وهج الإيمان
10-02-2023, 07:49 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وال محمد
الدكتور السني عبدالحليم الحسيني يذكر خطبة السيدة زينب عليها السلام في الكوفة ومنها قولها أفعجبتم أن مطرت السماء دمآ وقولها عن الإمام الحسين عليه السلام في خطابها لمن يسمعها : " سليل خاتم النبوة . ومعدن الرسالة ، وسيد شباب أهل الجنة ، وملاذ خيرتكم ، ومفزع نازلتكم ، ومنار حجتكم ، ومدرة سنتكم "
وقال الدكتور السني عبدالحليم الحسيني أنها سكتت بعد خطبتها لأمر الإمام زين العابدين عليه السلام لها بالتوقف بعد إقامة حجتها فقال لها : "اسكتي يا عمة ، فأنت بحمد الله عالمة غير معلمة ، فهمة غير مفهمة"
والسبب في ذلك لأنها تتكلم وتسكت بمدده وأمره
أنقل التالي : "
خطبة السيدة زينب في الكوفة
: بقلم الدكتور الشريف عبد الحليم العزمى الحسينى
ذكر السيد القزويني في كتابه { زينب الكبرى من المهد إلى اللحد } ، وحسين الشاكري في موسوعة المصطفى والعترة ،
وعبد الرزاق الموسوي في مقتل الحسين :
أنه لما جيء بسبايا أهل البيت إلى الكوفة ، جعل أهل الكوفة ينوحون ويبكون ، قال بشير بن خزيم الأسدي :
نظرت إلى زينب بنت علي عليه السلام يومئذ فلم خفرة -- أي امرأة شديدة الحياء -- والله أنطق منها ، كأنها تفرغ عن لسان أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ، وقد أومأت إلى الناس أن اسكتوا ، فهدأوا كأن على رؤوسهم الطير ، وليس في وسع العدد الكثير أن يسكن ذلك اللغط ، أو يرد تلك الضوضاء ، لولا الهيبة الإلهية والبهاء المحمدي الذي جلل عقيلة آل محمد ؛ ..
وعندها اندفعت بخطابها مع طمأنينة نفس وثبات جأش ، وشجاعة حيدرية فقالت عليها السلام :
{ الحمد لله والصلاة والسلام على أبي محمد وآله الطيبين الأخيار ، أما بعد :
يا أهل الكوفة ،، يا أهل الختل والغدر !!.
أتبكون ..؟ فلا رقأت {سكنت } الدمعة ، ولا هدأت الرنة { الصوت الحزين عند البكاء } ..
إنما مثلكم كمثل التي نقضت غزلها من بعد قوة أنكاثا ، تتخذون أيمانكم دخلا بينكم ..
ألا وهل فيكم إلا الصلف { الذي يمتدح بما ليس عنده } ،
النطف { الذي يقذف بالفجور وهو متطلخ بالعيب } ..
والصدر الشنف { المبغض بغير حق } ..؟
وملق { تذلل } الإماء ..؟ ، وغمر { الطعن بالشر } الأعداء ..؟ .
أو كمرعى على دمنة { مجمع الأوساخ والكثافات السامة القاتلة } .. ؟ أو كقصة على ملحودة { القصة هي الحصن بلغة الحجاز ، والمعنى تجصيص القبر والجسد نتن ، والمعنى أنها شبهت أجسامهم بالقبور وأنفسهم بجيف الموتي } ..؟ .
ألا ساء ما قدمت لكم أنفسكم أن سخط الله عليكم وفي العذاب أنتم خالدون ..
أتبكون ..؟ وتنتحبون ..؟ ..
إي والله ، فابكوا كثيرا واضحكوا قليلا ..
فلقد ذهبت بعارها وشنارها { العيب والعار } ولن ترحضوها { تغسلوها } بغسل بعدها أبدا ..
وأنى ترحضون قتل سليل خاتم النبوة .؟ ومعدن الرسالة ، وسيد شباب أهل الجنة ، وملاذ خيرتكم ، ومفزع نازلتكم ، ومنار حجتكم ، ومدرة { منبر أو لسان القوم } سنتكم ..؟ ..
ألا ساء ما تزرون ، وبعدا لكم وسحقا ، فلقد خاب السعي ،
وتبت { هلكت } الأيدي ، وخسرت الصفقة { ببع الدين بالدنيا}
وبؤتم بغضب من الله ، وضربت عليكم الذلة والمسكنة { الهوان والفقر الشديد } ..
