدين السلام بدا مـن الرحيـل إلى المدينة ؛ لأنه رأى عماته ونساءه وصبيته نائحات الليل والنهار ، يقمـن مـن قبر ويجلسن عند آخر " انتهى النقل
دمتم برعاية الله
كتبته : وهج الإيمان
اللهم صل على محمد وال محمد
الدكتور السني عبد الحليم الحسيني يعترف بوصول ركب السبايا في العشرين من شهر صفر سنة 61 الى كربلاء واللقاء بالصحابي جابر الأنصاري وزيارة جابر لقبر الإمام الحسين عليه السلام
عودة أهل البيت من دمشق إلى المدينة
: بقلم الدكتور الشريف عبد الحليم العزمى الحسينى
من دمشق إلى كربلاء :
وفقا للمصادر التاريخية فإن رجوعهم عليهم السلام كـان مـن طريق الأردن إلى المدينة المنورة ، وحينما وصلوا إلى مفترق الطرق طلبـوا مـن الحـرس -- الذين رافقوهم من دمشق – أن يجعلوا طريقهم نحو العراق وليس إلى المدينة ،
ولم يستطع الحرس إلا الخضوع لهذا الطلب والتوجه نحو كربلاء . وحينما وصلوا أرض كربلاء ،
وافق وصولهم يوم العشرين من شهر صفر السنة الواحدة والستين من الهجرة ، ونحن نميل إلى وصولهم في هذا التاريخ رغم المعركة العلمية التاريخية التي لا تزال قائمة على قدم وساق بين حملة الأفلام من المحدثين والمؤرخين حول صحته !! .
وكان الصحابي الجليل جابر بن عبد الله الأنصاري وجماعة من بني هاشم ورجال من آل الرسول ï·؛ ، وجماعة من أهل القرى والأرياف التي كانت في ضواحي كربلاء ، قد وردوا لزيارة الإمام الحسين عليه السلام ، فصار هناك اجتماع كبير من شتى الطبقات ، تخيم الكآبة على وجوههم ، وتعصر الأخران قلوبهم .
ذكر حسين الشاكري صاحب موسوعة المصطفى والعترة : عن الأعمش عن عطية العوفي قال :
خرجت مع جابر بن عبد الله الأنصاري رضي الله عنه زائرا قبر الحسين عليه السلام ، فلما وردنا كربلاء ، دنا جابر من شاطئ الفرات فاغتسل ، ثم أئتـزر بإزار وارتـدى آخر ، ثم فتح صرة فيها سعد ، أي : نبات طيب الرائحة ، فنثرها على بديه ، ثـم لـم يخط خطوة إلا ذكر الله تعالى ؛ حتّى إذا دنـا مـن القبـر ..
قـال جابر : ألمسنيه يا عطية ، فالمسته إياه ، فخر على القبر مغشيا عليه ، فرششت عليه شيئا من الماء ، فلما أفاق ، قال :
( يا حسين ) ثلاثا ، ثم قال :
_ أشهد أنك ابن خير النّبيين ، وابن سيد المؤمنين ، وابـن خليف التقوى ، وسليل الهدى ، وخامس أصحاب الكسا ، وابن سيد النقبا ، وابن فاطمة سيدة النساء وما لك لا تكون هكذا ،
وقـد غذتك كـف سيد المرسلين ، وربيت فـي حـجـر المتقين ، ورضعت من ثدي الإيمان ، وفطمت بالإسلام ، فطبت حيا ، وطبت ميتا ، غير أن قلوب المؤمنين غير طيبـة بفراقك ، ولا شـاكـة فـي حياتك ، فعليك سلام الله ورضوانه ، وأشهد أنك مضيت على ما مضى عليـه أخـوك يحيى بن زكريا ..
ثم جال { دار } حول القبر ، وقال : السلام عليكم أيتها الأرواح التي حلت بفناء الحسين عليه السلام ، وأناخت برحله ، أشهد أنكم أقمتم الصلاة ، وأتيتم الزكاة ، وأمرتم
بالمعروف ، ونهيتم عن المنكر ، وجاهدتم الملحدين ، وعبدتم الله ؛ حتى أتاكم اليقين ، والذي بعث محمدا بالحق ، لقد شاركناكم فيما دخلتم فيه .
