وهج الإيمان
18-04-2023, 10:12 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وال محمد
الشيخ السني صبحي الصالح يقر بأن حديث أهل البيت عليهم السلام هو حديث المصطفى صلى الله عليه واله وسلم ويبين منزلتهم وعلوقدرهم
جاء في كتاب معالم الشريعة الإسلامية للدكتور صبحي الصالح :
5- المذهب الجعفري
هو المذهب المنسوب إلى جعفر بن محمد بن علي بن الحسين المعروف بالإمام الصادق ، المتوفى سنة 147هـ ، عن ست وستين سنة قضاها في الدفاع عن الإسلام ونشر تعاليمه ومناظرة الفرق الإسلامية ، وبقيت إمامته للشيعة أكثر من ثلاثين سنة بعد وفاة أبيه الإمام محمد بن علي المعروف بالباقر سنة 117هـ . وقد أمضى سني إمامته في الشطر الأخير من خلافة هشام بن عبد الملك ، وفي عهد الوليد بن يزيد ، وإبراهيم بن الوليد ، ومروان بن محمد آخر الخلفاء الأمويين ، والسنين الباقية من حياته في عهد الخليفتين العباسيين السفاح والمنصور ، وكان – كما ذكر الشهرستاني – (( ذا علم عزير في الدين ، وأدب كامل في الحكمة ، وزهد في الدنيا ، وورع تام عن الشهوات )) أخذ الإمام الصادق العلم عن أبيه الإمام الباقر الذي سمي بذلك لتبقره في العلم ، وعن جده الإمام الجليل زين العابدين ، وبقي معهما زهاء ثلاثين عامآ يشاطرهما خلالها ضروب المحن التي كانت تلحق بآل البيت المطهرين على يد بني أمية ، وشهد في ريعان شبابه مانزل من المصائب بعمه زيد وولده يحيى .كان أهل العلم إذا رووا عن الإمام جعفر الصادق يكتفون بقولهم : (( أخبرنا العالم )) ، ولقد قال الخليفة المنصور في يوم علم بوفاته : (( ان جعفرآ كان ممن قال الله فيهم : (( ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا )) وكان ممن اصطفى الله ومن السابقين بالخيرات )) .وكان الإمام الصادق من بين اخوته خليفة أبيه الباقر حقآ ، فقد برز على جماعتهم بالفضل ، وكان أنبههم ذكرآ وأجلهم في العامة والخاصة . وبلغ عدد الرواة الثقات من أصحابه أربعة آلاف رجل . ولسنا نستغرب هذا ، بل قد كان ممكنآ أن نستغرب عكسه لو وقع ونقل ، لأن النزاع حول الإمامة والعصمة كان قد بلغ في عصر الصادق أشده ، فلم يكن بد للشيعة من تتبع الروايات التي تثبت صحة عقيدتهم في تلك الشؤون . وأهل البيت ، فوق ذلك ، أعلم الناس بكتاب الله وسنة نبيه ، فلا عجب إذا اتجهوا إلى التعليم والمناظرة والتدريس ولاسيما بعد أن حاول الخلفاء الأمويون إبعادهم عن الحكم والسياسة . وكان الإمام الصادق على صلة بفقاء الإسلام في الأمصار ، وقد أشرنا في ترجمة أبي حنيفة إلى المناظرة التي عقدها المنصور بين إمام الرأي وبينه ، وقال أبو حنيفة يومذاك معجبآ بأجوبة جعفر : (( أعلم الناس أعلمهم باختلاف الناس )) . لقد أخذ عن الصادق جماعة من التابعين ، منهم يحيى بن سعيد الأنصاري ، وايوب السختياني ، وأبو عمرو بن العلاء ، ويزيد بن عبد الله المعادي ، وشعبة بن القاسم ، وسفيان بن عيينة ، وغيرهم . وقد أقام في المدينة يفيد الشيعة المنتمين اليه ، ويفيض على الموالين له أسرار العلم ، ثم دخل العراق وأقام بها مدة ، وماتعرض للإمارة قط ولانازع أحدآ الخلافة ، ومن غرق في بحر المعرفة لم يطمع في شط ، كما قال