المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : حياة السيد محمد باقر الحكيم رضوان الله عليه(متجدد)


خادمة الشيخ المهاجر
22-12-2007, 04:09 PM
آية اللّه المجاهد السيد محمد باقر الحكيم


إطلالة على السيرة الذاتية


تأليف محمد هادي


مـقدمة
الحديث عن الرجال والمواقف يحتاج دائماً إلى رؤيـــة موضوعية وحس محايد يفصل بين ما هو عاطفي وبين ما هو واقعي وحقيقي.
هذه الحقيقة واجهتنا ونحن نخوض غمار كتابة هذا العرض الموجز عن آية الله المجاهد السيد محمد باقر الحكيم، وهي كتابة تريد ان تقوم بمهة التعريف الموجز أكثر مما تريد ان تقدم دراسة شاملة عنه، وعن حياته وحركته وجهاده وانجازاته على الاصعدة الاجتماعية والسياسية طيلة اكثر من أربعين عاماً من العمل الحركي في مختلف المقاطع والمراحل التاريخية التي مرت على العراق والعالم الاسلامي.

ولأننا لمسنا الحاجة والضرورة للكتابة عنه بسبب الطلبات الكثيرة التي ترد من أوساط مختلفة عراقية وغيرها ترغب في التعرف عليه أكثر، فقد أصبحنا بين خيارين في الكتابة عنه:
الخيار الأول، يتمثل في أن نقوم نحن باعداد أسئلة محددة يتحدث سماحته من خلال الاجابة عليها عن حياته ورؤاه وجهوده ونشاطاته بصورة شاملة.. لنقوم نحن بدور الاعداد والتقديم.
والخيار الثاني، هو أن نقوم نحن بصورة مباشرة في الكتابة عنه من خلال ما نعرفه عنه، وعن نشاطاته وجهوده، مستعينين في ذلك بالرجوع الى الوثائق المنشورة وغير المنشورة المتوفرة وبعض المعلومات الشخصية التي تجمعت من خلال المعرفة الشخصية بسماحته.
وقد رأينا ان الخيار الأول يواجه صعوبات متعددة منها عدم تفرغه لمثل هذه اللقاءات، ومنها أيضاً عدم رغبته في التحدث عن نفسه خصوصاً إذا كان يراد للحديث أن ينشر ويطبع، فلم يكن أمامنا سوى الخيار الثاني على الرغم من كل ما يكتنفه من صعوبات.
ونود أن نوضح انّ هذه الاطلالة على كل حال، لا تأتي من فراغ، بل هي نتاج معايشه يومية ومشاهدات عينية، وتجارب عمل متواصل تمتدّ الى ما يقارب العشرين عاماً، عشتها قريباً من سماحته وشاهدت الكثير من التجارب وتعلمت الكثير أيضاً، ولذلك فأن ما كتبته هو رواية شاهد عيان عاش الاحداث عن قرب وأرجو أن أكون دقيقاً فيما نقلت وفيما سمعت ايضاً، وقد شرعنا في بداية الامر في أواسط العام 1994م بكتابة موجز عنه تمت ترجمته الى عدة لغات.... ثم رأينا انّ ما كتبناه لم يكن وافياً بالغرض ولم يكن مستوعباً لكل مراحل حياته وأنشطته... فأدخلنا بعض الاضافات في العام 1996... ثم كررنا المحاولة هنا وأدخلنا فصولاً لم تكن موجودة اصلاً في الكتابات السابقة.
ونود التأكيد على اننا لم نبين في هذا الموجز الكثير من التفاصيل، بل اكتفينا هنا ببيان العناوين مع شروح موجزة لكل عنوان، ونحن نأمل ـ بعون الله تعالى ـ أن نوفق في قادم الايام الى استكمال هذا الكتاب من خلال الخوض في التفاصيل واستيعاب جهده ونشاطه وانجازاته بصورة أشمل.
وفي نفس الوقت نعتقد ان هذا الموجز قادر في المرحلة الحاضرة على تقديم صورة عن الرجل الذي تميز بالنبوغ .. والشجاعة.. والتقوى.. منذ مطلع شبابه، وهذه المواصفات هي التي اهلته ليكون من أول الأصدقاء للشهيد الصدر (رض) في أواخر الخمسينيات ثم يستمر معه على الدرب صديقاً ورفيقاً لم تفرق بينهما الأحداث والضغوطات الصعبة حتى شهادة السيد الشهيد (رض) عام 1980، وهي التي أهلته ليحتل موقعاً مرموقاً ومتميزاً في جهاز مرجعية والده الامام الحكيم (رض)، وينال بها ثقة الإمام الخميني (رض) التي عبر عنها في الكثير من الاشارات والمواقف، ومنها وصفه له بأنه (الإبن الشجاع للاسلام)([1] (http://www.imshiaa.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=65#_ftn1)[1]).
انّ ما نقدمه في هذا الموجز هو اطلالة أردنا لها ان تكون صادقة بعيدة عن لغة العواطف بما هي منحازة.




الفصل الأول ـ النشأة والعطاء الفكري

· ولادته
· نشأته وتربيته
· دراسته العلمية وعطاءه الفكري
· انتخابه للتدريس في كلية الدين
· كتبه

ولادته:
ولد آية الله المجاهد السيد محمد باقر الحكيم (دام ظلّه) في الخامس والعشرين من جمادى الأولى عام 1358 هـ - 1939م في مدينة النجف الأشرف مركز المرجعية الدينية عند الشيعة الإمامية منذ عدة قرون، حيث توجد فيها أكبر جامعة علمية للمسلمين الشيعة حتى أواخر السبعينات.
والسيد الحكيم، هو نجل آية الله العظمى السيد محسن الطباطبائي الحكيم، (المرجع الديني العام للشيعة في العالم منذ أواخر الخمسينيات حتى وفاته عام 1970م ـ1390هـ في السابع والعشرين من ربيع الأول)([2] (http://www.imshiaa.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=65#_ftn2)[2])، بن السيد مهدي ابن السيد صالح بن السيد أحمد بن السيد محمود الحكيم.


عائلته ونسبه الشريف:
وأسرة آل الحكيم من الأسر العلوية التي يعود نسبها إلى الامام الحسن بن علي بن أبي طالب (عليهما السلام) عن طريق ولده الحسن المثنى، وهي من العوائل العلمية العراقية الأصيلة (آل طباطبا)، حيث استوطن أجدادها العراق منذ أوائل القرن الثاني الهجري، ثم انتشروا بفعل الظروف السياسية والاجتماعية التي مرت على العراق، في مختلف أنحاء العالم الاسلامي في اليمن وايران وشمال افريقيا وغيرها من البلدان.
وهي في العراق من الأسر المشهورة التي ذاع صيتها خصوصاً في النصف الثاني من القرن الرابع عشر الهجري، وقد برز منها قبل ذلك علماء مشهورون بالطب والاخلاق والفقه والأصول، وعرف منهم في أوائل القرن الرابع عشر الهجري، العالم الأخلاقي المعروف آية الله المقدس السيد مهدي الحكيم، والد الامام السيد محسن الحكيم (قدس سره)، والذي هاجر في أواخر حياته إلى بنت جبيل من قرى جبل عامل في لبنان بطلب من أهلها، وكان زميلاً في الدرس مع آية الله المجاهد السيد محمد سعيد الحبوبي، وقد تخرج في الاخلاق على يد المقدس الشيخ حسين قلي همداني صاحب المدرسة الأخلاقية المعروفة.. وتوفي في لبنان يوم الجمعة 8 صفر سنة 1312هـ، وله في تلك البقاع مدفن يزار، وعرف منهم كذلك المرجع الديني الأعلى الامام السيد محسن الحكيم (قدس سره) وعدد كبير آخر من أساتذة الحوزة العلمية، وتحظى هذه الأسرة اليوم بحب واحترام ملايين المسلمين في العراق وخارجه.
وفي أوائل الثمانينات من القرن العشرين الميلادي تعرضت هذه الأسرة الشريفة الى حملة إعتقال وإبادة واسعة على يد صدام وجلاوزة حزب البعث العراقي المجرمين مما لم يشهد له تاريخ العراق مثيلاً في العصر الحاضر، ففي ليلة واحدة اعتقل نظام المجرم صدام أكثر من سبعين شخصاً من هذه الأسرة رهائن بينهم من قارب الثمانين من العمر كآية الله العظمى المغفور له السيد يوسف نجل الامام الحكيم (رض)، وآية الله السيد محمد حسن نجل آية الله السيد سعيد الحكيم (قده)، وبينهم من لم يبلغ الحلم بعد، وزج بهم جميعاً في السجون دون أن توجه لهم أي تهمة، إلاّ لأنهم من أقرباء (السيد محمد باقر الحكيم) ولأنهم رفضوا الخضوع للنظام وتنفيذ سياساته الهوجاء([3] (http://www.imshiaa.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=65#_ftn3)[3]).
وفي فترات لاحقة قتل منهم النظام أكثر من ستة عشر شخصاً([4] (http://www.imshiaa.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=65#_ftn4)[4])، بينهم مجتهدون وعلماء كبار، كما ان عدد الشهداء منهم على يد طاغية العراق زادوا على العشرين، ولازال قسماً منهم لا يعلم له أثر([5] (http://www.imshiaa.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=65#_ftn5)[5]).
لقد جسدت هذه الأسرة مظلومية المؤمنين ولا سيما الأسر العلمية منهم في أجلى صورها، حيث تحملت ما تحملت من المصائب والآلام، لا لشيء فعلته سوى انتمائها لرسول الله (صلى الله عليه وآله)، وإيمانها بالله عز وجل وصبرها وصمودها في مواجهة الطاغية ولأن من رجالها الأبطال من تحمل مسؤولية الدفاع عن الشعب العراقي المظلوم فهتف بندائه وصرخ في وجه الطاغية بـ (لا) ذلك هو آية الله المجاهد السيد محمد باقر الحكيم (دام ظله).

