عاشقه الحسن والحسين
06-01-2008, 10:43 PM
بيادر شموس الحسين ... قصائد رائعة في حق اهل البيت (عليهم السلام)
يقال ان الشعر العربي هو ديوان العرب يوم لم تكن أية وسيلة اعلامية يمكن من خلالها التعرف على أخبار ومآثر القبائل العربية , لكن الشعر بقى نبراسا يتفاخر العرب بأنفسهم ويمجدون لغة القرآن التي يتخاطبون بها , و(ديوان بيادر شموس الحسين)هو الجزء الثاني بعدما اصدر الشاعر جزءه الاول وقبل رحيله الى جوار ربه فأخذت عائلته الكريمة مهمة اصدار الجزء الثاني وهو مدار بحثنا .
لكل شعر صفاته المميزة ومبادؤه المعروفة والتي لايمكن ان تغيب عن اذهان القاريء المتطلع , لكن شعر اهل البيت (ع) له نكهته الخاصة وطعمه المميز وقد اصاب الفشل كثير من الشعراء تنقصهم الخبرة والدراية في معرفة حقيقة اهل البيت وما واجهوه من صعاب جمة في سبيل ارساء قواعد العدل والحرية فكان امامنا الحسين (ع) له القدح المعلى في النضال والتضحية في سبيل المباديء التي ناضل من اجلها , ولكون ملحمة الطف لم تكن تخص الشيعة فقط وانما تجاوزت بعدلها ونبل نضالها الى ارجاء المعمورة وكل انسان ينشد العدل والحرية ويتفيأ بضلال الحق فهذا الشاعر عبد الرزاق عبد الواحد وهو من الصابئة المندائيين يصف معركة الطف وصفا مثاليا عجز عن الأتيان بمثله بعض شعراء الشيعة , يقول عبد الرزاق عبد الواحد :
قدمت وعفوك عن مقدمي حسيرا أسيرا كسيرا ظمــي
فمذ كنت طفلا رأيت الحسين منارا الى ضوئه انتمي
ومذ كنت طفلا وجدت الحسين ملاذا بأسواره أحتمي
ومذ كنت طفلا عرفت الحسين رضاعا.. وللآن لم افطم
فالشاعر الصابئي الذي يحتمي بمباديء الحسين (ع) مذ كان طفلا ينهل من علمه الذي لاينضب , فكان الحسين (ع) ملاذا آمنا ومستقرا مطمئنا لمن يحتمي بأسواره مستنيرا بضوئه الساطع على الناس اجمعين ..
فالسلامي كان يمتطي صهوة جواد الشعر الذي قيل في اهل البيت (ع) فسطر روائع الشعر سكبها في اوعية قلوب محبي اهل البيت (ع) , يقول في قصيدته التي يحمل اسمها اسم الديوان :
فالجرح معتــاد يقبل سيفــه وبجرحك السيـف المقبّــل سافَـرا
واذا بحبك هاتف بسريرتي و (خويدما) قد صرت فيه وشاعرا
فهو محب لأهل البيت خادم لمبادئهم شاعرا يصف مآثرهم البطولية ..
ان السلامي لم يكن متكسبا في شعره فما مدح سلطانا ولا تقرب من مسؤول , حيث كانت نفسه ابية وشعره عصي على الطغاة فقد عاش حياته بسيطا كريما في حين بامكانه ان يكون (مسؤولا كبيرا) او (صاحب جاه) بقصيدة واحدة لكن معدنه الزاهي يمنعه عن المناصب الزائفة لأنها زائلة , فما كان يهزه كرسي متهريء ولا ولاء مزيف لأنه كان يؤمن تماما بالمباديء الانسانية النبيلة وشرف الكلمة التي مزق عذريتها المتطبلون الذين يلهثون وراء مصالحهم الخاصة فكان نصيبهم العزل عن كل ما يمت الى الثقافة الملتزمة بمباديء الشعب والوطن فاقتصر مدحه لأهل البيت (ع) دون سواهم وحصر عبادته للخالق الكريم الذي يعلو على كل المسميات يقول :
فالله عدل واحد سبحانه لاغيره ربا رحيما نشهد
والكعبة المعطاء قبلتنا لها سعيا نحج وكل عام نقصد
وكتابنا القرآن باق عينه لانقص فيه للعقيدة مرفد
والطاغية المقبور أفسد كل شيء حسن وأوقع الهزيمة بالمثقفين واصحاب العقول النيرة ليعوض عنهم جهلاء ينبذون القيم الاصيلة التي عرفها الانسان العراقي والاخلاق الكريمة ليسود الباطل مكان الحق فيقول :
فالناس لاقيم ولا دين ولا خلق ولا حق وساد الباطل
