المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : آية الولاية...حقيقة قرآنية


سلام امين تامول
22-12-2007, 10:54 PM
تمهيد

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيّدنا محمد وآله الطيبين الطاهرين، ولعنة الله على أعدائهم أجمعين من الاولين والاخرين.

قال الله تعالى: (إِنَّمَا وَلِيُّكُم اللهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ)(1) .

هذه الاية المباركة تسمّى في الكتب بـ «آية الولاية»، استدلّ بها الاماميّة على إمامة أمير المؤمنين سلام الله عليه، وكما ذكرنا من قبل، لابدّ من الرجوع إلى السنّة لتعيين مَن نزلت فيه الاية المباركة، وبعبارة أُخرى لمعرفة شأن نزول الاية.
____________
(1) سورة المائدة: 55.


ثمّ بعد معرفة شأن نزول الاية المباركة، لابدّ من بيان وجه الاستدلال بها على إمامة أمير المؤمنين، ثمّ يأتي دور الاشكالات والاعتراضات والمناقشات التي نجدها في كتب الكلام والعقائد من قبل علماء السنّة في الاستدلال.

فالبحث إذن يكون في جهات:

الجهة الاُولى
في شأن نزول هذه الاية المباركة

أجمعت الطائفة الاماميّة، ورواياتهم بهذا الامر متواترة، بأنّ الاية المباركة نزلت عندما تصدّق أمير المؤمنين سلام الله عليه بخاتمه على السائل، وهو في أثناء الصلاة وفي حال الركوع.

فالامر مفروغ منه من جهة الشيعة الاماميّة.

إلاّ أنّ هذا المقدار لا يكفي للاستدلال على الطرف المقابل، كما ذكرنا من قبل، فله أن يطالب برواة هذا الخبر من أهل السنّة، من المحدّثين والمفسّرين، وله أيضاً أن يطالب بصحّة سند هذا الخبر في كتب السنّة، ليكون حجّة عليه.

ونحن على طبق هذه القاعدة المقرّرة في أُصول البحث والمناظرة، نذكر في الجهة الاُولى أسماء بعض من روى هذه القضيّة، ونزول هذه الاية المباركة في أمير المؤمنين، في خصوص
تصدّقه في حال الركوع بخاتمه على الفقير، على السائل، لتتمّ الحجّة حينئذ على من يرى حجيّة كتبه، على من يرى اعتبار رواياته، على من يلتزم بلوازم مذهبه، فحينئذ تتمّ الجهة الاُولى، ويتعيّن مَن نزلت فيه الاية المباركة، ويكون الخبر متّفقاً عليه بين الطرفين، ومقبولاً بين الخصمين أو المتخاصمين.


قول المفسّرين

1 ـ يعترف القاضي الايجي في كتابه المواقف في علم الكلام وهو من أهم متون أهل السنّة في علم الكلام وأصول الدين، فالقاضي الايجي المتوفّى سنة 756 هـ يعترف بإجماع المفسّرين على نزول الاية المباركة في هذه القضيّة الخاصّة المتعلّقة بأمير المؤمنين (عليه السلام)(1) .

2 ـ وأيضاً يعترف بهذا الاجماع: الشريف الجرجاني المتوفّى سنة 816 هـ، في كتابه شرح المواقف في علم الكلام، وهذا الكتاب متناً وشرحاً مطبوع وموجود الان بين أيدينا(2) .

3 ـ وممّن يعترف بإجماع المفسّرين على نزول الاية المباركة

____________

(1) المواقف في علم الكلام: 405.

(2) شرح المواقف 8 / 360.


في شأن علي (عليه السلام): سعد الدين التفتازاني المتوفّى سنة 793 هـ، في كتابه شرح المقاصد(1) ، وشرح المقاصد أيضاً من أهم كتب القوم في علم الكلام، ومن شاء فليرجع إلى كتاب كشف الظنون ليجد أهميّة هذا الكتاب بين القوم، وفي أوساطهم العلميّة، حيث كان هذا الكتاب من جملة كتبهم التي يتدارسونها في حوزاتهم العلميّة، لذلك كثر منهم الشرح والتعليق على هذا الكتاب.

4 ـ وممّن يعترف بإجماع المفسّرين من أهل السنّة على نزول الاية المباركة في أمير المؤمنين، في هذه القضيّة الخاصّة: علاء الدين القوشجي السمرقندي في كتابه شرح التجريد، وهذا الكتاب أيضاً مطبوع وموجود بين أيدينا(2) .

فعلماء الكلام الذين يبحثون عن أدلة الامامة، وعمّا يقول الطرفان في مقام الاستدلال، وعمّا يحتجّ به كلّ من الطرفين على مدّعاه، يقولون بنزول الاية المباركة في هذه القضيّة الخاصّة.

