مشاهدة النسخة كاملة : حقيقة القتوحات الاسلامية كما وعدت
الاقمار
12-01-2008, 12:38 PM
السلام عليكم
انقل لكم هذا الموضوع لاهميته وهو طويل واتمنة قراءته
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على أشرف المرسلين محمد واله الطاهرين
في موضوع من مواضيع القص واللزق لغرض التحريض والفتنه بين المسلمين طرح زميلنا الذي يدعى الصارم موضوعا ساقطا لشخص يدعى الدكتور عماره
وأعادتني ذاكرتي القديمه الى مستبصر طرح بحث للمفكر الاسلامي الشيخ مرتضى مطهري حول الفتوحات وحقيقتها وواقعها وشرعيتها ونتائجها
هذه الفتوحات او الفزاعه الكبيرة التي ما فتئ السلفية يلوحون بها للقريب والبعيد ، فهي مصدر تفاخرهم وتبجحهم من جهة ، وهي مثار حماستهم ودافعهم المعنوي للاستمرار بـ(محاربة الكفار ) من جهة أخرى ..
ولأهمية هذا البحث رأيت أن افتح له هنا موضوعا منفردا وأحاول قدر الامكان والتسهيل اختصار هذا البحث للفائده العامه , راجيا من الله العلي القدير أن يمن علينا من واسع قدرته وفضله في اكمال هذا البحث للنهايه
يقول الشهيد المطهري قدس الله سره
لكي نستطيع تقييم الفتوحات بشكل واقعي لابد من طرح جملة من الأسئلة ..
- من الذي أعطى الإذن بالفتوحات ؟
- من الذي أمر بالفتوحات ؟
- ما هو الهدف المتوخى من الفتوحات ؟
- من الذي قام بالفتوحات ؟
- كيف تمت الفتوحات ؟
- ما هي نتائج الفتوحات ؟
- لماذا توقفت الفتوحات ؟
الاقمار
12-01-2008, 12:40 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
نقول بالنسبة للسؤال الاول ( من الذي أعطى الإذن بالفتوحات ؟ )
البحث هنا يدور عمليا حول مدى مشروعية الفتوحات ، فإن كان الإذن بالفتوحات قد أُعطي من قبل الله ورسوله فإن أصل فكرة الفتوحات يكون مشروعا ، وإن كان هذا الإذن قد أعطاه لنفسه بعض الناس ممن لا يحملون أي صفة دينية (تشريعية) فتكون مسألة الفتوحات من أصلها غير مشروعة ..
وفي الواقع إذا أردنا البحث عن موضوع الجهاد في الإسلام ، في القران تحديدا، حيث تصنف الفتوحات عادة ( عند مناصريها ) على أنها نوع من الجهاد ، فإن أفضل من عالج هذا الموضوع بشكل متميز وشامل هو الشهيد الشيخ مرتضى مطهري في محاضرته : ( الجهاد وحالاته المشروعة في القران ) ..
والبحث طويل لا مجال لاستعراضه هنا ، ولكن خلاصته كما يلي :
إن الايات التي تأمر بالجهاد بشكل مطلق مثل ( قاتلوا الذين لا يؤمنون بالله ولا باليوم الآخر ) ( التوبة 29 ) أو ( قاتلوا الذين يلونكم من الكفار ) ( التوبة 123) ] هي عمليا مقيدة بايات أخرى مثل ( قاتلوا في سبيل الله الذين يقاتلونكم ) (البقرة 190) وكذلك ( لاتعتدوا إن الله لا يحب المعتدين ) ( المائدة 87 ) وذلك حسب قاعدة حمل المطلق على المقيد [ما من عام إلا وقد خص. كما يقال في علم الأصول]..
ومن الاعتبارات التي تبيح للمسلمين إعلان الحرب على الاخرين - ويشير إليها الشهيد العظيم - هو (نصرة المظلوم) ..
ولعل هذا هو المخرج الشرعي الوحيد الذي يمكن بواسطته تسويغ موضوع الفتوحات ؛ فالقول بأننا (نقاتل لكي نزيح الحكومات الجائرة عن كاهل المظلومين ونتمكن من إيصال الإسلام إليهم بعد أن حالت تلك الحكومات بينهم وبينه) كان هو الشعار الكلاسيكي الذي رفعته الجهات التي قامت بالفتوحات ..
فهل كان هدف الفتوحات تاريخيا هو نصرة المظلوم بالفعل ؟ هذا ما سنعرفه عند الإجابة على الأسئلة المتبقية.
يبقى هنا أن نقول أن تنفيذ هذه الأحكام القرآنية الخاصة بالجهاد مخوّل حصراً بالرسول وأولي الأمر ، فعندما يقول تعالى : قاتلوا . فليس معنى ذلك أن يتصرف كل أحد على هواه بدعوى تنفيذه للآية الشريفة ! بل المطلوب هو رد الأمور إلى الرسول وإلى أولي الأمر ، كما يقول تعالى : (وإذا جاءهم أمر من الأمن أو الخوف أذاعوا به ؛ ولو ردوه إلى الرسول وإلى أولي الأمر منهم لعلمه الذين يستنبطونه منهم ) (النساء 83) فالإذن الذي أعطاه القرآن الكريم بالجهاد إذاً مقيّدٌ بقوله تعالى : أطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم (النساء 59).
وإجراء الأمر بالجهاد - حتى وإن كان لنصرة المظلوم - يعود قراره للرسول ( ص ) ومن بعده لأولي الأمر ، هذا وقد بينّا سابقاً في موضوع (تفسير آية أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم) من هم أولو الأمر وما معنى طاعتهم وإطلاقها.
وبذلك نكون قد عرضنا الموضوع في إطار القرآن الكريم ، أما بالنسبة للسنة المعصومة فلن أدخل هنا في مجال السنة اللفظية التي لا تخرج في مجملها عما سبق ، وإنما سأعرّج على مسألة السنة العملية ..
فبمراجعة السنة العملية لرسول الله ( ص ) وأمير المؤمنين ( ع ) (وهما الحاكمان المعصومان الوحيدان فيما نعتقد ) نجد أنهما لم يمارسا ما سمي بالفتوح قط ..
فالرسول الأكرم ( ص ) كانت جميع غزواته ذات طابع دفاعي واضح * بينما اكتفى بنشر الإسلام عن طريق الكتب والرسائل والمعاهدات والموفدين .
أما أمير المؤمنين ( ع ) فقد خاض ثلاثة حروب دفاعية طيلة خلافته المباركة (بغض النظر عن مدى انطباق عنوان "الفتوحات" على تلك الحروب **)
وبناءً على ذلك فليس في السنة العملية ما يؤيد موضوع الفتوحات لا من قريب ولا من بعيد .
وهذا يكفي في الجواب على السؤال الأول على أمل أن يوفقنا الله سبحانه وتعالى في اختصار الاجابه أيضا على بقية الاسئله
والسلام عليكم
الاقمار
12-01-2008, 12:40 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
نصل الآن إلى السؤال الثاني : من الذي أمر بالفتوحات ؟
الحقيقة التي لا ريب فيها أن الأمر بالفتوحات إنما صدر عن الخلفاء الذين كانوا يتربعون على قمة السلطة ، فقد ورد في تاريخ ابن كثير المسمى بالبداية والنهاية في تأريخه للسنة الأولى من " خلافة " عمر :
وفيها استنفر عمر قبائل العرب لغزو العراق الشام فأقبلوا من كل النواحي فرمى بهم الشام والعراق .
(البداية والنهاية - ابن كثير ج 7 ص 37)
ويقول صاحب الأخبار الطوال " أبو حنيفة الدينوري " – وهو من المؤرخين السنة المرموقين – مبيناً كيف اندلعت الفتوحات :
ثم إن عمر رضي الله عنه عزم على توجيه خيل إلى العراق فدعا أبا عبيد بن مسعود وهو أبو المختار بن عبيد الثقفي فعقد له على خمسة آلاف رجل ، وأمره بالمسير إلى العراق ، وكتب إلى المثنى بن حارثة أن ينضم بمن معه إليه ، ووجه مع أبي عبيد سليط بن قيس من بني النجار الأنصاري ، وقال لأبي عبيد : لولا أنك رجل عجل في الحرب لوليتك هذا الجيش ، والحرب لا يصلح لها إلا الرجل المكيث ، فسار أبو عبيد نحو الحيرة ، لا يمر بحي من أحياء العرب إلا استنفرهم . (الأخبار الطوال 1-113)
وبما أن غرضنا الآن – في هذه المشاركة – هو الإجابة على سؤال " من الذي أمر بالفتوح" فلن نعلق على هذا النص بأكثر مما سبق ، ولكننا سنعود إليه لاحقاً إن شاء الله عند الإجابة على السؤال " كيف تمت الفتوحات ؟ " لوجد إشارة مهمة فيه .
هذا ويذكر ابن كثير أن ذلك (الشروع بالفتوحات) كان بوصية من أبي بكر لعمر [!!!!] ، حيث جاء في نفس التاريخ بعد ذكر وفاة أبي بكر : .. فأوصى الصديق عمر أن يندب الناس لقتال أهل العراق . فلما مات الصديق ودفن ليلة الثلاثاء أصبح عمر فندب الناس وحثهم على قتال أهل العراق ، وحرضهم ورغبهم في الثواب ..(البداية والنهاية - ابن كثير ج 7 ص 31)
وهذا النص الأخير يوضح أن فكرة الفتوحات لم تكن بنت ساعتها أو وليدة ظرف طارئ بل هي مخطط له أبعاده العميقة ؛ كان الفريق الذي استولى على الخلافة قد رسمه وخطط له .
وبطبيعة الحال كان التأسيس للفتوحات قد بدأ في العراق من خلال ما قام به خالد بن الوليد من غارات (وسلب ونهب) على بعض قرى " السواد " في أيام أبي بكر حيث استخدمت غنائم تلك الغارات كإغراء عُمَري للـ"مجاهدين" ( وسأترك التعليق المفصل على هذه النقطة أيضاً إلى مشاركة لاحقة ) .
ويبقى هنا أمر : ما هو موقف أمير المؤمنين عليه السلام مما جرى ؟ من البديهي أن علياً سلام الله عليه كان مقصىً عن حقه حينها وبالتالي لم يكن في موقع يسمح له بإتخاذ القرار .. إلا أنه من المعلوم كذلك أن الخلفاء كانوا يستشيرونه بإستمرار وكثيراً ما اعتمدوا على رأيه .
هنا يذكر لنا الكثير من المؤرخين المعاصرين والباحثين أنه عليه السلام قد أشار على عمر بعدم الخروج على رأس جيوش الفتوحات بعدما كان هذا الأخير قد أزمع على ذلك ، ويذكرون أن عمر قد قبل بتلك النصيحة وآثر البقاء على الخروج .. وعادةً ما تستخدم هذه القصة لتعطي الإنطباع بأن الصحابة قد اجتمعوا واتفقوا على الشروع بالفتوحات ، وأن علياً ( ع ) نصح الخليفة بعدم الخروج على رأس الجيش ... والحقيقة أن هذه القصة المزورة تخالف التاريخ والمنطق ..
