مصطفى الهادي
06-07-2024, 11:12 PM
( وقال الرسول يا رب إن قومي اتخذوا هذا القرآن مهجورا).(1) ماذا فعلت الأمم بكتبها؟
مصطفى الهادي.
في كل الديانات هجر الناس الكتب المنزلة من الله تعالى وطرحوها ورائهم ظهريا، ولو أنهم تمسكوا بها وعملوا بوصاياها (لأكلوا من فوقهم ومن تحت أرجلهم).
فقال تعالى عن اليهود : (إنا أنزلنا التوراة فيها هدى ونور).(2)
ولكنهم طرحوها وراء ظهورهم : (فعصوا وتمردوا ، وطرحوا شريعتك وراء ظهورهم ، وعملوا إهانة عظيمة).(3)
ثم قال الله تعالى عن اليهود والنصارى معا : ولو أنهم أقاموا التوراة والإنجيل ... لأكلوا من فوقهم ومن تحت أرجلهم).(4)
وفي المسيحية ، أنزل الله تعالى عليهم الإنجيل (وقفّينا بعيسى ابن مريم وآتيناهُ الإنجيل).(5)
ولكنهم لم يُطيعوا الإنجيل ولم يعملوا به : (اقترب ملكوت الله، فتوبوا وآمنوا بالإنجيل .. ليس الجميعُ قد أطاعوا الإنجيل).(6)
وفي الإسلام قال تعالى (اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي).(7) فختم الله تعالى القرآن بنزول آية التبليغ، ولكنهم (اتخذوه ورائهم ظهريا).( 8 ) لا بل : (اتخذوا هذا القرآن مهجورا).(9)
الغريب أن المسلمين عملوا مع كتابهم مثلما عملت الأمم بكتبها من أهمال لتعاليمه وادارة ظهورهم له . وهذا تشابه عجيب.
يقول تعالى عن اليهود: (أرسلت إليهم الأنبياء كل يوم، فلم يسمعوا لي ولم يُميلوا أذنهم. فتكلمهم بكل هذه الكلمات ولا يسمعون . بل قسوا أعناقهم لئلا يسمعوا).(10)
فنرى القرآن يقول عن المسلمين نفس الشيء : (وقال الذين كفروا لا تسمعوا لهذا القرآن والغوا فيه).(11)
ويقول كذلك عن اليهود : (يضعون أيديهم على أفواههم، وتصم آذانهم).(12) والقرآن يقول عن بعض المسلمين : (وضعوا أصابعهم في آذانهم). وأما في المسيحية فيقول عنهم : (غمضوا عيونهم، لئلا يبصرون ، ويسمعوا بآذانهن).(13) وهذا نجد لهُ نظير في القرآن حيث يصف بعض المسلمين : (جعلوا أصابعهم في آذانهم واستغشوا ثيابهم).(14)
أليس ذلك مصداق قوله (ص) : (لتتبعنَّ سنن من كان قبلكم شبراً بشبر وذراع بذراع حتى لو دخلوا حجر ضبّ لتبعتموه، قلنا يا رسول الله اليهود والنصارى قال: فمن؟).(15)
المصادر :
1- القرقان آية : 30.
2- المائدة آية : 44.
3- سفر نحميا 9 : 26.
4- المائدة آية : 66.
5- الحديد آية : 27.
6- إنجيل مرقس 1 : 15. رومية 10 : 16.
7- المائدة : 3. والغريب أن الكتب المقدسة الثلاث تذكر النعمة التي انزلها تعالى على الأمم فيقول (وإذا قال موسى لقومه يا قوم اذكروا نعمة الله عليكم). المائدة : 20.وقال عن عيسى وأمه : (يا عيسى ابن مريم اذكر نعمتي عليك وعلى والدتك). المائدة : 110.وقال عن المسلمين : (اليوم أكملت لكم دينكم وأتممتُ عليكم نعمتي). المائدة : 3. وجميعهم كفروا بهذه النعمة.
8- هود : 92.
9- الفرقان آية : 30.
10- سفر إرميا 7 : 26.و : 17 : 23.
11- فصلت آية : 26.
12- سفر ميخا 7 : 16.
13- إنجيل متى 13 : 15.
14- سورة نوح آية : 7.