نشأته وتربيته:
نشأ آية الله السيد محمد باقر الحكيم (دام ظله) ـ وهو في تسلسل العمر الخامس بين أخوته التسعة ـ في أحضان والده العظيم الإمام الحكيم (قدس سره)، حيث التقى والورع والجهاد... فتشرب منذ طفولته بمعاني الصبر والصمود، وعاش عيشة الفقراء، فكم من ليلة ويوم يمر وطعامه مع بقية أفراد العائلة الخبز واللبن والتمر، أو الشاي والسكر، وغير ذلك من ألوان الطعام البسيط.
فقد كانت ولادته ومراحل طفولته الأولى متزامنة مع أحداث الحرب العالمية الثانية وما جرته من ويلات ومعاناة، في وقت كان فيه والده الأمام الحكيم(رض) من كبار المجتهدين في النجف الاشرف وممن يشار إليهم بالبنان، وقد كان من سيرة الامام الحكيم (قدس سره) التعفف عما في أيدي الناس، وكان يفضل أن يحيا في شظف العيش ليكون مواسياً للفقراء والمستضعفين([6] (http://www.imshiaa.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=65#_ftn6)[6]).
في مثل هذا الجو العابق بسيرة الصالحين عبر تاريخنا الاسلامي نشأ سماحة سيدنا المجاهد، فكان خير خلف لخير سلف.
وإلى جانب ما تعبق به النجف الأشرف في تلك الأيام من سيرة الصالحين والفيض الروحي الكبير الذي يضفيه على أبناء الأسر العلمية بحكم تداولهم للحياة الروحية، كانت مجالس العلم والأدب ودواوين المجالس الليلية التي يقضيها العلماء، وهم يبحثون ويناقشون الفقه وأصوله والعقيدة والكلام المرتع الخصب لنمو الذهنية العلمية والأدبية، وفي مثل هذه الأجواء تربى سماحة السيد الحكيم.



دراسته العلمية وعطاءه الفكري:
تلقى السيد المترجم علومه الأولية في كتاتيب النجف الأشرف، ثم دخل في مرحلة الدراسة الابتدائية في مدرسة منتدى النشر الابتدائية حيث أنهى فيها الصف الرابع فتركها بعد أن نشأت عنده الرغبة في الدخول في الدراسات الحوزوية بصورة مبكرة، حيث بدأ بالدراسة الحوزوية عندما كان في الثانية عشر من عمره وكان ذلك سنة 1370 هـ – 1951م).
درس في البداية قطر الندى، وألفية بن عقيل، وجزءاً من مغني اللبيب في النحو، وحاشية الملا عبد الله وجزءاً من منطق المظفر في المنطق، والمختصر وجزء من المطول في البيان، ومنهاج الصالحين واللمعة الدمشقية في الفقه والمعالم في الاصول، وقد درس كل ذلك عند المرجع المعاصر آية الله العظمى السيد محمد سعيد بن السيد محمد علي الحكيم، عدا اللمعة الدمشقية التي درسها عند آية الله السيد محمد حسين بن السيد سعيد الحكيم (رض) وقد أنهى دراسة اللمعة الدمشقية سنة 1375 هـ - 1956م.
كما حضر دروس (السطح العالي) سنة 1375هـ فدرس الرسائل عند سماحة آية الله السيد محمد حسين الحكيم (قده)، والجزء الأول من الكفاية عند أخيه الاكبر آية الله العظمى السيد يوسف الحكيم (قدس سره)، وواصل دراسة الجزء الثاني من الكفاية وكذلك جزءاً من المكاسب عند الشهيد الصدر أيضاً، وكان زملاءه في دراسة الكفاية عند الشهيد الصدر (رض) كل من حجة الاسلام السيد نور الدين الأشكوري، والسيد فخر الدين الموسوي العاملي، والسيد طالب الرفاعي، وقد انقطع للدراسة عند السيد الشهيد الصدر (قدس سره) منذ ذلك الحين، أي سنة 1376هـ.
وبعد أن تجاوز هذه المرحلة من الدراسة حضر درس (خارج الفقه والأصول) لدى كبار المجتهدين امثال آية الله العظمى السيد أبو القاسم الخوئي (قدس سره) وآية الله العظمى الشهيد السيد محمد باقر الصدر (قدس سره) حيث حضر عنده في بداية تدريسه لبحث الخارج، واستمر بالحضور لدى هذين العلمين الكبيرين فترة طويلة.. وكلاهما كان يوليه اهتماماً خاصاً وملحوظاً.
وقد عرف (دام ظله) منذ سن مبكرة بنبوغه العلمي وقدرته الذهنية والفكرية العالية، فحظي باحترام كبار العلماء والأوساط العلمية، كما نال في أوائل شبابه من المرجع الكبير آية الله العظمى الشيخ مرتضى آل ياسين شهادة اجتهاد في علوم الفقه وأصوله وعلوم القرآن، وذلك في عام 1384 هـ([7] (http://www.imshiaa.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=65#_ftn7)[7]).
كما ساهم بتأسيس الحركة الاسلامية في العراق ورعايتها، كما سوف نشير إلى ذلك في تحركه السياسي، وعندما تأسست جماعة العلماء في النجف الأشرف في أواخر السبعينات الهجرية أواخر الخمسينات الميلادية([8] (http://www.imshiaa.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=65#_ftn8)[8])، أختير عضواً في اللجنة المشرفة على مجلة الأضواء الإسلامية، وهي مجلة اسلامية ساهمت كثيراً في تشكيل الوعي الفكري والسياسي الإسلامي لدى جيل الخمسينيات الميلادية.
وبعد أن نال سماحته مرتبة عالية في العلم بفروعه وفنونه المختلفة مارس التدريس لطلاب السطوح العالية في الفقه والأصول، وكانت له حلقة للدرس في مسجد الهندي في النجف الأشرف، وعرف بقوة الدليل، وعمق الإستدلال، ودقة البحث والنظر، فتخرج على يديه علماء انتشروا في مختلف أنحاء العالم الاسلامي، نذكر منهم شقيقه الشهيد آية الله السيد عبدالصاحب الحكيم (رض) الذي درس عنده الجزء الأول من الكفاية، وحجة الاسلام والمسلمين السيد محمد باقر المهري، الذي درس عنده الجزء الثاني من الكفاية، والعلامة الشهيد السيد عباس الموسوي الأمين العام الأسبق لحزب الله ـ لبنان ـ، والعلاّمة الشيخ أسد الله الحرشي، والفاضل الشيخ عدنان زلغوط، والسيد حسن النوري، والعلامة السيد صدر الدين القبانجي، والشيخ حسن شحاده، والشيخ هاني الثامر، وغير هؤلاء كثيرون.
ولم يقتصر سماحته على تعلم الفقه والأصول، وانّما أضاف إلى ذلك، العلوم الحديثة وكان يطّلع ـ وهو في شبابه ـ على الأفكار الجديدة التي أخذت تدخل الى أوساط المجتمع العراقي عبر الكتب والمجلات والصحف، فمنحه ذلك قدرة التواصل مع التطورات الحديثة على الأصعدة المختلفة كما كان قارئاً لا يمل القراءة في كتب التاريخ والتراث والسيرة، وقد سألته مرة ـ وكنت معجباً بقدرته على التحليل التاريخي وفهمه لحركة التاريخ ـ عن خلفيات معرفته التاريخية، فقال فيما قال عن ذلك، انّه في أوان الشباب قرأ مجموعات تاريخية كاملة كتاريخ الطبري وغيره من الموسوعات التاريخية أو السيرة، وانه لم يكن يكتفي بالقراءة بل كان يقرأ ويتأمل فيما كان يقرأه.
وإلى جانب ذلك تميز سماحته بفكر عميق وشامل، فهو يطرح القضايا ويناقشها بدقة ويغوص في أعماق الدليل فيخرجه واضحاً.. مقنعاً.. ومنطقياً، وقد عرف في الأوساط العلمية والسياسية بقوة الحجة والدليل.. فشهد له بذلك كل من حاوره أو استمع إليه.
وكل ذلك، كان قد أهله، وهو بعد لما يتجاوز العشرين عاماً من عمره الشريف لكي يساهم في مراجعة كتاب فلسفتنا لعملاق الفكر الاسلامي المعاصر آية الله العظمى الشهيد السيد محمد باقر الصدر (قدس سره) بعد أن حضر دروسه الفلسفية آنذاك، وهو كتاب لا نظير له في مناقشة الفكر المادي، وهي مراجعة لم تكن تقتصر على اختيار العناوين، وانما امتدت لتشمل مناقشة الأفكار والآراء كذلك.
فقد كتب الشهيد الصدر (رض) كتاب فلسفتنا مرتين بمنهجين، وكان لسماحة المترجم له دور في تشخيص التصميم العام للمنهج في الكتاب، وكذلك قراءة الكتاب لمناقشة افكاره ووضع العناوين وتقسيمها لفصول وموضوعات ومن ثم الاشراف على تصحيحه وطبعه، كما اهله لذلك ليكتب بعض الموضوعات للتثقيف في صفوف حزب الدعوة الاسلامية وقد اطلعت مؤخراً على موضوع كتبه حول موقف الاسلام من القومية، وهي كتابة دللت على عمق وفكر ثاقب وكان الموضوع قد نشر في صوت الدعوة الاسلامية عام 1959 وكان عمره حينذاك عشرون عاماً.
__________________