إذن، فالمفسّرون من أهل السنّة مجمعون على نزول الاية المباركة في هذه القضيّة، والمعترِف بهذا الاجماع كبار علماء القوم في علم الكلام، الذين يرجع إليهم ويعتمد على أقوالهم ويستند إلى كتبهم.
___________

(1) شرح المقاصد 5 / 170.

(2) شرح التجريد للقوشجي: 368.


قول المحدّثين

فقد رأيت من رواة هذا الحديث في كتبهم:

1 ـ الحافظ عبد الرزّاق الصنعاني، صاحب كتاب المصنّف، وهو شيخ البخاري صاحب الصحيح.

2 ـ الحافظ عبد بن حميد، صاحب كتاب المسند.

3 ـ الحافظ رزين بن معاوية العبدري الاندلسي، صاحب الجمع بين الصحاح الستّة.

4 ـ الحافظ النسائي، صاحب الصحيح، روى هذا الحديث في صحيحه.

5 ـ الحافظ أبو جعفر محمّد بن جرير الطبري، صاحب التاريخ المعروف والتفسير المعروف المشهور.

6 ـ ابن أبي حاتم الحافظ الرازي المحدّث المفسّر المشهور، الذي يعتقد ابن تيميّة في منهاج السنّة بأنّ تفسير ابن أبي حاتم خال من الموضوعات.

7 ـ الحافظ أبو الشيخ الاصفهاني.

8 ـ الحافظ ابن عساكر الدمشقي.

9 ـ الحافظ أبو بكر ابن مردويه الاصفهاني.

10 ـ الحافظ أبو القاسم الطبراني.

11 ـ الحافظ الخطيب البغدادي.

12 ـ الحافظ أبو بكر الهيثمي.

13 ـ الحافظ أبو الفرج ابن الجوزي الحنبلي.

14 ـ الحافظ المحبّ الطبري شيخ الحرم المكّي.

15 ـ الحافظ جلال الدين السيوطي، المجدّد في القرن العاشر عند أهل السنّة.

16 ـ الحافظ الشيخ علي المتّقي الهندي، صاحب كتاب كنز العمّال.

هؤلاء جماعة من أعلام الائمّة في القرون المختلفة، يروون هذا الحديث في كتبهم.

يقول الالوسي صاحب التفسير المسمّى بروح المعاني: غالب الاخباريين على أنّ هذه الاية نزلت في علي كرّم الله وجهه(1) .

فالقضيّة بين المفسّرين مجمع عليها، وغالب المحدّثين والاخباريين ينصّون على هذا، ويقولون بنزول الاية في علي ويروون هذا الحديث. وذكرت لكم أسماء جماعة من أعلامهم،
____________

(1) روح المعاني 6 / 168.


منذ زمن البخاري إلى القرن الحادي عشر.

ولو أنّك تراجع تفسير ابن كثير في ذيل هذه الاية المباركة(1) ، تجده يعترف بصحّة بعض أسانيد هذه الاخبار، واعتراف ابن كثير بصحّة بعض هذه الاسانيد يمكن أن يكون لنا حجة على الخصوم، لانّ اعتراف مثل ابن كثير بصحّة هذه الروايات، وهو ممّن لا نرتضيه نحن ونراه رجلاً متعصّباً في تفسيره وتاريخه، هذا الاعتراف له قيمته العلميّة.

وأنا شخصيّاً راجعت عدّة من أسانيد هذه الرواية، ولاحظت كلمات علماء الجرح والتعديل من كبار علمائهم في رجال هذه الروايات والاسانيد، ورأيت تلك الاسانيد صحيحة على ضوء كلمات علمائهم.

منها هذا الحديث الذي أخرجه ابن أبي حاتم في تفسيره(2) ، فإنّه يرويه عن أبي سعيد الاشج، عن الفضل بن دكين، عن موسى بن قيس الحضرمي، عن سلمة بن كهيل قال: تصدّق علي بخاتمه وهو راكع فنزلت الاية: (إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللهُ وَرَسُولُهُ) إلى آخرها.

فإذن، هذا الخبر مجمع عليه بين المفسّرين، وعليه غالب
____________

(1) تفسير ابن كثير 2 / 64.

(2) تفسير ابن أبي حاتم 4 / 1162.


المحدّثين باعتراف الالوسي، وذكرت لكم أسامي عدّة من رواته من الاعلام، وذكرت لكم اعتراف ابن كثير بصحّة بعض أسانيده، كما أنّي شخصيّاً حقّقت بعض الاسانيد على ضوء كلمات علمائهم وصحّحتها على طبق قواعدهم.

