عبد العباس الجياشي
14-02-2024, 10:59 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على محمد وآله الطاهرين
واللعنة الدائمة على أعدائهم وظالميهم من الأولين والأخرين
وبعد أن عبد الله بن أبي سرح الذي كان يكتب للنبي صلى الله عليه وسلم الوحي في مكة أول ما نزل الوحي ، ارتد وخرج من الإسلام بعد ذلك كما في ترجمته في كتب الحفاظ والمحدثين ومنها كتاب سير أعلام النبلاء 3 / 33 . والإصابة لابن حجر وغير ذلك .
وروى أبو داود في سننه 4 / 128 برقم 4358 بسند حسن عن ابن عباس قال : كان عبد الله بن سعد ابن أبي سرح يكتب لرسول الله صلى الله عليه وسلم فأزله الشيطان فلحق بالكفار ،
فأمر به رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يقتل يوم الفتح :
أقول : يجب على الخليفة عندما يولي :
الياعلى ولاية لابد ان يكون انسانا عادلا تقيا ولكن نرى هذا النوذج من ولاة الخليفتين عمر وعثمان وهو من الصحابة ذوي التاريخ الاسود وهو عبد الله بن سعد بن ابي سرح الذي اخرج الطبري في تاريخه عند ذكر فتح مكة:
• قد عهد النبي إلى أمرائه من المسلمين حين أمرهم أن يدخلوا مكة ألا يقتلوا أحدا إلا من قاتلهم إلا أنه قد عهد في نفر سماهم أمر بقتلهم وإن وجدوا تحت أستار الكعبة منهم عبد الله بن سعد بن أبى سرح بن حبيب بن جذيمة بن نصر بن مالك بن حسل بن عامر بن لؤى وإنما أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بقتله أنه كان قد أسلم فارتد مشركا ففر إلى عثمان وكان أخاه من الرضاعة فغيبه حتى أتى به رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد أن اطمأن أهل مكة فاستأمن له رسول الله فذكر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم صمت طويلا ثم قال نعم فلما انصرف به عثمان قال رسول الله لمن حوله من أصحابه أما والله لقد صمت ليقوم إليه بعضكم فيضرب عنقه فقال رجل من الانصار فهلا أومأت إلى يا رسول الله قال إن النبي لا يقتل بالاشارة.
أقول : فقد قال جلال الدين السيوطي في الدر المنثور ج 4 ص 99 قال :
أخرج الحاكم في المستدرك عن شرحبيل بن سعد قال : نزلت في عبد الله بن أبي سرح
{ ومن أظلم ممن افترى على الله كذباً أو قال أوحيَ إلي ولم يوح إليه شيء . . . } الآية . فلما دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم مكة فر إلى عثمان أخيه من الرضاعة ، فغيبه عنده حتى اطمأن أهل مكة ، ثم استأمن له .
وأخرج ابن أبي حاتم عن أبي خلف الأعمى قال : كان ابن أبي سرح يكتب للنبي صلى الله عليه وسلم الوحي ، فأتى أهل مكة فقالوا : يا ابن أبي سرح كيف كتبت لابن أبي كبشة القرآن؟ قال : كنت أكتب كيف شئت ، فأنزل الله
{ ومن أظلم ممن افترى على الله كذباً } .
وأخرج ابن أبي حاتم عن السدي في قوله { ومن أظلم ممن افترى على الله كذباً أو قال أوحيَ إلي ولم يوح إليه شيء } قال : نزلت في عبد الله بن سعد بن أبي سرح القرشي ، أسلم وكان يكتب للنبي صلى الله عليه وسلم ، فكان إذا أملى عليه ( سميعاً عليماً ) كتب ( عليماً حكيماً )
وإذا قال ( عليماً حكيماً ) كتب ( سميعاً عليماً ) فشك وكفر وقال : إن كان محمد يوحى إليه فقد أوحى إليّ .
وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن ابن جريج في قوله { ومن أظلم ممن افترى على الله كذباً أو قال أوحيَ إلي ولم يوح إليه شيء } قال : نزلت في مسيلمة الكذاب ونحوه ممن دعا إلى مثل ما دعا إليه ، ومن قال : { سأنزل مثل ما أنزل الله } قال : نزلت في عبد الله بن سعد بن أبي سرح .
وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وأبو الشيخ عن قتادة في قوله { ومن أظلم . . . } الآية .
قال : ذكر لنا أن هذه الآية نزلت في مسيلمة .
