وهج الإيمان
01-10-2023, 12:31 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وال محمد
الشيخ السني المحقق الدكتور محمد الزعبي عضو المجلس المركزي لتجمع العلماء المسلمين وخطيب مسجد الخلفاء الراشدين بطرابلس يصحح أسانيد روايات في فضائل الإمام علي عليه السلام منها تصدقه بخاتمه في الصلاة وولايته وأنه باب مدينة العلم
قال الشيخ السني المحقق الدكتور محمد الزعبي في منشور له : "
روايات صحيحة في الإمام علي عليه السلام
بداية أعتذر للتفصيل في بعض الأسانيد، وذلك بسبب أن النَّصْب (بغض علي وذريته) أثّر في بعض السابقين والمعاصرين، فاضطررت للتفصيل في أسانيد الروايات التي نازعوا فيها.
1_ في معجم الطبراني: عَنِ الْحَسَنِ وَغَيْرِهِ قال: فَكَانَ أَوَّلَ مَنْ آمَنَ عَلِيُّ بن أَبِي طَالِبٍ وَهُوَ ابْنُ خَمْسَ عَشْرَةَ أَوْ سِتَّ عَشْرَةَ. [قال الهيثمي في مجمع الزوائد: رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح (أي رجال الصحيحين أو أحدهما)]
_ في مسند البزار: قَالَ مَالِكُ بن الْحُوَيْرِثِ:"كَانَ أَوَّلَ مَنْ أَسْلَمَ مِنَ الرِّجَالِ عَلِيٌّ، وَمَنَ النِّسَاءِ خَدِيجَةُ" [قال الهيثمي في مجمع الزوائد: رواه البزار ورجاله رجال الصحيح]
2_ في مسند البزار عن أبي ذر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لعلي: «يا علي من فارقني فارق الله، ومن فارقك يا علي فارقني» [قال الهيثمي في مجمع الزوائد: رجاله ثقات].
3_ في المستدرك على الصحيحين للإمام الحاكم (وصححه ووافقه الذهبي) عن أبي ثابت مولى أبي ذر قال: كنت مع علي رضي الله عنه يوم الجمل، فلما رأيت عائشة واقفة دخلني بعض ما يدخل الناس، فكشف الله عني ذلك عند صلاة الظهر فقاتلت مع أمير المؤمنين. فلما فرغ ذهبت إلى المدينة فأتيت أم سلمة فقلت: إني والله ما جئت أسأل طعاماً ولا شراباً، ولكني مولى لأبي ذر. فقالت: مرحباً. فقصصت عليها قصتي فقالت: أين كنت حين طارت القلوب مطائرها؟ قلت: إلى حيث كشف الله ذلك عني عند زوال الشمس. قالت: أحسنت سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «علي مع القرآن والقرآن مع علي لن يتفرقا حتى يردا علي الحوض».
4_ في سنن الترمذي وقال ابن حجر في الإصابة إسناده قوي وصححه الألباني في صحيحته: [يروي قصة أربعة نالوا من علي عليه السلام كانوا معه في سَرِيَّة] فَأَقْبَلَ إِلَيْهِ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَالغَضَبُ يُعْرَفُ فِي وَجْهِهِ فَقَالَ: «مَا تُرِيدُونَ مِنْ عَلِيٍّ؟ مَا تُرِيدُونَ مِنْ عَلِيٍّ؟ مَا تُرِيدُونَ مِنْ عَلِيٍّ؟ إِنَّ عَلِيًّا مِنِّي وَأَنَا مِنْهُ، وَهُوَ وَلِيُّ كُلِّ مُؤْمِنٍ مِنْ بَعْدِي».
5_ في مسند الإمام أحمد بن حنبل وصححه الحاكم ووافقه الذهبي والشيخ شعيب الأرناؤط: عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ الْجَدَلِيِّ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى أُمِّ سَلَمَةَ فَقَالَتْ لِي: أَيُسَبُّ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِيكُمْ؟ قُلْتُ: مَعَاذَ اللهِ (...) قَالَتْ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: «مَنْ سَبَّ عَلِيًّا، فَقَدْ سَبَّنِي».
6_ في صحيح مسلم: أَمَرَ مُعَاوِيَةُ بْنُ أَبِي سُفْيَانَ سَعْدًا فَقَالَ: مَا مَنَعَكَ أَنْ تَسُبَّ أَبَا التُّرَابِ؟ فَقَالَ: أَمَّا مَا ذَكَرْتُ ثَلاَثًا قَالَهُنَّ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَلَنْ أَسُبَّهُ لأَنْ تَكُونَ لِي وَاحِدَةٌ مِنْهُنَّ أَحَبُّ إِلَىَّ مِنْ حُمْرِ النَّعَمِ:
سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ لَهُ، خَلَّفَهُ فِي بَعْضِ مَغَازِيهِ فَقَالَ لَهُ عَلِيٌّ: يَا رَسُولَ اللَّهِ خَلَّفْتَنِي مَعَ النِّسَاءِ وَالصِّبْيَانِ؟ فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «أَمَا تَرْضَى أَنْ تَكُونَ مِنِّى بِمَنْزِلَةِ هَارُونَ مِنْ مُوسَى؟ إِلاَّ أَنَّهُ لاَ نُبُوَّةَ بَعْدِي».
وَسَمِعْتُهُ يَقُولُ يَوْمَ خَيْبَرَ: «لأُعْطِيَنَّ الرَّايَةَ رَجُلاً يُحِبُّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيُحِبُّهُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ» قَالَ: فَتَطَاوَلْنَا لَهَا فَقَالَ: «ادْعُوا لِى عَلِيًّا». فَأُتِيَ بِهِ أَرْمَدَ فَبَصَقَ فِي عَيْنِهِ وَدَفَعَ الرَّايَةَ إِلَيْهِ فَفَتَحَ اللَّهُ عَلَيْهِ.
وَلَمَّا نَزَلَتْ هَذِهِ الآيَةُ (فَقُلْ تَعَالَوْا نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ) دَعَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عَلِيًّا وَفَاطِمَةَ وَحَسَنًا وَحُسَيْنًا فَقَالَ: «اللَّهُمَّ هَؤُلاَءِ أَهْلِي».
