وهج الإيمان
14-03-2023, 06:21 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وال محمد
الشهيد الثقة الإمام المفسر سعيد بن جبير كان كظل الصحابي الجليل الثقة عبدالله بن عباس ينهل منه وينقل عنه ومن ورعه لايفسر القرآن الكريم برأيه
هنا مقالة نفيسة من إسلام ويب عن سعيد بن جبير :
كان سعيد بن جبير من كبار التابعين، الذين ساروا على سنن الهدى، واقتفوا أثر المصطفى، وباعوا الدنيا طلبًا للأخرى. وقد وثقه أهل العلم كافة، حتى قالوا في وصفه: ثقة إمام حجة على المسلمين.
كان الناس يرونه -منذ نعومة أظفاره- إما عاكفًا على كتاب يتعلم، أو قائمًا في محراب يتعبد، فهو بين طلب العلم والعبادة، إما في حالة تعلم، أو في حالة تعبد.
أخذ سعيد العلم عن طائفة من كبار الصحابة، من أمثال أبي سعيد الخدري، وأبي موسى الأشعري، وعبد الله بن عمر، رضي اللَّه عنهم أجمعين، لكن يبقى عبد الله بن عباس -حبر هذه الأمة- هو المعلم الأول له.
لازم سعيد بن جبير عبد الله بن عباس لزوم الظل لصاحبه، فأخذ عنه القرآن وتفسيره، وتلقى عنه القراءات القرآنية الثابتة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وقرأ بها، وتفقّه على يديه في الدين، وتعلم منه علم التأويل، حتى أصبح من المكانة ما جعل بعض معاصريه يقول فيه: مات سعيد بن جبير، وما على ظهر الأرض أحد من أهل زمانه إلا وهو محتاج إلى علمه.
وعندما كانت إقامته في الكوفة، كان هو المرجع الأول في الفتوى، وعليه المعول في علم التفسير، لدرجة أن ابن عباس رضي الله عنهما كان يحيل إليه من يستفتيه، ويقول لأهل الكوفة إذا ما أتوه ليسألوه عن شيء: أليس فيكم ابن أم الدهماء؟ يعني سعيد بن جبير -وكان حبشي الأصل-.
وعلى الرغم من مكانته العلمية التي كان يحظى بها، وخاصة معرفته الواسعة بتفسير كتاب الله، إلا أنه رحمه الله كان يتورع عن القول في التفسير برأيه -كما هو شأن السلف من الصحابة رضوان الله عليهم- ومما يروى عنه في هذا الشأن: أن رجلاً سأله أن يكتب له تفسيرًا للقرآن، فغضب، وقال له: لأن يسقط شِقِّي، أحب إليَّ من أن أفعل ذلك.
ولأجل ملازمة سعيد ابن جبير لابن عباس رضي الله عنهما، ومكانته العلمية بين التابعين، فقد كانت أقواله مرجعًا أساسًا، ومنهلاً عذباً لأهل التفسير، يرجعون إليها، ويغترفون من معينها في تفسير كثير من آيات الذكر الحكيم.
وقد وَثَّقَ علماء الجرح والتعديل سعيداً، وروى عنه أصحاب الكتب الستة وغيرهم من أصحاب الحديث. قال ابن حبان في كتاب "الثقات": "كان فقيهاً، عابداً، فاضلاً، ورعاً".
ومما يُروى عن سعيد وتعلقه بالقرآن، ما ذكره أبو نعيم في "الحلية"، قال: "كان سعيد بن جبير يختم القرآن فيما بين المغرب والعشاء في شهر رمضان"، وفي رواية ثانية: (أنه كان يختم القرآن في كل ليلتين).
وقد كانت له رحمه الله مواقف مشهورة ومآثر مشهودة مع الحجاج، الذي قتله صبراً في شعبان سنة خمس وتسعين، وهو ابن تسع وأربعين سنة." انتهى النقل
أقول : هذه الرواية التي سأنقلها لك أخي القارئ نقلها العلامة القندوزي الحنفي عن العلامة الحمويني الشافعي فهما من أهل السنة بإعتراف مركز الفتوى رقم الفتوى 52163 وفيها قول مركز الفتوى عنه وعن القندوزي :" لا سيما وأنهما سنيان " اهــ
وتحتوي الرواية على آية قرآنية وهي قوله تعالى : "وَلِيُمَحِّصَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَيَمْحَقَ الْكَافِرِينَ" ( آل عمران : ١٤١)
أقول : فالمفسر الجليل سعيد بن جبير آمن بغيبة الإمام محمد بن الحسن العسكري عليه السلام بدليل نقله هذه الرواية عن معلمه ابن عباس وفيها يذكر رسول الله صلى الله عليه واله وسلم لجابر مستدلآ بهذه الآية أعلاه عن علة غيبته :
- نقل العلامة السني القندوزي الحنفي عن الحمويني الشافعي التالي انقل بالنص والهامش :
(2) وفيه: عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس (رضي الله عنهما) قال:
قال رسول الله (ص): إن عليا وصيي، ومن ولده القائم المنتظر المهدي، الذي يملأ الأرض قسطا وعدلا كما ملئت جورا وظلما، والذي بعثني بالحق بشيرا ونذيرا، إن الثابتين على القول بإمامته في زمان غيبته لأعز من الكبريت الأحمر.
