جعفر المندلاوي
05-11-2022, 09:50 AM
أنين الذكرى
================
بقلمي جعفر ملا عبد المندلاوي
8 ربيع الثاني 1444هـ :: 3-10-2022 م
جاء ذكراها فأذوت أضلعي
.................... واعتراها سيلُ آهٍ ما اعترى
ذاك رزءٌ هدَّ بيتَ المصطفى
.................. بيتَ مَن كان البشيرَ المنذِرا
بيتَ وحي الله يشكو جورهم
................... شاهدٌ فيهم عليهم ما يرى
بضعة المختار بل خير النسا
................ في أسى تمضي وتشكو ما جرى
فاطمٌ سرُّ الدُنى فيما حوت
........................... عزّ شأناً عند ربّي وقّرا
قد نما من دارها دينُ الهدى
........................... طالما جبريل فيها كبّرا
مهبطُ الأملاك بادٍ فضلُها
...................... عمّ هذا الكون حتّى أبصرا
إن تسل يا صاحبي عن حالها
...................... رزءُ ذاك اليوم صفْواً كدّرا
يوم رُزء المصطفى قالوا هجر!
........................ كان ظُلماً كان بغياً جائرا
حيث يدعو للهدى فاستنكروا
..................... لجّ في البغيّ جهولاً أدعرا
أهملا جثمانه واستعجلا
...................... أبرماها بيعة واستكبرا
داهمت تلك الرزايا بيتَها
........................ ثمَّ جاء الناسُ أمراً منكرا
بانقلابٍ زاد فيه كربُها
..................... قد أتوا إفكاً وعهداً أخسرا
كابدت من جورهم ما كابدت
...................... تشتكي لله من ظلم سرى
حيثُ يبتزّان منها نِحْلَةً
..................... وأدّعوَا فيها حديثاً مُفْترى
لم يراعوا حُرمةً للمصطفى
................... جنّدوا للكبْس جمعاً أفجرا
بَعْدُ جاؤوا بابها كي يحرقوا
............................ دارها ثأراً لبدرٍ يثأرا
وانضوى خِلٌّ له عن غاية
................... فانجلى أسرار عَقدٍ وانسرى
ثمَّ جاءوا البيت بيت المصطفى
................... جَنّدوا للكبْس جمعاً أفجرا
إذ توارت خلف باب أقبلوا
................... حطّموا الباب وضلعاً كُسّْرا
أسقطوا منها جنينا مُحسنا
.................. والدم الزاكي من الضلع جرى
ثمّ نادت أسنديني فَضّة
............... من اذى المسمار أهوت للثرى
ها هنا أملاك ربي استوطنت
..................... حلّ جبرائيل في هذا العرَى (1)
أعرض المولى ، أرادا بيعة
...................... أسرفا في ضُرّه واستهترا
غير أن المرتضى في حيرة
................. مُلزَمٌ بالعهد من خير الورى
إن وجدتَ العون قم أو لا فلا
..................... واصطبر لله يا ليث الشرى (2)
مرَّ فيهم ليلَه مستنصراً
.................... لم يجد عونا مُغيثاً ناصرا
أغضَبَاها أغضَبَا اللهَ بها
................ كلُّ مخبوء الأذى قد أظهرا
حذّرت جمهورَهم في خُطبة
................... تُظهر الأيام ما قد أضمرا
قد غصبتُم حقَّنا تعساً لَكم
................ صُبْحنا آتٍ وان طال السُرى
مذ رحيل المصطفى ارتد الأُلى
................... فرّقوا للدين ميثاق العُرى
فالبخاري قد رواه مسنَداً
............ في حديث الحوض دُعُّوا فانبرى
قال أصحابي الى أين المُضي؟
..................... نارها مثوى أتاهم زاجرا
أحدثوا في الدين ، يأتيه الندا
................. قال سحقاً من بسوءٍ أدبرا
أنت لا تدري فهم قد بدّلوا
............... شرعَنا وارتدُّوا فيها القهقرى
أبغضوا آل الهدى تبّاً لهم
............... من يعاديهم سيمضي مقفَرا
ودُّ أهل البيت من خير العمل
................. حبُّهم فرضٌ على كلّ القرى
كُبكِبوا في النار مَن عاداهمُ
............... ذاك يومٌ كان حقَّاً معسَرا
-------------------------------------------------------------------------------------------------------------
(1): العرى ؛الساحة والجناب ، يقال نزل بعرى فلان .
(2) : الشرى ؛ موضع كثير الأُسد ، ويقال هم أُسد الشرى : اشداء شجعان .
