وهج الإيمان
10-10-2022, 08:15 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وال محمد
هنا الدكتور السني عبدالحليم الحسيني يذكر مأساة السيدة زينب عليها السلام وكلام الملعون يزيد على رأس الإمام الحسين عليه السلام ومافعله وماقالته عليها السلام
أنقل التالي : "
خطبة السيدة زينب في مجلس الطاغية يزيد :
: بقلم الدكتور الشريف عبد الحليم العزمى الحسينىâ–ھï¸ژ
روى الشيخ الطبرسي في كتابه ( الاحتجاج ) ، والسيد القزوينـي فـي كتابـه ( زينب الكبرى ) :
أنـه لمـا دخل علي بن الحسين السلام وحزمه على يزيد ، وجيء برأس الحسين عليه السلام ، ووضع بين يديه في طست ، فجعل يضرب ثنايـاه بمخصـرة كـانـت فـي يـده ، وهـو يـقـول أبياتا ـ-- ذكرهـا الطبري في تاريخه والخوارزمي في مقتل الحسين ، وابـن أعـثـم فـي الفتوح ، وابن كثير في البداية والنهاية -- :
ليت أشـياخي ببدر شـهدوا جزع الخزرج من وقـع الأسل
لأهلوا واســـــــتهلوا فرحا ولقـــالوا : يـا يزيـد لا تشـل
قد قتلنـا القـرم مـن سـاداتكم وعدلنا ميـل بــدر فاعتــذل
لست من خندف إن لم أنتقم من بني أحمد ما كان فعل
لعبت هاشم بالملك فلا خبر جاء ولا وحي نزل
فلما رأت السيدة زينب وسمعت ذلك ، نادث بصوت حزين يقـرح القلـوب : { يا حسيناه ، يا حبيب رسول الله ، يا بن مكة ومني ، يا بن فاطمة الزهراء ، سيدة النساء ، يا بن محمد المصطفى } .
فأبكت كل من كان ، ويزيد ساكت ، قد عقد الله لسانه عن الكلام ، وشل حركته ثم قامت على قدميها ، وأشرفت على المجلس ، وشرعت في الخطبة ، إظهارا لكمالات رسول اللهï·؛ ، وإعلانا بأنا نصبر لرضى الله ، لا لخـوف ولا دهشة وقالت :
{الحمد لله رب العالمين ،والصلاة على جدي سيد المرسلين} .
افتتحت كلامها بحمد الله رب العالمين ، ثم الصلاة على جدها : سيد المرسلين ، فهي -- بهذه الجملة – عرفت نفسها للحاضرين أنهـا حـفيـدة رسـول الله سيد المرسلين ، لا من بلاد الكفر والشرك ، ثم قالت :
[ صدق الله سبحانه ، كذلك يقول : ( ثم كان عاقبة الذين أساءوا السوأي أن كذبوا بآيات الله وكانوا بها يستهزءون }]
ما أروع استشهاد السيدة زينب الكبرى بالآية ، وخاصة في مقدمة خطبتها ، حيث أكدت أن آخر أمر الذين أساءوا إلى نفوسهم – بالكفر بالله وتكذيب رسله وارتكاب معاصيه -
السوأى ، أي : الصفة التي تسوء صاحبها إذا أدركته ، وهي - عذاب النار .
{ أن كذبوا بآيات الله وكانوا بهـا يستهزؤون } أي : بسبب تراكم الذنوب والمعاصي في ملف اعمالهم حصل منهم التكذيب بآيات الله والحقائق الثابتة ، و وظهر منهم الاستهزاء بها وبالمقدسات الدينية .
وهي عليها السلام تشير بكلامها هذا إلى تلك الأبيات التي قالها يزيد :
لعبت هاشــــــم بالملــك فـلا خبـر جـاء ولا وحـي نـزل
والمقصود ب ( هاشم ) هو رسول اللهï·؛ ، والمعنى أنه لعب بالملك باسم النبوة والرسالة ، والحال أنه لم ينزل عليه وحي من السماء ، ولا جاءه خبر من عند الله تعالى ، فتراه ينكر النبوة والقرآن والوحي .
