محمد علي 92
18-09-2023, 07:20 PM
[ حديث عن جهاد النفس ]
عن أبي عمرو الزبيري، عن أبي عبد الله (عليه السلام) - في حديث طويل -
قال : إن الله فرض الايمان على جوارح ابن آدم وقسمه عليها وفرقه فيها، فليس من جوارحه جارحة إلا وقد وكلت من الايمان بغير ما وكلت به أختها
- إلى أن قال : -
فأما ما فرض على القلب من الايمان فالاقرار والمعرفة والعقد والرضا والتسليم بأن لا إله إلا الله وحده لا*شريك*له ، إلهاً واحداً ، لم يتخذ صاحبة ولا ولداً ، وأن محمداً عبده*ورسوله (صلى الله عليه وآله)،
والإقرار بما جاء من عند الله من نبي أو كتاب ، فذلك ما فرض الله على القلب من الاقرار والمعرفة وهو عمله، وهو قول الله عز وجل ۞ ....إِلَّا مَنْ أُكْرِهَ وَقَـلْـبُهُ مُطْمَئنٌّ بِٱلۡإِیمَان .... ۞(1)
وقال : ۞ ألا بِذِكْرِ اللهِ تَطْمَئِنُّ القُلوب ۞ (2) وقال : ۞ ....الَّذِینَ قَالُوا آمَنَّا بِأَفۡوَاهِهِمْ وَلَمۡ تُؤمِن قُلُوبُهُمْ.... ۞(3) وقال : ۞ ....إِنْ تُبْدُوا مَا فِي أَنفُسِكُمْ أَو تُخۡفُوهُ یُحَاسِبْكُم بِهِ ٱللهُ فَیَغْفِرُ لِمَن یَشَاءُ وَیُعَذِّبُ مَن یَشَاء.... ۞(4)
فذلك ما فرض الله على القلب من الاقرار والمعرفة وهو عمله ، وهو رأس الايمان ،
وفرض الله على اللسان القول والتعبير عن القلب بما عقد عليه وأقَـرَّ به .
قال الله تبارك وتعالى اسمه :
۞ .... وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسۡناً....۞ (5)
وقال : ۞ ....قُولُوا آمَنَّا بِٱلَّذِي أُنزِلَ إِلَیۡنَا وَأُنزِلَ إِلَیۡكُمْ وَإِلَـٰهُنَا وَإِلَـٰهُكُمْ وَاحِدٌ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُون ۞(6) فهذا ما فرض الله على اللسان وهو عمله ،
وفرض على السمع أن يتنزه عن الاستماع إلى ما حرم الله ، وأن يعرض عما لا يحل له مما نهى الله عز وجل عنه ، والاصغاء إلى ما أسخط الله عز وجل .
فقال : عز وجل في ذلك ۞ وَقَدۡ نَزَّلَ عَلَیْكُمْ فِي ٱلۡكِتَابِ أَنْ إِذَا سَمِعۡتُمْ آیَاتِ ٱللهِ یُكْـفَـرُ بِهَا وَیُسْتَـهۡزَأُ بِهَا فَلَا تَقۡعُدُوا مَعَهُمْ حَتَّى یَخُوضُوا فِي حَدِیثٍ غَیۡرِه....۞(7)
ثم استثنى موضع النسيان فقال : ۞....وَإِمَّا یُنسِیَنَّكَ ٱلشَّیْطَانُ فَلَا تَقۡعُدْ بَعْدَ ٱلذِّكۡرَى مَعَ ٱلۡقَوۡمِ ٱلظَّالِمِین .۞(8)
وقال: ۞....فَـبَـشِّرْ عِبادِ ۞ ٱلَّذِینَ یَسْتَمِعُونَ ٱلۡقَولَ فَیَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ أُولَئكَ ٱلَّذِینَ هَدَاهُمُ ٱللهُ وَأُولَئكَ هُمْ أُو۟لُوا ٱلۡأَلۡبَاب .(9)