وقد اشتهر هذا الخبر وثبت، بحيث يروى أنّ حسّان بن ثابت الشاعر الانصاري الصحابي المعروف، قد نظم هذه المنقبة وهذه القضيّة في شعر له، ـ ومن الناقلين لهذا الشعر هو الالوسي البغدادي صاحب روح المعاني(1) ـ يقول في شعر له:

فأنت الذي أعطيت إذ كنت راكعاً زكاةً فدتك النفس يا خيرَ راكعِ
فأنزل فيك الله خيرَ ولاية وأثبتها أثنى كتاب الشرايع
إذن، هذه القضيّة لا يمكن المناقشة في سندها بشكل من الاشكال، ولا مجال لان تكذّب هذه القضيّة. أو تضعّف روايات هذه القضيّة.

هدى الله الجميع لولاية علي بن ابي طالب
خادم الزهراء سلام امين
____________

(1) روح المعاني 6 / 168.

خادم الروافض
22-12-2007, 11:37 PM
سلام الله عليك ابا الحسن
هدى الله الجميع لولايته والبراءه من أعدائه..

ريناد
23-12-2007, 01:34 AM
الحمد لله على ولاية امير المؤمنين

في ميزان عملك اخي

رجل من مكة
23-12-2007, 10:56 AM
عندما تصدّق أمير المؤمنين سلام الله عليه بخاتمه على السائل، وهو في أثناء الصلاة وفي حال الركوع

1- هل هى صدقة ام زكاة
2- وهل من يتصدق ينتظر من يأتية حتى يتصدق عجبى
3- يعنى افضل اوقات الصدقة وانت راكع اقتداء بعلى رضى الله عنة يجب علينا اتباعة نتصدق فى اثناء الصلاة
4- يبدوا على رضى الله عنة ينشغل عن الصلاة ويتصدق وهو يصلى عجبى
5- لماذا لم يتصدق وهو راكع اليس باب العلم يعلم ان فى السجود يكون العبد اقرب للربة

عجبى والله انكم تطعون فى على رضى الله عنة

والمصيبة الكبرى لم يجدوا دليل من الاية دليل محكم على الولاية التى هى ركن من اركان الاسلام عندهم وذهبوا الى سبب النزول
عجبى
من لدية عقل يفكر

سلام امين تامول
23-12-2007, 04:43 PM
[quote]
1-عفى الله عقلك الذي حار بين الزكاة والصدقة.
2-لا اعلم ان كنت شاكا في الاية الكريمة وكانها من صنعنا نحن الشيعة وكان لا وجود لها في الكتاب.
3-بدلا من الرد على موضوعي رحت تكذب كبار الرواة عندكم ولقد ذكرتهم لك فكلف نفسك وابحث.
4-والعجيب انك تسال عن صلاة امير المؤمنين وهل صلاة امير المؤمنين كصلاتك ياهذا؟؟؟حتى تحكم بخروجه من الصلاة .
5-المهم...اليك بعض الاعتراضات التي واجهتك اثناء القراءة والاجابة عنها:
الاعتراض الاول
احتمال أن تكون الواو في (وهم راكعون) واو عاطفة لا واو حاليّة، وحينئذ يسقط الاستدلال، لانّا ـ نحن الطلبة ـ نقول: إذا جاء الاحتمال بطل الاستدلال، الاستدلال يتوقّف على أن تكون الواو هذه حاليّة، فالذي أعطى الخاتم، إعطاؤه كان حال كونه راكعاً، وهو علي (عليه السلام)، أمّا لو كانت الواو عاطفة يكون المعنى (إنّما وليّكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون) أي هم يركعون، يؤتون الزكاة ويصلّون ويركعون، إذن لا علاقة للاية المباركة بالقضيّة، فهذا الاحتمال إنْ تمّ سقط الاستدلال.
لكنّ هذا الاحتمال يندفع بمجرّد نظرة سريعة إلى الروايات الواردة في القضيّة، تلك الروايات التي تجدونها بأقل تقدير لو ترجعون إلى الدر المنثور، لوجدتم الروايات هناك، وهي صريحة في كون الواو هذه حاليّة....
ففي هذا الكتاب وغيره من المصادر عدّة روايات وردت تقول: تصدّق علي وهو راكع(1) ، حتّى في رواية تجدونها في الدر المنثور أيضاً هذه الرواية هكذا: إنّ النبي (صلى الله عليه وسلم) سأل السائل، سأل ذلك المسكين الذي أعطاه الامام خاتمه، سأله قائلاً: «على أيّ حال أعطاكه» ـ أي الخاتم ـ ؟ قال: أعطاني وهو راكع(2) .
فالرسول نفسه يسأله: على أيّ حال أعطاكه ؟ يقول: أعطاني وهو راكع، فالواو حاليّة، ولا مجال لهذا الاشكال.
الاعتراض الثاني
هذا الاعتراض فيه أُمور:

الامر الاوّل:
من أين كان لعلي ذلك الخاتم ؟ من أين حصل عليه ؟

الامر الثاني:
ما قيمة هذا الخاتم وبأيّ ثمن كان يسوى في ذلك الوقت ؟ ولا يستحقّ شيء من هذا القبيل من الاعتراض أن ينظر إليه ويبحث عنه.

