صدى المهدي
29-07-2023, 05:49 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهمَّ صلِّ على محمد وآل محمد
المسألة:
هل وردتْ خطبة السيدة زينب (ع) في مصدرٍ معتبر، وكيف أُتيح لها أنْ تُلقي هذه الخطبة المطوَّلة في محضر يزيد دون أن يقطع عليها خطبتها؟
الجواب:
بعض مصادر الخطبة:
نعم أورد الخطبة ابنُ طيفور( ت: 280) في بلاغات النساء(1) وأوردها ابنُ حمدون (ت:562) في التذكرة الحمدونيَّة (2) وأوردها أبو سعد منصور بن الحسين الرازي الآبي (ت: 421) في كتابه نثر الدر(3)، وأوردها الشيخُ الطبرسي (ت:548) في كتاب الاحتجاج (4) وأوردها الموفقُ الخوارزمي (ت: 568) في مقتل الحسين(ع)(5) وأوردها حميدُ بنُ أحمد بن محمد المحلي ( ت: 652) في الحدائق الورديَّة في مناقب الأئمة الزيديَّة(6) وأوردها ابنُ نما الحلي في مثير الأحزان (7) . وأوردها السيِّدُ ابن طاووس في اللهوف(8)
كيف لم يقطع يزيدُ على السيِّدة زينبَ (ع):
وأمَّا كيف لم يقطع يزيدُ على السيِّدة زينبَ (ع) خطبتها فلعلَّه خشيَ إنْ هو قطع عليها خطبتها أنْ لا تستجيبَ إلى زجره فيخدشُ ذلك – بحسبِ وهمِه – بهيبته أو خشيَ أنْ تدخلَ معه في مشادَّاتٍ كلاميَّة فيكسرُ ذلك من هيبة سلطانه خصوصاً وأنَّه يُدركُ أنَّه لا سبيل إلى التعدِّي عليها بمثل الضرب، لذلك رأى أنْ يتركها تسترسلَ في خطبتها إلى أن تنتهي منها، ورأى أنَّ ذلك هو الأنسب بوقارِه وأبَّهته، ولعلَّه انقدحَ في نفسِه أنَّ يظهر أمام أجناده وحاشيته في مظهر الحليم المتأنِّي الذي يترفَّع عن مماراة النساء لذلك ترك السيِّدة تسترسلُ في خُطبتها .
ولعلَّ وقع الكلمات التي افتتحتْ بها السيدةُ خطبتها أخذت بمجامع قلبه فبُهت منها وانتابته الدهشةُ التي تُغلقُ بطبعِها اللِّسان فلم يكنْ ينتظرُ من مثلها هذا الخطاب البليغ المشفوع بالحُجج والآيات والمليء بالتقريع والذي لم يسبقْ أنْ سمعه من أحد ولا يجرءُ من أحدٍ مواجهته بمثله، فلعلَّ ذلك هو ما أذهله وأدهش قلبَه فلم تُسعفه بديهتُه بما يصلح لقطع كلامها وتفنيده فوجد أنَّ السكوتَ أخفى للحيرة التي أصابته من وقْع كلامِها، ووجد أنَّ التظاهرَ بعدمِ الاكتراث هو السبيلُ لسترِ العجز عن المجاراة لكلامِها وبليغِ حجَّتِها .
ثم إنَّه لا يصحُّ إغفال العناية الإلهيَّة التي يغلب اللهُ تعالى بها على أمره لإيصال حجَّته، هذه العناية الإلهيَّة قد تكون هي ما أخرس هذا المستكبِر ليسمع ما لم يسمعه من تصغيرٍ لقدره الموهوم.
فمع الالتفات إلى ما ذكرناه ينتفي الاستبعاد المذكور في السؤال وأنَّه كيف لم يقطع يزيدُ على السيدة (ع) خطبتها.
والحمد لله ربِّ العالمين
الشيخ محمد صنقور
9 محرَّم الحرام 1445ه
28 يوليو 2023م
----------------------------
1-بلاغات النساء - ابن طيفور- ص 21
2- التذكرة الحمدونيَّة - ابن حمدون - ج6/ 264،
3- كتابه نثر الدر- أبو سعد منصور بن الحسين الرازي الآبي (ت: 421) - ج4/ 17.
4-الاحتجاج - أبو منصورأحمد بن علي بن أبي طالب الطبرسي- ج2/ 34
5- مقتل الحسين(ع) -الموفق الخوارزمي (ت: 568) -ج2/ 73.
6- الحدائق الوردية في مناقب الأئمة الزيديَّة - حميد بن أحمد بن محمد المحلي - ج1/ 219.
7- مثير الأحزان - ابن نما الحلِّي- ص 81 .
8-اللهوف - السيد ابن طاووس- ص 105.