وقال تعالى : ۞ قَدْ أَفْـلَحَ ٱلۡمُؤمِنُونَ ۞
ٱلَّذِینَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ ۞
وَٱلَّذِینَ هُمْ عَنِ ٱللَّغْوِ مُعۡرِضُونَ ۞
وَٱلَّذِینَ هُمْ لِلزَّكَـاةِ فَاعِلُونَ .۞(10)
وقال : ۞ وَإِذَا سَمِعُوا ٱللَّغْوَ أَعۡرَضُوا عَنْهُ....۞(11)
وقال : ۞.... وَإِذَا مَرُّوا بِٱللَّغْوِ مَرُّوا كِرَاما ۞(12) فهذا ما فرض الله على السمع من الايمان أن لا يصغي إلى ما لا يحل له وهو عمله وهو من الايمان ،
وفرض على البصر أن لا ينظر إلى ما حرم الله عليه ، وأن يعرض عما نهى الله عنه مما لا يحل له وهو عمله وهو من الايمان ،
فقال تبارك وتعالى : ۞ قُلْ لِلۡمُؤمِنِینَ یَغُضُّوا مِنۡ أَبۡصَارِهِمْ وَیَحْفَـظُوا فُرُوجَهُمْ....۞(13) أن ينظروا إلى عوراتهم ، وأن ينظر المرء إلى فرج أخيه ، ويحفظ*فرجه*أن ينظر إليه .
وقال : ۞....قُلْ لِلْمُؤمِنَاتِ یَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَیَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنّ....۞(14) من أن تنظر إحداهن إلى فرج أختها وتحفظ فرجها من أن ينظر إليه
وقال : كل شيء في*القرآن*من حفظ*الفرج*فهو من*الزنا*الا هذه الآية فإنها من النظر ،
ثم نظم ما فرض على القلب والبصر واللسان في آية أخرى
فقال : ۞ وَمَا كُنتُمْ تَسۡتَتِرُونَ أَن یَشْهَدَ عَلَیۡكُمْ سَمْـعُكُـمْ وَلَا أَبْصَارُكُمْ وَلَا جُلُودُكُمْ....۞(15) يعني بالجلود الفروج والأفخاذ .
وقال :
۞ وَلَا تَـقْـفُ مَا لَـیْسَ لَكَ بِـهِ عِلْمٌ إِنَّ ٱلسَّمْعَ وَٱلۡبَصَرَ وَٱلۡفُؤَادَ كُلُّ أُو۟لَئكَ كَانَ عَـنْـهُ مَسۡـؤولا. ۞ (16)
فهذا ما فرض الله على العينين من غض البصر وهو عملهما، وهو من الايمان
وفرض على اليدين أن لا يبطش بهما إلى ما حرم الله ، وأن يبطش بهما إلى ما أمر الله عز وجل ، وفرض عليهما من*الصدقة*وصلة الرحم*والجهاد في*سبيل الله*والطهور للصلوات ،
فقال تعالى : ۞ یَاأَیُّهَا ٱلَّذِینَ آمَنُوا إِذَا قُمْـتُمْ إِلَى ٱلصَّلَاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَیْدِیَكُمْ إِلَى ٱلۡمَرَافِقِ وَامْسَحُوا بِرُؤوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى ٱلۡكَعْبَیْن.... ۞(17)
وقال : ۞ فَإِذَا لَقِیتُمُ ٱلَّذِینَ كَـفَرُوا فَضَرْبَ ٱلرِّقَابِ حَتَّى إِذَا أَثْخَنتُمُوهُمْ فَشُدُّوا ٱلۡوَثَاقَ فَإِمَّا مَنَّۢا بَعْدُ وَإِمَّا فِدَاءً حَتَّى تَضَعَ ٱلۡحَرْبُ أَوۡزَارَهَا.....۞(18) فهذا ما فرض الله على اليدين لان الضرب من علاجهما ،
