محمد علي 92
17-07-2024, 02:27 PM
[ من قصيدة رحلةٌ في جرح ( الحسين ) ]
خـَلَـعْـتُ الأسـاطـيرَ عَـنِّـي سِـوَى
أسـاطـيـرِ عـِشْــقِـكَ لَــمْ اَخْـلَــعِ
وجِـئْـتُـكَ فـي نَـشْـوَةِ اللاّعُـقُـولِ
اَجُــرُّ جـَنــازَةِ عَــقْــلـي مَــعِــي !
لَـمَسْـتُكَ في الـمَـهْدِ دِفْءَ الحَنانِ
على ثـوبِ اُمّـيَ ، والمَـلْـفَـعِ (1)
وفي الرضْعَـةِ البِـكْـرِ اَنْـتَ الـذي
تقاطَـرْتَ (2) في اللبَنِ الـمُوجَعِ
وقَـبْـلَ الرضاعَـةِ..قَـبْـلَ الحَليبِ..
تَـقـاطَـرَ إسْـمُـكَ فـي مَـسْـمَـعـي
فأَشْرَقْـتَ في جَوْهَـري ساطِـعـاً
بِـمَـا شَــعَّ مِــنْ سِــرِّكَ الـمُـودَعِ
بَكَـيْـتُـكَ حَـتَّى غَسَلْتُ القِماطَ (3)
عـلَى ضِفَّـتَـيْ جُـرْحِـكَ الـمُشْرَعِ
وَمَـا كُـنْـتُ أبْـكيكَ لَـوْ لَـمْ تَــكُـنْ
دمــاؤُكَ قــد اَيْـقَــظَــتْ أدْمُــعـي
كَــبُــرْتُ أنَـا.. والـبـكـاءُ الـصَّغـيـرُ
يَـكْــبُــرُ عِـبْــرَ الـليـالــي مَـعـي
هـُنـَا في دمـي بـدَأَتْ ( كربلاءُ )
وَتَـمَّــتْ إلــى آخـِـرِ الـمَــصْـرَعِ
كَــاَنَّــكَ يــــومَ اَرَدْتَ الـخُــرُوجَ
عَــبَـرْتَ الـطَّـريـقَ عـلى اَضْـلُـعـي
ويـومَ انْحَـنَى بِـكَ مَـتْـنُ الـجَـوادِ
سَـقَــطْـتَ ، ولَـكِـنْ عـلـى اَذْرُعــي
ويــومَ تَــوَزَّعْــتَ بَــيْـنَ الــرِّمــاحِ
جَـمَـعْـتُكَ فـي قَـلْبِـيَ المُـوْلَـعِ (4)
اَلَـسـْـتَ اَبَــا الـمُـنْـجَــبِــيـنَ الاُبــاةِ
اِذَا انْـتَـسَـبَ الـعُـقْـمُ لِـلْـخُـنَّــعِ (5)
وحِـيـنَ تَــنـاثَـرَ عِـقْـدُ الـرِّفــاقِ (6)
فـِــداءً لِــدُرَّتِـــهِ (7) الاَنْــصَـــعِ (8)
هُـنَـا لَـبَّـتِ الـرِّيحُ داعي الـنَّـفير (9)
وحَــجَّــتْ الــى الـجُــثَـثِ الـصُـرَّعِ
فَـمَـا اَبْـصَرَتْ مُـبْدِعاً كـ( الحُـسَيْنِ )
يَــخُــطُّ الــحــيَـاةَ بِـــلا اِصـبَــع ِ!
ولا عـــاشِــقــاً كــ( اَبــي فــاضـــلٍ )
يُـجِـيـدُ (10) الــعِــنــاقَ بِــلا اَذْرُعِ !
ولا بــطــلاً مِــثْــلَــمَــا ( عــابِــسٍ )
يَـهُـشُّ (11) اِذَا ســارَ لِـلْـمَــصْــرَعِ !