فقام إليه جابر بن عبد الله فقال: يا رسول الله، وللقائم من ولدك غيبة؟
قال: إي وربي، ليمحص الله الذين آمنوا ويمحق الكافرين.
ثم قال: يا جابر، إن هذا أمر من أمر الله، وسر من سر الله مطوي عن عباد الله ، فإياك والشك، فان الشك في أمر الله (عز وجل) كفر.
(3) وفيه: عن الحسن بن خالد قال:
قال علي بن موسى الرضا (ض): لا دين لمن لا ورع له، وإن أكرمكم عند الله أتقاكم: أي أعملكم بالتقوى.
ثم قال: إن الرابع من ولدي ابن سيدة يطهر الله به الأرض من كل جور وظلم، وهو الذي يشك الناس في ولادته، وهو صاحب الغيبة، فإذا خرج أشرقت الأرض بنور ربها، ووضع ميزان العدل بين الناس، فلا يظلم أحد أحدا، وهو الذي تطوى له الأرض، ولا يكون له ظل، وهو الذي ينادي مناد من السماء يسمعه جميع أهل الأرض: ألا إن حجة الله قد ظهر عند بيت الله فاتبعوه، فان الحق فيه ومعه، وهو قول الله (عز وجل): (إن نشأ ننزل عليهم من السماء آية فظلت أعناقهم لها خاضعين) (4). وقول الله (عز وجل) (يوم يناد المناد من مكان قريب * يوم يسمعون الصيحة بالحق ذلك يوم الخروج " (5) أي خروج ولدي القائم المهدي (ع).
ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
ج3 المكتبه الشيعيه
(2) فرائد السمطين 2 / 334 حديث 589.
(3) فرائد السمطين 2 / 336 حديث 590.
(4) الشعراء / 4.
(5) ق / 41 - 42." انتهى النقل
أقول : فالرواية ومابعدها أيضآ تندرجان تحت روايات التفسير وفي سند الأولى سعيد بن جبير ناقلآ إياها عن الصحابي ابن عباس وروايات التفسير لايطبق عليها قواعد أهل الحديث كما قال الشيخ السني صالح ال الشيخ
كما قال في مقدمة التفسير لابن تيميه :نعم هاهنا تنبيه مهم وهو أنه ليست قواعد مصطلح الحديث منطبقة دائما على أسانيد المفسرين، لهذا يخطئ كثيرون من المعاصرين في نقدهم لأسانيد التفسير على طريقة نقدهم لأسانيد الحديث؛ بل تجد أحدهم يتعّجب من ابن جرير وابن كثير والبغوي بل ابن أبي حاتم ونحو ذلك من إيرادهم التفاسير عن الصحابة والتابعين بالأسانيد التي هي على طريقة مصطلح الحديث ربما كانت ضعيفة؛ لكنها على طريقة مصطلح الحديث الذي اعتمده المفسرون تكون صحيحة." انتهى
أقول : ومصدر الرواية الأولى عن سعيد بن جبير عن ابن عباس هي كمال الدين وتمام النعمة للشيخ الصدوق ١/ ٢٨٨ وسندها كالتالي :
عن محمد المتوكل عن محمد بن أبي عبد الله الكوفي عن محمد بن إسماعيل البرمكي عن علي بن عثمان عن محمد بن الفرات عن ثابت بن دينار عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال : قال رسول الله .... الخ
أقول : فلامجال للمحتال بتتبع سندها لإسقاطه فهو صحيح السند على مبنى أهل التفسير ولامجال له بالقول ايضآ أن مصدرها شيعي لاعبرة به فلانجد هذا التعصب من الحمويني ولامن القندوزي الذي ينقل عنه واثقآ بصحة مايورده مع إقرار الذهبي بأنه شديد الإعتناء بالرواية ، مع العلم أنه قد جاء في كتاب مستدركات علم رجال الحديث لعلي النمازي الشاهرودي ج7 ص 282 في ترجمة محمد بن الفرات :
