سلام امين تامول
26-12-2007, 10:59 PM
من الأمور الواضحة في السيرة النبوية أن السبب الأساسي لتكذيب قريش للنبي (صلى الله عليه وآله) ليس هو ايمانها بأصنامها هبل واللات والعزى ومناة، بل لأن التصديق له والايمان به يعنى أن تخضعوا لنبوته وتكون الزعامة لأهل بيته.
وعند ما أمر الله تعالى نبيه بقوله: "وأنذر عشيرتك الأقربين"، وأمره أن يختار منهم وزيراً منهم، فدعاهم ـ وكانوا أربعين رجلا ـ وعرض عليهم ما جاء به وبشَّرهم بخير الدنيا والآخرة، وطلب منهم شخصاً يكون وزيره ووصيه وخليفته من بعده; فلم يقبل ذلك منهم الا على (عليه السلام)، فاتَّخذه وزيراً ووصياً وخليفة وأمرهم بطاعته!
ولابد أن الخبر شاع في قريش والعرب بأن محمداً اتخذ ابن عمه علياً وزيراً وخليفة; فكان نبأ عظيماً عليهم، لأنه يعني أن الزعامة من بعده ستكون لأهل بيته.
وقد ازداد حسد قريش لأميرالمؤمنين (عليه السلام) وحقدهم عليه بسبب بطولاته في معارك الإسلام وقتله أبطالهم.
وبعد فتح مكة وهزيمة قريش ودخولهم في الإسلام تحت السيف ودعوة النبي (صلى الله عليه وآله) لهم أن يشاركوا في حروب الإسلام ودولته... بدؤوا بالتخطيط لأخذ خلافة النبى (صلى الله عليه وآله) من بعده وابعاد على (عليه السلام) وعترة النبى (صلى الله عليه وآله) عن الخلافة.
ولايتَّسع المجال لذكر ما فعلوه من أجل تحقيق هدفهم الشيطاني، ولكن نشير إلى معاهداتهم ضد خلافة أهل البيت (عليهم السلام) ومحاولاتهم المتكررة اغتيال النبي (صلى الله عليه وآله)!
المعاهدة الاولى ضد بيعة الغدير(1)
وعند ما أحسوا بقرب وفاة النبي (صلى الله عليه وآله) زاد نشاطهم وتخطيطهم لغصب خلافته، وكتبوا فيما بينهم الصحيفة الملعونة!
بدأت هذه الصحيفة بعهد وميثاق بين اثنين منهم اتفقا بينهما: "ان مات محمد أو قتل نزوى الخلافة عن أهل بيته ما حيينا"!!
ثم انضم إليهما ثلاثة آخرون وعقدوا معاهدتهم في جوار الكعبة، وكتبوها في صحيفة ودفنوها في مكان داخل الكعبة!!
وكان فيهم معاذ بن جبل وهو من كبار الأنصار; فقال لهم: "أنا أكفيكم قومى الأنصار فاكفونى قريشاً". وبما أن الخطر عليهم كان من سعد بن عبادة الأنصارى زعيم الأوس والخزرج توجهوا إلى منافسيه من الأوس واتفقوا مع بشير بن سعيد وأسيد بن حضير!
____________
1- بحار الأنوار: ج 17 ص 29، ج 28 ص 186، ج 36 ص 153، ج 37 ص 114، 135. كتاب سليم: ص 816 ح 37. عوالم العلوم: ج 15/3 ص 164.
محاولة قتل النبى (صلى الله عليه وآله) بعد بيعة الغدير(1)
خطَّط أصحاب الصحيفة الملعونة الخمسة ومعهم تسعة آخرون لقتل النبى (صلى الله عليه وآله)، وهو متوجه إلى المدينة بعد بيعة الغدير! وكانت مؤامراتهم ليلة العقبة، بأن يصعدوا جبلا في الليل ويكمنوا حتى يمرَّ النبي (صلى الله عليه وآله)، فيلقوا عليه الصخور من أعلى الجبل! واختاروا هذه المرة "عقبة هرشى" لمؤامراتهم.
وعند ما وصل النبي (صلى الله عليه وآله) إلى سفح جبل هرشى بدأ هؤلاء المنافقين يلقون الصخور الكبيرة عليه وكان راكباً على ناقته وعمار يمسك بخطامها يقودها وحذيفة يسوقها، كما كان الحال في عقبة تبوك.
ووقفت الناقة بإذن الله تعالى ولم تصبها الصخور وسلَّم النبي (صلى الله عليه وآله)وأضاء الجبل. فكشف الله المنافقين، فانسلُّوا هاربين ودخلوا في قافلة المسلمين!
وقد أمر الله نبيه أن لايكشفهم لعامة المسلمين ولايعاقبهم، خشية أن تعلن قريش ارتدادها عن الإسلام!
