أجمل ملاك
02-09-2006, 05:37 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صلي على محمد وآل محمد
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اللهم كن لوليك الحجة بن الحسن صلواتك عليه وعلى آباءه في هذه الساعة وفي كل ساعة وليَّاً وحافظاً وقائداً ناصراً ودليلاً وعيناً حتى تسكنه أرضك طوعاً وتمتعه فيها طويلاً برحمتك يا أرحم الراحمين ..
نقلاً عن كتاب " مكيال المكارم في فوائد الدعاء للقائم عليه السلام " لمؤلفه آية الله الفقيه أحمد آبادي.
1. شباهته بآدم عليه السلام:
* آدم عليه السلام أورثه الله تعالى الأرض جميعها، وجعله خليفة فيها، فقال :
(إنّي جاعِلٌ في الأرض خَليفَة) – سورة البقرة:30
والحجة عليه السلام يورثه الله تعالى جميع الأرض ويجعله خليفة فيها:
عن أبي عبدالله عليه السلام في تفسير قول الله عز و جل: (( وعد الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الأرض .......... )- سورة النور:55 ، أنّه القائم عليه السلام وأصحابه، ويقول حين ظهوره بمكة ماسحاً يده على وجه: (الحمد لله الذي صدقنا وعده وأورثنا الأرض...........)- سورة الزمر:74)
وعن النبي صلى الله عليه وآله : (ويخرج وعلى رأسه غمامة فيها منادِ ينادي: هذا المهدي خليفة الله فاتبعوه).
* آدم عليه السلام بكى على الجنة، عن أبي عبدالله عليه السلام: (فأما آدم فبكى على الجنة حتى صار في خديه أمثال الأودية)
القائم عليه السلام قال في زيارة الناحية المقدسة: (فلأندبنك صباحاً ومساءً ولأبكين عليك بدل الدموع دماً)
* آدم عليه السلام نزل في حقه: (وعلم آدم الأسماء كلها)- سورة البقرة:31
القائم عليه السلام علمه ماعلمه آدم عليه السلام ومالم يعلمه لآدم عليه السلام، فإن آدم عليه السلام أُعطي من الاسم الأعظم 25 حرفاً، وقد أُعطي نبينا صلى الله عليه وآله 72 حرفاً وجميع ما أعطاه الله تعالى لنبيه أعطاه أوصياءه عليهم السلام حتى انتهى إلى مولانا القائم عليه السلام.
وروى ثقة الإسلام الكليني: في الصحيح، عن أبي عبدالله عليه السلام أنه قال: (إن العلم الذي نزل مع آدم عليه السلام لم يرفع، وما مات عالم إلا وقد ورث علمه، إن الأرض لاتبقى بغير عالم.
* آدم عليه السلام أحيا الأرض بعبادة الله بعد موتها بكفر بني الجان وطغيانهم.
القائم عليه السلام يحيي الأرض بدين الله، وعبادته وعدله، وإقامة حدوده، بعد موتها بكفر أهلها وظلمهم وعصيانهم: عن أب جعفر عليه السلام في قوله تعالى (ويحيي الأرض بعد موتها)-سورة الحديد:17، قال: يحييها الله عز و جل بالقائم عليه السلام بعد موتها، يعني بموتها: كفر أهلها، والكافر ميت.
وفي الوسائل: في قوله تعالى (يحيي الأرض بعد موتها) عن أبي إبراهيم عليه السلام قال: ليس يحييها بالقطر، ولكن يبعث الله رجالاً فيحيون العدل، فتحيا الأرض لإحياء العدل، ولإقامة الحد فيها أنفع في الأرض من القطر أربعين صباحاً.
وعن النبي صلى الله عليه وآله قال: ساعة إمام عادل أفضل من عبادة سبعين سنة، وحد يقام لله في الأرض أفضل من مطر أربعين صباحاً.
2.شباهته بهابيل عليه السلام:
هابيل عليه السلام قتله أقرب الناس إليه وأمسهم رحماً به، وهو أخوه قابيل.