كان الشاعر ــ يرحمه الله ــ يحدس ان ساعة الخلاص من حكم الطاغية المقبور قد اقتربت وحان وقت قطاف الرؤوس التي اينعت , فالساعة آتية لاريب فيها , وقد احسّ ( القائد الضرورة) بأقتراب اجله فشدد الخناق على ابناء الشعب العراقي انتقاما منهم واستخفافا بنضالهم المرير ضد الطغمة الغاشمة الحاكمة , لكننا ابناء الحسين (ع) ننهل من مبادئه فيقول في قصيدة (علي بين المنبر والسيف) :
أيامنــا حبــلى رهيب حملهــا لكننا باسم الحسين نناضل
ثم يذهب الشاعر الى وصف البساطة والتواضع حيث يتحلى بهما اهل البيت ومنهم الامام علي (ع) في مأكلهم وملبسهم :
قرص الشعيــر طعــامه وحزامــه ليف تبرعــم جوده ومشاتل
ثم يعرج الشاعر الى وصف الزهراء (ع) سيدة نساء العالمين :
هي كوثر الله الزلال بنبعــه من جنة الفردوس عذب المــاء
هي فاطم مرحـى لسيدة النسا بحر عباب زاخر بعطاء
سادت نساء العالمين بخلقها وشفيعة بالحشر يوم جزاء
وكان شعر السلامي قد وصل الذروة في الجمال والابداع فصفق القلب وانبجست من العين دموع الحب لأهل البيت , فكانت الكلمات رائعة بقوة الدافع وراءها وما فيه من لهفة ولهيب , فحب اهل البيت لدى شاعرنا قد اورق بين الفواصل والحروف فالتحقت العقيدة بالسياسة لتلتئم في جدار دائم لهذه الامة وتلك الارض , يقول الشاعر في ذم السلطة البائدة وسلطانها المنبوذ :
وماتت الاسماك في دجلتنا الحبيبة
وساحة التحرير يسقط فيها الطير
وعند كل دار قد شُنق الجدار
بصورة الجزار .. اطارها منقوش
(محبوبنا) يفترش الحرير
ونحن والجوع على الحصير
ياحضرة السلطان .. يا فخامة الامير
ياملك الغابة .. ياتحرير
( قد مسنا الضر) على السكوت وانت متخوم
على السرير
يا(رمز) يا (ضرورة) يا (بطل التحرير)
يا قائد الهزائم المريرة
يا من اضاع (الشط) في (معارك المصير)
فهو استهجان جليّ (بالقائد الضرورة) وما كان يطلق عليه من تسميات زائفة يرددها المطبلون بحضرته لقاء كسرة خبز يرميها في افواههم , فكان يعيش مع جلاوزنه في نعيم بينما يتضور ابناء الشعب جوعا قد اثقلتهم الحروب وانهكهم الدمار ..
ويتهكم الشاعر من (السلطان) ومن الذين نعتوه (بطل التحرير) وبعد ان ألقي القبض عليه وهو في جحر حقير يأبى الجرذي ان يدخله , حيث يقول في قصيدته ( وسقط هبل) :
يا (بطل التحرير) يا زرزور
اخبر عنك كلبك الناطور
كأنك الجرذي في الجحور
فكان الشاعر يصف ( حارس البوابة الشرقية) باقذع الصفات التي كان يستحقها بجدارة فيحصرها الشاعر بين الاقواس كي لاتخدش مسامع القاريء الكريم ...
لايخفي الشاعر انتماءه الى مدينته كربلاء التي احبها وفي تل الزينبية في المخيم الشريف حيث ولد وترعرع مقتفيا أثر اهله واجداده السلاميين , يقول في قصيدته ( قربة العباس ....)
جذري واسلافي بطينة كربــلا عجنت وفي باب المخيّــم داري
ودرجت في عهد الطفولة مولعا (بالزينبية) عشق قلبي , ناري
وأخيرا لم تكن الوقفة سهلة يسيرة أمام شاعر حلّق بأبداعه ذروة المجد في شعر اهل البيت (ع) , فقد تنازعت على كلماته الجوارح ونوافذ الفكر , فهو دائم البحث عن المفردة الشعرية الجميلة في شواطيء الانهار والبحار كصياد يبحث عن لؤلؤة سقطت من كفه , لكن المجال متواضع في هذه الجريدة الغراء تقف سدا دون ذكر المزيد, رحم الله شاعرنا المبدع احمد السلامي وسيبقى ابداعه بعقول نيرة ترددها الاجيال بأخلاص على مر العصور ..