فواقع الأمر – كما سنرى – هو أن هذه القصة قد حصلت في فترة متأخرة كثيراً عن بداية الفتوح ، ولم تكن في أولها على الإطلاق ، فقد روى الشيخ المفيد في الإرشاد أنه
أنه قد تكاتبت الاعاجم من أهل همدان وأهل الري وإصبهان وقومس ونهاوند ، وأرسل بعضهم إلى بعض أن ملك العرب الذي جاءهم بدينهم وأخرج كتابهم قد هلك - يعنون النبي صلى الله عليه واله - وأنه ملكهم من بعده رجل ملكا يسيرا ثم هلك - يعنون أبا بكر ثم قام بعده آخر قد طال عمره حتى تناولكم في بلادكم وأغزاكم جنوده - يعنون عمر بن الخطاب - وأنه غير منته عنكم حتى تخرجوا من في بلادكم من جنوده ، وتخرجوا إليه فتغزوه في بلاده ، فتعاقدوا على هذا وتعاهدوا عليه ، فلما انتهى الخبر إلى من بالكوفة من المسلمين أنهوه إلى عمر بن الخطاب ، فلما انتهى إليه الخبر فزع لذلك فزعا شديدا ، ثم أتى مسجد رسول الله صلى الله عليه واله .. حتى قال: . . . قد تعاهدوا وتعاقدوا أن يخرجوا من بلادهم إخوانكم من المسلمين ويخرجوا إليكم فيغزوكم في بلادكم فأشيروا علي وأوجزوا. . . فقام طلحة وخطب. . . فقال عمر : تكلموا وقام عثمان بن عفان وتكلم. . . فقال عمر : تكلموا وقام علي بن أبي طالب وقال بعد الحمد لله . . أما بعد فإنك ان أشخصت أهل الشام من شامهم سارت الروم إلى ذراريهم وإن أشخصت أهل اليمن من يمنهم سارت الحبشة إلى ذراريهم وإن أشخصت هذين الحرمين انتقضت عليك العرب من أطرافها وأكنافها حتى يكون ما تدع وراء ظهرك من عيالات العرب أهم إليك ما بين يديك فأما ذكرك كثرة العجم ورهبتك من جموعهم فإنا لم نكن نقاتل على عهد رسول الله(صلى الله عليه وآله) بالكثرة وإنما كنا نقاتل بالنصر وأما ما بلغك من اجتماعهم على المسير إلى المسلمين فإن الله لمسيرهم أكره منك لذلك وهو أولى بتغيير ما يكره وأن الأعاجم إذا نظروا إليك قالوا هذا رجل العرب فإن قطعتموه فقد قطعتم العرب وكان أشد لكلبهم وكنت قد ألبتهم على نفسك وأمدهم من لم يكن يمدهم ولكني أرى أن تقر هؤلاء في أمصارهم وتكتب إلى أهل البصرة فليتفرقوا على ثلاثة فرق فلتقم فرقة منهم إلى إخوانهم مدداً لهم . فقال عمر أجل هذا الرأي وقد كنت أحب أن أتابع عليه وجعل يكرر قول علي وينسقه إعجاباً به واختياراً له.
(بإختصار : البحار 40-253نقلا عن الإرشاد)
ومن خلال النص السابق تتضح الأمور التالية:
- لم يكن لدى عمر أي نية منذ البداية للخروج بنفسه لقيادة الجيش ، بل إنه كان خائفاً وجمع الناس ليأخذ رأيهم .
- لم يعجب عمر كما يبدو رأي كلٍ من عثمان وطلحة [وقد أشارا عليه بالخروج *] فبقي يقول للجمع : تكلموا ...
- لم تحصل القصة في بداية الفتوح بل بعد أن غزا جنود عمر بلاد الفرس ، وبعد أن أصبحت الكوفة مدينة إسلامية
وأما في المصادر السنية فقد وردت القصة بعد معركة الجسر التي حصلت بين جيش أبي عبيد الثقفي والفرس وانتهت بهزيمة المسلمين ، وطبقاً لرواية ابن كثير المنقولة عن الطبري فقد :
عقد [ عمر ]مجلسا لاستشارة الصحابة فيما عزم عليه ، ونودي أن الصلاة جامعة ، وقد أرسل إلى علي فقدم من المدينة [ طبقاً لهذه الرواية فإن عمر قد خرج إلى ماء يسمى صرار وعقد المجلس هناك ، وترك علياً ( ع ) على المدينة ]، ثم استشارهم فكلهم وافقوه على الذهاب إلى العراق ، إلا عبد الرحمن بن عوف ... فارثا [لعلها فأرفأ كما يقول محقق الكتاب] عمر والناس عند ذلك . (ابن كثير – 7-42)
وطبقاً لرواية (فتوح ابن أعثم) - وهو مصدر سني معروف أكثر دقة من الطبري - فإن علي بن أبي أبي طالب ( ع ) هو الذي لم يوافق ، وأشار عليه بالبقاء في المدينة وارسال سعد بن أبي وقاص (فتوح ابن أعثم 1 – 172)
ويتضح كذلك من هذه الرواية بنسختيها أن القصة قد حصلت في وقت متأخر عن بداية الفتوح ، وإن كانت الرواية تصور عمراً وقد هم أو تظاهر بالخروج من خلال خروجه إلى عين الماء هذه المسماة صرصر .
وبالتالي ، نستنتج مما سبق أن هذه القصة لا يمكن أن تدل على موافقة علي ( ع ) المبدئية أو غيره من رموز الصحابة على مشروع الـ " فتوحات " ، وغاية ما تدل عليه هي أن أمير المؤمنين ( ع ) قد عارض خروج الخليفة إلى الحرب التي كانت بدأت فعلاً وتتالت وقائعها المتباينة وخصوصاً الهزيمة في معركة الجسر كما تفيد الرواية السنية بالذات
ويكفي الى هنا ولي عوده قريبه للجواب على السؤال التالي
والسلام
الاقمار
12-01-2008, 12:41 PM
وصلنا إلى السؤال الثالث من الأسئلة المطروحة بهدف تقييم الفتوحات بشكل واقعي ..
ما هو الهدف المتوخى من الفتوحات ؟
هنا تارة يكون المقصود هو : ما هو هدف من أمر بالفتوحات من وراء ذلك الأمر؟
أو يكون : ما هو هدف من نفّذ الفتوحات ؟
ولنناقش كلا الاحتمالين معاً ..
رأينا فيما مضى أن الخليفة الثاني إنما قام بالفتوحات تنفيذاً لوصية من سلفه أبي بكر حسبما يقول ابن كثير ..
ولكن كيف قام أبو حفصة بهذه المهمة ..؟
تتباين المصادر في وصف كيفية إطلاقه لهذا الأمر
ففي بعضها - كتاريخ الدينوري - أنه " عزم على توجيه خيل إلى العراق " دون أن تذكر لنا لماذا وكيف تولدت تلك العزيمة ..
ولكن بعضها الآخر يتحدث بشيء من التفصيل ..
ففي تاريخ ابن كثير .. أن الندب إلى الفتوحات - أو بالأحرى تنفيذ وصية أبي بكر - قد وقع بعد ليلة فقط من وفاة هذا الأخير !!!! [ علام كانت هذه العجلة ؟ .. ]..
يقول ابن كثير :
فأوصى الصديق عمر أن يندب الناس لقتال أهل العراق . فلما مات الصديق ودفن ليلة الثلاثاء أصبح عمر فندب الناس وحثهم على قتال أهل العراق ، وحرضهم ورغبهم في الثواب على فلم يقم أحد لان الناس كانوا يكرهون قتال الفرس لقوة سطوتهم ، وشدة قتالهم . ثم ندبهم في اليوم الثاني والثالث فلم يقم أحد (ج 7 ص 31 )
يتضح من النص السابق أن عمر ندب الناس إلى الفتوحات متحدثاً معهم عن "الجهاد والثواب" فلم يأبه به أحد ...
وهنا لدينا احتمالان ..
- إما أن إيمان الناس [أي الصحابة !! .. يا عشاق الصحابة ] كان ضعيفاً بحيث أنهم قدّموا مخاوفهم من سطوة الفرس وشدة قتالهم - حسب تعبير ابن كثير - على رغبتهم بالثواب والأجر والواجب الإلهي المفترض ..
وهذا الاحتمال له درجة كبيرة من الواقعية بالنظر إلى التاريخ القريب لأولئك الصحابة .. فقبل فترة بسيطة كان الرسول الأعظم ( ص ) بنفسه في المسجد يوم الجمعة يؤم الناس .. فجاءت التجارة وجاء اللهو .. فخرج الناس إلا أنفاراً قليلة وتركوا الرسول الأعظم (ص ) قائماً يخطب ويصلي .. فمثل هؤلاء إذاً لا نستغرب منهم التخلف عن واجباتهم بلا شك .
ولكن بالنظر إلى عدم مجيء أحد أصلاً إلى الخليفة كما يؤكد ابن كثير (بقوله : فلم يقم أحد) ، ولأننا نعلم يقيناً بوجود العديد من المؤمنين المتمحضين في الإيمان بين أولئك الأصحاب * فإننا نرى أن هناك أمراً آخر منع الناس من التجاوب مع ابن الخطاب .. [وسنرى أن تتمة كلام ابن كثير تؤيد وجود مثل هذا الأمر عملياً ..] .. هذ الأمر هو الاحتمال الثاني ..
- أو أن الناس لم تصدق عملياً مقولات ابن الخطاب عن الجهاد والفتوح الإسلامية والثواب المنتظر .. ولسان حالهم يقول : قل هذا الكلام لغيرنا فالمسألة ليست جهاداً ولا شهادة ..
ولعلهم خاطبوه في أنفسهم بالقول :
منذ متى وأنت من أهل الجهاد والفتوح .. ولمَ لمْ تقل هذه الكلمات الطنانة لنفسك وأنت تهرب في خيبر .. وتفرّ في أحد .. وتتخاذل في بدر .. وتختفي في حنين
أنت لمْ تُحدّث نفسك عن الجهاد والأجر وثواب القتال مع الرسول الأعظم .. فلماذا تحدثنا عن ثواب القتال معك اليوم ..
وخلاصة هذا الاحتمال :
أن أحداً لم يصدق دعاوى ابن الخطاب التي أُلبست ثياب الدين واكتست بصبغته .. والشيء الوحيد الذي كان معلوماً للناس هو أن أبا حفصة كان يقوم بتوسيع دولته من جهة وتصدير أزماته أو مخاوفه من أزمات مستقبلية [ ناتجة عن اغتصابه للخلافة ] إلى الخارج حتى أنه بدأ بالدعوة إلى الفتوحات كما مر - في اليوم التالي لوفاة أبي بكر !! ..
فما الذي حصل بعدها ؟
لقد قام مرشح الخليفة المستقبلي للقيادة (المثنى) بمواجهة الناس ببعض الأمور التي تصيبهم في مقتل .. أمور يعرفونها ويصدقونها أو يمكنهم تصديقها بيسر وسهولة .. فحدثهم عن المال والأرزاق في العراق ... وهنا تغيّر الموقف [ فسبحان مغير الأحوال .. ] .. يقول ابن كثير متابعاً : " وتكلم المثنى بن حارثة فأحسن ، وأخبرهم بما فتح الله تعالى على يدي خالد من معظم أرض العراق** ، ومالهم هناك من الاموال والاملاك والامتعة والزاد ، فلم يقم أحد في اليوم الثالث فلما كان اليوم الرابع كان أول من انتدب من المسلمين أبو عبيد بن مسعود الثقفي ثم تتابع الناس في الاجابة "
وهكذا .. فقد تحدث المثنى في نهاية اليوم الثالث فذكر " الأموال والأمتعة والأملاك والزاد" ... فجاء الناس في اليوم التالي ليشتركوا في (الفتوح)
هكذا بدأت الفتوح أيها الإخوة .. هكذا بدأت هذه (المأثرة العظيمة) ...
يقول أبو حنيفة الدينوري متابعاً رحلة الجيش الذي تشكل في المدينة عقب دعوة المثنى السابقة : فسار أبو عبيد نحو الحيرة ، لا يمر بحي من أحياء العرب إلا استنفرهم ، فتبعه منهم طوائف حتى انتهى إلى قس الناطف ( الأخبار الطوال 1-113) ..
وهكذا فإن الجيش الذي تشكّل على أساس الرغبة بالماديات أولاً .. كان يستنفر كل من يمر به من أحياء العرب ..
ولنتوقف قليلاً عند هذه العبارة .. فما معنى أن تستنفر قبائل بدوية عاشت طيلة عمرها على السلب والغزو والغارات المتبادلة .. هذه القبائل التي لم يكن قد مضى على إسلامها أكثر من بضع سنوات قليلة ..