القائم عليه السلام روحي وأرواح العالمين فداه، أراد قتله وعزم عليه أقرب الناس إليه وأمسهم رحماً به، وهو عمه جعفر "الكذاب": فعن سيد العابدين عليه السلام قال: كأني بجعفر الكذاب وقد حمل طاغية زمانه على تفتيش أمر ولي الله والمغيب في حفظ الله والموكل بحرم أبيه جهلاً منه بولادته وحرصاً منه على قتله إن ظفر به، طمعاً في ميراث أخيه حتى يأخذه بغير حق.
3.شباهته بشيث:
شيث " هبة الله " عليه السلام لم يؤذن في إظهار علمه خوفاً.
روى الكليني (ره) في روضة الكافي: عن أب جعفر عليه السلام – في حديث طويل-: إن هبة الله لما دفن أباه أتاه قابيل، فقال: ياهبة الله إني قد رأيت أبي آدم قد خصك من العلم مالم أخص به أنا، وهو العلم الذي دعا به أخوك هابيل فتقبل قربانه، وإنما قتلته لكيلا يكون له عقب فيفتخرون على عقبي فيقولون: نحن أبناء الذين تقبل قربانه وأنتم أبناء الذي ترك قربانه، فإنك إن أظهرت من العلم الذي اختصك به أبوك شيئاً قتلتك، كما قتلت أخاك هابيل فلبث هبة الله والعقب منه مستخفين بما عندهم من العلم والإيمان.
وكذلك القائم عليه السلام لم يؤذن له إلى الوقت المعلوم: كما قال عليه السلام حين سقط من بطن أمه جاثياً على ركبتيه، رافعا سبابتيه إلى السماء ثم عطس فقال: الحمد لله رب العالمين، وصلى الله على محمد وآله، زعمت الظلمة أن حجة الله داحضة، لو أذن لنا في الكلام لزال الشك.
4.شباهته بنوح عليه السلام شيخ الأنبياء:
* فعن الصادق والهادي عليهما السلام أنه عاش خمسمائة وألفي عام.
القائم عليه السلام شيخ الأوصياء، فإنه ولد – كما في الكافي – للنصف من شعبان سنة خمس وخمسين ومائتين ، وهو حي يرزق بيننا ننعم ببركة وجوده.
وعن سيد العابدين عليه السلام أن في القائم سنة من آدم ونوح وهي طول العمر.
* نوح عليه السلام طهر الأرض من الكافرين بكلامه.
فقال: (رب لاتذر على الأرض من الكافرين ديارا)- سورة نوح: 26
القائم عليه السلام يطهر الأرض من الكافرين بحسامه، حتى لا يبقى منهم آثاراً.
* نوح عليه السلام صبر ألف سنة إلا خمسين عاماً، قال الله تعالى: (فلبث فيهم ألف سنة إلا خمسين عاماً فأخذهم الطوفان وهم ظالمون)- سورة العنبكوت:14
القائم عليه السلام صبر منذ أول إمامته إلى الآن، ولا أدري إلى متى يصبر مولانا صاحب العصر والزمان عليه السلام.
* نوح عليه السلام من تخلف عنه غرق.
القائم عليه السلام من تخلف عنه هلك، عن النبي صلى الله عليه وآله: لاتقوم الساعة حتى يقوم القائم الحق منا وذلك حين يأذن الله عز و جل له، ومن تبعه نجا ومن تخلف عنه هلك، الله الله عباد الله فأتوه ولو على الثلج، فإنه خليفة الله عز وجل وخليفتي.
* نوح عليه السلام أخّر الله فرجه وفرج أصحابه حتى رجع عنه أكثر القائلين به.
القائم عليه السلام يؤخر الله تعالى فرجه وفرج أوليائه حتى يرجع عنه أكثر القائلين به.
* نوح عليه السلام بشر بظهوره إدريس النبي.
القائم عليه السلام بشر الله بظهوره الملائكة وبشر به النبي والأئمة عليهم السلام بل بشر به الأنبياء السابقون.
* نوح عليه السلام كان يبلغ صوته شرق الأرض وغربها حين ندائه وصيحته، وكان هذا أحد معجزاته.
القائم عليه السلام يقف بين الركن والمقام حين ظهوره فيصرخ صرخة فيقول: "يامعاشر نقبائي، وأهل خاصتي، ومن ذخرهم الله لنصرتي قبل ظهوري على وجه الأرض، إئتوني طوعاً"، فترد صيحته عليهم، وهم على محاريبهم، وعلى فرشهم، في شرق الأرض وغربها، فيسمعونه في صيحة واحدة في أذن كل رجل، فيجيئون نحوها، ولا يمضي لهم إلا كلمحة بصر حتى يكون كلهم بين يديه عليه السلام بين الركن والمقام.
