أبو شهاب
18-12-2007, 02:22 AM
الشيعـة فيباكستـان
الباكستان من دول آسيا، تحيط بها دول أفغانستان وايران والهند، وعاصمتها إسلامآباد، يبلغ عدد سكانها أكثر من 150 مليون نسمة وحكومتها جمهورية اسلامية، ولغاتأهلها هي الاوردية والبنجاب والسندية والباشتو والبلوش، أما اللغة الرسمية فهيالانجليزية. ومعنى الباكستان هو (الارض الطاهرة) اشارة الى طهارتها من الهندوس وذلكعند انفصالها عن الهند عام 1947م وكانت يومئذ أحد الأقاليم الهندية.
تبلغ نسبة المسلمين في الباكستان 97% والباقي من الهندوس والمسيح والبوذيين وقليلمن السيخ والشيوعية، وأغلب المسلمين من أهل السنّة ونسبتهم 74% من اتباع المذهبالحنفي (بريلونان) والباقي من الشيعة، والمتفحص لاوضاع المسلمين في هذا البلد يجدأغلب المذاهب والطرق، فمن المذاهب الحنفيّة والمالكية والشافعية والشيعة والزيديةوالاسماعيلية، وأما الطرق فالنقشبنديّة والقاديانية والقادريّة والميرزائيّةوالبريلويّة وجكرالوي والبهرة الاسماعيلية والبهرة الاصولية والنوربخشيّة وغيرها.
يشكل الشيعة في هذا البلد نسبة الربع تقريباً من العدد الكلي للسكان وينتشرون في كلمناطق البلاد مثل لاهور ومولتان وجهنك وفيصل آباد وكراچي واسلام آباد وحيدر آبادوجكوال وراولبندي، وأن الاكثرية الذين يقنطون شمال البلاد هم من الشيعة حيث تبلغنسبتهم في بالتستان وكَلكَت 80%. تجدر الاشارة الى قدم التشيع في الباكستان فيؤرخمنذ القرن الثامن الهجري وانتشر على ايدي العلماء وكان من اشهرهم نور الله التستريوالسيد علي خان كبير صاحب كتاب (رياض السالكين).
وبالرغم من ان نسبة الشيعة في الباكستان هي الربع، إلا أن النفس الشيعي له أثر كبيرفي الحركة السياسية والثقافية الباكستانية. فقد كانت فلسفة النهضة الحسينية مترسخةفي فكر الشاعر الكبير والفيلسوف الإسلامي السني المذهب محمد اقبال لاهوري ـ المخططالروحي لاستقلال الباكستان من الهند ـ وكان شديد التعلق بأهل البيت (عليهم السلام) ويشهد بذلك قصيدته المشهورة في مدح الزهراء (عليها السلام)، ويذكر أنّ الاموال التيبذلها الشيعة يوم ذاك كان لها الأثر الكبير في الاستقلال وهذا الامر مشهورٌ معروففي تاريخ الباكستان.
وللشيعة دور واضح ومؤثر على جميع الاصعدة في هذا البلد فعلى الصعيد السياسي نجد أنبعض رؤساء الجمهورية كانوا من الشيعة واشهرهم مؤسس الدولة الباكستانية محمد عليجناح وكذلك الاسكندر ميرزا صدر بالاضافة الى الكثير من الوزراء وجنرالات الجيش.
كما يعتبر النشاط الثقافي الشيعي في الباكستان جيد، حيث تصدر الكثير من الصحفوالمجلات والنشرات التي تحمل ولاء أهل البيت (عليهم السلام) مثل الثقلين والمنتظروالامام الحسين والتحريك والمعصوم ووحدت والصادق والسراج والاخبار والعارف والمشرقورضاكار وغيرها.
ويوجد في الباكستان العديد من العلماء والمثقفين الشيعة صدرت عنهم كتب قيّمة علىالمستويين الديني والثقافي، وهناك المئات من المدارس الدينية التي يدرس فيها طلبةالعلوم الدينية الذين يربوا عددهم على الآلاف هذا الى جانب الالاف الذين يدرسون فيالخارج كإيران والعراق وسوريا.
كما أن النشاط الاجتماعي لهم فعّال وبارز، فقد عمل الشيعة على بناء المدارسوالمراكز الخدمية والمساجد والحسينيات، والجدير بالذكر ان لشيعة الباكستان نظام خاصفي تنظيم الخمس فقد انشأوا له جمعية يشرف عليها وكلاء المراجع، ومن خلالها يتمتعمير المساجد والحسينيات وتعليم الطلبة وسد حاجة الفقراء والمعوزين، وقد كان لهذهالجمعية دور كبير في قضية المهاجرين من كشمير حيث استطاعت الباكستان ان تستوعب كلهؤلاء المهاجرين وتعطي كل شخص جميع ما كان يملك في بلده خلال فترة ثلاثة اشهر وذلكبفضل هذه الطريقة لجمع الخمس.