إن معنى (استنفر الحاكم الرعية) في اللغة العربية هو : " كلّفهم أن ينفروا لقتال العدو " (المعجم الوجيز ص627)
فعلى أي أساس كان هذا الجيش يُكلّف القبائل العربية أن تخرج معه ..؟
- هل على أساس مقولات الجهاد والاستشهاد .. والحال أن الجيش الأصلي نفسه قد خرج وفي نفوس عناصره أمور ورغبات أخرى
- أم على أساس أن معصية أوامر الحاكم وعدم تقديم المطلوب إليه خروج عن الإسلام .. ورِدّة .. وما حروب الردة التي حصلت قبل عام واحد ببعيدة ..
- أم على أساس الغنائم والماديات التي وُعد المقاتلون بها .. مما "فتح" الله به على خالد بن الوليد ..
من ناحية التحليل التاريخي المدعوم بالوقائع فإن الاحتمال الأول غير وارد .. فلا الجيش الخارج كان قادراً على تقديم مثل هذا الخطاب العاطفي بشكل مقنع طالما أنه هو نفسه كان يفتقد في داخله هذا الخطاب ، ولا القبائل البدوية التي أسلمت ولم تؤمن - كما يصفها الله تعالى - كانت في وارد الاستجابة لتقديم أرواح أبنائها ودمائهم على مذبح الإيمان البحت .. والشيء الأقرب إلى الواقع والمنطق والتاريخ هو أن هذه القبائل التي عاشت قروناً على الإغارات على بعضها وممارسة والسلب والنهب إنما خرجت إلى "الفتوح" مدفوعة بنفس هذا الأسلوب التي قضت عمرها عليه ..
بالإضافة طبعاً إلى الخوف من عصيان الخليفة بالامتناع عن تقديم المجندين له مما سيضعها في نفس الخانة التي وضع فيها أولئك الذين امتنعوا قبل عام عن تقديم الزكاة له .. [وقد رأى الجميع بالطبع ما حل بهم] .
وإذا كان هذا هو حال من بدأوا بالفتوح .. فإن حال من أتى بعدهم لم يكن ليقل سوءاً
فبالنسبة لشخص مثل معاوية الذي كان والي عمر وعثمان على بلاد الشام فإن فتوحاته لم تكن تعدو كونها توسيعاً لملك ابن عمه الحالي وملكه المستقبلي .. وعلى حد تعبير والده أبي سفيان - كما صرح بذلك في أيام عثمان - : تلقفوها يا بني أمية تلقف الكرة فوالذي يحلف به أبو سفيان لا جنة ولا نار وانما هو الملك !!!!!
وأما فتوحات إفريقيا وعقبة بن نافع فيحضرني فيهما ما في كتاب "فتوح البلدان" ، ومنه "معاهدة السكان الأصليين على تسديد الجزية من أبنائهم عبيداً" !!!!!!!
والطريف أن المؤرخين يحدثونك عن أخبار الفتوح في سياق أخبار السلطة الفاسدة المتفسخة .. مما يضعك أمام صورة عجيبة من التستر بالدين والاستهزاء به في آن واحد .. فمثلاً يتحدث اليعقوبي عن (فتح سابور) فيقول : وفي هذه السنة افتتح عثمان بن أبي العاص الثقفي سابور . وفيها ولي الوليد بن عقبة بن أبي معيط الكوفة مكان سعد ، وصلى بالناس الغداة ، وهو سكران ، أربع ركعات ، ثم تهوع [ أي تقيأ ] في المحراب ، والتفت إلى من كان خلفه ، فقال : أزيدكم ؟ ثم جلس في صحن المسجد ، وأتى بساحر يدعى بطروى من الكوفة ، فاجتمع الناس عليه (اليعقوبي ج 2 ص 165 ) [ أترك هذه الفقرة دون تعليق بين يدي القارئ الكريم ..]
وإذا كان هذا هو الحال في عهد الخلفاء " الراشدين " فالحال في عهد بني أمية لا يقل سوءاً .. حتى باتت الفتوحات هي المتنفس الرائع لمشاكل السلطة ، فعلى سبيل المثال فقد جهّز الحجاج جيشاً بقيادة عبد الرحمن بن الأشعث لفتح بلاد (ما وراء النهر ) .. يقول الطبري : " كان الحجاج وليس في العراق رجل أبغض إليه من عبد الرحمن بن الأشعث " ، ومع ذلك فقد عهد إليه بقيادة الحملة الجديدة وكان هدفه هو "أن يقذف بهذا الجيش إلى بلاد رتبيل كما قذف بالجيش الذي قبله فيتخلص من قادة العرب وفرسانهم باسم الفتح والجهاد " (أعيان الشيعة 7-409)
هذه هي أهداف الفتوحات .. وإن كنت في نهاية الموضوع لا أنكر أن كثيرين ممن قاتلوا في تلك الفتوحات إنما قاتلوا بدافع الشعور الديني .. ولكني أنفي ذلك عن الخلفاء المقررين وعن جمهور كبير من أهل"الفتوحات" .
والتوسع في الموضوع - كما ترون أحبائي - يستدعي في الواقع دراسة كاملة ؛ وهو الأمر الذي أتمنى أن يتاح لي الوقت الكافي يوماً للقيام به بإذن الله ، ولكنني أردت في هذه المشاركة إلقاء شعاع من الضوء فقط على حقيقة الأهداف المتوخاة من الفتوح والتي كانت تدور في أذهان القائمين بالفتوح وعليها .. وتتبدى في أفعالهم وعلى ألسنتهم ..
إلى اللقاء مع الإجابة على السؤال التالي
والسلام عليكم ورحمة الله
الاقمار
12-01-2008, 12:44 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
وصلنا إلى السؤال التالي : من الذي قام بالفتوحات ؟
والمقصود من السؤال فعلياً هو : هل قام بالفتوحات المخالفون أم الشيعة أم كلاهما معاً ؟
في الواقع أننا إذا أردنا الحديث عن " قادة" الفتوحات فلن نجد فيهم شيعياً واحداً !
والمقصود بالقادة هنا هم قادة الجيوش ؛ فضلاً عن الخلفاء أنفسهم طبعاً .
لذلك ؛ على هذا المستوى ؛ فالشيعة " بريؤن" من الموضوع تماماً ، لا بل هم خارجه ..
والنتيجة التي يمكن تسجيلها هنا هي : إما أن تلك الفتوحات (بكافة مراحلها) - كما تجسّمت على أرض الواقع - كانت غير مشروعة .. وبالتالي فقد أحجم الصحابة الشيعة والتابعون عن المشاركة فيها حسب مبادئهم .. أو أن تلك القيادات العليا للـ"خلافة" لم تكن تثق بهؤلاء الصحابة والتابعين وبالتالي لم تكن تستحسن أن تسلمهم إمرة الجيوش وقيادة المقاتلين ..
أما إذا كان الحديث يدور حول الأفراد ، فقد سجل لنا التاريخ أسماء عدد من الشيعة ممن اشترك في الفتوحات بعد بدئها ..
نعم لقد سجل لنا التاريخ – على ذمة رواته – أسماءً مثل الحسنين عليهما السلام وابن عباس وأبي أيوب الأنصاري وأبي قتادة الأنصاري و أبي برزة الأسلمي وهاشم المرقال وأبي الطفيل
وأنا أجزم أن البحث في حالة كل واحد من هؤلاء هو عمل مهم سيلقي حزمةً كبيرةً من الضوء على حال التشيع في العصور الإسلامية المبكرة ، وسوف تكون مثل تلك الدراسة في غاية الفائدة ، ولكن نظراً لضيق الوقت هنا فسأكتفي الآن بالبحث في حقيقة مشاركة الإمامين المعصومين سيدينا الحسن والحسين عليهما السلام في الفتوحات .. لأنها تبقى الأهم بين كل المشاركات المفترضة الأخرى .. ذلك أن مشاركة المعصوم تعني مبدئياً مشروعية العمل فهي ضرب من السنة العملية ، لذلك فهي - خلافاً لغيرها- تعتبر تشريعاً ما لم يحل دون ذلك حائل .
ولكن قبل أن أشرع بدراسة المشاركة المنسوبة لهما سلام الله عليهما ، أود فقط أن أشير إلى نقطة مهمة تتصل بمشاركة بعض الشيعة – إن كانت قد وقعت – في الفتوحات ..
فلو قلنا أن الفتوحات كما حصلت كانت تفتقد إلى الأصل الشرعي وتعتبر نوعاً من العدوان على الآخرين فمعنى ذلك أن الاشتراك فيها غير جائز .. ولكن يجدر الملاحظة أنه بعد وقوع شرارة (الفتح) وتحول الموضوع من "عملية فتح " إلى "حرب شرسة" بين الدول الكافرة أو المشرِكة من جهة والدولة الإسلامية من جهة أخرى .. فإن الاشتراك في مثل هذه الحرب لايكون مقيداً بالعنوان المانع السابق .. لأنه لم يعد يتصل بـ"من كان المعتدي أولاً؟" بل بـ"ما هو واقع الآن" ..
هذا ما أريد قوله هنا تعقيباً على المشاركة المفترضة لبعض الشيعة في بعض معارك "الفتوحات" ، وهي مشاركة تستحق الدراسة التفصيلية كما أشرت .
والآن نأتي إلى مشاركة الإمامين الحسنين عليهما السلام
يقال أن الإمامين الحسنين عليهما السلام قد اشتركا في "فتحين" الأول: هو فتوح إفريقيا بقيادة عبد الله بن نافع وأخيه عقبة
والثاني : هو غزو طبرستان
وكلا الغزوين كان في عهد عثمان حيث كان الإمامان ( ع ) في العشرينات من عمريهما الشريفين ..
وكلا الاشتراكين ليس له أي ذكر في مصادر الشيعة ..
وأما في مصادر السنة ..
فقد جاء بخصوص الفتح الأول في " فتوح البلدان " للبلاذري :
ولى عثمان بن عفان رحمه الله سعيد بن العاصى بن سعيد ابن العاصى بن أمية الكوفة في سنة تسع وعشرين . فكتب مرزبان طوس إليه وإلى عبد الله بن عامر بن كريز بن ربيعة بن حبيب بن عبد شمس ، وهو على البصرة ، يدعوهما إلى خراسان ، على أن يملكه عليها أيهما غلب وظفر . فخرج ابن عامر يريدها ، وخرج سعيد . فسبقه ابن عامر ، فغزا سعيد طبرستان ، ومعه في غزاته فيما يقال الحسن والحسين أبناء على بن أبي طالب عليهم السلام. ((( ها هنا ملاحظة مهمة أردت الإشارة إليها ، وهي أن جميع مصادر "أهل السنة" القديمة حتى القرن الثامن الهجري بل وحتى بعد ذلك بقيت تشير إلى أهل البيت عند ذكرهم بوصفهم بعبارة (عليهم السلام) سواءً كان المقصود أمير المؤمنين علي أم السيدة فاطمة أم الحسنان صلوات الله عليهم ، ونرى هنا البلاذري – هذا المؤرخ السني – لا يشذ عمن سبقه في هذا المجال .. ويستخدم ذات التعبير ، هذا ولم يتم إسقاط هذه العبارة إلا في عصور متأخرة .
وقيل أيضا إن سعيدا غزا طبرستان بغير كتاب أتاه من أحد ، وقصد إليها من الكوفة ، والله أعلم . ففتح سعيد طميسة ونامنة ، وهى قرية . وصالح ملك ( ص 334 ) جرجان على مائتي ألف درهم ، ويقال على ثلاث مئة ألف بغلية وافته ، فكان يؤديها إلى غزاة المسلمين . وافتتح سعيد سهل طبرستان والرويان ودنباوند ، وأعطاه أهل الجبال مالا . وكان المسلمون يغزون طبرستان ونواحيها فربما أعطوا الاتاوة عفوا وربما أعطوها بعد قتال .(فتوح البلدان ج 2 ص 411)
ويستغرب الإنسان بدايةً وجود الحسنين عليهما السلام في جيش يقوده منافق أموي معروف كهذا ولاسيما بلحاظ "الأحقاد البدرية" لديه حيث أن علياً ( ع ) كان قد قتل له أباه في غزوة بدر (أسد الغابة 2-310) ...
