وهج الإيمان
17-03-2023, 07:48 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وال محمد
العلامة البرزنجي الشافعي يقر عند إيراده رواية الثائر الحسني الذي يقر للمهدي الحسيني عليه السلام أنه صاحب الأمر بأن هذه الرواية تدل على أن المهدي من ولد الحسين وليس الحسن ويفند ماذكره غيره في سبب كون الإمام المهدي من ولد الإمام الحسن لا الإمام الحسين
ونلاحظ أن الثائر الحسني ينقل للإمام المهدي الأسباب التي يحيكها من يتشبث في كون المهدي من ولد الحسن فيقوم الإمام المهدي بنسفها وإثبات أنه المهدي وأنه من ولد الحسين
جاء في رسالة: (المهدي المنتظر من ولد الإمام الحسن أم الإمام الحسين (صلوات الله عليهم جميعاً) للشيخ مهدي حمد الفتلاوي جواباً على سؤال الأستاذ أحمد عثمان أبو المحد من القاهرة )
التالي أنقل بالنص والهامش : "
قال ابن القيم الجوزية، وفي كون المهدي من ولد الحسن رضي الله عنه سر لطيف، وهو أن الحسن رضي الله عنه ترك الخلافة لله، فجعل الله في ولده من يقوم بالخلافة الحقة المتضمنة للعدل الذي يملأ الأرض، وهذه سنة الله في عباده أنه من ترك شيئا لأجله، أعطاه الله أو أعطى ذريته أفضل منه، وهذا بخلاف الحسين رضي الله عنه، فإنه حرص عليها وقاتل عليها فلم يظفر بها(١).
وبغض النظر عما في هذا الحديث، من محاولة إعطاء الشرعية لحكم معاوية، في الادعاء بأن الإمام الحسن (عليه السلام) ترك الخلافة لله وتنازل عنها لمعاوية، وافتراء على الإمام الحسين (عليه السلام) بأنه حرص وقاتل عليها، فلم يظفر بها!! فإن كلام ابن القيم يحتاج إلى نقاش وتفنيد نتعرض له بعد قليل، ولكننا نقول ان العلامة البرزنجي ناقش هذا الادعاء واثبت بطلانه، وهو في معرض الاستدلال على أن المهدي من ذرية الإمام الحسين وليس من ذرية الإمام الحسن، تعليقا على رواية وردت بخصوص الثائر الحسني، الذي يخرج من المشرق في عصر ظهور الإمام المهدي، فإذا خرج المهدي (عليه السلام) جاء إليه وطالبه بالخلافة، مدعيا أنه ابن الإمام الحسن وأنه أحق بالخلافة من ولد الإمام الحسين ..
تذكر الروايات من طرق الفريقين، خروج ثائر من ولد الحسن (عليه السلام)، قبل المهدي (عليه السلام) بفترة قصيرة، وهو ممدوح السيرة، وعلى أعقاب ثورته يخرج المهدي المنتظر (عليه السلام)، فإذا التقى به السيد الحسني سلم عليه وقال له محتجا: أنا المهدي.
وقد أورد هذا الحديث القرطبي في «التذكرة»، والمقدسي الشافعي في «عقد الدرر»، وهو قطعة من حديث طويل، عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام) قال:
«تختلف ثلاث رايات، راية بالمغرب، وراية بالجزيرة وراية بالشام، تدوم الفتنة بينهم سنة، ثم ذكر خروج السفياني وما يفعله من الظلم والفجور، ثم ذكر خروج المهدي ومبايعة الناس له بين الركن والمقام، ووصفه قائلا: «يسير بالجيوش حتى يصير بوادي القرى، في هدوء ورفق، ويلحقه هناك ابن عمه الحسني، في اثني عشر ألف فارس فيقول له:
يا ابن عم أنا أحق بهذا الجيش منك أنا ابن الحسن وأنا المهدي، فيقول له المهدي: بل أنا المهدي ويقول له الحسني هل لك من آية فأبايعك؟ فيومئ المهدي (عليه السلام) إلى الطير فيسقط على يديه، ويغرس قضيبا [يابسا] في بقعة من الأرض، فيخضرّ ويورق، فيقول له الحسني يا ابن عم هي لك»(2).
قال العلامة البرزنجي تعليقا على هذه الرواية: وفي هذا الحديث فائدة وإشكال:
أما الفائدة فإنها تدل على أن المهدي من أولاد الحسين، وأن ابن عمه هذا حسني، وأنه يظن أن الخلافة في بني الحسن حيث يقول: أنا ابن الحسن، ومستنده في هذه الدعوى - والله أعلم - أمران: (أحدهما): أن الحسن استخلف فيكون أولاده أحق بها، و(الثاني): أنه نزل عنها حقنا لدماء المسلمين فعوضه الله الخلافة في أولاده، وكلا الأمرين معارض، فأما الأول: فلأن بيعة الحسن كانت من بعض الناس وهم من أهل العراق والمشرق واليمن، دون أهل الشام والمغرب ومصر، وقد بايع بعضهم الحسين أيضا، أما الثاني: فلأن الحسن قد فوت حقه بعد ما ناله، وأما الحسين فلم ينل ما أراد فحقه باقي فأعطاه الله في أولاده... ثم ذكر الإشكال وهو لا يتعلق بموضوع البحث(3)." انتهى النقل
دمتم برعاية الله
كتبته : وهج الإيمان
________
(١) المنار المنيف ١٤٤.
(٢) البرهان ٢/٥٢٦ حديث ١٦، عقد الدرر ١٣٧-١٣٨.