ثم إن بعض الناس - بسبب أفكارهم المحـدودة – يتصورون - خطـأ ـ أنّ الانتصار في الحرب أو الخصومة يعتبر دليلاً على أنّهم على حق ، وعلى قربهم من الله تعالى ، فتستولي عليهم نشـوة الانتصار والظفر ، ويشملهم الكبرياء والتجيز بسبب التغلب على خصومهم ،
ولكن السيدة زينب الكبرى لها فقدت هذه الفكرة الزائفة ، وخاطبت الطاغية يزيد باسمه الصريح ، ولم تخاطبه بكلمـة ( أيها الخليفة ) أو ( يا أمير المؤمنين ) ، وأمثالهـا مـن كلمات الاحترام ، وكأنها تصرح بعد اعترافها بجلافة ذلك الرجس فقالت :
[ أظننت - يا يزيد - حين أخذت علينا أقطار الأرض ، وضيقت علينـا أفـاق السماء ، فأصبحنا لك في أسـار ، نساق إليـك سـوقـا فـي قطار ، وأنت علينا ذو اقتدار ، أن بنا من الله هوانا ، وعليك منه كرامة وامتنانا ، وأن ذلك لعظم خطرك وجلالة قدرك ، فشمخت بأنفك ، ونظرت في عطفك ، تضرب أصـدريك فرحا وتنفض مـدرويك مرحا ، حين رأيـت الـدنيـا لـك مسـتوثقة ، والأمـور لـديك متسقة ، وحين صـفـي لـك ملكنا ، وخلص لك سلطاننا ، فمهلاً مهلاً ، لا تطش جهلا ، أنسيت قول الله ï·؛ï·؛ : ( ولا يحسبن الذين كفروا أنما نملي لهم خير لأنفسهم إنما نملي لـهـم ليزدادوا إثمـا ولـهـم عـذاب مهين } " انتهى النقل
دمتم برعاية الله
كتبته : وهج الإيمان
اللهم صل على محمد وال محمد
هنا الدكتور السني عبدالحليم الحسيني يذكر مأساة السيدة زينب عليها السلام وكلام الملعون يزيد على رأس الإمام الحسين عليه السلام ومافعله وماقالته عليها السلام
أنقل التالي : "
خطبة السيدة زينب في مجلس الطاغية يزيد :
: بقلم الدكتور الشريف عبد الحليم العزمى الحسينىâ–ھï¸ژ
روى الشيخ الطبرسي في كتابه ( الاحتجاج ) ، والسيد القزوينـي فـي كتابـه ( زينب الكبرى ) :
أنـه لمـا دخل علي بن الحسين السلام وحزمه على يزيد ، وجيء برأس الحسين عليه السلام ، ووضع بين يديه في طست ، فجعل يضرب ثنايـاه بمخصـرة كـانـت فـي يـده ، وهـو يـقـول أبياتا ـ-- ذكرهـا الطبري في تاريخه والخوارزمي في مقتل الحسين ، وابـن أعـثـم فـي الفتوح ، وابن كثير في البداية والنهاية -- :
ليت أشـياخي ببدر شـهدوا جزع الخزرج من وقـع الأسل
لأهلوا واســـــــتهلوا فرحا ولقـــالوا : يـا يزيـد لا تشـل
قد قتلنـا القـرم مـن سـاداتكم وعدلنا ميـل بــدر فاعتــذل
لست من خندف إن لم أنتقم من بني أحمد ما كان فعل
لعبت هاشم بالملك فلا خبر جاء ولا وحي نزل
فلما رأت السيدة زينب وسمعت ذلك ، نادث بصوت حزين يقـرح القلـوب : { يا حسيناه ، يا حبيب رسول الله ، يا بن مكة ومني ، يا بن فاطمة الزهراء ، سيدة النساء ، يا بن محمد المصطفى } .
