الباحث الطائي
05-06-2023, 02:31 PM
بسمه تعالى
السلام عليكم
(منظومة علامات الظهور للإمام المهدي ع )
العلامة عموما يمكن تعريفها أنها سِمَةٌ أو أمارة أو شعار تعرف بها الأشياء
فإذا كانت العلامة موضوعة لحدث مستقبلي ، فإنها كالعلامة التي توضع على الطريق ليهتدي بها المسافر في سيره حتى الوصول لغايته
بمعنى آخر فعلامات الظهور للإمام المهدي ع هي أحداث تحصل قبل ظهوره تدلل على اقتراب الظهور .
التأمل في علامات الظهور وفق روايات ال البيت ع يعطينا وفق ما سبق من التعريف العام انها صيغت تحت منظومة علاماتية يحددها أمرين
الأول : إن معظم الأحداث التي دللت على قرب الظهور وحتى تحققه والى قيام القائم ع محصورة في حدود سنة واحدة وهي سنة ظهور الإمام الحجة ع .
الثاني : إن معظم أحداث هذه العلامات خاضعة لنظام الخرز ( التتابع ، يتبع بعضها بعضا ) .
هذه العلامات التي تكون معظمها في سنة الظهور وتقع وفق نظام الخرز تنقسم إلى علامات حتمية وعلامات غير حتمية
فسرت الروايات الحتمي من العلامات بأنها ستقع حتما ولا يجري عليها البداء ، في حين غير الحتمي من العلامات هي التي ممكن ان يجري عليها البداء اي التغير مثل عدم حصولها .
وبالعموم فإن ما وصفته العلامات بأنه حتمي هو متعلقه مرتبة العلم الغيبي الذي اخذ منه المعصوم ع هذه العلامة فأعطاها هذه الصفة، كون إن الأمور التي تجري في عالم الإمكان ولها مرتبتين ملكوتيتين هي تعبران عن حقيقتها ، هما كتاب المحو والاثبات وأم الكتاب ( يَمْحُوا اللَّهُ مَا يَشَاءُ وَيُثْبِتُ وَعِنْدَهُ أُمُّ الْكِتَاب ) فما يجري عليه البداء هو مما في مرتبة كتاب المحو والاثبات ، والحتمي هو مما في أم الكتاب .
وعليه ( انتبه ) : نستطيع القول ان الله تعالى او المعصوم ع ان يعطي لنا كل العلامات التي تجري معظمها سنة الظهور ( وفق منظومة العلامات ) من خلال علمه بها في مرتبة أم الكتاب ( الحتمية ) ولكن جرى الامر ان الحكمة اقتضت إن تحدد مجموعة معينة منها على انها حتمية الوقوع والأخرى ليس كذلك ، وهذا يمكن أن يفسر بمحتملات ممكنة مختلفة ولكن المهم الإشارة اليه هنا ان النظرة للعلامات الحتمية للظهور ووفق منظومة العلامات هي ليس ناظرة لها فقط وفق مبدأ البداء .
نعم - البداء هو أحد الحقائق المهمة التي تفسر الفرق بين الحتمي وغير الحتمي من العلامات . ولكن كون هذه الأحداث هي علامة على طريق المترقب للظهور وهادية له فلماذا اقتضت الحكمة إن لا تكون هذه الهداية العلاماتية كلها او معضمها تامة اي حتمية اي مصدرها من أم الكتاب ؟
الجواب المحتمل بنظري : ان الاصل في عالم التكوين ووجود للانسان هو السير في طريق الرجوع إلى الله وفق قانون الابتلاء والبلاء مع الاختيار ، والحكمة تقتضي إن يكون تكامل الفرد والمجتمع وفق العمل مع غياب العلم بالمصير مسبقا حتى لا يؤثر سلبا في عالم الأسباب والسعي لكسب الملكات .
ومن هنا لا يعلم الانسان ولا يناسبه مهما كان مقامه وفضله ان يحدد مصيره مسبقا حتى آخر لحظة من حياته
انظر مثلا أمير المؤمنين علي ع قال قولته الشهيرة فقط عندما ضربه أشقى الآخرين على رأسه ( فزت ورب الكعبة ) وهذه الضربة هي التي حددت مصيره الواقعي رغم عظيم مقامه بل وعلمه المسبق بفضله ومرتبته في الآخرة ولكنه عليه السلام يجري على نفسه ما أجرى الله على العباد جميعا في عالم الأسباب في هذه الدنيا ويتأدب بما يليق مقامه وتواضعه وتصاغره إمام خالقه .
من هنا وهذا نريد القول ان العلامات التي ذكرتها الروايات وفق منظومة الظهور تريد أن تنبه الناس لقرب الظهور عموما والحتمي منها يريد الإشارة إلى نقاط مضيئة مؤكدة لهذا الامر والحدث العظيم
فبذلك ترتفع الشبهة والتوهم والغفلة التي ممكن ان تطرأ لمن يشهد العلامات وليس فيها حتمي . هذا واذا أخذنا بالاعتبار مسألة مهمة اخرى إن علامات الظهور ليست فقط وضعت لنا لتوقع اقتراب الفرج في جملتها العامة المتحصل منها ، بل لها فوائد وغايات أخرى منها
١- التبشير بقرب الظهور والفرج خاصة للمؤمنين
٢- التنبيه والتحذير لعموم البشرية من اقتراب قيام القائم وانغلاق باب التوبة
٣- التحذير من المخاطر والفتن قبل الظهور وعنده
٤- التوجيهات العامة والاستحقاقات الخاصة على المؤمنين
وغيرها من الأمور الأخرى التي يمكن استخراجها من فهم الروايات .