5. شباهته بإدريس عليه السلام:
* إدريس عليه السلام وهو جد أبي نوح عليه السلام واسمه أخنوخ، رفعه الله مكاناً عليّاً، قيل: رفع إلى السماء الرابعة، وقيل إلى السادسة.
وفي مجمع البيان: قال مجاهد: رفع إدريس كما رفع عيسى وهو حي لم يمت، وقال آخرون: إنه قبض روحه بين السماء الرابعة والخامسة.
القائم عليه السلام رفعه الله مكاناً عليّاً.
* إدريس عليه السلام حمله الملك على جناحه فطار به في جو السماء:
روى علي بن ابراهيم القمي (ره) : عن أبيهن عن محمد بن أبي عمير عمّن حدثه، عن أبي عبدالله عليه السلام قال: إن الله تبارك وتعالى غضب على ملك من الملائكة فقطع جناحه، وألقاه في جزيرة من جزائر البحر، فبقي ماشاء الله تعالى في ذلك البحر، فلما بعث الله تعالى إدريس عليه السلام جاء ذلك الملك إليه فقال: يانبي الله ادع الله لي أن يرضى عني، ويرد عليَّ جانحي، قال: نعم، فدعا إدريس ربه، فرد الله عليه جناحه ورضي عنه، فقال الملك لإدريس عليه السلام: لك إليّ حاجة؟، قال: نعم، أحب أن ترفعني إلى السماء، حتى أنظر إلى ملك الموت، فإنه لا عيش لي مع ذكره، فأخذه الملك على جناحه حتى انتهى به إلى السماء الرابعة، فإذا ملك الموت يحرك رأسه تعجبّاً، فسلم إدريس عليه السلام على ملك الموت، وقال له: مالك تحرك رأسك؟، قال: إن رب العزة أمرني أن أقبض روحك بين السماء الرابعة والخامسة، فقلت: يارب، وكيف هذا وغلظ السماء الرابعة مسيرة خمسمائة عام، ومن السماء الرابعة إلى السماء الثالثة مسيرة خمسمائة عام، وغلظ السماء الثالثة خمسمائة عام، وكل سماء ومابينهما كذلك، فكيف يكون هذا؟!
ثم قبض روحه بين السماء الرابعة والخامسة وهو قوله تعالى: (ورفعناه مكاناً عليَّاً)-سورة مريم:57.
القائم عليه السلام رفعه روح القدس عليه السلام وطار به في جو السماء:
ففي الحديث المروي في كمال الدين: عن السيدة حكيمة – في باب ولادة القائم عليه السلام – قالت: فتناوله الحسن –العسكري – عليه السلام مني والطير ترفرف على رأسه، فصاح بطير منها، فقال له: احمله واحفظه، ورده إلينا في كل أربعين يوماً، فتناوله الطير وطار به في جو السماء، واتبعه سائر الطير، فسمعت أبا محمد عليه السلام يقول: أستودعك الذي أودعته أم موسى عليه السلام فبكت السيدة نرجس، فقال لها: اسكتي، فإن الرضاع محرم عليه إلا منك، وسيعاد إليك، كما ردّ موسى إلى أمه، وذلك قول الله عز و جل: (فرددناه إلى أمه كي تقر عينها ولا تحزن) – سورة القصص:13.
قالت السيدة حكيمة: قلت: وما هذا الطير؟
قال عليه السلام: هذا روح القدس الموكل بالأئمة، يوفقهم ويسددهم، ويربيهم بالعلم.
*إدريس عليه السلام غاب عن قومه لما عزموا على قتله.
القائم عليه السلام غاب أيضاً عن قومه لما عزموا على قتله.
* إدريس عليه السلام طالت غيبته حتى وقع شيعته في غاية العسر والضيقة.
القائم عليه السلام تطول غيبته حتى يقع شيعته في غاية العسر والضيقة.
ففي البحار عن النبي صلى الله عليه وآله: لا يزال بكم الأمر حتى يولد في الفتنة والجور من لا يعرف غيرها حتى تملأ الأرض جوراً، فلا يقدر أحد يقول: الله، ثم يبعث الله عز وجل رجلاً مني ومن عترتي يملأ الأرض عدلاً كما ملأها من كان قبله جوراً.