____________
(1) تفسير ابن أبي حاتم 4 / 1162.
(2) الدرّ المنثور في التفسير بالمأثور 3 / 105.
نعم يبقى:

الامر الثالث:
وله وجه ما، وهو أنّه يفترض أن يكون علي (عليه السلام)في حال الصلاة منشغلاً بالله سبحانه وتعالى، منصرفاً عن هذا العالم، ولذا عندنا في بعض الروايات أنّه لمّا أُصيب في بعض الحروب بسهم في رجله وأُريد إخراج ذلك السهم من رجله، قيل انتظروا ليقف إلى الصلاة، وأخرجوا السهم من رجله وهو في حال الصلاة، لانه حينئذ لا يشعر بالالم، المفترض أن يكون أمير المؤمنين هكذا، ففي أثناء الصلاة وهو مشغول بالله سبحانه وتعالى كيف يسمع صوت السائل ؟ وكيف يلتفت إلى السائل ؟ وكيف يشير إليه ويومي بالتقدم نحوه، ثمّ يرسل يده ليخرج الخاتم من أصبعه ؟ وهذا كلّه انشغال بأُمور دنيويّة، عدول عن التكلّم مع الله سبحانه وتعالى، والاشتغال بذلك العالم.
هذا الاشكال قد يسمّى بإشكال عرفاني، لانّ الاشكال السابق مثلاً حيث أرادوا جعل الواو عاطفة لا حاليّة إشكال نحوي، وليكن الاشكال السابق عليه في الولاية إشكالاً لغوياً، فلنسمّ هذا الاشكال بالاشكال العرفاني، فالله سبحانه وتعالى عندما يخاطب أمير المؤمنين في الصلاة وعلي يخاطبه، وهما يتخاطبان، وهو منشغل بالله سبحانه وتعالى، كيف يلتفت إلى هذا العالم ؟
والجواب:

أوّلاً:
لقد عُدّت هذه القضيّة عند الله ورسوله وسائر المؤمنين من مناقب أمير المؤمنين، فلو كان لهذا الاشكال أدنى مجال لمّا عدّ فعله من مناقبه.

