خادم مقتدى الصدر
14-12-2007, 08:33 PM
08 / 12 / 2006 http://iraqnusra.qawim.org/images/stories/1206.jpgفجرّ المشهد العراقي بركان كل المتناقضات الفكرية والثقافية والحركيّة والسياسيّة في العراق وفي العالم العربي كما، أنّ تداعيات هذا المشهد وإفرازاته السياسية والأمنية الطويلة المدى جعل الأرض تخرج كل أثقالها وتكشف عن كل العورات التي تلفّ واقعنا السياسي كما الفكري.
ومثلما أماطت الغارة الأمريكية الكبرى على العراق اللثام عن مثقفي المارينز ومنظرّي عصر الإمبراطورية الأمريكية وفقهاء الدبّابة من ليبيراليين جدد وشيوعيين جدد ومستنيرين جدد وحداثيين وما بعد حداثيين فقد أماطت اللثام عن فصيل واسع من الإسلاميين الذين كانوا في السابق يعتبرون أمريكا شيطانا أكبر وإذا بهم يتخندقون في الصفوف الأمامية في المعركة الأمريكوصهيونية على العراق والعالم العربي و الإسلامي.
وقد نجحت الأجهزة الأمنية الأمريكية في إقامة جسور تواصل واختراق معظم الفصائل الإسلامية العراقية -وهذا لا يعني أنّ الفصائل الإسلامية العراقيّة هي وحدها التي أقامت علاقات وطيدة بالإدارة الأمريكية ومؤسساتها الأمنية فهناك فصائل أخرى من دول أخرى مخترقة هي الأخرى أمريكياً-.
ولا يمكن في هذه العجالة إحصاء مفردات الخارطة السياسية والحركيّة الشيعية في العراق ولكن يمكن الإشارة إلى المرجعية الشيعية بزعامة السيستاني باعتبارها إطاراً فقهياً وسياسياً ومرجعياً لشيعة العراق والمجلس الأعلى للثورة الإسلامية في العراق الذي كان يترأسّه محمود الهاشمي الشاهرودي قاضي القضاة اليوم في إيران والذي أعقبه في زعامة هذا المجلس محمد باقر الحكيم وحزب الدعوة الذي كان يتزعمه إبراهيم الجعفري والذي تحولّ إلى حزب دعوات في الواقع لكثرة المنشقين عنه وكل فريق منشّق أسّس فصيلاً في حدّ ذاته ومنظمة العمل الإسلامي التي يتزعمها محمّد تقي المدرسي والتي كانت تتبع فقهياً المرجع محمد الشيرازي الذي كان محاصراً في إيران وتوفيّ فيها. وهناك جماعات صغيرة كجند الإمام الحجّة وحركة العلماء المجاهدين وهناك الشيعة المستقلون الذين كان يمثلّهم مستشار الأمن القومي الحالي موفق الربيعي أو كريم شاهبور الإيراني كما يسميّه خصومه المعارضون.
مبدئياً كل هذه الأطر الإسلامية الحركية وعندما يغوص الباحث في قراءة أدبياتها مثل ثقافة حزب الدعوة الذي يقع في جزئين أو كتيبات المجلس الأعلى للثورة الإسلامية في العراق وغيرها من الكراسات لبقية الأحزاب يكتشف ما يلي:
كانت هذه التيارات تعتبر أمريكا شراً مطلقاً و كفراً بواحاً وعاصمة للكفر العالمي والإباحية السياسيّة, وجزء كبير من هذه الحركات كان مرتبطاً سياسياً وأمنياً بإيران وتحديداً في عهد الخميني ولذلك كان خطابها السياسي هو عينه الخطاب الإيراني في تلك المرحلة حيث أمريكا عدوة الشعوب وعدوة الإسلام وقتالها واجب شرعاً وعرفاً بحكم ما إقترفته وتقترفه في ديار الإسلام.
و لعلّ هذه التيارات الإسلامية الشيعية التي جئنا على ذكرها كانت تختلف حول كل صغيرة وكبيرة حيث لكل فصيل مرجع فقهي معيّن فهذا يقلّد أبا القاسم الخوئي وذاك الخميني وذاك محمد الشيرازي وغيرهم لكنّها كانت مجمعة على أنّ أمريكا لا تريد الخير للشعوب العربية والإسلامية, بل حتى مستشار الأمن القومي العراقي -عجبت لفرخ البطّ يعتلي نخلة ويرقى إلى العلياء وهو وضيع- موفّق الربيعي كتب عشرات المقالات في ذمّ أمريكا عدوة الشعوب وهو الذي استقبل لاحقاً وبضحكة عريضة جي غارنر وبول بريمر وجورج بوش ثمّ مجرم هندوراس قاتل الثوّار في نيكارغوا والهندوراس نيجروبونتي. وقد تبينّ بالدليل القاطع أنّ وكالة الإستخبارات الأمريكية نجحت بشكل مدهش في إقامة جسور تواصل مع كل هذه الفصائل إلاّ ما ندر وقد خمسّت أمريكا جزءاً كبيراً من أموالها المسروقة من العالم العربي والإسلامي لهذه التيارات التي حصلت على دعم كبير, والعجيب أنّ بعضها يتبجح أن أمريكا تدفع نقداً وعداً أي لا حاجة للصكوك والظروف البيضاء المغلقة, وبعض عمائم السوء وصلت إلى العراق على متن الدبابة وهي تحمل أكياساً ملئ بالدولارات.