يقال ان الشعر العربي هو ديوان العرب يوم لم تكن أية وسيلة اعلامية يمكن من خلالها التعرف على أخبار ومآثر القبائل العربية , لكن الشعر بقى نبراسا يتفاخر العرب بأنفسهم ويمجدون لغة القرآن التي يتخاطبون بها , و(ديوان بيادر شموس الحسين)هو الجزء الثاني بعدما اصدر الشاعر جزءه الاول وقبل رحيله الى جوار ربه فأخذت عائلته الكريمة مهمة اصدار الجزء الثاني وهو مدار بحثنا .
لكل شعر صفاته المميزة ومبادؤه المعروفة والتي لايمكن ان تغيب عن اذهان القاريء المتطلع , لكن شعر اهل البيت (ع) له نكهته الخاصة وطعمه المميز وقد اصاب الفشل كثير من الشعراء تنقصهم الخبرة والدراية في معرفة حقيقة اهل البيت وما واجهوه من صعاب جمة في سبيل ارساء قواعد العدل والحرية فكان امامنا الحسين (ع) له القدح المعلى في النضال والتضحية في سبيل المباديء التي ناضل من اجلها , ولكون ملحمة الطف لم تكن تخص الشيعة فقط وانما تجاوزت بعدلها ونبل نضالها الى ارجاء المعمورة وكل انسان ينشد العدل والحرية ويتفيأ بضلال الحق فهذا الشاعر عبد الرزاق عبد الواحد وهو من الصابئة المندائيين يصف معركة الطف وصفا مثاليا عجز عن الأتيان بمثله بعض شعراء الشيعة , يقول عبد الرزاق عبد الواحد :
قدمت وعفوك عن مقدمي حسيرا أسيرا كسيرا ظمــي
فمذ كنت طفلا رأيت الحسين منارا الى ضوئه انتمي
ومذ كنت طفلا وجدت الحسين ملاذا بأسواره أحتمي
ومذ كنت طفلا عرفت الحسين رضاعا.. وللآن لم افطم
فالشاعر الصابئي الذي يحتمي بمباديء الحسين (ع) مذ كان طفلا ينهل من علمه الذي لاينضب , فكان الحسين (ع) ملاذا آمنا ومستقرا مطمئنا لمن يحتمي بأسواره مستنيرا بضوئه الساطع على الناس اجمعين ..
فالسلامي كان يمتطي صهوة جواد الشعر الذي قيل في اهل البيت (ع) فسطر روائع الشعر سكبها في اوعية قلوب محبي اهل البيت (ع) , يقول في قصيدته التي يحمل اسمها اسم الديوان :
فالجرح معتــاد يقبل سيفــه وبجرحك السيـف المقبّــل سافَـرا
واذا بحبك هاتف بسريرتي و (خويدما) قد صرت فيه وشاعرا
فهو محب لأهل البيت خادم لمبادئهم شاعرا يصف مآثرهم البطولية ..
ان السلامي لم يكن متكسبا في شعره فما مدح سلطانا ولا تقرب من مسؤول , حيث كانت نفسه ابية وشعره عصي على الطغاة فقد عاش حياته بسيطا كريما في حين بامكانه ان يكون (مسؤولا كبيرا) او (صاحب جاه) بقصيدة واحدة لكن معدنه الزاهي يمنعه عن المناصب الزائفة لأنها زائلة , فما كان يهزه كرسي متهريء ولا ولاء مزيف لأنه كان يؤمن تماما بالمباديء الانسانية النبيلة وشرف الكلمة التي مزق عذريتها المتطبلون الذين يلهثون وراء مصالحهم الخاصة فكان نصيبهم العزل عن كل ما يمت الى الثقافة الملتزمة بمباديء الشعب والوطن فاقتصر مدحه لأهل البيت (ع) دون سواهم وحصر عبادته للخالق الكريم الذي يعلو على كل المسميات يقول :
فالله عدل واحد سبحانه لاغيره ربا رحيما نشهد
والكعبة المعطاء قبلتنا لها سعيا نحج وكل عام نقصد
وكتابنا القرآن باق عينه لانقص فيه للعقيدة مرفد
والطاغية المقبور أفسد كل شيء حسن وأوقع الهزيمة بالمثقفين واصحاب العقول النيرة ليعوض عنهم جهلاء ينبذون القيم الاصيلة التي عرفها الانسان العراقي والاخلاق الكريمة ليسود الباطل مكان الحق فيقول :
فالناس لاقيم ولا دين ولا خلق ولا حق وساد الباطل