* إدريس عليه السلام لما طالت غيبته اتفق الناس على التوبة إلى الله فأظهره الله تعالى وكشف عنهم البؤس والشدة.
القائم عليه السلام لو اتفق الناس على التوبة إلى الله تعالى في أمره، وعزموا على نصره، لأظهره الله تعالى.
* إدريس عليه السلام لما ظهر ذل له الملك الجبار وأهل قريته.
القائم عليه السلام إذا ظهر ذلت له الملوك والجبابرة وجميع أهل العالم.
6. شباهته بهود عليه السلام:
* هود عليه السلام بشر بظهوره نوح عليه السلام: عن الصادق عليه السلام، قال: لما حضرت نوحاً عليه السلام الوفاة دعا الشيعة، فقال لهم: اعلموا أنه ستكون من بعدي غيبة تظهر الطواغيت، وأن الله عز وجل يفرج عنكم بالقائم من ولدي اسمه هود، له سمت وسكينة ووقار، يشبهني في خَلقي وخُلُقي، وسيهلك الله أعداءكم عند ظهوره بالريح، فلم يزالوا يترقبون هوداً عليه السلام، وينتظرون ظهوره، حتى طال عليهم الأمد، وقست قلوب أكثرهم ،فأظهر الله تعالى ذكر نبيه هوداً عليه السلام، عند اليأس منهم وتناهي البلاء بهم، وأهلك الأعداء بالريح العقيم.
القائم عليه السلام قد بشر بظهوره بجميع تلك الخصوصيات كل واحد من آبائه الكرام عليهم الصلاة والسلام.
* هود عليه السلام أهلك الله عز وجل الكافرين به بالريح العقيم، قال الله تعالى: (إذ أرسلنا عليهم الريح العقيم * ما تذر من شيء أتت عليه إلا جعلته كالرميم)- سورة الذاريات:42،41
القائم عليه السلام سيهلك الله جمعاً من الكافرين به بريح سوداء مظلمة.
يتبع بعون الله
اللهم صلي على محمد وآل محمد
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اللهم كن لوليك الحجة بن الحسن صلواتك عليه وعلى آباءه في هذه الساعة وفي كل ساعة وليَّاً وحافظاً وقائداً ناصراً ودليلاً وعيناً حتى تسكنه أرضك طوعاً وتمتعه فيها طويلاً برحمتك يا أرحم الراحمين ..
نقلاً عن كتاب " مكيال المكارم في فوائد الدعاء للقائم عليه السلام " لمؤلفه آية الله الفقيه أحمد آبادي.
1. شباهته بآدم عليه السلام:
* آدم عليه السلام أورثه الله تعالى الأرض جميعها، وجعله خليفة فيها، فقال :
(إنّي جاعِلٌ في الأرض خَليفَة) – سورة البقرة:30
والحجة عليه السلام يورثه الله تعالى جميع الأرض ويجعله خليفة فيها:
عن أبي عبدالله عليه السلام في تفسير قول الله عز و جل: (( وعد الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الأرض .......... )- سورة النور:55 ، أنّه القائم عليه السلام وأصحابه، ويقول حين ظهوره بمكة ماسحاً يده على وجه: (الحمد لله الذي صدقنا وعده وأورثنا الأرض...........)- سورة الزمر:74)
وعن النبي صلى الله عليه وآله : (ويخرج وعلى رأسه غمامة فيها منادِ ينادي: هذا المهدي خليفة الله فاتبعوه).
* آدم عليه السلام بكى على الجنة، عن أبي عبدالله عليه السلام: (فأما آدم فبكى على الجنة حتى صار في خديه أمثال الأودية)
القائم عليه السلام قال في زيارة الناحية المقدسة: (فلأندبنك صباحاً ومساءً ولأبكين عليك بدل الدموع دماً)
* آدم عليه السلام نزل في حقه: (وعلم آدم الأسماء كلها)- سورة البقرة:31
القائم عليه السلام علمه ماعلمه آدم عليه السلام ومالم يعلمه لآدم عليه السلام، فإن آدم عليه السلام أُعطي من الاسم الأعظم 25 حرفاً، وقد أُعطي نبينا صلى الله عليه وآله 72 حرفاً وجميع ما أعطاه الله تعالى لنبيه أعطاه أوصياءه عليهم السلام حتى انتهى إلى مولانا القائم عليه السلام.