وثانياً:
هذا الالتفات لم يكن من أمير المؤمنين إلى أمر دنيوي، وإنّما كانت عبادة في ضمن عبادة.
ولعلّ الافضل والاولى أنْ نرجع إلى أهل السنّة أنفسهم، الذين لهم ذوق عرفاني، في نفس الوقت الذي هم من أهل السنّة، ومن كبار أهل السنّة:
يقول الالوسي(1) : قد سئل ابن الجوزي(2) هذا السؤال، فأجاب بشعر، وقد سجّلت الشعر، والجواب أيضاً جواب عرفاني في نفس ذلك العالم، يقول:
يسقي ويشربُ لا تلهيه سكرتهُعن النديم ولا يلهو عن الناسِ
____________
(1) روح المعاني 6 / 169.
(2) ابن الجوزي هذا جدّ سبط ابن الجوزي، وإنّما نبّهنا على هذا، لانّه قد يقع اشتباه بين ابن الجوزي وسبط ابن الجوزي، فالمراد هنا: أبو الفرج ابن الجوزي الحنبلي الحافظ، صاحب المؤلّفات الكثيرة، المتوفى سنة 597 هـ.
أطاعَهُ سُكرُهُ حتّى تمكّن منفعلِ الصحاةِ فهذا واحدُ الناسِهذا شعر ابن الجوزي الحنبلي، الذي نعتقد بأنّه متعصّب، لانّه في كثير من الموارد نرى أمثال ابن تيميّة والفضل ابن روزبهان وأمثالهما يعتمدون على كتب هذا الشخص في ردّ فضائل أمير المؤمنين ومناقبه، أمّا في مثل هذا المورد يجيب عن السؤال بالشعر المذكور.
أمير المؤمنين (عليه السلام) جمع في صفاته الاضداد، هذا موجود في حال أمير المؤمنين، وإلاّ لم يكن واحد الناس، وإلاّ لم يكن متفرّداً بفضائله ومناقبه، وإلاّ لم يكن وصيّاً لرسول الله، وإلاّ لم يكن كفواً للزهراء البتول بضعة رسول الله، وإلى آخره.
فحينئذ هذا الاشكال أيضاً ممّا لا يرتضيه أحدٌ في حقّ أمير المؤمنين، بأن يقال: إنّ عليّاً انصرف في أثناء صلاته إلى الدنيا، انصرف إلى أمر دنيوي.
نعم وجدت في كتب أصحابنا ـ ولم أجد حتّى الان هذه الرواية في كتب غير أصحابنا ـ: عن عمر بن الخطّاب أنّه قال: تصدّقت بخاتمي أربعين مرّة ولم تنزل في حقّي آية.
إذن هذا الاعتراض أيضاً لا مجال له.
الاعتراض الثالث
وهو الاعتراض المهم الذي له وجه علميّ، قالوا: بأنّ عليّاً مفرد، ولماذا جاءت الالفاظ بصيغة الجمع: (والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون) .
هذا الاشكال له وجه، ولا يختصّ هذا الاشكال والاعتراض بهذه الاية، عندنا آيات أُخرى أيضاً، وآية المباهلة نفسها التي قرأناها أيضاً بصيغة الجمع، إلاّ أنّ رسول الله جاء بعلي، مع أنّ اللفظ لفظ جمع (أنفسنا وأنفسكم) وجاء بفاطمة والحال أنّ اللفظ لفظ جمع «النساء»، هذا الاعتراض يأتي في كثير من الموارد التي تقع مورد الاستدلال، وفي سائر البحوث العلمية المختلفة لا في بحث الامامة فقط.
الزمخشري الذي هو من كبار علماء العامّة، وليس من أصحابنا الاماميّة، صاحب الكشّاف وغير الكشّاف من الكتب الكثيرة في العلوم المختلفة، يجيب عن هذا الاشكال، وتعلمون أنّ الزمخشري تفسيره تفسير للقرآن من الناحيّة الادبيّة والبلاغيّة، هذه ميزة تفسير الكشّاف للزمخشري، وهذا شيء معروف عن تفسير الزيجيب الزمخشري عن هذا ما ملخّصه: بأنّ الفائدة في مجيء اللفظ بصيغة الجمع في مثل هذه الموارد هو ترغيب الناس في مثل فعل أمير المؤمنين، لينبّه أنّ سجيّة المؤمنين يجب أن تكون على هذا الحد من الحرص على الاحسان إلى الفقراء والمساكين، يكونون حريصين على مساعدة الفقراء وإعانة المساكين، حتّى في أثناء الصلاة، وهذا شيء مطلوب من عموم المؤمنين، ولذا جاءت الاية بصيغة الجمع. هذا جواب الزمخشري(1) .
فإذن، لا يوافق الزمخشري على هذا الاعتراض، بل يجيب عنه بوجه يرتضيه هو ويرتضيه كثير من العلماء الاخرين.
ولكن لو لم نرتض هذا الوجه ولم نوافق عليه، فقد وجدنا في القرآن الكريم وفي السنّة النبويّة الثابتة الصحيحة، وفي الاستعمالات العربيّة الصحيحة الفصيحة: أنّ اللفظ يأتي بصيغة الجمع والمقصود شخص واحد، كثير من هذا الاستعمال موجود في القرآن وفي السنّة وفي الموارد الاُخرى، وهذا شيء موجود.
مضافاً إلى جواب يجيب به بعض علمائنا وعلمائهم: أنّه في مثل هذا المورد أراد الله سبحانه وتعالى أن يعظّم هذه الفضيلة أو

____________
(1) تفسير الكشّاف 1 / 649.
هذا الفعل من علي، وجاء بلفظ الجمع إكراماً لعلي ولما فعله في هذه القضيّة.
وتبقى نظرية أُخرى، أتذكّر أنّ السيّد شرف الدين رحمة الله عليه يذكر هذه النظرية وهذا الجواب ويقول: لو أنّ الاية جاءت بصيغة المفرد، لبادر أعداء أمير المؤمنين من المنافقين إلى التصرّف في القرآن الكريم وتحريف آياته المباركات عداءً لامير المؤمنين، إذ ليست هذه الاية وحدها بل هناك آيات أُخرى أيضاً جاءت بصيغة الجمع، والمراد فيها علي فقط، فلو أنّه جاء بصيغة المفرد لبادر أُولئك وانبروا إلى التصرّف في القرآن الكريم.
إنّه في مثل هذه الحالة يكون الكناية، صيغة الجمع، أبلغ من التصريح ـ بأن يأتي اللفظ بصيغة المفرد، والذي آمن وصلّى وتصدّق بخاتمه في الصلاة في الركوع أو آتى الزكاة وهو راكع ـ والروايات تقول هو علي، فيكون اللفظ وإن لم يكن صريحاً باسمه إلاّ أنّه أدل على التصريح، أدل على المطلب من التصريح، من باب الكناية أبلغ من التصريح. يختار السيد شرف الدين هذا الوجه(1) .
ويؤيّد هذا الوجه رواية واردة عن إمامنا الصادق (عليه السلام) بسند