(1) في البيان التأبيني الذي أصدره الامام الخميني (رض) عام 1985 بعد إقدام نظام صدام على قتل الشهداء العشرة من آل الحكيم (رض) وصفه بأنه (الابن الشجاع للإسلام).


(2) السيد محسن الطباطبائي الحكيم (1306 هـ – 1390 هـ) ولد في النجف الاشرف في غرة شوال (1306هـ) توفي والده وهو في السنة السادسة من عمره الشريف.. أصبح المرجع الاعلى في العراق بعد وفاة السيد أبو الحسن الاصفهاني عام 1365هـ. وأصبح المرجع الاعلى للشيعة في العالم بعد وفاة السيد البروجردي في ايران في أوائل الستينات الميلادية.. خلف بعد وفاته عشرة من الأبناء كلهم علماء، وهم حسب تسلسل الاعمار أية الله السيد يوسف الحكيم (قده) وحجة الاسلام والمسلمين السيد محمد رضا الحكيم (معتقل من قبل نظام صدام منذ سنة 1991 ولحد الآن لا يعرف مصيره)، حجة الاسلام والمسلمين الشهيد السيد مهدي الحكيم (قده)، حجة الاسلام والمسلمين السيد كاظم الحكيم (قده)، آية الله السيد محمد باقر الحكيم، آية الله الشهيد السيد عبد الصاحب الحكيم (قده)، حجة الاسلام والمسلمين الدكتور الشهيد السيد عبد الهادي الحكيم (قده)، حجة الاسلام والمسلمين الشهيد السيد علاء الدين الحكيم (قده)، حجة الاسلام والمسلمين الشهيد السيد محمد حسين الحكيم (قده)، وحجة الاسلام السيد عبد العزيز الحكيم.


(3) طلبت أجهزة النظام من كبار العائلة وعلمائها الحضور والمشاركة في المؤتمر الشعبي الذي عقده النظام في بغداد أوائل الثمانينات في أيام الحرب الظالمة التي شنها صدام ضد ايران، لكنهم رفضوا ذلك وأصروا على الرفض على الرغم من تهديدهم بالإعتقال، فنفذ النظام تهديده وأرتكب جريمته.


(4) وهم الشهداء: آية الله السيد عبد الصاحب الحكيم، حجة الاسلام والمسلمين الدكتور السيد عبد الهادي الحكيم، وحجة الاسلام والمسلمين السيد علاء الدين الحكيم، وحجة الاسلام والمسلمين السيد محمد حسين الحكيم، والأربعة هم من أبناء الامام الحكيم، حجة الاسلام والمسلمين السيد كمال الدين الحكيم، وحجة الاسلام والمسلمين السيد عبد الوهاب الحكيم، وهم أنجال آية الله العظمى السيد يوسف الحكيم، وحجة الاسلام والمسلمين السيد محمد رضا الحكيم، وحجة الاسلام والمسلمين السيد عبد الصاحب الحكيم، وهم أنجال آية الله السيد محمد حسين السيد سعيد الحكيم (قده) والسيد أحمد الحكيم نجل حجة الاسلام والمسلمين السيد محمد رضا نجل الامام الحكيم، آية الله السيد مجيد الحكيم نجل آية الله السيد محمود الحكيم (قده) شقيق الامام الحكيم (قده)، السيد حسن الحكيم والسيد حسين الحكيم وهما ابني الدكتور الشهيد السيد عبد الهادي الحكيم.. الشهيد السيد ضياء الدين والشهيد السيد بهاء الدين نجلي الشهيد السيد كمال الدين الحكيم، السيد محمد علي السيد جواد بن السيد محمود الحكيم (قده) والشهيد السيد محمد نجل آية الله السيد محمد حسين الحكيم (قده)، واستشهد منهم آخرون قبل وبعد ذلك، منهم السيد حسن نجل آية الله السيد محمد علي الحكيم والمهندس السيد عبد الأمير نجل آية الله السيد حسن الحكيم، والسيد مهدي الحكيم نجل آية الله اليسد باقر الحكيم وزوجته وولده والسيد حسين الحكيم نجل آية الله السيد حسن الحكيم والسيد غياث الحكيم.


(5) وهم ثمانية عشر شخصاً من العلماء والمؤمنين والمدنيين، منهم السيد محمد رضا نجل الامام الحكيم، الذي اعتقل مع مجموعة من كبار علماء النجف الأشرف بعد الانتفاضة الشعبانية في آذار 1991م.


(6) روى أحد العلماء انّ أحد المتصدين في النجف لتوزيع عائدات وقف (أودة) في الهند، طلب من المرحوم السيد يوسف الحكيم وهو في أوان الشباب، أن يبلغ والده بوجود حصة له في الوقف (مخصصات) فإذا كان يرغب بذلك فليأخذها ونقل المرحوم السيد يوسف لوالده ما أخبره به المتصدي، فرفض الامام الحكيم استلام الحصة، ولما التقيا بعد فترة سأل المتصدي السيد يوسف عن الجواب، فقال ان السيد يرفض استلام الحصة فقال المتصدي (يبدو ان وضع الوالد جيد...) فقال كلا... لقد كان عشاءنا ليلة البارحة خبزاً وماء، ولكنه الأباء.


(7) جاء في نص الشهادة (بسم الله الرحمن الرحيم: ان قرة العين العلامة السيد باقر السيد محسن الحكيم قد حضر دروس المجتهدين الاعلام في النجف حضور تفهم وتدبر وتعمق حتى وصل إلى درجة الاجتهاد في الفقه وأصوله وعلوم القرآن وباشر التدريس في بعض مدارس النجف الأشرف بجدارة وله بحوث تشهد بذلك، وبناء عليه فقد أجزناه أن يدّرس علوم القرآن والفقه وأصوله في المعاهد العالية.
14/9/1384هـ مرتضى آل ياسين.


(8) لمعرفة تفاصيل التأسيس يراجع كتاب (مذكرات العلامة الشهيد السيد مهدي الحكيم حول التحرك الاسلامي في العراق).

عاشقات اهل البيت ع
23-12-2007, 02:29 PM
اختي الكريمة خادمة الشيخ المهاجر
كل عام وانت بخير ودامت ايامك بالخير والسلامة
تسلمين عزيزتي على الموضوع الجميل
ورحم الله شهيدنا الغالي على قلوبنا السيد محمد باقر الحكيم
فقد كا الشخصية الرائعة والقوية وقد دخل الى قلوبنا بدون استئذان وكان فقده صعب والله
.