وفرض على الرِجلين أن لا يمشي بهما إلى شيء من معاصي الله ، وفرض عليهما المشي إلى ما يرضي الله عز وجل ،
فقال : ۞ وَلَا تَمْشِ فِي ٱلۡأَرْضِ مَرَحاً إِنَّكَ لَن تَخْرِقَ ٱلۡأَرْضَ وَلَن تَـبْـلُغَ ٱلۡجِبَالَ طُولا ۞ (19)
وقال :
۞ وَاقْصِدْ فِي مَشْیِكَ وَٱغْضُضْ مِن صَوْتِكَ إِنَّ أَنكَرَ ٱلۡأَصْوَاتِ لَصَوْتُ ٱلۡحَمِیر. ۞(20)
وقال : فيما شهدت به الأيدي والأرجل على أنفسهما وعلى أربابها من تضييعها لما أمر الله به وفرضه عليها ۞ الۡیَوۡمَ نَخْتِمُ عَلَى أَفْوَاهِهِمْ وَتُكَـلِّمُنَا أَیْدِیهِمْ وَتَشْهَدُ أَرۡجُلُـهُم بِمَا كَانُوا یَكْسِبُون ۞
(21) فهذا أيضاً مما فرض الله على اليدين وعلى الرجلين وهو عملها وهو من الايمان ،
وفرض على الوجه السجود له بالليل والنهار في*مواقيت الصلاة*فقال : ۞ یَاأَیُّهَا ٱلَّذِینَ آمَنُوا ٱرْكَـعُوا وَٱسْجُدُوا وَٱعْبُدُوا رَبَّكُمْ وَٱفْعَلُوا ٱلۡخَیْرَ لَعَلَّـكُمْ تُـفْلِحُون .۞ (22) فهذه فريضة جامعة على الوجه واليدين والرجلين،
وقال في موضع آخر ۞ وَأَنَّ ٱلۡمَسَاجِدَ لِلهِ فَلَا تَدْعُوا مَعَ ٱللهِ أَحَداً ۞ (23)
- إلى أن قال : - فمن لقي الله حافظاً لجَوارحِه موفياً كل جارحة من جوارحه ما فرض الله عليها لقي الله عز وجل مُستكمِلاً لإيمانه وهو من أهل الجنة ، ومن خان في شيء منها ، أو تعدى مما امر الله عز وجل فيها لقي الله ناقص الايمان.
- إلى أن قال : - وبتمام الايمان دخل المؤمنون الجنة ، وبالنقصان دخل المفرطون النار .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
( هامش )
(1) [ سُورَةُ النَّحل/ 106 ]
(2) [ سورة الرعد / 28 ]
(3) [ سُورَةُ المَائـِدَة / 41 ]
(4) [ سُورَةُ البَقَرَة / 284 ]
(5) [ سُورَةُ البَقَرَة / 83 ]
(6) [ سُورَةُ العَنكَبُوت / 46 ]
(7) [ سُورَةُ النِّسَاء / 140 ]
(8) [ سُورَةُ الأَنۡعَام / 68 ]
(9) [ سُورَةُ الزُّمَر/ 17 - 18 ]
(10) [ سُورَةُ المُؤۡمِنُون/ 1 - 4 ]
(11) [ سُورَةُ القَصَص/ 55 ]
(12) [ سُورَةُ الفُرۡقَان / 72 ]
(13) [ سُورَةُ النُّور / 30 ]
(14) [ سُورَةُ النُّور / 31 ]
(15) [ سُورَةُ فُصِّلَتۡ / 22 ]
(16) [ سُورَةُ الإِسۡرَاء / 36 ]
(17) [ سُورَةُ المَائـِدَة / 6 ]
(18) [ سُورَةُ مُحَمَّد / 4 ]
(19) [ سُورَةُ الإِسۡرَاء / 37ۢ ]
(20) [ سُورَةُ لُقۡمَان / 19 ]
(21) [ۢ سُورَةُ يسٓ / 65 ]
(22) [ سُورَةُ الحَجِّ / 77 ]
(23) [ سُورَةُ الجِنّ / 18 ]
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