اما الوضع الديني فيعرف من خلال تمسك الباكستانيين القوي والعميق بمعتقداتهم بكافةطبقاتهم، ففي كل مكان من هذا البلد سواء كان مدينة أم كان قرية إلا وفيه مسجداًوحسينية للشيعة تقام فيها المناسبات الإسلامية والمذهبية وبالخصوص في أيام عاشوراء،حيث يقيم الشيعة مراسم عظيمة يندر وجودها في اغلب المناطق الشيعية من العالم حيثيستعد الشيعة طوال السنة لإحياء هذه المناسبة، وليس هذا الامر خاص بالشيعة فقط بلأن اغلب أهل السنة يحيون هذه المراسم حتى على مستوى الحكومة حيث تعطّل الدولة يومالتاسع والعاشر من محرم وتبث برامج خاصة في الاذاعة والتلفزيون.
ولشيعة الباكستان مزارات كثيرة في هذا البلد منها مزار الامام علي (عليه السلام) فيپاراجنار وآخر يقال انه لأخت أبي الفضل العباس.
تشهد الباكستان في الوقت الحاضر حركة كبيرة للاستبصار واعتناق مذهب أهل البيت (عليهم السلام) وقد انتشرت كتب المستبصرين هناك بشكل ملحوظ، ومن أهم أسباب هذاالتوجه، هو اتضاح حقانية هذا المذهب وذلك من خلال المناظرات التي تقام بين السنةوالشيعة وكذلك التبليغ الذي يبحث الناس على اتباع الادلة الصحيحة وكذلك المجالسالحسينية التي ينجذب لها الشعب الباكستاني بكل أصنافه وبالخصوص قضية مظلوميةالزهراء (عليها السلام)، بالاضافة الى الاثر السلبي للحركة المعادية للمذهب الشيعيحيث أخذ الناس يبحثون حول الحقائق بعد ان انتشرت الكثير من الشبهات حول مذهب اهلالبيت (عليهم السلام).
منقول
الباكستان من دول آسيا، تحيط بها دول أفغانستان وايران والهند، وعاصمتها إسلامآباد، يبلغ عدد سكانها أكثر من 150 مليون نسمة وحكومتها جمهورية اسلامية، ولغاتأهلها هي الاوردية والبنجاب والسندية والباشتو والبلوش، أما اللغة الرسمية فهيالانجليزية. ومعنى الباكستان هو (الارض الطاهرة) اشارة الى طهارتها من الهندوس وذلكعند انفصالها عن الهند عام 1947م وكانت يومئذ أحد الأقاليم الهندية.
تبلغ نسبة المسلمين في الباكستان 97% والباقي من الهندوس والمسيح والبوذيين وقليلمن السيخ والشيوعية، وأغلب المسلمين من أهل السنّة ونسبتهم 74% من اتباع المذهبالحنفي (بريلونان) والباقي من الشيعة، والمتفحص لاوضاع المسلمين في هذا البلد يجدأغلب المذاهب والطرق، فمن المذاهب الحنفيّة والمالكية والشافعية والشيعة والزيديةوالاسماعيلية، وأما الطرق فالنقشبنديّة والقاديانية والقادريّة والميرزائيّةوالبريلويّة وجكرالوي والبهرة الاسماعيلية والبهرة الاصولية والنوربخشيّة وغيرها.
يشكل الشيعة في هذا البلد نسبة الربع تقريباً من العدد الكلي للسكان وينتشرون في كلمناطق البلاد مثل لاهور ومولتان وجهنك وفيصل آباد وكراچي واسلام آباد وحيدر آبادوجكوال وراولبندي، وأن الاكثرية الذين يقنطون شمال البلاد هم من الشيعة حيث تبلغنسبتهم في بالتستان وكَلكَت 80%. تجدر الاشارة الى قدم التشيع في الباكستان فيؤرخمنذ القرن الثامن الهجري وانتشر على ايدي العلماء وكان من اشهرهم نور الله التستريوالسيد علي خان كبير صاحب كتاب (رياض السالكين).