تحياتي

خادمة الشيخ المهاجر
26-12-2007, 07:51 PM
* انتخابه للتدريس في كلية أصول الدين:
ومع ذيوع صيته العلمي، ومن أجل تحقيق نقلة نوعية في العمل الاجتماعي والثقافي لعلماء الدين في انفتاح الحوزة العلمية على الجامعة من ناحية، وتربية النخبة من المثقفين بالثقافة الدينية الاصيلة والحديثة، فقد وافق سماحته على انتخابه عام 1964م ليكون أستاذاً في كلية أصول الدين في بغداد يدرس علوم القرآن، والشريعة، والفقه المقارن، وقد استمر في ذلك النشاط حتى عام 1975م 1395هـ، وتوقف عن التدريس في الكلية بعد مصادرتها من قبل نظام حكم حزب البعث العراقي في ذلك العامحيث كان عمره الشريف حين شرع بالتدريس خمسة وعشرون عاماً.
وكانت كلية أصول الدين تقع ضمن المشروع الثقافي والاجتماعي العام لمرجعية الامام الحكيم (رض) ومؤسساتها، وكان سيدنا المترجم يشترك في التخطيط والاسناد والمتابعة لهذه المشاريع ضمن تلك المرجعية الكبرى، كما كان يشترك في ذلك آية الله العظمى الشهيد الصدر (رض) والعلامة السيد مرتضى العسكري، والعلامة الشهيد السيد مهدي الحكيم وعلماء افاضل آخرون، ومن أجل دعم هذا المشروع وتقوية بنيته الثقافية والفكرية والتربوية تم التداول بين تلك المجموعة في أن يشارك سيدنا المترجم([1] (http://www.imshiaa.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=313587#_ftn1)[9]) في هذا المجال الحيوي الجديد انطلاقاً من فكرة قيمومة واشراف الحوزة العلمية ومشاركتها في النشاطات الجامعية، وبعد أن تم تنضيج هذه الفكرة اقترح آية الله السيد الشهيد الصدر (رض) على إدارة الكلية أن يقوم سيدنا المترجم بالمشاركة في التدريس، فقام سماحته بتدريس مادتي علوم القرآن والفقه المقارن، مضافاً الى المشاركة في اجتماعات الهيئة التدريسية والاشراف على مجلة (رسالة الاسلام) وكان سماحته يسافر اسبوعياً الى بغداد مع صعوبة الظروف والتنقّل في ذلك الوقت لأداء هذه المهمة، وقد تعاظم دوره في هذه الكلية بعد غياب العلامة السيد مرتضى العسكري عن عمادة الكلية بسبب ظروف المطاردة التي حدثت بعد مجيء العفالقة الى العراق سنة 1968([2] (http://www.imshiaa.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=313587#_ftn2)[10]).
وكان دخوله للتدريس في الجامعة ـ وهو العالم الحوزوي إلى جانب العلماء الآخرين ـ يمثل نقلة نوعية في العمل الاجتماعي للحوزة، حيث كان الدخول إلى الوسط الجامعي يمثل حدثاً مهماً على صعيد العمل الاجتماعي من قبل المرجعية، خصوصاً إذا كان الذي يقوم بذلك هو ابن المرجع نفسه.
وعلى صعيد التدريس أيضاً، فقد مارس سماحته تدريس البحث الخارج على مستوى الإجتهاد في ايران بشكل محدود بسبب انشغاله بقيادة الجهاد السياسي، وكان تدريسه في كتاب القضاء والجهاد، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، والحكم الاسلامي.
كما قام بتدريس التفسير لعدة سنوات ولازال، من خلال منهج التفسير الموضوعي والتفسير التجزيئي الإجتماعي.
وإلى جانب نشاطه العلمي في الحوزة العلمية في النجف الأشرف، والتدريس في كلية أصول الدين ببغداد، فقد كان سماحته يشعر بالحاجة إلى وجود المبلغين الإسلاميين وضرورة اطلاعهم على العلوم الحديثة، فتحرك وبتأييد من الإمام الشهيد الصدر (قدس سره) وتعاون مجموعة من العلماء الأفاضل نحو تأسيس (مدرسة العلوم الإسلامية) في النجف الأشرف سنة 1384هـ، وقد أثمرت تلك المدرسة فعلاً في تخريج عدد من الدارسين حملوا فيما بعد راية نشر الوعي الاسلامي في العراق وفي مختلف بقاع العالم الاسلامي، وكان تأسيس تلك المدرسة في إطار مرجعية والده الامام الحكيم (قدس سره) وفي عهده، واستمرت في نشاطها حتى بعد وفاته، بفضل اصرار سماحة السيد المترجم على الرغم من العراقيل والمصاعب التي واجهت المدرسة من جهات متعددة.
كما قام شخصياً وبطلب من والده المرجع الأعلى بالتبليغ الاسلامي، ووظيفة العالم الديني في مدينة الكوت لمدة شهرين تقريباً بعد عالمها حجة الاسلام والمسلمين الشيخ سليمان اليحفوفي.
ومع انّ السيد الحكيم قد أعطى أكثر وقته في المهجر للنشاط الإجتماعي والسياسي، إلاّ انّ إنتاجه الفكري استمر ثراءً معطاءً، على الرغم من أن أكثر انتاجه الفكري لم يخرج الى النور لحد الآن، إلاّ انّ ما نشر منه يكشف نوعاً ما عن قابلياته الفكرية العميقة والغنية.
فقد كان ولازال يشارك في المؤتمرات الفكرية مثل مؤتمر الفكر الاسلامي، والوحدة الاسلامية، والاقتصاد الاسلامي، وأهل البيت عليهم السلام، ومؤتمرات الحج، كما يلقي الدروس والمحاضرات في التفسير، والفقه والتاريخ، والسياسة والمجتمع وكذلك رئاسته للمجلس الاعلى للمجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الاسلامية، ورئاسته للهيئة العامة لمجمع اهل البيت العالمي، كما كان يكتب وتجري معه الحوارات، وكان حصيلة ذلك مجموعة من الكتب والأبحاث والدراسات، والمحاضرات الكثيرة الغنية بالمادة المعرفية.



كـتــبــه


وقد صدرت لسماحته لحد الآن الكتب والدراسات والأبحاث التالية:

أ ـ القرآن والتـفسير:
1ـ علوم القرآن (مجموعة محاضراته التي ألقاها على تلامذته في كلية أصول الدين) وقد نقحه وأضاف عليه وأعيد طبعه في أواخر عام 1417هـ، وهو كتاب كبير ومهم. وقد تمت ترجمته إلى اللغة الفارسية.
2ـ القصص القرآني. وهو كتاب كبير أصبح منهجاً يدرس في الجامعة الدولية للعلوم الاسلامية في ايران ويجري العمل الآن على ترجمته الى اللغة الفارسية من قبل احدى دور النشر بطهران.
3ـ الهدف من نزول القرآن وآثاره على منهجه في التغيير وهو بالأصل بحث كتبه لأحد مؤتمرات الفكر الاسلامي المنعقدة في ايران، ثم قام بتوسيعه وتنقيحه فصدر في كتاب مستقل.
4ـ مقدمة التفسير وتفسير سورة الحمد وقد تناول فيه قصص اولي العزم ضمن منهج أعتمد فيه على القرآن واحاديث اهل البيت (ع) مستبعداً الاسرائيليات التي دخلت في الحديث عن الأنبياء. ويجري العمل أيضاً على ترجمته من قبل احدى دور النشر بطهران.
5ـ منهج التزكية في القرآن.
6ـ تفسير سورة الصف (مخطوط).
7ـ تفسير سورة الجمعة (مخطوط).
8ـ تفسير سورة المنافقون (مخطوط).
9ـ تفسير سورة الحشر (مخطوط).
10ـ تفسير سورة التغابن (مخطوط).
11ـ المستشرقون وشبهاتهم حول القرآن - وهو كتاب ألّفه في الستينات وطبع في العراق في أواسط السبعينات. وهو مقتطف من محاضراته في علوم القرآن التي القاها على طلبة كلية اصول الدين ببغداد.
12ـ الظاهرة الطاغوتية في القرآن (مطبوع).

ب ـ أهل البيت (ع) والسيرة:
1ـ أهل البيت (ع) ودورهم في الدفاع عن الإسلام (مطبوع).
2ـ دور أهل البيت (ع) في بناء الجماعة الصالحة - مجلدان من موسوعة عن أهل البيت عليهم السلام (مطبوع)، وهو كتاب مهم في بابه لدراسة حياة أئمة أهل البيت (ع)، ويجري العمل حالياً على ترجمته إلى اللغة الفارسية.
3ـ ثورة الإمام الحسين (عليه السلام) (مطبوع)، وهو عبارة عن قسم من محاضراته التي ألقاها على أوقات مختلفة.