وأخرج ابن جرير وأبو الشيخ عن قتادة في قوله { ومن أظلم . . . } الآية . قال : ذكر لنا أن هذه الآية نزلت في مسيلمة .
وأخرج ابن جرير وأبو الشيخ عن عكرمة في قوله { ومن أظلم ممن افترى على الله كذباً أو
قال أوحيَ إلي ولم يوح إليه شيء } قال : نزلت في مسيلمة فيما كان يسجع ويتكهن به ، ومن
{ قال : سأنزل مثل ما أنزل الله } قال : نزلت في عبد الله بن سعد ابن أبي سرح ، كان يكتب للنبي صلى الله عليه وسلم فكان فيما يملى ( عزيز حكيم ) فيكتب ( غفور رحيم ) فيغيره ، ثم يقرأ عليه كذا وكذا لما حوّل فيقول : نعم سواء ، فرجع عن الإسلام ولحق بقريش .
وهذه رواية ابن ابي حاتم تفسيره ، تفسير ابن أبي حاتم ج 4 ص 1346 رقم الحديث
7624 حدثنا أبي ثنا ابن نفيل الحراني ثنا مسكين بن بكير عن معان رفاعة قال : سمعت أبا خلف الاعمى قال : كان ابن أبي سرح يكتب للنبي ( صلى الله عليه وسلم ) الوحي ، فاتى اهل مكة فقالوا : يا ابن أبي السرح ، كيف كتبت لابن أبي كبشة القران ؟ قال : كنت اكتب كيف شئت . فأنزل الله تعالى : ومن اظلم ممن افترى على الله كذبا . قوله تعالى : أو قال اوحي الي ولم يوح اليه شيء .
المصدر
الكتاب : تفسير ابن أبى حاتم ـ موافقا للمطبوع
المؤلف : الإمام الحافظ أبو محمد عبد الرحمن بن أبي حاتم الرازي
دار النشر : المكتبة العصرية - صيدا ،
عدد الأجزاء / 10
تحقيق : أسعد محمد الطيب
[ ترقيم الشاملة موافق للمطبوع ] .
وأخرج شيخ المفسرين الطبري جامع البيان في تأويل القرآن ج 11 ص رقم 534
13556 - حدثني محمد بن الحسين قال، حدثنا أحمد بن المفضل قال: حدثنا أسباط، عن السدي:"ومن أظلم ممن افترى على الله كذبًا أو قال أوحي إليّ ولم يوحَ إليه شيء" إلى قوله:" تجزون عذاب الهون" . قال: نزلت في عبد الله بن سعد بن أبي سرح، أسلم، وكان يكتب للنبي صلى الله عليه وسلم، فكان إذا أملى عليه:"سميعًا عليمًا"، كتب هو:"عليمًا حكيمًا"، وإذا قال:"عليمًا حكيمًا" كتب:"سميعًا عليمًا"، فشكّ وكفر، وقال: إن كان محمد يوحى إليه فقد أوحي إليّ، وإن كان الله ينزله فقد أنزلت مثل ما أنزل الله ! قال محمد:"سميعًا عليمًا" فقلت أنا:"عليمًا حكيمًا" ! فلحق بالمشركين، ووشى بعمار وجبير عند ابن الحضرمي، أو لبني عبد الدار. فأخذوهم فعُذِّبوا حتى كفروا، وجُدِعت أذن عمار يومئذ. فانطلق عمار إلى النبي صلى الله عليه وسلم فأخبره بما لقي، والذي أعطاهم من الكفر، فأبى النبي صلى الله عليه وسلم أن يتولاه، فأنزل الله في شأن ابن أبي سرح وعمار وأصحابه:
{ مَنْ كَفَرَ بِاللَّهِ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِهِ إِلا مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالإيمَانِ وَلَكِنْ مَنْ شَرَحَ بِالْكُفْرِ صَدْرًا } .
الكتاب : جامع البيان في تأويل القرآن
المؤلف : محمد بن جرير بن يزيد بن كثير بن غالب الآملي، أبو جعفر الطبري،
[ 224 - 310 هـ ]
المحقق : أحمد محمد شاكر
الناشر : مؤسسة الرسالة
الطبعة : الأولى ، 1420 هـ - 2000 م
عدد الأجزاء : 24
مصدر الكتاب : موقع مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف
https://www.qurancomplex.com
[ ترقيم الكتاب موافق للمطبوع ، والصفحات مذيلة بحواشي أحمد ومحمود شاكر ][/B][/B]
والصلاة والسلام على محمد وآله الطاهرين
واللعنة الدائمة على أعدائهم وظالميهم من الأولين والأخرين
وبعد أن عبد الله بن أبي سرح الذي كان يكتب للنبي صلى الله عليه وسلم الوحي في مكة أول ما نزل الوحي ، ارتد وخرج من الإسلام بعد ذلك كما في ترجمته في كتب الحفاظ والمحدثين ومنها كتاب سير أعلام النبلاء 3 / 33 . والإصابة لابن حجر وغير ذلك .