ويُلاحظ أن البلاذري – وهو من المؤرخين المتثبتين كما يعلم كل من يقرأ كتابه - لم يجزم بوجودهما عليهما السلام في الجيش وإنما أورده بصيغة (يقال) ، وهذا يشير إلى عدم ثقته بالرواية الواردة في هذا الشأن ...
وبالعودة إلى أصل الموضوع نجد الرواية الأصلية عند الطبري كما يلي :
حدثني عمر بن شبة قال حدثني علي بن محمد عن علي بن مجاهد عن حبش بن مالك قال غزا سعيد بن العاص من الكوفة سنة ثلاثين يريد خراسان ومعه حذيفة ابن اليمان وناس من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ومعه الحسن والحسين وعبد الله بن عباس وعبد الله بن عمر وعبد الله بن عمرو بن العاص وعبد الله بن الزبير وخرج عبدالله بن عامر من البصرة يريد خراسان فسبق سعيدا ونزل أبرشهر وبلغ نزوله أبرشهر سعيدا فنزل سعيد قومس وهي صلح صالحهم حذيفة بعد نهاوند فأتى جرجان فصالحوه على مائتي ألف ثم أتى طميسة وهي كلها من طبرستان متاخمة جرجان وهي مدينة على ساحل البحر وهي في تخوم جرجان فقاتله أهلها حتى صلى صلاة الحوف فقال لحذيفة كيف صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبره فصلى بها سعيد صلاة الخوف وهم يقتتلون وضرب يومئذ سعيد رجلا من المشركين على حبل عاتقه فخرج السيف من تحت مرفقه وحاصرهم فسألوا الامان فأعطاهم على أن لا يقتل منهم رجلا واحدا ففتحوا الحصن فقتلهم جميعا إلا رجلا واحدا (ج 3 ص 323)
وهنا أتساءل هنا هل هذه أخلاق الإسلام ؟؟؟ هل هذه هي أخلاق ال"فتح" ؟؟؟ أن يؤمّن القائد العدو على ألا يقتل منهم رجلاً واحداً ثم عندما ينزل إليه القوم يقتلهم جميعاً إلا رجلاً واحداً ...هل هذا هو عمل من يريد أن ينشر الإسلام وأن يدخله في قلوب الناس والشعوب الأخرى ؟؟ وهل يعقل هنا أن يكون الحسنان عليهما قد اشتركا في مثل هذه "الفتوح" ؟
والغريب أن الطبري يورد بعد تلك الرواية مباشرة رواية أخرى بنفس السند تخلو من اسم الحسن والحسين عليهما السلام مما يشير إلى أن اسميهما عليهما السلام قد دُسّ في الرواية الأولى ، يقول الطبري في نفس الصفحة وبعد الرواية السابقة : وحدثني عمر بن شبة قال حدثنا علي بن محمد قال أخبرني علي بن مجاهد عن حنش بن مالك التغلبي قال غزا سعيد سنة ثلاثين فأتى جرجان وطبرستان معه عبدالله بن العباس وعبد الله ابن عمر وابن الزبير وعبد الله بن عمرو بن العاص ..
وبالعودة إلى المصادر التاريخية الأخرى التي أرخت لتلك الفترة ولا سيما منها من هو أقدم من تاريخ الطبري كاليعقوبي مثلاً (وهو أقدم بعدة عقود من تاريخ الطبري) أو تاريخ خليفة (وهو أقدم من الطبري بأكثر من سبعين عاماً) لا نجد عيناً و لا أثراً لتلك المشاركة المزعومة .. مما يجعلنا نعتبرها غير صحيحة ومدسوسة على الرواية الطبرية الأولى ولاسيما أن مثل هذه المشاركة – لو وقعت – لما خفيت عن أحد من المؤرخين القدماء
وبإعتقادي أن هذه الرواية قد تم تزييفها لاحقاً لتجميل صورة "الفتوحات" ومنحها الشرعية ولتزيين أعمال هذا المنافق الأموي الكبير - الذي كان والي معاوية على المدينة - وتصويره كمجاهد يقود جيشاً يضم ابني رسول الله ( ص ) فيه ..
ولا ننسى أن نشير أخيراً إلى أن ناقل الرواية وهو علي بن محمد المدائني مختلف فيه لدى السنة .. فقد ذكره صاحب المغني في الضعفاء في ج2 ص 454 كما وصفوه بأنه ليس بالقوي في الحديث (لسان الميزان ج4 ص 253) .
أما عن اشتراكهما عليهما السلام في الغزو الآخر فلم نجد له أصلاً – حسب علمي – إلا ما ذكره ابن خلدون ولم يذكر سنداً لقوله أو مصدراً ، يقول ابن خلدون :
ثم ان عبد الله بن ابى سرح كان أمره عثمان بغزو افريقية سنة خمس وعشرين وقال له ان فتح الله عليك فلك خمس الخمس من الغنائم وأمر عقبة بن نافع بن عبد القيس على جند وعبد الله ابن نافع بن الحرث على آخر وسرحهما فخرجوا إلى افريقية في عشرة آلاف وصالحهم أهلها على مال يؤدونه ولم يقدروا على التوغل فيها لكثرة أهلها ثم ان عبد الله بن أبى سرح استأذن عثمان في ذلك واستمده فاستشار عثمان الصحابة فأشاروا به فجهز العساكر من المدينة وفيهم جماعة من الصحابة منهم ابن عباس وابن عمر وابن عمرو بن العاصى وابن جعفر والحسن والحسين وابن الزبير وساروا مع عبد الله بن أبى سرح سنة ست وعشرين ولقيهم عقبة بن نافع فيمن معه من المسلمين ببرقة ثم ساروا إلى طرابلس فنهبوا الروم عندها ثم ساورا إلى افريقية وبثوا السرايا في كل ناحية وكان ملكهم جرجير يملك ما بين طرابلس وطنجة تحت ولاية هرقل ويحمل إليه الخراج فلما بلغه الخبر جمع مائة وعشرين ألفا من العساكر ولقيهم على يوم وليلة من سبيطلة دار ملكهم وأقاموا يقتتلون ودعوه إلى الاسلام أو الجزية فاستكبر ولحقهم عبد الرحمن ابن الزبير مددا بعثه عثمان لما أبطأت أجنادهم وسمع جرجير بوصول المدد ففت في عضده وشهد ابن الزبير معهم القتال وقد غاب ابن أبى سرح وسأل عنه فقيل انه سمع منادى جرجير يقول من قتل ابن أبى سراح فله مائة ألف دينار وأزوجه ابنتى فخاف وتأخر عن شهود القتال . (تاريخ ابن خلدون ق1 ج 2 ص 128)
وفي النص كثير من الإشارات الملفتة كقول الخليفة عثمان لأخيه من الرضاع ( كما في الاخبار الطوال ص 139 ) : ان فتح الله عليك فلك خمس الخمس من الغنائم !!!!!! وكهروب القائد المجاهد واختفائه !!!!
ولكننا لن نتوقف عندها الآن بل نقول : إن ابن خلدون لم يذكر لنا مصدراً لهذه المعلومة .. فلا ذكر سنداً للخبر ولا سمّى كتاباً نقل منه .. فما قيمة مثل هذه الرواية إذاً ؟ وبمراجعة المصادر الأخرى – وجميعها أقدم من تاريخ ابن خلدون – لم نجد أحداً قد نص على خروج الحسنين عليهما السلام في هذه الغزوة .ففي تاريخ الطبري يرد الخبر هكذا :
عن محمد بن أبي حرملة عن كريب قال لما نزع عثمان عمرو بن العاص عن مصر غضب عمرو غضبا شديدا وحقد على عثمان فوجه عبدالله بن سعد وأمره أن يمضى إلى افريقية وندب عثمان الناس إلى افريقية فخرج إليها عشرة آلاف من قريش والانصار والمهاجرين (ج3 ص 314)
وفي البداية والنهاية لابن كثير يرد ما يلي :
أمر عثمان بن عبد الله بن سعد بن أبي سرح أن يغزو بلاد إفريقية فإذا افتتحها الله عليه فله خمس الخمس من الغنيمة نفلا ، فسار إليها في عشرة آلاف فافتتحها سهلها وجبلها ، وقتل خلقا كثيرا من أهلها ، ثم اجتمعوا على الطاعة والاسلام ( أترك التعليق على هذه العبارة للقارئ المحترم ، فأين بقيت هنا إذاً نصرة المظلوم وأين بقيت الدعوة إلى الله وابن كثير يقول وقتل خلقا كثيرا من أهلها ، ثم اجتمعوا على الطاعة والاسلام .. فأية طاعة تلك وأي إسلام هذا ؟ ) ، وحسن إسلامهم ، وأخذ عبد الله بن سعد خمس الخمس من الغنيمة وبعث بأربعة أخماسه إلى عثمان ، وقسم أربعة أخماس الغنيمة بين الجيش ، فأصاب الفارس ثلاثة آلاف دينار والراجل ألف دينار. قال الواقدي : وصالحه بطريقها على ألفي ألف دينار وعشرين ألف دينار ، فأطلقها كلها عثمان في يوم واحد لآل الحكم ويقال لآل مروان (هذا هو الخليفة عثمان على حقيقته ...وأترك التعليق لكم أحبائي .. ) (ابن كثير ج 7 ص 170)
ويقول مفصّلاً في مكان آخر :
فلما صارت الخلافة إلى عثمان عزل عنها [أي مصر]عمرو بن العاص وولي عليها عبد الله بن سعد سنة خمس وعشرين ، وأمره بغزو بلاد أفريقية فغزاها ففتحها ، وحصل للجيش منها مال عظيم كان قسم الغنيمة لكل فارس من الجيش ثلاثة آلاف مثقال من ذهب ، وللراجل ألف مثقال . وكان معه في جيشه هذا ثلاثة من العبادلة ، عبد الله بن الزبير ، وعبد الله بن عمر ، وعبد الله بن عمرو ، ثم غزا عبد الله بن سعد بعد أفريقية الاساود من أرض النوبة فهادنهم فهي إلى اليوم ، وذلك سنة إحدى وثلاثين .( ج 5 ص 372)
وكما نرى فرغم تفصيل ابن كثير لمن كان في الجيش من الأشخاص الهامين فهو لم يشر قط إلى وجود الحسنين عليهما السلام
ويتضح مما سبق أن قصة اشتراك الحسنين عليهما السلام في "فتوح إفريقيا" لا أصل لها سوى في مخيلة ابن خلدون ..
