المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : إثبات الشيخ الأزهري الدكتور إبراهيم شعبان صحة حديث قول النبي ص أن أهل بيته كسفينة نوح سنديآ


وهج الإيمان
26-01-2023, 12:53 AM
بسم الله الرحمن الرحيم

اللهم صل على محمد وال محمد

الشيخ الأزهري الدكتور إبراهيم شعبان يثبت صحة حديث السفينه سنديآ وينسف قول الشيخ ابن تيميه الذي طعن فيه


أنقل كلامه بنصه : " صحة حديث: "مَثَلُ أَهْلِ بَيْتِي كَمَثَلِ سَفِينَةِ نُوحٍ مَنْ رَكِبَهَا نَجَا، وَمَنْ تَخَلَّفَ عَنْهَا غَرِقَ".
طعن بعضهم في تلك الرواية، وعلى رأسهم ابن تيمية، فقد قال في (منهاج السنة 7/395) ردًّا على الصفي الحِلِّي: "وَأَمَّا قَوْلُهُ: "«مَثَلُ أَهْلِ بَيْتِي مَثَلُ سَفِينَةِ نُوحٍ» "فَهَذَا لَا يُعْرَفُ لَهُ إِسْنَادٌ صَحِيحٌ، وَلَا هُوَ فِي شَيْءٍ مِنْ كُتُبِ الْحَدِيثِ الَّتِي يُعْتَمَدُ عَلَيْهَا، فَإِنْ كَانَ قَدْ رَوَاهُ مِثْلَ مَنْ يَرْوِي أَمْثَالَهُ مِنْ حُطَّابِ اللَّيْلِ الَّذِينَ يَرْوُونَ الْمَوْضُوعَاتِ فَهَذَا مَا يَزِيدُهُ وَهَنًا".
وأنا لا زلت أقرر لإخواننا الباحثين: لا ينبغي الوثوق بعبارات ابن تيمية رحمه الله، لا نفيًا ولا إثباتًا، ومن تتبع عباراته وأخذ بها دون مراجعتها هلك، والسبب أنه كان رحمه الله يعتمد على حفظه ـ وهو حافظ بلا شك ـ لكنه كثير الاضطراب في نقله للنصوص، وكذا في حكمه على المرويات، وأقرر أن قوله: "فَهَذَا لَا يُعْرَفُ لَهُ إِسْنَادٌ صَحِيحٌ، وَلَا هُوَ فِي شَيْءٍ مِنْ كُتُبِ الْحَدِيثِ الَّتِي يُعْتَمَدُ عَلَيْهَا" غير مقبول، فقد روى هذا الحديث الإمام الحاكم في المستدرك على الصحيحين برقم (3312)، وقال: صحيح على شرط مسلم، وتعقبه الذهبي بأن مفضَّل ضعفوه.
قلت: ومفضل مختلف فيه، فقد قال عنه الدارقطني: كوفي صالح، واستنكر له ابن عدي رواية غير هذه ثم قال: "وسائره غير ذاك أرجو أن يكون مستقيمًا".
ثم جاء الحديث عن غير مفضل من طريق الحسن ابن أبي جعفر الجفري، وقد قال بعضهم عنه: منكر الحديث، وهو ليس بمتهم، فقد كان من خيار عباد الله زهدًا وورعًا، وكان مقبلًا على العبادة، ولم يكن مشتغلًا بعلم الحديث، ولذا كان ابن مهدي ومسلم بن إبراهيم يحدثان عنه، وقد قال عنه ابن عدي: "والحسن بن أبي جعفر له أحاديث صالحة ... وهو صدوق".
ومعلوم عند المحدثين صحة كون الراوي ثقة وله مناكير، بل قد يخصون منكراته بشيخٍ معيَّنٍ، فيقولون: فلان عن فلان حديثه منكر، فهم حكموا على رواياته بالإنكار من هذه الجهة لا أن عموم مروياته منكرة.
ولذا رأينا تصحيح الإمام الحاكم وتحسين الحافظ السيوطي وغيرهما لهذا الحديث من اعتبار هذه الجهة، ولمجيئه من عدة طرق يقوي بعضها بعضًا من جهة أخرى، فقد رواه الأصبهاني في أمثال الحديث (333)، وأحمد بن حنبل في فضائل الصحابة (1402)، والبزار في مسنده برقم (3900) وبرقم (5142)، والطبراني في الكبير (2636)، والأوسط (3478)، والصغير (391)، والقضاعي في مسند الشهاب (1341)، والآجري في الشريعة (1700)، وغيرهم من أئمة الحديث الشريف الذين يصفهم ابن تيمية بأنهم حُطَّاب ليل، فيقول: "فَإِنْ كَانَ قَدْ رَوَاهُ مِثْلَ مَنْ يَرْوِي أَمْثَالَهُ مِنْ حُطَّابِ اللَّيْلِ الَّذِينَ يَرْوُونَ الْمَوْضُوعَاتِ فَهَذَا مَا يَزِيدُهُ وَهَنًا ".
وقال الحافظ السخاوي في (البلدانيات صـ 187): "هذا حديث حسن، رواه الحاكم في المناقب من مستدركه عن عبد الله بن داهر فوافقناه فيه بعلو".
وينقل الحافظ السخاوي قول البزار: "لا نعلم صحابيا رواه إلا أبا ذر" فيقول: "وليس كذلك بل في الباب عن ابن عباس وابن الزبير وأبي سعيد الخدري - رضي الله عنهم - وبعضها يقوي بعضا ولذلك حسنته".
ويشهد لهذه الرواية في أن التمسك بمحبة آل البيت عليهم السلام ومودتهم ونصرتهم وزيارتهم نجاة للأمة، وأن من لم يتمسك بمحبتهم ومودتهم فقد هلك وخاب وخسر، ما جاء عند مسلم برقم (2408) وغيره: "إِنِّي تَارِك فِيكُم الثقلَيْن كتاب الله وَأهل بَيْتِي ... ثم يقول بعدها ثلاثًا: أذكركم الله في أهل بيتي"، والثقلين أي: الأمرين العظيمين، وأن القيام بحقهما صعب على النفس، فانظر كيف قرن سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بين التمسك بالقرآن الكريم وآل البيت! وكيف أظهر صلى الله عليه وسلم أن القيام بحقهما منجاة في الدنيا والآخرة !.
وعلى هذا فلا ينبغي التجاسر على الطعن في الرواية، وينبغي التسليم بأنها حسنة بمجموع طرقها وشواهدها، ولا نرى وجهًا لكلام ابن تيمية رحمه الله: "فَإِنْ كَانَ قَدْ رَوَاهُ مِثْلَ مَنْ يَرْوِي أَمْثَالَهُ مِنْ حُطَّابِ اللَّيْلِ الَّذِينَ يَرْوُونَ الْمَوْضُوعَاتِ فَهَذَا مَا يَزِيدُهُ وَهَنًا"، ولا لحكم غيره على الرواية بالتضعيف، ويتبين قبول تلك الرواية وفق صنعة المحدثين، فاللهم ارزقنا محبتهم ومودتهم وشفاعتهم يوم القيامة، آمين، والله تعالى أعلى وأعلم " انتهى كلامه


دمتم برعاية الله

كتبته : وهج الإيمان