ويلكم أهل الكوفة ، أتدرون أي كبد { ولد } لرسول الله فريتم ..؟ وأي كريمة { ابنة } له أبرزتم ..؟ وأي دم له سفكتم ..؟ وأي حرمة له هتكتم ..؟ ..
لقد جئتم شيئا إدا ، أي : عظيما ، تكاد السماوات يتفطرن منه وتنشق الأرض وتخر الجبال هدا ، لقد أتيتم بها صلعاء { جريمة مكشوفة لا يمكن تغطيتها } عنقاء { داهية } ،
سوداء فقماء { معقدة لا تحل } خرقاء شوهاء { قبيحة } ،
كطلاع { ملء } الأرض وملء السماء ..
أفعجبتم أن مطرت السماء دما ، ولعذاب الأخرى أخزى ، وأنتم لا تنصرون ..
فلا يستخلفنكم المهل { الإنظار والإمهال وعدم العجلة } ،
فإنه لا يحفزه البدار {لا يحث الله شيء على تعجيل العقوبة}
ولا يخاف فوت الثأر ، وإن ربكم لبالمرصاد }
فقال لها الإمام السجاد علي زين العابدين عليه السلام :
{ اسكتي يا عمة ، فأنت بحمد الله عالمة غير معلمة ، فهمة غير مفهمة }
وهذا دليل واضح أنها تتكلم وتسكت بمدده وأمره عليهما السلام ..
فقطعت العقيلة الكلام ، وادهشت ذلك الجمع المغمور بالتمويهات والمطامع ، وأحدث كلامها إيقاظا في الأفئدة ، ولفتة في البصائر ، وأخذت خطبتها من القلوب مأخذا عظيما
وعرفوا عظم الجناية ، فلا يدرون ما يصنعون !! ..
قال الراوي : فو الله !! لقد رأيت الناس -- يومئذ -- حيارى يبكون ، وقد وضعوا أيديهم في أفواههم ، ورأيت شيخا واقفا إلى جنبي يبكي ، حتى اخضلت لحيته ، وهو يقول : بأبي أنتم وأمي !! كهولكم خير الكهول ، وشبابكم خير الشباب ، ونساؤكم خير النساء ، ونسلكم خير نسل ،
لا يخزي ولا يبزى ، أي : لا يعدل به أحد " انتهى النقل
دمتم برعاية الله
كتبته : وهج الإيمان
اللهم صل على محمد وال محمد
الدكتور السني عبدالحليم الحسيني يذكر خطبة السيدة زينب عليها السلام في الكوفة ومنها قولها أفعجبتم أن مطرت السماء دمآ وقولها عن الإمام الحسين عليه السلام في خطابها لمن يسمعها : " سليل خاتم النبوة . ومعدن الرسالة ، وسيد شباب أهل الجنة ، وملاذ خيرتكم ، ومفزع نازلتكم ، ومنار حجتكم ، ومدرة سنتكم "
وقال الدكتور السني عبدالحليم الحسيني أنها سكتت بعد خطبتها لأمر الإمام زين العابدين عليه السلام لها بالتوقف بعد إقامة حجتها فقال لها : "اسكتي يا عمة ، فأنت بحمد الله عالمة غير معلمة ، فهمة غير مفهمة"
والسبب في ذلك لأنها تتكلم وتسكت بمدده وأمره
أنقل التالي : "
خطبة السيدة زينب في الكوفة
: بقلم الدكتور الشريف عبد الحليم العزمى الحسينى
ذكر السيد القزويني في كتابه { زينب الكبرى من المهد إلى اللحد } ، وحسين الشاكري في موسوعة المصطفى والعترة ،
وعبد الرزاق الموسوي في مقتل الحسين :
أنه لما جيء بسبايا أهل البيت إلى الكوفة ، جعل أهل الكوفة ينوحون ويبكون ، قال بشير بن خزيم الأسدي :
نظرت إلى زينب بنت علي عليه السلام يومئذ فلم خفرة -- أي امرأة شديدة الحياء -- والله أنطق منها ، كأنها تفرغ عن لسان أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ، وقد أومأت إلى الناس أن اسكتوا ، فهدأوا كأن على رؤوسهم الطير ، وليس في وسع العدد الكثير أن يسكن ذلك اللغط ، أو يرد تلك الضوضاء ، لولا الهيبة الإلهية والبهاء المحمدي الذي جلل عقيلة آل محمد ؛ ..
وعندها اندفعت بخطابها مع طمأنينة نفس وثبات جأش ، وشجاعة حيدرية فقالت عليها السلام :
{ الحمد لله والصلاة والسلام على أبي محمد وآله الطيبين الأخيار ، أما بعد :
يا أهل الكوفة ،، يا أهل الختل والغدر !!.