[وفي رواية ابن ماجه وصححها الألباني ورواية مصنف ابن أبي شيبة: قَدِمَ مُعَاوِيَةُ فِي بَعْضِ حَجَّاتِهِ، فَدَخَلَ عَلَيْهِ سَعْدٌ، فَذَكَرُوا عَلِيًّا، فَنَالَ مِنْهُ، فَغَضِبَ سَعْدٌ، وَقَالَ: ...]
7_ في صحيح مسلم قال علي عليه السلام: «والذي فلق الحبة وبرأَ النسمةَ إنه لَعهدُ النبيّ الأمي صلى الله عليه وسلم إليَّ أن لا يحبَّني إلا مؤمنٌ ولا يبغضَني إلا منافقٌ».
_ روى أحمد في الفضائل والطبراني في معجمه والترمذي في سننه عن أبي سعيد الخدري قال: "إن كنا لنعرف المنافقين نحن معشر الانصار ببغضهم عليَّ بن أبي طالب".
8_ أخرج ابن أبي حاتم في تفسيره: حدثنا أبو سعيد الأشج [ثقة أحاديثه في الكتب الستة: البخاري ومسلم والنسائي والترمذي وابن ماجه وأبي داود] ثنا الفضل بن دُكَيْن أبو نُعَيم الأحول [ثقة أحاديثه في الكتب الستة] ثنا موسى بن قيس الحضرمي [ثقة وثقه أحمد وابن معين وأبو حاتم الرازي، وقال ابن شاهين في الثقات: وقال ابن نمير: كان ثقة روى عنه الناس] عن سَلَمَةَ بنِ كُهَيْل [ثقة أحاديثه في الكتب الستة] قال: تصدق علي بخاتمه وهو راكع فنزلت: (إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون)
_ أخرج الحاكم في معرفة علوم الحديث: حدثنا أبو عبد الله محمد بن عبد الله الصفار [ثقة قال عنه الذهبي في السير: الشَّيْخُ الإِمَامُ المُحَدِّث القُدْوَة، وقال الحاكم: هو محدث عصره وكان مجاب الدعوة] قال: ثنا أبو يحيى عبد الرحمن بن محمد بن سلام الرازي [ثقة وثقه أبو حاتم والنسائي وابن حِبّان] بأصبهان قال: ثنا يحيى بن الضُّرَيْس [ثقة من رجال مسلم وثقه يحيى بن معين وعثمان بن أبي شيبة والنسائي وابن حِبّان والذهبي ووصفه بالحافظ وأنه من بحور العلم] قال: ثنا عيسى بن عبد الله بن عبيد الله [لعله خطأ في النسخ اسمه محمد] بن عمر بن علي بن أبي طالب قال: ثنا عن أبيه عن جده [عيسى بن عبد الله بن محمد وثقه ابن حبان، عبد الله بن محمد بن عمر وثقه ابن حبان، محمد بن عمر بن علي أحاديثه في الكتب الأربعة (النسائي والترمذي وابن ماجه وأبي داود) وثقه ابن حبان، عمر بن علي بن أبي طالب وثقه العجلي وابن حبان أحاديثه في الكتب الأربعة] عن علي قال: نزلت هذه الآية على رسول الله صلى الله عليه وسلم (إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون) فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم ودخل المسجد والناس يصلون بين راكع وقائم فصلى فإذا سائل، قال: يا سائل أعطاك أحد شيئاً؟ فقال: لا إلا هذا الراكع _لِعَليٍّ_ أعطاني خاتماً.
_ أخرج ابْنُ مَرْدُوَيْهِ عَنْ طَرِيق سُفْيَان الثَّوْرِيّ عَنْ أَبِي سِنَان عَنْ الضَّحَّاك عَنْ اِبْن عَبَّاس قَالَ كَانَ عَلِيّ بْن أَبِي طَالِب قَائِمًا يُصَلِّي فَمَرَّ سَائِل وَهُوَ رَاكِع فَأَعْطَاهُ خَاتَمه فَنَزَلَتْ (إِنَّمَا وَلِيّكُمْ اللَّه وَرَسُوله)
ابن كثير في تفسيره تسرع فقال جازماً: الضحاك لم يلقَ ابن عباس،
الذهبي في السير ذكر أن الضحاك حدث عن ابن عباس ثم قال: وبعضهم يقول لم يلقَ ابن عباس فالله أعلم.
المِزّي في تهذيب الكمال ذكر روايته عن ابن عباس، ونقل رواية أبي جناب الكلبي عن الضحاك قال: جاورتُ ابن عباس سبع سنين.
وقد روى أبو داود الطيالسي عن شعبة حدثني عبد الملك بن ميسرة قال: الضحاك لم يلق ابن عباس، إنما لقي سعيد بن جبير بالري فأخذ عنه التفسير.
وكذلك ذكر أحمد بن حنبل أن الضحاك أخذ تفسير ابن عباس عن سعيد بن جبير.
إذاً نستنتج أن الضحاك [الثقة] إن لم يكن لقي ابن عباس فقد نقل الرواية عن سعيد بن جبير عن ابن عباس فتكون الرواية متصلة، وربما لم يجرؤ أن يذكر ابن جبير لأنه كان معارضاً للسلطة الأموية، وقد أعدمه الحجاج كما هو معروف. وقد أورد المِزّي في تهذيب الكمال: وقال أبو أسامة عن المعلى عن شعبة عن عبد الملك قلت للضحاك: سمعت من ابن عباس؟ قال: لا. قلت: فهذا الذي تحدثه عمن أخذته؟ قال: عن ذا وعن ذا. وهذه الرواية تدعم رأينا في أنه لم يكن يجرؤ أن يذكر سعيد بن جبير.