وبالرغم من ان نسبة الشيعة في الباكستان هي الربع، إلا أن النفس الشيعي له أثر كبيرفي الحركة السياسية والثقافية الباكستانية. فقد كانت فلسفة النهضة الحسينية مترسخةفي فكر الشاعر الكبير والفيلسوف الإسلامي السني المذهب محمد اقبال لاهوري ـ المخططالروحي لاستقلال الباكستان من الهند ـ وكان شديد التعلق بأهل البيت (عليهم السلام) ويشهد بذلك قصيدته المشهورة في مدح الزهراء (عليها السلام)، ويذكر أنّ الاموال التيبذلها الشيعة يوم ذاك كان لها الأثر الكبير في الاستقلال وهذا الامر مشهورٌ معروففي تاريخ الباكستان.
وللشيعة دور واضح ومؤثر على جميع الاصعدة في هذا البلد فعلى الصعيد السياسي نجد أنبعض رؤساء الجمهورية كانوا من الشيعة واشهرهم مؤسس الدولة الباكستانية محمد عليجناح وكذلك الاسكندر ميرزا صدر بالاضافة الى الكثير من الوزراء وجنرالات الجيش.
كما يعتبر النشاط الثقافي الشيعي في الباكستان جيد، حيث تصدر الكثير من الصحفوالمجلات والنشرات التي تحمل ولاء أهل البيت (عليهم السلام) مثل الثقلين والمنتظروالامام الحسين والتحريك والمعصوم ووحدت والصادق والسراج والاخبار والعارف والمشرقورضاكار وغيرها.
ويوجد في الباكستان العديد من العلماء والمثقفين الشيعة صدرت عنهم كتب قيّمة علىالمستويين الديني والثقافي، وهناك المئات من المدارس الدينية التي يدرس فيها طلبةالعلوم الدينية الذين يربوا عددهم على الآلاف هذا الى جانب الالاف الذين يدرسون فيالخارج كإيران والعراق وسوريا.
كما أن النشاط الاجتماعي لهم فعّال وبارز، فقد عمل الشيعة على بناء المدارسوالمراكز الخدمية والمساجد والحسينيات، والجدير بالذكر ان لشيعة الباكستان نظام خاصفي تنظيم الخمس فقد انشأوا له جمعية يشرف عليها وكلاء المراجع، ومن خلالها يتمتعمير المساجد والحسينيات وتعليم الطلبة وسد حاجة الفقراء والمعوزين، وقد كان لهذهالجمعية دور كبير في قضية المهاجرين من كشمير حيث استطاعت الباكستان ان تستوعب كلهؤلاء المهاجرين وتعطي كل شخص جميع ما كان يملك في بلده خلال فترة ثلاثة اشهر وذلكبفضل هذه الطريقة لجمع الخمس.
اما الوضع الديني فيعرف من خلال تمسك الباكستانيين القوي والعميق بمعتقداتهم بكافةطبقاتهم، ففي كل مكان من هذا البلد سواء كان مدينة أم كان قرية إلا وفيه مسجداًوحسينية للشيعة تقام فيها المناسبات الإسلامية والمذهبية وبالخصوص في أيام عاشوراء،حيث يقيم الشيعة مراسم عظيمة يندر وجودها في اغلب المناطق الشيعية من العالم حيثيستعد الشيعة طوال السنة لإحياء هذه المناسبة، وليس هذا الامر خاص بالشيعة فقط بلأن اغلب أهل السنة يحيون هذه المراسم حتى على مستوى الحكومة حيث تعطّل الدولة يومالتاسع والعاشر من محرم وتبث برامج خاصة في الاذاعة والتلفزيون.
ولشيعة الباكستان مزارات كثيرة في هذا البلد منها مزار الامام علي (عليه السلام) فيپاراجنار وآخر يقال انه لأخت أبي الفضل العباس.
تشهد الباكستان في الوقت الحاضر حركة كبيرة للاستبصار واعتناق مذهب أهل البيت (عليهم السلام) وقد انتشرت كتب المستبصرين هناك بشكل ملحوظ، ومن أهم أسباب هذاالتوجه، هو اتضاح حقانية هذا المذهب وذلك من خلال المناظرات التي تقام بين السنةوالشيعة وكذلك التبليغ الذي يبحث الناس على اتباع الادلة الصحيحة وكذلك المجالسالحسينية التي ينجذب لها الشعب الباكستاني بكل أصنافه وبالخصوص قضية مظلوميةالزهراء (عليها السلام)، بالاضافة الى الاثر السلبي للحركة المعادية للمذهب الشيعيحيث أخذ الناس يبحثون حول الحقائق بعد ان انتشرت الكثير من الشبهات حول مذهب اهلالبيت (عليهم السلام).
منقول