أتبكون ..؟ فلا رقأت {سكنت } الدمعة ، ولا هدأت الرنة { الصوت الحزين عند البكاء } ..
إنما مثلكم كمثل التي نقضت غزلها من بعد قوة أنكاثا ، تتخذون أيمانكم دخلا بينكم ..
ألا وهل فيكم إلا الصلف { الذي يمتدح بما ليس عنده } ،
النطف { الذي يقذف بالفجور وهو متطلخ بالعيب } ..
والصدر الشنف { المبغض بغير حق } ..؟
وملق { تذلل } الإماء ..؟ ، وغمر { الطعن بالشر } الأعداء ..؟ .
أو كمرعى على دمنة { مجمع الأوساخ والكثافات السامة القاتلة } .. ؟ أو كقصة على ملحودة { القصة هي الحصن بلغة الحجاز ، والمعنى تجصيص القبر والجسد نتن ، والمعنى أنها شبهت أجسامهم بالقبور وأنفسهم بجيف الموتي } ..؟ .
ألا ساء ما قدمت لكم أنفسكم أن سخط الله عليكم وفي العذاب أنتم خالدون ..
أتبكون ..؟ وتنتحبون ..؟ ..
إي والله ، فابكوا كثيرا واضحكوا قليلا ..
فلقد ذهبت بعارها وشنارها { العيب والعار } ولن ترحضوها { تغسلوها } بغسل بعدها أبدا ..
وأنى ترحضون قتل سليل خاتم النبوة .؟ ومعدن الرسالة ، وسيد شباب أهل الجنة ، وملاذ خيرتكم ، ومفزع نازلتكم ، ومنار حجتكم ، ومدرة { منبر أو لسان القوم } سنتكم ..؟ ..
ألا ساء ما تزرون ، وبعدا لكم وسحقا ، فلقد خاب السعي ،
وتبت { هلكت } الأيدي ، وخسرت الصفقة { ببع الدين بالدنيا}
وبؤتم بغضب من الله ، وضربت عليكم الذلة والمسكنة { الهوان والفقر الشديد } ..
ويلكم أهل الكوفة ، أتدرون أي كبد { ولد } لرسول الله فريتم ..؟ وأي كريمة { ابنة } له أبرزتم ..؟ وأي دم له سفكتم ..؟ وأي حرمة له هتكتم ..؟ ..
لقد جئتم شيئا إدا ، أي : عظيما ، تكاد السماوات يتفطرن منه وتنشق الأرض وتخر الجبال هدا ، لقد أتيتم بها صلعاء { جريمة مكشوفة لا يمكن تغطيتها } عنقاء { داهية } ،
سوداء فقماء { معقدة لا تحل } خرقاء شوهاء { قبيحة } ،
كطلاع { ملء } الأرض وملء السماء ..
أفعجبتم أن مطرت السماء دما ، ولعذاب الأخرى أخزى ، وأنتم لا تنصرون ..
فلا يستخلفنكم المهل { الإنظار والإمهال وعدم العجلة } ،
فإنه لا يحفزه البدار {لا يحث الله شيء على تعجيل العقوبة}
ولا يخاف فوت الثأر ، وإن ربكم لبالمرصاد }
فقال لها الإمام السجاد علي زين العابدين عليه السلام :
{ اسكتي يا عمة ، فأنت بحمد الله عالمة غير معلمة ، فهمة غير مفهمة }
وهذا دليل واضح أنها تتكلم وتسكت بمدده وأمره عليهما السلام ..
فقطعت العقيلة الكلام ، وادهشت ذلك الجمع المغمور بالتمويهات والمطامع ، وأحدث كلامها إيقاظا في الأفئدة ، ولفتة في البصائر ، وأخذت خطبتها من القلوب مأخذا عظيما
وعرفوا عظم الجناية ، فلا يدرون ما يصنعون !! ..
قال الراوي : فو الله !! لقد رأيت الناس -- يومئذ -- حيارى يبكون ، وقد وضعوا أيديهم في أفواههم ، ورأيت شيخا واقفا إلى جنبي يبكي ، حتى اخضلت لحيته ، وهو يقول : بأبي أنتم وأمي !! كهولكم خير الكهول ، وشبابكم خير الشباب ، ونساؤكم خير النساء ، ونسلكم خير نسل ،
لا يخزي ولا يبزى ، أي : لا يعدل به أحد " انتهى النقل
دمتم برعاية الله
كتبته : وهج الإيمان