9_ في سنن النَّسائيّ [وصححه الألباني] عن أبي الطفيل عن زيد بن أرقم قال: لما رجع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عن حجة الوداع ونزل غدير خم، أمر بدوحاتٍ فقُمِّمْنَ، ثم قال: «كأني قد دُعيتُ فأجبْتُ. إني تارك فيكم الثقلين أحدهما أكبر من الآخر: كتابَ الله وعترتي أهل بيتي. فانظروا كيف تخلفونني فيهما، فإنهما لن يتفرقا حتى يردا علَيَّ الحوض» ثم قال: «إن الله مولاي وأنا وليُّ كلّ مؤمن» ثم أخذ بيد عليٍّ فقال: *«من كنتُ وليَّه فهذا وليُّه. اللهم والِ من والاه، وعادِ من عاداه»* فقلتُ لزيد: سمعتَهُ من رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال: ما كان في الدوحات رجل إلا رآه بعينه وسمعه بأذنه.
10_ في معجم الطبراني الكبير: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بن سَعِيدٍ الرَّازِيُّ حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بن عِيسَى التَّنُوخِيُّ حَدَّثَنَا يَحْيَى بن يَعْلَى الأَسْلَمِيُّ حَدَّثَنَا عَمَّارُ بن زُرَيْقٍ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ عَنْ زِيَادِ بن مُطَرِّفٍ عَنْ زَيْدِ بن أَرْقَمَ، وَرُبَّمَا لَمْ يَذْكُرْ زَيْدَ بن أَرْقَمَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ أَحَبَّ أَنْ يَحْيَى حَيَاتِي وَيَمُوتَ مَوْتَتِي ويَسْكُنَ جَنَّةَ الْخُلْدِ الَّتِي وَعَدَنِي رَبِّي، فَإِنَّ رَبِّي عَزَّ وَجَلَّ غَرَسَ قَصَبَاتِهَا بِيَدِهِ، فَلْيَتَوَلَّ عَلِيَّ بن أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُ، فَإِنَّهُ لَنْ يُخْرِجَكُمْ مِنْ هدى وَلَنْ يُدْخِلَكُمْ فِي ضَلالَةٍ».
[أخرجه الحاكم في مستدركه بهذا الإسناد وقال: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه.
قلتُ: وهذا الإسناد مختلف فيه، لاختلافهم في يحيى بن يعلى الأسلمي، فقد وثقه الحاكم وأخرج له ابن حِبّان في صحيحه، وضعفه كثيرون، وأخشى أن تضعيفهم مذهبي.
وأخرجه أبو نُعيم في الحلية: حَدَّثَنَا فَهْدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ فَهْدٍ قَالَ: ثنا زَكَرِيَّا الْغَلَابِيُّ قَالَ: ثنا بِشْرُ بْنُ مهْرَانَ قَالَ: ثنا شَرِيكٌ عَنِ الْأَعْمَشِ عَنْ زَيْدِ بْنِ وَهْبٍ عَنْ حُذَيْفَةَ بْنِ الْيَمَانِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ... ثم قال أبو نُعيم: رَوَاهُ شَرِيكٌ أَيْضًا عَنِ الْأَعْمَشِ عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ عَنْ أَبِي الطُّفَيْلِ عَنْ زَيْدِ بْنِ أَرْقَمَ، وَرَوَاهُ السُّدِّيُّ عَنْ زَيْدِ بْنِ أَرْقَمَ، وَرَوَاهُ ابْنُ عَبَّاسٍ، وَهُوَ غَرِيبٌ.
قلتُ: في إسناده محمد بن زكريا الغَلَابي اتهمه الدارقطني بالوضع، وقال ابن منده: تُكُلِّم فيه، وقال ابن النديم: كان ثقة صدوقاً، ووثقه ابن حِبّان وقال في كتابه الثِّقات: "يعتبر حديثه إذا روى عن الثقات لأنه في روايته عن المجاهيل بعض المناكير". قلتُ: وهنا يروي عن بشر بن مهران الخصاف ثقة، وثقه ابن حبان ويعقوب بن شيبة].
11_ في مستدرك الحاكم عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ: نَظَرَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم إِلى عليّ فَقَالَ: «يَا عَلِيُّ، أَنْتَ سَيِّدٌ فِي الدُّنْيَا، سَيِّدٌ فِي الْآخِرَةِ، حَبِيبُكَ حَبِيبِي، وَحَبِيبِي حَبِيبُ اللَّهِ، وَعَدُوُّكَ عَدُوِّي، وَعَدُوّي عَدُوُّ اللَّهِ، وَالْوَيْلُ لِمَنْ أَبْغَضَكَ بَعْدِي».
قال الحاكم في المستدرك: صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ. ولكنّ الذهبي في تعليقه قال: هذا وإن كان رواته ثقات، فهو منكر ليس ببعيد من الوضع، وإلا لأي شيء حدَّث به عبد الرزاق سراً، ولم يجسر أن يتفوَّه به لأحمد وابن معين والخلق الذين رحلوا إليه؟
قلت: عجيب أمر الذهبي كيف يعترف بوَثاقة الرواة ثم ينسب الحديث إلى الوضع. أما حجته الواهية أنه لم يرد عند ابن حنبل وغيره فهذا يكثر في الأحاديث. ثم ما المانع أن يكون عبد الرزاق قد حدَّثَ به ابنَ حنبل ولم ينقله ابنُ حنبل لسبب ما؟ خاصة أنه صح عن أحمد أنه كان يتحاشى الكلام في بعض الأحاديث التي يراها تقوي مذاهب المخالفين ولو كان سندها صحيحاً: ففي كتاب السنة للخلال: وأخبرني زكريا بن يحيى أن أبا طالب حدثهم أنه سأل أبا عبد الله عن قول النبي صلى الله عليه وسلم لعلي: «من كنت مولاه فعلي مولاه» ما وجهه؟ قال: "لا تكلم في هذا، دع الحديث كما جاء" (وكذلك رواه الخلال عن أحمد بن محمد بن مطر عن أبي طالب) وكذلك أخرج الخلال في كتاب السنة: أخبرنا أبو بكر المروذي قال: سألت أبا عبد الله عن قول النبي صلى الله عليه وسلم لعلي: «أنت مني بمنزلة هارون من موسى» أيش تفسيره؟ قال: "اسكت عن هذا، لا تسأل عن ذا الخبر، كما جاء" وفيه أيضاً: أخبرنا عبد الله بن أحمد قال: حدثني أبو الحسن العقيلي قال: كنت آتي أبا عبد الله فيقبل علي ويلقاني لقاء جميلاً، فأتيته يوماً فأنكرت لقاءه، فقلت في نفسي قد دهيت سبعت عنده، فقلت: يا أبا عبد الله بلغك عني شيء؟ فقد أنكرت لقاءك اليوم. فقال: وأومأ إلى شاب ناحية تحت درجة المسجد فقال: أخبرني ذاك، وكان من أهل اليمامة، أنك سببت أو ذكرت بعض الصحابة. فقلت: لا والله ما سببت أحداً من الصحابة قط، ولا ذكرت أحداً منهم بسوء، ولكن سمعت هذا ذكر علياً ومعاوية فسوى بينهما، أراه قال: فرددت عليه. فقال: قد بين الله عز وجل هذا في كتابه. ثم قال: "قد قبلت منك، ولا تعد تكلم في هذا".
