المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : [ أنوار مُحَـمَّدِيَّة وعَـلَوِيَّة ]


محمد علي 92
11-10-2023, 12:10 AM
[ أنوار مُحَـمَّدِيَّة وعَـلَوِيَّة ]

" وقد عَلِمْـتُم موضِـعِي مِنْ*رسول الله صلى الله عليه وآله*بالقرابةِ القَريبَـة ، والمَـنْـزِلَـةِ الخَصيصة. وَضعَني في حِجْرِه وأنا وَلَدٌ ، يَـضُـمُّني إلى صَدرِه ، ويَكْـنُـفُني في فِراشِه ، ويَـمُـسُّني جَسَدَهُ ، ويُشِمُّني*عَرْفَـهُ*(1) .

وكان يَـمْـضَغُ الشيء ، ثم يُلْـقِمُنيه . وما وَجَـدَ لي كِذْبَـةً في قول ، ولا خَـطْـلَة في فِـعْـل (2) . ولقد قَـرَنَ الله بِـهِ صلى الله عليه وآله مِـنْ لَـدُن أنْ كان فَطيماً أعْـظَـمَ مَـلَكٍ مِنْ ملائكتِه يَـسْـلُـكُ بِـهِ طريقَ المكارمِ ، ومَحاسِنَ أخلاقِ العالَم ، لَـيْلهُ ونَـهَارهُ .

ولقد كُنتُ أتَّبِعُـهُ اتِّـبَاعَ الفَصِيلِ أَثَـرَ أمِّهِ (3) ، يَرفَـعُ لي في كل يومٍ مِنْ أخلاقِـهِ عَـلَـماً ، ويأمُـرُني بالاقتِداءِ بِـهِ .

ولقد كانَ يَجاوِرُ في كُـلِّ سنةٍ بِـحِراءَ (4) فأراهُ ، ولا يَراه غيري . ولَمْ يَـجْـمَـعْ بَـيْتٌ وَاحِدٌ يَومَئِـذٍ في الإسلام غَـيْـرَ*رسولِ اللهِ صلى الله عليه وآله*وخديجةَ وأنا ثالثُـهُما .

أرى نورَ الوَحي والرسَالَـة ، وأشُـمُّ ريحَ النُّـبُـوَّة . ولقد سَمِعْـتُ رَنَّـةَ الشيطان حِينَ نَـزَلَ الوَحي عَـلَـيْهِ صلى الله عليه وآله ، فَـقُـلْـتُ : يا رسولَ الله ! ما هَذِهِ الرَّنَّـة ؟

فَقالَ : ۞ هذا الشيطان ، أيِسَ مِنْ عِبادَتِـهِ . إنَّكَ تَسْمَـعُ مَا أسْـمَـعُ ، وتَرى مَا أرى ، إلا أنَّـكَ لَسْـتَ بِـنَبِيّ ،
ولَكِـنَّـكَ وَزِير ، وإنَّـكَ لَـعَـلَى خَـيْر . ۞ "

( نهج البلاغة )

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــ

( شرح كلمات )

(1) ـ عَـرْفَـهُ*- بالفتح - : رائحتَهُ الذكِـيَّة .

(2) ـ الخطلة : واحدة الخطل ، والخطل : الخطأ ينشأ عن عدم الرَّوِيَّـة .

(3) ـ الفصيل : ولد الناقة .
ـ كُنتُ أتَّبِعُـهُ اتِّـبَاعَ الفَصِيلِ أَثَـرَ أمِّهِ : أي كما يَـتْـبَـعُ فَصيلُ الناقة الناقةَ ، يَـتَـحَـرَّكَ إذَا تَـحَـرَّكَـتْ ، ويَـسْكُن إذَا سَكَـنَـتْ .

(4) ـ حِرَاء : بكسر الحاء ، جبل على القرب من مكة .

............................................


[ لا تَـنْسوني وَوالِدَيَّ مِنْ خالِصِ دُعائِكُم ]

وآخِرُ دَعوَانَا

۞ أَنِ ٱلۡحَمۡدُ لِلهِ رَبِّ ٱلۡعَالَمِین ۞