المعاهدة الثانية ضد بيعة الغدير(2)
وبعد وصول النبي (صلى الله عليه وآله) إلى المدينة كثرت اجتماعات المنافقين ومشاوراتهم، ووسَّعوا عدد الذين دخلوا معهم في معاهدة الصحيفة الملعونة، وكتبوا صحيفة جديدة وأودعوها عند أحدهم ليأخذها إلى مكة ويدفنها داخل الكعبة!
____________
1- بحارالأنوار: ج28 ص 99، 100، ج37 ص 115، 135. عوالم العلوم: ج 15/3 ص 304. إقبال الأعمال: ص 458. راجع عن محاولتهم قتله (صلى الله عليه وآله) في عقبة تبوك: بحار الأنوار: ج 21 ص 185 ـ 252.
2- بحار الأنوار: ج 28 ص 102 ـ 111.
جيش أسامة.. آخر عمل للنبى (صلى الله عليه وآله) ضد المنافقين(1)
وكان النبي (صلى الله عليه وآله) مطَّلعاً على نواياهم ونشاطهم، فأمره الله تعالى أن يجمعهم فى جيش أسامة ويرسلهم الى مؤتة حتى تكون المدينة خالية منهم عند وفاته.. ولكنهم أفشلوا جيش أسامة وتسلَّلوا إلى المدينة ومنعوا النبي (صلى الله عليه وآله) أن يكتب كتاباً يؤمن أمته من الضلال..
وما أن توفي النبي (صلى الله عليه وآله) حتى نفَّذوا مؤامراتهم فى السقيفة مستغلين انشغال علي وأهل البيت (عليهم السلام) بجنازة النبي (صلى الله عليه وآله).
* * *
ورغم كل مؤامرات قريش وظلمهم لأهل بيت النبي (عليهم السلام) الطاهرين فإن بيعة الغدير تبقى لازمة فى أعناقهم وسوف يسألون عنها يوم القيامة!
وسيبقى الأبرار من هذه الأمة أوفياء لنبيهم مطيعين له في وصيته بالقرآن والعترة وتبليغه ولاية أميرالمؤمنين على (عليه السلام) من بعده، وما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى.
ونحن علينا في عصرنا أن نوصل خطاب الغدير ونكشف حقائقه للمسلمين، لتبقى راية الولاية مرفوعة خفّاقة عالية، رغم كل المؤامرات على صاحب الغدير وأتباعه.
اللهم لك الحمد على نعمة الغدير وولاية الأمير... والحمد لله الذي جعلنا من المتمسكين بولاية أميرالمؤمنين والأئمة المعصومين من ولده صلوات الله عليهم أجمعين.
وعند ما أمر الله تعالى نبيه بقوله: "وأنذر عشيرتك الأقربين"، وأمره أن يختار منهم وزيراً منهم، فدعاهم ـ وكانوا أربعين رجلا ـ وعرض عليهم ما جاء به وبشَّرهم بخير الدنيا والآخرة، وطلب منهم شخصاً يكون وزيره ووصيه وخليفته من بعده; فلم يقبل ذلك منهم الا على (عليه السلام)، فاتَّخذه وزيراً ووصياً وخليفة وأمرهم بطاعته!
ولابد أن الخبر شاع في قريش والعرب بأن محمداً اتخذ ابن عمه علياً وزيراً وخليفة; فكان نبأ عظيماً عليهم، لأنه يعني أن الزعامة من بعده ستكون لأهل بيته.
وقد ازداد حسد قريش لأميرالمؤمنين (عليه السلام) وحقدهم عليه بسبب بطولاته في معارك الإسلام وقتله أبطالهم.
وبعد فتح مكة وهزيمة قريش ودخولهم في الإسلام تحت السيف ودعوة النبي (صلى الله عليه وآله) لهم أن يشاركوا في حروب الإسلام ودولته... بدؤوا بالتخطيط لأخذ خلافة النبى (صلى الله عليه وآله) من بعده وابعاد على (عليه السلام) وعترة النبى (صلى الله عليه وآله) عن الخلافة.
ولايتَّسع المجال لذكر ما فعلوه من أجل تحقيق هدفهم الشيطاني، ولكن نشير إلى معاهداتهم ضد خلافة أهل البيت (عليهم السلام) ومحاولاتهم المتكررة اغتيال النبي (صلى الله عليه وآله)!
المعاهدة الاولى ضد بيعة الغدير(1)
وعند ما أحسوا بقرب وفاة النبي (صلى الله عليه وآله) زاد نشاطهم وتخطيطهم لغصب خلافته، وكتبوا فيما بينهم الصحيفة الملعونة!
بدأت هذه الصحيفة بعهد وميثاق بين اثنين منهم اتفقا بينهما: "ان مات محمد أو قتل نزوى الخلافة عن أهل بيته ما حيينا"!!