ج ـ ثقافة اسلامية عامة:
1ـ الحكم الإسلامي بين النظرية والتطبيق (مطبوع).
2ـ دور الفرد في النظرية الإقتصادية الإسلامية (مطبوع).
3ـ حقوق الإنسان من وجهة نظر إسلامية (مطبوع).
4ـ النظرية الإسلامية في العلاقات الإجتماعية.
5ـ النظرية الإسلامية في التحرك الإسلامي (مطبوع).
6ـ لمحة عن مرجعية الإمام الحكيم (مطبوع).
7ـ دعبل بن علي الخزاعي "شاعر أهل البيت (ع)" (مطبوع).
8ـ أفكار ونظرات جماعة العلماء (مطبوع).
9ـ العلاقة بين القيادة الإسلامية والأمة (مطبوع).
10ـ الوحدة الإسلامية من منظور الثقلين (مطبوع)، طبع عدة طبعات، كان آخرها في مصر سنة 2001م.
11ـ القضية الكردية من وجهة نظر إسلامية (مطبوع).

د ـ في السياسة والحركة الاسلامية:
1ـ الوجه الآخر للنظام العراقي (مطبوع).
2ـ النظرية السياسية للشهيد الصدر (مطبوع).
3ـ الكفاح المسلح في الإسلام (مطبوع).
4ـ الصراع الحضاري والقضية الفلسطينية (مطبوع).
5ـ العراق.. تصورات الحاضر والمستقبل (مطبوع).
6ـ القضية الكردية من وجهة نظر اسلامية.
ولسماحته تقريرات للدروس التي تلقاها على مستوى المقدمات والسطوح وبحث الخارج تركها في النجف بسبب الهجرة من العراق واستولى عليها الأوغاد والمجرمون من مرتزقة نظام صدام ضمن مصادرتهم لممتلكاته ومنها مكتبته وكتاباته.

وقد طبعت بعض خطبه التي كان يلقيها في المناسبات الدينية والسياسية على شكل كراسات ومنها:
1ـ مأساة الحسين (ع) وتصعيد روح المقاومة.
2ـ المرجعية الدينية ودورها في الأمة.
3ـ آثار مرجعية الامام الحكيم (قدس سره).
4ـ المرجعية، الوحدة، الجهاد.
5ـ السيد النقوي ومدرسة أهل البيت (قدس سره).
6ـ الشهيد السيد محمد مهدي الحكيم وحركة حزب اله.
7ـ السيد محمد مهدي الحكيم (قدس سره) الجهاد، الهجرة، الشهادة.
8ـ العمل الجهادي والغطاء السياسي.
9ـ استراتيجيتنا المستقبلية.
10ـ المشروع السياسي العسكري.
11ـ انتقاضة الشعب العراقي (15 شعبان) تجسيد الولاء للاسلام.
12ـ حوارات، وهو كتاب ضم مجموعة من الحوارات السياسية والثقافية التي أجريت مع سماحته على فترات مختلفة (جزءان).
13ـ المنهاج الثقافي السياسي... وهو مجموعة محاضرات تخصصية قيمة القاها سماحته على مجموعة من العلماء والمبلغين والمثقفين وقد طبعت بشكل محدود.
وله غير ذلك مما لم ينشر الكثير من الدراسات القيمة في شتى أنواع المعرفة الإنسانية والعلوم الإسلامية.



(9) وكذلك آخرين أمثال العلامة السيد محمد بحر العلوم، والعلامة الشيخ محمد جعفر شمس الدين، والعلامة الشيخ محمد مهدي الآصفي وغيرهم. ولكن السيد المترجم كان متمحضاً في الخصوصية الحوزوية مضافاً الى أخيه السيد محمد مهدي الحكيم.

(10) غادر العلامة السيد مرتضى العسكري العراق عام 1969، بعد المواجهة التي قادها الامام الحكيم (رض) ضد نظام العفالقة في بغداد.

خادمة الشيخ المهاجر
26-12-2007, 07:59 PM
اختي الكريمة خادمة الشيخ المهاجر
كل عام وانت بخير ودامت ايامك بالخير والسلامة
تسلمين عزيزتي على الموضوع الجميل
ورحم الله شهيدنا الغالي على قلوبنا السيد محمد باقر الحكيم
فقد كا الشخصية الرائعة والقوية وقد دخل الى قلوبنا بدون استئذان وكان فقده صعب والله
.

تحياتي

بسم الله تعالى
اللهم صل على محمد وآل محمد
سلام عليكم أختي الوردة عاشقات أهل البيت عليهم السلام حياكم الله أختي ورحمة الله على شهيد المحراب ، شهيد العراق السيد محمد باقر الحكيم
مأجورين إن شاء الله
دمتم برعاية بقية الله الأعظم

نور المستوحشين
26-12-2007, 11:12 PM
أبدعتي أختي .....


حقا يحتاج هذا السيد الجليل وقفات إجلال وتعظيم..


حشرنا الله وإياك مع السعداء...



تحــيـــــــــــــــــ نور المستوحشين ـــاتــي

أبوبخيت
28-12-2007, 10:44 AM
شكرا جزيلا على هذا الجهد
واتوقع لو كان السيد حاظراً في هذا الوقت لكان العراق بحالٍ آخر

خادمة الشيخ المهاجر
08-01-2008, 08:00 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الذي جَعَلَ الْحَمْدَ مفْتَاحاً لذِكْرِهِ وَخَلَقَ الاشْيَاءَ نَاطِقَةً بحَمْدِه وَشُكرِهِ
وَالصَّلاةُ وَالسَّلامُ عَلى نَبِيِّهِ مُحَمَّد الْمُشتَقِّ اسْمُهُ مِنْ اسْمِهِ الَْمحْمُودِ
وَعَلى آلهِ الطَّاهِرينَ اُولِي الْمَكارِمِ وَالْجُوِد
http://al7osiny.com/up/uploads/0e0eadc7c7.gif


الفصل الثاني ـ حركته السياسية ونشاطه العام
· حركته الاجتماعية الدينية
· حركته السياسية
· إعتقالاته
· حركته الجهادية خارج العراق
· محاولات اغتياله