وروى ثقة الإسلام الكليني: في الصحيح، عن أبي عبدالله عليه السلام أنه قال: (إن العلم الذي نزل مع آدم عليه السلام لم يرفع، وما مات عالم إلا وقد ورث علمه، إن الأرض لاتبقى بغير عالم.
* آدم عليه السلام أحيا الأرض بعبادة الله بعد موتها بكفر بني الجان وطغيانهم.
القائم عليه السلام يحيي الأرض بدين الله، وعبادته وعدله، وإقامة حدوده، بعد موتها بكفر أهلها وظلمهم وعصيانهم: عن أب جعفر عليه السلام في قوله تعالى (ويحيي الأرض بعد موتها)-سورة الحديد:17، قال: يحييها الله عز و جل بالقائم عليه السلام بعد موتها، يعني بموتها: كفر أهلها، والكافر ميت.
وفي الوسائل: في قوله تعالى (يحيي الأرض بعد موتها) عن أبي إبراهيم عليه السلام قال: ليس يحييها بالقطر، ولكن يبعث الله رجالاً فيحيون العدل، فتحيا الأرض لإحياء العدل، ولإقامة الحد فيها أنفع في الأرض من القطر أربعين صباحاً.
وعن النبي صلى الله عليه وآله قال: ساعة إمام عادل أفضل من عبادة سبعين سنة، وحد يقام لله في الأرض أفضل من مطر أربعين صباحاً.
2.شباهته بهابيل عليه السلام:
هابيل عليه السلام قتله أقرب الناس إليه وأمسهم رحماً به، وهو أخوه قابيل.
القائم عليه السلام روحي وأرواح العالمين فداه، أراد قتله وعزم عليه أقرب الناس إليه وأمسهم رحماً به، وهو عمه جعفر "الكذاب": فعن سيد العابدين عليه السلام قال: كأني بجعفر الكذاب وقد حمل طاغية زمانه على تفتيش أمر ولي الله والمغيب في حفظ الله والموكل بحرم أبيه جهلاً منه بولادته وحرصاً منه على قتله إن ظفر به، طمعاً في ميراث أخيه حتى يأخذه بغير حق.
3.شباهته بشيث:
شيث " هبة الله " عليه السلام لم يؤذن في إظهار علمه خوفاً.
روى الكليني (ره) في روضة الكافي: عن أب جعفر عليه السلام – في حديث طويل-: إن هبة الله لما دفن أباه أتاه قابيل، فقال: ياهبة الله إني قد رأيت أبي آدم قد خصك من العلم مالم أخص به أنا، وهو العلم الذي دعا به أخوك هابيل فتقبل قربانه، وإنما قتلته لكيلا يكون له عقب فيفتخرون على عقبي فيقولون: نحن أبناء الذين تقبل قربانه وأنتم أبناء الذي ترك قربانه، فإنك إن أظهرت من العلم الذي اختصك به أبوك شيئاً قتلتك، كما قتلت أخاك هابيل فلبث هبة الله والعقب منه مستخفين بما عندهم من العلم والإيمان.
وكذلك القائم عليه السلام لم يؤذن له إلى الوقت المعلوم: كما قال عليه السلام حين سقط من بطن أمه جاثياً على ركبتيه، رافعا سبابتيه إلى السماء ثم عطس فقال: الحمد لله رب العالمين، وصلى الله على محمد وآله، زعمت الظلمة أن حجة الله داحضة، لو أذن لنا في الكلام لزال الشك.
4.شباهته بنوح عليه السلام شيخ الأنبياء:
* فعن الصادق والهادي عليهما السلام أنه عاش خمسمائة وألفي عام.
القائم عليه السلام شيخ الأوصياء، فإنه ولد – كما في الكافي – للنصف من شعبان سنة خمس وخمسين ومائتين ، وهو حي يرزق بيننا ننعم ببركة وجوده.
وعن سيد العابدين عليه السلام أن في القائم سنة من آدم ونوح وهي طول العمر.
* نوح عليه السلام طهر الأرض من الكافرين بكلامه.