والله أعلم
الباحث الطائي
السلام عليكم
(منظومة علامات الظهور للإمام المهدي ع )
العلامة عموما يمكن تعريفها أنها سِمَةٌ أو أمارة أو شعار تعرف بها الأشياء
فإذا كانت العلامة موضوعة لحدث مستقبلي ، فإنها كالعلامة التي توضع على الطريق ليهتدي بها المسافر في سيره حتى الوصول لغايته
بمعنى آخر فعلامات الظهور للإمام المهدي ع هي أحداث تحصل قبل ظهوره تدلل على اقتراب الظهور .
التأمل في علامات الظهور وفق روايات ال البيت ع يعطينا وفق ما سبق من التعريف العام انها صيغت تحت منظومة علاماتية يحددها أمرين
الأول : إن معظم الأحداث التي دللت على قرب الظهور وحتى تحققه والى قيام القائم ع محصورة في حدود سنة واحدة وهي سنة ظهور الإمام الحجة ع .
الثاني : إن معظم أحداث هذه العلامات خاضعة لنظام الخرز ( التتابع ، يتبع بعضها بعضا ) .
هذه العلامات التي تكون معظمها في سنة الظهور وتقع وفق نظام الخرز تنقسم إلى علامات حتمية وعلامات غير حتمية
فسرت الروايات الحتمي من العلامات بأنها ستقع حتما ولا يجري عليها البداء ، في حين غير الحتمي من العلامات هي التي ممكن ان يجري عليها البداء اي التغير مثل عدم حصولها .
وبالعموم فإن ما وصفته العلامات بأنه حتمي هو متعلقه مرتبة العلم الغيبي الذي اخذ منه المعصوم ع هذه العلامة فأعطاها هذه الصفة، كون إن الأمور التي تجري في عالم الإمكان ولها مرتبتين ملكوتيتين هي تعبران عن حقيقتها ، هما كتاب المحو والاثبات وأم الكتاب ( يَمْحُوا اللَّهُ مَا يَشَاءُ وَيُثْبِتُ وَعِنْدَهُ أُمُّ الْكِتَاب ) فما يجري عليه البداء هو مما في مرتبة كتاب المحو والاثبات ، والحتمي هو مما في أم الكتاب .
وعليه ( انتبه ) : نستطيع القول ان الله تعالى او المعصوم ع ان يعطي لنا كل العلامات التي تجري معظمها سنة الظهور ( وفق منظومة العلامات ) من خلال علمه بها في مرتبة أم الكتاب ( الحتمية ) ولكن جرى الامر ان الحكمة اقتضت إن تحدد مجموعة معينة منها على انها حتمية الوقوع والأخرى ليس كذلك ، وهذا يمكن أن يفسر بمحتملات ممكنة مختلفة ولكن المهم الإشارة اليه هنا ان النظرة للعلامات الحتمية للظهور ووفق منظومة العلامات هي ليس ناظرة لها فقط وفق مبدأ البداء .
نعم - البداء هو أحد الحقائق المهمة التي تفسر الفرق بين الحتمي وغير الحتمي من العلامات . ولكن كون هذه الأحداث هي علامة على طريق المترقب للظهور وهادية له فلماذا اقتضت الحكمة إن لا تكون هذه الهداية العلاماتية كلها او معضمها تامة اي حتمية اي مصدرها من أم الكتاب ؟
الجواب المحتمل بنظري : ان الاصل في عالم التكوين ووجود للانسان هو السير في طريق الرجوع إلى الله وفق قانون الابتلاء والبلاء مع الاختيار ، والحكمة تقتضي إن يكون تكامل الفرد والمجتمع وفق العمل مع غياب العلم بالمصير مسبقا حتى لا يؤثر سلبا في عالم الأسباب والسعي لكسب الملكات .
ومن هنا لا يعلم الانسان ولا يناسبه مهما كان مقامه وفضله ان يحدد مصيره مسبقا حتى آخر لحظة من حياته
انظر مثلا أمير المؤمنين علي ع قال قولته الشهيرة فقط عندما ضربه أشقى الآخرين على رأسه ( فزت ورب الكعبة ) وهذه الضربة هي التي حددت مصيره الواقعي رغم عظيم مقامه بل وعلمه المسبق بفضله ومرتبته في الآخرة ولكنه عليه السلام يجري على نفسه ما أجرى الله على العباد جميعا في عالم الأسباب في هذه الدنيا ويتأدب بما يليق مقامه وتواضعه وتصاغره إمام خالقه .
من هنا وهذا نريد القول ان العلامات التي ذكرتها الروايات وفق منظومة الظهور تريد أن تنبه الناس لقرب الظهور عموما والحتمي منها يريد الإشارة إلى نقاط مضيئة مؤكدة لهذا الامر والحدث العظيم
فبذلك ترتفع الشبهة والتوهم والغفلة التي ممكن ان تطرأ لمن يشهد العلامات وليس فيها حتمي . هذا واذا أخذنا بالاعتبار مسألة مهمة اخرى إن علامات الظهور ليست فقط وضعت لنا لتوقع اقتراب الفرج في جملتها العامة المتحصل منها ، بل لها فوائد وغايات أخرى منها
١- التبشير بقرب الظهور والفرج خاصة للمؤمنين
٢- التنبيه والتحذير لعموم البشرية من اقتراب قيام القائم وانغلاق باب التوبة
٣- التحذير من المخاطر والفتن قبل الظهور وعنده
٤- التوجيهات العامة والاستحقاقات الخاصة على المؤمنين
وغيرها من الأمور الأخرى التي يمكن استخراجها من فهم الروايات .
والله أعلم
الباحث الطائي