( وسائل الشيعة . جزء 15 . ص/ 164ـ 167 )
عن أبي عمرو الزبيري، عن أبي عبد الله (عليه السلام) - في حديث طويل -
قال : إن الله فرض الايمان على جوارح ابن آدم وقسمه عليها وفرقه فيها، فليس من جوارحه جارحة إلا وقد وكلت من الايمان بغير ما وكلت به أختها
- إلى أن قال : -
فأما ما فرض على القلب من الايمان فالاقرار والمعرفة والعقد والرضا والتسليم بأن لا إله إلا الله وحده لا*شريك*له ، إلهاً واحداً ، لم يتخذ صاحبة ولا ولداً ، وأن محمداً عبده*ورسوله (صلى الله عليه وآله)،
والإقرار بما جاء من عند الله من نبي أو كتاب ، فذلك ما فرض الله على القلب من الاقرار والمعرفة وهو عمله، وهو قول الله عز وجل ۞ ....إِلَّا مَنْ أُكْرِهَ وَقَـلْـبُهُ مُطْمَئنٌّ بِٱلۡإِیمَان .... ۞(1)
وقال : ۞ ألا بِذِكْرِ اللهِ تَطْمَئِنُّ القُلوب ۞ (2) وقال : ۞ ....الَّذِینَ قَالُوا آمَنَّا بِأَفۡوَاهِهِمْ وَلَمۡ تُؤمِن قُلُوبُهُمْ.... ۞(3) وقال : ۞ ....إِنْ تُبْدُوا مَا فِي أَنفُسِكُمْ أَو تُخۡفُوهُ یُحَاسِبْكُم بِهِ ٱللهُ فَیَغْفِرُ لِمَن یَشَاءُ وَیُعَذِّبُ مَن یَشَاء.... ۞(4)
فذلك ما فرض الله على القلب من الاقرار والمعرفة وهو عمله ، وهو رأس الايمان ،
وفرض الله على اللسان القول والتعبير عن القلب بما عقد عليه وأقَـرَّ به .
قال الله تبارك وتعالى اسمه :
۞ .... وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسۡناً....۞ (5)
وقال : ۞ ....قُولُوا آمَنَّا بِٱلَّذِي أُنزِلَ إِلَیۡنَا وَأُنزِلَ إِلَیۡكُمْ وَإِلَـٰهُنَا وَإِلَـٰهُكُمْ وَاحِدٌ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُون ۞(6) فهذا ما فرض الله على اللسان وهو عمله ،
وفرض على السمع أن يتنزه عن الاستماع إلى ما حرم الله ، وأن يعرض عما لا يحل له مما نهى الله عز وجل عنه ، والاصغاء إلى ما أسخط الله عز وجل .
فقال : عز وجل في ذلك ۞ وَقَدۡ نَزَّلَ عَلَیْكُمْ فِي ٱلۡكِتَابِ أَنْ إِذَا سَمِعۡتُمْ آیَاتِ ٱللهِ یُكْـفَـرُ بِهَا وَیُسْتَـهۡزَأُ بِهَا فَلَا تَقۡعُدُوا مَعَهُمْ حَتَّى یَخُوضُوا فِي حَدِیثٍ غَیۡرِه....۞(7)
ثم استثنى موضع النسيان فقال : ۞....وَإِمَّا یُنسِیَنَّكَ ٱلشَّیْطَانُ فَلَا تَقۡعُدْ بَعْدَ ٱلذِّكۡرَى مَعَ ٱلۡقَوۡمِ ٱلظَّالِمِین .۞(8)
وقال: ۞....فَـبَـشِّرْ عِبادِ ۞ ٱلَّذِینَ یَسْتَمِعُونَ ٱلۡقَولَ فَیَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ أُولَئكَ ٱلَّذِینَ هَدَاهُمُ ٱللهُ وَأُولَئكَ هُمْ أُو۟لُوا ٱلۡأَلۡبَاب .(9)
وقال تعالى : ۞ قَدْ أَفْـلَحَ ٱلۡمُؤمِنُونَ ۞
ٱلَّذِینَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ ۞
وَٱلَّذِینَ هُمْ عَنِ ٱللَّغْوِ مُعۡرِضُونَ ۞
وَٱلَّذِینَ هُمْ لِلزَّكَـاةِ فَاعِلُونَ .۞(10)
وقال : ۞ وَإِذَا سَمِعُوا ٱللَّغْوَ أَعۡرَضُوا عَنْهُ....۞(11)
وقال : ۞.... وَإِذَا مَرُّوا بِٱللَّغْوِ مَرُّوا كِرَاما ۞(12) فهذا ما فرض الله على السمع من الايمان أن لا يصغي إلى ما لا يحل له وهو عمله وهو من الايمان ،
وفرض على البصر أن لا ينظر إلى ما حرم الله عليه ، وأن يعرض عما نهى الله عنه مما لا يحل له وهو عمله وهو من الايمان ،
فقال تبارك وتعالى : ۞ قُلْ لِلۡمُؤمِنِینَ یَغُضُّوا مِنۡ أَبۡصَارِهِمْ وَیَحْفَـظُوا فُرُوجَهُمْ....۞(13) أن ينظروا إلى عوراتهم ، وأن ينظر المرء إلى فرج أخيه ، ويحفظ*فرجه*أن ينظر إليه .
وقال : ۞....قُلْ لِلْمُؤمِنَاتِ یَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَیَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنّ....۞(14) من أن تنظر إحداهن إلى فرج أختها وتحفظ فرجها من أن ينظر إليه
وقال : كل شيء في*القرآن*من حفظ*الفرج*فهو من*الزنا*الا هذه الآية فإنها من النظر ،
ثم نظم ما فرض على القلب والبصر واللسان في آية أخرى
فقال : ۞ وَمَا كُنتُمْ تَسۡتَتِرُونَ أَن یَشْهَدَ عَلَیۡكُمْ سَمْـعُكُـمْ وَلَا أَبْصَارُكُمْ وَلَا جُلُودُكُمْ....۞(15) يعني بالجلود الفروج والأفخاذ .
وقال :
۞ وَلَا تَـقْـفُ مَا لَـیْسَ لَكَ بِـهِ عِلْمٌ إِنَّ ٱلسَّمْعَ وَٱلۡبَصَرَ وَٱلۡفُؤَادَ كُلُّ أُو۟لَئكَ كَانَ عَـنْـهُ مَسۡـؤولا. ۞ (16)
فهذا ما فرض الله على العينين من غض البصر وهو عملهما، وهو من الايمان
وفرض على اليدين أن لا يبطش بهما إلى ما حرم الله ، وأن يبطش بهما إلى ما أمر الله عز وجل ، وفرض عليهما من*الصدقة*وصلة الرحم*والجهاد في*سبيل الله*والطهور للصلوات ،
فقال تعالى : ۞ یَاأَیُّهَا ٱلَّذِینَ آمَنُوا إِذَا قُمْـتُمْ إِلَى ٱلصَّلَاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَیْدِیَكُمْ إِلَى ٱلۡمَرَافِقِ وَامْسَحُوا بِرُؤوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى ٱلۡكَعْبَیْن.... ۞(17)
وقال : ۞ فَإِذَا لَقِیتُمُ ٱلَّذِینَ كَـفَرُوا فَضَرْبَ ٱلرِّقَابِ حَتَّى إِذَا أَثْخَنتُمُوهُمْ فَشُدُّوا ٱلۡوَثَاقَ فَإِمَّا مَنَّۢا بَعْدُ وَإِمَّا فِدَاءً حَتَّى تَضَعَ ٱلۡحَرْبُ أَوۡزَارَهَا.....۞(18) فهذا ما فرض الله على اليدين لان الضرب من علاجهما ،