اللهمَّ صلِّ على محمد وآل محمد
المسألة:
هل وردتْ خطبة السيدة زينب (ع) في مصدرٍ معتبر، وكيف أُتيح لها أنْ تُلقي هذه الخطبة المطوَّلة في محضر يزيد دون أن يقطع عليها خطبتها؟
الجواب:
بعض مصادر الخطبة:
نعم أورد الخطبة ابنُ طيفور( ت: 280) في بلاغات النساء(1) وأوردها ابنُ حمدون (ت:562) في التذكرة الحمدونيَّة (2) وأوردها أبو سعد منصور بن الحسين الرازي الآبي (ت: 421) في كتابه نثر الدر(3)، وأوردها الشيخُ الطبرسي (ت:548) في كتاب الاحتجاج (4) وأوردها الموفقُ الخوارزمي (ت: 568) في مقتل الحسين(ع)(5) وأوردها حميدُ بنُ أحمد بن محمد المحلي ( ت: 652) في الحدائق الورديَّة في مناقب الأئمة الزيديَّة(6) وأوردها ابنُ نما الحلي في مثير الأحزان (7) . وأوردها السيِّدُ ابن طاووس في اللهوف(8)
كيف لم يقطع يزيدُ على السيِّدة زينبَ (ع):
وأمَّا كيف لم يقطع يزيدُ على السيِّدة زينبَ (ع) خطبتها فلعلَّه خشيَ إنْ هو قطع عليها خطبتها أنْ لا تستجيبَ إلى زجره فيخدشُ ذلك – بحسبِ وهمِه – بهيبته أو خشيَ أنْ تدخلَ معه في مشادَّاتٍ كلاميَّة فيكسرُ ذلك من هيبة سلطانه خصوصاً وأنَّه يُدركُ أنَّه لا سبيل إلى التعدِّي عليها بمثل الضرب، لذلك رأى أنْ يتركها تسترسلَ في خطبتها إلى أن تنتهي منها، ورأى أنَّ ذلك هو الأنسب بوقارِه وأبَّهته، ولعلَّه انقدحَ في نفسِه أنَّ يظهر أمام أجناده وحاشيته في مظهر الحليم المتأنِّي الذي يترفَّع عن مماراة النساء لذلك ترك السيِّدة تسترسلُ في خُطبتها .
ولعلَّ وقع الكلمات التي افتتحتْ بها السيدةُ خطبتها أخذت بمجامع قلبه فبُهت منها وانتابته الدهشةُ التي تُغلقُ بطبعِها اللِّسان فلم يكنْ ينتظرُ من مثلها هذا الخطاب البليغ المشفوع بالحُجج والآيات والمليء بالتقريع والذي لم يسبقْ أنْ سمعه من أحد ولا يجرءُ من أحدٍ مواجهته بمثله، فلعلَّ ذلك هو ما أذهله وأدهش قلبَه فلم تُسعفه بديهتُه بما يصلح لقطع كلامها وتفنيده فوجد أنَّ السكوتَ أخفى للحيرة التي أصابته من وقْع كلامِها، ووجد أنَّ التظاهرَ بعدمِ الاكتراث هو السبيلُ لسترِ العجز عن المجاراة لكلامِها وبليغِ حجَّتِها .
ثم إنَّه لا يصحُّ إغفال العناية الإلهيَّة التي يغلب اللهُ تعالى بها على أمره لإيصال حجَّته، هذه العناية الإلهيَّة قد تكون هي ما أخرس هذا المستكبِر ليسمع ما لم يسمعه من تصغيرٍ لقدره الموهوم.
فمع الالتفات إلى ما ذكرناه ينتفي الاستبعاد المذكور في السؤال وأنَّه كيف لم يقطع يزيدُ على السيدة (ع) خطبتها.
والحمد لله ربِّ العالمين
الشيخ محمد صنقور
9 محرَّم الحرام 1445ه
28 يوليو 2023م
----------------------------
1-بلاغات النساء - ابن طيفور- ص 21
2- التذكرة الحمدونيَّة - ابن حمدون - ج6/ 264،
3- كتابه نثر الدر- أبو سعد منصور بن الحسين الرازي الآبي (ت: 421) - ج4/ 17.
4-الاحتجاج - أبو منصورأحمد بن علي بن أبي طالب الطبرسي- ج2/ 34
5- مقتل الحسين(ع) -الموفق الخوارزمي (ت: 568) -ج2/ 73.
6- الحدائق الوردية في مناقب الأئمة الزيديَّة - حميد بن أحمد بن محمد المحلي - ج1/ 219.
7- مثير الأحزان - ابن نما الحلِّي- ص 81 .
8-اللهوف - السيد ابن طاووس- ص 105.