____________
(1) المراجعات: 263.

معتبر، يقول الراوي للامام: لماذا لم يأت اسم علي في القرآن بصراحة بتعبيري أنا، لماذا لم يصرّح الله سبحانه وتعالى باسم علي في القرآن الكريم ؟ فأجاب الامام (عليه السلام): لو جاء اسمه بصراحة وبكلّ وضوح في القرآن الكريم لحذف المنافقون اسمه ووقع التصرّف في القرآن، وقد شاء الله سبحانه وتعالى أن يحفظ القرآن (وإنّا له لحافظون) .
وهذه وجوه تذكر جواباً عن السؤال: لماذا جاءت الكلمة أو الكلمات بصيغة الجمع ؟
ولعلّ أوفق الوجوه في أنظار عموم الناس وأقربها إلى الفهم: أنّ هذا الاستعمال له نظائر كثيرة في القرآن الكريم، وفي السنّة النبويّة، وفي الاستعمالات الصحيحة الفصيحة، ثم إن الروايات المعتبرة المتّفق عليها دلّت على أنّ المراد هنا خصوص علي (عليه السلام).
إذن، مجيء اللفظ بصيغة الجمع لابدّ وأن يكون لنكتة، تلك النكتة ذكرها الزمخشري بشكل، والطبرسي بنحو آخر، والسيد شرف الدين بنحو ثالث، وهكذا.
وإذا راجعتم كتاب الغدير لوجدتم الشيخ الاميني رحمة الله عليه يذكر قسماً من الايات التي جاءت بصيغة الجمع وأُريد منها الشخص الواحد، ويذكر الروايات والمصادر التي يُستند إليها في شأن نزول تلك الايات الواردة بصيغة الجمع والمراد منها المفرد.
فإذن، لا غرابة في هذه الجهة.
هذه عمدة الاعتراضات المطروحة حول هذه الاية المباركة.
إذن، بيّنّا شأن نزول الاية، وبيّنّا وجه الاستدلال بالاية، وتعرّضنا لعمدة المناقشات في هذا الاستدلال، وحينئذ لا يبقى شيء آخر نحتاج إلى ذكره.
نعم، هناك بعض الاحاديث أيضاً ـ كما أشرت من قبل ـ هي مؤيّدة لاستدلالنا بهذه الاية المباركة على إمامة أمير المؤمنين، منها حديث الغدير، ومنها حديث الولاية الذي أشرت إليه من قبل.
فحينئذ، لا أظنّ أنّ الباحث الحر المنصف يبقى متردّداً في قبول استدلال أصحابنا بهذه الاية المباركة على إمامة أمير المؤمنين، فتكون الاية من جملة أدلّة إمامته عن طريق ثبوت الاولويّة له، تلك الاولويّة الثابتة لله ولرسوله، فيكون علي وليّاً للمؤمنين، كما أنّ النبي وليّ المؤمنين، وهذه المنقبة والفضيلة لم تثبت لغير علي، وقد ذكرنا منذ اليوم الاوّل أنّ طرف النزاع أبو بكر، وليس لابي بكر مثل هذه المنقبة والمنزلة عند الله ورسوله.
وصلّى الله على محمّد وآله الطاهرين.

والسلام على من اتبع الهدى بولاية علي بن ابي طالب عليه السلام

رجل من مكة
23-12-2007, 11:13 PM
تكذب كبار الرواة عندكم ولقد ذكرتهم

من هم الراوة اخى الكريم وماذا قالوا فى هذة الاية
انتم تطعنون فى على رضى الله عنة كيف ينشغل فى الصلاة وكيف يتصدق وهل ينتظر حتى يأتية المحتاج اخى الكريم ويتصدق الية

سلام امين تامول
23-12-2007, 11:24 PM
من هم الراوة اخى الكريم وماذا قالوا فى هذة الاية
انتم تطعنون فى على رضى الله عنة كيف ينشغل فى الصلاة وكيف يتصدق وهل ينتظر حتى يأتية المحتاج اخى الكريم ويتصدق الية

