المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : [ قصيدة أين القصور أبا يزيد ولهوها ؟ ]


محمد علي 92
07-03-2025, 11:28 PM
[ قصيدة أين القصور أبا يزيد ولهوها ؟ ]

يصور الشاعر حرم الإمام علي أمير المؤمنين عليه السلام ، وما شاء له المهيمن من العزة والرفعة ، وما شاء لخصمه العنيد (معاوية) من المهانة والضعة ، والعاقبة للمتقين .

( 41 بيت )

أين القصور أبا يزيدَ ولَـهوُها
والصافِنات وزَهوها والسؤدَدُ

[ الصافنات :*الخيل ]
[ سُؤْدَد : عِظَم ، مجد ، سيادة ، شرف ، قدرٌ رفيع ، كرم المنصب ]

أين الدهاءُ نَحَرتَ عِزَّتَـهُ على
أعتابِ دنياً زهوها لا يَنـفَدُ

آثَرتَ فانيها على الحقِ الذي
هُوَ لو عَلِمتَ على الزمانِ مُخَـلَّدُ

تلكَ البهارجُ قد مَضَت لِسبيلِـها
وبَقيتَ وَحدَكَ عِـبرةً تَـتَجَـدَّدُ

هذا ضريحـكَ لو بَصُرتَ بِـبؤسِهِ
لأسال مدمعكَ المصير الأسودُ

كُـتَلٌ مِنَ التُّربِ المَهينِ بخِربةٍ
سَكِرَ الذبابُ بِـها فَراحَ يُعَربِدُ

[ بخِربةٍ*: موضعُ*الخَراب ]

خَفِـيَت مَعالِمها على زوَّارِها
فكأنَّـها في مَجهَلٍ لا يُقصَدُ

والقُـبَّة الشمّاءُ نُكِّسَ طَرفُها
فَبِكُـلِّ جزءٍ للفَناءِ بِـها يَدُ

تهمي السحائب من خلال شقوقها
والريح في جنباتِـها تَـتَرَدَّدُ

وكذا المُصَلَّى مُظلِـمٌ فَكَـأنَّـهُ
مُذ كانَ لَـمْ يَجـتَز بِـهِ مُتَعَـبِّدُ

أأبا يزيدَ وتلكَ حكمةُ خالقٍ
تَجَلّى على قلبِ الحكيمِ فَـيُرشِدُ

أرأيتَ عاقبةَ الجموحِ ونَـزوةٍ
أودى بِـلُـبِّكَ غّـيُّـها المُـتَرَصِّدُ

تعدوا بها ظلماً على مَنْ حُـبُّـهُ
دِينٌ وبُغضَتُهُ الشقاءُ السَرمَدُ

وَرِثَتْ شَمائِلُـهُ براءة أحمدٍ
فَـيكادُ مِنْ بُردَيهِ يُشرِقُ أحمدُ

وغلوتَ حتى قد جَعلتَ زِمامَها
إرثاً لِـكُـلِّ مُدمِمٍ لا يُحمَدُ

هَتَكَ المحارم واستباح خدورَها
ومَضى بِغَـيرِ هواهُ لا يَـتقَـيَّدُ

فأعادها بَعدَ الهدى عَصَبيةً
جهلاءَ تَلـتَهِمُ النفوسَ وتُفسِدُ

فَـكَـأنَّـما الإسلامُ سِلعةُ تاجرٍ
وكأنَّ أمَّـتُـهُ لآلِكَ أعـبَدُ

فَاسأَلْ مَرابضَ كربلاءَ ويَثربَ
عَن تِـلكِمُ النارَ التي لا تُخمَدُ

أرسلت مارجها فماج بحره
أمس الجدود ولن يجّنبها غدُ

والزاكياتُ مِنَ الدماءِ يُريقُـها
باغٍ على حَـرَمِ النُّـبُـوَّةِ مُفسِدُ

والطاهراتُ فَدَيتُهُنَّ حواسراً
تَـنثالُ مِن عَـبَراتِـهِنَّ الأكبدُ

والطيبينَ مِنَ الصغارِ كأنَّـهُمْ
بـِيضُ الزنابقِ ذِيدَ عَـنها المَـوردُ

تشكو الظما والظالمون
أصمَّـهُم
حِقدٌ أناخَ على الجوانِحِ موقدُ

والذائدينَ تَـبَعـثَـرَتْ أشلاؤهُم
بَدوا فَـثَمَّةَ مِعصَمٌ وهُـنا يَدُ

تطأ السنابك بالظغاة أديمها
مِثلُ الكتابِ مشى عليهِ المُلحِدُ

[ السنابك : مفردها السُّنـبُكُ : طرفُ الحافِر ]

فَـعَلى الرمالِ مِن الأباةِ مُضَرَّجٌ
وعلى النِياقِ مِن الهداةِ مُصَفَّدُ

وعلى الرماح بَـقِـيَّةٌ مِنْ عابدٍ
كالشمسِ ضاءَ بِـهِ الصفا والمسجدُ

إنْ يجهل الأثماء موضعَ قدرِهِ
فَـلَـقَد دَراهُ الراكعونَ السُّجَّدُ

أأبا يزيدَ وساءَ ذلكَ عَـثرةً
ماذا أقولُ وبابُ سَمعِكَ مُوصَدُ

قُمْ وارمُقِ النَجَفَ الشريفَ بِـنَظرةٍ
يَـرتَدُّ طَرفُكَ وهو باكٍ أرمَدُ

تلكَ العظامُ أعَـزَّ ربَّـكَ قَدرَها
فَـتَكَـاد لولا خوفُ ربِّكَ تُـعـبَدُ

أبَداً تُـباركُـها الوفودُ يَحُـثُّها
مِنْ كُـلِّ حَدبٍ شَوقُـها المُـتَوَقِّدُ

نازعـتَها الدنيا فَـفُزتَ بِـوُردِها
ثُـمَّ انقضى كالحُلْمِ ذاكَ المَورِدُ

وسَعَت إلى الأخرى فخُـلِّدَ ذِكرُها
في الخالدين وعَطفُ ربِّكَ أخلَـدُ

أأبا يزيدَ لِـتلكَ آهَـةُ موجِعٍ
أفضى إلَيكَ بِـها فؤادٌ مُقصدُ

أنا لستُ بالقالي ولا أنا شامتٌ
قلبُ الكريمِ عَنِ الشماتةِ أبعدُ

هِيَ مُهجَـةٌ حَـرَّى أذابَ شفافها
حزنٌ على الإسلامِ لَـمْ يَكُ يهمدُ

ذكرتها الماضي فهاجَ دفينُـها
شملٌ لشعبِ المصطفى مُتَـبَدِّدُ

فَبَعَـثتُهُ عَـتَباً وإنْ يَكُ قاسِياً
هُوَ في ضلوعي زَفرةً يَـتَرَدَّدُ

لَـمْ استَطِع صبراً على غَـلوائها
أيُّ الضلوعِ على اللظى تَـتَجَلَّدُ

[ اللَّظَى :*لهبُ النار الخالص لا دُخانَ فيه. ]
[ تَـتَجَلَّـدُ : تَـتَـحـمَّل . ]

// الشاعر محمد المجذوب ـ سوريا //

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــ

[ لا تنسوني ووالِدَيّ من خالص دعائكم ]

وآخِـرُ دَعْـوانـا
۞.... أَنِ ٱلۡحَمۡدُ لِلهِ رَبِّ ٱلۡعَالَمِین ۞