قال عطية : فقلت لجابر : فكيف !! ولم نهبط واديا ، ولم نعل جبلاً ، ولم نضرب يسيف ، والقـوم قـد فـرق بين رؤوسهم وأبدائهم ، وأوتمت أولادهم ، وأرملت الأزواج ؟ !! .
فقال لي : يا عطية ! سمعت حبيبي رسول الله ï·؛ يقول : ( من أحب قوما ؛ حشر معهم ، ومن أحب عمل قوم ؛ أشرك في عملهم ) ،
والذي بعث محمد ؛ بالحق ، إن نيتي ونية أصحابي على ما مضى عليه الحسين عليه السلام وأصحابه ..
قال عطية : فبينما نحن كذلك وإذا بسواد ( شخص أو مجموعة أشخاص ) قد طلع من ناحية الشام ،
فقال جابر لعبده : انطلق إلى هذا السواد وائتنا بخبره ، فإن كانوا من أصحاب عمر بن سعد ، فارجع إلينـا لـعـلنـا نلجأ إلى ملجأ ،
وإن كان زين العابدين ابن الحسين عليهما السلام ، فأنت حر لوجه الله تعالى .
فمضى العبد ، فما كان بأسرع من أن رجع وهو يقول : يـا جـابر !! قم واستقبل حرم رسول الله؛ ، هذا زين العابدين عليه السلام قد جاء بعماته وأخواته ..
فقـام جـابر يمشـي خـافي القدمين ، مكشـوف الـرأس ، إلى أن دنـا مـن زيـن العابدين ، فقال عليه السلام :
( يا جابر ! ها هنا - والله - قتلت رجالنا ، وذبحت أطفالنا ،
وسبيت نساؤنا ، وحرقت خيامنا ) .
فاشتعلت القلوب حزنا ، واستعدت الدموع كي تجري على الحدود ، ولكنهم ينتظرون شرارة واحدة ؛ حتى تضطرم النفوس بالبكاء ، وترتفع أصوات النحيب .
وكانت الشرارة عندما أقبلت السيدة زينب الكبرى عليهاالسلام نحو أخيها الإمام الحسين عليه السلام ، ونادث :
وا أخاه !! واأخاه !! واأخاه !! . كان هذا النداء المنبعث من ذلك القلب الملتهب ، سببا لتهييج الأحـزان وإسالة الشموع ، وارتفاع أصوات البكاء والنحيب !! .
وقد تكلمت عقيلة بني هاشم بطلة كربلاء عليها السلام بلسان حالها مع أخيها ريحانة النبي وسيد شباب أهل الجنة قائلة :
( أخي ! لقد بلغت رسالتك ، وأيقظت عشرات الآلاف من الضمائر الغافلة وأحييث آلاف القلوب الميتة ، وجعلت أفكار المنحرفين تتغير وتتبدل على خلاف ما كانت عليه قبل ذلك ، وصببت جام غضبي على الطاغية يزيد ، ووصمته بكل عار وخزي ، وجعلت عليـه سـبة الدهر ، ولعنة التاريخ ، ولـم أبـال بالعواقب الوخيمة المحتملة ، والأضرار المتوقعة ، والأخطار المتجهة إلى حياتي ، حين نافحت عـن ديـن جـدي رسول اللہ ·؛ الذي لا ينسجم مع أعمـال الأمويين وهواياتهم ) .
جاء في بعض كتب التاريخ : أن قافلة آل الرسول مكثت في كربلاء مدة ثلاثة أيام مشغولة بالعزاء والبكاء ، ولم يجد الإمام زين العابدين السلام بدا مـن الرحيـل إلى المدينة ؛ لأنه رأى عماته ونساءه وصبيته نائحات الليل والنهار ، يقمـن مـن قبر ويجلسن عند آخر " انتهى النقل
دمتم برعاية الله
كتبته : وهج الإيمان