كان الشاعر ــ يرحمه الله ــ يحدس ان ساعة الخلاص من حكم الطاغية المقبور قد اقتربت وحان وقت قطاف الرؤوس التي اينعت , فالساعة آتية لاريب فيها , وقد احسّ ( القائد الضرورة) بأقتراب اجله فشدد الخناق على ابناء الشعب العراقي انتقاما منهم واستخفافا بنضالهم المرير ضد الطغمة الغاشمة الحاكمة , لكننا ابناء الحسين (ع) ننهل من مبادئه فيقول في قصيدة (علي بين المنبر والسيف) :
أيامنــا حبــلى رهيب حملهــا لكننا باسم الحسين نناضل
ثم يذهب الشاعر الى وصف البساطة والتواضع حيث يتحلى بهما اهل البيت ومنهم الامام علي (ع) في مأكلهم وملبسهم :
قرص الشعيــر طعــامه وحزامــه ليف تبرعــم جوده ومشاتل
ثم يعرج الشاعر الى وصف الزهراء (ع) سيدة نساء العالمين :
هي كوثر الله الزلال بنبعــه من جنة الفردوس عذب المــاء
هي فاطم مرحـى لسيدة النسا بحر عباب زاخر بعطاء
سادت نساء العالمين بخلقها وشفيعة بالحشر يوم جزاء
وكان شعر السلامي قد وصل الذروة في الجمال والابداع فصفق القلب وانبجست من العين دموع الحب لأهل البيت , فكانت الكلمات رائعة بقوة الدافع وراءها وما فيه من لهفة ولهيب , فحب اهل البيت لدى شاعرنا قد اورق بين الفواصل والحروف فالتحقت العقيدة بالسياسة لتلتئم في جدار دائم لهذه الامة وتلك الارض , يقول الشاعر في ذم السلطة البائدة وسلطانها المنبوذ :
وماتت الاسماك في دجلتنا الحبيبة
وساحة التحرير يسقط فيها الطير
وعند كل دار قد شُنق الجدار
بصورة الجزار .. اطارها منقوش
(محبوبنا) يفترش الحرير
ونحن والجوع على الحصير
ياحضرة السلطان .. يا فخامة الامير
ياملك الغابة .. ياتحرير
( قد مسنا الضر) على السكوت وانت متخوم
على السرير
يا(رمز) يا (ضرورة) يا (بطل التحرير)
يا قائد الهزائم المريرة
يا من اضاع (الشط) في (معارك المصير)
فهو استهجان جليّ (بالقائد الضرورة) وما كان يطلق عليه من تسميات زائفة يرددها المطبلون بحضرته لقاء كسرة خبز يرميها في افواههم , فكان يعيش مع جلاوزنه في نعيم بينما يتضور ابناء الشعب جوعا قد اثقلتهم الحروب وانهكهم الدمار ..
ويتهكم الشاعر من (السلطان) ومن الذين نعتوه (بطل التحرير) وبعد ان ألقي القبض عليه وهو في جحر حقير يأبى الجرذي ان يدخله , حيث يقول في قصيدته ( وسقط هبل) :
يا (بطل التحرير) يا زرزور
اخبر عنك كلبك الناطور
كأنك الجرذي في الجحور
فكان الشاعر يصف ( حارس البوابة الشرقية) باقذع الصفات التي كان يستحقها بجدارة فيحصرها الشاعر بين الاقواس كي لاتخدش مسامع القاريء الكريم ...
لايخفي الشاعر انتماءه الى مدينته كربلاء التي احبها وفي تل الزينبية في المخيم الشريف حيث ولد وترعرع مقتفيا أثر اهله واجداده السلاميين , يقول في قصيدته ( قربة العباس ....)
جذري واسلافي بطينة كربــلا عجنت وفي باب المخيّــم داري
ودرجت في عهد الطفولة مولعا (بالزينبية) عشق قلبي , ناري
وأخيرا لم تكن الوقفة سهلة يسيرة أمام شاعر حلّق بأبداعه ذروة المجد في شعر اهل البيت (ع) , فقد تنازعت على كلماته الجوارح ونوافذ الفكر , فهو دائم البحث عن المفردة الشعرية الجميلة في شواطيء الانهار والبحار كصياد يبحث عن لؤلؤة سقطت من كفه , لكن المجال متواضع في هذه الجريدة الغراء تقف سدا دون ذكر المزيد, رحم الله شاعرنا المبدع احمد السلامي وسيبقى ابداعه بعقول نيرة ترددها الاجيال بأخلاص على مر العصور ..