" ك: بإسناده، عن محمد بن إسماعيل البرمكي (ثقة مستقيم)، عن علي بن عثمان، عنه، عن ثابت بن دينار، حديث شريف في فضل أمير المؤمنين والحجة المنتظر صلوات الله عليهما. كمبا ج 13 / 17، وجد ج 51 / 73." انتهى النقل
أقول : ومحمد بن الفرات ثقة وعلي بن عثمان ثقة وقعا في سند لرواية في كتاب بشارة المصطفى للطبري فالسند كله ثقات
قال الشيخ فوزي ال سيف في كتابه من قضايا النهضة الحسينية أسئلة وحوارات عن سند رواية زيارة الصحابي جابر لقبر الإمام الحسين عليه السلام في أربعينه عن كتاب بشارة المصطفى لشيعة المرتضى للشيخ عماد الدين الطبري : "فإنه قد التزم الشيخ الطبري بأنني ( سميته بكتاب بشارة المصطفى لشيعة المرتضى صلوات الله عليهم ولا أذكر فيه إلا المُسنَد من الأخبار عن المشايخ الكبار والثقاة الأخيار .. ) والشيخ الطبري وهو من تلاميذ ابن شيخ الطائفة الطوسي أعلى الله مقامهم في تلك الطبقة يمكن أن تقبل شهادته في التوثيق وأنها عن حس لا عن حدس واجتهاد . ومع هذا يمكن الاطمئنان إلى وثاقة من هم في سند هذه الرواية التي نقلها في كتابه . . فإنهم يتحدثون في علم الرجال في باب التوثيقات العامة عن كتاب بشارة المصطفى كواحد من الكتب التي تفيد وثاقة من ورد في أسانيد رواياته ـ إما كل من ورد في سلسلة السند كما لعله الأظهر باعتبار أن صاحب الكتاب وهو الضليع في هذا الفن يريد أن يصحح رواياته وهذا لا يتم إلا بالحكم بوثاقة من هم في السند جميعا وإما خصوص مشايخه على الخلاف المبحوث في بابه "
ـ .اهـــــ
دمتم برعاية الله
كتبته : وهج الإيمان
اللهم صل على محمد وال محمد
الشهيد الثقة الإمام المفسر سعيد بن جبير كان كظل الصحابي الجليل الثقة عبدالله بن عباس ينهل منه وينقل عنه ومن ورعه لايفسر القرآن الكريم برأيه
هنا مقالة نفيسة من إسلام ويب عن سعيد بن جبير :
كان سعيد بن جبير من كبار التابعين، الذين ساروا على سنن الهدى، واقتفوا أثر المصطفى، وباعوا الدنيا طلبًا للأخرى. وقد وثقه أهل العلم كافة، حتى قالوا في وصفه: ثقة إمام حجة على المسلمين.
كان الناس يرونه -منذ نعومة أظفاره- إما عاكفًا على كتاب يتعلم، أو قائمًا في محراب يتعبد، فهو بين طلب العلم والعبادة، إما في حالة تعلم، أو في حالة تعبد.
أخذ سعيد العلم عن طائفة من كبار الصحابة، من أمثال أبي سعيد الخدري، وأبي موسى الأشعري، وعبد الله بن عمر، رضي اللَّه عنهم أجمعين، لكن يبقى عبد الله بن عباس -حبر هذه الأمة- هو المعلم الأول له.
لازم سعيد بن جبير عبد الله بن عباس لزوم الظل لصاحبه، فأخذ عنه القرآن وتفسيره، وتلقى عنه القراءات القرآنية الثابتة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وقرأ بها، وتفقّه على يديه في الدين، وتعلم منه علم التأويل، حتى أصبح من المكانة ما جعل بعض معاصريه يقول فيه: مات سعيد بن جبير، وما على ظهر الأرض أحد من أهل زمانه إلا وهو محتاج إلى علمه.
وعندما كانت إقامته في الكوفة، كان هو المرجع الأول في الفتوى، وعليه المعول في علم التفسير، لدرجة أن ابن عباس رضي الله عنهما كان يحيل إليه من يستفتيه، ويقول لأهل الكوفة إذا ما أتوه ليسألوه عن شيء: أليس فيكم ابن أم الدهماء؟ يعني سعيد بن جبير -وكان حبشي الأصل-.