(٣) الإشاعة ١٤٧
اللهم صل على محمد وال محمد
العلامة البرزنجي الشافعي يقر عند إيراده رواية الثائر الحسني الذي يقر للمهدي الحسيني عليه السلام أنه صاحب الأمر بأن هذه الرواية تدل على أن المهدي من ولد الحسين وليس الحسن ويفند ماذكره غيره في سبب كون الإمام المهدي من ولد الإمام الحسن لا الإمام الحسين
ونلاحظ أن الثائر الحسني ينقل للإمام المهدي الأسباب التي يحيكها من يتشبث في كون المهدي من ولد الحسن فيقوم الإمام المهدي بنسفها وإثبات أنه المهدي وأنه من ولد الحسين
جاء في رسالة: (المهدي المنتظر من ولد الإمام الحسن أم الإمام الحسين (صلوات الله عليهم جميعاً) للشيخ مهدي حمد الفتلاوي جواباً على سؤال الأستاذ أحمد عثمان أبو المحد من القاهرة )
التالي أنقل بالنص والهامش : "
قال ابن القيم الجوزية، وفي كون المهدي من ولد الحسن رضي الله عنه سر لطيف، وهو أن الحسن رضي الله عنه ترك الخلافة لله، فجعل الله في ولده من يقوم بالخلافة الحقة المتضمنة للعدل الذي يملأ الأرض، وهذه سنة الله في عباده أنه من ترك شيئا لأجله، أعطاه الله أو أعطى ذريته أفضل منه، وهذا بخلاف الحسين رضي الله عنه، فإنه حرص عليها وقاتل عليها فلم يظفر بها(١).
وبغض النظر عما في هذا الحديث، من محاولة إعطاء الشرعية لحكم معاوية، في الادعاء بأن الإمام الحسن (عليه السلام) ترك الخلافة لله وتنازل عنها لمعاوية، وافتراء على الإمام الحسين (عليه السلام) بأنه حرص وقاتل عليها، فلم يظفر بها!! فإن كلام ابن القيم يحتاج إلى نقاش وتفنيد نتعرض له بعد قليل، ولكننا نقول ان العلامة البرزنجي ناقش هذا الادعاء واثبت بطلانه، وهو في معرض الاستدلال على أن المهدي من ذرية الإمام الحسين وليس من ذرية الإمام الحسن، تعليقا على رواية وردت بخصوص الثائر الحسني، الذي يخرج من المشرق في عصر ظهور الإمام المهدي، فإذا خرج المهدي (عليه السلام) جاء إليه وطالبه بالخلافة، مدعيا أنه ابن الإمام الحسن وأنه أحق بالخلافة من ولد الإمام الحسين ..
تذكر الروايات من طرق الفريقين، خروج ثائر من ولد الحسن (عليه السلام)، قبل المهدي (عليه السلام) بفترة قصيرة، وهو ممدوح السيرة، وعلى أعقاب ثورته يخرج المهدي المنتظر (عليه السلام)، فإذا التقى به السيد الحسني سلم عليه وقال له محتجا: أنا المهدي.
وقد أورد هذا الحديث القرطبي في «التذكرة»، والمقدسي الشافعي في «عقد الدرر»، وهو قطعة من حديث طويل، عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام) قال:
«تختلف ثلاث رايات، راية بالمغرب، وراية بالجزيرة وراية بالشام، تدوم الفتنة بينهم سنة، ثم ذكر خروج السفياني وما يفعله من الظلم والفجور، ثم ذكر خروج المهدي ومبايعة الناس له بين الركن والمقام، ووصفه قائلا: «يسير بالجيوش حتى يصير بوادي القرى، في هدوء ورفق، ويلحقه هناك ابن عمه الحسني، في اثني عشر ألف فارس فيقول له:
يا ابن عم أنا أحق بهذا الجيش منك أنا ابن الحسن وأنا المهدي، فيقول له المهدي: بل أنا المهدي ويقول له الحسني هل لك من آية فأبايعك؟ فيومئ المهدي (عليه السلام) إلى الطير فيسقط على يديه، ويغرس قضيبا [يابسا] في بقعة من الأرض، فيخضرّ ويورق، فيقول له الحسني يا ابن عم هي لك»(2).
قال العلامة البرزنجي تعليقا على هذه الرواية: وفي هذا الحديث فائدة وإشكال:
أما الفائدة فإنها تدل على أن المهدي من أولاد الحسين، وأن ابن عمه هذا حسني، وأنه يظن أن الخلافة في بني الحسن حيث يقول: أنا ابن الحسن، ومستنده في هذه الدعوى - والله أعلم - أمران: (أحدهما): أن الحسن استخلف فيكون أولاده أحق بها، و(الثاني): أنه نزل عنها حقنا لدماء المسلمين فعوضه الله الخلافة في أولاده، وكلا الأمرين معارض، فأما الأول: فلأن بيعة الحسن كانت من بعض الناس وهم من أهل العراق والمشرق واليمن، دون أهل الشام والمغرب ومصر، وقد بايع بعضهم الحسين أيضا، أما الثاني: فلأن الحسن قد فوت حقه بعد ما ناله، وأما الحسين فلم ينل ما أراد فحقه باقي فأعطاه الله في أولاده... ثم ذكر الإشكال وهو لا يتعلق بموضوع البحث(3)." انتهى النقل
دمتم برعاية الله
كتبته : وهج الإيمان
________
(١) المنار المنيف ١٤٤.
(٢) البرهان ٢/٥٢٦ حديث ١٦، عقد الدرر ١٣٧-١٣٨.
(٣) الإشاعة ١٤٧