فقال: (رب لاتذر على الأرض من الكافرين ديارا)- سورة نوح: 26
القائم عليه السلام يطهر الأرض من الكافرين بحسامه، حتى لا يبقى منهم آثاراً.
* نوح عليه السلام صبر ألف سنة إلا خمسين عاماً، قال الله تعالى: (فلبث فيهم ألف سنة إلا خمسين عاماً فأخذهم الطوفان وهم ظالمون)- سورة العنبكوت:14
القائم عليه السلام صبر منذ أول إمامته إلى الآن، ولا أدري إلى متى يصبر مولانا صاحب العصر والزمان عليه السلام.
* نوح عليه السلام من تخلف عنه غرق.
القائم عليه السلام من تخلف عنه هلك، عن النبي صلى الله عليه وآله: لاتقوم الساعة حتى يقوم القائم الحق منا وذلك حين يأذن الله عز و جل له، ومن تبعه نجا ومن تخلف عنه هلك، الله الله عباد الله فأتوه ولو على الثلج، فإنه خليفة الله عز وجل وخليفتي.
* نوح عليه السلام أخّر الله فرجه وفرج أصحابه حتى رجع عنه أكثر القائلين به.
القائم عليه السلام يؤخر الله تعالى فرجه وفرج أوليائه حتى يرجع عنه أكثر القائلين به.
* نوح عليه السلام بشر بظهوره إدريس النبي.
القائم عليه السلام بشر الله بظهوره الملائكة وبشر به النبي والأئمة عليهم السلام بل بشر به الأنبياء السابقون.
* نوح عليه السلام كان يبلغ صوته شرق الأرض وغربها حين ندائه وصيحته، وكان هذا أحد معجزاته.
القائم عليه السلام يقف بين الركن والمقام حين ظهوره فيصرخ صرخة فيقول: "يامعاشر نقبائي، وأهل خاصتي، ومن ذخرهم الله لنصرتي قبل ظهوري على وجه الأرض، إئتوني طوعاً"، فترد صيحته عليهم، وهم على محاريبهم، وعلى فرشهم، في شرق الأرض وغربها، فيسمعونه في صيحة واحدة في أذن كل رجل، فيجيئون نحوها، ولا يمضي لهم إلا كلمحة بصر حتى يكون كلهم بين يديه عليه السلام بين الركن والمقام.
5. شباهته بإدريس عليه السلام:
* إدريس عليه السلام وهو جد أبي نوح عليه السلام واسمه أخنوخ، رفعه الله مكاناً عليّاً، قيل: رفع إلى السماء الرابعة، وقيل إلى السادسة.
وفي مجمع البيان: قال مجاهد: رفع إدريس كما رفع عيسى وهو حي لم يمت، وقال آخرون: إنه قبض روحه بين السماء الرابعة والخامسة.
القائم عليه السلام رفعه الله مكاناً عليّاً.
* إدريس عليه السلام حمله الملك على جناحه فطار به في جو السماء:
روى علي بن ابراهيم القمي (ره) : عن أبيهن عن محمد بن أبي عمير عمّن حدثه، عن أبي عبدالله عليه السلام قال: إن الله تبارك وتعالى غضب على ملك من الملائكة فقطع جناحه، وألقاه في جزيرة من جزائر البحر، فبقي ماشاء الله تعالى في ذلك البحر، فلما بعث الله تعالى إدريس عليه السلام جاء ذلك الملك إليه فقال: يانبي الله ادع الله لي أن يرضى عني، ويرد عليَّ جانحي، قال: نعم، فدعا إدريس ربه، فرد الله عليه جناحه ورضي عنه، فقال الملك لإدريس عليه السلام: لك إليّ حاجة؟، قال: نعم، أحب أن ترفعني إلى السماء، حتى أنظر إلى ملك الموت، فإنه لا عيش لي مع ذكره، فأخذه الملك على جناحه حتى انتهى به إلى السماء الرابعة، فإذا ملك الموت يحرك رأسه تعجبّاً، فسلم إدريس عليه السلام على ملك الموت، وقال له: مالك تحرك رأسك؟، قال: إن رب العزة أمرني أن أقبض روحك بين السماء الرابعة والخامسة، فقلت: يارب، وكيف هذا وغلظ السماء الرابعة مسيرة خمسمائة عام، ومن السماء الرابعة إلى السماء الثالثة مسيرة خمسمائة عام، وغلظ السماء الثالثة خمسمائة عام، وكل سماء ومابينهما كذلك، فكيف يكون هذا؟!