15- بحار الأنوار المجلسي ج23: 165. و : صحيح البخاري رقم الحديث: 3456. وصحيح مسلم ، رقم الحديث : 2669.
مصطفى الهادي.
في كل الديانات هجر الناس الكتب المنزلة من الله تعالى وطرحوها ورائهم ظهريا، ولو أنهم تمسكوا بها وعملوا بوصاياها (لأكلوا من فوقهم ومن تحت أرجلهم).
فقال تعالى عن اليهود : (إنا أنزلنا التوراة فيها هدى ونور).(2)
ولكنهم طرحوها وراء ظهورهم : (فعصوا وتمردوا ، وطرحوا شريعتك وراء ظهورهم ، وعملوا إهانة عظيمة).(3)
ثم قال الله تعالى عن اليهود والنصارى معا : ولو أنهم أقاموا التوراة والإنجيل ... لأكلوا من فوقهم ومن تحت أرجلهم).(4)
وفي المسيحية ، أنزل الله تعالى عليهم الإنجيل (وقفّينا بعيسى ابن مريم وآتيناهُ الإنجيل).(5)
ولكنهم لم يُطيعوا الإنجيل ولم يعملوا به : (اقترب ملكوت الله، فتوبوا وآمنوا بالإنجيل .. ليس الجميعُ قد أطاعوا الإنجيل).(6)
وفي الإسلام قال تعالى (اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي).(7) فختم الله تعالى القرآن بنزول آية التبليغ، ولكنهم (اتخذوه ورائهم ظهريا).( 8 ) لا بل : (اتخذوا هذا القرآن مهجورا).(9)
الغريب أن المسلمين عملوا مع كتابهم مثلما عملت الأمم بكتبها من أهمال لتعاليمه وادارة ظهورهم له . وهذا تشابه عجيب.
يقول تعالى عن اليهود: (أرسلت إليهم الأنبياء كل يوم، فلم يسمعوا لي ولم يُميلوا أذنهم. فتكلمهم بكل هذه الكلمات ولا يسمعون . بل قسوا أعناقهم لئلا يسمعوا).(10)
فنرى القرآن يقول عن المسلمين نفس الشيء : (وقال الذين كفروا لا تسمعوا لهذا القرآن والغوا فيه).(11)
ويقول كذلك عن اليهود : (يضعون أيديهم على أفواههم، وتصم آذانهم).(12) والقرآن يقول عن بعض المسلمين : (وضعوا أصابعهم في آذانهم). وأما في المسيحية فيقول عنهم : (غمضوا عيونهم، لئلا يبصرون ، ويسمعوا بآذانهن).(13) وهذا نجد لهُ نظير في القرآن حيث يصف بعض المسلمين : (جعلوا أصابعهم في آذانهم واستغشوا ثيابهم).(14)
أليس ذلك مصداق قوله (ص) : (لتتبعنَّ سنن من كان قبلكم شبراً بشبر وذراع بذراع حتى لو دخلوا حجر ضبّ لتبعتموه، قلنا يا رسول الله اليهود والنصارى قال: فمن؟).(15)
المصادر :
1- القرقان آية : 30.
2- المائدة آية : 44.
3- سفر نحميا 9 : 26.
4- المائدة آية : 66.
5- الحديد آية : 27.
6- إنجيل مرقس 1 : 15. رومية 10 : 16.
7- المائدة : 3. والغريب أن الكتب المقدسة الثلاث تذكر النعمة التي انزلها تعالى على الأمم فيقول (وإذا قال موسى لقومه يا قوم اذكروا نعمة الله عليكم). المائدة : 20.وقال عن عيسى وأمه : (يا عيسى ابن مريم اذكر نعمتي عليك وعلى والدتك). المائدة : 110.وقال عن المسلمين : (اليوم أكملت لكم دينكم وأتممتُ عليكم نعمتي). المائدة : 3. وجميعهم كفروا بهذه النعمة.
8- هود : 92.
9- الفرقان آية : 30.
10- سفر إرميا 7 : 26.و : 17 : 23.
11- فصلت آية : 26.
12- سفر ميخا 7 : 16.
13- إنجيل متى 13 : 15.
14- سورة نوح آية : 7.
15- بحار الأنوار المجلسي ج23: 165. و : صحيح البخاري رقم الحديث: 3456. وصحيح مسلم ، رقم الحديث : 2669.