ثم انضم إليهما ثلاثة آخرون وعقدوا معاهدتهم في جوار الكعبة، وكتبوها في صحيفة ودفنوها في مكان داخل الكعبة!!
وكان فيهم معاذ بن جبل وهو من كبار الأنصار; فقال لهم: "أنا أكفيكم قومى الأنصار فاكفونى قريشاً". وبما أن الخطر عليهم كان من سعد بن عبادة الأنصارى زعيم الأوس والخزرج توجهوا إلى منافسيه من الأوس واتفقوا مع بشير بن سعيد وأسيد بن حضير!
____________
1- بحار الأنوار: ج 17 ص 29، ج 28 ص 186، ج 36 ص 153، ج 37 ص 114، 135. كتاب سليم: ص 816 ح 37. عوالم العلوم: ج 15/3 ص 164.
محاولة قتل النبى (صلى الله عليه وآله) بعد بيعة الغدير(1)
خطَّط أصحاب الصحيفة الملعونة الخمسة ومعهم تسعة آخرون لقتل النبى (صلى الله عليه وآله)، وهو متوجه إلى المدينة بعد بيعة الغدير! وكانت مؤامراتهم ليلة العقبة، بأن يصعدوا جبلا في الليل ويكمنوا حتى يمرَّ النبي (صلى الله عليه وآله)، فيلقوا عليه الصخور من أعلى الجبل! واختاروا هذه المرة "عقبة هرشى" لمؤامراتهم.
وعند ما وصل النبي (صلى الله عليه وآله) إلى سفح جبل هرشى بدأ هؤلاء المنافقين يلقون الصخور الكبيرة عليه وكان راكباً على ناقته وعمار يمسك بخطامها يقودها وحذيفة يسوقها، كما كان الحال في عقبة تبوك.
ووقفت الناقة بإذن الله تعالى ولم تصبها الصخور وسلَّم النبي (صلى الله عليه وآله)وأضاء الجبل. فكشف الله المنافقين، فانسلُّوا هاربين ودخلوا في قافلة المسلمين!
وقد أمر الله نبيه أن لايكشفهم لعامة المسلمين ولايعاقبهم، خشية أن تعلن قريش ارتدادها عن الإسلام!
المعاهدة الثانية ضد بيعة الغدير(2)
وبعد وصول النبي (صلى الله عليه وآله) إلى المدينة كثرت اجتماعات المنافقين ومشاوراتهم، ووسَّعوا عدد الذين دخلوا معهم في معاهدة الصحيفة الملعونة، وكتبوا صحيفة جديدة وأودعوها عند أحدهم ليأخذها إلى مكة ويدفنها داخل الكعبة!
____________
1- بحارالأنوار: ج28 ص 99، 100، ج37 ص 115، 135. عوالم العلوم: ج 15/3 ص 304. إقبال الأعمال: ص 458. راجع عن محاولتهم قتله (صلى الله عليه وآله) في عقبة تبوك: بحار الأنوار: ج 21 ص 185 ـ 252.
2- بحار الأنوار: ج 28 ص 102 ـ 111.
جيش أسامة.. آخر عمل للنبى (صلى الله عليه وآله) ضد المنافقين(1)
وكان النبي (صلى الله عليه وآله) مطَّلعاً على نواياهم ونشاطهم، فأمره الله تعالى أن يجمعهم فى جيش أسامة ويرسلهم الى مؤتة حتى تكون المدينة خالية منهم عند وفاته.. ولكنهم أفشلوا جيش أسامة وتسلَّلوا إلى المدينة ومنعوا النبي (صلى الله عليه وآله) أن يكتب كتاباً يؤمن أمته من الضلال..
وما أن توفي النبي (صلى الله عليه وآله) حتى نفَّذوا مؤامراتهم فى السقيفة مستغلين انشغال علي وأهل البيت (عليهم السلام) بجنازة النبي (صلى الله عليه وآله).
* * *
ورغم كل مؤامرات قريش وظلمهم لأهل بيت النبي (عليهم السلام) الطاهرين فإن بيعة الغدير تبقى لازمة فى أعناقهم وسوف يسألون عنها يوم القيامة!
وسيبقى الأبرار من هذه الأمة أوفياء لنبيهم مطيعين له في وصيته بالقرآن والعترة وتبليغه ولاية أميرالمؤمنين على (عليه السلام) من بعده، وما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى.
ونحن علينا في عصرنا أن نوصل خطاب الغدير ونكشف حقائقه للمسلمين، لتبقى راية الولاية مرفوعة خفّاقة عالية، رغم كل المؤامرات على صاحب الغدير وأتباعه.
اللهم لك الحمد على نعمة الغدير وولاية الأمير... والحمد لله الذي جعلنا من المتمسكين بولاية أميرالمؤمنين والأئمة المعصومين من ولده صلوات الله عليهم أجمعين.