وكان عبد العزيز الحكيم (الطبطبائي) الذي كان يعتبر الذراع الأيمن لأخيه محمد باقر الحكيم (الطبطبائي) يجول ويصول في إيران عندما كان يقيم فيها فراراً من ملاحقة نظام صدام حسين ويفضح المشاريع الأمريكية بل كان يعتبر في بعض محاضراته أن صدام حسين صنيعة أمريكية وأن أمريكا هي التي حرضت صدام حسين ليعلن الحرب على إيران, ويبدو أن عبد العزيز الحكيم (الطبطبائي) قد تناسى هذه الخطب عندما أصبح على رأس أهم فصيل يسوس العراق, وباتت أمريكا بالنسبة إليه المهدي المنتظر بعد أن كانت الشيطان الأكبر !
وهذا التناقض بين النظرية والتطبيق والمفهوم والمصداق بات ملازماً لهذه التيارات الإسلامية المتأمركة والتي حملت في أدبياتها الفكرية على اليسار العربي والقومية العربيّة والليبيرالية العربية باعتبارها تتميّز بالفجوة الواسعة بين النظرية والتطبيق.
وبعد أن كانت أمريكا عدوة الشعوب أصبحت في عرف الإسلام المتأمرك العراقي مثل النجاشي الذي حمى الدعوة الإسلامية في العهد الإسلامي الأول, وحصل بعض هؤلاء على فتوى تجيز لهم الاستعانة بظالم على ظالم على قاعدة اللهمّ إرم الظالمين بالظالمين وأخرجنا منهم سالمين !
و قد مارس زعماء هذه التيارات الكثير من النفاق والرياء عندما أخفوا على قواعدهم الحزبية الكثير من اللقاءات التي كانت تجري بينهم وبين ضبّاط الاستخبارات الأمريكية في فنادق بريطانيا وباريس والكويت وأمريكا, بل إنّ بعض الضبّاط الأمريكان كان يحلّ ضيفاً على بعض هذه الشخصيات وكانت هذه الشخصيات تبدي إعجابها بالمطبخ العراقي الدسم –الحمد للّه أننا نعيش في أوروبا ونعرف ما كان يجري بالتفاصيل في بيوتات من أصبحوا اليوم صنّاعاً للقرار في العراق أو بالأحرى منفذي القرار الأمريكي في العراق.
وغير هذا التعامل مع أمريكا فإنّ هذه التيارات تنكرّت لأقدس مفردة تمحور حولها خطابها الفكري في مطلقه وهو إقامة دولة إسلامية في العراق تستهدي بهدي القرآن والسنة النبوية وتعاليم أهل البيت عليهم السلام, وحتى المرجعية الشيعية التي يفترض أنّها تنافح عن هذا المبدأ المقدسّ أهملت هذا المحور وبات الجميع وبقدرة قادر في العصر الأمريكي ديموقراطيين تعدديين ركلوا القرآن والسنة وأهل البيت بالنعال التي صممّها لهم الأمريكي.
وعلى هؤلاء أن لا يعتبروا أنفسهم معصومين لأنّ السلطة مفسدة وعندما يكون المرء في المعارضة يتميّز بالطهر السياسي إلى حدّ ما وعندما يصبح في السلطة وتحيط به المتع من كل جانب يتحوّل إلى أطغى من صدّام حسين وساعتئذ عليه أن يتحمل النقد والنقد البنّاء, وأنا متأكد أنّ بعض إسلاميي العراق الذين باتوا نواباً للرئيس ووكلاء وزارة خارجية العراق قد رموا وراءهم دهرياً قول شيخ الفصاحة علي بن أبي طالب رضي الله عنه: "دنياكم هذه عندي كعفطة عنز", وكما قال محمد باقر الصدر في محاضرته عن حبّ الدنيا: "لا تلوموا هارون الرشيد فإنّكم لو وصلتم إلى ما وصل إليه من دور فسيحة وجواري حسان لنسيتم الله كما نساه هارون الرشيد".