وفي كل حال فالذي رواه عن عبد الرزاق بن همام الصنعاني هو أبو الأزهر أحمد بن الأزهر بن منيع، وهو ثقة وثقه العلماء. فهل يتهمه الذهبي بوضع الحديث؟ حتى يحيى بن معين كما في مستدرك الحاكم عندما سأل: من هذا الكذاب الذي حدث بهذا الحديث؟ فقام إليه أبو الأزهر فقال: هو ذا أنا. فضحك يحيى بن معين وقربه وأدناه وصدقه واعتذر إليه.
12_ في مستدرك الحاكم: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أنا مدينة العلم وعلي بابها فمن أراد المدينة فليأت الباب».
قال الحسين بن فهم: حدثناه أبو الصلت الهروي عن أبي معاوية.
قال الحاكم: ليعلم المستفيد لهذا العلم أن الحسين بن فهم بن عبد الرحمن ثقة مأمون حافظ، ولهذا الحديث شاهد من حديث سفيان الثوري بإسناد صحيح.
وأخرجه الطبري في تهذيب الآثار وصحح إسناده بلفظ: «أنا دار الحكمة، وعلي بابها»
ألف العالم الجليل المحدث السيد علي بن محمد بن طاهر بن يحيى العلوي كتاباً مستقلاً في أسانيد حديث علي باب مدينة العلم: "دفع الارتياب عن حديث الباب".
13_ أخرج الطبري في تفسيره [قال ابن حجر في فتح الباري: أخرجه الطبري بإسناد حسن]: حدثنا أحمد بن يحيى الصوفي قال: حدثنا الحسن بن الحسين الأنصاري قال: حدثنا معاذ بن مسلم، بيّاع الهرويّ، عن عطاء بن السائب عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال: لما نزلت (إنما أنت منذر ولكل قوم هاد) وضع صلى الله عليه وسلم يده على صدره فقال: «أنا المنذر (ولكل قوم هاد)» وأومأ بيده إلى منكب عليّ فقال: «أنت الهادي يا عليّ، بك يهتدي المهتدون بَعْدي».
14_ في مستدرك الحاكم وصححه ووافقه الذهبي: عن أبي ذر رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لعلي بن أبي طالب رضي الله عنه: «من أطاعني فقد أطاع الله ومن عصاني فقد عصى الله، ومن أطاعك فقد أطاعني ومن عصاك فقد عصاني».
15_ في مستدرك الحاكم على الصحيحين وفي سنن الترمذي وفي مسند البزار وأورده السيوطي في جامعه ورمز له بالصحة وأخرجه أبو منصور بن عساكر الشافعي في كتاب الأربعين في مناقب أمهات المؤمنين وقال حديث حسن صحيح، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «رحم الله علياً، اللهم أَدِرِ الحقَّ معه حيث دار»
إسناده في سنن الترمذي: حدثنا أبو الخطاب زياد بن يحيى البصري حدثنا أبو عتاب سهل بن حماد حدثنا المختار بن نافع حدثنا أبو حيان التيمي عن أبيه عن علي...
قال الحاكم: هذا حديث صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه
تعقبه الذهبي فقال: مختار بن نافع ساقط.
قُلتُ: لكن روى له الترمذي، وقال البزار: صالح الحديث وقد احتملوا حديثه. ووثقه العِجْلي في ثِقاته، ووثقه أحمد بن صالح الجيلي، وكما رأينا وثقه الحاكم على شرط مسلم.
16_ في مسند أحمد (وصححه الشيخ أحمد شاكر): حدثنا وكيع عن إسرائيل عن أبي إسحق عن عَمرو بن حُبْشِيّ قال: خطبَنا الحسنُ بن علي بعد قتل علي فقال: «لقد فارقكم رجلٌ بالأمْس، ما سبقه الأوّلون بعلمٍ، ولا أدركه الآخرون، إنْ كان رسول الله صلى الله عليه وسلم لَيبعثه ويعطيه الراية، فلا ينصرف حتى يُفتَح لَه، وما ترك من صَفْراءَ ولا بيضاءَ إلا سَبعمائة درهم من عطائه، كان يَرْصدها لخادم لأهله».
[وأخرجه أحمد أيضاً في مسنده عن وكيع عن شَريك عن أبي إسحق عن هُبَيْرة بن يريم عن الحسن بن علي عليهما السلام وحسنه الشيخ شعيب الأرناؤط- وأخرجه أحمد في فضائل الصحابة عن وكيع عن شريك عن عاصم عن أبي رزين عن الحسن بن علي (ع)- وأخرجه ابن أبي شيبة في مصنفه عن شَرِيكٌ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ عَنْ عَاصِمِ بْنِ ضَمْرَة عن الحسن بن علي عليهما السلام- وأخرجه أبو نُعيم في الحلية عن أَبي بَحْرٍ مُحَمَّد بْن الْحَسَنِ ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سُلَيْمَانَ بْنِ الْحَارِثِ ثَنَا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ مُوسَى ثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ عَنْ هُبَيْرَةَ بْنِ يَرِيمَ عن الحسن بن علي (ع)] " انتهى النقل
دمتم برعاية الله
كتبته : وهج الإيمان
اللهم صل على محمد وال محمد
الشيخ السني المحقق الدكتور محمد الزعبي عضو المجلس المركزي لتجمع العلماء المسلمين وخطيب مسجد الخلفاء الراشدين بطرابلس يصحح أسانيد روايات في فضائل الإمام علي عليه السلام منها تصدقه بخاتمه في الصلاة وولايته وأنه باب مدينة العلم
قال الشيخ السني المحقق الدكتور محمد الزعبي في منشور له : "
روايات صحيحة في الإمام علي عليه السلام
بداية أعتذر للتفصيل في بعض الأسانيد، وذلك بسبب أن النَّصْب (بغض علي وذريته) أثّر في بعض السابقين والمعاصرين، فاضطررت للتفصيل في أسانيد الروايات التي نازعوا فيها.