ونشير هنا كذلك إلى أن ابن سرح هو من المنافقين المعروفين في الإسلام ، وكان الرسول ( ص) قد أهدر دمه غداة فتح مكة بعد أن كان قد ارتد والتحق بمشركي مكة ، وكان قبلها من كتاب الوحي كما يزعمون (جامع البيان للطبري ج14 ص 241) فاستأمن له عثمان من الرسول ( ص ) بعد فتح مكة فصمت الرسول طويلا .. فلما قام عثمان قال ( ص ) : ما صمت إلا ليقوم إليه بعضكم فيضرب عنقه (تفسير القرطبي ج7 ص 40) وفيه نزل قوله تعالى : (ومن أظلم ممن افترى على الله كذباً أو قال أوحي إلي ولم يوح إليه شيء ومن قال سأنزل مثل ما أنزل الله ) (الأنعام 93) كما يروي الثعالبي في تفسيره (2-495) والشوكاني في فتح القدير (2- 141)، ويذكر الشوكاني كذلك أن الآية (إلا من شرح بالكفر صدراً) قد نزلت فيه !!! (فتح القدير 3-198) وفيه يقول عقيل بن أبي طالب وقد كتب إلى أخيه أمير المؤمنين ( ع ) يخبره عن التحاق هذا المنافق بمعاوية : ثم مر عبد الله بن أبي سرح ، في نحو من أربعين راكبا ، من أبناء الطلقاء ، من بني أمية ، فقلت لهم وعرفت المنكر في وجوههم : أبمعاوية تلحقون ؟ عداوة والله إنها منكم ظاهرة غير مستنكرة ، تريدون بها إطفاء نور الله ، وتغيير أمر الله .(الإمامة والسياسة 1-74)
فهل يتوقعن أحد وجود الحسنين عليهما الصلاة والسلام تحت إمرة منافق كهذا ؟؟؟ وتحت مسمى (الجهاد في سبيل الله) ؟؟؟؟؟؟!!!!
أتوقف هنا على أمل المتابعة إن شاء الله
والسلام عليكم ورحمة الله
الاقمار
12-01-2008, 12:45 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وصلنا إلى السؤال التالي :
كيف تمت .. أو كيف جرت الفتوحات .
وفي الحقيقة .. إننا من خلال المشاركات السابقة قد أجبنا ضمنياً عن هذا السؤال إلى حد كبير ، فمن يقرأ ما كتبناه حول من الذي أمر بالفتوحات وما هو هدفها ومن الذي نفذها سيجد الكثير من التفاصيل المتعلقة بالإجابة عن هذا السؤال وسيتمكن من رسم صورة في ذهنه عن الطريقة التي جرت بها الفتوحات في عصري الخلفاء الثلاثة والأمويين ..
ولكن تبقى بعض النقاط التي ارتأيت إضاءتها بشكل مستقل في هذه المشاركة ..
بدايةً ، كنا قد نسبنا في مشاركات سابقة فكرة (الفتوحات) إلى الخليفة الأول وذكرنا أنه قد أوصى الثاني بتنفيذها .
وفي الواقع فإن الخليفة الأول كان قد بدأ بحركتين يمكن اعتبارهما مقدمة لما جرى لاحقاً ..
ففي بلاد الشام حصلت بُعيد وفاته - وليس قبلها - معركة اليرموك والتي قادت بعد ذلك إلى دخول " الفاتحين " إلى دمشق وإلى سوريا بكاملها لاحقاً .
وأما في بلاد العراق فكان خالد بن الوليد قد قام بسلسلة من الغارات في سواد العراق التي تقوم على مبدأ الغزو السريع والنهب ..
هذا ولم نعتبر في المشاركات السابقة أن (الفتوحات) قد بدأت في عهد أبي بكر لأن ما حصل في بلاد الشام في عهده كان هو الإعداد لمعركة اليرموك فقط ... وأما ما حصل في العراق فلا يمكن تسميته بالفتوحات كما سنرى ..
وبالنسبة إلى بلاد الشام نشير هنا إلى وجود مستمرٍ للمعارك المتبادلة بين المسلمين والروم منذ أيام الرسول ( ص ) مما يجعل الحرب معهم ليست حرباً ابتدائية ( ولعل هذا هو سبب موافقة أمير المؤمنين ( ع ) على ذلك الغزو - بحسب تعبير المؤرخين - عندما استشاره أبو بكر كما يذكر ) اليعقوبي (2-133)
لكن تبقى مسألة الفتوحات مسألة أخرى ، هذا ويذكر لنا التاريخ أن أبا بكر أراد أن يولي قيادة ذلك الجيش الشامي لخالد بن سعيد بن العاص - وهو من شيعة أمير المؤمنين ( ع ) - فنهاه عمر عن ذلك وذكره بموقف الرجل غداة السقيفة - وما أدراك ما السقيفة - فحلَّ أبو بكر لواء سعيد وعين مكانه يزيد بن أبي سفيان وأبو عبيدة وشرحبيل وجعل أبا عبيدة أمير الكل ..
يقول اليعقوبي في هذا الموضوع :
نادى [ أبو بكر ] في الناس بالخروج ، وأميرهم خالد بن سعيد ، وكان خالد من عمال رسول الله باليمن ، فقدم وقد توفي رسول الله ، فامتنع عن البيعة ، ومال إلى بني هاشم ، فلما عهد أبو بكر لخالد قال له عمر : أتولي خالدا وقد حبس عنك بيعته ، وقال لبني هاشم ما قد بلغك ؟ فوالله ما أرى أن توجهه . فحل لواءه ، ودعا يزيد بن أبي سفيان ، وأبا عبيدة بن الجراح ، وشرحبيل بن حسنة .. (تاريخ اليعقوبي 2- 133) ( من هنا نفهم لماذا كان الخلفاء - بل المتخلّفين - يبتعدون عن تعيين الصحابة الشيعة في قيادة الجيوش ) .
وأما بالنسبة لبلاد الرافدين فسنتعرض هنا بشيء من الإجمال لما قام به خالد هناك . يقول السيد مرتضى العسكري :
نرجع إلى البلاذري فنجد عنده وصفا رائعا لغزوات خالد في الحيرة تعرفنا طبيعة تلك المعارك ، وقد سبق ذكر بعضها ، ونذكر في ما يلي موجزا لبعض ما وقع منها بعد الحيرة ، قال :
وبعث خالد بشير بن سعد الانصاري إلى بانقيا فلقيته خيل للاعاجم عليها فرخبنداذ فرشقوا من معه بالسهام ، وحمل عليهم فهزمهم وقتل فرخبنداذ ، ثم انصرف وبه جراحة انتفضت بعين التمر فمات منها .
وقيل :: إن خالدا هو الذي قتل فرخبنداذ ، وبعث جرير بن عبد الله البجلي إليهم فخرج إليه بصبهري بن صلوبا فاعتذر إليه من القتال وعرض عليه الصلح ، فصالحه جرير على ألف درهم وطيلسان . وقيل إن ابن صلوبا أتى خالدا فاعتذر إليه وصالحه هذا الصلح .
وقالوا : إن خالدا أتى بعدها الفلاليج وبها جمع للعجم فتفرقوا ولم يلقوا كيدا فرجع إلى الحيرة ، فبلغه أن جابان في جمع بتستر فوجه إليه المثنى وحنظلة بن الربيع فلما انتهيا إليه هرب وسار إلى الانبار فتحصن أهلها ، وبعث المثنى إلى السوق العتيق ببغداد فأغار عليهم فملاوا أيديهم من الذهب والفضة وما خف حمله ، ثم أتوا الانبار - وخالد بها - فحصروا أهلها وحرقوا نواحيها فصالحو ؟ بشئ رضي به ، وقيل بل صالحه جرير في عصر عمر .
هكذا كانت طبيعة غزوات خالد في العراق ، يبعث جريدة خيل إلى تلك القرية أو هذه فيستقبلوهم بالصلح ودفع الجزية أو بالمراماة ساعة من نهار ثم ينهزمون ، أو يباغت تجمعا في سوق فيستولي على ما فيها بعد فرار أهلها ، وأحيانا يهاجم قرية فيقاتل خفراءها أو حصنا أو مسلحة فيقتل منهم أفرادا ثم يستولى على بعض السبي والغنائم .
ويتناسب هذا النوع من الغزو وعدد جيش خالد كما رواه البلاذري عند ما ذكر خبر انصرافهم من العراق إلى الشام لامداد المسلمين هناك قال : " وسار في شهر ربيع الاخر سنة ثلاث عشرة في ثماني مائة ، ويقال : في ست مائة ، ويقال : في خمس مائة " . وليس بمقدور هذا العدد أن يبيد مئات الالوف !!!! (عبد الله بن سبأ ج2 ص 91) انتهى كلام مرتضى العسكري
إذا : فما قام به " سيف الله " خالد لا يعدو كونه غارات سلب ونهب لا فتوحاً !!!! وهذا هو ما أسس لفتوحات العراق الـ"عُمَرية" ..
وأما الفتوحات العثمانية فقد تولتها قيادتها نخبة من منافقي الأسرة الحاكمة بعد أن قام عثمان بتطهير الولايات التي ورثها من سلفه من أولئك المرفوضين من الأسرة الحاكمة .. فكانت باكورة أعماله في هذا المجال بعد توليه الخلافة هي عزل عمار بن ياسر (الذي يدعو الناس إلى الجنة بنص الرسول ص ) وتولية المنافق الوليد بن أبي معيط مكانه (الذي نزل فيه : إن جاءكم فاسق بنبأ- تفسير مجاهد 2-606)
يقول أبو حنيفة الدينوري :
وتوفي عمر بن الخطاب رضي الله عنه يوم الجمعة لأربع ليال بقين من ذي الحجة سنة ثلاث وعشرين ، وكانت خلافته عشر سنين وستة أشهر ، واستخلف عثمان ابن عفان ، فعزل عمار بن ياسر عن الكوفة ، وولى الوليد بن عقبة بن أبي معيط ، وكان أخا عثمان لأمه ، أمهما أروى بنت أم حكيم بن عبد المطلب بن هاشم ، وعزل أبا موسى الأشعري عن البصرة ، وولاها عبد الله بن عامر بن كريز ، وكان ابن خال عثمان ، وكان حدث السن ، واستعمل عمرو بن العاص على حرب مصر ، واستعمل عبد الله بن أبي سرح على خراجها ، وكان أخاه من الرضاعة ، ثم عزل عمرو بن العاص ، وجمع الحرب والخراج لعبد الله بن أبي سرح . (الأخبار الطوال ص 139)
وأما قادة الفتوحات المظفرة حسبما ذكرهم الدينوري فكانوا :
معاوية ( الذي لعنه الرسول ص بقوله : لعن الله الراكب والقائد - تذكرة سبط ابن الجوزي ص115)
عبد الله بن عامر (الحدث الذي لا يملك من مؤهلات القيادة سوى كونه ابن خال الخليفة !)
عبد الله بن أبي سرح (ذكرنا في مشاركة سابقة في هذا الموضوع بعض ما ورد فيه كقوله تعالى : ومن أظلم ممن افترى على الله كذباً . وقوله تعالى : إلا من شرح بالكفر صدراً )
عثمان بن أبي العاص (سبقت الإشارة إلى كونه من ولاة معاوية في "خلافته" !)
وأترك للقارئ أن يتوقع ما الذي يمكن أن يصدر من هؤلاء .. وهل يمكن للإنسان أن يتخيل للحظة أن هؤلاء كانوا يقاتلون لأجل الدين أو لإعلاء راية لا إله إلا الله ؟؟؟؟
وبالوصول إلى العهد الأموي فقد أصبحت الفتوحات مصدر جباية ودخل لا يستهان به .. يقول الباحث اليمني زيد بن علي الوزير في دراسة له عن عوائق بناء المجتمع العربي المدني واصفاً الفتوحات الأموية [وقد استثنى منها فترة عمر بن عبد العزيز] : لم تعد [الفتوحات] فتوحات "رسالية" ولكنها غدت إلى حد بعيد فتوحات ذرائعية توسعية. انتهت منها الهداية الحضارية وحل محلها الجباية المستأثرة.
