المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ختيار مصباح السالكين (بحث تفصيلي)


صدى المهدي
25-10-2022, 09:43 AM
محمد هادى الأميني (رحمه الله)
الاول
المدخل


لا أحسب كتابا على امتداد التأريخ، وعبر القرون والأحقاب...منذ أن تدرّج الإنسان على الأرض... وضعت حول جوانبه ومفاهيمه وبحوثه ومطالبه ومواضيعه امّهات الكتب والدراسات والشروح، بعد القرآن الكريم مثل كتاب ( نهج البلاغة ) فهولاحتوائه على " ٢٤٢ خطبة وكلاما، و٧٨ كتابا ورسالة، و٤٩٨ كلمة، من يواقيت الحكمة ودرر البيان، وجوامع الكلم... أشغل الشخصية الاسلامية... وحوّل نحوه الجامعات والأكاديميات العلمية والأدبية والفلسفية... وأخذ بمجامع العقول والأفكار والقلوب... منذ أن قالها وأنشأها وصاغها وارتجلها، عملاق الفصاحة، وعبقريّ البلاغة، وسيّد البيان، وأمير الأدب الإمام أمير المؤمنين عليّ بن ابي طالب عليه سلام اللّه ورحمته وبركاته.

والواقع أنّ الكتاب هذا... في حروفه... كلماته... جملاته... سطوره... جاذبيّة خاصة... والكثير من قوّة الجذب التي لا عهد لنا بها إلاّ في القرآن الكريم... فهوكالمسك ما كرّرته يتضوّع، ولذلك نجد بينه وبين القرآن تشابها، وترادفا في الهدف، والغاية، والغرض، واللفظ، والمعنى، والسياق، والبيان، والشكل... ولهذا يعتقد الكثير من أئمة البيان والكلام، أنّ نهج البلاغة وليد القرآن فحسب.

ولا غرو، ولا مغالاة في القول هذا، بعد أن وجدنا الإمام أمير المؤمنين عليه السلام، حفظ القرآن كلّه، فوقف على أسراره، وإعجازه، وحكمه، وظاهره، وباطنه، وناسخه، ومنسوخه، ومحكمه، ومتشابهه، وكافة جزئياته وكلياته، وسار القرآن في جسمه، واختلط به لحمه، ودمه، ومشى في عروقه، ثم وجدنا الجميع في نهج البلاغة... مع تبيانه الصريح، وإعلانه الرصين في عدّة مواضع صارخا: سلوني قبل أن تفقدوني... سلوني عن كتاب اللّه، فإنّه ليس من آية إلاّ وقد عرفت بليل نزلت أم بنهار، في سهل أم في جبل[١].

أوما رواه المأمون، عن الرشيد، عن المهدي، عن المنصور، عن أبيه، عن علي بن العباس، عن عبد اللّه بن عباس، قال: سمعت عمر بن الخطاب يقول: كفوّا عن ذكر علي ابن أبي طالب، فلقد رأيت من رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم، فيه خصالا لأن تكون لي واحدة منهن في آل الخطاب أحبّ إليّ مما طلعت عليه الشمس، كنت أنا، وأبوبكر، وأبوعبيدة، في نفر من أصحاب رسول اللّه ( ص ) فانتهيت إلى باب امّ سلمة، وعليّ قائم على الباب، فقلنا: أردنا رسول اللّه ( ص ) ؟ فقال: يخرج إليكم، فخرج رسول اللّه ( ص ) فثرنا اليه، فاتّكأ على علي بن أبي طالب، ثم ضرب بيده على منكبه، ثم قال: إنّك مخاصم تخاصم، أنت أوّل المؤمنين إيمانا، وأعلمهم بأيام اللّه، وأوفاهم بعهده وأقسمهم بالسويّة وأرأفهم بالرعية وأعظمهم رزية، وأنت عاضدى وغاسلي ودافني، والمتقدّم إلى كل شديدة وكريهة، ولن ترجع بعدي كافرا، وأنت تتقدّمني بلواء الحمد، وتذود عن حوضي، ثم قال ابن عباس من نفسه: ولقد فاز عليّ عليه السلام، بصهر رسول اللّه ( ص )، وبسطة في العشيرة، وبذلا للماعون وعلما بالتنزيل وفقها للتأويل ونيلا للأقران[٢].

ومن هنا نرى الغزالي[٣] بعد تلاوته الحديث هذا، يقول: قد علم الأولون والآخرون، أنّ فهم كتاب اللّه منحصر إلى علم عليّ، ومن جهل ذلك فقد ضلّ عن الباب الذي من ورائه يرفع اللّه عن القلوب الحجاب، حتى يتحقق اليقين الّذي لا يتغير بكشف الغطاء[٤].

هذا بالاضافة إلى عشرات الأحاديث، والروايات الصحيحة الثابتة عن النبيّ الأعظم صلّى اللّه عليه وآله وسلم، في علم عليّ عليه السلام وقضائه وأدبه وحكمته ودينه وإيمانه وتكامله في كافّة الجوانب العلميّة والاخلاقيّة والسياسيّة والاجتماعيّة، فهونسيج وحده بعد المشرّع الأعظم صلّى اللّه عليه وآله وسلم، في جميع المثل والقيم الانسانيّة، ولذلك يمكن القول بصراحة أنّ نهج البلاغة... وليد القرآن، من دون منازع ومن غير افتقار إلى دليل وحجة وبرهان، ولم يكن القول هذا بابتداع واختلاق منبعث عن التعصّب والانحياز، والغلووإنّما هوعقيدة أئمة الأدب وفقهاء البيان والبلاغة وأحبار الحكمة، والفلسفة، وجهابذة النحووالمنطق واللغة، منذ إنشاء نهج البلاغة وصوغه وإنشاده وتكوينه.

لقد تلقّت رجالات الفصاحة وفقهاء البيان وأحبار الحكمة والفلسفة كتاب نهج البلاغة، بالإكبار والتجليل، ووقفت خاشعة ذاهلة أمام اسلوبه الرصين وبيانه السّحريّ ونهجه البليغ وسبكه العذب ومعنويته الحيّة، وراحت تدرسه وتحلّله، وتضع له شروحا وتفاسير جمّة، وترجمته إلى اللغات الحية، ووضعت حوله دراسات وبحوث شتّى، فبلغ ما ينيف على ٣٥٠ شرحا وترجمة باللغتين العربية والفارسية[٥]، وعلى هذا يمكن القول: أنّ المؤلّفات والكتب الخاصة، بكتاب نهج البلاغة تشكل وحدها مكتبة عامرة[٦] ولعلّ اللّه يوفّق من يجمع هذه الدراسات والكتب في خزانة خاصّة، أويضع لها ثبتا ومعجما خاصا، خدمة للعلم والأدب والتأريخ:
كتاب كأنّ اللّه رصّع لفظه
بجوهر آيات الكتاب المنزّل حوى حكما كالدّر ينطق صادقا
ولا فرق إلاّ انّه غير منزل
هذا ومن الذين شرحوا كتاب نهج البلاغة، فقيه الحكماء وفيلسوف الفقهاء وفخر العلماء والأدباء وأفضل المتقدّمين والمتأخّرين، كمال الدين ومفيد الدين الشيخ ميثم ابن علي بن ميثم البحراني... رضي اللّه عنه، فقد صنّف لهذا الكتاب شروحا ثلاثة، بأسلوب علمي بليغ ونهج فلسفي قويم، كانت موضع التقدير والإكبار والبحث والتدريس.

ولد ونشأ هذا العليم النّحرير في البحرين، وترعرع في أحضان العلم والفقه، لأنّ أسرته كانت من الأسر الشهيرة العريقة، فنشأ في حجر أبيه المقدّس وبذل في تربيته الجهد، واستفرغ في تأديبه وتهذيبه وسعه وبوّأه من علمه وحكمته في تثقيفه مبوّأ صدق مبارك، يفتح له سبل الحجى ويدفعه إلى أوج الهدى والتقى، فأخذ أولا علوم اللّغة والصرف والنحووفنون اللسان، وحصل في الصرف والنحووالمعاني والبيان والبديع وعلم المنطق، على درجة وامتياز رفيع.

لقد أخذ هذه العلوم عن أساتذة مهرة بررة من علماء البحرين، اختارهم له والده، وكان يقف على دروسه معهم لا يألوجهدا في تشويقه وتشجيعه وتنشيطه وتمرينه، ولا يدّخر وسعا وفراغا في إرهاف عزمه واغرائه في الامعان بالبحث والمناقشة.

وكان منذ نعومة أظفاره وأوّل نشأته بعيد الهمة، توّاقا إلى المعرفة والكمال، ونزّاعا إلى الفضيلة والعبقرية، فحسر عن ساعد الجدّ والاجتهاد وجنّد نفسه في التحصيل، حتى بزّ أقرانه وزملائه، وجلى وفاز دونهم في جميع المجالات بالقدح المعلى، وفشى ذكره في التحصيل على ألسنة الخاصّة والعامّة، من أهل بلده، وخالط صيته العقل والفضل والهدى والرأى وحسن السمت في تلك الأرجاء وعند الجميع، فكان المثل الأعلى في الحوزات العلمية وأوساط الشبيبة في حمد السيرة وطيب السريرة وجمال الخلق وكمال الخلق وحبّ الخير.

غير أنّه آثر العزلة واختارها وأحبّها وهام بها لأنّه بلغ مقام الأنس على حدّ قول علماء الاخلاق، وقد قالوا: إنّ من بلغ مقام الأنس غلب على قلبه حبّ الخلوة والعزلة عن الناس، لأنّ المخالطة مع الناس تشغل القلب عن التوجّه التام إلى اللّه، فلا بدّ من بيان أنّ الأفضل من العزلة والمخالطة أيّهما، فإنّ العلماء في ذلك مختلفون والأخبار أيضا في ذلك مختلفة، ولكل واحد منهما أيضا فوائد ومفاسد، وقد أجمعت كلمتهم على تفضيل العزلة على المخالطة مطلقا، لوجود فوائد، منها، الفراغ للعبادة، والذكر والفكر والاستيناس بمناجاة اللّه والإشتغال باستكشاف أسرار اللّه في ملكوت السماوات والأرض والتخلّص عن المعاصي الّتي يتعرّض الإنسان لها غالبا بالمخالطة[٧].