الظاهر انك لم تقرا الموضوع جيدا لتسالني من هم الرواة وما ذا قالو راجع الموضوع الذي كتبته جيدا وستجد ضالتك
سلام ياصديقي

رجل من مكة
23-12-2007, 11:28 PM
الظاهر انك لم تقرا الموضوع جيدا لتسالني من هم الرواة وما ذا قالو راجع الموضوع الذي كتبته جيدا وستجد ضالتك
سلام ياصديقي




راجعت اخى الكريم
ولكنك لم تجيب جواب مقنع اخى الكريم

سلام امين تامول
23-12-2007, 11:57 PM
راجعت اخى الكريم

ولكنك لم تجيب جواب مقنع اخى الكريم

عجيب؟؟؟
اذا كنت قد قراءت الموضوع ورايت ان رواة الحديث هم من كبار علمائكم وتقول غير مقنع اذن هي واحدة من اثنتين اما انك لا تقتنع باي شيئ وتجهل كل شيئ واما ان الرواة الذين ذكرتهم لك هم من غير الثقاة عندك وهذا ما تقوم له الدنيا.

رجل من مكة
24-12-2007, 12:16 AM
اذا كنت قد قراءت الموضوع ورايت ان رواة الحديث هم من كبار علمائكم

ماذا قالوا الرواة اخى الكريم فى هذة الاية
ومن هم الراوة
اخى وضح
قول قال العالم الفلانى كذا وكذا فى كتابة كذا وكذا

انت لم تجيب على الاسئلة

سلام امين تامول
24-12-2007, 01:21 AM
ماذا قالوا الرواة اخى الكريم فى هذة الاية
ومن هم الراوة
اخى وضح
قول قال العالم الفلانى كذا وكذا فى كتابة كذا وكذا

انت لم تجيب على الاسئلة

ماذا جرى لك ...الحمدلله على نعمة العقل
هل انت بكامل قواك العقلية ان كنت كذلك استمريت معك والا فلا

اقول لك اقرأموضوعي جيدا وانظر لكبار علمائكم واذهب وابحث عن الهامش الذي تركته لك في كتبكم .
1) المواقف في علم الكلام: 405.
(2) شرح المواقف 8 / 360.
(1) شرح المقاصد 5 / 170.
(2) شرح التجريد للقوشجي: 368.
قول المحدّثين
فقد رأيت من رواة هذا الحديث في كتبهم:
1 ـ الحافظ عبد الرزّاق الصنعاني، صاحب كتاب المصنّف، وهو شيخ البخاري صاحب الصحيح.
2 ـ الحافظ عبد بن حميد، صاحب كتاب المسند.
3 ـ الحافظ رزين بن معاوية العبدري الاندلسي، صاحب الجمع بين الصحاح الستّة.
4 ـ الحافظ النسائي، صاحب الصحيح، روى هذا الحديث في صحيحه.
5 ـ الحافظ أبو جعفر محمّد بن جرير الطبري، صاحب التاريخ المعروف والتفسير المعروف المشهور.
6 ـ ابن أبي حاتم الحافظ الرازي المحدّث المفسّر المشهور، الذي يعتقد ابن تيميّة في منهاج السنّة بأنّ تفسير ابن أبي حاتم خال من الموضوعات.
7 ـ الحافظ أبو الشيخ الاصفهاني.
8 ـ الحافظ ابن عساكر الدمشقي.
9 ـ الحافظ أبو بكر ابن مردويه الاصفهاني.
10 ـ الحافظ أبو القاسم الطبراني.
11 ـ الحافظ الخطيب البغدادي.
12 ـ الحافظ أبو بكر الهيثمي.
13 ـ الحافظ أبو الفرج ابن الجوزي الحنبلي.
14 ـ الحافظ المحبّ الطبري شيخ الحرم المكّي.
15 ـ الحافظ جلال الدين السيوطي، المجدّد في القرن العاشر عند أهل السنّة.
16 ـ الحافظ الشيخ علي المتّقي الهندي، صاحب كتاب كنز العمّال.
هؤلاء جماعة من أعلام الائمّة في القرون المختلفة، يروون هذا الحديث في كتبهم.
يقول الالوسي صاحب التفسير المسمّى بروح المعاني: غالب الاخباريين على أنّ هذه الاية نزلت في علي كرّم الله وجهه(1) .
فالقضيّة بين المفسّرين مجمع عليها، وغالب المحدّثين والاخباريين ينصّون على هذا، ويقولون بنزول الاية في علي ويروون هذا الحديث. وذكرت لكم أسماء جماعة من أعلامهم،
____________
(1) روح المعاني 6 / 168.
) تفسير ابن كثير 2 / 64.(2) تفسير ابن أبي حاتم 4 / 1162
بعد كل هذا ارجوا ان تترك لي عنوانك
آتيك بالمحدثين ليرووا لك الواقعة وما جرى في ذلك الوقت
والسلام