ثم إن اتساع الفتوح ليس مشروطا بوجود حضارة. فقد تمت فتوحات واسعة بقوة عقيمة. لقد فتح جنكيز خان معظم العالم القديم بدون حضارة بل ودمر الحضارة ومن قبله كانت القبائل قد دمرت حضارة روما. ومع ذلك فالنبل الذي ظهر على الفتوحات الأموية والعباسية وغيرها كان بفعل مضامين أفكار تم دفنها في صحارى صفين وسهول كربلاء. (عوائق أمام بناء المجتمع المدني العربي- زيد بن علي الوزير)
ولقد تولى السفاح الكبير (الحجاج بن يوسف الثقفي) مسألة إدارة الفتوحات في صدر العصر الأموي فأصبحت وسيلة بين يديه لتعيين أقربائه وتلميع صورهم كمحمد بن القاسم الثقفي مثلاً والتخلص من أعدائه أيضاً كالأشعث بن قيس الذي سبقت الإشارة إلى قصته بشكل مختصر و سنذكرها هنا بشيء من التفصيل لما فيها من عِبَر . يقول ابن كثير :
وكان سبب هذه الفتنة أن ابن الأشعث كان الحجاج يبغضه ، وكان هو يفهم ذلك ، ويضمر للحجاج السوء وزوال الملك عنه ، ثم إن الحجاج بن يوسف نائب الخليفة عبد الملك بن مروان على العراق جهز جيشا من البصرة والكوفة وغيرهما لقتال رتبيل الكافر ملك الترك ، الذي آذى أهل الإسلام وقتل فئاما منهم ، وأمر الحجاج على ذلك الجيش ابن الأشعث ، مع أنه كان يبغضه كما تقدم ، حتى إنه كان يقول : ما رأيته قط حتى هممت بقتله ودخل ابن الأشعث يوما على الحجاج وعنده عامر الشعبي ، فقال الحجاج انظر إلى مشيته !! والله لقد هممت أن أضرب عنقه فأخبر الشعبي ابن الأشعث بما قال الحجاج ، فقال ابن الأشعث : وأنا والله لأجهدن أن أزيله عن سلطانه إن طال ببي البقاء .
فسار ذلك الجيش بإمرة ابن الأشعث ، حتى وطئ أرض ( رتبـيل ) ، ففتح مدنا كثيرة ، وغنم أموالا كثيرة ، وسبى خلقا من الكفار ، ورتبيل ملك الكفار يهرب منهم من مدينة لأخرى . ثم إن ابن الأشعث رأى لأصحابه أن يوقفوا القتال ، حتى يتقووا إلى العام المقبل ، ولتستقر الأمور في البلاد التي فتحوها . فكتب إليه الحجاج يأمره بالاستمرار في القتال ، ويذمه ويعيره بالنكول عن الحرب ، فغضب ابن الأشعث ، ثم سعى في تأليب الناس على الحجاج . وقام والد ابن الأشعث _ وكان شاعرا خطيبا ، فقال : إن مثل الحجاج في هذا الأمر ومثلنا كما قال القائل : ( احمل عبدك على الفرس ، فإن هلك هلك ، وإن نجا فلك ) ، إنكم إن ظفرتم كان ذلك زيادة في سلطان الحجاج ، وإن هلكتم كنتم الأعداء البغضاء . ثم قال : اخلعوا عدو الله الحجاج ، ولم يذكر خلع الخليفة ، اخلعوا عدو الله الحجاج وبايعوا لأميركم عبد الرحمن بن الأشعث ، فإني أشهدكم أني أول خالع للحجاج . (البداية والنهاية 9-39 وما بعدها)
وفي النص إشارات كثيرة تستحق الوقوف عندها [/COLOR[COLOR=darkgreen]].. فالحجاج - وهو عدو الله كما يصفه "المجاهدون" كما أنه امير الجهاد في نفس الوقت ! - يبعث إلى الجهاد من كان يبغضه كما لم يبغض أحداً ويهم بضرب عنقه !!! والأشعث من جهته - القائد المجاهد - كان يجتهد أن يزيل أميره عن سلطانه .. والجيش الباسل كان يرى أنه إذا انتصر فهو "زيادة في سلطان الحجاج" !!!! [ وليس زيادة في نشر الإسلام مثلاً ..
ومن هنا نفهم عقلية أولئك "الفاتحين" وكيف كانوا يفكرون] .. وبين هذا وذاك فقد فتحت مدن كثيرة وغنمت أموال كثيرة وسبي خلق من الكفار كما يعبّر ابن كثير ...
هذه هي صورة الفتوحات الإسلامية "الراشدية" والأموية (الحجاجية) أيها الزملاء ..
أتوقف هنا الان لنتابع مستقبلا إن شاء الله
والسلام عليكم ورحمة الله
الاقمار
12-01-2008, 12:47 PM
والان وصلنا الى السؤال ما قبل الأخير ( ما هي نتائج الفتوحات ؟ )
في الحقيقة إن الفتوحات - كما رأيناها عبر الموضوع - كانت حركة ذات عنوان ديني ومضمون توسعي غالبا ، بحيث كان يستهدف أحيانا زيادة رقعة الدولة ومواردها المادية وأحيانا أخرى كان الهدف منها هو التخلص من المشاكل والأزمات الداخلية المحتملة أو الفعلية عن طريق إشغال الناس بـ "الجهاد " والاستشهاد وكذلك التخلص من البعض الذين يشكّلون - أو قد يشكّلون - إزعاجا داخليااً للدولة ..
ولو أردنا استعراض نتائج الفتوحات باختصار على كافة الصعد فيمكننا تلخيصها في ثلاث نقاط أساسية :
1- إنتشار الإسلام أفقيا في العديد من المناطق الجغرافية وبين عدد من الشعوب والقوميات .. وقد حصل هذا الانتشار بأشكال متعدده ..
- إما عن طريق اعتناق السكان الأصليين للإسلام بدوافع شتى ككونه دين الدولة الجديدة - والناس على دين ملوكهم - أو بهدف الإعفاء من الجزية كما حصل مع أهالي خراسان حيث يذكر الطبري أنه " سارع الناس إلى الإسلام ، فقيل للجراح [والي خراسان أيام الحجاج] أن الناس قد سارعوا إلى الإسلام وإنما ذلك نفوراً من الجزية فامتحنهم بالختان" (الطبري 8-134) أو بهدف التخلص من الرق والعبودية بالنسبة للأسرى ، أو بهدف دفع القتل عن أنفسهم أو بهدف التخلص من المعاملة المهينة كما يقول القاضي أبو يوسف مثلاً مفصلاً بعض أحكام أهل الذمة " ينبغي مع هذا أن تختم رقابهم في وقت جباية جزية رؤوسهم حتى يفرغ من عرضهم" .. (الأديان والمذاهب بالعراق لرشيد الخيون - الإسلام والمسيحية) [ ويذكر اليعقوبي أنه كانت تُختم رقاب أهل الذمة وقت جباية جزية الرؤوس ثم تكسر الخواتيم وتستبدل بشارة تُعلّق حول الرقبة يقدمها عامل الجزية دلالة على دفع الجزية.]
- أو عن طريق إسكان " الفاتحين " مكان السكان الأصليين .. كما حصل في الأندلس مثلا .. جاء في كتاب العرب والاسلام في الحوض الغربي للدكتورعمر فروخ ( ص 153 - 152) ما يلي :
أ ) أنزل أهل دمشق في البيرة (مقاطعة غرناطة) - لشبه البيرة بدمشق - وسماها دمشق.
ب) أنزل أهل حمص في إشبيلية - لشبه مقاطعة اشبيلية بحمص - وسمّاها حمص.
ج) أنزل أهل قنّسرين في مقاطعة جيّان وسماها قنّسرين.
د) أنزل أهل الأردن في مقاطعة ريّة (في أُرْشُذونة ومالِقة) وسماها الأردن.
ه) أنزل أهل فلسطين في شذونة (وهي مقاطعة شريش) وسماها فلسطين.
و) أنزل أهل مصر, وكانوا كثاراً, في مكانين : في مقاطعة باجة من جنوب غربي الأندلس, وفي مقاطعة تُدْمير من جنوبي شرقي الأندلس.
وأقطع أبو الخطار أهل الشام, في الأماكن التي أنزلهم فيها, أراضي مما كان يملك عجم الأندلس (الاسبان الذين لم يعتنقوا الاسلام ولا تعلموا العربية ) ثم أعطاهم من أنعام هؤلاء العجم ما يستطيعون أن يعيشوا به.
وبهذه الطريقة "أسلمت" إسبانيا ..
وبنفس الطريقة .. خرجت إسبانيا من الإسلام لاحقا
لقد أدت هذه الطريقة إلى عمليات ردة جماعية تظهر فور ضعف الحكم العربي كما حصل في شمال إفريقيا بعد "الفتح" الأول لها على يد عقبة بن نافع وكما حصل في بلاد ما وراء النهر (جبال الغور) .. راجع ابن خلدون (ج3 - ص9 وص 10) ويقول ابن خلدون أن "البربر ارتدوا بإفريقيا المغرب اثنتي عشرة مرة وزحفوا في كلها للمسلمين " (ج6 ص 103و ص 110) .. وهذه بنظري نتيجة طبيعية جداً لنشر الإسلام بالسيف بدل نشره بالإقناع والجدل كما أمر القرآن الكريم ..
2- توسع الإمبرطورية واكتناز المكاسب المادية :
تدفقت الأموال والغنائم والثروات على الدولة ، وأصبحت الجزية مطاطية القوام تتحرك كي تتلائم مع جشع الخلفاء .. ففي أيام معاوية يحدثنا المقريزي قائلا : كتب معاويه بن أبى سفيان إلى وردان , وكان تولى جمع خراج مصر , أن زد على كل رجل من القبط قيراطا , فكتب إليه وردان : كيف نزيد عليهم وفى عهدهم لا يزاد عليهم شئ , فعزله معاويه !! (فتوح مصر وأخبارها لابن عبد الحكم ص89)..
لا بل أصبحت الجزية تؤخذ ممن أسلم وممن لم يسلم كما حصل في بلاد الصغد وبخارى .. يقول الطبري (ج 5 ص 397 - ذكر الخبر عما كان من أمر أشرس وأمر أهل سمرقند ومن وليهم في ذلك ) :
" وأشرك أشرس مع هانئ بن هانئ سليمان بن أبى السرى مولى بنى عوانة في الخراج فألح هانئ والعمال في جباية الخراج واستخفوا بعظماء العجم وسلط المجشر عميرة بن سعد على الدهاقين فأقيموا وخرقت ثيابهم وألقيت مناطقهم في أعناقهم وأخذوا الجزية ممن أسلم من الضعفاء فكفرت السغد وبخاري واستجاشوا الترك" .
أما أغرب ما في الأمر فهو أنها - أي الجزية - أصبحت تؤخذ حتى من الأموات أيضاً !! فقد كتب حيان إلى عمر بن عبد العزيز يسأله أن يجعل جزيه موتى القبط على أحيائهم , فسأل عمر عراك بن مالك فقال عراك: " ما سمعت لهم بعهد ولا عقد وإنما أخذوا عنوه بمنزله العبيد " فكتب عمر إلى حيان بن شريح أن يجعل جزيه موتى القبط على أحيائهم !!!! (فتوح مصر وأخبارها لإبن عبد الحكم ص 89)
وأصبح هم الصحابة "الفاتحين" هو اقتسام الأموال ، جاء في فتوح البلدان ( ج 1 ص 256) :
وحدثني الحسين بن الاسود قال : حدثنى يحيى بن آدم عن عبد الله بن المبارك عن ابن لهيعة عن يزيد بن أبى حبيب ، عن من سمع عبد الله بن المغيرة بن أبى بردة قال : سمعت سفيان بن وهب الخولانى يقول : لما افتتحنا مصر بلا عهد قام الزبير بن العوام فقال : يا عمرو ! اقسمها بيننا . [!!!!] فقال عمرو : لا والله ، لا أقسمها حتى أكتب إلى عمر .