هُـنـا الـعَـبْــقَــرِيَّــةُ تُــلْـقِــي الـعـنــانَ
وتَــهْــبُــطُ مِــنْ بُــرْجِــهــا الاَرْفَـــعِ
ويَــنْــهــارُ قَــصْـرُ الـخَـيَــالِ المَـهـيـبُ
عــلَــى حِــيــرَةِ الـشــاعِـــرِ الــمُــبْــدِعِ
لَـــعَـــلَّ الـــبُـــطُــولـــةَ فـي زَهْــوِهــا
بِــيَــوْمِـــكَ ، تــأتــي بِـلا بُــرْقُــعِ (12)
فــاَصْــنَــعُ مِـــنْــهــا الــمَــعَـانــي الــتـي
عــلَــى غَــيْــرِ كَــفَّــيْـكَ لَـمْ تُـــصْـنَــعِ !
..........................................
[ أعشاس الملائكة . شعر جاسم الصحيح . ص/ 199 ـ 206 ]
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــ
( شرح كلمات )
(1) الملفع : الملفعة : ما يُتَلَفَّفُ به ويُدارُ الجسمُ كله من ثوب او كساء .
(2) تقاطرَ : جَرَى وسَقَطَ قطرة قطرة .
(3) القِماطَ : بكسر القاف جمع قمط ، الخرقة التي يلف بها المولود .
(4) قلبي المولع : المُحِبُّ المُتَعَلِّق بك .
(5) الخنع : الخاضعين الاذِلاء .
(6) تناثر عقد الرفاق : تساقط متفرِّقاً، والعقد: ما جُعِلَ في العنق من الحِلِي .
(7) الدرّة : اللآلىء العظام .
(8) الاَنصع : الناصع هو الخالص الصافي .
(9) داعي النفير : منادي القيام لقتال العدو.
(10) يجيد : يُحْسِنُ الفعل .
(11) يهش : يُسْرِعُ مُبْتَسِماً للشهادة .
(12) برقع : نقاب تستر به المرأة وجهها .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــ
[ لا تنسوني ووالِدَيّ من خالص دعائكم ]
وآخِرُ دَعْوانا
۞.... أَنِ ٱلۡحَمۡدُ لِلهِ رَبِّ ٱلۡعَالَمِین ۞
خـَلَـعْـتُ الأسـاطـيرَ عَـنِّـي سِـوَى
أسـاطـيـرِ عـِشْــقِـكَ لَــمْ اَخْـلَــعِ
وجِـئْـتُـكَ فـي نَـشْـوَةِ اللاّعُـقُـولِ
اَجُــرُّ جـَنــازَةِ عَــقْــلـي مَــعِــي !
لَـمَسْـتُكَ في الـمَـهْدِ دِفْءَ الحَنانِ
على ثـوبِ اُمّـيَ ، والمَـلْـفَـعِ (1)
وفي الرضْعَـةِ البِـكْـرِ اَنْـتَ الـذي
تقاطَـرْتَ (2) في اللبَنِ الـمُوجَعِ
وقَـبْـلَ الرضاعَـةِ..قَـبْـلَ الحَليبِ..