الشهرستاني ويبدو أن المصادر الإمامية في الفهارس وتراجم الرجال تجمع اليه قد دونت في أربع مئة كتاب يسميها الشيعة (( الأصول )) ومع أن مؤلفات الشيعة تعرضت للتلف منذ عهد السلاجقه ثم الأيوبيين بقيت بعض (( أصولهم )) في خزائن الكتب ، يدلنا على ذلك أن علماء الشيعة من أوائل المئة الرابعة إلى النصف الأول من القرن الخامس قد أخذوا كتبهم منها ومن غيرها مما جمع منها . ومنهج الإمام الصادق في التشريع – كمنهج جميع أئمة أهل المذاهب الإسلامية – يعول بالدرجة الأولى على الكتاب والسنة ، وكان طبيعيآ أن تشمل السنة مرويات آل البيت وأحاديثهم وأفعالهم الصادرة عنهم تفسيرآ للقرآن وتبيانآ للأحكام ، الى جانب ماصح من أقوال الرسول وأفعاله ، لما تناقله آل البيت المطهرون من أحاديث إمام الهدى علي الذي تلقى علمآ وافرآ غزيرآ من ابن عمه رسول الله الأمين . يوضح ذلك قول الإمام الصادق : (( حديثي حديث أبي ، وحديث أبي حديث جدي ، وحديث الحسين حديث أمير المؤمنين ، وحديث أمير المؤمنين حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وحديث رسول الله قول الله )) وماقد صرح به هنا الإمام الصادق صرح بمثله أبوه الإمام الباقر ، ففي حديث أبان بن تغلب الذي صحبه ثلاثين عامآ ، أنه لم يسمع منه إلا حديث رسول الله ، وفي أحاديث أئمة الشيعة أيضآ أنهم لم يرووا الامايوافق السنة النبوية ، وانما يدل هذا على أن علم آل البيت نقلي موروث ، وأن للسنة لديهم مكانة عظمى تلي كتاب الله بين مصادر التشريع اهـ (1) انتهى
دمتم برعاية الله
كتبته : وهج الإيمان
ـــــــــــــــــــــــــــــ
(1) ص49-52
اللهم صل على محمد وال محمد
الشيخ السني صبحي الصالح يقر بأن حديث أهل البيت عليهم السلام هو حديث المصطفى صلى الله عليه واله وسلم ويبين منزلتهم وعلوقدرهم
جاء في كتاب معالم الشريعة الإسلامية للدكتور صبحي الصالح :
5- المذهب الجعفري
هو المذهب المنسوب إلى جعفر بن محمد بن علي بن الحسين المعروف بالإمام الصادق ، المتوفى سنة 147هـ ، عن ست وستين سنة قضاها في الدفاع عن الإسلام ونشر تعاليمه ومناظرة الفرق الإسلامية ، وبقيت إمامته للشيعة أكثر من ثلاثين سنة بعد وفاة أبيه الإمام محمد بن علي المعروف بالباقر سنة 117هـ . وقد أمضى سني إمامته في الشطر الأخير من خلافة هشام بن عبد الملك ، وفي عهد الوليد بن يزيد ، وإبراهيم بن الوليد ، ومروان بن محمد آخر الخلفاء الأمويين ، والسنين الباقية من حياته في عهد الخليفتين العباسيين السفاح والمنصور ، وكان – كما ذكر الشهرستاني – (( ذا علم عزير في الدين ، وأدب كامل في الحكمة ، وزهد في الدنيا ، وورع تام عن الشهوات )) أخذ الإمام الصادق العلم عن أبيه الإمام الباقر الذي سمي بذلك لتبقره في العلم ، وعن جده الإمام الجليل زين العابدين ، وبقي معهما زهاء ثلاثين عامآ يشاطرهما خلالها ضروب المحن التي كانت تلحق بآل البيت المطهرين على يد بني أمية ، وشهد في ريعان شبابه مانزل من المصائب بعمه زيد وولده يحيى .كان أهل العلم إذا رووا عن الإمام جعفر الصادق يكتفون بقولهم : (( أخبرنا العالم )) ، ولقد قال الخليفة المنصور في يوم علم بوفاته : (( ان جعفرآ كان ممن قال الله فيهم : (( ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا )) وكان ممن اصطفى الله ومن السابقين بالخيرات )) .