ثم قبض روحه بين السماء الرابعة والخامسة وهو قوله تعالى: (ورفعناه مكاناً عليَّاً)-سورة مريم:57.
القائم عليه السلام رفعه روح القدس عليه السلام وطار به في جو السماء:
ففي الحديث المروي في كمال الدين: عن السيدة حكيمة – في باب ولادة القائم عليه السلام – قالت: فتناوله الحسن –العسكري – عليه السلام مني والطير ترفرف على رأسه، فصاح بطير منها، فقال له: احمله واحفظه، ورده إلينا في كل أربعين يوماً، فتناوله الطير وطار به في جو السماء، واتبعه سائر الطير، فسمعت أبا محمد عليه السلام يقول: أستودعك الذي أودعته أم موسى عليه السلام فبكت السيدة نرجس، فقال لها: اسكتي، فإن الرضاع محرم عليه إلا منك، وسيعاد إليك، كما ردّ موسى إلى أمه، وذلك قول الله عز و جل: (فرددناه إلى أمه كي تقر عينها ولا تحزن) – سورة القصص:13.
قالت السيدة حكيمة: قلت: وما هذا الطير؟
قال عليه السلام: هذا روح القدس الموكل بالأئمة، يوفقهم ويسددهم، ويربيهم بالعلم.
*إدريس عليه السلام غاب عن قومه لما عزموا على قتله.
القائم عليه السلام غاب أيضاً عن قومه لما عزموا على قتله.
* إدريس عليه السلام طالت غيبته حتى وقع شيعته في غاية العسر والضيقة.
القائم عليه السلام تطول غيبته حتى يقع شيعته في غاية العسر والضيقة.
ففي البحار عن النبي صلى الله عليه وآله: لا يزال بكم الأمر حتى يولد في الفتنة والجور من لا يعرف غيرها حتى تملأ الأرض جوراً، فلا يقدر أحد يقول: الله، ثم يبعث الله عز وجل رجلاً مني ومن عترتي يملأ الأرض عدلاً كما ملأها من كان قبله جوراً.
* إدريس عليه السلام لما طالت غيبته اتفق الناس على التوبة إلى الله فأظهره الله تعالى وكشف عنهم البؤس والشدة.
القائم عليه السلام لو اتفق الناس على التوبة إلى الله تعالى في أمره، وعزموا على نصره، لأظهره الله تعالى.
* إدريس عليه السلام لما ظهر ذل له الملك الجبار وأهل قريته.
القائم عليه السلام إذا ظهر ذلت له الملوك والجبابرة وجميع أهل العالم.
6. شباهته بهود عليه السلام:
* هود عليه السلام بشر بظهوره نوح عليه السلام: عن الصادق عليه السلام، قال: لما حضرت نوحاً عليه السلام الوفاة دعا الشيعة، فقال لهم: اعلموا أنه ستكون من بعدي غيبة تظهر الطواغيت، وأن الله عز وجل يفرج عنكم بالقائم من ولدي اسمه هود، له سمت وسكينة ووقار، يشبهني في خَلقي وخُلُقي، وسيهلك الله أعداءكم عند ظهوره بالريح، فلم يزالوا يترقبون هوداً عليه السلام، وينتظرون ظهوره، حتى طال عليهم الأمد، وقست قلوب أكثرهم ،فأظهر الله تعالى ذكر نبيه هوداً عليه السلام، عند اليأس منهم وتناهي البلاء بهم، وأهلك الأعداء بالريح العقيم.
القائم عليه السلام قد بشر بظهوره بجميع تلك الخصوصيات كل واحد من آبائه الكرام عليهم الصلاة والسلام.
* هود عليه السلام أهلك الله عز وجل الكافرين به بالريح العقيم، قال الله تعالى: (إذ أرسلنا عليهم الريح العقيم * ما تذر من شيء أتت عليه إلا جعلته كالرميم)- سورة الذاريات:42،41
القائم عليه السلام سيهلك الله جمعاً من الكافرين به بريح سوداء مظلمة.
يتبع بعون الله