حركته الاجتماعية الدينية
مارس السيد المترجم (دام ظله) النشاط الإجتماعي العام منذ وقت مبكر من حياته، وقد منحته المواصفات الذاتية التي يمتلكها، وانتمائه للمرجع الأعلى كابن وعنصر فاعل ونشط في جهاز المرجعية، فرصة واسعة للتحرك في الأوساط الاجتماعية المختلفة.
فعلى صعيد التحرك الإجتماعي العام، كان يقوم بزيارات عمل وتفقد للمدن العراقية واللقاء بالمؤمنين ورعاية نشاطاتهم العامة، مثل زيارته للبصرة، وزيارته للناصرية والحمزة الشرقية، وافتتاح جامع وحسينية الشرقي، والديوانية، والعمارة والكوت، وغيرها، حيث كان يتم اجراء استقبالات شعبية واسعة فيها، فيتعرف عن قرب على طبيعة الجهود التي تبذلها الحركة الاسلامية والمؤمنون في تلك المدن لنشر الثقافة والوعي الاسلامي بين الشباب العراقي المسلم في كل أنحاء العراق.
كما كان يولي المجالس الحسينية والمواكب والجهود المبذولة لتطويرها من ناحية المحتوى والمضمون والتنظيم اهتماماً خاصاً، ونذكر على هذا الصعيد عنايته الخاصة بالمشاركة في مواكب الطلبة ممثلاً عن والده المرجع الاعلى (رض) والتي كانت تنطلق في أربعين الامام الحسين (عليه السلام) في مدينة كربلاء منذ منتصف الستينيات وحتى توقفها بعد مجيء حزب البعث العراقي ومضايقته للشعائر الحسينية.
وكانت مواكب الطلبة ومشاركة المؤمنين المثقفين من الأوساط الطلابية والجامعية بالخصوص فيها من ضمن المشاريع الثقافية والسياسية العامة التي خطط لها سيدنا المترجم له مع آخرين وتبنتها مرجعية الامام الحكيم (رض) لفسح المجال لمشاركة قطاعات واسعة من الاوساط الشعبية في الشعائر الحسينية، حيث كانت الممارسة لهذه الشعائر في السابق تقتصر تقريباً على القطاعات العامة مع مشاركة رمزية من الحوزة العلمية او بعض الشخصيات، وكان الاسلوب هو ضرب الصدور العارية واستخدام السلاسل الحديدية في بعض المواكب مما لا يسمح عادة لمثل هذه المشاركة الخاصة بالتوسع.
وقد تبنت أجهزة المرجعية هذه الفكرة تنفيذياً بعد التخطيط لها ضمن تبنيها لتطوير محتوى جميع هذه الشعائر، وبدأت هذه المواكب في كربلاء في زيارة عاشوراء ثم تطورت وامتدت الى مناطق أخرى كالكاظمية وبغداد والديوانية والبصرة وغيرها، وكان سماحته يشارك شخصياً في التخطيط لأصل الفكرة ويشارك في مسيرة الطلبة في كربلاء ضمن الهيئة العليا التي كانت ترسلها المرجعية للتعبير عن أهمية هذا المشروع الثقافي واسناده لمواكب الطلبة سنة 1968 و1969م، كما كان يقوم بتمثيل المرجعية في المشاركة مع مسيرة المواكب العامة، كما كان سماحته يلقي خطاباً في هذه المسيرة في الصحن الحسيني الشريف، وكذلك قراءة المقتل الحسيني في الحسينية النجفية بكربلاء في يوم العاشر من محرم بعد أن حلّ في ذلك محل المرحوم السيد عبد الرزاق المقرّم بعدما عجز عن القيام بذلك في آواخر ايامه رحمة الله عليه.
كما كان يولي اهتماماً خاصاً لتأسيس المكتبات والجمعيات الاسلامية لما لها من دور كبير في نشر الوعي الاسلامي وكونها تمثل منتدى لتجمع المؤمنين في كل المدن العراقية.
وشارك بشكل كبير باقامة الاحتفالات الدينية ذات الطابع الجماهيري والسياسي والعقائدي كما هو الحال في احتفال مدينة النجف الاشرف بميلاد الامام الحسين (عليه السلام) في الثالث من شعبان من كل عام، وميلاد الامام علي (عليه السلام) في كربلاء في 13 رجب من كل عام، ومولد الرسول الأعظم (ص) في 12 ربيع الأول كل عام في بغداد.. وميلاد الامام الحجة القائم المنتظر الذي يقام في البصرة في 15 شعبان من كل عام.. وهي احتفالات كانت تقام تحت رعاية المرجع الأعلى الامام الحكيم (رض) ويحضرها عادة وجوه المجتمع العراقي من علماء كبار ومجتهدون وساسة، ومثقفون وشعراء وادباء العراق، حيث كانت تلك الاحتفالات تتحوّل إلى تظاهرة سياسية تعبر فيها المرجعية الدينية عن مواقفها تجاه الأحداث المحلية والدولية وخصوصاً فيما يتعلق بأمور الاسلام والمسلمين في العراق.
وكان للسيد المترجم دور المساهمة في التأسيس لهذه الاحتفالات، كما كان إلى جانب شقيقه الشهيد العلامة السيد مهدي الحكيم (رض) يتناوبان في القاء كلمة المرجعية في مثل هذه الاحتفالات.
وكانت هذه الاحتفالات من المشاريع التعبوية الثقافية والسياسية المهمة التي قامت بها مرجعية الامام الحكيم (رض)، حيث كانت تمثل مهرجانات مركزية واسعة بمناسبة مواليد الأئمة من أهل البيت (ع) أو ذكرياتهم الأخرى، وقد أدخلت المرجعية الدينية تطويراً مهماً على هذه الاجتماعات من الناحية الكمية والكيفية ومضمون الخطاب الثقافي والسياسي الذي يلقى في هذه لمهرجانات السنوية الكبيرة وكان الى جانب السيد المترجم في هذا المشروع جماعة من السادة العلماء الأفاضل، امثال العلامة الشهيد السيد مهدي الحكيم (رض)([11] (http://www.aljamri.org/al-hakim/sireh.htm#_ftn11)) والعلاّمة الدكتور السيد محمد بحر العلوم([12] (http://www.aljamri.org/al-hakim/sireh.htm#_ftn12))، والعلاّمة السيد هادي الحكيم (قده) في بغداد وآية الله الشيخ علي سماكة في الحلة، وحجة الاسلام والمسلمين الشيخ علي الصغير (قده) والعلاّمة السيد مرتضى العسكري([13] (http://www.aljamri.org/al-hakim/sireh.htm#_ftn13)) في بغداد، والعلامة الشيخ محمد مهدي شمس الدين (قده) في الديوانية([14] (http://www.aljamri.org/al-hakim/sireh.htm#_ftn14))، وغيرهم من الاعلام في إدامة هذه المهرجانات حسب المكان الذي يقام فيه وكانت حصته في التنفيذ تتمركز في مدينة النجف وكربلاء.
وكان لهذه المهرجانات دور كبير في تعبئة الامة ثقافياً وسياسياً وروحياً وتشخيص موقفها العام تجاه الاحداث والمطالبة بحقوقها، وكان لها تأثيرات سياسية واجتماعية وثقافية مهمة حتى جاءت سلطة 17 تموز ومنعوا في بداية الامر اقامة هذه المهرجانات، ثم حاولوا ان يقيموا بدلها مهرجانات تحت اشرافهم وادارتهم للسيطرة عليها ولكنهم لم ينجحوا في ذلك حيث خرجت عن اهدافها الرئيسية.
كما كان في مرجعية والده مسؤولاً مباشراً عن الطلبة العراقيين جديدي العهد بالدخول في صفوف الحوزة العلمية في النجف الاشرف وغيرهم، حيث شهد عهد الامام الحكيم (رض) تطوراً ملحوظاً في هذا الوسط، اذ كان السيد الحكيم الابن يرعى شؤونهم العامة ويتدخل لحل مشاكلهم ومعاناتهم.
كما كان مسؤولاً عن بعثة الحج الدينية التابعة لوالده الامام الحكيم (قدس سره) حيث كان في كل عام ولمدة تسع سنوات متوالية (60 ـ 68م) يسافر الى الحج، ليلتقي بالمسلمين في كل مكان من أجل بث الوعي الديني في صفوف المسلمين وتعليمهم الاحكام الشرعية وتنظيم أمورهم الدينية، وقد زوده الامام الحكيم (رض) بوكالة مطلقة مؤرخة في 11 ذي القعدة 1383هـ([15] (http://www.aljamri.org/al-hakim/sireh.htm#_ftn15)).