لكن هل ما زال إبراهيم الجعفري مثلا يتذكر وصايا محمّد باقر الصدر, إنها الدنيا أقبلت وعصر الغنائم قد أقبل والأبله هو من لا يرتب وضعه ومنصبه لكن لات حين مناص !!!
ومثلما أماطت الغارة الأمريكية الكبرى على العراق اللثام عن مثقفي المارينز ومنظرّي عصر الإمبراطورية الأمريكية وفقهاء الدبّابة من ليبيراليين جدد وشيوعيين جدد ومستنيرين جدد وحداثيين وما بعد حداثيين فقد أماطت اللثام عن فصيل واسع من الإسلاميين الذين كانوا في السابق يعتبرون أمريكا شيطانا أكبر وإذا بهم يتخندقون في الصفوف الأمامية في المعركة الأمريكوصهيونية على العراق والعالم العربي و الإسلامي.
وقد نجحت الأجهزة الأمنية الأمريكية في إقامة جسور تواصل واختراق معظم الفصائل الإسلامية العراقية -وهذا لا يعني أنّ الفصائل الإسلامية العراقيّة هي وحدها التي أقامت علاقات وطيدة بالإدارة الأمريكية ومؤسساتها الأمنية فهناك فصائل أخرى من دول أخرى مخترقة هي الأخرى أمريكياً-.
ولا يمكن في هذه العجالة إحصاء مفردات الخارطة السياسية والحركيّة الشيعية في العراق ولكن يمكن الإشارة إلى المرجعية الشيعية بزعامة السيستاني باعتبارها إطاراً فقهياً وسياسياً ومرجعياً لشيعة العراق والمجلس الأعلى للثورة الإسلامية في العراق الذي كان يترأسّه محمود الهاشمي الشاهرودي قاضي القضاة اليوم في إيران والذي أعقبه في زعامة هذا المجلس محمد باقر الحكيم وحزب الدعوة الذي كان يتزعمه إبراهيم الجعفري والذي تحولّ إلى حزب دعوات في الواقع لكثرة المنشقين عنه وكل فريق منشّق أسّس فصيلاً في حدّ ذاته ومنظمة العمل الإسلامي التي يتزعمها محمّد تقي المدرسي والتي كانت تتبع فقهياً المرجع محمد الشيرازي الذي كان محاصراً في إيران وتوفيّ فيها. وهناك جماعات صغيرة كجند الإمام الحجّة وحركة العلماء المجاهدين وهناك الشيعة المستقلون الذين كان يمثلّهم مستشار الأمن القومي الحالي موفق الربيعي أو كريم شاهبور الإيراني كما يسميّه خصومه المعارضون.
مبدئياً كل هذه الأطر الإسلامية الحركية وعندما يغوص الباحث في قراءة أدبياتها مثل ثقافة حزب الدعوة الذي يقع في جزئين أو كتيبات المجلس الأعلى للثورة الإسلامية في العراق وغيرها من الكراسات لبقية الأحزاب يكتشف ما يلي:
كانت هذه التيارات تعتبر أمريكا شراً مطلقاً و كفراً بواحاً وعاصمة للكفر العالمي والإباحية السياسيّة, وجزء كبير من هذه الحركات كان مرتبطاً سياسياً وأمنياً بإيران وتحديداً في عهد الخميني ولذلك كان خطابها السياسي هو عينه الخطاب الإيراني في تلك المرحلة حيث أمريكا عدوة الشعوب وعدوة الإسلام وقتالها واجب شرعاً وعرفاً بحكم ما إقترفته وتقترفه في ديار الإسلام.
و لعلّ هذه التيارات الإسلامية الشيعية التي جئنا على ذكرها كانت تختلف حول كل صغيرة وكبيرة حيث لكل فصيل مرجع فقهي معيّن فهذا يقلّد أبا القاسم الخوئي وذاك الخميني وذاك محمد الشيرازي وغيرهم لكنّها كانت مجمعة على أنّ أمريكا لا تريد الخير للشعوب العربية والإسلامية, بل حتى مستشار الأمن القومي العراقي -عجبت لفرخ البطّ يعتلي نخلة ويرقى إلى العلياء وهو وضيع- موفّق الربيعي كتب عشرات المقالات في ذمّ أمريكا عدوة الشعوب وهو الذي استقبل لاحقاً وبضحكة عريضة جي غارنر وبول بريمر وجورج بوش ثمّ مجرم هندوراس قاتل الثوّار في نيكارغوا والهندوراس نيجروبونتي. وقد تبينّ بالدليل القاطع أنّ وكالة الإستخبارات الأمريكية نجحت بشكل مدهش في إقامة جسور تواصل مع كل هذه الفصائل إلاّ ما ندر وقد خمسّت أمريكا جزءاً كبيراً من أموالها المسروقة من العالم العربي والإسلامي لهذه التيارات التي حصلت على دعم كبير, والعجيب أنّ بعضها يتبجح أن أمريكا تدفع نقداً وعداً أي لا حاجة للصكوك والظروف البيضاء المغلقة, وبعض عمائم السوء وصلت إلى العراق على متن الدبابة وهي تحمل أكياساً ملئ بالدولارات.