وعلى الرغم من مكانته العلمية التي كان يحظى بها، وخاصة معرفته الواسعة بتفسير كتاب الله، إلا أنه رحمه الله كان يتورع عن القول في التفسير برأيه -كما هو شأن السلف من الصحابة رضوان الله عليهم- ومما يروى عنه في هذا الشأن: أن رجلاً سأله أن يكتب له تفسيرًا للقرآن، فغضب، وقال له: لأن يسقط شِقِّي، أحب إليَّ من أن أفعل ذلك.
ولأجل ملازمة سعيد ابن جبير لابن عباس رضي الله عنهما، ومكانته العلمية بين التابعين، فقد كانت أقواله مرجعًا أساسًا، ومنهلاً عذباً لأهل التفسير، يرجعون إليها، ويغترفون من معينها في تفسير كثير من آيات الذكر الحكيم.
وقد وَثَّقَ علماء الجرح والتعديل سعيداً، وروى عنه أصحاب الكتب الستة وغيرهم من أصحاب الحديث. قال ابن حبان في كتاب "الثقات": "كان فقيهاً، عابداً، فاضلاً، ورعاً".
ومما يُروى عن سعيد وتعلقه بالقرآن، ما ذكره أبو نعيم في "الحلية"، قال: "كان سعيد بن جبير يختم القرآن فيما بين المغرب والعشاء في شهر رمضان"، وفي رواية ثانية: (أنه كان يختم القرآن في كل ليلتين).
وقد كانت له رحمه الله مواقف مشهورة ومآثر مشهودة مع الحجاج، الذي قتله صبراً في شعبان سنة خمس وتسعين، وهو ابن تسع وأربعين سنة." انتهى النقل
أقول : هذه الرواية التي سأنقلها لك أخي القارئ نقلها العلامة القندوزي الحنفي عن العلامة الحمويني الشافعي فهما من أهل السنة بإعتراف مركز الفتوى رقم الفتوى 52163 وفيها قول مركز الفتوى عنه وعن القندوزي :" لا سيما وأنهما سنيان " اهــ
وتحتوي الرواية على آية قرآنية وهي قوله تعالى : "وَلِيُمَحِّصَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَيَمْحَقَ الْكَافِرِينَ" ( آل عمران : ١٤١)
أقول : فالمفسر الجليل سعيد بن جبير آمن بغيبة الإمام محمد بن الحسن العسكري عليه السلام بدليل نقله هذه الرواية عن معلمه ابن عباس وفيها يذكر رسول الله صلى الله عليه واله وسلم لجابر مستدلآ بهذه الآية أعلاه عن علة غيبته :
- نقل العلامة السني القندوزي الحنفي عن الحمويني الشافعي التالي انقل بالنص والهامش :
(2) وفيه: عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس (رضي الله عنهما) قال:
قال رسول الله (ص): إن عليا وصيي، ومن ولده القائم المنتظر المهدي، الذي يملأ الأرض قسطا وعدلا كما ملئت جورا وظلما، والذي بعثني بالحق بشيرا ونذيرا، إن الثابتين على القول بإمامته في زمان غيبته لأعز من الكبريت الأحمر.
فقام إليه جابر بن عبد الله فقال: يا رسول الله، وللقائم من ولدك غيبة؟
قال: إي وربي، ليمحص الله الذين آمنوا ويمحق الكافرين.
ثم قال: يا جابر، إن هذا أمر من أمر الله، وسر من سر الله مطوي عن عباد الله ، فإياك والشك، فان الشك في أمر الله (عز وجل) كفر.
(3) وفيه: عن الحسن بن خالد قال:
قال علي بن موسى الرضا (ض): لا دين لمن لا ورع له، وإن أكرمكم عند الله أتقاكم: أي أعملكم بالتقوى.
ثم قال: إن الرابع من ولدي ابن سيدة يطهر الله به الأرض من كل جور وظلم، وهو الذي يشك الناس في ولادته، وهو صاحب الغيبة، فإذا خرج أشرقت الأرض بنور ربها، ووضع ميزان العدل بين الناس، فلا يظلم أحد أحدا، وهو الذي تطوى له الأرض، ولا يكون له ظل، وهو الذي ينادي مناد من السماء يسمعه جميع أهل الأرض: ألا إن حجة الله قد ظهر عند بيت الله فاتبعوه، فان الحق فيه ومعه، وهو قول الله (عز وجل): (إن نشأ ننزل عليهم من السماء آية فظلت أعناقهم لها خاضعين) (4). وقول الله (عز وجل) (يوم يناد المناد من مكان قريب * يوم يسمعون الصيحة بالحق ذلك يوم الخروج " (5) أي خروج ولدي القائم المهدي (ع).
ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
ج3 المكتبه الشيعيه
(2) فرائد السمطين 2 / 334 حديث 589.
(3) فرائد السمطين 2 / 336 حديث 590.
(4) الشعراء / 4.
(5) ق / 41 - 42." انتهى النقل
أقول : فالرواية ومابعدها أيضآ تندرجان تحت روايات التفسير وفي سند الأولى سعيد بن جبير ناقلآ إياها عن الصحابي ابن عباس وروايات التفسير لايطبق عليها قواعد أهل الحديث كما قال الشيخ السني صالح ال الشيخ
كما قال في مقدمة التفسير لابن تيميه :نعم هاهنا تنبيه مهم وهو أنه ليست قواعد مصطلح الحديث منطبقة دائما على أسانيد المفسرين، لهذا يخطئ كثيرون من المعاصرين في نقدهم لأسانيد التفسير على طريقة نقدهم لأسانيد الحديث؛ بل تجد أحدهم يتعّجب من ابن جرير وابن كثير والبغوي بل ابن أبي حاتم ونحو ذلك من إيرادهم التفاسير عن الصحابة والتابعين بالأسانيد التي هي على طريقة مصطلح الحديث ربما كانت ضعيفة؛ لكنها على طريقة مصطلح الحديث الذي اعتمده المفسرون تكون صحيحة." انتهى
أقول : ومصدر الرواية الأولى عن سعيد بن جبير عن ابن عباس هي كمال الدين وتمام النعمة للشيخ الصدوق ١/ ٢٨٨ وسندها كالتالي :
عن محمد المتوكل عن محمد بن أبي عبد الله الكوفي عن محمد بن إسماعيل البرمكي عن علي بن عثمان عن محمد بن الفرات عن ثابت بن دينار عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال : قال رسول الله .... الخ
أقول : فلامجال للمحتال بتتبع سندها لإسقاطه فهو صحيح السند على مبنى أهل التفسير ولامجال له بالقول ايضآ أن مصدرها شيعي لاعبرة به فلانجد هذا التعصب من الحمويني ولامن القندوزي الذي ينقل عنه واثقآ بصحة مايورده مع إقرار الذهبي بأنه شديد الإعتناء بالرواية ، مع العلم أنه قد جاء في كتاب مستدركات علم رجال الحديث لعلي النمازي الشاهرودي ج7 ص 282 في ترجمة محمد بن الفرات :
" ك: بإسناده، عن محمد بن إسماعيل البرمكي (ثقة مستقيم)، عن علي بن عثمان، عنه، عن ثابت بن دينار، حديث شريف في فضل أمير المؤمنين والحجة المنتظر صلوات الله عليهما. كمبا ج 13 / 17، وجد ج 51 / 73." انتهى النقل
أقول : ومحمد بن الفرات ثقة وعلي بن عثمان ثقة وقعا في سند لرواية في كتاب بشارة المصطفى للطبري فالسند كله ثقات
قال الشيخ فوزي ال سيف في كتابه من قضايا النهضة الحسينية أسئلة وحوارات عن سند رواية زيارة الصحابي جابر لقبر الإمام الحسين عليه السلام في أربعينه عن كتاب بشارة المصطفى لشيعة المرتضى للشيخ عماد الدين الطبري : "فإنه قد التزم الشيخ الطبري بأنني ( سميته بكتاب بشارة المصطفى لشيعة المرتضى صلوات الله عليهم ولا أذكر فيه إلا المُسنَد من الأخبار عن المشايخ الكبار والثقاة الأخيار .. ) والشيخ الطبري وهو من تلاميذ ابن شيخ الطائفة الطوسي أعلى الله مقامهم في تلك الطبقة يمكن أن تقبل شهادته في التوثيق وأنها عن حس لا عن حدس واجتهاد . ومع هذا يمكن الاطمئنان إلى وثاقة من هم في سند هذه الرواية التي نقلها في كتابه . . فإنهم يتحدثون في علم الرجال في باب التوثيقات العامة عن كتاب بشارة المصطفى كواحد من الكتب التي تفيد وثاقة من ورد في أسانيد رواياته ـ إما كل من ورد في سلسلة السند كما لعله الأظهر باعتبار أن صاحب الكتاب وهو الضليع في هذا الفن يريد أن يصحح رواياته وهذا لا يتم إلا بالحكم بوثاقة من هم في السند جميعا وإما خصوص مشايخه على الخلاف المبحوث في بابه "
ـ .اهـــــ
دمتم برعاية الله
كتبته : وهج الإيمان