المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : واقعة الجمل.. طمع وخيانة قادا إلى مواجهة دامية!


صدى المهدي
18-12-2024, 11:32 AM
https://forums.alkafeel.net/filedata/fetch?id=1029741&d=1734503353​
قصة تروي كيف تحول المبايعون إلى ناكثين، وكيف تبدلت المواقف حين لاحت في الأفق مطامع السلطة والولاية.
طمع المنصب وبداية النكث:
بعد مقتل عثمان بن عفان، تجمع المسلمون في المدينة المنورة لمبايعة الإمام أمير المؤمنين علي (عليه السلام).
كان من بين المبايعين طلحة بن عبيد الله والزبير بن العوام، اللذان سرعان ما كشفا عن طمعهما في المناصب.
تقدما للإمام (عليه السلام) يطلبان الولاية، فكان رده حازماً وواضحاً: "إني لا أشرك في أمانتي إلا من أرضى بدينه وأمانته من أصحابي".
من المدينة إلى مكة.. رحلة النكث:
حين خاب أملهما في نيل المناصب، دب اليأس في نفسيهما. استأذنا الإمام بحجة العمرة، لكن وجهتهم الحقيقية كانت مختلفة تماماً.
توجها إلى مكة، حيث التقيا بعائشة، التي كانت من أشد المحرضين على قتل عثمان. كانت عباراتها مشهورة ومدوية: "اقتلوا نعثلاً.. قتل الله نعثلاً.. لقد غير سنة رسول الله".
مسار الخيانة.. من مكة إلى البصرة:
خرج الثلاثة من مكة متجهين نحو الشام، لكن مصادفة غيرت مسار التاريخ. في الطريق، التقوا بعبد الله بن عامر، عامل عثمان السابق على البصرة، الذي أقنعهم بالتوجه إلى البصرة بدلاً من الشام، مشيراً إلى ما فيها من موارد وقوة عسكرية.
المواجهة الدامية:
في البصرة، واجههم عثمان بن حنيف، والي الإمام علي (عليه السلام)، في معركة انتهت بأسره وإهانته. حين بلغ الخبر الإمام علياً (عليه السلام)، جهز جيشه وتوجه نحو البصرة. حاول الإمام درء الفتنة ومناشدة طلحة والزبير، لكن الطمع والخيانة كانا أقوى من صوت الحق.
حصاد الدم:
اندلعت المعركة بعنف، لتحصد أرواح ستة عشر ألفاً وسبعمائة وسبعين رجلاً من أصحاب الجمل، وأربعة آلاف من أصحاب أمير المؤمنين (عليه السلام). انتهت المعركة بانكسار جيش أصحاب الجمل.
العدل حتى مع الناكثين:
رغم مرارة النكث والخيانة، أظهر الإمام علي (عليه السلام) سماحة الإسلام وعدله. أمر محمد بن أبي بكر بإنزال عائشة في دار آمنة بنت الحارث، وأمر بإعادتها إلى المدينة بأمان.
ثم عاد (عليه السلام) إلى الكوفة، تاركاً درساً في العدل حتى مع المخالفين.
أعداد القتلى:
قُتل في معركة الجمل من جيش الإمام عليّ (عليه السلام) خمسة آلاف‏) تاريخ الطبري: 4/539، العقد الفريد: 3/324، الكامل في التاريخ: 2/346، مروج الذهب: 2/360، البداية والنهاية: 7/245).
وتُجمع النصوص التاريخيّة كلّها على هذا العدد بدون أدنى اختلاف.
ولكن هناك اختلاف كبير بين هذه النصوص حول عدد قتلى جيش الجمل بحيث لا يمكن التعويل كثيراً على أيّ منها.
فقد ذكرت بعض الأخبار التاريخيّة أنّ عدد من قُتل منهم عشرون ألفاً (العقد الفريد:3/324.)، بينما جاء في أخبار اُخرى أنّه قُتل منهم ثلاثة عشر ألفاً (تاريخ الطبري: 4/539.)، وعلى خبرٍ آخر عشرة آلاف‏ (تاريخ الطبري: 4/539، الكامل في التاريخ: 2/346، البداية والنهاية: 7/245.(، أو خمسة آلاف‏( مروج الذهب: 2/360.).
وجاء في نقل سيف بن عمر أنّه قُتل منهم خمسة آلاف، وهو-في العادة-ينقل الأخبار الكاذبة، أو يختلقها من عنده.
وما ذُكر من أنّ عدد قتلى أصحاب الجمل كان عشرة آلاف، وإن لم يأتِ في مصادر تاريخيّة كثيرة، إلإّ أنّ نبوءة الإمام عليّ (عليه السلام) في عدد قتلاهم تؤيّد هذا المعنى.
فقد قال لمّا بلغه خروج عائشة:
))وقد ـ واللَّه - علمتُ أنّها الراكبة الجمل لا تحلّ عقدةً ولا تسير عقبةً ولا تنزل منزلاً إلّا إلى معصية؛ حتى تُورد نفسها ومن معها مورداً يُقتل ثلثهم، ويهرب ثلثهم، ويرجع ثلثهم))‏ (الإرشاد: 1/246.).
وبما أنّ عدد أصحاب الجمل كان ثلاثين ألفاً فيجب أن يكون عدد قتلاهم عشرة آلاف.
وذكر الشيخ المفيد في كتاب الجمل أنّ مجموع القتلى بلغ خمسةً وعشرين ألفاً، فإذا نقص منها خمسة آلاف ممّن قتلوا في جيش الإمام يبقى العدد عشرون ألفاً، وهذا يؤيّد النصّ الوارد في أنّ عدد من قُتل منهم عشرون ألفاً.
وواصل الشيخ المفيد يقول: وروى عبد اللَّه بن الزبير رواية شاذّة أنّهم كانوا خمسة عشر ألفاً. قيل: ويوشك أن يكون قول ابن الزبير أثبت. ولكنّ القول بذلك باطل؛ لبعده عن جميع ما قاله أهل العلم به‏( الجمل: 419.).
وكلام اُمّ ‏أفعى مع عائشة-الذي ورد في عيون الأخبار- يؤيّد صحّة هذا القول.
على أنّه ذكرت بعض المصادر أنّ مجموع قتلى الفريقين كان ثلاثين ألفاً (تاريخ اليعقوبي: 2/183؛ تاريخ الإسلام للذهبي: 3/484.)، فيما ذكرت اُخرى أنّه كان عشرين ألفاً(أنساب الأشراف: 3/59.).
وفي عيون الأخبار: دخلت اُمّ ‏أفعى العبديّة على عائشة [بعد وقعة الجمل‏] فقالت: يا اُمّ‏المؤمنين، ما تقولين في امرأة قتلت ابناً لها صغيراً؟ قالت: وَجَبَت لها النار. قالت: فما تقولين في امرأة قتلت من أولادها الأكابر عشرين ألفاً؟ قالت: خذوا بيد عدوّة اللَّه(عيون الأخبار لابن قتيبة: 1/202، العقد الفريد: 3/328 وفيه «اُمّ‏ أوفى العبديّة» وراجع أنساب الأشراف.
مركز الأبحاث العقائدية

وهج الإيمان
18-12-2024, 11:17 PM
جزاكم الله خيرا على الموضوع القيم
علي مع الحق والحق معه