1_ في معجم الطبراني: عَنِ الْحَسَنِ وَغَيْرِهِ قال: فَكَانَ أَوَّلَ مَنْ آمَنَ عَلِيُّ بن أَبِي طَالِبٍ وَهُوَ ابْنُ خَمْسَ عَشْرَةَ أَوْ سِتَّ عَشْرَةَ. [قال الهيثمي في مجمع الزوائد: رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح (أي رجال الصحيحين أو أحدهما)]
_ في مسند البزار: قَالَ مَالِكُ بن الْحُوَيْرِثِ:"كَانَ أَوَّلَ مَنْ أَسْلَمَ مِنَ الرِّجَالِ عَلِيٌّ، وَمَنَ النِّسَاءِ خَدِيجَةُ" [قال الهيثمي في مجمع الزوائد: رواه البزار ورجاله رجال الصحيح]
2_ في مسند البزار عن أبي ذر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لعلي: «يا علي من فارقني فارق الله، ومن فارقك يا علي فارقني» [قال الهيثمي في مجمع الزوائد: رجاله ثقات].
3_ في المستدرك على الصحيحين للإمام الحاكم (وصححه ووافقه الذهبي) عن أبي ثابت مولى أبي ذر قال: كنت مع علي رضي الله عنه يوم الجمل، فلما رأيت عائشة واقفة دخلني بعض ما يدخل الناس، فكشف الله عني ذلك عند صلاة الظهر فقاتلت مع أمير المؤمنين. فلما فرغ ذهبت إلى المدينة فأتيت أم سلمة فقلت: إني والله ما جئت أسأل طعاماً ولا شراباً، ولكني مولى لأبي ذر. فقالت: مرحباً. فقصصت عليها قصتي فقالت: أين كنت حين طارت القلوب مطائرها؟ قلت: إلى حيث كشف الله ذلك عني عند زوال الشمس. قالت: أحسنت سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «علي مع القرآن والقرآن مع علي لن يتفرقا حتى يردا علي الحوض».
4_ في سنن الترمذي وقال ابن حجر في الإصابة إسناده قوي وصححه الألباني في صحيحته: [يروي قصة أربعة نالوا من علي عليه السلام كانوا معه في سَرِيَّة] فَأَقْبَلَ إِلَيْهِ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَالغَضَبُ يُعْرَفُ فِي وَجْهِهِ فَقَالَ: «مَا تُرِيدُونَ مِنْ عَلِيٍّ؟ مَا تُرِيدُونَ مِنْ عَلِيٍّ؟ مَا تُرِيدُونَ مِنْ عَلِيٍّ؟ إِنَّ عَلِيًّا مِنِّي وَأَنَا مِنْهُ، وَهُوَ وَلِيُّ كُلِّ مُؤْمِنٍ مِنْ بَعْدِي».
5_ في مسند الإمام أحمد بن حنبل وصححه الحاكم ووافقه الذهبي والشيخ شعيب الأرناؤط: عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ الْجَدَلِيِّ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى أُمِّ سَلَمَةَ فَقَالَتْ لِي: أَيُسَبُّ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِيكُمْ؟ قُلْتُ: مَعَاذَ اللهِ (...) قَالَتْ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: «مَنْ سَبَّ عَلِيًّا، فَقَدْ سَبَّنِي».
6_ في صحيح مسلم: أَمَرَ مُعَاوِيَةُ بْنُ أَبِي سُفْيَانَ سَعْدًا فَقَالَ: مَا مَنَعَكَ أَنْ تَسُبَّ أَبَا التُّرَابِ؟ فَقَالَ: أَمَّا مَا ذَكَرْتُ ثَلاَثًا قَالَهُنَّ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَلَنْ أَسُبَّهُ لأَنْ تَكُونَ لِي وَاحِدَةٌ مِنْهُنَّ أَحَبُّ إِلَىَّ مِنْ حُمْرِ النَّعَمِ:
سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ لَهُ، خَلَّفَهُ فِي بَعْضِ مَغَازِيهِ فَقَالَ لَهُ عَلِيٌّ: يَا رَسُولَ اللَّهِ خَلَّفْتَنِي مَعَ النِّسَاءِ وَالصِّبْيَانِ؟ فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «أَمَا تَرْضَى أَنْ تَكُونَ مِنِّى بِمَنْزِلَةِ هَارُونَ مِنْ مُوسَى؟ إِلاَّ أَنَّهُ لاَ نُبُوَّةَ بَعْدِي».
وَسَمِعْتُهُ يَقُولُ يَوْمَ خَيْبَرَ: «لأُعْطِيَنَّ الرَّايَةَ رَجُلاً يُحِبُّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيُحِبُّهُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ» قَالَ: فَتَطَاوَلْنَا لَهَا فَقَالَ: «ادْعُوا لِى عَلِيًّا». فَأُتِيَ بِهِ أَرْمَدَ فَبَصَقَ فِي عَيْنِهِ وَدَفَعَ الرَّايَةَ إِلَيْهِ فَفَتَحَ اللَّهُ عَلَيْهِ.
وَلَمَّا نَزَلَتْ هَذِهِ الآيَةُ (فَقُلْ تَعَالَوْا نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ) دَعَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عَلِيًّا وَفَاطِمَةَ وَحَسَنًا وَحُسَيْنًا فَقَالَ: «اللَّهُمَّ هَؤُلاَءِ أَهْلِي».