حركته السياسية
وعلى الصعيد السياسي، فقد دخل منذ البداية في دائرة الاهتمام بايجاد التنظيم السياسي الاسلامي الذي يكفل ايجاد القدرة على التحرك السياسي المدروس في أوساط الشعب العراقي. وبهدف ردم الهوة بين الحوزة العلمية والشرائح الاجتماعية المثقفة، حيث كان هناك شعور بالحاجة لتنظيم اسلامي يتبنى النظرية الاسلامية الأصيلة المأخوذة عن أهل البيت (عليهم السلام) ومرتبط بالحوزة العلمية وهمومها ومشاريعها من ناحية، ولمواجهة التنظيمات غير الاسلامية التي أسست على اسس الحضارة الغربية او الشرقية من ناحية أخرى، وضرورة مدّ الجسور إلى الاوساط المثفة بالثقافة الحديثة من خريجي الجامعات والموظفين والطلبة والمعلمين وغيرهم، وكذلك التحولات السياسية المهمة في المنطقة عموماً وفي العراق خصوصاً بعد سقوط الملكية وقيام النظام الجمهوري وهي الاسباب التي تشكل خلفية اتخاذ قرار تأسيس التنظيم الاسلامي سنة 1958م، الذي شارك فيه مع آخرين من العلماء الكبار أمثال آية الله العظمى الشهيد السيد محمد باقر الصدر (رض)، والعلاّمة المجاهد الشهيد السيد محمد مهدي الحكيم (رض)، والعلاّمة السيد مرتضى العسكري وهو التنظيم الذي أصبح يعرف فيما بعد باسم (حزب الدعوة الاسلامية)، وقد استمر مشاركاً في مرحلة التأسيس وكان يقوم فيها بدور فكري وثقافي بشكل عام، وتنظيمي بشكل محدود لمدة سنتين، الا أن ظروفاً موضوعية أملت عليه وعلى الشهيدين الامام الصدر والعلاّمة السيد محمد مهدي الحكيم أن يتركوا العمل داخل الاطار الحزبي، حيث كان ذلك عام 1380هـ، ويتخصص للعمل الجماهيري بقيادة المرجعية الدينية.
وعلى الرغم من تركه العمل الحزبي إلاّ انه بقي على علاقته بالعمل السياسي المنظم على مستوى الرعاية والاسناد والتوجيه من خلال جهاز مرجعية والده الامام الحكيم (قده سره)، وبعد ذلك بشكل مستقل، أو من خلال الموقع القيادي العام للنهوض الاسلامي الذي كان يمارسه السيد الشهيد الصدر (قده سره).
وكان سماحته قد مارس في حياة والده الامام الحكيم دوراً مشهوداً في دعم واسناد الحركة الاسلامية بكل فصائلها.
وعلى الصعيد الرسمي فقد مثل سماحته والده الامام الحكيم (قده سره) في عدد من النشاطات الرسمية، كحضوره في عدة مؤتمرات واجتماعات منها حضوره مع العلامة الشهيد السيد محمد مهدي الحكيم (رض) ممثلان عن والدهما في المؤتمر الاسلامي الذي عقد في مكة المكرمة سنة 1965 والمؤتمر الاسلامي الذي عقد في عمان بالأردن في أعقاب نكسة 5 حزيران عما 1967م - 1387هـ.
وقد اتصف السيد الحكيم في نشاطه السياسي بالاقدام والشجاعة والجرأة والتدبير، ففي أيام السيطرة الشيوعية على الحكم في العراق، وضعت النجف تحت رقابة مشددة حيث كان يقف في رأس كل زقاق مسلحان ممن يسمّون بـ (أنصار السلام)، وكانت المواجهة يومها على اشدها بين الامام الحكيم (قدس سره) وبين الحكم القائم، والشيوعيين الملتفين حول الحكم... بعد أن أصدر الامام الحكيم فتواه الشهيرة (الشيوعية كفر والحاد).
في تلك الظروف التي لم يتجاوز فيها السيد الحكيم العشرين من عمره كان يراجع كتاب فلسفتنا الذي ألفه السيد الشهيد الصدر (رض) لمناقشة الفكر المادي والماركسي بشكل أخص لمناقشة الماركسية مع السيد الشهيد في بيته في أحد أزقة النجف القديمة المظلمة.. وكان يخرج من البيت متأخراً وأحياناً في منتصف الليل.. حيث يتوقع في كل لحظة ان يقع عليه اعتداء من قبل هؤلاء المسلحين، ولكنه كان يواجه كل تلك الاخطار بجرأة واقدام.
وهكذا عندما شنت حملة الاعتقالات والسحل، ومارست الدولة ضغوطها على المرجعية فكان له موقف صامد مشهود، ومن جهة أخرى وفي مثل تلك الظروف كان يذهب إلى المطبعة لمراجعة طبع كتاب فلسفتنا، وفي نفس الوقت كان الشيوعيون يراجعون نفس المطبعة لانهم يطبعون جريدتهم فيها، وقد قدّر الامام الشهيد الصدر (رض) لسيدنا المترجم هذه المواقف الشجاعة الرائدة وترجم ذلك التقدير من خلال وصفه بأنه (العضد المفدى) في مقدمة كتابه (اقتصادنا).
ومع كل هذه التحديات والأخطار وأمثالها التي كانت مستمرة طيلة مدة عقد الستينات الميلادية. فان ذلك لم يثنه عن اداء مهمته الرسالية.. ومثال آخر عندما اشتدت المواجهة بين الامام الحكيم (قدس سره) وبين العفالقة عام 1969م وبعد اختفاء أكثر العناصر القوية المحيطة بالامام الحكيم (قدس سره) تولى سماحته إدارة شؤون والده المرجع الاعلى، وكان بيت الامام الحكيم (رض) في الكوفة محاصراً ومحاطاً بعناصر الأمن والمخابرات، فكان سماحته يلتقي ببعض الوفود ويخطب بهم ويوضّح الحقيقة بالرغم من قساوة الظروف.. كما كان قد أتخذ موقفاً صلباً وشجاعاً تجاه محاولات البكر وصدام للقاء بالامام الحكيم (رض).
فقد كانت خطة الامام الحكيم في مواجهة حزب البعث العراقي هي تعبئة الامة ضدهم وكشف زيفهم وانحرافهم وتآمرهم على مقدراتها ومصالحها، وكانت السلطة، وبالذات مجموعة أحمد حسن البكر وصدام يعملون من أجل محاربة الاسلام وضرب كل القوى السياسية الصالحة وفي مقدمتها المرجعية الدينية والحوزة العلمية لما لها من أهمية دينية وثقافية وسياسية وتعبوية تقف امام هذه المخططات الاجرامية.
وقد نص على هذا الموقف السياسي ضد المرجعية قرار للمؤتمر القطري السابع لحزب البعث وكان يسمي حركة المرجعية الدينية والاجهزة والمؤسسات المرتبطة بها بـ(التيار الرجعي الفاطمي) ولكن في الوقت نفسه كان القرار المذكور يؤكد على أن يتم التعامل بحذر شديد مع ذلك التيار لاحساسه بالخطر من المواجهة العلنية المباشرة مع هذا التيار وهو خطر العزلة عن الشعب.
وبعد الأزمة التي حدثت بين نظام أحمد حسن البكر ونظام الشاه حول السيادة على شط العرب، حاول النظام الاستفادة من موقع المرجعية في هذه الأزمة.
ولذلك طُرح منذ البداية أن يقوم أحمد حسن البكر أو صدام بزيارة للامام الحكيم للظهور بمظهر التقرب من المرجعية، وطرح موضوع الخلاف المفتعل مع ايران الشاه في ذلك الوقت على المرجعية، ولكن الامام الحكيم لم يوافق على هذه الزيارة حتى قام أحمد حسن البكر (رئيس الجمهورية) آنذاك بزيارة مفاجئة للامام الحكيم في مدينة الكوفة دون تنسيق أو خبر مسبق، وحاول النظام أن يستغلّ هذه الزيارة للدعاية فقام باعلان خبر الزيارة في وسائله الاعلامية، ولكنه عاد بعد تهديد المرجعية بتكذيب هذه الزيارة إلى القول انها كانت زيارة مفاجئة ومن دون ترتيب سابق، ثم قام النظام بعملية تسفير واسعة لعلماء واساتذة وطلاب الحوزة العلمية والايرانيين المقيمين في العراق، والعراقيين ذوي الأصول الايرانية الأمر الذي أدى إلى احتجاج الامام الحكيم الذي كان يؤدي زيارة الاربعين للامام الحسين (عليه السلام) في كربلاء في العشرين من صفر عام 1389هـ، حيث عاد مسرعاً الى النجف وتم اعلان ذلك على الناس، وعقد اجتماعاً كبيراً للعلماء لمتابعة هذا الأمر، فيما اضطر النظام إلى أن يرسل وفداً كبيراً من بغداد للتفاوض حول الأحداث، وهنا قدم سماحة السيد محمد باقر الحكيم في محضر الوفد الادلة الثبوتية على وجود قرار للنظام بمحاربة الاسلام والدين بعد ان أنكر الوفد ذلك وكان الوفد برئاسة خير الله طلفاح محافظ بغداد وعضوية الوزير حامد علوان الجبوري، ومتصرف كربلاء في ذلك الوقت عبد الصاحب القرغولي([16] (http://www.aljamri.org/al-hakim/sireh.htm#_ftn16)) وبعض المسؤولين الآخرين، وعلى أثر هذا اللقاء تم ايقاف التسفيرات ولو بصورة مؤقتة.
ثم شن النظام مرة أخرى حملة اعتقالات واسعة، فكان سفر الامام الحكيم إلى بغداد للاحتجاج على هذا الموقف للنظام وتم الاتفاق مع العلماء وأطراف الحركة الاسلامية أن يكون موقف المجابهة واحدة وتمت الاستجابة الى ذلك في البداية.
ولكن النظام قام بهجوم جديد من خلال اعلان الاتهام للعلامة السيد مهدي بالتعاون مع الحركة الكردية في شمال العراق، وقامت قوة عسكرية مخابراتية في مساء ذلك اليوم باقتحام الدار التي كان ينزل فيها الامام الحكيم في بغداد لاعتقال العلامة السيد مهدي الحكيم، كما قام في نفس الوقت باعتقال عدد من العلماء والشخصيات وتهديد عدد آخر منهم.
وصمدت المرجعية وعاد الامام الحكيم (رض) إلى النجف الأشرف وتحرك طلبة الحوزة العلمية ودخلوا في مواجهة عنيفة مع النظام في النجف الأشرف وأعلن الامام الحكيم احتجاجه على هذه المواقف إلاّ انّ المؤسف هو ان الحركة الاسلامية لم تقم بما كان ينبغي ان تقوم به لسبب تقديراتها غير الدقيقة للموقف فلم يصدر منها ردّ فعل يتناسب مع تلك الأحداث، إلى جانب موقف بعض العلماء حين قرروا الخروج من العراق بسبب شعورهم بالخطر وعدم قدرتهم على فعل شيء‍‍‍‍‍‍‍‌‍‍‍‍‍.
كما اختفى بعضهم بسبب التهديد والخوف، وبعضهم نسبت إليه تصريحات مؤيدة لحكومة البعث دون أن يصدر منهم تكذيب بشأنها.
وهنا حاولت بعض الأوساط العلمية وغير العلمية أن تقوم بدور الوسيط لحل هذه الأزمة عن طريق قيام صدام بزيارة الامام الحكيم ـ وصدام كان مسؤولاً في ذلك الوقت عن جهاز المخابرت جديد التأسيس والذي كان يسمى بالعلاقات العامة لمجلس قيادة الثورة وبذلك ينتهي كل شيء حيث تستسلم المرجعية للأمر الواقع وترجع إلى موقف اعتزال الحركة السياسية مع ادانة التحرك السياسي السابق على انه تحرك مشبوه قام به أشخاص يستحقون الملاحقة ـ ووجهت ضغوط كبيرة على المرجعية نفسية وسياسية وأمنية من النظام ومن داخل الحوزة ومن أوساط الامة التي كانت تتأثر بالنظام أو بالخوف والارهاب الذي أوجده النظام او غيره كانت غير واعية، كل ذلك من أجل ان تتنازل عن موقفها.
وفي تلك الاجواء المتوترة المنذرة بخطر داهم يُحدق بالمرجعية والحوزة العلمية كان سماحة السيد المترجم ملازماً للامام الحكيم (قده) في بيته في الكوفة من أجل مراقبة الوضع بدقة ومعالجة هذه الضغوط بطريقة مناسبة.
وقد تم والحمد لله افشال كل هذه المحاولات ومنها المحاولة التي قام بها صدام اثناء زيارته المفاجئة الى النجف للمشاركة في تشييع جنازة عبد الوهاب كريم، عضو القيادة القطرية الذي قتل في حادث سيارة ودفن في النجف الأشرف واتهم بقتله صدام، وحضر جنازته لابعاد هذه التهمة، وحاول في هذه الزيارة المفاجئة أن يلتقي بالامام الحكيم (رض) وكلّف المرحوم السيد حسين الكليدار لإستطلاع الحال، وقد واجهه سيدنا المترجم شخصياً بالرفض.
والطريف في موضوع ملازمة السيد الحكيم الابن لوالده، انّ الامام الحكيم (قده) كان يظن أن ملازمة نجله له في الكوفة كانت بسبب خوفه من الاعتقال، لأنه كان يشارك بصورة أساسية في كل النشاطات السياسية العامة، وقد كان الآخرون قد اعتقلوا، أو مطاردين من السلطة. ولم يكتشف السيد الحكيم الابن هذا التصور في نفس والده الذي كان على درجة عالية من ضبط النفس والسيطرة على الأعصاب، فلم يتحدث بأي شيء عن ذلك طيلة أربعة أشهر، إلى أن قرر السيد الحكيم الابن السفر إلى بغداد فجأة لترتيب أوضاع كلية أصول الدين عند افتتاح موسمها الدراسي أواخر أيلول 1969 بعد أن سافر عميدها العلامة السيد مرتضى العسكري الى الخارج دون عودة، وكان سماحته في ذلك اليوم مصاباً بالحمى ولم يكن قد غادر البيت طيلة أربعة أشهر تقريباً، فاستأذن من والده الامام الحكيم (قده) بالسفر فأذن له، وبعد سفره تحدث الامام الحكيم بهذا التصور لزوجته (رحمها الله) حيث ذكر لها بأن طلب نجله الاذن بالسفر منه قد أثار عنده الاستغراب وخصوصاً وانه سافر إلى بغداد من أجل هذا العمل الذي كان مستهدفاً من قبل النظام.
ولم تصل للسيد المترجم رسالة تهديد من صدام، ولكن صدام كان قد هدد أخيه العلامة الشهيد السيد مهدي الحكيم (رض) بسبب رفضه الاجتماع به، وقد نقل هذا التهديد والموقف إلى سيدنا المترجم عبد الأمير ملا ناجي، الذي كان يعمل في جهاز العلاقات العامة لمجلس قيادة الثورة، وهو الذي كان وراء اعتقال العلامة الشهيد السيد حسن الشيرازي، وكان من أهل (بلد) وقد طلب الاجتماع بسيدنا الحكيم بواسطة المرحوم العلامة السيد عبد الزهراء الخطيب العالم الديني في (بلد) حينذاك.
ولكن صدام قام بعدة محاولات لاغتيال السيد الحكيم بطريقة غير مثيرة لم تتحقق لحد الآن والحمد لله.
وبعد وفاة والده الامام الحكيم (قدس سره) سنة 1970م، استمر سماحته على هذا المنهج وهو يقف الى جانب آية الله العظمى السيد الشهيد الصدر (قدس سره)، ومع تطورات الأوضاع السياسية وتنامي حركة الوعي الاسلامي في العراق ازداد ثقل المسؤولية التي تحملها المرجع الشهيد الصدر (قدس سره) ومعه آية الله السيد محمد باقر الحكيم (دام ظله).
ومن هنا تصاعدت حركة نشاطه السياسي على الرغم من الرقابة الشديدة السرية التي كان يتعرض لها من قبل أجهزة السلطة واعوانها متحينين الفرص لإعتقاله.