================
بقلمي جعفر ملا عبد المندلاوي
8 ربيع الثاني 1444هـ :: 3-10-2022 م
جاء ذكراها فأذوت أضلعي
.................... واعتراها سيلُ آهٍ ما اعترى
ذاك رزءٌ هدَّ بيتَ المصطفى
.................. بيتَ مَن كان البشيرَ المنذِرا
بيتَ وحي الله يشكو جورهم
................... شاهدٌ فيهم عليهم ما يرى
بضعة المختار بل خير النسا
................ في أسى تمضي وتشكو ما جرى
فاطمٌ سرُّ الدُنى فيما حوت
........................... عزّ شأناً عند ربّي وقّرا
قد نما من دارها دينُ الهدى
........................... طالما جبريل فيها كبّرا
مهبطُ الأملاك بادٍ فضلُها
...................... عمّ هذا الكون حتّى أبصرا
إن تسل يا صاحبي عن حالها
...................... رزءُ ذاك اليوم صفْواً كدّرا
يوم رُزء المصطفى قالوا هجر!
........................ كان ظُلماً كان بغياً جائرا
حيث يدعو للهدى فاستنكروا
..................... لجّ في البغيّ جهولاً أدعرا
أهملا جثمانه واستعجلا
...................... أبرماها بيعة واستكبرا
داهمت تلك الرزايا بيتَها
........................ ثمَّ جاء الناسُ أمراً منكرا
بانقلابٍ زاد فيه كربُها
..................... قد أتوا إفكاً وعهداً أخسرا
كابدت من جورهم ما كابدت
...................... تشتكي لله من ظلم سرى
حيثُ يبتزّان منها نِحْلَةً
..................... وأدّعوَا فيها حديثاً مُفْترى
لم يراعوا حُرمةً للمصطفى
................... جنّدوا للكبْس جمعاً أفجرا
بَعْدُ جاؤوا بابها كي يحرقوا
............................ دارها ثأراً لبدرٍ يثأرا
وانضوى خِلٌّ له عن غاية
................... فانجلى أسرار عَقدٍ وانسرى
ثمَّ جاءوا البيت بيت المصطفى
................... جَنّدوا للكبْس جمعاً أفجرا
إذ توارت خلف باب أقبلوا
................... حطّموا الباب وضلعاً كُسّْرا
أسقطوا منها جنينا مُحسنا
.................. والدم الزاكي من الضلع جرى
ثمّ نادت أسنديني فَضّة
............... من اذى المسمار أهوت للثرى
ها هنا أملاك ربي استوطنت
..................... حلّ جبرائيل في هذا العرَى (1)
أعرض المولى ، أرادا بيعة
...................... أسرفا في ضُرّه واستهترا
غير أن المرتضى في حيرة
................. مُلزَمٌ بالعهد من خير الورى
إن وجدتَ العون قم أو لا فلا
..................... واصطبر لله يا ليث الشرى (2)
مرَّ فيهم ليلَه مستنصراً
.................... لم يجد عونا مُغيثاً ناصرا
أغضَبَاها أغضَبَا اللهَ بها
................ كلُّ مخبوء الأذى قد أظهرا
حذّرت جمهورَهم في خُطبة
................... تُظهر الأيام ما قد أضمرا
قد غصبتُم حقَّنا تعساً لَكم
................ صُبْحنا آتٍ وان طال السُرى
مذ رحيل المصطفى ارتد الأُلى
................... فرّقوا للدين ميثاق العُرى
فالبخاري قد رواه مسنَداً
............ في حديث الحوض دُعُّوا فانبرى
قال أصحابي الى أين المُضي؟
..................... نارها مثوى أتاهم زاجرا
أحدثوا في الدين ، يأتيه الندا
................. قال سحقاً من بسوءٍ أدبرا
أنت لا تدري فهم قد بدّلوا
............... شرعَنا وارتدُّوا فيها القهقرى
أبغضوا آل الهدى تبّاً لهم
............... من يعاديهم سيمضي مقفَرا
ودُّ أهل البيت من خير العمل
................. حبُّهم فرضٌ على كلّ القرى
كُبكِبوا في النار مَن عاداهمُ
............... ذاك يومٌ كان حقَّاً معسَرا
-------------------------------------------------------------------------------------------------------------
(1): العرى ؛الساحة والجناب ، يقال نزل بعرى فلان .
(2) : الشرى ؛ موضع كثير الأُسد ، ويقال هم أُسد الشرى : اشداء شجعان .