وكان الإمام الصادق من بين اخوته خليفة أبيه الباقر حقآ ، فقد برز على جماعتهم بالفضل ، وكان أنبههم ذكرآ وأجلهم في العامة والخاصة . وبلغ عدد الرواة الثقات من أصحابه أربعة آلاف رجل . ولسنا نستغرب هذا ، بل قد كان ممكنآ أن نستغرب عكسه لو وقع ونقل ، لأن النزاع حول الإمامة والعصمة كان قد بلغ في عصر الصادق أشده ، فلم يكن بد للشيعة من تتبع الروايات التي تثبت صحة عقيدتهم في تلك الشؤون . وأهل البيت ، فوق ذلك ، أعلم الناس بكتاب الله وسنة نبيه ، فلا عجب إذا اتجهوا إلى التعليم والمناظرة والتدريس ولاسيما بعد أن حاول الخلفاء الأمويون إبعادهم عن الحكم والسياسة . وكان الإمام الصادق على صلة بفقاء الإسلام في الأمصار ، وقد أشرنا في ترجمة أبي حنيفة إلى المناظرة التي عقدها المنصور بين إمام الرأي وبينه ، وقال أبو حنيفة يومذاك معجبآ بأجوبة جعفر : (( أعلم الناس أعلمهم باختلاف الناس )) . لقد أخذ عن الصادق جماعة من التابعين ، منهم يحيى بن سعيد الأنصاري ، وايوب السختياني ، وأبو عمرو بن العلاء ، ويزيد بن عبد الله المعادي ، وشعبة بن القاسم ، وسفيان بن عيينة ، وغيرهم . وقد أقام في المدينة يفيد الشيعة المنتمين اليه ، ويفيض على الموالين له أسرار العلم ، ثم دخل العراق وأقام بها مدة ، وماتعرض للإمارة قط ولانازع أحدآ الخلافة ، ومن غرق في بحر المعرفة لم يطمع في شط ، كما قال الشهرستاني ويبدو أن المصادر الإمامية في الفهارس وتراجم الرجال تجمع اليه قد دونت في أربع مئة كتاب يسميها الشيعة (( الأصول )) ومع أن مؤلفات الشيعة تعرضت للتلف منذ عهد السلاجقه ثم الأيوبيين بقيت بعض (( أصولهم )) في خزائن الكتب ، يدلنا على ذلك أن علماء الشيعة من أوائل المئة الرابعة إلى النصف الأول من القرن الخامس قد أخذوا كتبهم منها ومن غيرها مما جمع منها . ومنهج الإمام الصادق في التشريع – كمنهج جميع أئمة أهل المذاهب الإسلامية – يعول بالدرجة الأولى على الكتاب والسنة ، وكان طبيعيآ أن تشمل السنة مرويات آل البيت وأحاديثهم وأفعالهم الصادرة عنهم تفسيرآ للقرآن وتبيانآ للأحكام ، الى جانب ماصح من أقوال الرسول وأفعاله ، لما تناقله آل البيت المطهرون من أحاديث إمام الهدى علي الذي تلقى علمآ وافرآ غزيرآ من ابن عمه رسول الله الأمين . يوضح ذلك قول الإمام الصادق : (( حديثي حديث أبي ، وحديث أبي حديث جدي ، وحديث الحسين حديث أمير المؤمنين ، وحديث أمير المؤمنين حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وحديث رسول الله قول الله )) وماقد صرح به هنا الإمام الصادق صرح بمثله أبوه الإمام الباقر ، ففي حديث أبان بن تغلب الذي صحبه ثلاثين عامآ ، أنه لم يسمع منه إلا حديث رسول الله ، وفي أحاديث أئمة الشيعة أيضآ أنهم لم يرووا الامايوافق السنة النبوية ، وانما يدل هذا على أن علم آل البيت نقلي موروث ، وأن للسنة لديهم مكانة عظمى تلي كتاب الله بين مصادر التشريع اهـ (1) انتهى
دمتم برعاية الله
كتبته : وهج الإيمان
ـــــــــــــــــــــــــــــ
(1) ص49-52