وتدفق الرقيق بأنواعه إلى أيدي الصحابة والفاتحين .. وكان مصدر الرقيق في بداية الفتوحات من أسرى الحرب ممن لم يعتنقوا الاسلام ، يقول صاحب كتاب معالم الحضارة العربية : " ونظراً لتوسع الفتوحات العربية, كثر الرقيق المجلوب من البلاد المفتوحة, وشاع استخدامهم. إذ كان الأسرى والسبابا يوزعون على ذوي العلاقة من المحاربين جنداً وقواداً, وأكثر هؤلاء يبيعون ما يزيد عن حاجتهم منهم. فاتسعت معاملات شراء أنواع الرقيق واستجلابها, فصارت تجارة واسعة, كان لها في بغداد سوق خاصة. وعندما انشئت سامراء أقيمت فيها سوق كانت تقع في الشارع الأعظم, وهي مربعة الشكل بها طرق متشعبة وعلى جانبيها الغرف والحوانيت للرقيق أيضاً." (معالم الحضارة العربية لأحمد عبد الباقي ص 50)
ووصل الأمر بالفاتحين – المهتمين للغاية طبعا بنشر الإسلام – إلى طلب الجزية على شكل أطفال ونساء !!!!!! .. يقول البلاذري عن فتح طرابلس:
حدثنى محمد بن سعد عن الواقدي عن شرحبيل بن أبى عون ، عن عبد الله بن هبيرة قال : لما فتح عمرو بن العاصى الاسكندرية سار في جنده يريد المغرب ، حتى قدم برقة ، وهى مدينة أنطابلس . فصالح أهلها على الجزية وهى ثلاثة عشر ألف دينار يبيعون فيها من أبنائهم من أحبوا بيعه !!!!!! (فتوح البلدان ج 1 ص 264)
ويقول في موضع آخر عن فتح برقة : أبو عبيد القاسم بن سلام قال : حدثنا عبد الله بن صالح عن الليث ابن سعد ، عن يزيد بن أبى حبيب أن عمرو بن العاصى كتب في شرطه على أهل لواتة من البربر من أهل برقة : إن عليكم أن تبيعوا أبناءكم ونساءكم فيما عليكم من الجزية !!!!! (ج 1ص 265)
ويعلق الفقيه السني (الليث) على هذه "الفتوحات" فيقول : لو كانوا عبيدا ما حل ذلك منهم . (المصدر نفسه).
ويشبه عمرو بن العاص فتوحات مصر وما وراءها بالبقرة الحلوب ، حيث يذكر المؤرخون أن عمرو بن العاص عندما إنتهى من قتال الروم أراد عثمان ان يوليه رئيسا عاما لجيش العرب في مصر ويبعده عن جبايه الضرائب ويقيم عبد الله بن سعد على خراجها فقال عمرو "اذا أنا كماسك البقره بقرنيها واخر يحلبها" (المواعظ والاعتبار 1-74)
والطريف أن بعض "الفاتحين" كان يوصي بإمداده بمن تعرف عنه الرغبة في الملذات الدنيوية [ كونها الهدف الفعلي لفتوحاته .. والذي هو طبعاً بمثابة السر المعلن] فقد ذكروا أن حبيب بن مسلم الفهري "كان ذا أثر جميل في فتوح الشام وغزو الروم " وأنه كتب إلى الخليفة عثمان يسأله المدد "فكتب عثمان إلى معاوية يسأله أن يشخص إليه من أهل الشام والجزيرة قوماً ممن يرغب في الجهاد والغنيمة" !!!!!! (فتوح البلدان 1-234)
3- بروز النزعات العنصرية :
وأشير هنا إلى ظهور طبقة الموالي التي يصفها المؤرخون بأنها المسلمون من غير العرب والتي نشأت أساساً من العصبية القومية الهائلة التي طبعت العصر الأموي ، تقول الباحثة الفلسطينية ريدة البرعي : " إلى جانب طبقة المسلمين العرب، ثمة فئة ثانية من الأهالي، هي فئة الموالي، وهم المسلمون من الأعاجم، ومعظمهم من الأراميين والسريان، وهم السكان الأصليين، الذين اعتنقوا الإسلام، وكان دأب هؤلاء أن يلتحقوا ببعض القبائل العربية، عن طريق الولاء، فيعتبرون من أفرادها، ويحتسبون من مواليها، لكن التحاقهم بالعرب، على هذه الصورة، أدى إلى اعتبارهم الطبقة الاجتماعية الدُنيا في البيئة الإسلامية، فامتعضوا لذلك، أشد الامتعاض " (مجلة رؤية 3- 28– فلسطين في العهد الأموي)
ويصف "الخليفة" معاوية هؤلاء الموالي بأنهم "أشباه الناس" !!!!!!!! حيث يقول مبيناً "أنواع" الناس في مصر كما جاء في مروج الذهب : أهل مصر ثلاثة أصناف، فثلث ناس، وثلث يشبه الناس، وثلث لا ناس، فأما الثلث الذين هم الناس فالعرب، والثلث الذين يشبهون الناس فالموالي، والثلث الذين لا ناس المسالمة يعني القبط" (مروج الذهب ص 311)
ومن باب الاستطراد .. يرى الباحثون أن من أهم أسباب تكالب القبائل العربية على ثورة المختار الثقفي هو إنصافها لطبقة الموالي التي بقيت مضطهدة طيلة العصر الأموي والزبيري أيضاً ( يقول السيد محمد حسين فضل الله : وقد أنصف المختار عندما تولّى الحكم، طبقة في المجتمع الإسلامي كانت مضطهدة في عهد الأمويين، واستمر اضطهادها في عهد ابن الزبير، وهي طبقة الموالي (المسلمين من غير العرب)، الذين كانت عليهم واجبات المسلمين ولم تكن لهم حقوقهم، فلما استتبّ الأمر للمختار أنصفهم، فجعل لهم من الحقوق مثل ما لغيرهم من عامة المسلمين. وقد أثار هذا العمل الأشراف وسادة القبائل فتكتّلوا ضد الثورة، وتآمروا عليها .. (بينات - ثورة المختار... امتدادٌ لثورة الحسين(ع) )
وأشير في مجال النزعات العنصرية أيضاً بشكل خاص إلى ما ورد حول نسبة السكان الأصليين في شمال إفريقيا إلى "الفاتحين" آنذاك وكيف جرت عمليات إقصاء أوإلغاء كبير لهم ..
وهناك آثار ونتائج أخرى للفتوحات يطول الحديث في استقصائها الآن .. فأكتفي بهذا المقدار ، على أمل إتمام الموضوع بإذن الله
والحمد لله رب العالمين
الاقمار
12-01-2008, 12:48 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
وصلنا إلى السؤال الأخير : لماذا توقفت الفتوحات ؟
وسيكون بإذن الله خاتمة هذا البحث وبعده سنحاول القاء الضوء على بعض ما جاء في هذا البحث من فوائد عامه
وهذا السؤال يعتبر تكميليا للموضوع لأننا أردنا التركيز أساسا على كيفية حصول الفتوحات واستعراض نتائجها
على أي حال يمكن إيراد عدة أسباب لهذا التوقف ..
اولا :
إنطفاء الجذوة الدينية بالكامل تقريبا لدى المقاتلين الفاتحين ، فإذا كان الخلفاء الأوائل – كما رأينا – يزاوجون بين "الجهاد" و"الغنائم" في دعوتهم للفتوحات كما أخبر المثنى الصحابة مشجعا على فتح العراق "بما فتح الله تعالى على يدي خالد من معظم أرض العراق ومالهم هناك من الاموال والاملاك والامتعة والزاد )
وكما كتب عثمان إلى معاوية "يسأله أن يشخص إليه من أهل الشام والجزيرة قوما ممن يرغب في الجهاد والغنيمة" [سبقت الإشارة إلى مصادر هذين النصين]
فإن الهدف المادي والسياسي قد أصبح فاقعا شديد الوضوح للجميع في الوقت اللاحق حتى وصل الأمر إلى حد تصفية الحسابات السياسية الشخصية من خلال الفتوحات كما رأينا في قصة الأشعث مع الحجاج أو إلى حد أن أصبحت الجزية تؤخذ ممن أسلم وممن لم يسلم على حد سواء كما مر في الموضوع
لقد كان الناس يشاهدون البلدان المفتوحة التي بذلوا دماءهم لأجلها وقد أصبحت ولايات أموية تبنى فيها القصور للولاة وأمراء القبائل المتنفذة ويُلعن من على منابرها أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ( ع )
[قال الحموي في معجم البلدان ( 5-38 ) :
لعن علي بن ابي طالب (رض ) على منابرالشرق والغرب , ولم يلعن على منبر سجستان الا مرة , وامتنعوا على بني امية حتى زادوا في عهدهم [عهد الفتح "الإسلامي"!!!!!] : وان لا يـلعن على منبرهم احد واي شرف اعظم من امتناعهم من لعن اخي رسول اللّه (( على منبرهم , وهو يلعن على منابر الحرمين ـ مكة والمدينة انتهى . ] فمن الذي سيصدق بعد ذلك إذاً أن هذا هو الإسلام ؟؟؟؟
ثانيا :
توسع الدولة وتضخمها كثيرا إلى درجة أصبحت المحافظة عليها – فضلا عن زيادة رقعتها – في غاية الصعوبة ، وكانت حالة " الفتوحات " قدالت في عصر هشام بن عبد الملك (ويمكن اعتبار عصره التاريخ الحقيقي لتوقف الفتوحات) إلى ما يلي :
على الجبهة الغربية : انهزم الجيش الأموي في معركة بواتييه جنوب فرنسا وتوقف عن متابعة الفتح بعد ذلك
على الجبهة الشرقية : وصل الجيش إلى شاطئ بحر الخزر (قزوين) وتوقف عن المتابعة
على الجبهة الشمالية : كان هناك توازن في القوى مع الروم بحيث توقفت الفتوحات السابقة وتحولت إلى مناوشات مستمرة وغزوات محدودة متبادلة
وبالتالي .. فلم تعد الدولة قادرة على التوسع أكثر من ذلك
ثالثا :
الثورات الداخلية والاضطرابات والانتفاضات التي توالت وأقضّت مضاجع الخلفاء ومنعتهم من مواصلة مشاريعهم الخارجية : كثورة الشهيد زيد (ره) و ثورة ابنه يحيى وتحركات الخوارج والثورة التي حصلت ضد والي افريقيا وانقلاب الولاة السابقين على السلطة المركزية كما في حالة يزيد بن المهلب والي العراق والانقلابات الداخلية للأسرة الحاكمة على نفسها وقتل بعض " الخلفاء" وإنشقاق بعض أفراد الأسرة كسليمان بن هشام بن عبد الملك الذي ثار على ابن عمه مروان بن محمد [/COLOR[COLOR=darkgreen]].. إلخ
أما الدولة العباسية التي ورثت الأمويين ففضلاً عن الصعوبات الإدارية الهائلة المتعلقة بالامبرطورية مترامية الأطراف التي ورثتها .. فقد انشغلت منذ بداياتها بقمع الثورات الداخلية وانفصال أجزاء هامة عن الدولة لاحقاً مما جعلها تتعامل مع الفتوحات كنوع من الفولوكلور التاريخي الذي مارسه بعض الخلفاء كهارون " الرشيد " حيث كان يقوم بـ"تفقد" الثغور ( الثغور هي المدن الحدودية مع الروم والتي كانت موضع نزاع مستمر بين الطرفين ) عاماً والحج عاماً آخر ليكتب على قلنسوته أنه : غازٍ حاج !!!!!!!!!! وهكذا كانت نهاية حقبة الفتوحات العربية ..
أما " الفتوحات " العثمانية فلن نتطرق لها في هذا الموضوع ، مع ملاحظة أنها كانت أكثر بؤسا بكثير من الفتوحات العربية بحيث أنها عجزت عن نشر الإسلام بشكل واقعي في الدول الأوروبية الشرقية التي حكمتها لأكثر من 400 سنة ولم تترك وراءها إلا "جاليات" إسلامية تركية غالبا ..