فأبكت كل من كان ، ويزيد ساكت ، قد عقد الله لسانه عن الكلام ، وشل حركته ثم قامت على قدميها ، وأشرفت على المجلس ، وشرعت في الخطبة ، إظهارا لكمالات رسول اللهï·؛ ، وإعلانا بأنا نصبر لرضى الله ، لا لخـوف ولا دهشة وقالت :
{الحمد لله رب العالمين ،والصلاة على جدي سيد المرسلين} .
افتتحت كلامها بحمد الله رب العالمين ، ثم الصلاة على جدها : سيد المرسلين ، فهي -- بهذه الجملة – عرفت نفسها للحاضرين أنهـا حـفيـدة رسـول الله سيد المرسلين ، لا من بلاد الكفر والشرك ، ثم قالت :
[ صدق الله سبحانه ، كذلك يقول : ( ثم كان عاقبة الذين أساءوا السوأي أن كذبوا بآيات الله وكانوا بها يستهزءون }]
ما أروع استشهاد السيدة زينب الكبرى بالآية ، وخاصة في مقدمة خطبتها ، حيث أكدت أن آخر أمر الذين أساءوا إلى نفوسهم – بالكفر بالله وتكذيب رسله وارتكاب معاصيه -
السوأى ، أي : الصفة التي تسوء صاحبها إذا أدركته ، وهي - عذاب النار .
{ أن كذبوا بآيات الله وكانوا بهـا يستهزؤون } أي : بسبب تراكم الذنوب والمعاصي في ملف اعمالهم حصل منهم التكذيب بآيات الله والحقائق الثابتة ، و وظهر منهم الاستهزاء بها وبالمقدسات الدينية .
وهي عليها السلام تشير بكلامها هذا إلى تلك الأبيات التي قالها يزيد :
لعبت هاشــــــم بالملــك فـلا خبـر جـاء ولا وحـي نـزل
والمقصود ب ( هاشم ) هو رسول اللهï·؛ ، والمعنى أنه لعب بالملك باسم النبوة والرسالة ، والحال أنه لم ينزل عليه وحي من السماء ، ولا جاءه خبر من عند الله تعالى ، فتراه ينكر النبوة والقرآن والوحي .
ثم إن بعض الناس - بسبب أفكارهم المحـدودة – يتصورون - خطـأ ـ أنّ الانتصار في الحرب أو الخصومة يعتبر دليلاً على أنّهم على حق ، وعلى قربهم من الله تعالى ، فتستولي عليهم نشـوة الانتصار والظفر ، ويشملهم الكبرياء والتجيز بسبب التغلب على خصومهم ،
ولكن السيدة زينب الكبرى لها فقدت هذه الفكرة الزائفة ، وخاطبت الطاغية يزيد باسمه الصريح ، ولم تخاطبه بكلمـة ( أيها الخليفة ) أو ( يا أمير المؤمنين ) ، وأمثالهـا مـن كلمات الاحترام ، وكأنها تصرح بعد اعترافها بجلافة ذلك الرجس فقالت :
[ أظننت - يا يزيد - حين أخذت علينا أقطار الأرض ، وضيقت علينـا أفـاق السماء ، فأصبحنا لك في أسـار ، نساق إليـك سـوقـا فـي قطار ، وأنت علينا ذو اقتدار ، أن بنا من الله هوانا ، وعليك منه كرامة وامتنانا ، وأن ذلك لعظم خطرك وجلالة قدرك ، فشمخت بأنفك ، ونظرت في عطفك ، تضرب أصـدريك فرحا وتنفض مـدرويك مرحا ، حين رأيـت الـدنيـا لـك مسـتوثقة ، والأمـور لـديك متسقة ، وحين صـفـي لـك ملكنا ، وخلص لك سلطاننا ، فمهلاً مهلاً ، لا تطش جهلا ، أنسيت قول الله ï·؛ï·؛ : ( ولا يحسبن الذين كفروا أنما نملي لهم خير لأنفسهم إنما نملي لـهـم ليزدادوا إثمـا ولـهـم عـذاب مهين } " انتهى النقل
دمتم برعاية الله
كتبته : وهج الإيمان