[وفي رواية ابن ماجه وصححها الألباني ورواية مصنف ابن أبي شيبة: قَدِمَ مُعَاوِيَةُ فِي بَعْضِ حَجَّاتِهِ، فَدَخَلَ عَلَيْهِ سَعْدٌ، فَذَكَرُوا عَلِيًّا، فَنَالَ مِنْهُ، فَغَضِبَ سَعْدٌ، وَقَالَ: ...]
7_ في صحيح مسلم قال علي عليه السلام: «والذي فلق الحبة وبرأَ النسمةَ إنه لَعهدُ النبيّ الأمي صلى الله عليه وسلم إليَّ أن لا يحبَّني إلا مؤمنٌ ولا يبغضَني إلا منافقٌ».
_ روى أحمد في الفضائل والطبراني في معجمه والترمذي في سننه عن أبي سعيد الخدري قال: "إن كنا لنعرف المنافقين نحن معشر الانصار ببغضهم عليَّ بن أبي طالب".
8_ أخرج ابن أبي حاتم في تفسيره: حدثنا أبو سعيد الأشج [ثقة أحاديثه في الكتب الستة: البخاري ومسلم والنسائي والترمذي وابن ماجه وأبي داود] ثنا الفضل بن دُكَيْن أبو نُعَيم الأحول [ثقة أحاديثه في الكتب الستة] ثنا موسى بن قيس الحضرمي [ثقة وثقه أحمد وابن معين وأبو حاتم الرازي، وقال ابن شاهين في الثقات: وقال ابن نمير: كان ثقة روى عنه الناس] عن سَلَمَةَ بنِ كُهَيْل [ثقة أحاديثه في الكتب الستة] قال: تصدق علي بخاتمه وهو راكع فنزلت: (إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون)
_ أخرج الحاكم في معرفة علوم الحديث: حدثنا أبو عبد الله محمد بن عبد الله الصفار [ثقة قال عنه الذهبي في السير: الشَّيْخُ الإِمَامُ المُحَدِّث القُدْوَة، وقال الحاكم: هو محدث عصره وكان مجاب الدعوة] قال: ثنا أبو يحيى عبد الرحمن بن محمد بن سلام الرازي [ثقة وثقه أبو حاتم والنسائي وابن حِبّان] بأصبهان قال: ثنا يحيى بن الضُّرَيْس [ثقة من رجال مسلم وثقه يحيى بن معين وعثمان بن أبي شيبة والنسائي وابن حِبّان والذهبي ووصفه بالحافظ وأنه من بحور العلم] قال: ثنا عيسى بن عبد الله بن عبيد الله [لعله خطأ في النسخ اسمه محمد] بن عمر بن علي بن أبي طالب قال: ثنا عن أبيه عن جده [عيسى بن عبد الله بن محمد وثقه ابن حبان، عبد الله بن محمد بن عمر وثقه ابن حبان، محمد بن عمر بن علي أحاديثه في الكتب الأربعة (النسائي والترمذي وابن ماجه وأبي داود) وثقه ابن حبان، عمر بن علي بن أبي طالب وثقه العجلي وابن حبان أحاديثه في الكتب الأربعة] عن علي قال: نزلت هذه الآية على رسول الله صلى الله عليه وسلم (إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون) فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم ودخل المسجد والناس يصلون بين راكع وقائم فصلى فإذا سائل، قال: يا سائل أعطاك أحد شيئاً؟ فقال: لا إلا هذا الراكع _لِعَليٍّ_ أعطاني خاتماً.
_ أخرج ابْنُ مَرْدُوَيْهِ عَنْ طَرِيق سُفْيَان الثَّوْرِيّ عَنْ أَبِي سِنَان عَنْ الضَّحَّاك عَنْ اِبْن عَبَّاس قَالَ كَانَ عَلِيّ بْن أَبِي طَالِب قَائِمًا يُصَلِّي فَمَرَّ سَائِل وَهُوَ رَاكِع فَأَعْطَاهُ خَاتَمه فَنَزَلَتْ (إِنَّمَا وَلِيّكُمْ اللَّه وَرَسُوله)
ابن كثير في تفسيره تسرع فقال جازماً: الضحاك لم يلقَ ابن عباس،
الذهبي في السير ذكر أن الضحاك حدث عن ابن عباس ثم قال: وبعضهم يقول لم يلقَ ابن عباس فالله أعلم.
المِزّي في تهذيب الكمال ذكر روايته عن ابن عباس، ونقل رواية أبي جناب الكلبي عن الضحاك قال: جاورتُ ابن عباس سبع سنين.
وقد روى أبو داود الطيالسي عن شعبة حدثني عبد الملك بن ميسرة قال: الضحاك لم يلق ابن عباس، إنما لقي سعيد بن جبير بالري فأخذ عنه التفسير.
وكذلك ذكر أحمد بن حنبل أن الضحاك أخذ تفسير ابن عباس عن سعيد بن جبير.
إذاً نستنتج أن الضحاك [الثقة] إن لم يكن لقي ابن عباس فقد نقل الرواية عن سعيد بن جبير عن ابن عباس فتكون الرواية متصلة، وربما لم يجرؤ أن يذكر ابن جبير لأنه كان معارضاً للسلطة الأموية، وقد أعدمه الحجاج كما هو معروف. وقد أورد المِزّي في تهذيب الكمال: وقال أبو أسامة عن المعلى عن شعبة عن عبد الملك قلت للضحاك: سمعت من ابن عباس؟ قال: لا. قلت: فهذا الذي تحدثه عمن أخذته؟ قال: عن ذا وعن ذا. وهذه الرواية تدعم رأينا في أنه لم يكن يجرؤ أن يذكر سعيد بن جبير.