ومهما يكن من أمر فإنّ المترجم له... آثر العزلة إلى أن تخلّص منها على أثر مكاتبات جرت بينه وبين علماء العراق، فغادر مسقط رأسه متوجّها إلى العراق وايران، بغية زيارة الأعتاب المقدّسة ومراقد أهل البيت الطاهرين عليهم السلام في النجف الاشرف، وكربلاء، والكاظمية، وسامراء، وخراسان، وقم، ومن ثمّ الاجتماع بالعلماء والفقهاء في الحوزات العلمية آنذاك.

لقد استغرقت رحلته هذه، سنين عدّة وعاد إلى البحرين، وكانت أوقاته منقسمة حتى في السفر بين المحراب والمطالعة والتدريس والكتابة والبحث والارشاد، ففي سفره صنّف الشروح الثلاثة لكتاب نهج البلاغة، كما كانت مجالس تزاوره في رحلته مدارس سيارة، يجد الطالب فيها ما يبتغيه من فنون العلم، والحكمة والأدب وما إلى ذلك من مواعظ تسموبالانسان إلى حيث الملكوت والروحانية... وهوفي كل هذا كما يشهد عليه بيانه، واضح الأسلوب، فخم العبارة، مشرق الديباجة، يعبّر عن كوامن نفسه بأبلغ بيان، ويعبّر عن ضميره بأجلى العبائر الحسان، فيبلغ بقوله وكلامه أعماق القلوب من خواصّ الناس وعوامهم، يخاطب كلاّ منهم بما يناسب مع شعوره، ويتّفق مع عقليته ومبلغه من الفهم والعلم والإدراك بكلام هوأندى على الأفئدة من زلال الماء... فكان منتجعوروّاد مجالسه على اختلاف طبقاتهم، ينقلون عنه بما إلتمسوه من ضوال الحكمة وجزيل الفوائد العلمية وجليل العوائد العملية.

إنّ الشيخ ميثم... كرّم اللّه وجهه، كان رحلة في العلم، كما كان قبلة في العمل والعبادة، وإماما في الحكمة والفقه، وعلما في الشريعة، تمّت به النّعمة، وهاديا إلى اللّه وجبت به الحجّة، ومفزعا في العلم تلقى إليه المقاليد، ومرجعا في أحكام اللّه وقوانينه يناط به التقليد، وثبتا في السنن وحجّة في الأخبار، وجهبذا في الوقائع وحوادث السنين وأحوال الغابرين، طويل الباع في الحكمة، وبحرا في الاخلاق وتهذيب النفس، لا يسبر غوره ولا ينال دركه.

وهذا إن دلّ على شي‏ء فإنّما يدلّ على شخصيّة شيوخه ومناعة أساتذته الفطاحل، في العلوم الإسلامية إلى جانب شدّه للعلم حيازيمه، وإرهافه له عزائمه، وإرصاده الأهب لأخذه بجميع فنونه عن تلكم الجهابذ، وخوضه عباب البحار، ولذلك عنت أساتذته بأمره إلى الغاية، واهتمّت بشأنه كل الإهتمام. شيوخه:


يكتنف حياة هذا العملاق... الكثير من الغموض مع الأسف الشديد، ولم يتوصّل المؤرّخون إلى جذور حياته ومراحل دراسته بصورة وافية، ليضعوا أمام القارى‏ء صورة صحيحة عنه، فالجوانب من حياته مجهولة، ومنها شيوخه وأساتذته الذين تخرّج عليهم، إذ لا مشاحة أنّه تتلمّذ على فحول الفقه وعمالقة الكلام وأساطين الفلسفة والحكمة وأرباب الجدل والمناقشة، فهوفي الواقع حصيلة وخميرة أدمغة الفطاحل، وعصارة الحكماء ومجموعة ثقافات الفقهاء والمجتهدين، بيد أنّ المؤرخين لم يذكروا منهم غير إثنين أو ثلاث وهم:

١- أبوالسعادات أسعد بن عبد القاهر بن أسعد الإصبهاني المتوفى بعد ٦٣٥.

من كبار المحققين والفقهاء والمتضلّعين في الدراية والحديث والفقه وأصوله، وكانت له حوزات تدريسيّة غاصّة بالعلماء والأدباء، منهم الخواجه نصير الدين محمد الطوسى، والسيد رضي الدين على بن طاوس وأمثالهما وقد ترجم له أصحاب المعاجم وأثنوا عليه.

من تصانيفه الكثيرة: " إكسير السعادتين "، فيه الكثير من الكلمات القصار لأمير المؤمنين عليه السلام. " توجيه السؤلات في حلّ المشكلات ". " منبع الدلائل ومجمع الفضائل ". " رشح الولاء في شرح الدعاء ". " مجمع البحرين ومطلع السعادتين ".

" مجمع الدلائل[٨] ".

٢- جمال الدين علي بن سليمان بن يحيى بن محمد بن قائد بن صباح البحراني مات...

الفقيه والحكيم الربّانى والعالم الصمدانى، أستاذ العلوم العقليّة والنقليّة، والمتضلّع في الحكمة والفلسفة، ومن مؤلفاته " الإشارات " في علم الكلام، شرحه تلميذه الشيخ ميثم. شرح قصيدة ابن سينا " العينيّة " في النفس. " مفتاح الخير في شرح رسالة الطير " لابن سينا، وقد أرسل الشرح هذا، إلى تلميذه الخواجه نصير الدين محمد الطوسي، وطلب منه شرحه، فأجابه نصير الدين الطوسى إلى ذلك بعد أن افتتح شرحه بالأبيات والمقدمة التالية:
أتاني كتاب في البلاغة متنه
إلى غاية ليست تقارب بالوصف فمنظومه كالدّر جاد[٩] نظامه
ومنثوره مثل الدراري في اللطّف دقيق المعاني في جزالة[١٠] لفظه
تجرّد في نظم الغموض إلى الكشف كغانية حار العقول بحسنها
تمرّض عيناها وملثمها يشفي أتى عن كبير ذي فضائل جمّة
عليم بما يبدى الحكيم وما يخفي فأصبحت مشتاقا إليه مشاهدا
[١١]بقلبي محيّاه وإن غاب عن طرفي رجا الطرف أيضا كالفؤاد لقاءه
وان لا يوافى قبل إدراكه حتفي قرأت من العنوان حين فتحته
وقبلّت تقبيلا يزيد على ألف ولمّا بدالي ذكركم في مسامعي
تعشقكم قلبي ولم يركم طرفي فصادفت هذا البيت في شرح قصّتي
وايضاح ما عاينته جملة يكفي
وردت رسالة شريفة ومقالة لطيفة مشحونة بفرائد الفوائد، مشتملة على صحائف اللطائف، مستجمعة لعرائس النفائس، مملوّة من زواهر الجواهر من الجناب الكريم السيّدي السندي العالمي العاملي الفاضلي المفضلي المحققي المدقّقي[١٢] الجمالي الكمالي، أدام اللّه كماله وحرس اللّه جماله...

إلى الداعي الضعيف المحروم اللهيف محمد الطوسي، فأقتبس من شرار ناره نكت الزبور، وآنس من جانب طوره أثر النور، فوجدها بكرا حملت حرّة كريمة وصادفها صدفا تضمنت درّة يتيمة، هي اوراق مشتملة على رسائل في ضمنها مسائل أرسلها، وسأل عنها من كان أفضل زمانه وأوحد أقرانه الذي نطق الحق على لسانه ولاحت الحقيقة من بيانه ورأيت المورد أدام اللّه أفضاله قد سألني الكلام فيها وكشف القناع عن مطاويها وأين أنا من المبارزة مع فرسان الكلام والمعارضة مع البدر التمام وكيف يصل الأعرج إلى قلّة الجبل المنيع، وأنّى يدرك الظالع شأوالضليع، لكنى لحرصي على طلب التوصّل الروحاني إليه، بإجابة سؤاله وشغفي بنيل التوسّل الحقيقي لديه، بإيراد الجواب عن مقاله، إجترأت فامتثلت أمره، واشتغلت بمرسومه، فإن كان موافقا لما أراده، فقد أدركت طلبتي، وإلاّ فليعذرني، إذ قدمت معذرتي، واللّه المستعان وعليه التكلان[١٣].

٣- الخواجه نصير الدين محمد بن محمد بن الحسن الطوسي الجهرودي المتوفى ٦٧٢.

الفيلسوف المحقق، أستاذ البشر وأعلم أهل البدووالحضر، سلطان العلماء والمحقّقين وأفضل الحكماء والمتكلّمين، ممدوح الآفاق ومجمع مكارم الأخلاق الّذي لا يفتقر إلى التعريف لغاية شهرته، مع انّ كل ما يقال فيه فهودون رتبته.

له مؤلّفات: منها، " تجريد الكلام ". " التذكرة النصيريّة " في علم الهيئة.

" الأخلاق الناصريّة ". " آداب المتعلّمين ". " أوصاف الأشراف ". " قواعد العقائد ".

" تحرير المجسطي ". " تحرير أصول الهندسة لاقليدس ". " تلخيص المحصّل ". " حلّ مشكلات الإشارات لابن سينا ". إلى غيره من الحواشي والرسائل والأشعار بالفارسيّة والعربيّة.

أجمع المؤرخون أنّ الخواجه نصير الدين الطوسي، تتلمّذ على كمال الدين ميثم في الفقه وتتلمّذ كمال الدين على الخواجه في الحكمة.

وقد صرّح بهذا المترجم له... في نسخة إجازته الكبيرة لسادات بني زهرة، فقال عند ذكر اسم مولانا الخواجه ما لفظه:

وكان هذا الشيخ أفضل أهل عصره في العلوم العقليّة، وله مصنّفات كثيرة في العلوم الحكميّة والشرعيّة على مذهب الإماميّة، وكان أشرف من شاهدناه في الأخلاق ( نورّ اللّه ضريحه ) قرأت عليه ( إلهيّات الشفاء ) لأبي علي بن سينا وبعض التذكرة في الهيئة تصنيفه، ثم أدركه الأجل المحتوم.