وروى أبو داود في سننه 4 / 128 برقم 4358 بسند حسن عن ابن عباس قال : كان عبد الله بن سعد ابن أبي سرح يكتب لرسول الله صلى الله عليه وسلم فأزله الشيطان فلحق بالكفار ،
فأمر به رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يقتل يوم الفتح :
أقول : يجب على الخليفة عندما يولي :
الياعلى ولاية لابد ان يكون انسانا عادلا تقيا ولكن نرى هذا النوذج من ولاة الخليفتين عمر وعثمان وهو من الصحابة ذوي التاريخ الاسود وهو عبد الله بن سعد بن ابي سرح الذي اخرج الطبري في تاريخه عند ذكر فتح مكة:
• قد عهد النبي إلى أمرائه من المسلمين حين أمرهم أن يدخلوا مكة ألا يقتلوا أحدا إلا من قاتلهم إلا أنه قد عهد في نفر سماهم أمر بقتلهم وإن وجدوا تحت أستار الكعبة منهم عبد الله بن سعد بن أبى سرح بن حبيب بن جذيمة بن نصر بن مالك بن حسل بن عامر بن لؤى وإنما أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بقتله أنه كان قد أسلم فارتد مشركا ففر إلى عثمان وكان أخاه من الرضاعة فغيبه حتى أتى به رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد أن اطمأن أهل مكة فاستأمن له رسول الله فذكر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم صمت طويلا ثم قال نعم فلما انصرف به عثمان قال رسول الله لمن حوله من أصحابه أما والله لقد صمت ليقوم إليه بعضكم فيضرب عنقه فقال رجل من الانصار فهلا أومأت إلى يا رسول الله قال إن النبي لا يقتل بالاشارة.
أقول : فقد قال جلال الدين السيوطي في الدر المنثور ج 4 ص 99 قال :
أخرج الحاكم في المستدرك عن شرحبيل بن سعد قال : نزلت في عبد الله بن أبي سرح
{ ومن أظلم ممن افترى على الله كذباً أو قال أوحيَ إلي ولم يوح إليه شيء . . . } الآية . فلما دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم مكة فر إلى عثمان أخيه من الرضاعة ، فغيبه عنده حتى اطمأن أهل مكة ، ثم استأمن له .
وأخرج ابن أبي حاتم عن أبي خلف الأعمى قال : كان ابن أبي سرح يكتب للنبي صلى الله عليه وسلم الوحي ، فأتى أهل مكة فقالوا : يا ابن أبي سرح كيف كتبت لابن أبي كبشة القرآن؟ قال : كنت أكتب كيف شئت ، فأنزل الله
{ ومن أظلم ممن افترى على الله كذباً } .
وأخرج ابن أبي حاتم عن السدي في قوله { ومن أظلم ممن افترى على الله كذباً أو قال أوحيَ إلي ولم يوح إليه شيء } قال : نزلت في عبد الله بن سعد بن أبي سرح القرشي ، أسلم وكان يكتب للنبي صلى الله عليه وسلم ، فكان إذا أملى عليه ( سميعاً عليماً ) كتب ( عليماً حكيماً )
وإذا قال ( عليماً حكيماً ) كتب ( سميعاً عليماً ) فشك وكفر وقال : إن كان محمد يوحى إليه فقد أوحى إليّ .
وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن ابن جريج في قوله { ومن أظلم ممن افترى على الله كذباً أو قال أوحيَ إلي ولم يوح إليه شيء } قال : نزلت في مسيلمة الكذاب ونحوه ممن دعا إلى مثل ما دعا إليه ، ومن قال : { سأنزل مثل ما أنزل الله } قال : نزلت في عبد الله بن سعد بن أبي سرح .
وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وأبو الشيخ عن قتادة في قوله { ومن أظلم . . . } الآية .
قال : ذكر لنا أن هذه الآية نزلت في مسيلمة .