9_ في سنن النَّسائيّ [وصححه الألباني] عن أبي الطفيل عن زيد بن أرقم قال: لما رجع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عن حجة الوداع ونزل غدير خم، أمر بدوحاتٍ فقُمِّمْنَ، ثم قال: «كأني قد دُعيتُ فأجبْتُ. إني تارك فيكم الثقلين أحدهما أكبر من الآخر: كتابَ الله وعترتي أهل بيتي. فانظروا كيف تخلفونني فيهما، فإنهما لن يتفرقا حتى يردا علَيَّ الحوض» ثم قال: «إن الله مولاي وأنا وليُّ كلّ مؤمن» ثم أخذ بيد عليٍّ فقال: *«من كنتُ وليَّه فهذا وليُّه. اللهم والِ من والاه، وعادِ من عاداه»* فقلتُ لزيد: سمعتَهُ من رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال: ما كان في الدوحات رجل إلا رآه بعينه وسمعه بأذنه.
10_ في معجم الطبراني الكبير: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بن سَعِيدٍ الرَّازِيُّ حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بن عِيسَى التَّنُوخِيُّ حَدَّثَنَا يَحْيَى بن يَعْلَى الأَسْلَمِيُّ حَدَّثَنَا عَمَّارُ بن زُرَيْقٍ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ عَنْ زِيَادِ بن مُطَرِّفٍ عَنْ زَيْدِ بن أَرْقَمَ، وَرُبَّمَا لَمْ يَذْكُرْ زَيْدَ بن أَرْقَمَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ أَحَبَّ أَنْ يَحْيَى حَيَاتِي وَيَمُوتَ مَوْتَتِي ويَسْكُنَ جَنَّةَ الْخُلْدِ الَّتِي وَعَدَنِي رَبِّي، فَإِنَّ رَبِّي عَزَّ وَجَلَّ غَرَسَ قَصَبَاتِهَا بِيَدِهِ، فَلْيَتَوَلَّ عَلِيَّ بن أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُ، فَإِنَّهُ لَنْ يُخْرِجَكُمْ مِنْ هدى وَلَنْ يُدْخِلَكُمْ فِي ضَلالَةٍ».
[أخرجه الحاكم في مستدركه بهذا الإسناد وقال: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه.
قلتُ: وهذا الإسناد مختلف فيه، لاختلافهم في يحيى بن يعلى الأسلمي، فقد وثقه الحاكم وأخرج له ابن حِبّان في صحيحه، وضعفه كثيرون، وأخشى أن تضعيفهم مذهبي.
وأخرجه أبو نُعيم في الحلية: حَدَّثَنَا فَهْدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ فَهْدٍ قَالَ: ثنا زَكَرِيَّا الْغَلَابِيُّ قَالَ: ثنا بِشْرُ بْنُ مهْرَانَ قَالَ: ثنا شَرِيكٌ عَنِ الْأَعْمَشِ عَنْ زَيْدِ بْنِ وَهْبٍ عَنْ حُذَيْفَةَ بْنِ الْيَمَانِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ... ثم قال أبو نُعيم: رَوَاهُ شَرِيكٌ أَيْضًا عَنِ الْأَعْمَشِ عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ عَنْ أَبِي الطُّفَيْلِ عَنْ زَيْدِ بْنِ أَرْقَمَ، وَرَوَاهُ السُّدِّيُّ عَنْ زَيْدِ بْنِ أَرْقَمَ، وَرَوَاهُ ابْنُ عَبَّاسٍ، وَهُوَ غَرِيبٌ.
قلتُ: في إسناده محمد بن زكريا الغَلَابي اتهمه الدارقطني بالوضع، وقال ابن منده: تُكُلِّم فيه، وقال ابن النديم: كان ثقة صدوقاً، ووثقه ابن حِبّان وقال في كتابه الثِّقات: "يعتبر حديثه إذا روى عن الثقات لأنه في روايته عن المجاهيل بعض المناكير". قلتُ: وهنا يروي عن بشر بن مهران الخصاف ثقة، وثقه ابن حبان ويعقوب بن شيبة].
11_ في مستدرك الحاكم عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ: نَظَرَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم إِلى عليّ فَقَالَ: «يَا عَلِيُّ، أَنْتَ سَيِّدٌ فِي الدُّنْيَا، سَيِّدٌ فِي الْآخِرَةِ، حَبِيبُكَ حَبِيبِي، وَحَبِيبِي حَبِيبُ اللَّهِ، وَعَدُوُّكَ عَدُوِّي، وَعَدُوّي عَدُوُّ اللَّهِ، وَالْوَيْلُ لِمَنْ أَبْغَضَكَ بَعْدِي».
قال الحاكم في المستدرك: صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ. ولكنّ الذهبي في تعليقه قال: هذا وإن كان رواته ثقات، فهو منكر ليس ببعيد من الوضع، وإلا لأي شيء حدَّث به عبد الرزاق سراً، ولم يجسر أن يتفوَّه به لأحمد وابن معين والخلق الذين رحلوا إليه؟
قلت: عجيب أمر الذهبي كيف يعترف بوَثاقة الرواة ثم ينسب الحديث إلى الوضع. أما حجته الواهية أنه لم يرد عند ابن حنبل وغيره فهذا يكثر في الأحاديث. ثم ما المانع أن يكون عبد الرزاق قد حدَّثَ به ابنَ حنبل ولم ينقله ابنُ حنبل لسبب ما؟ خاصة أنه صح عن أحمد أنه كان يتحاشى الكلام في بعض الأحاديث التي يراها تقوي مذاهب المخالفين ولو كان سندها صحيحاً: ففي كتاب السنة للخلال: وأخبرني زكريا بن يحيى أن أبا طالب حدثهم أنه سأل أبا عبد الله عن قول النبي صلى الله عليه وسلم لعلي: «من كنت مولاه فعلي مولاه» ما وجهه؟ قال: "لا تكلم في هذا، دع الحديث كما جاء" (وكذلك رواه الخلال عن أحمد بن محمد بن مطر عن أبي طالب) وكذلك أخرج الخلال في كتاب السنة: أخبرنا أبو بكر المروذي قال: سألت أبا عبد الله عن قول النبي صلى الله عليه وسلم لعلي: «أنت مني بمنزلة هارون من موسى» أيش تفسيره؟ قال: "اسكت عن هذا، لا تسأل عن ذا الخبر، كما جاء" وفيه أيضاً: أخبرنا عبد الله بن أحمد قال: حدثني أبو الحسن العقيلي قال: كنت آتي أبا عبد الله فيقبل علي ويلقاني لقاء جميلاً، فأتيته يوماً فأنكرت لقاءه، فقلت في نفسي قد دهيت سبعت عنده، فقلت: يا أبا عبد الله بلغك عني شيء؟ فقد أنكرت لقاءك اليوم. فقال: وأومأ إلى شاب ناحية تحت درجة المسجد فقال: أخبرني ذاك، وكان من أهل اليمامة، أنك سببت أو ذكرت بعض الصحابة. فقلت: لا والله ما سببت أحداً من الصحابة قط، ولا ذكرت أحداً منهم بسوء، ولكن سمعت هذا ذكر علياً ومعاوية فسوى بينهما، أراه قال: فرددت عليه. فقال: قد بين الله عز وجل هذا في كتابه. ثم قال: "قد قبلت منك، ولا تعد تكلم في هذا".