رجل من مكة
24-12-2007, 01:27 AM
للقوشجي

هل هذا من علماء السنة المعتبرين

هل قال ابن كثير بصحة تفسير الاية ام انة ذكرها فقط بدون تعليق
يعنى ماذا قال ابن كثير فى تفسيرة لهذة الاية

الله يعينك على رجل من مكة
يالله انتظر الاجابة

سلام امين تامول
24-12-2007, 11:39 AM
هل هذا من علماء السنة المعتبرين

هل قال ابن كثير بصحة تفسير الاية ام انة ذكرها فقط بدون تعليق
يعنى ماذا قال ابن كثير فى تفسيرة لهذة الاية

الله يعينك على رجل من مكة
يالله انتظر الاجابة

كلامي واضح جدا اذا كنت تفهم لغة البشر
اذهب وانظر في الهوامش وابحث وارجع وقول لي ماذا ابن كثيركم؟؟؟

حساويه
24-12-2007, 12:07 PM
تسلم اخي على الموضوع الرائع والمميز
وبه ادله واضحه وصريحه على ولاية الامام علي عليه السلام ومصادر موثوقه وجزاك الله الف خير على الموضوع المميز
حرمت الانامل من النار

ذو الرس
25-12-2007, 12:28 AM
جزاك الله خيراً أخي سلام على هذا الموضوع وجرك على سيدي ومولاي أمير المؤمنين (علي بن ابي طالب )صلى الله عليه واله وسلم

رجل من مكة
25-12-2007, 01:04 AM
××××××××××××××××××××××






















( لقد كثر جدالك وتهربك أيها الرجل ،وسوف تمنع بالحظر من الردود حتى تجيب على أسئلتنا والأعضاء جميعا كما هم يجيبوك تماما ، وهذا أول تنــــيبه لك هنا ولقد أحتـٌــــرمت كثيرا ولا زلت محترما لدينا هنا ألا أن تستهزأ بالأعضاء في اللف والدوران في الردود هدى الله الجميع )

سلام امين تامول
25-12-2007, 01:24 AM
هل هذا من علماء السنة المعتبرين ( القوشجى )

هل قال ابن كثير بصحة تفسير الاية ام انة ذكرها فقط بدون تعليق
يعنى ماذا قال ابن كثير فى تفسيرة لهذة الاية

الله يعينك على رجل من مكة
يالله انتظر الاجابة

لا اجد اى اجابة ابدا من اخوننا لاشيعة ويأتى المشرف برسالة تهديد بطردى لانى اهرب عجبى
عفى الله على عقلك
والحمد لله رب العالمين

رجل من مكة
25-12-2007, 01:32 AM
اخوانى الكرام اعرفوا الحق تعرفون الرجال
الاخ احضر كتب كثيرة طبعا يتخيل ان اهل السنة لا يعررفون ما فى كتبهم
اخى الطيب هذا يريد ان يغطى عليكم الحق وه يعرف انكم يا شيعة لم تبحثوا ابدا
يضع مراجع كثيرة وتفاسير كثيرة وكأن ااصحاب هذة التفاسير كلهم معتبرين وكل تفاسيرهم معتبرة من اهل السنة


وهنا اضاف اهم كتاب تفسير عندنا وهو ابن كثير

وانا رجل من مكة اقول لها ماذا قال ابن كثيرة فى تفسيرة عن هذة الاية الكريمة

ان كان لدية مصداقية يوضح ولا يهرب مثل العادة
وان لم يوضح انا اوضح ولكن لو ضحت سوف تعرفون ما يفعلة هذا الاخ الكريم

انتظر ردة

طيار
26-12-2007, 01:41 PM
موضوع أكثر من رائع وفيه أدلة دامغة
نصيحة (لاتضيعوا وقتكم مع رجل من مكة)

سلام امين تامول
26-12-2007, 04:30 PM
موضوع أكثر من رائع وفيه أدلة دامغة
نصيحة (لاتضيعوا وقتكم مع رجل من مكة)
السلام عليكم اخي الكريم
شكرا على نصيحتك لكن جاءت متاخرة
لانني اضعت الكثير من الوقت مع لبيب القوم الذي تارة يتهرب وتارة اخرى يتمارى وتارة يلف ويدور .

طيار
26-12-2007, 09:27 PM
أنا أتمنى على الادارة الاكارم ايقاف عضوية هذا الشخص فهو لايحاور وانما يفسد المواضيع باللف والدوران