المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : @@*****عظمة الغدير******@@


سلام امين تامول
20-12-2007, 04:23 PM
عظمة الغدير
لخطبة الغدير مكانة خاصة في السنة النبوية الشريفة، نظراً لما حَوَته من مضامين وما رافَقَ الحدث من أجواء خاصة.
مقاصد النبى (صلى الله عليه وآله) فى خطبة الغدير
وتتلخص أهم مقاصد النبي (صلى الله عليه وآله) في خطبة الغدير بالأمور التالية:
1. ضمان استمرار خط النبوة وعدم ضياع ثمرات أتعاب النبي (صلى الله عليه وآله)خلال ثلاث وعشرين عاماً في إبلاغ الرسالة الإلهية وإنشاء الأمة وجهاد أعدائها. وذلك بتعيين من يتولى حمل الأمانة وإدامة المسيرة النبوية.
2. بيان النبي (صلى الله عليه وآله) للأمة أن مسؤولية حفظ الإسلام وأمته تقع على عاتق خلفاء النبوة الذين اختارهم الله تعالى، والذين لهم الكفاءة التامة لأداء مهمَّتهم.
3. تعيين الخليفة تعييناً رسمياً على سنة الله في أنبيائه (عليهم السلام)، وسنة الأمم الراقية في تعيين خليفة قائدها.





4. رسم المنهج السياسى للمسملين إلى يوم القيامة.
5. اتمام الحجة على المخالفين، المقصرين منهم والمعاندين.
هذه الأهداف السامية والمقاصد العالية هي التي أعطت يوم الغدير بُعده الخالد، وجعلته حادثة فريدة في تاريخ الإسلام. ومن أجل هذا كان تأكيد النبي (صلى الله عليه وآله) عليه كبيراً، وكما قال الإمام الباقر (عليه السلام): "لم يناد بشىء ما نودى بالولاية يوم الغدير".(1)
شريط أحداث يوم الغدير العظيم
يمكن تصوير عظمة يوم الغدير من مجموع رواياته بما يلي:
1. اقترن إبلاغ النبي (صلى الله عليه وآله) للأمة ولاية علي (عليه السلام) بظروف ومميزات خاصة، مثل الاجتماع الكبير، والأسلوب الخاص في البيان، والمنبر الخاص الذي تفرَّدت به هذه الواقعة التاريخية، وأنها تزامنت مع وداع النبي (صلى الله عليه وآله) لأمته. وهي خصوصيات فريدة تدل على حرص النبي (صلى الله عليه وآله) على تحصين الإسلام به من أي تحريف داخلى أو عدوان خارجى.
2. لم يطرح النبي (صلى الله عليه وآله) قضية الإمامة في يوم الغدير وبعده بصورة توجيهات ونصيحة، بل بصورة حكم الهى وأمر نبوى، ولذلك اقترن إعلانها بأخذ البيعة لعلي (عليه السلام) من جميع المسلمين.
3. تميَّز إعلان الغدير بظرفه الجغرافى في ملتقى الطرق في الجحفة قبل أن يتفرق المسلمون في طريق عودتهم إلى أوطانهم، وبالصيف الحار الذي كان في تلك الأيام الثلاثة في تلك الصحراء الملتهبة.
____________
1- أصول الكافى: ج 2 ص 21 ح 8.






4. الظرف الزمانى لبيعة الغدير ووقوعها في موسم الحج الذي هو أعظم تجمع جماهيري للمسلمين.
5. إعلان النبي (صلى الله عليه وآله) فيها عن قرب رحيله، فإنه (صلى الله عليه وآله) رحل من هذه الدنيا بعد سبعين يوماً من إلقائه هذه الخطبة.
6. نزول الخطاب الإلهي الخاص للنبي (صلى الله عليه وآله) بهذا الأمر: (يا أيها الرسول بلغ ما أنزل اليك من ربك وان لم تفعل فما بلغت رسالته والله يعصمك من الناس)،(1) وهو خطاب يختلف عن سائر الخطابات الإلهية للرسول (صلى الله عليه وآله).
7. ضمن إبلاغ هذا الحكم الإلهي أبدى النبي (صلى الله عليه وآله) توجُّسه وخوفه من مؤامرات المنافقين في تلك المرحلة، وتأكيده على أن هذه البيعة هي الضمان لمستقبل الأمة الإسلامية.
8. رافق إعلان النبي (صلى الله عليه وآله) لإمامة علي والعترة (عليهم السلام)، الوعد الإلهي بعصمته وحفظه من كيد الأعداء المعترضين. وهما ضمان وعصمة لا نجدهما طيلة عمر النبي (صلى الله عليه وآله) وتبليغه الرسالة!
9. تميَّزت خطبة الغدير وبيعة الغدير بمفاهيم سامية ومعان عميقة في مقام الولاية للعترة النبوية الطاهرة (عليهم السلام).
10. تميَّزت بيعة الغدير بمراسمها الخاصة قبل الخطبة وبعدها، مثل إهداء النبي (صلى الله عليه وآله) لعلي (عليه السلام) عمامته الخاصة، وأمره المسلمين بتهنئته وبيعته.
11. تميَّز يوم الغدير بنزول الخطاب الإلهي الخاص بعد بيعة الأمة لعلي (عليه السلام): (اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتى ورضيت لكم الاسلام ديناً)،(2) وهو خطاب لا مثيل له في الخطابات الإلهية السابقة.
____________
1- سورة المائدة: الآية 67.
2- سورة المائدة: الآية 3.





12. تميَّزت بيعة الغدير باهتمام خاص من أهل البيت (عليهم السلام) وشيعتهم في كل الأجيال. فقد صعد المنبر أميرالمؤمنين (عليه السلام) في خلافته وطلب من الصحابة أن يؤدوا شهادتهم في بيعة الغدير، ليعرف ذلك المسلمون الذين لم يحضروها.(1) وكذلك الصديقة فاطمة الزهراء (عليها السلام) حيث قالت: "ما علمت أن رسـول الله (صلى الله عليه وآله) ترك يوم الغديـر لأحد حجـة ولا لقائل مقالا"(2)، وكذلك بقية الأئمة المعصومين (عليهم السلام).
كما اهتم علماء مذهب أهل البيت (عليهم السلام) برواية هذه الواقعة ونشرها والتأليف فيها بصورة مفصلة، لأنها تمثِّل محور العقيدة بالامامة، وتجسِّد وفاء الأمة لنبيها فى أهل بيته.
13. ومن مميزات حديث الغدير كثرة أسناده من الصحابة والتابعين، وأن كبار الحفاظ والعلماء ألفوا في أسانيده وأثبتوا تواتر أحاديثه، على اختلاف مذاهبهم ومشاربهم!
إن هذه الميزات الضخمة تدل على الأهمية العظيمة للغدير في ثقافة الإسلام، وتثير فينا روح الغيرة على الإسلام لكي نحافظ على هذا الأصل العقائدي الرباني النبوي، وندافع عنه بكل كياننا.

* * *

____________
1- بحار الأنوار: ج 31 ص 447، ج 37 ص 199. عوالم العلوم: ج 15/3 ص 89، 490. الغدير: ج 1 ص 93.
2- بحار الأنوار: ج 28 ص 186، و ج 43 ص 161. إثبات الهداة: ج 2 ص 115. الخصال: ص 173. دلائل الإمامة: ص 38.