تشخيص دقيق للمرحلة بعد وفاة الامام الحكيم (قده):
وكان التقييم العام للأوضاع السياسية بعد وفاة الامام الحكيم يقوم على مجموعة من التصورات الرئيسية:
الأول: انّ هذا النظام قمعي ويخطط للدخول في تفاصيل حياة الناس، وهو لا يَترُك حتى لو يُترَك ولذلك فلا بد من أخذ زمام المبادرة في التحرك وعدم الاعتماد على حالة ردود الفعل.
الثاني: انّ الأمة بدأت مرحلة جديدة من الوعي ولكنها غير متكاملة ولا منظمة وتحتاج إلى جهد متواصل يهتم بالكيف أكثر من الكم.
الثالث: انّ النظام والاستكبار العالمي فتح عيونه على المرجعية وأهميتها ودورها في الأمة وقدرتها الكبيرة بعد خروجها من عزلتها على يد الامام الحكيم، ولذلك فسوف يواصل النظام التعرض للمرجعية والعمل على القضاء على دورها أو تحجيمه والضغط عليها لإرجاعها إلى العزلة أو التعاون مع النظام.
الرابع: انّ هناك حاجة حقيقية لتوحيد المرجعية في العراق للمحافظة على ما تبقى من انجازات حققتها مرجعية الامام الحكيم وللاحتفاظ بقدرة المرجعية في المواجهة، ولذلك اهتم بارجاع الأوساط الشعبية إلى الامام الخوئي حيث كان هو المرشح لذلك.
الخامس: انّ المرجعية لابد أن تعتمد بصورة أساسية على جهازها وتشكيلاتها الخاصة بها من العلماء والمبلغين، مضافاً الى القوى والتشكيلات الثقافية والسياسية الاسلامية الأخرى.
السادس: فصل المرجعية والحوزة وجهازها العام عن العمل المنظم الاسلامي العام.
السابع: ضرورة وضوح العلاقة الداخلية بين المرجعية والحوزة من ناحية والتنظيم الاسلامي الخاص من ناحية أخرى، وهي علاقة قيمومة المرجعية على العمل التنظيمي الاسلامي وقيادته وتوجيهه وارشاده.

خادمة الشيخ المهاجر
08-01-2008, 08:09 PM
أبدعتي أختي .....


حقا يحتاج هذا السيد الجليل وقفات إجلال وتعظيم..


حشرنا الله وإياك مع السعداء...



تحــيـــــــــــــــــ نور المستوحشين ـــاتــي


بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الذي جَعَلَ الْحَمْدَ مفْتَاحاً لذِكْرِهِ وَخَلَقَ الاشْيَاءَ نَاطِقَةً بحَمْدِه وَشُكرِهِ
وَالصَّلاةُ وَالسَّلامُ عَلى نَبِيِّهِ مُحَمَّد الْمُشتَقِّ اسْمُهُ مِنْ اسْمِهِ الَْمحْمُودِ
وَعَلى آلهِ الطَّاهِرينَ اُولِي الْمَكارِمِ وَالْجُوِد
http://al7osiny.com/up/uploads/0e0eadc7c7.gif
أختي الغالية أشكركم على المرور الرائع
وألف رحمة على هذه الروح الطاهره
دمتم برعاية بقية الله الأعظم

شكرا جزيلا على هذا الجهد
واتوقع لو كان السيد حاظراً في هذا الوقت لكان العراق بحالٍ آخر

أخي الكريم الله يبارك فيكم ، وحتما بوجوده يكون حال العراق إلى خير ....
قدس الله روحه الطاهره
دمتم برعاية بقية الله الأعظم