تَـقـاطَـرَ إسْـمُـكَ فـي مَـسْـمَـعـي
فأَشْرَقْـتَ في جَوْهَـري ساطِـعـاً
بِـمَـا شَــعَّ مِــنْ سِــرِّكَ الـمُـودَعِ
بَكَـيْـتُـكَ حَـتَّى غَسَلْتُ القِماطَ (3)
عـلَى ضِفَّـتَـيْ جُـرْحِـكَ الـمُشْرَعِ
وَمَـا كُـنْـتُ أبْـكيكَ لَـوْ لَـمْ تَــكُـنْ
دمــاؤُكَ قــد اَيْـقَــظَــتْ أدْمُــعـي
كَــبُــرْتُ أنَـا.. والـبـكـاءُ الـصَّغـيـرُ
يَـكْــبُــرُ عِـبْــرَ الـليـالــي مَـعـي
هـُنـَا في دمـي بـدَأَتْ ( كربلاءُ )
وَتَـمَّــتْ إلــى آخـِـرِ الـمَــصْـرَعِ
كَــاَنَّــكَ يــــومَ اَرَدْتَ الـخُــرُوجَ
عَــبَـرْتَ الـطَّـريـقَ عـلى اَضْـلُـعـي
ويـومَ انْحَـنَى بِـكَ مَـتْـنُ الـجَـوادِ
سَـقَــطْـتَ ، ولَـكِـنْ عـلـى اَذْرُعــي
ويــومَ تَــوَزَّعْــتَ بَــيْـنَ الــرِّمــاحِ
جَـمَـعْـتُكَ فـي قَـلْبِـيَ المُـوْلَـعِ (4)
اَلَـسـْـتَ اَبَــا الـمُـنْـجَــبِــيـنَ الاُبــاةِ
اِذَا انْـتَـسَـبَ الـعُـقْـمُ لِـلْـخُـنَّــعِ (5)
وحِـيـنَ تَــنـاثَـرَ عِـقْـدُ الـرِّفــاقِ (6)
فـِــداءً لِــدُرَّتِـــهِ (7) الاَنْــصَـــعِ (8)
هُـنَـا لَـبَّـتِ الـرِّيحُ داعي الـنَّـفير (9)
وحَــجَّــتْ الــى الـجُــثَـثِ الـصُـرَّعِ
فَـمَـا اَبْـصَرَتْ مُـبْدِعاً كـ( الحُـسَيْنِ )
يَــخُــطُّ الــحــيَـاةَ بِـــلا اِصـبَــع ِ!
ولا عـــاشِــقــاً كــ( اَبــي فــاضـــلٍ )
يُـجِـيـدُ (10) الــعِــنــاقَ بِــلا اَذْرُعِ !
ولا بــطــلاً مِــثْــلَــمَــا ( عــابِــسٍ )
يَـهُـشُّ (11) اِذَا ســارَ لِـلْـمَــصْــرَعِ !
هُـنـا الـعَـبْــقَــرِيَّــةُ تُــلْـقِــي الـعـنــانَ
وتَــهْــبُــطُ مِــنْ بُــرْجِــهــا الاَرْفَـــعِ
ويَــنْــهــارُ قَــصْـرُ الـخَـيَــالِ المَـهـيـبُ
عــلَــى حِــيــرَةِ الـشــاعِـــرِ الــمُــبْــدِعِ
لَـــعَـــلَّ الـــبُـــطُــولـــةَ فـي زَهْــوِهــا
بِــيَــوْمِـــكَ ، تــأتــي بِـلا بُــرْقُــعِ (12)
فــاَصْــنَــعُ مِـــنْــهــا الــمَــعَـانــي الــتـي
عــلَــى غَــيْــرِ كَــفَّــيْـكَ لَـمْ تُـــصْـنَــعِ !
..........................................
[ أعشاس الملائكة . شعر جاسم الصحيح . ص/ 199 ـ 206 ]
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــ
( شرح كلمات )
(1) الملفع : الملفعة : ما يُتَلَفَّفُ به ويُدارُ الجسمُ كله من ثوب او كساء .
(2) تقاطرَ : جَرَى وسَقَطَ قطرة قطرة .
(3) القِماطَ : بكسر القاف جمع قمط ، الخرقة التي يلف بها المولود .
(4) قلبي المولع : المُحِبُّ المُتَعَلِّق بك .
(5) الخنع : الخاضعين الاذِلاء .
(6) تناثر عقد الرفاق : تساقط متفرِّقاً، والعقد: ما جُعِلَ في العنق من الحِلِي .
(7) الدرّة : اللآلىء العظام .
(8) الاَنصع : الناصع هو الخالص الصافي .
(9) داعي النفير : منادي القيام لقتال العدو.
(10) يجيد : يُحْسِنُ الفعل .
(11) يهش : يُسْرِعُ مُبْتَسِماً للشهادة .
(12) برقع : نقاب تستر به المرأة وجهها .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــ
[ لا تنسوني ووالِدَيّ من خالص دعائكم ]
وآخِرُ دَعْوانا
۞.... أَنِ ٱلۡحَمۡدُ لِلهِ رَبِّ ٱلۡعَالَمِین ۞