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الاقمار
12-01-2008, 12:49 PM
ماذا يقول التاريخ ؟؟
تاريخ ابن خلدون [ جزء 1 - صفحة 253 ]
... ( الصحابة ) زحفوا إلى أمم فارس و الروم و طلبوا ما كتب الله لهم من الأرض بوعد الصدق فابتزوا ملكهم و استباحوا دنياهم فزخرت بحار الرفه لديهم حتى كان الفارس الواحد يقسم له في بعض الغزوات ثلاثون ألفا من الذهب أو نحوها فاستولوا من ذلك على مالا يأخذه الحصر و هم مع ذلك على خشونة عيشهم فكان عمر يرقع ثوبه بالجلد و كان علي يقول : يا صفراء و يا بيضاء غري غيري و كان أبو موسى يتجافى عن أكل الدجاج لأنه لم يعهدها للعرب لقلتها يومئذ و كانت المناخل مفقودة عندهم بالجملة و إنما يأكلون الحنطة بنخالها و مكاسبهم مع هذا أتم ما كانت لأحد من أهل العالم
قال : المسعودي
في أيام عثمان أفتى الصحابة الضياع و المال فكان له يوم قتل عند خازنه خمسون و مائة ألف دينار و ألف ألف درهم و قيمة ضياعه بوادي القرى و حنين و غيرهما مائتا ألف دينار و خلف إبلا و خيلا كثيرة
و بلغ الثمن الواحد من متروك الزبير بعد وفاته خمسين ألف دينار و خلف ألف فرس و ألف أمة
و كانت غلة طلحة من العراق ألف دينار كل يوم و من ناحية السراة أكثر من ذلك
و كان على مربط عبد الرحمن بن عوف ألف فرس و له ألف بعير و عشرة آلاف من الغنم و بلغ الربع من متروكه بعد وفاته أربعة و ثمانين ألفا
و خلف زيد بن ثابت من الفضة و الذهب ما كان يكسر بالفؤوس غير ما خلف من الأموال و الضياع بمائة ألف دينار
و بنى الزبير داره بالبصرة و كذلك بنى بمصر و الكوفة والإسكندرية
و كذلك بنى طلحة داره بالكوفة و شيد دارة بالمدينة وبناها بالجص و الآجر و الساج
و بنى سعد بن أبي وقاص داره بالعقيق و رفع سمكها و أوسع فضاءها و جعل على أعلاها شرفات
و خلف يعلى بن منبه خمسين ألف دينار و عقارا و غير ذلك ما قيمته ثلاثمائة ألف درهم من كلام المسعودي فكانت مكاسب القوم كما تراه و لم يكن ذلك منيعا عليهم في دينهم إذ هي أموال حلال لأنها غنائم و فيوء
الطبقات الكبرى ( عثمان بن عفان [ جزء 1 - صفحة 111 ]
عثمان بن عفان [ جزء 1 - صفحة 111 ] وكان سعد بن أبي وقاص فيمن حمل جنازته وهو يقول : واجبلاه وخلف مالا عظيما من ذهب قطع بالفؤوس حتى مجلت يدي الرجال منه . وترك ألف بعير ومائة فرس وثلاثة آلاف شاة ترعى بالبقيع وترك أربع نسوة . أخرجت امرأة من إرثها بثمانين ألفا يعني صولحت
صحيح البخاري
... قال بنو الزبير اقسم بيننا ميراثنا قال لا والله لا أقسم بينكم حتى أنادي بالموسم أربع سنين ألا من كان له على الزبير دين فليأتنا فلنقضه قال فجعل كل سنة ينادي بالموسم فلما مضى أربع سنين قسم بينهم قال فكان للزبير أربع نسوة ورفع الثلث فأصاب كل امرأة ألف ألف ومائتا ألف فجميع ماله خمسون ألف ألف ومائتا ألف
http://www.al-eman.com/hadeeth/viewc...ومائتا-الف#SR1 (http://www.m-alhuda.com/redirector.php?url=http%3A%2F%2Fwww.al-eman.com%2Fhadeeth%2Fviewchp.asp%3FBID%3D13%26CID% 3D117%26SW%3D%C7%E1%DD-%C7%E1%DD-%E6%E3%C7%C6%CA%C7-%C7%E1%DD-%DD%CC%E3%ED%DA-%E3%C7%E1%E5-%CE%E3%D3%E6%E4-%C7%E1%DD-%C7%E1%DD-%E6%E3%C7%C6%CA%C7-%C7%E1%DD%23SR1)
و قدبين أبو ذر رضوان الله تعالى عليه حال بعضهم من اكتناز الذهب و الفضة و وقع خلاف بينه و بينهم
صحيح البخاري
1341 - حدثنا علي سمع هشيما أخبرنا حصين عن زيد بن وهب قال: مررت بالربذة فإذا أنا بأبي ذر رضي الله عنه فقلت له ما أنزلك منزلك هذا ؟ قال كنت بالشأم فاختلفت أنا ومعاوية في { الذين يكنزون الذهب والفضة ولا ينفقونها في سبيل الله } . قال معاوية نزلت في أهل الكتاب فقلت نزلت فينا وفيهم فكان بيني وبينه في ذاك وكتب إلى عثمان رضي الله عنه يشكوني فكتب إلي عثمان أن أقدم المدينة فقدمتها فكثر علي الناس حتى كأنهم لم يروني قبل ذلك فذكرت ذاك لعثمان فقال لي إن شئت تنحيت فكنت قريبا . فذاك الذي أنزلني هذا المنزل ولو أمروا علي حبشيا لسمعت وأطعت
http://www.al-eman.com/hadeeth/viewc...نا-بابي-ذر#SR1 (http://www.m-alhuda.com/redirector.php?url=http%3A%2F%2Fwww.al-eman.com%2Fhadeeth%2Fviewchp.asp%3FBID%3D13%26CID% 3D49%26SW%3D%E3%D1%D1%CA-%C8%C7%E1%D1%C8%D0%C9-%DD%C7%D0%C7-%C7%E4%C7-%C8%C7%C8%ED-%D0%D1%23SR1)
أقول
ومن المفارقات العجيبه أن يقبل يؤمن البعض باتهام الصحابه عرض رسول الله ( ص ) في حادثة الافك , ولا يريد أن يؤمن بأن الصحابه يمكن أن تغيرهم الدنيا ببريق ذهبها
ومن المفارقات العجيبه أيضا أن يؤمن البعض بأن الصحابه وفي حياة رسول الله ( ص ) يأمرهم بأن لا يبرحوا الجبل يوم أحد , ويخالفونه ويتركون موقعهم جريا وراء الغنائم ,,, ولا يؤمنون بأنهم ممكن أن يكونوا كذلك بعد وفاة النبي ( ص )
الاقمار
12-01-2008, 12:49 PM
التحاسد ! والتدابر ! والتباغض ! بين الصحابة ! بسبب الفتوحات !
صحيح مسلم
حدثنا عمرو بن سواد العامري. أخبرنا عبدالله بن وهب. أخبرني عمرو بن الحارث؛ أن بكر بن سوادة حدثه؛ أن يزيد بن رباح (هو أبو فراس، مولى عبدالله بن عمرو بن العاص) حدثه عن عبدالله بن عمرو بن العاص ، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ أنه قال "إذا فتحت عليكم فارس والروم، أي قوم أنتم؟" قال عبدالرحمن بن عوف: نقول كما أمرنا الله. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "أو غير ذلك. تتنافسون. ثم تتحاسدون. ثم تتدابرون. ثم تتباغضون. أو نحو ذلك. ثم تنطلقون في مساكين المهاجرين، فتجعلون بعضهم على رقاب بعض"
http://www.al-eman.com/hadeeth/viewc...ي-قوم-انتم#SR1 (http://www.m-alhuda.com/redirector.php?url=http%3A%2F%2Fwww.al-eman.com%2Fhadeeth%2Fviewchp.asp%3FBID%3D1%26CID%3 D161%26SW%3D%C7%D0%C7-%DD%CA%CD%CA-%DA%E1%ED%DF%E3-%DD%C7%D1%D3-%E6%C7%E1%D1%E6%E3-%C7%ED-%DE%E6%E3-%C7%E4%CA%E3%23SR1)
صحيح مسلم
حدثني حرملة بن يحيى بن عبدالله (يعني ابن حرملة بن عمران التجيبي). أخبرنا ابن وهب. أخبرني يونس عن ابن شهاب، عن عروة بن الزبير؛ أن المسور بن مخرمة أخبره؛ أن عمرو بن عوف، وهو حليف بن عامر بن لؤي، وكان شهد بدرا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، أخبره؛
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث أبا عبيدة بن الجراح إلى البحرين. يأتي بجزيتها. وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم هو صالح أهل البحرين. وأمر عليهم العلاء بن الحضرمي. فقدم أبو عبيدة بمال من البحرين. فسمعت الأنصار بقدوم أبي عبيدة. فوافوا صلاة الفجر مع رسول الله صلى الله عليه وسلم. فلما صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم انصرف. فتعرضوا له. فتبسم رسول الله صلى الله عليه وسلم حين رآهم. ثم قال "أظنكم سمعتم أن أبا عبيدة قدم بشيء من البحرين؟" فقالوا: أجل. يا رسول الله! قال "فأبشروا وأملوا ما يسركم. فوالله! ما الفقر أخشى عليكم. ولكني أخشى عليكم أن تبسط الدنيا عليكم كما بسطت على من كان قبلكم. فتنافسوها كما تنافسوها. وتهلككم كما أهلكتهم".
http://www.al-eman.com/Islamlib/view...ID=138&CID=187 (http://www.m-alhuda.com/redirector.php?url=http%3A%2F%2Fwww.al-eman.com%2FIslamlib%2Fviewchp.asp%3FBID%3D138%26CI D%3D187)
الاقمار
12-01-2008, 12:53 PM
اتمنى من الادارة تثبيت هذا البحث القيم
واتمنى من القاريء ان يقرا بتمعن حقيقة هذه الفتوحات دون تعصب
البريدي
12-01-2008, 11:36 PM
الاقمار بحث كبير ويحتاج تلخيص
×××××××××××××××××××××××××××××××××××××××
×××××××××××××××××××××××××××××××××××××××
×××××××××××××××××××××××××××××××××××××××
((أقــــــرأ وتعلم القرآءة أولا قبل النقاش فيه وانت جاهل بما جاء فيه من الأصل))
البريدي
14-01-2008, 12:18 AM
الاقمار بحث كبير ويحتاج تلخيص
×××××××××××××××××××××××××××××××××××××××
×××××××××××××××××××××××××××××××××××××××
×××××××××××××××××××××××××××××××××××××××
((أقــــــرأ وتعلم القرآءة أولا قبل النقاش فيه وانت جاهل بما جاء فيه من الأصل))
لماذاا حذف المداخله يااستاذ حيدره
جلست اكثر من 45 دقيقه ولخصت مااريد لكي استفسر منكم
اي صاحب الموضوع المنقول ومرايات الاثني عشريه
حيــــــــــدرة
14-01-2008, 01:14 AM
لماذاا حذف المداخله يااستاذ حيدره
جلست اكثر من 45 دقيقه ولخصت مااريد لكي استفسر منكم
اي صاحب الموضوع المنقول ومرايات الاثني عشريه
ليست مشكلتي ...
أقـــــــــــرأ ما كتب أولا وقم بالحوار فيه وارد عليه بالحق والعقل ....
الحاج فارس
29-04-2009, 07:43 PM
ممتاز موضوع يستحق الاهتمام البالغ و الدراسة الدقيقة و المناقشة البنائة لاظهار الحقائق المرة لتلك المجازر الرهيبة تحت راية لا اله الا الله و اكبر من تلك المجازر جريمة الخيانة العظمى بتحريف الدين و التاريخ بهمجية لم تات بها امة قبلهم من العالمين و سيعلم الظالمون اي منقلب ينقلبون
رافضي للابد
29-04-2009, 08:01 PM
يعطيك العافية ويا ريت الادارة تثبته
جابولي صداع من من سيف الله المسلول !!
vBulletin 3.8.14 by DRC © 2000 - 2024
Jannat Alhusain Network © 2024