وكان عبد العزيز الحكيم (الطبطبائي) الذي كان يعتبر الذراع الأيمن لأخيه محمد باقر الحكيم (الطبطبائي) يجول ويصول في إيران عندما كان يقيم فيها فراراً من ملاحقة نظام صدام حسين ويفضح المشاريع الأمريكية بل كان يعتبر في بعض محاضراته أن صدام حسين صنيعة أمريكية وأن أمريكا هي التي حرضت صدام حسين ليعلن الحرب على إيران, ويبدو أن عبد العزيز الحكيم (الطبطبائي) قد تناسى هذه الخطب عندما أصبح على رأس أهم فصيل يسوس العراق, وباتت أمريكا بالنسبة إليه المهدي المنتظر بعد أن كانت الشيطان الأكبر !
وهذا التناقض بين النظرية والتطبيق والمفهوم والمصداق بات ملازماً لهذه التيارات الإسلامية المتأمركة والتي حملت في أدبياتها الفكرية على اليسار العربي والقومية العربيّة والليبيرالية العربية باعتبارها تتميّز بالفجوة الواسعة بين النظرية والتطبيق.
وبعد أن كانت أمريكا عدوة الشعوب أصبحت في عرف الإسلام المتأمرك العراقي مثل النجاشي الذي حمى الدعوة الإسلامية في العهد الإسلامي الأول, وحصل بعض هؤلاء على فتوى تجيز لهم الاستعانة بظالم على ظالم على قاعدة اللهمّ إرم الظالمين بالظالمين وأخرجنا منهم سالمين !
و قد مارس زعماء هذه التيارات الكثير من النفاق والرياء عندما أخفوا على قواعدهم الحزبية الكثير من اللقاءات التي كانت تجري بينهم وبين ضبّاط الاستخبارات الأمريكية في فنادق بريطانيا وباريس والكويت وأمريكا, بل إنّ بعض الضبّاط الأمريكان كان يحلّ ضيفاً على بعض هذه الشخصيات وكانت هذه الشخصيات تبدي إعجابها بالمطبخ العراقي الدسم –الحمد للّه أننا نعيش في أوروبا ونعرف ما كان يجري بالتفاصيل في بيوتات من أصبحوا اليوم صنّاعاً للقرار في العراق أو بالأحرى منفذي القرار الأمريكي في العراق.
وغير هذا التعامل مع أمريكا فإنّ هذه التيارات تنكرّت لأقدس مفردة تمحور حولها خطابها الفكري في مطلقه وهو إقامة دولة إسلامية في العراق تستهدي بهدي القرآن والسنة النبوية وتعاليم أهل البيت عليهم السلام, وحتى المرجعية الشيعية التي يفترض أنّها تنافح عن هذا المبدأ المقدسّ أهملت هذا المحور وبات الجميع وبقدرة قادر في العصر الأمريكي ديموقراطيين تعدديين ركلوا القرآن والسنة وأهل البيت بالنعال التي صممّها لهم الأمريكي.
وعلى هؤلاء أن لا يعتبروا أنفسهم معصومين لأنّ السلطة مفسدة وعندما يكون المرء في المعارضة يتميّز بالطهر السياسي إلى حدّ ما وعندما يصبح في السلطة وتحيط به المتع من كل جانب يتحوّل إلى أطغى من صدّام حسين وساعتئذ عليه أن يتحمل النقد والنقد البنّاء, وأنا متأكد أنّ بعض إسلاميي العراق الذين باتوا نواباً للرئيس ووكلاء وزارة خارجية العراق قد رموا وراءهم دهرياً قول شيخ الفصاحة علي بن أبي طالب رضي الله عنه: "دنياكم هذه عندي كعفطة عنز", وكما قال محمد باقر الصدر في محاضرته عن حبّ الدنيا: "لا تلوموا هارون الرشيد فإنّكم لو وصلتم إلى ما وصل إليه من دور فسيحة وجواري حسان لنسيتم الله كما نساه هارون الرشيد".
لكن هل ما زال إبراهيم الجعفري مثلا يتذكر وصايا محمّد باقر الصدر, إنها الدنيا أقبلت وعصر الغنائم قد أقبل والأبله هو من لا يرتب وضعه ومنصبه لكن لات حين مناص !!!