ومن شعره قوله:
لو أنّ عبدا أتى بالصالحات غدا
وودّ كل نبيّ مرسل وولي وصام ما صام صوّاما بلا ملل
وقام ما قام قوّاما بلا كسل وحجّ كم حجّة للّه واجبة وطاف
بالبيت حاف غير منتعل وطار في الجولا يأوى إلى أحد
وغاص في البحر مأمونا من البلل وأكسى اليتامى من الديباج كلّهم
واطعمهم من لذيذ البرّ والعسل وعاش في الناس آلافا مؤلّفة عار
من الذنب معصوما من الزلل ما كان في الحشر يوم البعث منتفعا
الاّ بحبّ أمير المؤمنين علي[١٤]
يتبع ...

--------------------------------------------------------------------

[١] . الغدير ٣: ٩٥ الاحاديث الواردة في علم أمير المؤمنين ورأي الصحابة فيه وان اول من اعترف له بالاعلمية نبي الاسلام صلى اللّه عليه وآله وسلم. مستدرك الصحيحين ٣: ٤٩٩. كنز العمال ٦: ١٣. جمع الجوامع كما في ترتيبه ٦: ٣٩٨. مسند احمد بن حنبل ٥: ٢٦. الرياض النضرة ٢: ١٩٤. مجمع الزوائد ٩: ١٠١، ١١٤. مناقب الخوارزمي: ٤٩.


[٢] . حلية الاولياء ١: ٦٦. الرياض النضرة ٢: ١٩٨ عن الحاكمي. مطالب السئول: ٣٤. كنز العمال ٦: ٣٩٣. كفاية الطالب: ١٩٧. اسد الغابة ٥: ٥٢٠. مجمع الزوائد ٩: ١١٣. الاستيعاب ٢: ٤٦٢ بسنده عن سعيد بن وهب. ذخائر العقبى: ٦١ وقال: اخرجه الطبراني.


[٣] . أبوحامد حجة الاسلام محمد بن محمد بن محمد الغزالي الشافعي الطوسي المتوفى ٥٠٥. هـ.


[٤] . فيض القدير ٣: ٦٤.


[٥] . الغدير ٤: ١٨٦.


[٦] . هذا وقد ترجم نهج البلاغة الى اللغات الحية كالانكليزية والفرنسية والهندية والتركية وغيرها.


[٧] . جامع السعادات ٣: ١٩٤.


[٨] . أعيان الشيعة ١١: ٢٠٠. ايضاح المكنون ١: ٣٣٦، ٣٥٣، ٥٧٣. الفوائد الرضوية: ٤٣. روضات الجنات ١: ١٠٢. الانوار الساطعة في المائة السابعة: ١٧. ريحانة الادب ٧: ١٢٤. تنقيح المقال ١: ١٢٤. أمل الآمل ٢: ٣٢. الذريعة ٢: ٢٧٨.


[٩] . في نسخة: حاد.


[١٠] . نسخة: في وجازة.


[١١] . في نسخة: وشاهدا.


[١٢] . نسخة: السيد السند العالم الفاضل المفضل المحقق المدقق.


[١٣] . أحوال وآثار خواجه نصير الدين طوسي: ٤٧٦. الفوائد الرضوية: ٣٠١. تذكرة المتبحرين: ٤٨٧. ريحانة الادب ٥: ٨٦. مستدرك الوسائل ٣: ٤٦٢. الذريعة ٢١: ٣٢٩. الانوار الساطعة في المائة السابعة: ١٠٥. لباب الالقاب: ٤٨. الكنى والالقاب ٣: ١٢٢.


[١٤] . الكنى والالقاب ٣: ٤٣٣. أمل الآمل ٢: ٢٩٩. البداية والنهاية ١٣: ٢٦٧. تأسيس الشيعة: ٣٩٥. تحفة الاحباب: ٣٤٨. روضات الجنات ٦: ٣٠٠. تنقيح المقال ٣: ١٧٩. جامع الرواة ٢: ١٨٨. ريحانة الادب ٢: ١٧١. الذريعة ٣: ٣٥٢. شذرات الذهب ٥: ٣٣٩. العبر ٥: ٣٠٠. فوات الوفيات ٢: ١٤٩. الفوائد الرضوية: ٦٠٣. لؤلؤة البحرين: ٢٤٥. مجالس المؤمنين ٢: ٢٠١. المستدرك ٣: ٤٦٤. الوافي بالوفيات ١: ١٧٩. نقد الرجال: ٢٤٥. آثار واحوال خواجه: ٦٠٠

صدى المهدي
25-10-2022, 09:48 AM
إختيار مصباح السالكين (بحث تفصيلي) – الثاني
محمد هادى الأميني (رحمه الله)

تلاميذه:

لم يكن من المؤسف كلّه لدينا مرجع ينبأ عن مدرسة المترجم له... وحوزته العلميّة والدراسيّة وتلاميذه حتى بصورة موجزة، غير أنّ الكثيرين من أصحاب السير والتاريخ والتراجم ذكروا أنّ بعضا من الفقهاء والمحدّثين، رووا عنه وأنّ الشيخ ميثم... رضي اللّه عنه، منح لهم إجازة الرواية والحديث في العراق، حين سفره إليه وهم:
١- غياث الدين السيد عبد الكريم بن أحمد بن موسى بن جعفر بن محمد بن أحمد ابن محمد بن أحمد بن محمد بن أحمد بن محمد الطاوس الحسنيّ الداوديّ الحلّيّ المتوفى ٦٩٣.
نادرة الزمان وأعجوبة الدهر الخوّان، صاحب المقامات والكرامات، الزاهد العابد، إنتهت إليه رياسة السادات، وذوي النواميس إليه، وكان أوحد زمانه،
حفظ القرآن في مدة يسيرة، وله إحدى عشرة سنة، واشتغل بالكتابة، واستغنى عن المعلّم في أربعين يوما، وعمره أربع سنين، له تصانيف، منها: " الشمل المنظوم في مصنّفي العلوم " و" فرحة الغرّي "[١].
٢- سعيد الدّين محمد بن عليّ بن محمد بن جهيم الأسدي الحلي الربعي مات...
كان عالما، صدوقا، فقيها، شاعرا، وجيها، أديبا، عارفا بالأصولين، وقيل: أنّ هولاكوحين أنفذ الخواجة نصير الدين الطوسي إلى الحلة. فاجتمع عنده فقهاؤها فأشار إلى المحقق جعفر بن الحسن بن سعيد[٢] وسأل من أعلم هذه الجماعة بالأصولين ؟ فأشار إلى العلاّمة الحلّي وإلى الفقيه مفيد الدين محمد بن جهيم، فقال: هذان أعلم الجماعة بعلم الكلام وأصول الفقه[٣].
٣ - سديد الدين العلاّمة يوسف بن زين الدين عليّ بن محمد بن المطهّر الحلّي المتوفى ٧٢٦.
والد العلاّمة الحلّي المتوفى ٧٢٦، كان فقيها، محقّقا، مدرّسا، عظيم الشأن، وهومن مشايخ ولده، وقد اكثر النقل عنه في كتبه.
وقيل: أبوالمظفر سديد الدين الشيخ الأجل، الأكمل، الفقيه المتكلّم الأصولي، والد إمامنا العلاّمة على الإطلاق وأستاذه الأقدم في الفقه والأدب والأصول والأخلاق، قال شيخنا السعيد الشهيد قدّس اللّه روحه في إجازته لابن الخازن: والشيخ الأعظم فخر الدين بن الإمام الأعظم الحجّة أفضل المجتهدين جمال الدين أبي منصور الحسن بن الإمام الحجّة الفقيه سديد الدين أبي المظفر بن الإمام المرحوم زين الدين علي بن المطهر أفاض اللّه على ضرايحهم المراحم الربانية، وحيّاهم بالنعم الهنيئة، ومنه يظهر انّ زين الدين علي جدّ العلاّمة كان أيضا من العلماء المبرّزين[٤].
هذا ما وقفنا عليه في المراجع، وما جاء عن تلاميذه والرواة عنه، وقد أسلفنا القول في ترجمة الخواجة نصير الدين الطوسي أنّ المؤرخين أجمعوا على أنّ نصير الدين الطوسي، تتلمّذ على كمال الدين ميثم في الفقه، وتتلمّذ كمال الدين على الخواجة في الحكمة.
كمال الدّين في المعاجم:

لم تزل مآثر هذا الحكيم المتكلّم... الفكريّة، وشخصيّته العلميّة الفذّة، موضع التبجيل، والتقديس، ورهن التكريم والتقدير، منذ حياته، وقلّما تجد مؤلّفا وعالما في ايّ حقل كان، لم يستفد من فيض علمه الرصين، وبيانه المحكم العذب ومداده القويّ الأمين، السائل الذي لا ينضب، وهذا ما لا يخفى على أحد مهما أوتي من حول في الحكمة، وقوة في الكلام، ويبدومن تقصّي أخباره، ومطالعة ما وصل إلينا من كتبه ورسائله، أنّه تأدّب، وتتلّمذ على أعظم الشيوخ في كافّة المجالات.
وإليك بعض ما جاء عنه في المعاجم، وهوإن دلّ على شى‏ء فإنما يدلّ على ما تكنه العلماء، والمؤرّخون والادباء، له من التقدير والتبجيل والثناء العاطر.
قال المحقق الفقيه السيد محمد باقر الموسوى الخوانسارى الاصبهاني المتوفى ١٢٢٦ ما لفظه:
كان من العلماء الفضلاء، المدقّقين متكلّما ماهرا، له كتب منها: شروح نهج البلاغة، كبير ومتوسط وصغير، و" شرح المائة كلمة "، ورسالة في الإمامة، ورسالة في الكلام ورسالة في العالم وغير ذلك.
يروي عنه السيد عبد الكريم بن أحمد بن طاوس وغيره، وكذا في " أمل الآمل "، وقال صاحب اللؤلؤة، بعد عدّه من جملة مشايخ العلامة أعلى اللّه مقامهما ومقامه، أما الشيخ ميثم المذكور، فانّه العلامة الفيلسوف المشهور، وقال شيخنا العلامة الشيخ سليمان بن عبد اللّه البحراني عطّر اللّه مرقده، في رسالته المسماة ( السلافة البهية في الترجمة الميثمية )[٥]: هوالفيلسوف المحقق والحكيم المدقّق، قدوة المتكلّمين، وزبدة الفقهاء والمحدّثين، العالم الرباني، كمال الدين ميثم بن عليّ بن ميثم البحراني، غوّاص بحر المعارف ومقتنص شوارد الحقائق واللطائف، ضمّ إلى الإحاطة بالعلوم الشرعية واحراز قصبات السبق في العلوم الحكمية والفنون العقلية، ذوقا جيدا في العلوم الحقيقية، والأسرار العرفانية، كان ذاكرامات باهرة ومآثر زاهرة، ويكفيك دليلا على جلالة شأنه، وسطوع برهانه، اتّفاق كلمة أئمة الأعصار وأساطين الفضلاء في جميع الأمصار، على تسميته بالعالم الرباني، وشهادتهم له بانّه لم يوجد مثله في تحقيق الحقائق، وتنقيح المباني، والحكيم الفيلسوف سلطان المحققين، واستاذ الحكماء والمتكلّمين، نصير الملة والدين محمد الطوسي شهد له بالتّبحّر بالحكمة والكلام، ونظم غرر مدائحه في أبلغ نظام.
واستاذ البشر، والعقل الحادي عشر، سيّد المحققين، الشريف الجرجاني[٦] على جلالة قدره في أوائل ( فنّ البيان من شرح المفتاح ) قد نقل بعض تحقيقاته الأنيقة، وتدقيقاته الرشيقة، عبّر عنه ببعض مشايخنا، ناظما نفسه في سلك تلامذته، ومفتخرا بالانخراط في سلك المستفيدين من حضرته، المقتبسين من مشكاة فطرته.
والسيد السند الفيلسوف الأوحد، مير صدر الدين محمد الشيرازى، أكثر النقل عنه في حاشية ( شرح التجريد ) سيّما في مباحث الجواهر والأعراض، والتقط فرائد التحقيقات التي أبدعها عطّر اللّه مرقده، في كتاب ( المعراج السماوي ) وغيره من مؤلّفاته، لم تسمح بمثله الأعصار ما دار الفلك الدوّار، وفي الحقيقة من اطلع على ( شرح نهج البلاغة ) الّذي صنّفه للصاحب خواجه عطا ملك الجويني[٧] وهوعدّة مجلدات شهد له بالتبرّز في جميع الفنون الاسلامية، والأدبية والحكمية، والأسرار العرفانية[٨].
وقال الفقيه الشهيد، القاضي نور اللّه بن السيد شريف الدين الحسيني المرعشي التستري المقتول عام ١٠١٩ هج بالفارسية ما لفظه:
الشيخ الحكيم، المتكلّم، الفقيه، الأديب، مفيد الدين ميثم البحراني قدّس اللّه سرّه.
غوّاص بحر معارف، ودر جميع علوم ماهر، وعارف، ومحقق طوسى اورا حكيم گفته، وگوهر مدح أوببنان بيان سفته ومير صدر الدين محمد شيرازى در حاشيه شرح تجريد خصوصا در مبحث جواهر، از زواهر افادات اوكه در كتاب معراج سماوي، وغير آن از مصنّفات اومذكور است استفاده نموده، وبمواقع تحقيقات آن حكيم محقق استناد جسته، وسيد المحققين قدّس سره الشريف در أوائل فن بيان از " شرح مفتاح " نزد نقل بعضى كه از اونموده تعبير از اوبعض مشايخنا فرموده، والحق شرح نهج البلاغة كه بنام خواجه عطا ملك جويني، نوشته در علوشأن اودر حكمت وتصوّف وكلام، وساير علوم أهل اسلام دليلى تمامست[٩].
وترجم له العلاّمة المتتبع الفقيه السيد محسن بن السيد عبد الكريم الأمين العاملي المتوفى ١٣٧١. ه.
فقال: الشيخ كمال الدين ميثم بن علي بن ميثم البحراني المعاصر للخواجه نصير الدين الطوسي في الرياض: هوصاحب " شروح نهج البلاغة " المعروفة، الكبير والصغير والوسيط وغيرها، وليس هومن أولاد ميثم التمار وإن ظن ذلك.
وفي " أنوار البدرين " أثنى عليه المحقّق الطوسي، ثناءا عظيما، وعبّر عنه المحقّق الشريف في " شرح المفتاح " في أوائل علم البيان، ببعض مشايخنا، وأثنى عليه صدر المحققين مير صدر الدين الشيرازي، في " حواشي التجريد "، في مباحث الجواهر وأعجب بما أورده في المعراج السماوي.
رأيت في بعض الرسائل، أنّه تتلمّذ على المحقّق الطوسي، في الحكمة، وتتلمّذ عليه المحقق في العلوم الشرعية ولم استثبته، روى عنه العلامة جمال الدين الحسن بن يوسف بن المطهّر[١٠]، وقبره متردد بين بقعتين، ثنتاهما مشهورة بأنها مشهده، إحداهما في جبانة الدوبخ، واخرى في هلتا من الماحوز، ورأيت في رسالة للكفعمي في وفيات العلماء أنّه مات في دار السلام ببغداد[١١] واللّه أعلم بحقيقة الحال.
وذكره الشيخ فخر الدين الطريحي في ( مجمع البحرين ) وأثنى عليه ثناءا جميلا، وذكر أنّه ورد إلى الحلة السيفية وكانت له مع علمائها قصّة عجيبة. واستجاز منه كثير من علمائها، كالعلامة الحلي، والسيد عبد الكريم بن طاوس.
وألّف الشيخ سليمان البحراني، في أحواله رسالة سمّاها " السلافة البهية في الترجمة الميثمية " وذكر القصة المذكورة صاحب " مجالس المؤمنين "[١٢].
وقال عنه سليمان بن عبد الله البحراني: في " السلافة البهية في الترجمة الميثمية "، هوالفيلسوف المحقّق والحكيم المدقّق، قدوة المتكلّمين، وزبدة الفقهاء والمحدّثين، العالم الربّاني، غوّاص بحر المعارف، ومقتنص شوارد الحقائق والّلطائف، ضمّ إلى الاحاطة بالعلوم الشرعية، وإحراز قصبات السبق في العلوم الحكمية، والفنون العقلية، ذوقا جيدا في العلوم الحقيقية، والأسرار العرفانية، وأكثر النقل عنه في حاشية التجريد، السيد الفيلسوف مير صدر الدين الشيرازي[١٣].
وكتب عنه المحدّث المؤرخ الشيخ عباس بن محمد رضا بن " أبوالقاسم القمي " المتوفى ١٣٥٩، بالفارسية.
فقال: عالم ربّاني، فيلسوف محدّث، محقق وحكيم متألّه، مدقّق جامع معقول ومنقول، استاذ الفضلاء الفحول، همان عالمي كه صناديد أرباب فنون، وجهابذه أساتيد علوم، به تقديم وى در اصول عقلى ونقلى اذعان آورده‏اند، وجمله از أفاضل از مجلس تحقيق وى فيوضات گرفته‏اند، واوست صاحب شروح ثلاثه بر نهج البلاغة، " شرح كبيرش " بر نهج البلاغة بطبع رسيده.
شيخ آواه سليمان بن عبد اللّه در وصف آن گفته: وهوحقيق بأن يكتب بالنور على الأحداق، لا بالحبر على الأوراق وشرح صد كلمه، والمعراج السماوى، ورسائلى در إمامت، ودر علم، ودر وحى والهام، ودر كلام وشرح اشارات استاد خود شيخ علي بن سليمان بحراني وغير ذلك.
روايت مى‏كند از ميثم مذكور آية اللّه علامه حلي[١٤]، وسيد عبد الكريم بن طاوس، وروايت مى‏كند اواز جناب خواجه نصير طوسي، وعالم رباني كمال الدين علي بن سليمان بحرانى، واز ابن ميثم مذكور نقل مى‏كند حكايت معروفه.
وشيخ سليمان بحراني رساله در أحوال اونوشته مسمّى ب " السلافة البهيّة في الترجمة الميثمية "، ودر آنجا نقل كرده كه محقّق طوسي، ومير سيّد شريف جرجاني، ومير صدر الدين محمد شيرازي، وغير ايشان از أساطين حكماء ومتكلّمين شهادت داده‏اند بتبحّر ابن ميثم، در حكمت وكلام، وميرين از تحقيقات رشيقه اونقل كرده‏اند[١٥].
وقال المحدّث القمي أيضا في ترجمته له:
كمال الدين ميثم بن علي بن ميثم البحراني، العالم الرباني، والفيلسوف المتبحّر المحقّق، والحكيم المتألّه المدقّق، جامع المعقول والمنقول، استاذ الفضلاء الفحول، صاحب الشروح على نهج البلاغة.
يروي عن المحقق نصير الدين الطوسي، والشيخ كمال الدين علي بن سليمان البحراني، ويروي عنه آية اللّه العلامة، والسيد عبد الكريم بن طاوس.
قيل انّ الخواجه نصير الدين الطوسي، تتلمذ على كمال الدين ميثم في الفقه، وتتلمذ كمال الدين على الخواجه في الحكمة[١٦].
وترجم له العلامة الحجة الفقيه السيد حسن بن السيد هادي بن محمد علي الصدر المتوفى ١٣٥٤. ه.
فقال: منهم، الشيخ ميثم بن علي بن ميثم البحراني، المعاصر للسكاكي صاحب " المفتاح "، كان علاّمة في العلوم العقلية والنقلية، وعليه قرأ المحقّق نصير الدين الطوسي، وسيأتي ذكره في أئمة علم الكلام، صنّف في علم البيان، والمعاني كتابه " تجريد البلاغة "، وعليه شروح، منها شرح الفاضل المقداد السيوري، من علماء الإمامية سمّاه " تجريد البراعة في شرح تجريد البلاغة "[١٧].
وقال ايضا:
ومنهم: الشيخ كمال الدين ميثم بن علي بن ميثم البحراني، المعروف بالعالم الربّاني، له التبرّز في جميع الفنون الإسلامية والأدبية، والحكمة والكلام، والأسرار العرفانية، اتّفقت كلمة الكلّ على إمامته في الكلّ.
قال الشيخ العلامة سليمان بن عبد اللّه البحرانى، فى " السلافة البهية في الترجمة الميثمية " ما لفظه بحروفه: هوالفيلسوف المحقق، والحكيم المدقّق، قدوة المتكلّمين وزبدة الفقهاء والمحدّثين، العالم الربّاني، كمال الدين ميثم بن علي بن ميثم البحراني، غوّاص بحر المعارف، ومقتنص شوارد الحقائق واللّطائف، ضمّ إلى الإحاطة بالعلوم الشرعية، وإحراز قصبات السبق في العلوم الحكمية، والفنون العقلية ذوقا جيدا في العلوم الحقيقية، والأسرار العرفانية، كان ذا كرامات باهرة، ومآثر زاهرة، ويكفيك دليلا على جلالة شأنه وسطوع برهانه، اتّفاق كلمة أئمة الأعصار، وأساطين الفضلاء في جميع الأمصار على تسميته بالعالم الربّاني، وشهادتهم له بأنّه لم يوجد مثله في تحقيق الحقائق، وتنقيح المبانى، والحكيم الفيلسوف سلطان المحقّقين، واستاذ الحكماء والمتكلّمين نصير الملّة والدين محمد الطوسي، شهد له بالتبحّر في الحكمة، والكلام، ونظم غرر مدائحه في أبلغ نظام، واستاذ البشر والعقل الحاديعشر، سيّد المحققين الشريف الجرجاني، على جلالة قدره، في أوائل فنّ البيان من " شرح المفتاح "، قد نقل بعض تحقيقاته الأنيقة، وتدقيقاته الرشيقة، عبّر عنه ببعض مشايخنا ناظما نفسه في سلك تلامذته، ومفتخرا بانخراطه في سلك المستفيدين من حضرته، المقتبسين من مشكاة فطرته، والسيّد السند الفيلسوف الأوحد، مير صدر الدين الشيرازي، أكثر النقل عنه في حاشية شرح التجريد، سيّما في مباحث الجواهر والأعراض، والتقط فرائد التحقيقات التي أبدعها عطّر الله مرقده في كتاب " المعراج السماوي "، وغيره من مؤلّفاته لم تسمح بمثله الأعصار، مادار الفلك الدوار، وفي الحقيقة من اطّلع على شرح نهج البلاغة، الذي صنّفه للصاحب خواجه عطاء ملك الجويني، وهوعدّة مجلدات شهد له بالتبرّز في جميع الفنون الإسلامية، ثم حكى حكايته المشهورة المعروفة بقوله: كلي يا كمّى... ثم ذكر مصنّفاته، وقال: وله من المصنّفات البديعة، والرسائل الجليلة، مالم يسمح بمثلها الزمان، ولم يظفر بمثلها أحد من الأعيان، منها " شرح نهج البلاغة "، وهوحقيق بأن يكتب بالنور على الأحداق لا بالحبر على الأوراق، وهوفي عدّة مجلدات.
قلت: هوشرح علميّ في أربع مجلّدات، ومنها شرحه " الصغير على نهج البلاغة "، جيّد مفيد جدّا، رأيته في حدود الحادية والثمانين بعد الألف[١٨].
وقال عنه الفقيه المحدّث المتتّبع الميرزا حسين بن الشيخ محمد تقي بن علي النوري الطبرسي المتوفى ١٣٢٠ ه. في كتابه ما لفظه:
الحكيم المتألّه كمال الدين ميثم بن علي بن ميثم البحراني، صاحب الشروح الثلاثة على نهج البلاغة، وشارح مائة كلمة، من كلمات أمير المؤمنين عليه السلام، قد أفرد في شرح حاله بالتّأليف، المحقّق البحراني الشيخ سليمان، وسمّاه " السلافة البهية "، وقال أيضا في الفصل الذي ألحقه به، في ذكر علماء البحرين: ومنهم، العالم الربّاني، والعارف الصمداني، كمال الدين ميثم بن علي بن ميثم البحراني، وهوالمشهور في لسان الأصحاب بالعالم الربّاني، والمشار إليه في تحقيق الحقايق، وتشييد المبانى ثمّ ذكر بعض مناقبه وفضائله ومؤلّفاته[١٩].
وذكره المولى ملاّ حبيب اللّه الشريف الكاشاني. مات ١٣٤٠ هـ.
فقال: كمال الدّين، ومفيد الدين، وهوميثم بن علي بن ميثم البحراني، شارح " نهج البلاغة "، كان فيلسوفا، حكيما محقّقا، مدقّقا وفضله أشهر من أن يذكر، ولكنه كان خاملا غير طالب للشهرة والرّياسة[٢٠]. إلى غير هذا من كلمات الثناء، والتعظيم لمقامه العلمي، ومكانته الفكرية السامية، الخارجة عن حدود الذكر والبيان والإحصاء، وكلّها بأجمعها تدلّ دلالة واضحة على حيويته العلمية، وفتوّته الثقافية النادرة، التى دفعته إلى قمّة المجد والعظمة، والخلود، وسيبقى عنوانا خالدا تترنّم به الحياة إلى الأبد... وإلى النهاية... حتى يرث اللّه الأرض ومن عليها.
يتبع ...