وأخرج ابن جرير وأبو الشيخ عن قتادة في قوله { ومن أظلم . . . } الآية . قال : ذكر لنا أن هذه الآية نزلت في مسيلمة .
وأخرج ابن جرير وأبو الشيخ عن عكرمة في قوله { ومن أظلم ممن افترى على الله كذباً أو
قال أوحيَ إلي ولم يوح إليه شيء } قال : نزلت في مسيلمة فيما كان يسجع ويتكهن به ، ومن
{ قال : سأنزل مثل ما أنزل الله } قال : نزلت في عبد الله بن سعد ابن أبي سرح ، كان يكتب للنبي صلى الله عليه وسلم فكان فيما يملى ( عزيز حكيم ) فيكتب ( غفور رحيم ) فيغيره ، ثم يقرأ عليه كذا وكذا لما حوّل فيقول : نعم سواء ، فرجع عن الإسلام ولحق بقريش .
وهذه رواية ابن ابي حاتم تفسيره ، تفسير ابن أبي حاتم ج 4 ص 1346 رقم الحديث
7624 حدثنا أبي ثنا ابن نفيل الحراني ثنا مسكين بن بكير عن معان رفاعة قال : سمعت أبا خلف الاعمى قال : كان ابن أبي سرح يكتب للنبي ( صلى الله عليه وسلم ) الوحي ، فاتى اهل مكة فقالوا : يا ابن أبي السرح ، كيف كتبت لابن أبي كبشة القران ؟ قال : كنت اكتب كيف شئت . فأنزل الله تعالى : ومن اظلم ممن افترى على الله كذبا . قوله تعالى : أو قال اوحي الي ولم يوح اليه شيء .
المصدر
الكتاب : تفسير ابن أبى حاتم ـ موافقا للمطبوع
المؤلف : الإمام الحافظ أبو محمد عبد الرحمن بن أبي حاتم الرازي
دار النشر : المكتبة العصرية - صيدا ،
عدد الأجزاء / 10
تحقيق : أسعد محمد الطيب
[ ترقيم الشاملة موافق للمطبوع ] .
وأخرج شيخ المفسرين الطبري جامع البيان في تأويل القرآن ج 11 ص رقم 534
13556 - حدثني محمد بن الحسين قال، حدثنا أحمد بن المفضل قال: حدثنا أسباط، عن السدي:"ومن أظلم ممن افترى على الله كذبًا أو قال أوحي إليّ ولم يوحَ إليه شيء" إلى قوله:" تجزون عذاب الهون" . قال: نزلت في عبد الله بن سعد بن أبي سرح، أسلم، وكان يكتب للنبي صلى الله عليه وسلم، فكان إذا أملى عليه:"سميعًا عليمًا"، كتب هو:"عليمًا حكيمًا"، وإذا قال:"عليمًا حكيمًا" كتب:"سميعًا عليمًا"، فشكّ وكفر، وقال: إن كان محمد يوحى إليه فقد أوحي إليّ، وإن كان الله ينزله فقد أنزلت مثل ما أنزل الله ! قال محمد:"سميعًا عليمًا" فقلت أنا:"عليمًا حكيمًا" ! فلحق بالمشركين، ووشى بعمار وجبير عند ابن الحضرمي، أو لبني عبد الدار. فأخذوهم فعُذِّبوا حتى كفروا، وجُدِعت أذن عمار يومئذ. فانطلق عمار إلى النبي صلى الله عليه وسلم فأخبره بما لقي، والذي أعطاهم من الكفر، فأبى النبي صلى الله عليه وسلم أن يتولاه، فأنزل الله في شأن ابن أبي سرح وعمار وأصحابه:
{ مَنْ كَفَرَ بِاللَّهِ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِهِ إِلا مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالإيمَانِ وَلَكِنْ مَنْ شَرَحَ بِالْكُفْرِ صَدْرًا } .
الكتاب : جامع البيان في تأويل القرآن
المؤلف : محمد بن جرير بن يزيد بن كثير بن غالب الآملي، أبو جعفر الطبري،
[ 224 - 310 هـ ]
المحقق : أحمد محمد شاكر
الناشر : مؤسسة الرسالة
الطبعة : الأولى ، 1420 هـ - 2000 م
عدد الأجزاء : 24
مصدر الكتاب : موقع مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف
https://www.qurancomplex.com
[ ترقيم الكتاب موافق للمطبوع ، والصفحات مذيلة بحواشي أحمد ومحمود شاكر ][/B][/B]