وفرض على الرِجلين أن لا يمشي بهما إلى شيء من معاصي الله ، وفرض عليهما المشي إلى ما يرضي الله عز وجل ،
فقال : ۞ وَلَا تَمْشِ فِي ٱلۡأَرْضِ مَرَحاً إِنَّكَ لَن تَخْرِقَ ٱلۡأَرْضَ وَلَن تَـبْـلُغَ ٱلۡجِبَالَ طُولا ۞ (19)
وقال :
۞ وَاقْصِدْ فِي مَشْیِكَ وَٱغْضُضْ مِن صَوْتِكَ إِنَّ أَنكَرَ ٱلۡأَصْوَاتِ لَصَوْتُ ٱلۡحَمِیر. ۞(20)
وقال : فيما شهدت به الأيدي والأرجل على أنفسهما وعلى أربابها من تضييعها لما أمر الله به وفرضه عليها ۞ الۡیَوۡمَ نَخْتِمُ عَلَى أَفْوَاهِهِمْ وَتُكَـلِّمُنَا أَیْدِیهِمْ وَتَشْهَدُ أَرۡجُلُـهُم بِمَا كَانُوا یَكْسِبُون ۞
(21) فهذا أيضاً مما فرض الله على اليدين وعلى الرجلين وهو عملها وهو من الايمان ،
وفرض على الوجه السجود له بالليل والنهار في*مواقيت الصلاة*فقال : ۞ یَاأَیُّهَا ٱلَّذِینَ آمَنُوا ٱرْكَـعُوا وَٱسْجُدُوا وَٱعْبُدُوا رَبَّكُمْ وَٱفْعَلُوا ٱلۡخَیْرَ لَعَلَّـكُمْ تُـفْلِحُون .۞ (22) فهذه فريضة جامعة على الوجه واليدين والرجلين،
وقال في موضع آخر ۞ وَأَنَّ ٱلۡمَسَاجِدَ لِلهِ فَلَا تَدْعُوا مَعَ ٱللهِ أَحَداً ۞ (23)
- إلى أن قال : - فمن لقي الله حافظاً لجَوارحِه موفياً كل جارحة من جوارحه ما فرض الله عليها لقي الله عز وجل مُستكمِلاً لإيمانه وهو من أهل الجنة ، ومن خان في شيء منها ، أو تعدى مما امر الله عز وجل فيها لقي الله ناقص الايمان.
- إلى أن قال : - وبتمام الايمان دخل المؤمنون الجنة ، وبالنقصان دخل المفرطون النار .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
( هامش )
(1) [ سُورَةُ النَّحل/ 106 ]
(2) [ سورة الرعد / 28 ]
(3) [ سُورَةُ المَائـِدَة / 41 ]
(4) [ سُورَةُ البَقَرَة / 284 ]
(5) [ سُورَةُ البَقَرَة / 83 ]
(6) [ سُورَةُ العَنكَبُوت / 46 ]
(7) [ سُورَةُ النِّسَاء / 140 ]
(8) [ سُورَةُ الأَنۡعَام / 68 ]
(9) [ سُورَةُ الزُّمَر/ 17 - 18 ]
(10) [ سُورَةُ المُؤۡمِنُون/ 1 - 4 ]
(11) [ سُورَةُ القَصَص/ 55 ]
(12) [ سُورَةُ الفُرۡقَان / 72 ]
(13) [ سُورَةُ النُّور / 30 ]
(14) [ سُورَةُ النُّور / 31 ]
(15) [ سُورَةُ فُصِّلَتۡ / 22 ]
(16) [ سُورَةُ الإِسۡرَاء / 36 ]
(17) [ سُورَةُ المَائـِدَة / 6 ]
(18) [ سُورَةُ مُحَمَّد / 4 ]
(19) [ سُورَةُ الإِسۡرَاء / 37ۢ ]
(20) [ سُورَةُ لُقۡمَان / 19 ]
(21) [ۢ سُورَةُ يسٓ / 65 ]
(22) [ سُورَةُ الحَجِّ / 77 ]
(23) [ سُورَةُ الجِنّ / 18 ]
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
( وسائل الشيعة . جزء 15 . ص/ 164ـ 167 )