-------------------------------------------------------------------

[١] . معجم المطبوعات النجفية: ٢٦٣. روضات الجنات ٤: ٢٢١. أمل الآمل ٢: ١٥٨. تنقيح المقال ٢: ١٥٩ جامع الرواة ١: ٤٦٣. الذريعة ١٦: ١٥٩. سفينة البحار ٢: ١٢٢. الفوائد الرضوية: ٢٣٨. الكنى والالقاب ١: ٣٤١. لؤلؤة البحرين: ٩٠. مستدرك الوسائل ٣: ٤٤١. نامه دانشوران ١: ١٨٢. ريحانة الادب ٨: ٧٥. هدية الأحباب: ٧٢. ايضاح المكنون ٢: ٥٧. هدية العارفين ١: ٦١٠.


[٢] . أبوالقاسم جعفر بن الحسن بن أبي زكريا يحيى بن الحسن بن سعيد الهذلي الحلي المتوفى ٦٧٦. روضات الجنات ٢: ١٨٢. أعيان الشيعة ١٥: ٣٧١. كشف الظنون: ١٩٢٢. ايضاح المكنون ٢: ٤٢، ٤٣، ٥٠٧، ٦٩٥. الفوائد الرضوية: ٦٢. الكنى والالقاب ٣: ١٥٤. ريحانة الادب ٥: ٢٣١. هدية الأحباب: ٢٣٣. ٥٠٧، ٦٩٥. الفوائد الرضوية: ٦٢. الكنى والالقاب ٣: ١٥٤. ريحانة الادب ٥: ٢٣١. هدية الأحباب: ٢٣٣. المستدرك ٣: ٤٧٣.


[٣] . أحوال وآثار: ٣٨ ٣٩ الانوار الساطعة: ١٥٥. الفوائد الرضوية: ٤٥٠. أمل الآمل ٢: ٢٥٣. ريحانة الأدب ٧: ٤٥٧.


[٤] . احوال وآثار: ٢١٦، ٢٣٨. الفوائد الرضوية: ٧١٧. الانوار الساطعة: ٢٠٩. أمل الآمل ٢: ٣٥٠. روضات الجنات ٨: ٢٠٠. تنقيح المقال ٣: ٣٣٦. وعد كاتب مقدمة كتاب قواعد المرام في علم الكلام العلامة الحلي الحسن بن يوسف من جملة تلاميذ ابن ميثم... وهواشتباه ينم عن عدم تتبع الكاتب وعدم معرفته بالرجال، وكم له في المقدمة من هنات واغاليط.


[٥] . طبعت هذه الرسالة في اول كتاب الكشكول ص ٤١ ٥٣.


[٦] . الشريف المير السيد علي بن محمد بن علي الجرجاني الحسيني الحنفي الاسترابادي المتوفى ٨١٦. الكنى والالقاب ٢: ٣٥٨. بغية الوعاة: ٣٥١. الضوء اللامع ٥: ٣٢٨. هدية العارفين ١: ٧٢٨. البدر الطالع ١: ٤٨٨. الفوائد البهية: ١٢٥. ايضاح المكنون ١: ١٤٠، ٥٦٧، ٢: ٢٢٩، ٥٧٣، ٧١٥. روضات الجنات ٥: ٣٠٠. مجالس المؤمنين ٢: ٢١٨.


[٧] . الخواجة علاء الدين صاحب الديوان عطا ملك بن بهاء الدين محمد بن محمد بن محمد الجويني المتوفى ٦٨١. الانوار الساطعة: ٩٧. شذرات الذهب ٥: ٣٨٢ وفيه: توفي سنة ٦٨٣. فوات الوفيات ٢: ٤٥٢. ريحانة الادب ١: ٤٤٤.


[٨] . روضات الجنات ٧: ٢١٦.


[٩] . مجالس المؤمنين ٢: ٢١٠.


[١٠] . الصحيح ان العلامة يوسف بن علي بن محمد بن المطهر الحلّي روى عنه لا ولده العلامة جمال الدين الحسن.


[١١] . الصواب وفاته في البحرين وقد فصلنا القول فيه وفي قبره عند البحث عن وفاته.


[١٢] . الصحيح ان الترجمة الوافية هذه جاءت في لؤلؤة البحرين لا في مجمع البحرين.


[١٣] . اعيان الشيعة ٤٩: ٩٨.