وفي كل حال فالذي رواه عن عبد الرزاق بن همام الصنعاني هو أبو الأزهر أحمد بن الأزهر بن منيع، وهو ثقة وثقه العلماء. فهل يتهمه الذهبي بوضع الحديث؟ حتى يحيى بن معين كما في مستدرك الحاكم عندما سأل: من هذا الكذاب الذي حدث بهذا الحديث؟ فقام إليه أبو الأزهر فقال: هو ذا أنا. فضحك يحيى بن معين وقربه وأدناه وصدقه واعتذر إليه.
12_ في مستدرك الحاكم: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أنا مدينة العلم وعلي بابها فمن أراد المدينة فليأت الباب».
قال الحسين بن فهم: حدثناه أبو الصلت الهروي عن أبي معاوية.
قال الحاكم: ليعلم المستفيد لهذا العلم أن الحسين بن فهم بن عبد الرحمن ثقة مأمون حافظ، ولهذا الحديث شاهد من حديث سفيان الثوري بإسناد صحيح.
وأخرجه الطبري في تهذيب الآثار وصحح إسناده بلفظ: «أنا دار الحكمة، وعلي بابها»
ألف العالم الجليل المحدث السيد علي بن محمد بن طاهر بن يحيى العلوي كتاباً مستقلاً في أسانيد حديث علي باب مدينة العلم: "دفع الارتياب عن حديث الباب".
13_ أخرج الطبري في تفسيره [قال ابن حجر في فتح الباري: أخرجه الطبري بإسناد حسن]: حدثنا أحمد بن يحيى الصوفي قال: حدثنا الحسن بن الحسين الأنصاري قال: حدثنا معاذ بن مسلم، بيّاع الهرويّ، عن عطاء بن السائب عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال: لما نزلت (إنما أنت منذر ولكل قوم هاد) وضع صلى الله عليه وسلم يده على صدره فقال: «أنا المنذر (ولكل قوم هاد)» وأومأ بيده إلى منكب عليّ فقال: «أنت الهادي يا عليّ، بك يهتدي المهتدون بَعْدي».
14_ في مستدرك الحاكم وصححه ووافقه الذهبي: عن أبي ذر رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لعلي بن أبي طالب رضي الله عنه: «من أطاعني فقد أطاع الله ومن عصاني فقد عصى الله، ومن أطاعك فقد أطاعني ومن عصاك فقد عصاني».
15_ في مستدرك الحاكم على الصحيحين وفي سنن الترمذي وفي مسند البزار وأورده السيوطي في جامعه ورمز له بالصحة وأخرجه أبو منصور بن عساكر الشافعي في كتاب الأربعين في مناقب أمهات المؤمنين وقال حديث حسن صحيح، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «رحم الله علياً، اللهم أَدِرِ الحقَّ معه حيث دار»
إسناده في سنن الترمذي: حدثنا أبو الخطاب زياد بن يحيى البصري حدثنا أبو عتاب سهل بن حماد حدثنا المختار بن نافع حدثنا أبو حيان التيمي عن أبيه عن علي...
قال الحاكم: هذا حديث صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه
تعقبه الذهبي فقال: مختار بن نافع ساقط.
قُلتُ: لكن روى له الترمذي، وقال البزار: صالح الحديث وقد احتملوا حديثه. ووثقه العِجْلي في ثِقاته، ووثقه أحمد بن صالح الجيلي، وكما رأينا وثقه الحاكم على شرط مسلم.
16_ في مسند أحمد (وصححه الشيخ أحمد شاكر): حدثنا وكيع عن إسرائيل عن أبي إسحق عن عَمرو بن حُبْشِيّ قال: خطبَنا الحسنُ بن علي بعد قتل علي فقال: «لقد فارقكم رجلٌ بالأمْس، ما سبقه الأوّلون بعلمٍ، ولا أدركه الآخرون، إنْ كان رسول الله صلى الله عليه وسلم لَيبعثه ويعطيه الراية، فلا ينصرف حتى يُفتَح لَه، وما ترك من صَفْراءَ ولا بيضاءَ إلا سَبعمائة درهم من عطائه، كان يَرْصدها لخادم لأهله».
[وأخرجه أحمد أيضاً في مسنده عن وكيع عن شَريك عن أبي إسحق عن هُبَيْرة بن يريم عن الحسن بن علي عليهما السلام وحسنه الشيخ شعيب الأرناؤط- وأخرجه أحمد في فضائل الصحابة عن وكيع عن شريك عن عاصم عن أبي رزين عن الحسن بن علي (ع)- وأخرجه ابن أبي شيبة في مصنفه عن شَرِيكٌ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ عَنْ عَاصِمِ بْنِ ضَمْرَة عن الحسن بن علي عليهما السلام- وأخرجه أبو نُعيم في الحلية عن أَبي بَحْرٍ مُحَمَّد بْن الْحَسَنِ ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سُلَيْمَانَ بْنِ الْحَارِثِ ثَنَا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ مُوسَى ثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ عَنْ هُبَيْرَةَ بْنِ يَرِيمَ عن الحسن بن علي (ع)] " انتهى النقل
دمتم برعاية الله
كتبته : وهج الإيمان