[١٤] . أسلفنا القول في الهامش رقم ٢٤ ان الذي يروى عنه والد العلامة الحلي يوسف، لا العلامة الحسن.


[١٥] . الفوائد الرضوية: ٦٨٩.


[١٦] . الكنى والالقاب ١: ٤٣٣.


[١٧] . تأسيس الشيعة: ١٦٩.


[١٨] . تأسيس الشيعة: ٣٩٣. لقد تحدث عن ابن ميثم... السيد الحسن الصدر في موضعين من كتابه.


[١٩] . مستدرك الوسائل ٣: ٤٦١.


[٢٠] . لباب الالقاب: ١٨ و٣١.

صدى المهدي
25-10-2022, 09:50 AM
إختيار مصباح السالكين (بحث تفصيلي) – الثالث
محمد هادى الأميني (رحمه الله)

تآليفه:

لم يكن مفيد الدّين البحراني... مكثرا في التصنيف والتأليف، بصورة واسعة كغيره من العلماء، والمحقّقين، لانّه كان منصرفا إلى التدقيق، والتتّبع والبحث، لذلك كانت مؤلّفاته قليلة في العدد، وضخمة ووافرة من الناحية المعنوية، والحقيقة تهيمن عليها الحكمة، والفلسفة الإسلامية التي كانت انشودة المترجم له... طوال حياته بصورة كاملة.
أمّا تصانيفه حسب ما صرح بها المؤرّخون والباحثون فهي على الترتيب كما يلي:
١- " استقصاء النظر في إمامة الأئمة الإثنى عشر ":
بحث إستدلالي في الكلام، ذكره صاحب مجمع البحرين ٦: ١٧٢،وقال: لم يعمل مثله. الذريعة ٢: ٣٢
٢- " البحر الخضيم ":
في الالهيات. ذكره الشيخ سليمان الماحوزي في رسالته، عن علماء البحرين.
الذريعة ٣: ٣٧.
٣ - " رسالة في الوحى والإلهام ":
والفرق بينهما، والإشراق ظاهرا. الذريعة ٢٥: ٦١. روضات الجنات ٧: ٢١٩.
٤- " شرح الإشارات ":
إشارات استاذه العالم قدوة الحكماء وإمام الفضلاء، الشيخ السعيد الشيخ علي بن سليمان البحراني المتوفى... وهوفي غاية المتانة والدقّة، على قواعد الحكماء المتألّهين.
روضات الجنات ٧: ٢١٩. الذريعة ١٣: ٩١.
٥- " شرح المائة كلمة ":
سمّاه " منهاج العارفين في شرح كلمات أمير المؤمنين عليه السلام " اوّله: يا ذا الجلال، يا حيّ، يا قدّوس، يا سلام. طبع في طهران سنة ١٣٩٠ ويقع في ٢٧٢ صفحة بالقطع الوزيري، تحقيق وتقديم العلامة البحاثة المغفور له السيد مير جلال الدين الحسينيّ الأرمويّ المحدّث والكتاب من المطبوعات النادرة، تفضّل بنسخة منه لمكتبتي الخاصة نجل الفقيد الاستاذ المحقق السيد علي المحدّث... رحم اللّه الوالد، وبارك في الولد.
٦- " شرح نهج البلاغة ":
صرّح اكثر المؤرّخين، أنّ له ثلاثة شروح على ( نهج البلاغة ) " شرح كبير "، و" شرح متوسط "، و" شرح صغير ".
أما " الشرح الكبير " فيقع في خمس مجلدات ويسمّى ( مصباح السالكين ) طبع في طهران عام ١٢٧٦ ه. بقطع كبير على نفقة الملاّ محمد باقر. واعيد طبعه في خمس مجلدات سنة ١٣٧٨ بالقطع الوزيري، مع مقدّمة بقلم ( الخاتمي )[١] ولا علاقة لها بالكتاب، وليست فيها تعرفة، ودراسة عن المؤلف أوالكتاب.
و" الشرح المتوسط "، وهوالذي بين يديك، ويسمى " اختيار مصباح السالكين " وواوله: سبحان من حسرت أبصار البصائر عن كنه معرفته، وقصرت ألسن البلغاء عن أداء مدحته، وكيفية صفته، وشهدت مع ذلك بداية العقول بربوبيّته. وتوجد منه نسخ خطية تحدّثنا عنها في فصل خاص من المقدّمة.
أما " الشرح الصغير " فلم أقف عليه، غير أنّ مؤلف " روضات الجنات "[٢] ذكره في المجلد ٧: ٢١٩ وقال: ومن مصنفاته البديعة شرحه " الصغير على نهج البلاغة "، جيّد، مفيد جدّا، رأيته في حدود سنة الحادية والثمانين بعد الألف.
كما أنّ صاحب " الذريعة " في المجلد ١٤: ١٤٩ ذكر لكمال الدين ميثم... ثلاثة شروح، حسب ما عبّر عنه الشيخ سليمان بن عبد اللّه الماحوزي المتوفى سنة ١١٢١ في رسالته المختصرة في ترجمة علماء البحرين، عند ترجمة الشيخ ميثم.
٧- " القواعد الالهية في الكلام والحكمة ":
ويسمّى أيضا " قواعد المرام في الحكمة والكلام " طبع أخيرا على هامش كتاب ( منتخب الطريحي ) اوّله: ألحمد للّه الوليّ الحميد... وقد ألّفه لأبي المظفر عز الدّين عبد العزيز بن جعفر...[٣] مرتبا على قواعد، ومقدّمات وتوجد منه نسخ مخطوطة في خزائن الكتب في طهران. واعيد طبعه للمرة الثانية في ٣٩٨ ه. بمدينة قم بالقطع الوزيرى ٢٩٩.
٨- " المعراج السماويّ ":
ينقل عنه كثيرا السيد عليخان المدني في تصانيفه. الذريعة ٢١: ٢٣٠.
٩- " نجاة القيامة في تحقيق الإمامة ":
أوّله: ( الحمد للّه مفيض الوجود، وواهب وجود كلّ موجود ) رتّبه على مقدّمة وثلاثة أبواب، ألّفه لعز الدّين أبي المظفر عبد العزيز بن جعفر النيسابوري، وقال في المقدمة:
انّه لما ورد نيشابور مجتازا، واتّصل به أكرمه، وأشار إليه بتأليف كتاب في الامامة، فأراد الاعتذار عنه بمشقّة السفر، وما يستلزمه من تشعب الذهن، ومفارقة الأهل والولدان، لكنه امتثله أداء لحقوقه. الذريعة ٢٤: ٦١.
هذا ولم يكن غير التصانيف المذكورة كتابا في المعاجم، وربّما كانت للمترجم له... رسائل اخرى لم يقف أصحاب المعاجم والسير عليها.
مع علماء العراق:

هناك في طوايا معاجم السير والتاريخ، قصة أوحكاية تطرّق إلى ذكرها كلّ من تصدّى لترجمة شيخ الحكمة والعلوم الشرعية كمال الدين ميثم... كرّم اللّه وجهه... وهي تنّم ؟ ؟ ؟
عن عقيدته الراسخة، وإيمانه الصادق، وعدم اغتراره بزخارف الدنيا وزينتها، وفراره ونفرته من الشهرة والجاه، لأنّهما من المهلكات العظيمة، وطالبهما طالب الآفات الدنيوية والاخروية، ومن اشتهر اسمه وانتشر صيته، لا يكاد أن تسلم دنياه وعقباه، إلاّ من شهره اللّه لنشر دينه، من غير تكلّف، طلب للشهرة منه، ولذا ورد في ذمّهما ما لا يمكن إحصاؤه من الآيات والأخبار فقال اللّه سبحانه: ( مَن كانَ يُريدُ الحيوةَ الدُّنيا وزِينَتَها نُوَفِّ اِليْهِمْ أَعمالَهُمْ فيها وهُمْ فيها لا يُبْخَسُونَ. اُولئكَ الّذينَ لَيس لَهُمْ في الآخِرَةِ إلاّ النّارُ وحَبِطَ ما صَنَعُوا فيها وباطِلٌ ما كانوا يَعْمَلُونَ )[٤].
وهذا بعمومه متناول لحبّ الجاه، لانّه أعظم لذّة من لذات الحياة الدنيا، وأكبر زينة من زينتها.
وقال رسول اللّه ( ص ): حبّ الجاه والمال، ينبتان النفاق في القلب، كما ينبت الماء البقل.
وقال: ما ذئبان ضاريان ارسلا في زريبة غنم، بأكثر فسادا من حبّ الجاه والمال في دين الرّجل المسلم.
وقال: حسب امرئ من الشرّ الاّ من عصمه اللّه، أن يشير الناس إليه بالأصابع.
وقال أمير المؤمنين عليه السلام: تبذل ولا تشتهر، ولا ترفع شخصك لتذكر، وتعلّم واكتم، واصمت تسلم، تسرّ الأبرار وتغيظ الفجار.
وقال الإمام الباقر عليه السلام: لا تطلبنّ الرياسة، ولا تكن ذنبا، ولا تأكل الناس بنا فيفقرك اللّه.
وقال الإمام الصادق عليه السلام: إيّاكم وهؤلاء الرؤساء الذين يترأّسون، فواللّه ما خفقت النعال خلف رجل الاّ هلك وأهلك.
وقال عليه السلام: ملعون من ترأّس، ملعون من همّ بها، ملعون من حدّث بها نفسه[٥].
والأخبار بهذه المضامين كثيرة، ولكثرة آفاتها لا يزال أكابر العلماء، وأعاظم الأتقياء، يفرّون منها فرار الرجل من الحيّة السوداء، ومنهم المترجم له رضي اللّه عنه...
فقد ذكر أرباب المعاجم والتاريخ، انّه في أوائل الحال كان معتكفا في زاوية العزلة والخمول، مشتغلا بتحقيق حقائق الفروع والأصول، فكتب إليه فضلاء الحلّة والعراق، صحيفة تحتوى على عذله، وملامته على هذه الأخلاق، وقالوا: العجب منك أنّك مع شدّة مهارتك في جميع العلوم والمعارف، وحذاقتك في تحقيق الحقائق، وإبداع اللّطايف، قاطن في ظلوع الاعتزال، ومخيّم في زاوية الخمول الموجب لخمود نار الكمال... ؟
فكتب في جوابهم هذه الأبيات:
طلبت فنون العلم أبغي بها العلى
فقصّر بي عمّا سموت به القل تبيّن لي أنّ المحاسن كلّها
فروع وأنّ المال فيها هوالأصل
فلما وصلت هذه الأبيات إليهم، كتبوا إليه: إنّك أخطأت في ذلك خطأ ظاهرا، وحكمك باصالة المال عجب، بل اقلب تصب.
فكتب في جوابهم هذه الأبيات، وهي لبعض الشعراء المتقدّمين:
قد قال قوم بغير علم ما
المرء إلاّ بأكبريه فقلت قول امرى‏ء حكيم
ما المرء إلاّ بدر هميه من لم يكن درهم لديه
لم تلتفت عرسه إليه
ثم إنّه عطّر اللّه مرقده، لما علم أنّ مجرد المراسلات والمكاتبات لا تنفع الغليل، ولا تشفي العليل، توجّه إلى العراق لزيارة الأئمة المعصومين عليهم السلام، وإقامة الحجّة على الطاعنين، ثم انّه بعد الوصول إلى تلك المشاهد العلية، لبس ثيابا خشنة عتيقة، وتزيّأ بهيئة رثّة بالاطراح والإحقار خليقة، ودخل بعض مدارس العراق المشحون بالعلماء والحذّاق، فسلّم عليهم فردّ بعضهم عليه السّلام بالاستقسال والانتقاع التام، فجلس عطّر اللّه مرقده، في صفّ النّعال ولم يلتفت إليه أحد منهم، ولم يقضوا واجب حقه، وفي أثناء المباحثة وقعت بينهم مسألة مشكلة دقيقة، كلّت فيها أفهامهم، وزلّت فيها أقدامهم، فأجاب روّح اللّه روحه، وتابع فتوحه، بتسعة أجوبة في غاية الجودة، والدقّة، فقال له بعضهم بطريق السخرية والتهكّم: أخالك طالب علم ؟ ثمّ بعد ذلك أحضر الطعام، فلم يواكلوه قدّس سره... بل أفردوه بشي‏ء قليل على حدّة، واجتمعوا هم على المائدة، فلما انقضى ذلك المجلس، قام قدّس سره.
ثم إنّه عاد في اليوم الثاني إليهم، وقد لبس ملا بس فاخرة بهية، وأكمام واسعة، وعمامة كبيرة، وهيئة رائعة فلما قرب وسلّم عليهم، قاموا تعظيما له، واستقبلوه تكريما، وبالغوا في ملاطفته، ومطايبته، واجتهدوا في تكريمه، وتوقيره واجلسوه في صدر ذلك المجلس المشحون بالأفاضل، والمحقّقين، والأكابر المدقّقين، ولما شرعوا في المباحثة والمذاكرة تكلّم معهم بكلمات عليلة، لا وجه لها عقلا ولا شرعا، فقابلوا كلماته العليلة بالتّحسين، والتّسليم، والإذعان على وجه التّعظيم، فلمّا حضرت مائدة الطعام، بادروا معه بأنواع الأدب، فألقى الشيخ قدّس سره... عن كمه في ذلك الطعام، مستعبا على اولئك الأعلام، وقال: كلى يا كمّي... فلمّا شاهدوا تلك الحالة العجيبة، أخذوا في التعجّب والاستغراب، واستفسروه قدّس سره... عن معنى ذلك الخطاب ؟ فأجاب عطّر اللّه مرقده...
بأنّكم إنّما أتيتم بهذه الأطعمة النفيسة، لأجل اكمامي الواسعة، لا لنفسي القدسيّة اللاّمعة، وإلاّ فأنا صاحبكم بالأمس، وما رأيت تكريما ولا تعظيما، مع أنّي جئتكم بالأمس بهيئة الفقراء، وبتحية العلماء، واليوم جئتكم بلباس الجبّارين، وتكلّمت بكلام الجاهلين فقد رجحتم الجهالة على العلم، والغنى على الفقر، وأنا صاحب الأبيات التي في إصالة المال، وفرعية الكمال التي أرسلتها إليكم، وعرضتها عليكم، وقابلتموها بالتخطئة، وزعمتم انعكاس القضية.
فاعترف الجماعة بالخطأ في تخطئتهم، واعتذروا بما صدر منهم من التقصير في شأنه قدّس سره.
ذكر القصة هذه، بعض من المؤرخين، وبعضهم أشار إليها بالقول بأنّ له حكاية لطيفة... كلي يا كمّي... وانّي أشكّ في حقيقتها، وأصلها بصورة عامة، لأنّ العلماء على الإطلاق بعيدون كل البعد، عن مثل هذه الخلّة والسّنة والسّيرة، سيّما علماء العراق وفي طليعتهم، علماء الشيعة الإمامية في الحلة، وبقية العواصم العلمية في العراق... فالقصّة مختلقة للحطّ من كرامة العلماء فحسب، ولكن بشكل أدبي... وقيمة كل امري‏ء عند العلماء ما يحسنه ويعلمه ويتقنه، وإنّي أدرجت القصّة للتأريخ، والإعلام بأنها مصطنعة، ولا مكانة لها من الصّواب.
مصادر ترجمة المترجم له...

تصدّى المؤرّخون، والادباء لترجمة الحكيم الفقيه كمال الدين ميثم... فأفرد كلّ واحد ترجمة له تتفاوت في البسط والإيجاز... ولما كان منهجي في تحقيق وتقديم، أمثال هذه الكتب والمؤلفات من وضع ثبت خاص يضمّ مصادر ترجمة المؤلف... لذلك اتبعت الطريقة تلك هنا، وأفردت له هذا الفهرست الذي ضمّ بعض المصادر المترجمة للمؤلف كرّم اللّه وجهه... باللغتين العربيّة والفارسيّة حسب ترتيب الحروف، مع تعيين اسم المؤلّف للكتاب، وذكر المجلّد والصفحة.
أحوال وآثار خواجه نصير الدين محمد تقى مدرس رضوى: ٢٠٠.
الاعلام خير الدين الزركلي ٨ ٢٩٣ أعيان الشيعة السيد محسن الأمين العاملي ٤٩ ٩٨ أمل الآمل الشيخ الحر العاملي ٢ ٣٣٢ أنوار البدرين الشيخ علي البلادي: ٦٢ الأنوار الساطعة الشيخ آغا بزرگ الطهراني ١٨٧ إيضاح المكنون إسماعيل پاشا البغدادي ٧٢ ١٦٤ ٤٥٠ ٥٧١ وج ٢ ٦٢٥.
بحار الأنوار المجلسي محمد باقر ١ المقدمة ط الجديد تأسيس الشيعة السيد حسن الصدر ١٦٩ ٣٩٣ تكملة الرجال الشيخ عبد النبي الكاظمي ٢ ٥٤٨ تنقيح المقال الشيخ عبد اللّه المامقاني ٣ ٢٦٢ الذريعة الشيخ آغا بزرگ الطهراني ١٤ ١٤٩ وفي سائر مجلّداته روضات الجنات السيد محمد باقر الخوانساري ٧ ٢١٦ ريحانة الأدب الشيخ محمد علي المدرّس ٨ ٢٤٠ سفينة البحار المحدّث القمي الشيخ عباس ٢ ٥٢٦ السلافة البهيّة الشيخ سليمان بن عبد اللّه البحراني شرح المائة كلمة الشيخ ميثم البحراني المقدمة.
الشيعة وفنون الاسلام السيد حسن الصدر ١٠١ الغدير الشيخ عبد الحسين الأميني ٤ ١٨٨ فرمان مالك اشتر حسين علوي آوي المقدمة ١٨ بقلم محمد تقي دانش پژوه الفوائد الرضوية الشيخ عباس القمي ٦٨٩ فهرست كتابخانه وزيرى... ج ٥ ١٨٠٧ فهرست ميكروفيلمهاى كتابخانه مركزى دانشگاه تهران محمد تقى دانش پژوه ٢٨٠ قواعد المرام في علم الكلام ابن ميثم المقدمة.
كاخ دلاويز السيد علي اكبر البرقعي القمي ١١٨ كتابهاى چاپى عربى خانبابا مشار ٨٥٢ كتابنامه نهج البلاغة الشيخ رضا استادي ٤٠ و٥٧ كشف الحجب والاستار السيد اعجاز حسين الكنتوري كشف الظنون الحاج خليفة مصطفى بن عبد اللّه ١٩٩١ الكشكول الشيخ يوسف البحراني ١ ٤١ الكنى والألقاب الشيخ عباس القمي ١ ٤٣٣ لباب الألقاب الملا حبيب اللّه الكاشاني ١٨ و٣١ لغت نامه على اكبر دهخدا حرف الميم ٢٦٢ لؤلؤة البحرين الشيخ يوسف بن احمد البحراني ٢٥٣ مجالس المؤمنين القاضي نور اللّه التستري ٢ ٢١٠ مجمع البحرين الشيخ فخر الدين الطريحي ٦ ١٧٢ مستدرك الوسائل الميرزا حسين النوري الطبرسي ٣ ٤٦١ مصادر نهج البلاغة السيد عبد الزهراء الحسينى ١ ٢٢٣ مصباح السالكين الشيخ ميثم بن علي البحراني ١ المقدمة معجم المطبوعات العربية يوسف سركيس ١٨٢٢ معجم المؤلفين عمر رضا كحالة ١٣ ٥٥ نامه دانشوران لعدّة من المؤلّفين ٣ ٢٥٨ نسخ خطى كتابخانه ملى السيد عبد اللّه انواري ٧ ٣١٧. وج ٨ ١٩٨. وج ٩ ١٢٤. هدية الأحباب المحدث القمي ٩٢. هدية العارفين البغدادي ٢ ٤٨٦.
ولا شك أنّ هناك مصادر اخرى وردت فيها ترجمة المؤلّف... لأنّ الفهرست هذا لم يكن مستجمعا لكافة المصادر... والكمال للّه سبحانه وحده... ولا يفوتنا القول بأنّ رسالة ( السلافة البهية في الترجمة الميثمية ) للشيخ سليمان بن عبد اللّه البحراني مطبوعة في المجلد الأول ص ٤١ من كتاب ( الكشكول ) للشيخ يوسف البحراني.
وفاته... مدفنه:

بعد جهاد علميّ طويل... ونضال فكريّ... وعمر مفعم بالمآثر والخيرات العلمية والأدبية، والزاخر بالباقيات الصالحة التي ما زالت موضع الفائدة، والنفع الكثير، توفّي كمال الدين ميثم... في البحرين سنة ٦٨٩ ه. وذهب بعضهم إلى أنّه مات سنة ٦٧٩ ه. وهولا شك تصحيف حصل من بعض النسّاخ لانّه كان حيّا في ٦٨١ ه وقد فرغ في تلك السنة من شرحه الصغير لكتاب " نهج البلاغة ".
قال السيد الأمين: انّ قبره متردّد بين بقعتين ثنتاهما مشهورة بأنها مشهده، إحداهما في " جبانة الدونج "[٦]، واخرى في " هلتا " من الماحوز.
والصحيح أنّ قبره في قرية " هلتا " أما صاحب القبر في قرية الدونج فهومدفن جدّه ميثم... كما دفن الشيخ سليمان بن عبد اللّه البحراني صاحب رسالة " السلافة البهيّة في الترجمة الميثمية " في قربه، لانّه من قرية " الدونج "... وفي هذا الصدد، قال صاحب الرسالة المذكورة.
وإن كان الغالب على الظن إنّه في " هلتا " لوفور القرائن على ذلك من ظهور آثار الدعوات، وتوافر المنامات ومن غريب ما اتّفق من المنامات في ذلك، أن بعض المؤمنين، من أهل الماحوز من لا سواد له، وهومتمسّك بظاهر الخبر، رأى في المنام أنّ الشيخ كمال الدين مضطجع فوق ساجة قبره الذي في " هلتا " مسجى بثوب، وقد كشف الثوب عن وجهه، قال: فشكوت إليه ما نلقى من الأعراب، فأجابني بقوله: وسَيَعْلَمُ الّذينَ ظَلَمُوا أيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُون[٧]. ثم سألته عن قوله تعالى: انطَلِقُوا إلى ما كُنتُم بِهِ تُكَذِّبُون انطلقوا إلى ظِلٍ‏ّ ذي ثلث شعب ( الآية )[٨] فقال: إنّ النواصب، ومن يشاكلهم في عقائدهم الفاسدة، ينطلقون إلى رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله، وقد كظّهم[٩] العطش والحرّ، فيطلبون منه السقيا، والإستظلال، فيقول لهم: إنطلقوا إلى ما كنتم به تكذّبون، يعني، عليا عليه السلام، فينطلقون إلى عليّ عليه السلام، فيقول لهم، إنطلقوا إلى ظلّ ذي ثلث شعب، يعني، به الثلاثة الملتصقة... وكان ذلك في سنة ١١٠٢ ه، ثم انّ الرجل سألني عن تفسير هذه الآية، ولم يكن يحضرني ما ورد عن أهل البيت عليهم السلام فيها، فأخبرته بتفاسير، فقال: ألها تفسير غير هذا ؟ ففتّشنا تفسير الشيخ الثقة الجليل أبي الحسن علي بن ابراهيم بن هاشم، فوجدت التفسير الذي حكاه عن منامه مرويا فيه عنهم عليهم السلام وهذا من أغرب المنامات[١٠].
اختيار مصباح السالكين:

لا ريب في أنّ لكمال الدين ميثم... رضي اللّه عنه، ثلاثة شروح لنهج البلاغة، كما نصّ عليها أكثر الفقهاء، والمحدّثين، والمؤرخين، منهم ألفقيه المحقق الشيخ محمد بن الحسن الحرّ العاملي المتوفى ١١٠٤ ه. فقال عند ترجمته له: كان من العلماء الفضلاء المدقّقين، متكلّما، ماهرا، له كتب منها كتاب " شرح نهج البلاغة "، " كبير "، و" متوسط "، و" صغير "، و" شرح المائة كلمة "[١١].
امّا الكبير فقد طبع باسم شرح نهج البلاغة في ايران، بالقطع الكبير مجلد واحد سنة ١٢٧٦ ه. ق. كاغد أسمر حجر، واعيد طبعه للمرّة الثانية في خمس مجلدات بالقطع الوزيري، كما فصلنا القول عنه في حق تأليفه.
و" الوسيط " فهومنتخب من شرحه الكبير وأسماه ( اختيار مصباح السالكين ) كما قال به في نهاية خطبة الكتاب ولفظه: ( لكنه اشتمل مع ذلك على كثير من أسباب الخطب، وموجبات الرسائل، والكتب، فكبر لذلك حجمه، وكاماه كثير من الطباع، وإن كثر علمه، فأشار إليّ خلّد اللّه إقباله، وضاعف جلاله، أنّ ألخّص منه مختصرا جامعا لزبد فصوله، خاليا من زيادة القول وطوله، ليكون تذكرة لولديه أسعد اللّه جدّهما، وشيد مجدهما، فيسهل عليهما ضبط فوائده، والوقوف على غاياته، ومقاصده، وعلى من عساه يحذوحذوهما في اقتناء الفضائل، والتوسّل إلى تحصيلهما بأعظم الوسائل، فبادرت إلى امتثال أمره العالي بالسمع والطاعة ).
وقد فرغ منه في آخر شوال سنة إحدى وثمانين وستمائة ( ٦٨١ ) كما جاء في آخر الكتاب.
توجد من الكتاب عدّة نسخ مخطوطة ومنها:
نسخة في مكتبة حالت أفندي ( تركيا ) كما في فهرستها.
واخرى في خزانة مجد الدين بن صدر الأفاضل النصيري.
ونسخة في مكتبة الفاضلية ( مشهد خراسان ) وبعد هدم المدرسة وتداعيها انتقلت مخطوطاتها القيمة إلى مكتبة الإمام الرضا عليه السلام وفي ضمنها هذه النسخة وهى برقم ٢٠٥٦.
واخرى في مخطوطات مكتبة مدرسة المروى بطهران. في صناديق متروكة لا يستفاد منها.
ونسخة في مكتبة الحاج آقا حفيد السيد حجة الاسلام الشّفتى باصفهان، رآها صاحب ( كشف الظنون ) وذكره في كتابه ص ١٩٩١، ورآها الشيخ سليمان الماحوزي عام ١٠٨١ ه.
وكانت في مكتبة الشيخ يوسف البحراني المتوفّى ١١٨٦ منه نسخة ضاعت في أيام حياته[١٢].
ونسخة عتيقة في مكتبة العلامة الجليل الشيخ كاظم مدير شانه چى في مشهد خراسان، وعليها تاريخ التصحيح والقراءة والمقابلة في سنة ٧١٦ هجرية.
وقد صوّرت( المكتبة المركزية التابعة لجامعة طهران ) منها بالميكروفيلم، وهي في خزانتها برقم ٢١٧١. وفي المكتبة الرضوية تحت رقم ٦٦ ٢.
ونسخة اخرى في مكتبة مدرسة سليمان خان في ( مشهد خراسان ) كتبت حدود عام ٩٠٨.
واخرى منه في مكتبة الفقيد آية اللّه الحاج آغا السيد حسين الخادمي الاصفهاني المتوفّى ١٤٠٥ هجريه وهي نسخة صحيحة تقع في ٥٠٩ ص بالقطع الوزيرى ١٤ ٢١ في كل صفحة ٢١ سطرا طوله ٥ ١٠ سم، وجاء في آخرها ما نصه:
هذا اختيار مصباح السالكين لنهج البلاغة من كلام مولانا وإمامنا أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام ورجاؤنا في اللّه سبحانه إذ وفقني لأتمامه أن يجعله خالصا لوجهه، ويسعدنا في الدارين بمنه ولطفه، وفرغ من اختصاره أفقر عباد اللّه تعالى ميثم بن علي بن ميثم البحراني عفا اللّه عنه، في آخر شوال سنة إحدى وثمانين وستمائة ( ٦٨١ ) بحول اللّه وحسن توفيقه، والحمد للّه كما هوأهله وصلى اللّه على سيّدنا نبي الرحمة محمد وآله وسلم تسليما كثيرا.
انتهى.

--------------------------------------------------------

[١] . هوالشيخ محمد رضا بن الشيخ حسن البروجردي المتوفى ١٤٠١ ه. كان عالما جليلا مجتهدا ورعا زاهدا ومن اساتذة الفقه والاصول، له كتابات ورسائل. معجم رجال الفكر والأدب في النجف: ١٤٦.


[٢] . كما نص عليه غيره من الفقهاء والمحدثين.


[٣] . الملك العالم العادل عز الدنيا والدين أبى المظفر عبد العزيز بن جعفر النيسابوري المتوفى ٦٧٢. الحوادث الجامعة: ٢٧٧. الانوار الساطعة: ٨٩. الذريعة ١٧: ١٧٩.


[٤] . سورة هود: ١٥ و١٦.


[٥] . جامع السعادات ٢: ٣٤٧.


[٦] . الجبانة: بالفتح ثم التشديد. الصحراء. واهل الكوفة والبصرة يسمون المقابر جبانة. ودونج. وهلتا من قرى ما حوز.


[٧] . سورة الشعراء: ٢٢٧.


[٨] . سورة المرسلات: ٢٩، ٣٠.


[٩] . كظّ كظّا: الأمر غمه وكربه وبهظه وحناق به.


[١٠] . مستدرك الوسائل ٣: ٤٦١. الفوائد الرضوية: ٦٩٠.


[١١] . أمل الآمل ٢: ٣٣٢.


[١٢] . الذريعة ٢١: ١١٠.




المصدر
موقع ف رحاب نهج البلاغة ​